الاسبوع الثالث من الصوم المقدس

الاحد الثالث من الصوم الكبير

وهو احد ابن الضال (لو 15: 11، 32) وهو يمثل دعوة لجميع الامم الى الرجوع للاحضان الالهية ودعى هذا الابن بالاصغر ليعبر عما وصلت الية الشعوب الاممية كلها من ضياع روحى وراء الهة اخرى عديدة وشهوات لا حصر لها فيما يشير اخية الاكبر الى الشعب اليهودى اقدم شعوب الارض فى معرفة الله وسط عالم ضل فى كورة بعيدة عن الله والعجيب ان الابن الاكبر لم يسترح لرجوع اخيه الى حضن الاب والى شركة الاسرة الواحدة متحدا بذاته ناسبا للاب تقصيرا فى محبته له وهو ما يمثل تماما فكرة اليهود فى ذلك الوقت اذ كانوا يرفضون تماما التعامل مع الامم الاخرى معتبرين انفسهم انهم هم وحدهم الذين لهم العهود والاشتراع والتبنى لله وان المسيا الذى سياتى لابد له من تاسيس مملكتهم الخاصة التى يجب ان تخضع لها كل ممالك الارض لكن السيد المسيح بهذا المثل اوضح لنا ان جميع الامم هى له وانه فى كل امة كل من يؤمن به ويتوب وبفعل البر مقبول عنده وفى تأمل لحالة هذا الابن الاصغر نجد انه تميز بشئ هام جدا وهو انه " رجع الى نفسه" كان هذا بكل حريته وربما كان للمذلة والمهانة والجوع الذى وصل اليه وتخلى اصدقاء الخطية عنه فى الوقت الذى يحتاجهم فيه ومقارنته هذا الوضع بما كان علية من شبع وكرامة فى بيت ابيه كا هذا جعله يدخل الى اعماقه ويتحاجج مع نفسة وكان قويا فى قرار عودته الى ابيه فوجدة ان قلبه الابوى لم يتغير مطلقا من جهته ولم ينطق له البته باى كلمة عتاب بل كان منتظرا دائما عودته حقا ان حرية ارادة الانسان وضعفها هى الوحيدة التى تحكم على الانسان بالهلاك الابدى وليس تعدد الخطية اوشدة بشاعتها كما تأمل احد الاباء القديسين وقال ان الله فى الدينونة سوف لا يسال الانسان عن تعدد خطاياه اوقسوتها انما سيسأله عن كونه لماذا لم يتب؟ لان عدد الخطايا وفظاعتها مهما كانت لاتقف وتطهيره للبشر مهما كانوا انما رفض مفاعيل هذة الكفارة بعدم التوبة ولو عن خطية وحدة الذى يؤدى الى هلاك الانسان ولذا فان السيد المسيح خاطب اليهود الذين حدثوه عن الجليلين الذى خلط بيلاطس دمائهم بذبائحهم وقال لهم اتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا ؟ كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون(لو 13 :2 ،3) وهكذا نجد انه فى ابوه الله ومحبته ومفاعيل دم صليبه لا توجد خطية بلا مغفرة الا التوبة

بركة الصوم المقدس فلتكن معنا جميعا امين ولربنا المجد الدائم الى الابد امين