علاقات الخادم

موضوع: علاقات الخادم السبت 14 أغسطس 2010, 11:10 pm

علاقات الخادم

الخادم وعلاقته بالمخدومين

هناك مخاطر تحف خدمة الشباب وتحتاج من الخدم إلي وعي روحي ودراك سلم حتي لا ينزلق إليها. وأهم هذه المخاطر

1- التعلق العاطفي 2- اقتحام النفس 3- الطغيان في التوجيه

1- التعلق العاطفي :

الشباب سن العاطفة الحارة لذلك فمن المتوقع أن يرتبط الشاب عاطفياً بخادمه، والشابة بخادمتها، وحتي مع آبائهم في الاعتراف. والعاطفة جزء من الجهاز التنفسي، وهي انفعال سار متكرر بموضوع ما، لذلك فهي تنتمي إلي الطبيعة القديمة للإنسان وإلي التيارات العامة في الجسد. الشاب في حاجة إلي أبوة روحية، وعاطفة علي مستوي مسيحي، ليس فيها ذات ولا انحراف، بل محبة روحية هادئة. لهذا يجب أن يلتفت الخادم وأب الاعتراف إلي هذه الزاوية، فلا يسمح أيهما للمخدوم بارتباط زائد عن الحد أو الحاجة. وقد قال الآباء قديماً (إن الدالة تشبه ريح السموم ).. لهذا يجب أن نتحفظ في الخدمة وأن تكون خدمتنا في النور مرتفعة إلي المسيح لا متدنية إلي الحسيات والمشاعر الخطرة

حقاً أن الشباب في حاجة إلي أبوة حانية وخادم ودود يحبه، وقد قال القديس أوغسطينوس مرة (لا يخلص من طريقك إلا من يحبك )... . لذلك فلابد من مشاعر ومحبة مقدسة، دون تعلق عاطفي قد يتحول في النهاية إلي وحدة عاطفية طاردة لحضور المسيح، فهما يشبعان أحدهما بالأخر خارج دائرة المسيح، وفي هذا خطر مثلث

(أ)خطر علي الخادم :

إذ تنقطع صلته بينابيع المحبة السماوية، ويتردى في هوي العاطفة الطبيعية المدمرة.

(ب)خطر علي المخدوم :

إذ يكتفي المخدوم بهذا الارتباط ولا يتجه نحو المسيح المخلص الوحيد.

(ج)خطر علي الخدمة:

إذ يتعسر بقية المخدومين، وإذا ارتبط الخادم عاطفياً بعدد منهم، فسوف نجد صعوبة ضخمة في تغيير خادم الأسرة مما يحرمهم من خبرات جديدة من خدام آخرين، ويربطهم بإنسان هو في النهاية تحت الضعف والسبب في هذا هو ذاتية وحبه لنفسه. فهو يريد أن يري نفسه ويراه الناس والمحبون والمريدون يحيطون به.

والعلاج يكمن في ادراك الخطر، وتوبة صادقة وعشرة حية مع المسيح. ولا شك أن الخادم المرتبط مع المسيح بعمق ينقل إلي المخدومين حضرة المسيح في تلقائية وبساطة واضحة، ويوجه أنظارهم إلي مخلصهم الحقيقي في كل كلمة أو تصرف. كما يوجه أنظارهم إلي إخوتهم الخدام الآخرين ليأخذوا منهم ما بينهم من فكر سليم أو خبرة صادقة.

2- اقتحام النفس :

كثيراً ما ينزلق خدام الشباب في هذا الخطر، إذا يتصور الخادم أنه مسؤل عن خلاص هذه النفس، ويتصرف في غيرة منحرفة، فيبدأ بأن يقتحم نفس الشاب بأسئلة حساسة.
ولابد أن يعرف الخادم أن المخلص الوحيد هو المسيح وأنه قد يستخدمه أو يستخدم غيره لخلاص نفوس أولاده. كما يجدر به أن يدرك أن المدخل إلي النفوس يختلف من نفس إلي أخري حسب ظروف تكوينها وتربيتها وبيئتها.. كذلك يجب علي الخادم أن يدرك أن اقتحام نفس الشاب بغرض التعرف علي مشاكله يمكن أن يترتب عليه نتائج

خطيرة منها:

1- إما أن يرفض الشاب هذا الاقتحام، فينغلق علي الخادم أبدياً.

2- وإما أن يستسلم له ثم يندم بعد ذلك، إذ يلاحظ أن الخادم ليس كاهنا مسؤلاً عن أخذ عن أخذ الاعترافات والاحتفاظ بها.. مما يدفع الشاب إلي كراهية ذلك الخادم الذي اطلع علي أسراره.

3- وأما الخادم فقد يسمع ويسترسل في السمع، ويتعثر من الحديث، ويتعب بعد ذلك وبدل أن يقدم دواء يقدم داءاً جديداً.

4- وأما ثمرة هذه الخدمة المنحرفة فهي إحساس خاطئ لدي الخادم بإمكانية الوصول إلي موطن الداء مع أن الحقيقة هي أنه اقتحام لسر الكهنوت وتعب للنفوس الخادمة والمخدومة معاً.

علي الخادم إذا ألا يرفض السمع ولكنه يعزف عنه ولا يطلبه ولا يسترسل فيه ولكنه يستغل هذه النقطة في دفع المخدوم نحو أب الاعتراف.

3- الطغيان في التوجيه:

كثيراً ما يتصور أب الاعتراف أو الخادم نفسه قادرا علي للإجابة عن كل سؤال ودون أن يدرب النفس علي التفكير الحر المستنير بنور المسيح. هكذا تنشأ النفس ممسوخة وضعيفة ومنفصلة عن الينبوع الأصلي الذي هو المسيح. إن دور الخادم ليس في أن يلغي شخصية المخدوم التي تختلف غالباً عن شخصيته، فقد يكون الخادم منطلقاً والمخدوم تأملياً، وقد يكون الخادم محباً للكتاب المقدس والمخدوم يحب الكنسيات، وقد يكون الخادم ملتهباً في الخدمة والمخدوم محباً للتسبيح والصلاة.

الخادم الأمين يتحسس نوعية المخدوم وطريقه، وينميه في نمطه المناسب له وليس في نمطه الشخصي.

الخادم الأمين لا يعزل المخدوم عن بقية خدام الكنيسة باتجاهاتهم وخبراتهم وفكرهم وكتاباتهم، ولكنه يقوده إلي المسيح، وينمي فيه روح الحرية الملتزمة.

الخادم الأمين ليس هو أستاذاً يلقي محاضرات وعلي الجميع الصمت والطاعة، ولكنه قائد ديمقراطي يفكر معهم ويتحاور ليصل الجميع إلي الحق وإلي الطريق أو التصرف السليم.

الأساتذة والزعماء الفرد يون والحكام الدكتاتوريون يقتلون المواهب، ولا يخلقون صفاً ثانياً وراءهم لاستمرار العمل. أما القائد الديمقراطي الذي يفترض في نفسه العصمة، ولا يري في نفسه الصواب المطلق فهو يتحاور ويتناقش ويتفاهم فيصل مع المجموعة إلي فكر الروح والرأي السليم.

الدكتاتور في أرائه وأفكاره يبدوا ناجحاً –إلي فترة في قيادة شعبه، ولكن الغرور يكتنفه والآراء الجديدة تكبت خوفاً منه ثم تأتي سقطة واحدة فتدمر الكل.

يجب أن نعود أولادنا علي الحوار والتفاهم المشترك، وروح الجماعة، منذ نعومة أظافرهم وهم بعد في جو الأسرة، ثم وهم في المدارس والجامعات وفروع التربية الكنسية، فهذا يخلق من الشاب رجلا ناضجاً يسهل التفاهم معه، فيكون خادماً ناجحاً وزوجاً ناجح ومواطناً ناجحاً

علاقات الخادم

الخادم كأي إنسان له علاقات كثيرة مع أشخاص كثيرون ولأهداف مختلفة. ألا أن الخادم لابد أن يتميز في علاقاته عن سواه بنجاحه. هذا النجاح الذي يلازمه كونه يعي جيداً دوره كخادم وسعيه أن يؤديه كما يسر الله. ويمجد اسمه. وكلما عرف الخادم واجبه جيدا في علاقاته ليمجد من خلالها الله. يسعى في القيام بها لكي يكون مرضي عند الله والناس.

وفي السطور القادمة نلقي الضوء علي بعضا من علاقات الخادم كي ما يكون ناجحا وصحيحا في كل شئ (3يو2) لأجل بنيان الكنيسة ولأجل امتداد ملكوت الله إلي كل قلب

أولاً : علاقات الخادم مع المخدومين

1- علاقة قدوة..

+أهم دور وعمل يقوم به الخادم هو أن يقدم نفسه قدوة للأعمال الصالحة لمخدوميه

+لابد علي كل خادم أن يعلم مخدوميه بأعماله مثلما يعلمهم بكلامه والرب يقول أن من "عمل وعلم يدعي عظيما في ملكوت السموات " ويعظ بولس الرسول تلميذه تيموثاوس قائلا كن قدوة.. وهذا ما نادي به الرب حينما قال "ليضئ نوركم هكذا قدام الناس ليسروا أعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذي في السموات "
فالخادم الصالح الذي لا يتوه عن الهدف الذي يحب المسيح من كل القلب، الذي يلاحظ نفسه دائما ويحيا في التوبة باستمرار. هذا يسطتيع أن يكون قدوة. ويستطيع أن يقول مع بولس الرسول "تمثلوا بي كما أنا بالمسيح.. "ويقول "كما نحن عندكم قدوة "

عزيزي... لابد أن تعمل أولا ليكون تعليمك مقبولا ومؤثرا. المسيح له المجد دائما كان يعمل ثم يعلم بعد ذلك لذا كان من السهل أن يصدق تلاميذه الكلام الصعب الذي كان يقوله ولم يكونوا سمعوه من قبل قال لهم "أحبوا أعدائكم ليكن العظيم فيكم خادما" "من أرد أن يخلص نفسه يهلكها "

إنها تعاليم عظيمة ولكن صعب إدراكها. ولكن هذه التعاليم صدقها التلاميذ لأنهم عاينوا رب المجد محبا لأعدائه عظيماً وخادماً للكل يبذل نفسه وهو ليس في حاجة. إذا لابد أن تلاحظ نفسك هل أنت قدوة لمخدوميك في كلامك. في تصرفاتك في وقارك في كل شئ أم أنك عثرة لمخدوميك، يراك المخدوم تتكلم بسهولة عن أي فضيلة ويراك في حقيقتك وفي تعاملاتك غريبا وبعيداً كل البعد عن ما تقول. كثيراً من الخدام يفقدون قدوتهم ووقارهم وهيبتهم تحت مسمي البساطة والتواضع ولكي يكسبوا المخدومين يصل إلي التعامل باليد..........
هل كان المسيح في تواضعه هكذا؟!فأنك بذلك لا تربح المخدوم للمسيح بل لذاتك، وأما للمسيح فتكون خاسرا لنفسك.. ولمخدمك فأهتم.. بأن تكون قدوة لكل مخدوميك

2- علاقة حب..

علاقة الخادم مع المخدومين هي علاقة حب في المسيح، بهذا الحب تخدمه وتعامله وتقدم له المسيح المحب. لابد يري الخادم صورة المسيح المحب. محبة تحتوي الجميع ولا تفرق بين أحد، هناك أشخاص داخل الخدمة لهم معايير في الحب له أسس جمالية وأخري عائلية، وأخري اجتماعية. فيقدم الحب والاهتمام والرعاية لمن هو جميل أو متفوق أو ابن لأحد من الخدام، حتي أن المخدومين يشعرون بذلك التخصيص والتميز ويكن لهم ذلك عثرة لذا فلنكن غير محابين لأحد بل نحب الكل كما كان المسيح.

محبة تحتمل الخاطئ وتصبر عليه. الخادم المحب يتقابل مع شخصيات ضالة ومتعبة في محبته يحتويهم ويشعرهم بمحبته ولا ينفر منهم بل يفتش أولا علي ما هو حسن فيهم مهما كان قليلا أو صغيرا ويتكلم فيهم ويشجعهم ويساعدهم لكي ما ينموا ما هو حسن ولا يسلط نظره باستمرار علي سلبيتهم، فإن هناك سلبيات وضعفات وعثرات كثيرة لا يتخلى عنها المخدوم دون أن يكلمه فيها الخادم. بل تهزمه محبة الخادم ؛فيضعف أمام هذا الحب ويسعى من ذاته لإصلاح نفسه ويطلب إرشاده في حب ويضمن أن يقبل كل ما يقول لذا قدم للخاطئ الحب قبل الإرشاد فإن الحب هو الذي يفتح القلوب المقفولة.

محبة تكون ظاهرة في عملها وفي مشاعرها، في عملها ظاهرة ؛إذا يبذل الخادم من وقته ومن راحته ومن ماله لأجل كل نفس، فإن الله أحب فبذل ابنه الوحيد وعلمنا الرب أن الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف وان العطاء بصوره المختلفة (حتي النفس )هو الصورة العاملة للحب.. حب مشاعره يعبر عنها ليس داخل جدران القلب وكأنها داخل قبر لن تخرج منه فأن الحب لابد أن يعبر عنه في رقة الحديث في المجاملة وفي كل مناسبة في الكلمة الحلوة المشجعة. ومن أمثال ذلك ما يجعل المحبة ظاهرة فلا يكفي أنك تحب مخدومك لكن لابد أن يشعر مخدومك بذلك.

3- علاقة هدف واحد..

في علاقتك بالمخدوم احرص علي عدم ضياع الهدف الذي يجمعهم. بل اهتم بإبراز هذا الهدف واسعي دائما لتحقيقه . فقد يضيع الهدف أو يحل محله أهداف أخري خاطئة لعدم حرص الخادم. فلاحظ نفسك في علاقاتك بالمخدوم وأسأل نفيك هل علاقتي هادفه وهل الهدف سليم أم لا، لاحظ أهدافك أسعي ألا تكون أهداف نفعية. كأن تأخذ مقابل مادي أو معنوي واسعي ألا تنسي هدف الخدمة في المخدوم وتهتم بان يكن للمخدوم نشاط وعمل ووجود داخل الكنيسة وأن لا يكون هذا الوجود وجود للذات الحزبية بعيدا عن الاهتمام بالتوبة وخلاص النفس. لابد أن تكون كل الأنشطة استثمار للمواهب وليس تعظيما للذات.. لابد أن تكون كل الأنشطة متابعة بيقظة ضمانا لعدم ضياع الهدف ,

ثانيا: علاقة الخادم بأخواته الخدام

1- علاقة تواضع

المسيح له المجد أكد هذا كثيرا لأهمية وجود التواضع في علاقة الخدام. ونراه يقدم ذاته مثلا حينما انحني وغسل أرجل تلاميذه وقال لهم "أنتم تدعونني معلما وسيدا وحسنا تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض " (يو13:13 - 14)
وهذا التواضع يجعلك دائما تقول :-

+ينبغي أن ذاك يزيد وأني أنا أنقص (يو3:3)، وتقدم أخيك عنك دائما" مقدمين بعضكم بعض في الكرامة" (رو12)
+ليس تواضعا في الألفاظ والعبارات من أجل المديح هذا لا يدوم بل تواضع عملي في المواقف والأحداث.
+إذ تعطي فرصة لأخيك الخادم أن يكون له دور واضح في الخدمة مثلك تماما ولا تجعل كل شئ في يدك في حين يوجد من يستطيع من يقوم بالعمل ولا يوكل بعمل !

+ لا تتمسك بكل فكرة وكل رأي، بل يجب أن تحاور لأجل الأفضل وليس لأجل تنفيذ أفكارك "حينما تحاور من أجل الأفضل فنك تسمع بقلب متواضع لا يبغي إلا نجاح العمل أو حينما تريد فرض رأيك فيكون محور حديثك هو ذاتك وليس نجاح العمل.. القلب المتواضع من السهل أن يقول أن رأي الأخر صوابا من رأي، أما القلوب المتكبرة قد تترك الخدمة لأنه لم يعمل برأيها... .

أكثر الدروس تأثيرا علي المخدومين هو تعاملات الخدام المتواضعة مع بعضهم
أما حينما يفقد التواضع بين الخدام، تكون عثرة عظيمة للمخدومين، حتي أن بعض المخدومين يستطيعون الإيقاع بين الخدام، وجعل ذلك مجال للتسابق والتسلية؟!فلنحذر يا أخوتي من وجع الكبرياء ولنواجهه بالتواضع وجحد المشيئة الشخصية لأنه اسقط كثيرين ولا ينجو ألا المتضعين "قبل الكسر الكبرياء وقبل القسوط تشامخ الروح " (أم 18:16)

الخادم المتواضع لا يدين أخيه الخادم تحت أي ظروف من الظروف، أنه لا يدين ألا غير نفسه (مت1:7- 5) وأما إذا برر فهو يبرر أخطاء الآخرين ويلتمس الأعذار، بل يدافع ويسند الساقطين

2- علاقة عضوية في جسد المسيح..

الخادم المدرك لهذا العضوية ومعناها :-

+يفرح مع الفرحين والمكرمين، ويتألم مع المتألمين

+يطلب من أجل ازدياد النعمة والمواهب في الأخر ولا يحسده..

+من خلال هذه العضوية تكون الوحدانية وليس الحزبية إذا ليس مجال لوجود الأخر كخصم بل الكل في واحد في المسيح لأجل مجد المسيح.

ليس هناك بولس وأبلوس (فمن هو بولس زمن هو وأبلوس ) فأن الأخر هو عضو في الجسد له الكرامة كباقي الأعضاء. لا إنحياز لعضو دون الأخر ولا لإكرام عضو دون الأخر بل أخرج خارج ذلك لتكون للمجتمع مشاركا ومقدما ومحبا وأهرب من الحزبية لأنها ضد الجسد الواحد هذا الذي يسعي إليه المسيح " ليكونوا واحدا كما نحن " (يو17:11).

فمن هو بولس ومن هو وأبلوس بل خادمان أمنتم بواسطتهما وكما أعطي الرب كل واحد أنا غرست وأبلوس سقي لكن الله كلن ينمي ) (1كو 5:3)

ثالثا علاقة الخادم بالمسؤلين والآباء

1- علاقة تلمذة..

مغبوط هو الإنسان الذي ينشأ في وسط فيه المعلمين والآباء. لذا لابد أن يستغل ذلك استغلال جيد، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا أن كان لدي الخدام روح التلمذة ومن خلالها يستطيع أن :

(أ)يسأل باستمرار

نعم لقد كان الرسل العظام تلاميذ للمسيح يسألونه دائما "فسأله تلاميذه قائلين ما عسي أن يكون هذا المثل " (لو 9:8) (فسأله تلاميذه قائلين يامعلم من أخطئ هذا أم أبواه حتي ولد أعمي " (يو2:9) وكانوا يطلبون دائما أن يتعلموا منه " فقال واحد من تلاميذ علمنا أن نصلي كما علم يوحنا تلاميذه " (لو 1:11)
فأن كل إنسان في احتياج إلي الإرشاد لهذا قال الكتاب " حيث لا تدبير يسقط الشعب. أما الخلاص فبكثرة المشيرين " (أم 14:11) طريق الجاهل مستقيم في عينه أما سامع المشورة فهو حكيم " (ام 5:12)لذا فالخادم الذي يعيش تلميذا يقرأ باستمرار ولا يستحي من ذلك، ولا يدعي المعرفة فيما يجهله، وسهل عليه أن يقول أسال في ذلك ثم أعطيك جوابا، وسهل عليه أن يقول لا أعرف، أما البعيد عن حياة التلمذة لا يعرف ويدعي المعرفة في كل شئ ظ!ولا يستطيع مطلقا أن يسأل أو يتعلم من أحدا. الخادم التلميذ تجده دائما جالسا تحت أقام المعلمين بانسحاق يستقي المعرفة والفهم والحكمة من الينابيع الممتلئة من الروح القدس، تجده دائما حريص أن لا يتأخر عن جلسة اعترف أو جلسة إرشاد أو اجتماع الخدمة الذي يتتلمذ فيه تجده دائما إذا ما خير لقضاء وقته معلما أم تلميذا لا يتردد أن يكون تلميذا لا يستطيع أن يكون معلما أبدا.

(ب) يسمع أكثر مما يتكلم :

الخادم التلميذ يسمع أكثر مما يتكلم واضعا في قلبه قول الرسول "لا تكونوا معلمين كثرين يا إخوتي" (يع 1:3) وقوله "فليكن كل إنسان مسرعا ً في الاستماع مبطئاً في الغضب (يع 19:1)جيد وحسن أن يتعلم الخادم التأني في الكلام والإنصات والاستماع أكثر من أن يتكلم، فإن ذلك يعلم الخادم الحكمة ويجعله محبوبا من الآخرين، ويقلل من أخطاءه.. أما المكثر في الكلام تكثر أخطاءه من كثرة الكلام ولا تخلوا من معصية (أم 19:10).. فكن تلميذا مستمعا جيدا لا تتعجل الكلام وكن أخر الكل، فإن هذا يجعلك متي تكلمت تكون كلماتك مقبولة وأكثر تأثيرا من المتعجلين

(ج) يخضع ويطيع :

يعلمنا الكتاب إطاعة الرؤساء والمسؤلين فإن هذا يساعدنا علي خلاص نفوسنا وفي طاعتهم رضا الرب وفي هذا يقول " أطيعوا مرشديكم وأخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا لكي يفعلون ذلك بفرح " (عب 17:13) والطاعة لها بركات كثيرة في حياة الخادم، والطاعة هي العمل الظاهر للقلب المتضع، التلميذ إما من يقاوم السلطات ولا يحيا في خضوع وطاعة يقول عنه الكتاب "حتي أن من يقاوم السلطات يقاوم ترتيب الله والمقاومين سيأخذون دينونة " (رو2:13)خذوا دائما بركة الطاعة ولا تكونوا كالتلاميذ المشاكسين الذين لا ينجحوا في دراساتهم لعدم طاعة مدرسيهم، أو المرضي الذين لا يطيعون الأطباء ففي الطاعة نمو وبركة يستحوذ عليها

علاقة وفاء..

من أهم ملامح علاقة الأبناء بالآباء وجود وفاء تجاه الآباء من ألأبناء
وهذه وصيه إلهيه : يقول رب المجد مكرما ساكبه الطيب "الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته المرأة تذكارا لها " (مر14:9) لأنه قد سبق وقال" أكرم الذي يكرمونني " (صم 30:2) وبولس الرسول يقول ( الإكرام لمن له الإكرام ) (رو7:13)وابن سيراخ يقول "من أكرم أباه سر بأولاده " (سيراخ 6:3 )" اتقي الرب وأكرم الكاهن " (سيراخ 33:7).

وهذه أيضا سمه في كنيستنا الأرثوذكسية : تهتم دائما الكنيسة بتكريم الأباء سواء الأحياء أو المنتقلين (لأنهم وإن انتقلوا فهم في فكر الكنيسة أحياء أيضا وعملهم من أجل الكنيسة مستمر ولن يتوقف ). فنري كيف تستقبل الكنيسة الأب الأسقف حينما يقبل إلي الكنيسة. بتراتيل الفرح والتهليل؟ وكيف ننحني إكراما للروح القدس العامل فيه؟ وكيف تقبل يديه إكراما للذبيحة المحمولة عليها وإكراما لأبوته، وكيف يصلي الشعب أجلهم
" أذكر يارب رئس الكهنة القمامصة والقسوس والشمامسة وكل الخدام " وكيف نذكر المنتقلين منهم في المجمع وفي التراحيم، وكيف تحتفظ بعظام القديسين ورفاتهم؟! إنها علاقة وفاء تجاه الأباء تزرعها الكنيسة في نفوس الأبناء حياة معاشة داخلها. الإنسان الوفي هو إنسان حي بالروح له مشاعر رقيقة يهتم بكل الناس. يهتم بكل الناس

3

-علاقة بنوة..
كان معلم يتكلم مع تلميذ ه فبال له أنا أعلمك كل شئ وبأمانه لكي إذا مت ترثني وتكمل عملي ولكن أن مت أنت ترثني وأنا حي 1نعم. هذا ما حدث مع الابن الضال (لو 15)

حينما مات بالخطية طالب بميراثه من أبيه وهو حي.. إن الخطية تميت القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية وتجعل الإنسان يتعدى علي حقوق الآخرين دون أن يبالي أو يهتم.

أما أنت أيها الخادم أحتفظ دائما بتوفير آباءك وتذكر دائما أنه لو لم يكن هؤلاء الأباء ما كان لك أنت وجود أو كيان فأنت مديون لهم بكل ما أنت فيه.

انه في الحقيقة نحن خرجنا من في جو صنعه الأباء بالعرق والتعب والحق يقال لنا " كثيرين تعبوا ونحن داخلنا على تعبهم واعترافنا بتعب الأباء يكون عن طريق أن نكون نحن لهم أبناء مخلصين.
إذ من أهم ملامح هذه البنوة هو أن تظل باستمرار ابن لكل من علمك حرفا في يوم من الأيام ولكل من له تعب محبة في حياتك وإياك وأن ترتفع حينما تأخذ الشهادات والدرجات فأنه بأي حال من الأحوال لا يمكن أن يكون الابن أبا (ألا في حالة الكهنوت) وان لم تراعي ذلك أصابك الكبرياء وتكون عرضه للضياع لنه قبل الكسر الكبرياء والسقوط تشامخ الروح (أم 18:18)

أود أن أقول خسارة كبيرة جدا ألا بأخذ الآبن رضا أبيه وبركته، ليس شئ يجعل الأب يبارك ابنه ويرضي عنه مثلما يكون الابن مكرما لأبيه خاضعا له. ومتعب جدا ذلك الابن الذي يعمل من نفيه أب لأبيه ومعلميه !فأن خسارته كبيرة جدا، أنه ان ينال بركة الأباء ولن يتعلم حكمة المتضعين.

» أفراح الخادم
» عزرا الخادم
» - الخادم وسر الاعتراف
» إحذرأيها الخادم
» الخادم الأمين