الشهيد موريس ورفقاؤه الشهداء
SS. Maurice and his companions
عندما قامت إحدى مناطق بلاد الغال بثورة، تقدم إليهم ماكسيميان هركُليوس Maximian Herculius وأعدَّ جيشًا لإخماد ثورتهم. وكانت إحدى وحدات هذا الجيش المسماة "الكتيبة الطيبية" مكونة من أفراد أتوا من صعيد مصر وكانوا كلهم من المسيحيين.
الكتيبة الطيبية ترفض العبادة الوثنية:
حين وصل الجيش إلى أوكتودورَم Octodorum على نهر رون Rhone قرب بحيرة جنيف بسويسرا أصدر ماكسيميان أمرًا إلى كل الجيش بالاشتراك في تقديم ذبائح شكر للآلهة لنجاح مهمتهم. وعند ذلك انسحبت الكتيبة الطيبية وعسكرت بقرب المنطقة التي تسمى الآن سان موريتز St. Maurice-en-Valais، رافضة الاشتراك في هذا الاحتفال. أمرهم ماكسيميان عدة مرات بطاعته ولكن أمام ثباتهم ووحدة رأيهم في الرفض أمر بقتل كل عاشر فرد من الكتيبة، محاولًا بذلك إرهابهم وإجبارهم على طاعته. فشلت المحاولة مع أول مجموعة فأمر بقتل كل عاشر فرد من الباقين، ولكنهم أجابوا بأنهم مستعدين لتحمل أي عقاب عن أن يعملوا ما يتنافى مع دينهم، وكان يقودهم ويشجعهم في هذا ثلاثة من ضباطهم وهم: موريس Maurice وإكسوبِريوس Exuperius وكانديدَس Candidus.
حاول ماكسيميان مرة أخرى إرهابهم قائلًا أنهم إذا استمروا في عنادهم فلن يبقى فرد واحد حيًا من الكتيبة، فكان ردهم:
"نحن جنودك ولكننا عبيد الإله الحقيقي.
نحن ندين لك بالطاعة والولاء العسكري ولكننا لا نستطيع أن نرفض خالقنا وسيدنا بل وخالقك أنت أيضًا مع أنك ترفضه.
نحن مستعدون لطاعتك في كل ما لا يتعارض مع أوامره، فنحن نقاوم كل أعداءك أيًا كانوا، ولكننا لن نغمس أيدينا في دماء أبرياء.
لقد أقسمنا بطاعتنا لله قبل قسمنا بطاعتك، وإذا حنثنا بقسمنا الأول لله فإنك لن تثق بقسمنا الثاني لك.
أنت تأمرنا بمعاقبة المسيحيين بينما نحن كذلك ونعترف بالله الآب خالق كل الأشياء وابنه يسوع المسيح.
لقد شاهدنا زملاءنا يُقتَلون ونحن نفرح من أجلهم، ولا تظن أن هذا أو أي اضطهاد آخر سوف يؤثر في قرارنا.
إننا نحمل أسلحة بين أيدينا ولكن ليس في نيتنا المقاومة لأننا نُفَضِّل أن نموت أبرياء من أن نحيا بالخطية".
كانت هذه الكتيبة تتكون من ستة آلاف وستمائة رجل، وإذ رأى ماكسيميان ثباتهم وفشله في التأثير عليهم أمر بقية الجيش بحصارهم وتقطيعهم إربًا. لم يُظهِروا أية مقاومة حينما سيقوا للذبح مثل الخراف، حتى تغطَّت الأرض بجثثهم وسالت دماءهم مثل النهر على الجانبين. سمح ماكسيميان لجنوده بالاستيلاء على ممتلكات الشهداء، وفيما هم يقتسمونها رفض أحدهم ويدعى فيكتور الاشتراك معهم، وحين سألوه إن كان مسيحيًا رد بالإيجاب فوقعوا به وقتلوه.
كانت مذبحة الكتيبة الطيبية حوالي سنة 287 م.، وقد بنيت كنيسة كبيرة فوق موضع دفنهم، وحدثت معجزات كثيرة بشفاعتهم. وقد سعى كثيرون حتى من خارج حدود سويسرا للحصول على أجزاء من رفاتهم للتبارك منها، وصار القديس موريس شفيعًا للجنود وصناع السلاح.
استشهاد القديس موريس قائد الفرقة الطيبية (25 توت)
تذكار استشهاد القديس موريس قائد الفرقة الطيبية. صلواته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.
العيد يوم 22 سبتمبر.
*************
شهداء الكتيبة الطيبية *
سُميت كذلك لأن أفرادها كانوا من مدينة طيبة (الأقصر)، وكان معروفًا عنهم الشجاعة في الحروب والجلد والإخلاص. ولما أعلنت بعض قبائل من فلاحين بلاد الغال (فرنسا) العصيان على مكسيميانوس إمبراطور الغرب سنة 286 م. أرسل إليه دقلديانوس هذه الكتيبة لنجدته، وبوصول الكتيبة إلى إيطاليا أرسل الإمبراطور قسمًا إلى حدود الغال ليرابط هناك وقسمًا آخر إلى الحدود السويسرية ينتظر هناك استعدادًا للطوارئ.
قبيل بدء المعركة كان لابد من أن تتم بعض الطقوس الدينية الوثنية طلبًا لمعونة الآلهة للنصرة في الحرب، لكن رجال الكتيبة رفضوا المشاركة في هذه الممارسات الوثنية لأنهم كانوا مسيحيين. أمر الإمبراطور بقطع رؤوس عُشر جنود الكتيبة بعد جلدهم كنوع من الإرهاب للباقين، لكن هؤلاء حرّروا له رسالة وقّعوا عليها جميعًا جاء فيها:
"أيها القيصر العظيم نحن جنودك، لكننا في نفس الوقت عبيد الله.
نحن ندين لك بالخدمة العسكرية أما الله فندين له بولاء قلوبنا.
نحن نأخذ منك الأجر اليومي أما الله فسننال منه الجزاء الأبدي.
لا يمكننا بحال من الأحوال أن نطيع الأوامر المخالفة للّه.
إذا اتفقت أحكامك مع أحكامه فنحن ننفذها، أما إذا تعارضت فلن نقبلها إذ ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس.
لسنا ثوّارًا فالأسلحة لدينا وبها نستطيع أن ندافع عن أنفسنا ونعصاك، لكننا نُفضل أن نموت أبرياء على أن نعيش ملوّثين.
ونحن على أتم استعداد لتحمل كل ما تصبّه علينا من أنواع التعذيب لأننا مسيحيون ونعلن مسيحيتنا جهارًا".
ما أن قرأ مكسيميانوس هذا الخطاب حتى أمر بقتل عُشر باقي جنود الكتيبة، وعاود المحاولة معهم ليبخروا للآلهة لكنهم أبوا،
حينئذ احتدم غضبه وأمر بإبادة الكتيبة بأكملها أينما وجد أفرادها، وهكذا ضرب الجند الرومان سيوفهم في رقاب الضباط والجنود المصريين، ولم يبقوا على أحد منهم.
هكذا استشهدوا في أماكن مختلفة: بعضهم في بعض مدن شمال إيطاليا، والبعض في سويسرا والبعض في فرنسا. كان عدد جنود الكتيبة 6666 وقد استشهدوا قُبيل الاضطهاد العام الذي أثاره الطاغيان دقلديانوس ومكسيميانوس.
* يُكتَب خطأ: الكتيبة الطبية.