سلسة تآملات وأقوال من تعاليم قداسة البابا شنودة الثالث
- ثمر الــــــــــروح -

محبة الله توصل إلى محبة الخير و الفضيلة ، و محبة الخير و الفضيلة توصل إلى محبة الله ، و كل منهما تقوى الأخرى ، إذا أحب إنسان الخير ، لا يكون له صراع مع الشر

الإنسان الذى يحب الخير ، لا يجاهد للوصول إلى التوبة ، إنما كل جهاده هو للنمو فى محبة الله و محبة الخير سيأتى وقت ، فى الأبدية السعيدة ، حينما نتقياً ثمرة معرفة الخير و الشر ، ولا نعود نعرف سوى الخير فقط ، و ننسى معرفة الشر

تأكد أنه عندما يزن الله أعمالك فى الأبدية ، ليرى ما فيها من خير ، سيزن الحب الذى فيها ، و لا يأخذ الله من أعمالك سوى الحب فقط ، و لا يكافئك إلا على ما فيها من حب

كثير من الناس سلكوا فى حياة التوبة من الخارج ، و لم يسلكوا فى الحب الذى من الداخل ، فأصبحت بينهم و بين الله علاقات و ممارسات و طقوس ، و ليس بينهم و بينه حب ، ففشلت حياتهم

تأكد أن الله سوف لا يأخذ من خدمتك سوى الحب و هكذا ينجح فى الخدمة ، من يراها حباً
حب الله و الناس يقوده إلى خدمتهم و كلما يخدمهم يزداد حباً لهم ، فيزداد خدمة لهم

و بمقدار محبتنا لله سيكون فرحنا به فى الأبدية ، و ستكون سعادتنا
نجم سيمتاز عن نجم فى الرفعة ، و هذه الرفعة ستحددها المحبة

الفرق بين اللذة و الفرح

اللذة خاصة بالجسد و حواسه ، أما الفرح الحقيقى فهو خاص بالروح

غير المؤمنين يصطلحون مع الله بالإيمان ، و الخطاة يصطلحون مع الله بالتوبة

لا تطالب الناس بمثاليات ، و إنما إقبلهم كما هم ، بواقعهم ، و ليس كما ينبغى أن يكونوا

لك أن تحب الحق ، و أن تدافع عن الحق ، و لكن ليس لك أن ترغم الناس على السير فيه ، إن الله نفسه أعطانا وصايا ، و لم يرغمنا على طاعتها

الذى يملك السلام قلبه ، ليس فقط يكون مطمئناً ، بل أيضاً يشيع الإطمئنان فى القلوب

لا تظن إذا أخطأت كثيراً ولم تنلك عقوبة ، أن عدل الله قد كف عن العمل
بل ربما إن كأسك لم تمتلئ بعد

الله يطيل أناته ، لأن هذه هى طبيعته
و طول أناته أما تقتاد إلى التوبة ، أو إلى الدينونة

هناك أشخاص - للأسف الشديد - يظنون أن الحياة الروحية هى مجرد صلاة و صوم ، ويتعاملون بطريقة منفرة فى معاملة الآخرين !! و لكننى أقـــــــــــــــول :

إن لم تكن لطيفاً فى تعاملك ، فأنت شخص غير متدين على الإطلاق

فرق كبير بين القسوة التى توبخ الإنسان على خطاياه ، و بين اللطف الذى يجعل الخاطئ من تلقاء ذاته يعترف بخطاياه و يتوب عنها.