المفهوم المسيحي للزواج

المفهوم المسيحي للزواج


الزواج في المسيحية سر مقدس، يتم بفعل الروح القدس لذلك ينبغي أن نتعرف عليه، لكي ندرك قدسيته وأبعاده.
"هذا السر عظيم" (أف 5: 22)
من هنا يتسامى الزواج المسيحي على اقتران الأجساد، ليصل بنا إلى اقتران الأرواح بفعل وحضور وحلول الروح القدس. ولكن هذا لا يتم بطريقة سحرية، بل من خلال وعي ومشاركة العروسين بالإيمان وبالأعمال مع عمل النعمة.
+ هناك "طقوس" زواج، وهناك "أتفاق طرفين" و"مظاهر اجتماعية" تختلف من مجتمع إلى آخر. لكن الجديد في حياتنا المسيحية هو "عمل الروح القدس" الذي يجعل من الاثنين واحداً... "يصير الاثنان جسداً واحداً" (متى19: 5)
"ماجمعه الله لا يفرقه الإنسان" (متى19: 6)
أهداف الزواج المسيحي:
1- اتحاد الحب الروحي:
- الحب الجسدي أو الشهوة (الايردس)
- الغيليا: الحب الإنساني البشري الطبيعي
- الأغابي: الحب الروحاني المقدس الإلهي
2- التعاون في الحياة مع المساعدة في تحمل مشاكل ومصاعب الحياة.
3- حياة القداسة
4- استمرار النوع الإنساني... الإنجاب
سمات الأسرة المسيحية
الأسرة في المفهوم المسيحي كنيسة صغيرة إذ يقول الرسول بولس: "إلى فيلموت المحبوب... وإلى الكنيسة التي في بيتك" (فل1: 2). وهي مجال لاختبار عمل الله ومحبته بين الزوجين.
ميادين المحبة الأسرية: تظهر هذه المحبة في ميادين مختلفة ومجالات متعددة مثل:
1- المذبح العائلي: الصلاة المشتركة وقراءة جزء من الكتاب المقدس مثلاً كوسيلة ربط روحي للأسرة وللابتعاد عن الخطيئة فيما بينها.
2- التناول المشترك مع سر المصالحة: الالتفاف حول جسد الرب ودمه الأقدسين مع توبة حقيقية هي قوة متجددة مستمرة للأسرة كلها.
3- طرح المشاكل أمام الله: تعويد أولادنا أن نرفع قلوبنا لله عند أي مشكلة أو ضيقة بعد أمر هام فبذلك نعطي الله فرصة للتدخل في مشكلاتنا. ويعطينا تهيئة قلبية للتسلم والشكر وبهذا نعي في الأولاد روح الإيمان.
4- روح التفاهم في الأسرة ونية إنهاء المشاكل: الإحساس بمشاكل الآخر.
5- زيارات المحبة: بين الأسر المسيحية المؤمنة مع احترام مشاعر أسرة الزوج والزوجة.
6- روح البساطة والقناعة: أن أخطر ما يباغت الأسرة من حروب هي حرب التقليد والمظهرية والغيرة من أسر أخرى. (1تي 6: 6-9)
7- التربية المتزنة للأولاد: وخاصة العواطف ومتبعة الولد من ناحية الحنان والتفاهم والإقناع.
8- الأسرة والمجتمع الخارجي: المرونة القوية الوقائية هي الانفتاح على الناس والتعامل معهم دون الأندماج الضار مع انحرافاتهم. فلذلك يجب على الأسرة أن تدقق في عدة أمور... حتى لا تتحول إلى مشاكل خطيرة عكس المرونة السلبية اعملوا ما يحلوا لكم.
9- وسائل الأعلام في الأسرة: ليس من الخطأ وجود وسائل الإعلام المختلفة في الأسرة ولكن الخطأ هو في عدم تربية ضمير الأولاد. بل ضمير الوالدين أنفسهم على الانتقاء الصالح.
مثال: اختيار الأهل الفيلم الجيد والكتاب والمجلة...
10- روح الخدمة: المسيح يعلمنا الخدمة، إن الأنانية التي نلقنها لأولادنا سندفع ثمنها غالياً ما لم نصحح مواقفنا. نحن ندعوهم إلى حب النفس وكراهية حتى أبناء عمومهم. ندعوهم إلى الغيرة وغلى التكبر....
الأسرة وتسليم الإيمان
هذه هي الوظيفة الرئيسية والجوهرة للأسرة المسيحية... عن طريق التربية المسيحية ويتم ذلك عن طريق:
+ حياة العبادة: عن طريق الصلاة وحضور القداس...الخ الصلاة قبل الأكل، سماع التراتيل، حضور بعض الأفلام الدينية.
+ السلام الأسري: النابع من السلام الداخلي مع الرب يسوع البعيد عن الشهوات وهذا ما يؤثر على تربية الأولاد والسلام العام للبيت.
+ التصرف في المواقف:
- محبة الآخرين بصدق ودون رياء.
- الحكمة في التصرف مع هدوء، يبتعد عن المشاجرات والمنازعات.
- الخدمة.
- ملتزمة بمبادئ المسيح.
+ تشجيع الأمور الروحية والدينية: المكتبة الروحية... كتب، مجلات، أفلام، زيارة أماكن مقدسة...
الأسرة والتربية السليمة
الأسرة... هي الجوهر الأساسي في تكوين الشخصية افنسانية: نلاحظ ذلك في مختلف الفئات والبيئات...
- من الناحية الفطرية (العوامل الموروثة والمولودة مع الإنسان)
- العوامل المكتسبة (يكتسبها الإنسان خلال مسيرته في الحياة...)
بعض الأمثلة في التربية السليمة:
- مبدأ القدوة:
لا نتحدث من منطلق ديني أو أخلاقي فحسب، بل من منطلق علمي وعملي أيضا فالطفل يقلد أبويه في كل شيء... وهو سريع الالتقاط.
+ وهناك خطورة وأهمية مانقدمه للطفا من كلمات أو مبادئ أو تصرفات... كالشتيمة أو القسم أو النميمة أو الضرب أو الإساءة للآخرين: طفل في عائلة هادئة: هادئ / طفل في عائلة مشاجرات: عصبي.
- مبدأ فهم المرحلة:
من المهم أن يدرس الوالد في المراحل المختلفة التي يجتازها الطفل:
+ الطفولة المبكرة 3-7 سنوات: يكون الطفل خيالياً، مقلداً، ويبدأ بالتحرك داخل الأسرة ثم خارجها ويكون محباً للاستطلاع كثير الأسئلة. إنها فرصة المعرفة وتعلم المفردات، فهي "فترة الانطباعات" الصور والألحان والموسيقى والأحلام والرحلات الصغيرة...
+ الطفولة المتأخرة 8-12 سنة: يكون الطفل طاقة حركة لا تهدأ، فيريد أن يكون اجتماعيا... هي "فترة لمعرفة الأماكن والناس" ولذلك علينا أن نقدم له أحسن الأماكن والشخصيات البناءة. مثال: مشكلة الانطوائية والجلوس أمام التلفاز.
+ مرحلة المراهقة 12-18 سنة: وهي من أخطر المراحل... تحرك الغريزة والاتجاه نحو الجنس الآخر. يسمع ويتأثر بالكثير من الناس والمعلومات التي عادة تكون سيئة وسلبية. مثل: وسائل الإعلام.
العلاقات العاطفية... توعية روية مع توعية الآباء الذين يصيرون بمثابة أصدقاءهم يعطونهم فرصة المصارحة المستمرة دون زجر وتأنيب، خوفاً من إخفاء متاعبهم والانفجار فيما بعد.
+ مرحلة البلوع 19-25 سنة: يحتاج الشاب أن بتعرف على الأسلوب السليم لاختيار شريك الحياة حتى لا يتسرع في الاختيار بينما هو غير ناضج عاطفياً وروحياً ونفسياً واقتصادياً. ولاشك أن الحوار والتفاهم هو الأسلوب الوحيد المناسب بهذه المرحلة. حتى لا يتجه الشاب على عناد يدمر حياته ومستقبله.
- مبدأ الاتزان:
+ الاتزان في المعاملة: فلا يصح أن يقسو الأب بينما الأم تدلل والعكس أيضاً.
+ الاتزان في الأسلوب: فالقسوة والتدليل خطيران لكن الحزم والمحبة أساسيان.
+ الاتزان في الحب: لا عاطفة زائدة ولا جفاف.
+ الاتزان في المساواة.
الزوجة ... حب وخضوع:
- ليس عدم مساواة أو تكبر وسلطة الرجل
- لا يعني القرار للرجل والتنفيذ للمرأة
- لا يعني التسلط
يعني الكثير من الاتضاع والوداعة والتفاهم من أجل بناء القرار المشترك.
الخضوع المشترك "أيتها النساء إخضعن لرجالكن كما يليق بالرب" (اف5: 22) لأن دور الزوجة هو البداية في سعادة الأسرة وضمان استمرارها.
الزوج ... حب ومسؤولية:
هذه المسؤولية ليست تسلط وإنما هدمة وتدبير وبذل
" أيها الرجال أحبوا نساؤكم"
الحوار داخل الأسرة
الحوار المسيحي قائم على الحب والرغبة في تعميق الشركة فالأصل في الزواج هو الشركة والتفاهم الذي يمكن كل طرف من استيعاب الآخر والإنطلاق من الأنا والأنت إلى النحن المسيحية المبنية على الرجاء والإيمان والمحبة.
أسلحة تدمير الحوار: الغضب... جرح يخلق الانطواء والحزن والبرود الجنسي والأمراض العصبية وأمراض أخرى كالضغط والسكر والقلب. الدموع، النقد السلبي، الصمت، الثرثرة.
عناصر الحوار المسيحي:
- حوار قائم على الحب.
- التفهم والتفاهم: الحوار ليس هو كسب الموقعة واثبات الرأي وتحقيق الذات مثل الأطفال... رفض العناد. التفهم هو فصح أو عبور من موت الذات إلى حياة الشركة والحب
- الصراحة: صراحة الرأي والمشاعر والانفعالات والآلام والمعاناة.
- الأذن المصغية: هناك فرق بين الاستماع السلبي والإنصات الذي يحمل معنى وضع الإنسان نفسه مكان الآخر:
+ الاستماع الكامل: سماع كل التفاصيل وإعطاء الوقت الكافي بصبر وحب.
+ الفهم الحقيقي: حتى بإيماءات واضحة.
+ القبول غير المشروط: دون نقد أو سخرية أو تبسيط للمشاعر أو الاستهانة بها.
- الاتفاق على المصطلحات.
- أسلوب الحوار.
عوامل نجاح الحوار
- روح الصلاة وظل الإنجيل.
- احترام المشاعر: عندما يؤكد طرف للآخر مدى حبه وتقديره وتفهمه... يخيم بذلك جو من السلام، انتقاء الألفاظ، تشجيع البعض، الاعتذار الفوري إن لزم الأمر.
- الملكية المتبادلة:لا يمتلك فيها أحد الآخر، ولكن يمتلك الطرفان بعضهما، بناء شيء مشترك.
- التنازل عن الرأي: لا تدخل حواراً برأي لا يمكنك التنازل عنه، ولا تقضي الوقت دفاعاً عن وجهه نظرك.
- تقليل أوجه الخلاف: حلول مشتركة... الابتعاد عن كلمة لا
- الانتقال من المشاعر إلى الروح: عندما يتعذر الحل أعلق الحديث البشري وانتقل على حالة روحية تجعلني أتحمل أكثر وأحبه رغم كل المشاكل والصعوبات، وأسامحه على كل شيء.