قلة النوم له مخاطره

قلة النوم له مخاطره

الحرمان من النوم من أسباب حوادث الطرق

حذرت دراسة أمريكية حديثة من مشكلة الحرمان من النوم التي يعاني منها الكثير من العاملين في مجال النقل والمواصلات بأمريكا، الأمر الذي يعرض حياتهم وحياة العامة لخطر كبير.

وأثبت الباحثون أن واحدا من بين كل عشرة أشخاص ممن يعملون كسائقين لعربات النقل أو للقطارات أو وسائل النقل المختلفة بالإضافة للطيارين يعانون من مشكلة قلة النوم، والكثير من هؤلاء يشكون الشعور بالنعاس أثناء العمل والبعض يعبرون عن قلقهم من تأثير الشعور بالتعب على تهديد سلامة العامة.

وتضمن المسح ما يقرب من 1100 طيار وسائق نقل ومهندس قطارات وسائق قطارات وسائق أتوبيس وتاكسي وليموزين جميعهم ممن تزيد أعمارهم عن 25 عاما، وهذا بالإضافة لعدد من الأشخاص غير العاملين في مجال النقل كمجموعة مقارنة، وتبين أن ما يقرب من 11% من هؤلاء العاملين يعمل بينما يشعر بالنعاس بالمقارنة بـ7% فقط في المجموعة المقارنة.

وصرح أستاذ الطب المساعد بكلية طب جامعة نيويورك وخبير علاج النوم جويس والسلبن قائلا: \'من المثير حقاً أن يكون لدينا إحصاء بذلك، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى عمل شيء ما يحسن من حالة العاملين في مجال النقل، فالكثير من هؤلاء يجبرون على العمل وفق جداول مريعة تضعهم في خطر محيط، الأمر الذي نتج عنه الكثير من المآسي الاجتماعية\'.

وأثبتت الدراسة أن ما يقرب من ربع سائقي القطارات والطيارين يتأثر أداؤهم في أعمالهم بسبب قلة النوم والشعور بالنعاس على الأقل مرة بالأسبوع، على العكس نجد فقط واحدا من بين كل 6 أشخاص في غير مجال النقل والمواصلات، يتأثر أداؤه لعمله بسبب مشكلة النعاس.

الطيارون وسائقو القطارات في المقدمة

وعندما يكون الحديث عن الحرمان من النوم فإن الطيارين وسائقي القطارات يأتون في المقدمة بنسب تصل إلى 50% و57% على التوالي من بين من سجلوا في المسح أنهم نادراً ما يحصلون على نوم ملائم في الليالي التي يعملون بها، وهو الأمر الذي ينطبق كذلك على 44% من سائقي عربات اللوري و29% من سائقي الحافلات والتاكسي والليموزين.

وتكمن المشكلة في سلامة العامة حيث إن 20% من الطيارين اعترفوا بارتكاب أخطاء خطيرة أثناء الطيران وكذلك فعل بعض سائقي القطارات والنقل نتيجة الإرهاق.

ووجدت الدراسة أن المشكلة تكمن في التغير الدائم في ورديات عمل هؤلاء الأشخاص، الأمر الذي يتسبب في تعرضهم لحوادث طرق ليس فقط عند أدائهم لأعمالهم، بل وفي طريقهم للعمل.

وصرح خبير النوم والأستاذ بجامعة دينفر باتريك شيري: \'يتعرض العاملون في مجال النقل والمواصلات لتغير دائم في أيام العمل وفي مواعيد وردياتهم بل وفي فترات الراحة بين كل وردية وأخري، الأمر الذي يجعل من الصعب عليهم الحفاظ على مواعيد نوم منتظمة، وبالتالي الحفاظ على يقظتهم الكاملة أثناء العمل\'
ويطالب الباحث رؤساء العمل بمحاولة الوصول لدوريات عمل منتظمة المواعيد بحيث تسهل تنظيم نوم سائقي وسائل المواصلات، مما يقل من تعرض العاملين لتغيرات ورديات العمل، وبالتالي يقلل من معدلات حوادث الطرق والقطارات.

وبيَّن الباحث الدكتور يوسف كريسبي من مستشفى لينوكس هيل بنيويورك أن هذه الدراسة تمثل جرس إنذار لأصحاب الأعمال.

وفي إشارة لدراسات سابقة وجدت أن الحرمان من النوم يتصل بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وضغط الدم المرتفع، وأوضح كريسبي أنه بعد مضي 24 ساعة من الاستيقاظ فإن العقل يصبح غير قادر على أداء وظائفه بشكل كامل، بل إن الأمر يصل أن يتصرف الشخص المحروم من المنوم بنفس مستوى الشخص الذي في حالة سكر كامل.

وحذر خبير النوم بريجهام من أن \'قلة النوم تتسبب في كثير من الحوادث عند عودة هؤلاء الأشخاص من عملهم\'.

يابرنسيسة

جميعا