الاحد السادس من الصوم الكبير

الاحد السادس من الصوم الكبير .

وهو احد المولود اعمى :-

احد المولود اعمى او التناصير (يو 9) نال هذا الانسان نعمة البصر وتجلت فيه يد الخالق بخلق عينين جديتين له من نفس المادة التى خلق منها ابينا ادم وكأن الله قد قصد هذا النقص عمدا ليعيد اكمال عند ظهورة فى المسيح الذى به كان كل شئ وبغيرة لم يكن شئ مما كان (يو 1 :3) او كما يقول القديس بولس عن الله الاب الذى "كلمنا فى هذة الايام الاخيرة فى ابنه الذى جعله وارثا لكل شئ الذى به ايضا عمل العالمين " ( عب 1 : 9) او كما يصف يوحنا الرائى المسيح المتجسد الجالس على عرشه ويخر امامه الاربعة وعشرون قسيسا ويطرحون اكاليلهم امام العرش قائلين انت مستحق ايها الرب ان تاخذ المجد والكرامة والقدرة لانك انت خلقت كل الاشياء وهى بارادتك كائنة وخلقت ( رؤ 4 : 11) ورد السيد المسيح على تلاميذه عندما سألوه "من اخطا هذا ام ابواه حتى ولد اعمى فأجاب يسوع لا هذا اخطأ ولا ابواه لكن لتظهر اعمال الله فيه ( يو 9: 2، 3 ) مشيرا الى ما سوف يفعلة كاله للتعبير عن قدرة المسيح الفائقة وخلقه للعينين قال هذا الرجل .منذ الدهر لم يسمع ان احد فتح عينى مولود اعمى ( يو 9 : 33 ) ويتمتع هذا الانسان بنعمه البصر استنارت ايضا بصيرته وتحددت كل حياته ولذا تسمى الكنيسة هذا اليوم بأحد الاستنارة وقد جرت العادة منذ العصور الاولى للكنيسة ان تقوم فى هذا اليوم بمعمودية الموعوظين اى الداخلين فى الايمان حديثا حتى يفرحوا مع اخوتهم المسيحيين جميعا بعيد القيامة المجيد ويمثل هذا الانسان بعد تفتح بصره وبصيرته طبيعة الانسان الجديدة التى ياخذها بالمعمودية المقدسة والتى بدونها لا يستطيع احدا ان يعانى ملكوت الله كما قال السيد المسيح لنيقوديموس في (يو 3: 5) " الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يعاين ملكوت الله "وبمحاربة اليهود لهذا الانسان يتضح صراع الطبيعة القديمة ضد الطبيعة الجديدة التى فى النهاية لابد لها من الغلبة اذ انها متحدة بالمسيح ومؤمنة به كما قال القديس بولس ( لانكم جميعا ابناء الله بالايمان بالمسيح لان كلكم الذين اعتمدت بالمسيح قد لبستم المسيح ) ( غل 3: 27 ) هذا الاله المتجسد الذى خرج من معركته مع ابليس غالبا وهو يريد دائما ان يغلبه فينا .

ولربنا المجد الدائم ابديا امين