هل الزواج اختيار أو انتحار؟

هل الزواج اختيار أو انتحار؟


ربما الكثير من الفلاسفة والمفكرين والأدباء استطاعوا أن يصفوا ويعرفوا الحب بكلمات وتعابير عظيمة ، هذه العلاقة الأبدية بين الرجل والمرأة، تلك العلاقة المقدسة عند جميع الأمم والحضارات والشعوب منذ أقدم العصور .
جميع الحضارات كانت تطبق طقوس خاصة للاحتفال بمراسيم الزواج لإيمانها بأهمية تلك العلاقة التي هي تترجم أعمق وأهم المشاعر الإنسانية .
ولكن أين هو الحب في إطار تلك العلاقات الزوجية التي نسمع عنها ونعيش قربها ونأسف لحالها كل يوم ونتألم لنهايتها التي تكون في أغلب الحياة مأساوية لما تتركه من آثار نفسية على كلا الشريكين .
ربما الطلاق يعلن بداية النهاية لحياة الشريكين، ولكن أليس الطلاق النفسي هو أقسى وأشد وطأة على كلا الطرفين ، فهل ممكن أن نتخيل شريكين في أي علاقة إنسانية أو مهنية تعاهدوا على مبدأ ثم نكث أحدهما أو كلاهما هذا العهد ،كيف ستكون الحياة المشتركة اليومية لطرفين يتنازعان ويتألمان وهل يمكن للمتألم أن يمنح السعادة لمن حوله؟
فكثير من حالات الزواج تنتهي بهذا الشكل من التجاهل واللامبالاة وذلك لإعتبارات اجتماعية أو أسرية أو عائلية . ربما قد تكون الروادع الاجتماعية أو الدينية هي الحاجز الذي يمنع تحوّل ذلك الطلاق النفسي إلى طلاق حقيقي.
صدمت وذعرت عندما عرفت بأن إحدى العائلات المؤلفة من ست أبناء ثلاثة شبان وثلاث شابات وهذه العائلة ثمرة زواج دام أكثر من خمسة وأربعين عاماً ، كان الوالدان يعيش كل منهما في غرفة منفصلة منذ أكثر من ثلاثين عاماً والوضع ازداد سوءاً بعد زواج الأبناء فلم يعد هناك مبرراً اجتماعياً لوجودهم في بيت واحد فقرروا الانفصال بعد حياة مؤلمة وتعيسة ...........
أليس هم أحوج مايكونوا بقرب بعضهم البعض ..........
والكثير والكثير من الحالات التي نسمع عنها والتي يكون فيها الطلاق النفسي هو الحل الذي وجدوا أنفسهم أمامه بعد أن تحولت اختلافاتهم إلى خلافات وحواجز بيتونية دائمة بينهم وقطيعة مؤلمة .
ماذا يجدر بنا أن نفعل أمام هذا الوضع القاسي والمؤلم . تلك العلاقة التي رفعها يسوع إلى مرتبة سر من أسرار الكنيسة ولكن من أخطأ في فهم العلاقة حوّلها إلى شكل من أشكال الانتحار.