لأننا لانعلم مشيئة الله

  

ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺍﻫﺐ ﻳﺴﺠﺪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻣﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ , ﻳﺼﻠﻲ ﻭ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ
ﺍﻥ ﻳﺎﺫﻥ ﻟﻪ ﺍﻥ ﻳﺼﻌﺪ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ...
ﻟﻴﺤﻤﻞ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻻﻡ . ﻣﺮﺕ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ
ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻛﻊ ﻭﻳﺼﻠﻲ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ,
ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺮﺏ ﺑﺎﺣﺪ ﺍﻻﻳﺎﻡ , ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
ﺳﻮﻑ ﺍﺳﻤﺢ ﻟﻚ ﺍﻥ ﺗﺼﻌﺪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ,
ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ﻭﺍﺣﺪ, ﻭﻫﻮ ﺍﻥ ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻣﻬﻤﺎ
ﺳﻤﻌﺖ ﻭ ﻣﻬﻤﺎ ﺭﺍﻳﺖ . ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ
ﻭﻭﻋﺪ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺼﻞ
ﺍﻣﺎﻣﻪ . ﻣﺮﺕ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﺎﺗﻮﻥ ﻟﻴﺼﻠﻮﺍ ﻭ ﻟﻴﻘﺪﻣﻮﺍ ﺗﻀﺮﻋﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺮﺏ
ﻳﺴﻮﻉ . ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﺻﻞ ﺷﺎﺏ , ﺭﻛﻊ ﺍﻣﺎﻡ
ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ , ﺻﻠﻰ , ﻭﻏﺎﺩﺭ . ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺩﺧﻞ
ﺭﺟﻞ ﻏﻨﻲ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﻳﺤﻤﻞ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻳﺪ , ﻭﺿﻌﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ ﻗﺮﺑﻪ ﺣﻴﺚ ﺭﻛﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ
ﻟﻴﺼﻠﻲ , ﺍﻧﻬﻰ ﺻﻼﺗﻪ ﻭ ﻏﺎﺩﺭ , ﻟﻜﻨﻪ ﻧﺴﻴﻰ
ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ . ﻭﺩﺧﻞ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ , ﺭﻛﻊ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ ,
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﻤﻰ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻭﺷﺎﻫﺪ
ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ . ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻭﻭﺟﺪﻫﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ
ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ . ﺍﻗﻔﻠﻬﺎ , ﺷﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ , ﺍﺧﺬﻫﺎ ﻭﻏﺎﺩﺭ .
ﻫﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻭﻣﻌﻪ
ﺷﺮﻃﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺼﻴﺢ , ﻣﻦ ﺍﺧﺬ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ , ﻟﻘﺪ
ﺳﺮﻗﻮﻫﺎ , ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ
ﻓﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻻﻓﻖ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ , ﻟﺤﻖ ﺑﻪ
ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﺍﻥ ﻳﺴﺠﻨﻪ ﻻﻧﻪ ﻫﻮ
ﻣﻦ ﺳﺮﻕ ﺍﻟﻤﺎﻝ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺤﻖ
ﺑﺎﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ , ﻧﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻭﻟﺤﻖ
ﺑﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﻐﻨﻲ : ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ
ﺑﺮﻱﺀ , ﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﺧﺬ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻫﻮ ﺫﺍﻙ
ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻫﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ .
ﻟﺤﻖ ﺑﻪ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﻰ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺍﺳﺘﺮﺟﻊ ﻣﺎﻟﻪ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﻌﺪ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ , ﻭﺻﻞ
ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﺻﺮﺥ ﺑﻪ ﺍﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
ﺍﻟﻢ ﺍﻗﻞ ﻟﻚ ﺍﻥ ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ , ﻣﻬﻤﺎ ﺭﺍﻳﺖ ؟
ﺍﺟﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ : ﻟﻜﻦ ﺭﺑﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻛﺎﻥ
ﺑﺮﻱﺀ .
ﺍﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ :
ﻣﺎ ﺍﺩﺭﺍﻙ ﺍﻧﺖ ﺑﻤﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻪ ؟
ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻥ ﻳﺴﺠﻦ , ﻻﻧﻪ ﺍﻻﻥ
ﻳﻐﺮﻕ ﺑﺎﻟﺒﺎﺧﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺍﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﻣﺎﻟﻪ , ﻻﻧﻚ ﻻ
ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻮﻱ ﺍﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻬﺎ .
ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻓﺎﻧﺎ ﺍﻋﻠﻢ ﻛﻢ ﻭﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﺤﺎﺟﺔ
ﺍﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ . ......
ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺘﻘﺒﻞ ﺑﻜﻞ ﻣﺤﺒﺔ ﻭﻭﺩﺍﻋﺔ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻌﻨﺎ ﻭﻧﺸﻜﺮ ﺍﻟﺮﺏ
ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻻﻧﻪ ﺍﺩﺭﻯ ﻣﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻨﺎ .
ﻃﺒﻌﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻀﻊ
ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻻﺏ , ﺍﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ
ﺑﻜﻞ ﺍﻳﻤﺎﻥ : ﻟﺘﻜﻦ ﻣﺸﻴﺌﺘﻚ .
ﻟﻴﺘﻤﺠﺪ ﺍﺳﻢ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﺑﺪ ﺍﻟﺪﻫﻮﺭ.
ﺁﻣﻴﻦ
+ ﻣﻦ ﻟﻪ ﻳﺴﻮﻉ , ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺤﺒﻨﺎ ﻻﻧﻨﺎ ﺫﺍ ﻗﻴﻤﺔ , ﺑﻞ ﺍﻧﻨﺎ ﺫﺍ ﻗﻴﻤﺔ
ﻻﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺒﻨﺎ