اسبوع الاخير من الصوم المقدس

كل عام وحضراتكم بخير
الاسبوع الاخير من الصوم المقدس:-

وهو اسبوع الالام:-

من اهمية هذا الاسبوع فا ن الكنيسة تنسكب فيه بالصلوات فى النهار والليل تعيش مع عريسها خطوات الامه المقدسة خطوة خطوة من لحظة دخوله اورشليم الى لحظة صلبة على الصليب وموته عن العالم ثم بعد ذلك قيامته من الموت بعد دفنه ثلاثة ايام تنحصر صلوات الكنيسة فى هذا الاسبوع على الفصول الانجيلية التى تتحدث عن موت المسيح فى البشائر الاربعة وحتى المزامير لا تصلى منها الا ما يشرح ويجسد الام السيد له المجد ولذلك تتوقف الصلاة بباقى المزامير حتى فى الصلوات الفردية الخاصة اذ ان المزامير تحدثت عن مراحل متعددة من حياة السيد المسيح والكنيسة تريد ان تركز تاملاتهم فى صلب والام المسيح فقط .
ويغوص الانسان فى هذا الاسبوع فى بحر من نبوات العهد القديم التى تظهر لنا بصورة عجيبة ومذهلة دقة شرح الانبياء لاحداث الصليب وكأنها كانت ماثلة امام اعينهم ويكتشف الانسان بوضوح ان شخص المسيح المخلص كان مخفيا فى العهد القديم والعهد الجديد اظهر فى تجلى ما كانت تتحدث بة نبوات العهد القديم عن المسيا ودائما كان السيد المسيح يشير الى هذة النبوت وعندما كان الناس يتعثرون فى الايمان به كان يقول لهم " تضلون اذ لا تعرفون الكتب" فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم حياة ابدية وهى تشهد لى ( يو 5 : 39 ) " وعندما دعا فيلبس نثنائيل لكى يرى يسوع قال له وجدنا الذى كتب عنه موسى في الناموس والانبياء يسوع ابن يوسف الذى من الناصرة ( يو 1 : 45 ) .
وتسمى الكنيسة هذا الاسبوع ايضا بأسبوع" البصخة " وهى كلمة قبطية تعنى " عبور " وتقصد به عبور الملاك المهلك وامتناعه عن قتل ابكار العبرانيين فى ارض مصر عندما كان يرى دم خروف الفصح ملطخا للقائمين والعتبة العليا لكل منزل من منازل العبرانيين وهكذا كان دم خروف الفصح علامة حياة لابكار العبرانيين كما ان دم المسيح على الصليب هو عهد حياة لكل من يؤمن به ودعانا السيد له المجد لكى نرش دمه على منازلنا حتى نخلص وانما نشربه ونرتوى به فى سر الافخارستيا الذى قدمه للكنيسة فى يوم خميس العهد او خميس الكبير الذى اسس فيه عهد تطهيرنا بتناول جسدة ودمه الاقدسين عندما قال لنا خذوا كلوا هذا هو جسدى وهذا هو دمى الذين للعهد الجديد وشدد السيد المسيح له المجد على تناولنا من جسدة الطاهر ودمه الكريم قائلا " ان لم تاكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليست لكم حياة فى داخلكم" (يو 6 : 53 ) ان عمل الفداء الذى قام به السيد المسيح له المجد على الصليب انما نعيشه معه فى كل قداس نصليه وهو يفرح دائما ويسر ان يحل فينا ويجعلنا فيه اعضاء حية فى جسدة الطاهر ويتجلى فينا دائما ببركات فدائه العجيب فى حياة البر والقداسة ويغرس فينا دائما با سراره المقدسة محبة حمل صليبه فى جهاد صادق وامين بصفة القديس بولس الرسول ويقول " مع المسيح صلبت فأحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان فى الجسد انما احياه فى الايمان ان ايمان ابن الله الذى احبنى واسلم نفسه لاجلى" ( غل 2 : 20 ) وتهلل القديس بولس الرسول بحمل الصليب وافتخر بة قائلا " واما من جهتي فحاشا لى ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به قد صلب العلم لى وانا للعالم" ( غل 6: 14 ) اي ان العالم فى نظر بولس الرسول كما فى نظر كل الابرار والقديسين لم يعد حيا يؤثر فيهم او يجذبهم وانما مات فى نظرهم وهم ايضا لم تعد لهم الرغبة للاجتذاب الية او التعلق به فماتوا عنه من فرط سموهم مع المسيح فى صوم مقدس ونمو مستمر فى محبه الله ولذلك وصف القديسين فترة اسبوع الالام والصوم الكبير كله بانه فترة الربيع الروحى للسنة اذ ان فصل الربيع من السنة يتميز با عتدال الجو ولطفه واذدهار الطبيعة فيه كذلك كان القديسون يعيشون فترة هذا الصوم فى بهجة روحية ويشعرون فيه با زدهار لارواحهم وتفتح لاذهانهم وقلوبهم بالتأملات الروحية والصلوات العميقة والتمتع بالخيرات الروحية فى اقناء الفضائل التى تثبت في حياتهم وتشكل سلوكهم وطبيعتهم طوال ايام السنة مرتقين من سمو الى اخر حتى بلوغهم سما المجد .
ينتهي الصوم الكبير بعيد القيامة المجيد الذى لابد ان ياتى فى يوم " احد " وليس فى اى يوم اخر من الاسبوع اي في فجر يوم الاحد وفى كل عام لابد ان ياتى عيد القيامة او عيد فصح العهد الجديد بعد عيد الفصح اليهودى ولا ياتي مطلقا معه او قبله وذلك تبعا لتعاليم اباؤنا الرسل الاطهار وطبقا لما اقره مجمع نيقية المسكونى المعقد في سنة 325 م والذى حكم بقطع اريوس الهرطوقى منكر الوهية السيد المسيح .
والحكمة في ان عيد القيامة لابد له ان ياتى بعد فصح اليهودى هى ان فصح اليهود هو عبارة عن رمز لفصح العهد الجديد او هو رمز للحقيقة او ظل للامور العتيدة كما يقول معلمنا القديس بولس الرسول في ( كولوسي 2: 16 ) ومن المنطق والبديهي ان الرمز لابد له ان ياتى قبل المرموزاليه ولا يمكن ان ياتى معه او بعده وقد كان موعد عيد القيامة ثابتا فى الشرق والغرب حتى انعقاد مجمع خلقدونيه سنه 451 الذى لاتعترف بر سميته الكنائس الارثوذكسية الشرقية هذا المجمع حل " نسطور البطريك الهرطوقى" فقسم العالم المسيحى الى كتلتين شرقية ارثوذكسية غير خلقيدونية واخرى عربية كاثوليكية وارثوذكسية بيزنطية خلقيدونية فبقيت الكنائس الارثوذكسية الشرقية الغير الخلقيدونية على ما أقره مجمع نيقية بينما الكنائس الخلقيدونية الغربية لم تلتزم بذلك .

بركه الصوم المقدس وبركة اسبوع الام مخلصنا الصالح فلتكن معكم جميعكم امين