الاسبوع الخامس من الصوم الكبير

الاحد الخامس من الصوم الكبير :-

وهو احد المفلوج او المخلع (يو 5 :1، 18) هذا المشلول ظل فى مرضه مدة ثمانيه وثلاثين سنة بلا قدرة ولا حركة تمكنه من النزول الى ماء البركة التي كان يحرك ماؤها ملاك من الله ومن يكون متيقظا ومستعدا وينزل فيه اولا كان يبرا من اى مرض اعتراه ومن المؤكد ان هذا الانسان اصيب بهذا الشلل الكامل بسبب خطاياه اذ ان السيد المسيح بعد ما مر به وشفاه لاقاه فى الهيكل بعد ذلك وقال له "ها انت قد برئت فلا تخطى ايضا لئلا يكون لك اشر " ويبدو ان شرور هذا الانسان وخطاياة حالت دون ان يكون له صديق واحد او قريب الامر الذى اوضحه بنفسه للسيد المسيح وقال له "ياسيد ليس لى انسان" وربما من اجل عزلته هذا ظل طوال هذة المدة عاجزا عن الحركة ويمثل هذا الانسان ما وصلت اليه البشرية من عزلة عن الله وعجز تام عن الالتقاء به بل ضلت وتاهت فى اودية العصيان والتمرد ولم يكن هناك اى وسيط يقدر ان يقربها الى الله اذ ان الجميع زاغوا وفسدوا واعوزهم مجد الله ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد ولما راى الله عجز البشرية عن الالتقاء به وعدم توفر اى وسيط غيرة يقوم باصلاح لهذه الطبيعة التى فسدت بالخطية ويمحو خطاياها بموته ودمه الالهى لذلك نزل هو بنفسه اليها اخذ طبيعة الانسان فيما عدا الخطية وبادر هو بنفسه البحث عن الانسان العاجز عن الخلاص نفسه والواقع تحت نير الخطية وصور لنا الله ما سيقوم به فى تجسدة من اجل النفس البشرية فى سفر حزقيال النبي وقال فى كلمات رائعة ( قد كنت عريانه وعارية لايوجد من يهتم بها) فمررت بك ( ذهاب السيد المسيح بنفسه للقاء المفلوج وشفاءه وحنوه عليه) ورايتك واذا زمانك زمن الحب ( النفس المتعبة من الخطية هى فى امس الحاجة الى حب مضاعف لينزعها من فك ابليس) فبسطت ذيلى عليك وسترت عورتك ( ولم يعاتب الرب المفلوج ولم يؤنبه قبل شفاءه ) وحلفت لك ودخلت معك فى عهد يقول السيد الرب ( عهد الحياة الجديدة بعد الشفاء من الخطية ونتائجها) فصرت لى فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك (تطهير المعمودية للنفس وشفائها من جراحات الخطية ) ومسحتك بالزيت (دهن الميرون المقدس الخاتم الملكى الجديد فى الطبيعة الجديدة) والبسك مطرزة (جملتك بالبر والفضيلة التي هي كمثل ثياب بيضاء جديدة ) واكلت السميذ والعسل والزيت ( هيأت قدامك دوما مائدة جسدى ودمي واسراري المقدسة لتغذيتك ) وجملت جدا فصلحت لمملكة ( ملك السيد على خشبه الصليب واسقط بة مملكة ابليس واعاد ملكه على البشرية القى قبلت الايمان بفائه وخلاصه فشفيت من كل ضعف واستعادت قوتها فى المسيح الملك) وخرج لك اسم فى الامم لجمالك لانه كان كاملا ببهائى الذى جعلته عليك يقول السيد الرب ( حز 16 : 7 ،8 ،9 ،13 ، 14 ) وهذا ما تمتعت به النفس البشرية خاصة والكنيسة المقدسة عامة فى عهدها الجديد مع المخلص وما يجب ان تبقى فيه دائما وتشهد به بلا توقف لدى العالم كله لترد الضالين وتعين العاجزين لينالوا بركات فدائه العجيب .

نعمه الله الاب فلتحل على جميعنا امين