مار مرقس الرسول القديس والشهيد ********يهودي له صفة أممية القديس مرقس هو يهودى من سبط لاوى ، بشر بين اليهود والأمم، وبين الأمم بالأكثر.
وهو يحمل إسمين: إسمًا يهوديًا (يوحنا)، وإسمًا أمميًا (مرقس)، وإسمه الأممى هو الأكثر شهرة.
وعلى الرغم من أنه يهودى الأصل، إلا أنه ولد في إقليم أممي، في قارة أفريقيا. فهو إذن رسول لأفريقى المولد، ولد في كيرين (القيروان) Gyrene إحدى الخمس مدن الغربية في اقليم ليبيا، بلدة تدعى أبرياتولس ************اسمان لمارمرقس
إسمه اليهودى (يوحنا) معناه الله حنان أو الله حنون وقد دعى بهذا الإسم وحده في موضعين من سفر أعمال الرسل (أع 13: 5، 13).
وإسمه الرومانى (مرقس) معناه (مطرقة) ولم يكن هذا الإسم مألوفًا بين اليهود وتاريخ يوسيفوس كله لم يذكر فيه بهذا الاسم سوى يهودى واحد هو ابن أخلا فيلة وقد دعى رسولنا باسم مرقس وحده في كل رسائل القديس بولس (كو 4: 10، في 24، 2تى 4: 11). والقديس بطرس (1بط 5: 13) وفى سفر أعمال الرسل (أع 15: 39).
على انه في ثلاثة شواهد من سفر أعمال الرسل (أع 12: 12، أع 12: 25، أع 15: 37) اجتمع له الإسمان معًا، أو الاسم واللقب. فقيل عنه (يوحنا الملقب مرقس) أو يوحنا الذي يدعى مرقس).
Ιωανου του επιχαλουωενου Μαοχου
του επιχλΘεντα Μ.
*************أسرة متدينة
نشأ مرقس في أسرة متدينة، كان لكثير من أفرادها صلة بالسيد المسيح نفسه.
فأمه مريم، كانت إحدى المريمات اللائى تبعن المسيح. وكانت إحدى المريمات اللائى ذهبن إلى القبر. وكان بيتها مكانًا لصلاة المؤمنين واجتماعاتهم في عصر الرسل (أع 12: 12) وكانت هذه المرأة التقية ذات اعتبار بين المسيحيين الأولين
وأبوه ارسطوبولس هو إبن عم أو إبن عمة زوجة بطرس الرسول.
والقديس مرقس يمت أيضًا بصلة قرابة للقديس برنابا الرسول
أحد التلاميذ السبعين وفي ذلك قال بولس الرسول لأهل كولوسى: (يسلم عليكم أرسترخس المأسور معى، ومرقس إبن أخت برنابا) (كو 4: 10) غير أن بعض الترجمات اليونانية واللاتينية والقبطية لا تذكر عبارة (إبن أخت برنابا) وإنما (إبن عم برنابا) ولعل السبب في هذا هو إتساع بعض الكلمات اليونانية لأكثر من معنى.. والأنبا يوساب أسقف فوه في كتابه (تاريخ البطاركة) يذكر أن مارمرقس يمت أيضًا بصلة قرابة لتوما الرسول..
هذه الأسرة المتدينة ذات الصلة الوطيدة بالسيد المسيح، أوجدت وسطًا دينيًا صالحًا نشأ فيه الشاب مرقس.
وقد ذكر الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين في تاريخه المشهور لبطاركة الإسكندرية. أن مرقس الرسول ولد من أبوين تقيين عارفين بالناموس والأنبياء.
أما خاله (أو إبن عمه) برنابا، فكان من أول الذين باعوا أملاكهم وعاشوا حياة الشركة مع الرسل. وفي ذلك يقول الكتاب: (ويوسف الذي دعى من الرسل برنابا الذي يترجم إبن الوعظ وهو لاوى قبرص الجنس، إذ كان له حقل باعه وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل) (أع 4: 36) وقد شهد له سفر أعمال الرسل بأنه: (كان رجلًا صالحًا وممتلئًا من الروح القدس والإيمان) (أع 11: 24) وقد أختاره الروح القدس لعمل الكرازة مع بولس، حينما قال الروح للرسل: (افرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه) (أع 13: 2)
مع برنابا هذا، المملوء من الروح القدس والإيمان، ومع بولس العظيم خدم يوحنا مرقس. وعلى حد تعبير الكتاب: (وكان معهما يوحنا خادمًا) (وكان معهما يوحنا خادمًا) (أع 13: 5).
***************بيت مارمرقس أول كنيسة مسيحية
لا يوجد بيت نال شهرة أكثر من بيت مارمرقس: فيه أكل السيد المسيح الفصح مع تلاميذه الأطهار، وفيه غسل أرجلهم، وفيه أعطاهم عهده جسده ودمه الأقدسين. وفيه اختفى قبيل القيامة. وفيه حل الروح القدس على التلاميذ وتكلموا بألسنة. كما كان هذا البيت العظيم هو أول كنيسة مسيحية في العالم. واحدى قاعاته هى علية صهيون المشهورة..
وكما تورد هذه الحقائق جميعًا، كل مراجعنا القبطية التاريخية، كذلك تؤكدها كتب الكاثوليك والبروتستانت وكافة الطوائف الأخرى.
ومن الشهادات على هذا ما ذكره الأب بول دورليان شينو في كتابه (قديسو مصر) حيث قال: إن مرقس عرف باسم ابن مريم [جارة ومضيفة المسيح] وإن [بيت مريم حيث أحتفل بالفصح الأخير كان على جبل صهيون على صخرة كبيرة].
ومن الشهادات الواضحة ما سجله الكاردينال بارونيوس (من أشهر علماء الكاثوليك في القرن 16) حيث قال عن بيت مارمرقس إنه: [كان محط رحال المسيح وتلاميذه: ففيه أكل الفصح معهم، وفيه اختفوا بعد موته، وفى علية منه حل عليهم الروح القدس. وقد كان هذا البيت أول كنيسة مسيحية]
وهذه الحقيقة عينها يذكرها ثيئودسيوس من كتاب القرن السادس في كتابه عن الأرض المقدسة الذي نشره Gildemeister وأسمه:
De Situ Terrae Sanctae (43 p. 20).
وقالت دائرة المعارف البريطانية ان بيت مارمرقس كان مركزًا للحياة المسيحية في أورشليم.
ولأن السيد المسيح صنع الفصح في بيت مارمرقس، لذلك أجمع العلماء على أن مارمرقس كان هو الرجل حامل جرة الماء الذي عناه الرب بقوله لتلميذيه: (إذهبا إلى المدينة، فيلاقيكما إنسان حامل جرة ماء. إتبعاه. وحيثما يدخل فقولا لرب البيت: ان المعلم يقول أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذى. فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة) (مر 14: 13 15؛ لو 22: 10 12).
وقد أشار إلى هذا الأمر الكسندر من كتاب القرن السادس في كتابه Landrtio Barnabaoe 13 p. 440.
هذه العلية التي في بيت مرقس، هى التي كان يجتمع فيها تلاميذ الرب (يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع ومع اخوته) وهى التي قصدها الكتاب بقوله: (ولما دخلوا صعدوا العلية التي كانوا يقيمون فيها..) (أع 1: 13، 14).
وفى هذه العلية حيث كانوا مجتمعين، حل عليهم الروح القدس (أع 2: 1 4) (وملأ كل البيت).. . (وامتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدأوا يتكلمون بألسنة..) وبالتالى يكون هذا البيت المقدس قد هد بدء قيام الكنيسة الأولى..
لذلك ليس عجيبًا أن يكرس هذا البيت للرب ويصبح أول كنيسة. وهكذا عندما خرج بطرس من السجن بواسطة الملاك، لجأ إلى هذا البيت مباشرة. وكما يقول عنه الكتاب: (جاء وهو متنبه إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس، حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون) (أع 12: 12) (18)
هذه البيئة الروحية العجيبة؛ أي إنسان تقدمه لخدمة الرب؟! إنسان ينشأ في حضن هذه الأم القديسة، ووسط أقارب من رسل المسي، وفى هذا البيت الذي دخله الرب، وقدم فيه جسده ودمه، والذي ملأه الروح القدس..
أى إنسان تقدمه هذه البيئة سوى ناظر الإله ما رمرقس الإنجيلى، الذي انضم إلى تلمذة الرب، وصار من خاصته، وأختاره الرب ضمن تلاميذه السبعين..
****************أحد السبعين رسولًا | آراء المؤرخين
جميع مؤرخى الأقباط في كافة عصورهم أجمعوا على أن مارمرقس كان من السبعين رسولًا الذين ذكرهم لوقا الإنجيلى (10: 1 12) ليس فقط كتاب عصرنا الحاضر ، وإنما مؤرخو العصور الوسطى أيضًا. فقد ذكر هذه الحقيقة ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين في القرن العاشر وقد وضعه ابن كبر في قائمتين بأسماء السبعين رسولًا إحدهما نقلًا عن الأصل القبطى، والثانية نقلًا عن اليونانى
وذكر هذه الحقيقة أيضًا المقريزى؛ من مؤرخى المسلمين في العصور الوسطى فقال: [ومن هؤلاء السبعين مرقس الإنجيلى. وكان إسمه أولًا يوحنا. وعرف ثلاثة ألسن: الفرنجى والعبرانى واليونانى]
ومن الآباء الأول ذكر هذه الحقيقة القديس ابيقانيوس أسقف قبرص في كتابه ضد الهرطقات (51: 5) وذكرها من قبله العلامة أوريجانوس في أواخر القرن الثانى وأوائل الثالث في كتابه عن الإيمان بالله، فقال إن مرقس كان من تلاميذ الرب السبعين الذين شرفهم بالرسالة
ومن غير الأرثوذكسى نجد أن المشرق في مقدمة تفسيره لإنجيل مرقس يقول إنه [دعى للتلمذة برفقة السبعين تلميذًا، وسمى الثيئوفورس أي حامل الله]
وشينو (الكاثوليكى) في كتابه (قديسو مصر) Les Saints d, Egypte يلقب مرقس رسولًا apotre
******************الرسول بشهادة التقليد وطقوس الكنيسة
إن لقب هذا القديس الثابت في كل صلوات الكنيسة وتسابيحها هو " مرقس الرسول" Piapoctoloc
وهناك لقب آخر نجده في كتاب الإبصاليات، في أبصالية واطس ، هو "تلميذ المسيح" W pimaqhthc nte P,c، وهذا اللقب عينه "تلميذ المسيح" يتكرر في لحن للقديس في كتاب التماجيد السنوية ونلاحظ أننا في قراءة إنجيله، نقول في مقدمته: "فصل شريف من إنجيل معلمنا مارمرقس البشير والتلميذ الطاهر".
وهكذا نتسمك باستمرار بكونه رسولا وتلميذا للرب.
وفى عيد القديس في 30 برومودة، نجد كل القراءات عن إختيار الرسل، وعملهم وسلطانهم
ومن الشهادات البارزة جدًا العميقة الدلالة على اعتقاد الكنيسة في أن مار مرقس هو أحد السبعين تلميذًا، الإنجيل الخاص به في دورة الصليب والشعانين. حيث يقرأ أمام كل أيقونة ما يناسبها من الفصول: امام أيقونة الملاك ما يخص الملائكة، وأمام أيقونة الشهيد ما يخص الشهداء..إلخ. وعندما نصل إلى أيقونة مارمرقس تقرأ الكنيسة فصل الإنجيل من (لو 10: 1 12) الذي أوله (وبعد ذلك عين الرب سبعين آخر أيضًا، وأرسلهم اثنين أمام وجهه..).واخوتنا الكاثوليك يعترفون هم أيضًا برسولية مرقس الرسول. وهذا واضح من كتاب الثيئوتوكيات حيث يقولون فيه :
أ (مرقس، أيها الرسول الإنجيلى.. بك تباركت جميع قبائل الأرض، وبلغ كلامك إلى أقاصى المسكونة) وهذه العبارة الأخيرة المأخوذة من (مز18: 4) تعطى فكرة عن أن مرقس الرسول رسالته مسكونية أكثر منها مكانية.
ب (ثلاثة أسماء سماوية أنت نلتها يا مرقس، المتكلم بالإلهيات، والإنجيلى، والرسول. وقد نلت ثلاثة أكاليل يا حبيب المسيح: إكليل الرسولية، وإكليل الشهادة، وإكليل الإنجيلي).
ج (رفقاؤك الرسل يفتخرون بك. ونحن نفتخر بك وبهم) والعبارة الأولى (رفقاؤك الرسل) neksfhr napoctoloc تجعله في نفس صفوف الرسل، تربطه بهم رابطة الزمالة وليس التلمذة..
أليس عجيبًا بعد كل هذا..
أن نقرأ عبارة منسوبة إلى بابياس أسقف هيرابوليس يقول فيها عن القديس مرقس إنه: [لا سمع الرب ولا تبعه]!! ثم أليس عجيبًا بالأكثر أن ينقل عن بابياس مؤرخون آخرون؟!
كيف هذا وقد كان مرقس يستضف الرب في بيته، وكان هو نفسه من تلاميذه، وكانت أسرته كلها من أتباع المسيح. وآخر بيت خرج منه الرب إلى جثسيمانى ثم إلى الجلجثة هو بيت مرقس..
كذلك يجمع كل علماء الكتاب المقدس على أن مرقس الرسول هو الشاب الذي تبع المسيح عند القبض عليه (وكان لابسًا ازارًا على عريه) فلما هاجمه الشبان هرب عريانًا (مر 14: 51 52)
مظلوم هذا القديس العظيم مع أمثال هؤلاء المؤرخين. . لذلك، لكي تحمى الكنيسة أبناءها من هذه المغالطات التاريخية، أصرت أن تلقب مارمرقس باستمرار بلقبه المعروف لنا جميعًا (ناظر الإله) qeorimoc.
***************المعجزة الأولى في بدء كرازة مارمرقس
إن أول شخص جذبه مارمرقس إلى الإيمان هو أبوه أرسطو بولس، فلقد حدث أنهما بينما كان سائرين في طريقهما إلى الأردن أن لاقاهما أسد ولبؤة في الطريق. فعرف أرسطو بولس أن نهايته ونهاية مرقس قد اقتربت، فقال له: [إهرب يا إبنى لتنجو بنفسك، واتركنى أنا لينشغل هذان الوحشان بافتراسى]
فقال مرقس لأبيه: [إن المسيح الذي بيده نسمة كل منا، لا يدعهما يقعان بنا]. ثم صلى قائلًا: [أيها المسيح إبن الله أكفف عنا شر هذين الوحشين، واقطع نسلهما من هذه البرية]. واستجاب الله صلاته في الحال. فانشق الوحشان، وانقطع نسلهما من تلك البرية.
وكان لتلك المعجزة أثرها السريع المباشر، فآمن أرسطوبولس بالمسيح (30) على يد إبنه مرقس؛ وأعلن له إيمانه. وهكذا كان أول شخص جذبه هذا القديس إلى الإيمان هو أبوه، الذي قيل إنه مات بعد إيمانه بقليل (31).
وكما صحبت المعجزة كرازة مارمرقس في هذه الواقعة، كذلك صحبته المعجزات في كرازته في الخمس مدن الغربية ومصر كما سنرى فيما بعد.
********************أسد مارمرقس
أخذ أسد مارمرقس شهرة كبيرة، واصبح عنصرًا ظاهرًا في جميع صوره. وهو إما يرجع إلى أولى معجزاته حيث قتل أسدًا ولبؤة باسم الرب. وإما أنه يرجع إلى إنجيله الذي يبدأ بصراخ الأسد: (صوت صارخ في البرية)؛
أو لأن إنجيله يمثل السيد المسيح في جلاله وملكه؛ على اعتبار أنه:
(الأسد الخارج من سبط يهوذا) (رؤ 5: 5). وهكذا عندما يرمز إلى الإنجيليين الأربعة بالحيوانات الأربعة الواردة في سفر الرؤيا (4: 7)، يرمز إلى القديس مرقس بالأسد هذه الحيوانات.
وهكذا فإن أهل البندقية عندما اتخذوا القديس شفيعًا لهم، إتخذوا أسده رمزًا لهم، وأقاموا تمثالًا كبيرًا لهذا الأسد المجنح في ساحة مارمرقس بمدينتهم.. واصبح أسد مارمرقس مجالًا لإبداع الفنانيين. وهم يصورونه على الدوام أسدًا هادئًا أليفًا، انتزع منه القديس مرقس ما فيه من وحشية واستبقى ما فيه من شجاعة.
******************بشارته مع الرسل
بدأ مارمرقس كرازته وهو شاب صغير السن، لذلك لم يبدأ كرازته منفردًا صحب الرسل أولًا.
ويروى لنا سفر أعمال الرسل كرازته مع القديسين بولس وبرنابا الرسولين.
ويروى لنا التقليد أنه قبل كرازته مع بولس وبرنابا، عمل في الكرازة أولًا مع بطرس الرسول في أورشليم واليهودية، وهكذا يقول ساويرس بن المقفع:
[بعد صعود المسيح صحب مرقس بطرس وبشبرا الجموع في أورشليم، وذهبا إلى بيت عنيا وبشرا بكلام الله] (32)
+++++++++++++استلام رفات مار مرقس بروما (15 بؤونة)
في مثل هذا اليوم من سنة 1684 للشهداء الأطهار الموافق السبت 22 من شهر يونيو سنة 1968 م وفي السنة العاشرة لحبرية البابا كيرلس السادس وهو البابا المائة والسادس عشر في سلسلة باباوات الكرازة المرقسية تسلم الوفد الرسمي الموفد من قبل البابا كيرلس السادس رفات القديس العظيم مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية والبطريرك الأول للكرازة المرقسية من يد البابا بولس السادس بابا روما في القصر البابوي بمدينة الفاتيكان.
وكان الوفد مؤلفا من عشرة من المطارنة والأساقفة بينهم سبعة من الأقباط وثلاثة من المطارنة الأثيوبيين وثلاثة من الأراخنة. أما المطارنة والأساقفة فهم على التوالي بحسب أقدمية الرسامة: الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا وطما وتوابعها رئيس الوفد، الأنبا ميخائيل مطران أسيوط وتوابعها والأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة وتوابعهما، والأنبا بطرس مطران أخميم وساقلته وتوابعهما والأنبا يوأنس مطران تيجراي وتوابعها بأثيوبيا والأنبا لوكاس مطران أروسي وتوابعها بأثيوبيا والأنبا بطرس مطران جوندار وتوابعها بأثيوبيا والأنبا دوماديوس أسقف الجيزة وتوابعها، والأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات اللاهوتية العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي والأنبا بولس أسقف حلوان وتوابعها.
وأما الأراخنة المدنيون بحسب ترتيب الحروف الأبجدية فهم الأستاذ إدوارد ميخائيل الأمين العام للجنة الملية لأوقاف البطريركية والأستاذ فرح إندراوس الأمين العام لهيئة الأوقاف القبطية والأستاذ المستشار فريد الفرعوني وكيل المجلس الملي بالإسكندرية.
وقد غادر الوفد البابوي السكندري القاهرة بعد ظهر يوم الخميس 23 بؤونة سنة 1684 ش الموافق 20 يونيو سنة 1968 م في طائرة خاصة يرافقه فيها نحو 90 من أراخنة القبط بينهم سبعة من الكهنة.
وكان في استقبالهم بمطار روما بعض المطارنة والكهنة موفدين من قبل البابا بولس السادس وسفير جمهورية مصر العربية لدي الفاتيكان.
وتحددت الساعة الثانية عشرة من صباح يوم السبت 15 بؤونة الموافق 22 يونيو لمقابلة الوفد البابوي السكندري لبابا روما وتسلم رفات مار مرقس الرسول وقبيل الموعد المحدد بوقت كاف تحرك الركب المؤلف من الوفد البابوي السكندري وأعضاء البعثة الرومانية الكاثوليكية برياسة الكاردينال دوفال كاردينال الجزائر ومعه المطران فيلبرا اندز أمين عام لجنة العمل على اتحاد المسيحيين والمطران أوليفوتي مطران البندقية (فينيسيا) وثلاثة من الكهنة في موكب رسمي وقد أقلتهم سيارات الفاتيكان الفأخرة تتقدمها الدراجات البخارية إلى القصر البابوي بمدينة الفاتيكان.
وفي الساعة عشرة تماما دخل الوفد البابوي السكندري يتقدمه الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا رئيس الوفد يتبعه المطارنة والأساقفة بحسب ترتيب الرسامة ثم الأراخنة، وكان البابا بولس السادس عند مدخل مكتبه الخاص واقفا يستقبل رئيس وأعضاء الوفد الواحد بعد الأخر ثم جلس على عرشه وجلس أعضاء الوفد وبدأ البابا بولس السادس يتكلم وهو جالس يحيي الوفد ومشيدا بالبابا كيرلس السادس وبكنيسة الإسكندرية ويهنئ بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة وباستلام رفات مار مرقس الرسول ورد الأنبا مرقس رئيس الوفد بكلمة قصيرة قال فيها أنه يحمل إليه تحيات أخيه بابا الإسكندرية ثم سلمه خطابا من البابا كيرلس السادس يوجه فيه الشكر إليه ويفيده بأسماء أعضاء الوفد الرسمي الذين انتدبهم نيابة عنه لاستلام رفات مار مرقس الرسول ثم نهض البابا بولس ونهض أعضاء الوفد معه وحمل بابا روما ورئيس الوفد السكندري معا الصندوق الحاوي لرفات مار مرقس وسار الكل اثنين اثنين في موكب رسمي وانتقلوا من مكتب البابا إلى قاعة كبيرة كانت قد أعدت لاستقبال الأقباط المرافقين للوفد الرسمي ليشهدوا اللحظة المقدسة السعيدة ووضع صندوق الرفات على مائدة خاصة ثم تقدم الحبر الروماني وسجد أمام الصندوق وقبله وفعل كذلك الوفد البابوي السكندري وتلاه بقيه أعضاء الوفد وفي أثناء أداء هذه التحية الإكرامية لرفات مار مرقس الرسول كان الكهنة القبط ينشدون الألحان الكنسية المناسبة وقد استحوذت السعادة على قلوب الجميع مصريين وأجانب ومرت تلك اللحظات رهيبة وسعيدة وكان الموقف كله مثيرا وقد خيم على القاعة جو عميق من الروحانية والتقوى والقداسة والورع.
ثم جلس بابا روما على عرشه وحينئذ نهض الأنبا غريغوريوس وألقي نيابة عن الوفد خطابا باللغة الإنجليزية نقل فيه تحية البابا كيرلس السادس إلى البابا بولس السادس معبرا عن سعادة مسيحيي مصر وأثيوبيا بعودة رفات مار مرقس الرسول بعد أحد عشر قرنا ظل فيها جسد مار مرقس غريبا عن البلد الذي مات فيه شهيدًا.
ورد بابا روما في خطاب رسمي باللغة الفرنسية كان يقرأه وهو جالس على عرشه أشاد فيه بتاريخ كنيسة الإسكندرية ونضالها الطويل الرائد في ميدان العقيدة وأشاد أيضا بأبطالها وعلمائها من أمثال أثناسيوس الرسولي وكيرلس عمود الإيمان وبنتينوس وإكليمنضس، راجيًا أن يكون حفل اليوم علامة محبة ورابطة تربط بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما وطلب البابا الروماني في خطابه إلى رئيس وأعضاء البعثة البابوية الرومانية أن يحملوا تحياته ومحبته وتقديره إلى البابا كيرلس السادس وأكليروس كنيسة الإسكندرية ومصر وشعبها.
بعد ذلك نهض البابا بولس والأنبا مرقس رئيس الوفد ليتبادلا الهدايا التذكارية فقدم الأنبا مرقس هدايا البابا كيرلس السادس وهي أربع كالآتي:
1 - صندوق فأخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل كتاب العهد الجديد باللغة القبطية البحيرية مجلد بجلد فأخر بلون بني ممتاز وكتب عليه الإهداء باللغتين القبطية والإنجليزية من البابا كيرلس إلى البابا بولس السادس مع الإشارة إلى تاريخ اليوم وهو السبت 22 يونيو 1968 الموافق 15 بؤونة 1684 ش.
2 - صندوق فأخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويشتمل على قطعة نسيج أثرية ثمينة من القرن الخامس والسادس الميلادي عثر عليها في بلدة الشيخ عبادة بمحافظة المنيا وقد كانت هذه القطعة ضمن محفوظات المعهد العالي للدراسات القبطية بالقاهرة، قدمها للبابا كيرلس السادس مساهمة وتعبيرا عن السرور العام بعودة رفات مار مرقس.
3 - صندوق فأخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل اسطوانات القداس الباسيلي وألحانه كاملة التي أصدرها قسم الموسيقي والألحان بالمعهد العالي للدراسات القبطية.
4 صندوق فأخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل سجادة ممتازة طولها متران و30 سنتيمترا من صنع فلاحي قرية الحرانية بمصر تحت أشراف الفنان الدكتور رمسيس ويصا واصف الأستاذ بالمعهد العالي للدراسات القبطية وقد سجل على هذه السجادة رسوم عدة تمثل قصة يوسف الصديق كاملة.
وقد أعجب بابا روما بهذه الهدايا الثمينة كل الإعجاب وشكر بابا الإسكندرية شكرا جزيلا وقال أنه سيحتفظ بهذا كله في الفاتيكان ذخيرة لكل الأجيال. ثم وزع البابا بولس السادس بيده هدية تذكارية لكل أعضاء الوفد البابوي السكندري عبارة عن صليب رسم عليه المسيح مصلوبا ويقف على جانبي الصليب القديس بطرس الرسول على يمين المسيح والقديس بولس الرسول على يساره ومن خلف الصليب نقش اسم بولس السادس الحبر الأعظم. كما أهدي البابا لجميع الكهنة والمرافقين مداليات تذكارية نقشت عليها صورتا مار بطرس ومار بولس الرسولين من جهة وعلي الوجه الآخر نقش صورة بولس السادس الحبر الروماني ثم قدم البابا الروماني للأنبا مرقس رئيس الوفد البابوي السكندري وثيقة رسمية بتاريخ 28 مايو سنة 1968 م تشهد بصحة الرفات وأنها بالحقيقة رفات مار مرقس الرسول وأنها استخرجت من مكانها الأصلي بكل وقار وقد وقع عليها أسقف بورفير حارس ذخيرة الكرسي الرسولي ووكيل عام الفاتيكان وكانت الساعة قد صارت الأولي بعد الظهر وبذلك أنتهي الحفل الرسمي لتسليم رفات القديس مرقس وعاد الوفد إلى فندق ميكل أنجلو (الملاك ميخائيل) بروما.
بركة مار مرقس الرسول تشمل الجميع ولربنا المجد دائمًا."