سبت الفرح

المسيح قام بالحقيقة قام :-

سبت النور او ( سبت الفرح ):-

سبت الفرح بالنسبة للقديسين الذين كانوا فى العالم السفلى او الجحيم ينتظرون الخلاص فلما صلب المسيح له المجد وقبل فى جسده الحكم بالموت بدلا من ادم وبنيه ونزل من القبر اليهم فى العالم السفلى واقتحم ابواب الجحيم بصفته الفادى الحقيقى ودخل اليهم ليخرجهم من الجحيم ويدخلهم الى الفردوس الذى كان مغلقا فى وجوه جميع الناس منذ ان طرد ابونا ادم من الفردوس بعد ارتكابه الخطية والمعصية هو وحواء كما نقراعنه فى الاصحاح الثالث من سفر التكوين ( فأخرجة الرب الالة من جنة عدن ليحرث الارض التى اخذ منها فطرد ادم) ( تك 3 : 23 ،24 ) ففرحوا بدخوله اليهم وفرحوا بالخلاص الذى طلبوة فنالوه وفرحوا بالافراج عنهم وخروجهم من الجحيم ودخولهم مع المسيح الفادى الى الفردوس فكان يوم لقاء المسيح المخلص بارواح القديسين المنتظرين للخلاص يوم فرح عظيم لهذا سمى بسبت (الفرح).
هذا هو اليوم العظيم يوم الابراء ويوم الافراج الذى راه احد الانبياء قديما فأنبا عنه بالروح القدس قالا ( فانى بدم عهدك انت ايضا قد اطلقت اسراك من الجب الذى ليس فيه ماء ارجعوا الى الحصن يا اسرى الرجاء ) ( نبوءة زكريا 9 : 11 ،12) والجب الذى ليس فيه ماء هو الجحيم فى العالم السفلى واما اسرى الرجاء فهم ادم وبنوة القديسين الذين نزلت ارواحهم الى العالم السفلى وظلوا فيه منتظرين يوم الخلاص فى الايمان مات هؤلاء كلهم ولم ينالوا المواعد بل انما راوها عن بعد وصدقوها وحيوها واعترفوا بانهم غرباء ونزلاء فى الارض ( العبرانيين 11 : 13 ) .

هذا هو سبت الفرح الذى قال عنه المسيح له المجد لليهود ( لقد تهلل ابراهيم ابوكم مشتهيا ان يرى يومى وقد راه وفرح ) ( يو 8 : 56) (متى 13 : 17) ( لو 10 : 24) ومن فرط فرحهم بالافراج الذى طلبوه فنالوه ( تفتحت القبور وقد قام كثير من اجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينه المقدسة وظهروا لكثيرين ) ( مت 27 :52 ، 53 ) .
اذن يوم( السبت الكبير ) هو سبت الفرح بالنسبة لارواح القديسين الذين نزل المسيح له المجد اليهم واخرجهم بسلطان لاهوته ونقلهم الى الفردوس .
على ان هذا النقل لارواح القديسين قد تم فى اليوم الاول لنزوله له المجد الى القبر ومنه الى العالم السفلى فقد وعد اللص اليمين وهو على الصليب بقوله ( الحق اقول لك انك اليوم تكون معى فى الفردوس ) ( لو 23 : 43 ) اى الى ان دخول المسيح بادم وبنيه ومعهم اللص اليمين كان فى اليوم الاول لنزوله الى القبر اما قيامته بالجسد فقد صارت فى اليوم الثالث واما صعودة العلنى فكان فى يوم الاربعين لقيامته المجيدة .
ان السبت الكبير يسمى فى مصطلح الكنيسة ب (سبت الفرح ) ولكنه فضلا عن ذلك يسمى ب( سبت النور) وذلك لانه عندما نزل المسيح له المجد من القبر الى العالم السفلى انار على القابعين فى الظلام فهو ( النور الحقيقى الذى ينير كل انسان ) ( يو 1 : 9 ) ( يو 2 : 8 ) ( اشعياء 49 : 6) .
قال الانجيل ( الشعب الجالس فى الظلمة ابصر نورا عظيما والجالسون فى ارض الموت وظلاله اشرق عليهم نور ) ( مت 4: 16 ) .
وه بعينه ما أنبأ به الروح القدس على فم اشعياء النبى ( الشعب الجالس فى الظلمة ابصر نورا عظيما الجالسون فى ارض الموت وظلاله اشرق عليهم نور كثرت الامة وقرت لها الفرح يفرحون امامك كالفرح فى الحصاد كالذين يبتهجون عندما يقتسمون غنيمة ( اشعياء 9 : 2 ، 3 ) .
والجميل ايضا ان فى هذا السبت الكبير ينبلج نور من القبر المقدس فى كنيسة القيامة باروشليم القدس وهى ظاهرة كانت ومازالت وستظل اعلانا عن حقيقة القيامة والقبر الفارغ لان الذى نزل الية قام ثم صعد الى السماء واستوى على العرش السماوى وفى هذا اتمام لما سبق الروح القدس فأنبأ به على فم اشعياء النبى بقوله ( ويكون فى ذلك اليوم ان اصل يسى القائم راية للشعوب ايا ه تترجى الامم ويكون قبرة مجيدا ( اشعياء 11 : 10 ) .

ونحن نسأل ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذى بزل ذاته فداء عنا ان يخلص شعبه ويبارك ميراثه ويحفظ بيعته فى كل اقطار الارض ويرفع قرن المسيحيين من مشارق الشمس الى مغاربها ويمتعنا بمثل هذة الايام الشريفه سنين كثرة له المجد فى كنيسته الى الابد امين