منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010110


 متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010111


 متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010112

 متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
سالى عبده
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
عزت
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
kamel
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مريانا
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
د.محبوب
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
mmk
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
بهيج
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مارونا
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
diana.wahba
متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمتى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 45 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 45 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

 متى 27 - تفسير انجيل متى الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17236
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: متى 27 - تفسير انجيل متى الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي   متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 25 أكتوبر 2012, 10:20 am

متى 27 - تفسير انجيل متى  الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 4196810853

متى 27 - تفسير انجيل متى

الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
6. آلامه أثناء الصلب

انطلق السيِّد يحمل صليبه إلى جبل الجلجثّة أي الجمجمة، ويُقال أنه هناك دُفن آدم. على أي الأحوال، رُفع الصليب في موضع الجمجمة لكي يهب حياة للعظام الجافة الميّتة! لقد حمل عنّا الموت واهبًا إيّانا الحياة! يتحدّث القديس كيرلس الكبير عن حمل السيِّد لصليبه هكذا:

[توجد ضرورة لهذه الحقيقة أن يحمل المسيح مخلّص الجميع الصليب، إذ قيل عنه على لسان إشعياء: "يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا وتكون الرئاسة على كتفه" (إش 9: 6). فالصليب هو رئاسته، به صار ملكًا على العالم. وإذ كان هذا حق "أطاع حتى الموت موت الصليب، لذلك رفَعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة من في السماء وما على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الأب (في 2: 8).

وأيضًا أظن أنه يلزم مراعاة هذا هنا (أن يحمل الصليب)، لأنه عندما صعد الطوباوي إبراهيم على الجبل الذي رآه ليقدِّم اسحق محرقة كأمر الله وضع الحطب على الابن، وكان ذلك رمزًا للمسيح الحامل صليبه على كتفيه مرتفعًا إلى مجد صليبه. فقد كانت آلام المسيح هي أمجاده كما علَّمنا بنفسه: "الآن تمجّد ابن الإنسان وتمجّد الله فيه" (يو 13: 31)[912].]

وفي الطريق إلى الصلب إذ سقط عدة مرّات تحت ثقل الصليب سخَّروا رجلًا قيروانيًا يسمّى سمعان ليحمل معه صليبه، وكأنه يمثّل كنيسة العهد الجديد التي يلزمها في نضوج الرجولة الروحيّة أن تغتصب الملكوت بشركتها مع السيِّد في صلبه. إنه لمجد عظيم أن ينحني المؤمن ليحمل مع سيّده آلامه، لكي تصير له معرفة اِختبارية بقوة القيامة وبهجتها فيه.

على الصليب "أعطوه خلًا ممزوجًا بمرارة ليشرب، ولما ذاق لم يرِد أن يشرب" [34]. كانت هذه هي عادة الرومان في الصلب، يُعطي الخل الممزوج مرارة كنوعٍ من التخدير، فلا يشعر المصلوب بكل ثقل الآلام. لكن السيِّد ذاق المرارة عنّا ورفض أن يشرب الخل حتى يحمل الألم بكماله بإرادته الحرَّة.

إذ صُلب السيِّد اقتسم الجند ثيابه أربعة أقسام، أمّا قميصه الذي كان بلا خياطة منسوجًا كلّه من فوق (يو 19: 23) فقد ألقوا عليه قرعة "لكي يتمّ ما قيل بالنبي: اقتسموا ثيابي بينهم، وعلى لباسي ألقوا قرعة" [35]، هذا ولم يوجد مع ثيابه أحذية. فمن جهة الثياب المقتسمة إلى أربعة أقسام، فإنها تُشير إلى الكنيسة جسد المسيح الملتصق به، فقد انتشرت في أربعة جهات المسكونة. صارت بين يديّ الجند الرومان، في متناول يد الأمم، يستطيعون التمتّع بالعضويّة فيها.

أمّا القميص الذي بلا خياطة، المنسوج كلّه من فوق، لا يُشق ولا يُقسَّم، فيُشير إلى الكنيسة الواحدة التي يلزم ألا يكون فيها اِنشقاقات أو انقسامات. لقد حرص السيِّد حتى في صلبه ألا يُشق ثوبه، وكأنه كلما دخلت الكنيسة في شركة صليبه، يحرص السيِّد ألا تدخل في انشقاق أو انقسام، لكن للأسف يحدث ذلك حينما توجد الكنيسة في فترة ترف بعيدًا عن الصليب.

لقد كشف الصليب أن ثوبه منسوج من فوق (يو 19: 13)؛ هكذا إذ تدخل الكنيسة دائرة الألم تنكشف طبيعتها السماويّة، أنها منسوجة بيد الله نفسه، هي من عمل روحه القدّوس! هذا ولم يوجد للسيِّد حذاء يخلعه، فقد رأينا في دراستنا سفر الخروج كيف يُشير الحذاء إلى الأعمال الشرّيرة الميّتة، لهذا يخلعه الإنسان عند وقوفه أمام الله في موضع مقدّس كما فعل موسى النبي (خر 3: 5).

بعد إلقاء القرعة على قميصه "جلسوا يحرسونه هناك" [36]. لم يكن السيِّد المسيح محتاجًا إلى حراسة، إنه الخالق الذي "به كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء ممّا كان"
لكنّه خضع بجسده لهذه الحراسة. حقًا لقد سمح السيِّد المسيح بطريقة خفيَّة للعسكر مضطهديه أن يكونوا حُرَّاسًا له على الصليب! إنها صورة مشرقة للعمل الإلهي، إذ يسمح للتجارب المحيطة بالكنيسة جسده المصلوب أن تكون حارسًا لها. التجارب تسند المؤمنين، فيعيشوا بروح التواضع وتزكّيهم! قدر ما يكون الأمر ثمينًا تزداد الحراسة، وقدر ما يعتزّ الله بأولاده وكنيسته يسمح له بالضيقات حتى يعبروا هذه الحياة محفوظين فيه.
"وجعلوا فوق رأسه عِلَّتِه مكتوبة: هذا هو يسوع ملك اليهود"...

لقد تُوِّج الملك بالصليب! وكما تقول الكنيسة في سفر نشيد الأناشيد: "اُخرجْن يا بنات صهيون، وانظرْن الملك سليمان بالتاج الذي توَّجته به أُمِّه في يوم عرسه وفي يوم فرح قلبه" (نش3: 11). أنها تدعو النفوس المؤمنة أن تخرج عن ذاتها وتتطلّع إلى ملكها واهب السماء، لتدخل معه خلال الصليب إلى عرسه وتنعم بالفرح القلبي الأبدي!

"حينئذ صلبوا معه لصَّان، واحد عن اليمين، وواحد عن اليسار" [38].

جلس المعلّمون اليهود على الكراسي يعلِّمون كمن هم من فوق، يوبِّخون وينتهرون، يخشون على أنفسهم لئلا يمسّوا نجسًا فيتنجَّسوا، أمّا السيِّد فقدَّم مفهومًا جديدًا للتعليم، إذ ترك الكرسي ليُحصى بين الأثمة والمجرمين، يدخل في وسطهم ويشاركهم آلامهم حتى الصليب ويقبل تعييراتهم، معلنًا حُبّه العملي لكي ينطلق بهم إلى حضن أبيه. لقد صُلب مع اللصّين ولأجلهما، حتى إن أراد أحدهما يقدر أن يقبَله داخله ملكًا حقيقيًا يرتفع به إلى فردوسه، قائلًا له: "اليوم تكون معه في الفردوس".
7. الاستهزاء به

تكاتفت كل قوى الشرّ ضدّ السيِّد المسيح لتقديم أمرّ صورة للصليب فقد "كان المجتازون يجدّفون عليه وهم يهزُّون رؤوسهم، قائلين: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام، خلِّص نفسك؛ إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب" [40].

فقد المجتازون به اتّزانهم، وصاروا يهزّون رؤوسهم علامة السُخرية به، وكانوا يجدّفون عليه، قائلين: "يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام، خلِّص نفسك". ولم يُدركوا أنهم هم الذين يبذلون كل الجهد لنقض هيكل جسده، إنّما يشهدون له بأنه سبق فأعلن عن قيامته مقدَّمًا، فصار المجدِّفون شهود حق لعمله الخلاصي وحياته المقامة، لقد طلبوا منه أن يخلِّص نفسه ولم يُدركوا أنه إنّما يخلِّصهم بقيامته، يقوم فيُقيمهم.

لعلّ الشيطان بدأ يتحسَّس خطورة الصليب، فارتعب واشتهى أن ينزل السيِّد عن صليبه، لكن فات الأوان، فأثار المجدّفين ليطلبوا منه: "إن كنت ابن الله فاِنزل عن الصليب". ازداد تخوُّفه فأثار أيضًا رؤساء الكهنة مع الكتبة والشيوخ ليسألوه إن كان يقدر أن ينزل عنه، قائلين: "خلَّص آخرين، وأما نفسه فما يقدر أن يخلِّصها. إن كان هو ملك إسرائيل، فلينزل الآن عن الصليب، فنؤمن به" [42]. لقد ركّز الشيطان في هذه اللحظات على نزوله من الصليب، حتى اللصان أيضًا كانا يعيِّرانه [44] لعلّه ينزل.
8. ظُلمة على الأرض

"ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة" [45].

سادت الظلمة على كل الأرض، إعلانًا عن سلطانها الذي ساد على العالم منذ لحظة السقوط، وقد تركه السيِّد يسود إلى حين إذ يقول: "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة" (لو 22: 53). ترك السيِّد للظلمة السلطان إلى ساعة لكي إذ تحاول أن تقتنص النور في شباكها يحطِّم - النور - الظلمة ويفسد شباكها.

جاءت الساعة قبل تسليم السيِّد روحه، وكأن السيِّد قد أعطى للجحيم فرصته أن يستقبل روحه، وهو لا يدري أنه وحده القادر أن يُحطِّم أبوابه، ليحتضن الذين رقدوا على الرجاء، ويحملهم كغنائم مقدّسة يدخل بهم إلى الفردوس.

اهتم الأنبياء بالتنبُّؤ عن ساعة الظلمة هذه، وكما جاء في القديس كيرلس الأورشليمي: [يقول زكريا: "ويكون في ذلك اليوم أنه لا يكون نور..." ثم يقول النبي: "ويكون يوم واحد معروف للرب" (زك 14: 6-7). هل يجهل الرب الأيام الأخرى؟ حاشا... فالأيام كثيرة ولكن "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب" (مز 118: 24) بصبره على الآلام. إذن، فماذا عسى أن يكون؟ هذا ما يفسِّره الإنجيل عندما يَروي لنا أنه لم يكن نهارًا عاديًا تشرق فيه الشمس كعادتها من الشرّوق إلى الغروب، ولكن من الساعة السادسة كانت ظلمة في نصف النهار حتى الساعة التاسعة. والظلمة يفسِّرها الله بقوله "والظلمة دعاها الله ليلًا" (تك 1: 5). ولهذا لم يكن نهارًا ولا ليلًا إذ لم يكن نورًا كلّه حتى يسمَّى نهارًا، ولا ليلًا كلّه حتى يسمَّى ليلًا، ولكن الشمس أشرقت بعد الساعة التاسعة. وعن هذا يتنبَّأ النبي أيضًا، قائلًا: "بل يحدث أنه في وقت المساء يكون نور" (زك 14: 7). تأمّل إلى أي مدى بلغت الدقّة وكيف تحقّقت. ويحدّد عاموس النبي اظلام الشمس... ليته يقول هذا لليهود الذي يصُمُّون آذانهم... يقول: "ويكون في ذلك اليوم، يقول السيِّد الرب إني أغيب الشمس في الظهر"، لأن الظلمة كانت من الساعة السادسة...، "وأُقتم الأرض في يوم نور" (عا 8: 9)، كما يحدّد أيضًا الموسم الذي يتمّ فيه ذلك فيقول: "وأحوِّل أعيادكم نوحًا"، لأن المسيح قد صلب في أيام الفطير في عيد الفِصح. وبعد ذلك يقول: "وأجعلها كمناحة الوحيد وآخرها يوم مرّ" (عا 8: 10)، لأنه في عيد الفِصح بكّت النسوة وانتحبْن، والرسل كذلك اِختبأوا وكانوا في مرارة المرّ[913].]

ويقول القديس كيرلس الكبير: [كانت هذه علامة واضحة لليهود أن أذهان صالبيه قد اِلتحفت بالظلمة الروحيّة، إذ حدث عَمى جزئي لإسرائيل (رو 11: 25)، وقد وبّخهم (لعنهم) داود في محبّته لله قائلًا: "لتظلمّ عيونهم فلا ينظروا" (مز 69: 23). نعم، انتحبت الخليقة ذاتها ربّها، إذ أظلمت الشمس وتشقّقت الصخور وبدا الهيكل نفسه كمن قد اكتسى بالحزن، إذ انشقَّ الحجاب من أعلى إلى أسفل. وهذا ما عناه الله على لسان إشعياء: "أُلبس السموات ظلامًا، وأجعل المسح غطاءها" (إش 50: 3)[914].]
9 صراخه وتسليمه الروح

"ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم، قائلًا:

إيلي إيلي لما شبقتني؟!

أي إلهي إلهي لماذا تركتني؟!

فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا:

إنه ينادي إيليّا.

وللوقت ركض واحد منهم، وأخذ إسفنجة وملأها خلًا، وجعلها على قصبة وسقاه.

وأما الباقون فقالوا: أتركه، لنرى هل يأتي إيليّا يخلّصه؟!

فصرخ يسوع أيضًا بصوت عظيم، وأسلم الروح" [46-50].

إنه كممثّل للبشريّة التي سقطت تحت سلطان الظلمة يصرخ في أنين من ثقلها كمن هو في حالة ترك، قائلًا: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" فإذ أحنَى السيِّد رأسه ليحمل خطايا البشريّة كلها صار كمن قد حجب الآب وجهه عنه، حتى يحكم سلطان الخطيّة بدفع الثمن كاملًا، فيعود بنا إلى وجه الآب الذي كان محتجبًا عنّا.

ولعلّه بصرخته هذه أراد أن يوقظ الفكر اليهودي من نومه ليعود إلى المزمور الثاني والعشرين الذي بدأ بهذه الصرخة معلنًا في شيء من التفصيل أحداث الصلب. وكأنه أراد تأكيد أن ما يحدث هو بتدبيره الإلهي السماوي، سبق فأعلن عنه الأنبياء.
10. انشقاق الحجاب

إذ أسلم السيِّد المسيح روحه انشقَّ حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل [51]، وكان في ذلك إعلانًا لما سبق فقال "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أُقيمه" (يو 2: 19). ما حدث في الهيكل اليهودي قد تحقّق في جسده المقدّس لكي يقيمه في اليوم الثالث. انشقاق حجاب الهيكل كان فيه إشارة إلى جحود اليهود للمسيّا ورفضهم لعمله الخلاصي فصاروا مرفوضين، وكما يقول القديس كيرلس الأورشليمي: [لم يترك منه جزء إلا وانشقَّ، لأن السيِّد قال: هوذا بيتكم يُترك لكم خرابًا" (مت 23: 38)[915].]

انشقاق الحجاب الذي يفصل قدس الأقداس عن القدس يكشف عن عمل السيِّد المسيح الخلاصي، إذ بموته انفتح باب السماوات للمرَّة الأولى لكي بدالة ندخل قدس الأقداس الإلهيّة خلال اتّحادنا بالسيِّد. يقول القديس جيروم أن مفارقة نعمة الله للهيكل القديم فتحت الباب للأمم وأقامت الهيكل الجديد، كما يقول: [إن يوسيفوس نفسه الكاتب اليهودي يؤكّد أنه في وقت صلب الرب خرج من الهيكل أصوات قوَّات سمائيَّة تقول: لنرحل من هنا[916].]

انشق حجاب الهيكل اليهودي وتزلزلت الأرض، أي اِنهار الفكر المادي اليهودي في العبادة وتزلزل الفكر الأرضي، لكي لا يعيش المؤمن بعد يطلب الأرضيّات، بل ينطلق نحو السماويات. بموت السيِّد يتزلزل إنساننا العتيق الأرضي داخل مياه المعموديّة، وننعم بالإنسان الجديد المقام من الأموات، لهذا: "القبور تفتَّحت، وقام كثير من أجساد القدّيسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدّسة، وظهروا لكثيرين" [52-53]. ما حدث أثناء الصلب كحقيقة واقعة لمسها الذين كانوا في أورشليم يتحقّق في حياة المؤمن حين يقبل الصليب مع السيِّد المسيح في مياه المعموديّة. إنه يزلزل أرضه الداخليّة ويشقِّق صخوره ويفتح القبر المقدّس لينعم بالقيامة مع السيِّد حاملًا الحياة الجديدة.

هذا وقيامة الكثير من أجساد القدّيسين الراقدين إنّما حمل تأكيدًا لقيامتنا ليس فقط روحيًا ولكن أيضًا جسديًا في يوم الرب العظيم. وكما يقول القديس أمبروسيوس: [عندما أسلم الروح أظهر أنه مات لأجل قيامتنا إذ عمل في نطاق القيامة[917].]

أما ثمر هذه الأحداث فقد أوضحه الإنجيلي بقوله: "وأما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما رأوا الزلزلة وما كان خافوا جدًا، وقالوا: حقًا كان هذا ابن الله" [54]. لقد كانوا يمثِّلون كنيسة الأمم التي قبلت الإيمان بالمسيح خلال عمل الصليب.
11. دفن السيِّد
"ولما كان المساء جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف،

وكان هو أيضًا تلميذًا ليسوع.

فهذا تقدّم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع،

فأمر بيلاطس حينئذ أن يُعطي الجسد،

فأخذ يوسف الجسد ولفَّه بكتَّان نقي،

ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة،

ثم دحرج حجرًا كبيرًا على باب القبر ومضى" [57-60].

لم نكن نسمع عن القدّيس يوسف الرامي من قبل، إذ كان تلميذا للسيِّد خِفية لسبب الخوف من اليهود (يو 19: 38)، لكنّه ظهر في لحظات المحنة ومعه نيقوديموس (يو 19: 39)عندما تخلَّى الكل عن المصلوب، فتقدّم الأول بشجاعة لبيلاطس يطلب الجسد المقدّس، فنال هذه الكرامة العظيمة أن يدخل بالجسد المقدّس إلى قبره الجديد الذي صار أقدس موضع على الأرض. في لحظات الضيق والألم يظهر القدّيسون، فبينما تجف الأوراق الصفراء من حرارة الشمس تزداد الأوراق الخضراء حيويّة! شمس التجارب التي تحرق العشب هي بعينها التي تهب الثمار نضوجًا.

نحت القدّيس يوسف لنفسه قبرًا في صخرة، ولو فضل نفسه عن سيّده لصار هذا القبر في نظر اليهود يمثّل النجاسة كسائر القبور، من يقترب إليه يبقى دنسًا طول يومه حتى يتطهّر، ولتحوّل القبر إلى موضعٍ يضم عظامًا نتنة وفسادًا، لا يسكنه أحد من الأحياء اللهُم إلا من تسلّطت عليهم الأرواح النجسة أو أُصيبوا بالبرص. لكنّه إذ قدّمه للسيِّد المسيح "الصخرة الحقيقيّة"، صار كنيسة مقدّسة يحج إليها المؤمنون من كل العالم عبر العصور، وموضع شهادة للنصرة على الموت وإعلانًا عن قوّة القيامة وبهجتها.

لقد سبق فأعلن الأنبياء عن دفنه أيضًا، فيقول إشعياء النبي: "ضُرب من أجل ذنب شعبي، وجعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته" (إش 53: 8-9). كما يقول: "انظروا إلى الصخرة الذي منه قُطعتُم" (إش 51: 1)، أمّا عن باب القبر فيقول إرميا النبي: "قرضوا في الجُب حياتي وألقوا عليّ حجارة" (مرا 3: 53).

* فتأمّل كيف أن حجر الزاوية المختار الكريم يرقد قليلًا خلف الحجارة، وهو حجر العثرة لليهود وصخر الخلاص للمؤمنين. لقد زُرعت شجرة الحياة في الأرض، حتى أن الأرض التي لُعنت تتمتّع بالبركة وقيامة الأموات[918].

القديس كيرلس الأورشليمي

* لم يُدبّر هذا الأمر جزافًا، وإنما وُضع الجسد في قبر جديد لم يكن قد وضع فيه أحد، حتى لا يظن أن القيامة قد صارت لآخر موضوع معه. وحتى يتمكن تلاميذه من أن يجيئوا بأيسر طريقة ويعاينوا ما سيحدث، ولكي يكون لدفنه شهود، ليس لهؤلاء فقط ولكن للأعداء أيضًا معه، بوضعهم الأختام على قبره وإقامة جنود يحرسونه كشهود لدفنه.

القديس يوحنا الذهبي الفم

* كان يوسف ونيقوديموس قد أحضرا حنوطًا كثيرة لكثرة محبّتهما للمسيح. في هذا أيضًا أسرار إلهيّة، حتى إذا قام المسيح وخرج من هذه الحنوط مع شدة التصاقه بالأكفان تكون تلك آية عظيمة. وحقًا إنه لأمر عظيم أن الأكفان وُجدت بمفردها وكذلك المنديل، وذلك حتى لا يقول الخصوم أن تلاميذه أتوا ليلًا وسرقوه فإن من يأتي ليسرقه لا يُمهله الوقت والخوف حتى يفصل المسروق من هذه الحنوط، ولا أن يجعل الأكفان بمفردها، والمنديل منفردًا، مع أن التصاقهما بالحنوط مانع له في مثل ذلك الوقت.

القدّيس بطرس السدمنتي

* لما كان السيِّد قد وُلد من مستودع جديد طاهر لم يتقدّمه فيه غيره، حسن دفنه في قبر جديد لم يوضع فيه غيره.

* أمّا كونه في بستان، فهو رمز إلى خلاص آدم الذي مات موت الخطيئة في بستان، فدُفن السيِّد في مثيله ليُزيل تبعة الجناية عنه، ويردّه إليه ثانية. ولمعنى آخر حتى يصير مؤكِّدًا أنه الذي قام لا غيره، لاسيما أن البستان لم يكن مقبرة، وإنما تقدّم يوسف فنحت هذا القبر بالإلهام في الموضع الذي لم يكن مشهورًا بالدفن.

القدّيس بطرس السدمنتي
12 . ختم القبر

اجتمع رؤساء الكهنة والفرّيسيّون مع بيلاطس، قائلين له: "يا سيّد، قد تذكّرنا أن ذلك المضلّ قال وهو حيّ إني بعد ثلاثة أيام أقوم، فمُر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلًا ويسرقوه ويقولوا للشعب أنه قام من الأموات، فتكون الضلالة الأخيرة أشرّ من الأولى" [63-64].

كان التصرّف بما يحمله من روح الحسد والكراهيّة نحو شخص السيِّد المسيح يقدّم شهادة حيّة من الأعداء أمام المسئولين الغرباء بأنه سبق فتحدّث عن القيامة. وكأن قيامة السيِّد ليست أمرًا غير متوقِّع بل سبق فأعلنه الرب كتهيئة للأذهان. بهذا التصرّف أشاعوا بالأكثر أمر قيامة السيِّد، وجعلوا منها حقيقة لا يُشك فيها، فقد حوصر القبر باليهود والأمم، بالحرَّاس كما بالختم.

* لو كان الجند وحدهم هم الذين ختموا القبر لأمكنهم القول بأن الجند سمحوا بسرقة الجسد وأن التلاميذ اختلقوا فكرة القيامة ودبَّروها.

القديس يوحنا الذهبي الفم
متى 27 - تفسير انجيل متى الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 6. آلامه أثناء الصلب انطلق السيِّد يحمل صليبه إلى جبل الجلجثّة أي الجمجمة، ويُقال أنه هناك دُفن آدم. على أي الأحوال، رُفع الصليب في موضع الجمجمة لكي يهب حياة للعظام الجافة الميّتة! لقد حمل عنّا الموت واهبًا إيّانا الحياة! يتحدّث القديس كيرلس الكبير عن حمل السيِّد لصليبه هكذا: [توجد ضرورة لهذه الحقيقة أن يحمل المسيح مخلّص الجميع الصليب، إذ قيل عنه على لسان إشعياء: "يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا وتكون الرئاسة على كتفه" (إش 9: 6). فالصليب هو رئاسته، به صار ملكًا على العالم. وإذ كان هذا حق "أطاع حتى الموت موت الصليب، لذلك رفَعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة من في السماء وما على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الأب (في 2: 8). وأيضًا أظن أنه يلزم مراعاة هذا هنا (أن يحمل الصليب)، لأنه عندما صعد الطوباوي إبراهيم على الجبل الذي رآه ليقدِّم اسحق محرقة كأمر الله وضع الحطب على الابن، وكان ذلك رمزًا للمسيح الحامل صليبه على كتفيه مرتفعًا إلى مجد صليبه. فقد كانت آلام المسيح هي أمجاده كما علَّمنا بنفسه: "الآن تمجّد ابن الإنسان وتمجّد الله فيه" (يو 13: 31)[912].] وفي الطريق إلى الصلب إذ سقط عدة مرّات تحت ثقل الصليب سخَّروا رجلًا قيروانيًا يسمّى سمعان ليحمل معه صليبه، وكأنه يمثّل كنيسة العهد الجديد التي يلزمها في نضوج الرجولة الروحيّة أن تغتصب الملكوت بشركتها مع السيِّد في صلبه. إنه لمجد عظيم أن ينحني المؤمن ليحمل مع سيّده آلامه، لكي تصير له معرفة اِختبارية بقوة القيامة وبهجتها فيه. على الصليب "أعطوه خلًا ممزوجًا بمرارة ليشرب، ولما ذاق لم يرِد أن يشرب" [34]. كانت هذه هي عادة الرومان في الصلب، يُعطي الخل الممزوج مرارة كنوعٍ من التخدير، فلا يشعر المصلوب بكل ثقل الآلام. لكن السيِّد ذاق المرارة عنّا ورفض أن يشرب الخل حتى يحمل الألم بكماله بإرادته الحرَّة. إذ صُلب السيِّد اقتسم الجند ثيابه أربعة أقسام، أمّا قميصه الذي كان بلا خياطة منسوجًا كلّه من فوق (يو 19: 23) فقد ألقوا عليه قرعة "لكي يتمّ ما قيل بالنبي: اقتسموا ثيابي بينهم، وعلى لباسي ألقوا قرعة" [35]، هذا ولم يوجد مع ثيابه أحذية. فمن جهة الثياب المقتسمة إلى أربعة أقسام، فإنها تُشير إلى الكنيسة جسد المسيح الملتصق به، فقد انتشرت في أربعة جهات المسكونة. صارت بين يديّ الجند الرومان، في متناول يد الأمم، يستطيعون التمتّع بالعضويّة فيها. أمّا القميص الذي بلا خياطة، المنسوج كلّه من فوق، لا يُشق ولا يُقسَّم، فيُشير إلى الكنيسة الواحدة التي يلزم ألا يكون فيها اِنشقاقات أو انقسامات. لقد حرص السيِّد حتى في صلبه ألا يُشق ثوبه، وكأنه كلما دخلت الكنيسة في شركة صليبه، يحرص السيِّد ألا تدخل في انشقاق أو انقسام، لكن للأسف يحدث ذلك حينما توجد الكنيسة في فترة ترف بعيدًا عن الصليب. لقد كشف الصليب أن ثوبه منسوج من فوق (يو 19: 13)؛ هكذا إذ تدخل الكنيسة دائرة الألم تنكشف طبيعتها السماويّة، أنها منسوجة بيد الله نفسه، هي من عمل روحه القدّوس! هذا ولم يوجد للسيِّد حذاء يخلعه، فقد رأينا في دراستنا سفر الخروج كيف يُشير الحذاء إلى الأعمال الشرّيرة الميّتة، لهذا يخلعه الإنسان عند وقوفه أمام الله في موضع مقدّس كما فعل موسى النبي (خر 3: 5). بعد إلقاء القرعة على قميصه "جلسوا يحرسونه هناك" [36]. لم يكن السيِّد المسيح محتاجًا إلى حراسة، إنه الخالق الذي "به كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء ممّا كان" لكنّه خضع بجسده لهذه الحراسة. حقًا لقد سمح السيِّد المسيح بطريقة خفيَّة للعسكر مضطهديه أن يكونوا حُرَّاسًا له على الصليب! إنها صورة مشرقة للعمل الإلهي، إذ يسمح للتجارب المحيطة بالكنيسة جسده المصلوب أن تكون حارسًا لها. التجارب تسند المؤمنين، فيعيشوا بروح التواضع وتزكّيهم! قدر ما يكون الأمر ثمينًا تزداد الحراسة، وقدر ما يعتزّ الله بأولاده وكنيسته يسمح له بالضيقات حتى يعبروا هذه الحياة محفوظين فيه. "وجعلوا فوق رأسه عِلَّتِه مكتوبة: هذا هو يسوع ملك اليهود"... لقد تُوِّج الملك بالصليب! وكما تقول الكنيسة في سفر نشيد الأناشيد: "اُخرجْن يا بنات صهيون، وانظرْن الملك سليمان بالتاج الذي توَّجته به أُمِّه في يوم عرسه وفي يوم فرح قلبه" (نش3: 11). أنها تدعو النفوس المؤمنة أن تخرج عن ذاتها وتتطلّع إلى ملكها واهب السماء، لتدخل معه خلال الصليب إلى عرسه وتنعم بالفرح القلبي الأبدي! "حينئذ صلبوا معه لصَّان، واحد عن اليمين، وواحد عن اليسار" [38]. جلس المعلّمون اليهود على الكراسي يعلِّمون كمن هم من فوق، يوبِّخون وينتهرون، يخشون على أنفسهم لئلا يمسّوا نجسًا فيتنجَّسوا، أمّا السيِّد فقدَّم مفهومًا جديدًا للتعليم، إذ ترك الكرسي ليُحصى بين الأثمة والمجرمين، يدخل في وسطهم ويشاركهم آلامهم حتى الصليب ويقبل تعييراتهم، معلنًا حُبّه العملي لكي ينطلق بهم إلى حضن أبيه. لقد صُلب مع اللصّين ولأجلهما، حتى إن أراد أحدهما يقدر أن يقبَله داخله ملكًا حقيقيًا يرتفع به إلى فردوسه، قائلًا له: "اليوم تكون معه في الفردوس". 7. الاستهزاء به تكاتفت كل قوى الشرّ ضدّ السيِّد المسيح لتقديم أمرّ صورة للصليب فقد "كان المجتازون يجدّفون عليه وهم يهزُّون رؤوسهم، قائلين: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام، خلِّص نفسك؛ إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب" [40]. فقد المجتازون به اتّزانهم، وصاروا يهزّون رؤوسهم علامة السُخرية به، وكانوا يجدّفون عليه، قائلين: "يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام، خلِّص نفسك". ولم يُدركوا أنهم هم الذين يبذلون كل الجهد لنقض هيكل جسده، إنّما يشهدون له بأنه سبق فأعلن عن قيامته مقدَّمًا، فصار المجدِّفون شهود حق لعمله الخلاصي وحياته المقامة، لقد طلبوا منه أن يخلِّص نفسه ولم يُدركوا أنه إنّما يخلِّصهم بقيامته، يقوم فيُقيمهم. لعلّ الشيطان بدأ يتحسَّس خطورة الصليب، فارتعب واشتهى أن ينزل السيِّد عن صليبه، لكن فات الأوان، فأثار المجدّفين ليطلبوا منه: "إن كنت ابن الله فاِنزل عن الصليب". ازداد تخوُّفه فأثار أيضًا رؤساء الكهنة مع الكتبة والشيوخ ليسألوه إن كان يقدر أن ينزل عنه، قائلين: "خلَّص آخرين، وأما نفسه فما يقدر أن يخلِّصها. إن كان هو ملك إسرائيل، فلينزل الآن عن الصليب، فنؤمن به" [42]. لقد ركّز الشيطان في هذه اللحظات على نزوله من الصليب، حتى اللصان أيضًا كانا يعيِّرانه [44] لعلّه ينزل. 8. ظُلمة على الأرض "ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة" [45]. سادت الظلمة على كل الأرض، إعلانًا عن سلطانها الذي ساد على العالم منذ لحظة السقوط، وقد تركه السيِّد يسود إلى حين إذ يقول: "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة" (لو 22: 53). ترك السيِّد للظلمة السلطان إلى ساعة لكي إذ تحاول أن تقتنص النور في شباكها يحطِّم - النور - الظلمة ويفسد شباكها. جاءت الساعة قبل تسليم السيِّد روحه، وكأن السيِّد قد أعطى للجحيم فرصته أن يستقبل روحه، وهو لا يدري أنه وحده القادر أن يُحطِّم أبوابه، ليحتضن الذين رقدوا على الرجاء، ويحملهم كغنائم مقدّسة يدخل بهم إلى الفردوس. اهتم الأنبياء بالتنبُّؤ عن ساعة الظلمة هذه، وكما جاء في القديس كيرلس الأورشليمي: [يقول زكريا: "ويكون في ذلك اليوم أنه لا يكون نور..." ثم يقول النبي: "ويكون يوم واحد معروف للرب" (زك 14: 6-7). هل يجهل الرب الأيام الأخرى؟ حاشا... فالأيام كثيرة ولكن "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب" (مز 118: 24) بصبره على الآلام. إذن، فماذا عسى أن يكون؟ هذا ما يفسِّره الإنجيل عندما يَروي لنا أنه لم يكن نهارًا عاديًا تشرق فيه الشمس كعادتها من الشرّوق إلى الغروب، ولكن من الساعة السادسة كانت ظلمة في نصف النهار حتى الساعة التاسعة. والظلمة يفسِّرها الله بقوله "والظلمة دعاها الله ليلًا" (تك 1: 5). ولهذا لم يكن نهارًا ولا ليلًا إذ لم يكن نورًا كلّه حتى يسمَّى نهارًا، ولا ليلًا كلّه حتى يسمَّى ليلًا، ولكن الشمس أشرقت بعد الساعة التاسعة. وعن هذا يتنبَّأ النبي أيضًا، قائلًا: "بل يحدث أنه في وقت المساء يكون نور" (زك 14: 7). تأمّل إلى أي مدى بلغت الدقّة وكيف تحقّقت. ويحدّد عاموس النبي اظلام الشمس... ليته يقول هذا لليهود الذي يصُمُّون آذانهم... يقول: "ويكون في ذلك اليوم، يقول السيِّد الرب إني أغيب الشمس في الظهر"، لأن الظلمة كانت من الساعة السادسة...، "وأُقتم الأرض في يوم نور" (عا 8: 9)، كما يحدّد أيضًا الموسم الذي يتمّ فيه ذلك فيقول: "وأحوِّل أعيادكم نوحًا"، لأن المسيح قد صلب في أيام الفطير في عيد الفِصح. وبعد ذلك يقول: "وأجعلها كمناحة الوحيد وآخرها يوم مرّ" (عا 8: 10)، لأنه في عيد الفِصح بكّت النسوة وانتحبْن، والرسل كذلك اِختبأوا وكانوا في مرارة المرّ[913].] ويقول القديس كيرلس الكبير: [كانت هذه علامة واضحة لليهود أن أذهان صالبيه قد اِلتحفت بالظلمة الروحيّة، إذ حدث عَمى جزئي لإسرائيل (رو 11: 25)، وقد وبّخهم (لعنهم) داود في محبّته لله قائلًا: "لتظلمّ عيونهم فلا ينظروا" (مز 69: 23). نعم، انتحبت الخليقة ذاتها ربّها، إذ أظلمت الشمس وتشقّقت الصخور وبدا الهيكل نفسه كمن قد اكتسى بالحزن، إذ انشقَّ الحجاب من أعلى إلى أسفل. وهذا ما عناه الله على لسان إشعياء: "أُلبس السموات ظلامًا، وأجعل المسح غطاءها" (إش 50: 3)[914].] 9 صراخه وتسليمه الروح "ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم، قائلًا: إيلي إيلي لما شبقتني؟! أي إلهي إلهي لماذا تركتني؟! فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا: إنه ينادي إيليّا. وللوقت ركض واحد منهم، وأخذ إسفنجة وملأها خلًا، وجعلها على قصبة وسقاه. وأما الباقون فقالوا: أتركه، لنرى هل يأتي إيليّا يخلّصه؟! فصرخ يسوع أيضًا بصوت عظيم، وأسلم الروح" [46-50]. إنه كممثّل للبشريّة التي سقطت تحت سلطان الظلمة يصرخ في أنين من ثقلها كمن هو في حالة ترك، قائلًا: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" فإذ أحنَى السيِّد رأسه ليحمل خطايا البشريّة كلها صار كمن قد حجب الآب وجهه عنه، حتى يحكم سلطان الخطيّة بدفع الثمن كاملًا، فيعود بنا إلى وجه الآب الذي كان محتجبًا عنّا. ولعلّه بصرخته هذه أراد أن يوقظ الفكر اليهودي من نومه ليعود إلى المزمور الثاني والعشرين الذي بدأ بهذه الصرخة معلنًا في شيء من التفصيل أحداث الصلب. وكأنه أراد تأكيد أن ما يحدث هو بتدبيره الإلهي السماوي، سبق فأعلن عنه الأنبياء. 10. انشقاق الحجاب إذ أسلم السيِّد المسيح روحه انشقَّ حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل [51]، وكان في ذلك إعلانًا لما سبق فقال "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أُقيمه" (يو 2: 19). ما حدث في الهيكل اليهودي قد تحقّق في جسده المقدّس لكي يقيمه في اليوم الثالث. انشقاق حجاب الهيكل كان فيه إشارة إلى جحود اليهود للمسيّا ورفضهم لعمله الخلاصي فصاروا مرفوضين، وكما يقول القديس كيرلس الأورشليمي: [لم يترك منه جزء إلا وانشقَّ، لأن السيِّد قال: هوذا بيتكم يُترك لكم خرابًا" (مت 23: 38)[915].] انشقاق الحجاب الذي يفصل قدس الأقداس عن القدس يكشف عن عمل السيِّد المسيح الخلاصي، إذ بموته انفتح باب السماوات للمرَّة الأولى لكي بدالة ندخل قدس الأقداس الإلهيّة خلال اتّحادنا بالسيِّد. يقول القديس جيروم أن مفارقة نعمة الله للهيكل القديم فتحت الباب للأمم وأقامت الهيكل الجديد، كما يقول: [إن يوسيفوس نفسه الكاتب اليهودي يؤكّد أنه في وقت صلب الرب خرج من الهيكل أصوات قوَّات سمائيَّة تقول: لنرحل من هنا[916].] انشق حجاب الهيكل اليهودي وتزلزلت الأرض، أي اِنهار الفكر المادي اليهودي في العبادة وتزلزل الفكر الأرضي، لكي لا يعيش المؤمن بعد يطلب الأرضيّات، بل ينطلق نحو السماويات. بموت السيِّد يتزلزل إنساننا العتيق الأرضي داخل مياه المعموديّة، وننعم بالإنسان الجديد المقام من الأموات، لهذا: "القبور تفتَّحت، وقام كثير من أجساد القدّيسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدّسة، وظهروا لكثيرين" [52-53]. ما حدث أثناء الصلب كحقيقة واقعة لمسها الذين كانوا في أورشليم يتحقّق في حياة المؤمن حين يقبل الصليب مع السيِّد المسيح في مياه المعموديّة. إنه يزلزل أرضه الداخليّة ويشقِّق صخوره ويفتح القبر المقدّس لينعم بالقيامة مع السيِّد حاملًا الحياة الجديدة. هذا وقيامة الكثير من أجساد القدّيسين الراقدين إنّما حمل تأكيدًا لقيامتنا ليس فقط روحيًا ولكن أيضًا جسديًا في يوم الرب العظيم. وكما يقول القديس أمبروسيوس: [عندما أسلم الروح أظهر أنه مات لأجل قيامتنا إذ عمل في نطاق القيامة[917].] أما ثمر هذه الأحداث فقد أوضحه الإنجيلي بقوله: "وأما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما رأوا الزلزلة وما كان خافوا جدًا، وقالوا: حقًا كان هذا ابن الله" [54]. لقد كانوا يمثِّلون كنيسة الأمم التي قبلت الإيمان بالمسيح خلال عمل الصليب. 11. دفن السيِّد "ولما كان المساء جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف، وكان هو أيضًا تلميذًا ليسوع. فهذا تقدّم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع، فأمر بيلاطس حينئذ أن يُعطي الجسد، فأخذ يوسف الجسد ولفَّه بكتَّان نقي، ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة، ثم دحرج حجرًا كبيرًا على باب القبر ومضى" [57-60]. لم نكن نسمع عن القدّيس يوسف الرامي من قبل، إذ كان تلميذا للسيِّد خِفية لسبب الخوف من اليهود (يو 19: 38)، لكنّه ظهر في لحظات المحنة ومعه نيقوديموس (يو 19: 39)عندما تخلَّى الكل عن المصلوب، فتقدّم الأول بشجاعة لبيلاطس يطلب الجسد المقدّس، فنال هذه الكرامة العظيمة أن يدخل بالجسد المقدّس إلى قبره الجديد الذي صار أقدس موضع على الأرض. في لحظات الضيق والألم يظهر القدّيسون، فبينما تجف الأوراق الصفراء من حرارة الشمس تزداد الأوراق الخضراء حيويّة! شمس التجارب التي تحرق العشب هي بعينها التي تهب الثمار نضوجًا. نحت القدّيس يوسف لنفسه قبرًا في صخرة، ولو فضل نفسه عن سيّده لصار هذا القبر في نظر اليهود يمثّل النجاسة كسائر القبور، من يقترب إليه يبقى دنسًا طول يومه حتى يتطهّر، ولتحوّل القبر إلى موضعٍ يضم عظامًا نتنة وفسادًا، لا يسكنه أحد من الأحياء اللهُم إلا من تسلّطت عليهم الأرواح النجسة أو أُصيبوا بالبرص. لكنّه إذ قدّمه للسيِّد المسيح "الصخرة الحقيقيّة"، صار كنيسة مقدّسة يحج إليها المؤمنون من كل العالم عبر العصور، وموضع شهادة للنصرة على الموت وإعلانًا عن قوّة القيامة وبهجتها. لقد سبق فأعلن الأنبياء عن دفنه أيضًا، فيقول إشعياء النبي: "ضُرب من أجل ذنب شعبي، وجعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته" (إش 53: 8-9). كما يقول: "انظروا إلى الصخرة الذي منه قُطعتُم" (إش 51: 1)، أمّا عن باب القبر فيقول إرميا النبي: "قرضوا في الجُب حياتي وألقوا عليّ حجارة" (مرا 3: 53). * فتأمّل كيف أن حجر الزاوية المختار الكريم يرقد قليلًا خلف الحجارة، وهو حجر العثرة لليهود وصخر الخلاص للمؤمنين. لقد زُرعت شجرة الحياة في الأرض، حتى أن الأرض التي لُعنت تتمتّع بالبركة وقيامة الأموات[918]. القديس كيرلس الأورشليمي * لم يُدبّر هذا الأمر جزافًا، وإنما وُضع الجسد في قبر جديد لم يكن قد وضع فيه أحد، حتى لا يظن أن القيامة قد صارت لآخر موضوع معه. وحتى يتمكن تلاميذه من أن يجيئوا بأيسر طريقة ويعاينوا ما سيحدث، ولكي يكون لدفنه شهود، ليس لهؤلاء فقط ولكن للأعداء أيضًا معه، بوضعهم الأختام على قبره وإقامة جنود يحرسونه كشهود لدفنه. القديس يوحنا الذهبي الفم * كان يوسف ونيقوديموس قد أحضرا حنوطًا كثيرة لكثرة محبّتهما للمسيح. في هذا أيضًا أسرار إلهيّة، حتى إذا قام المسيح وخرج من هذه الحنوط مع شدة التصاقه بالأكفان تكون تلك آية عظيمة. وحقًا إنه لأمر عظيم أن الأكفان وُجدت بمفردها وكذلك المنديل، وذلك حتى لا يقول الخصوم أن تلاميذه أتوا ليلًا وسرقوه فإن من يأتي ليسرقه لا يُمهله الوقت والخوف حتى يفصل المسروق من هذه الحنوط، ولا أن يجعل الأكفان بمفردها، والمنديل منفردًا، مع أن التصاقهما بالحنوط مانع له في مثل ذلك الوقت. القدّيس بطرس السدمنتي * لما كان السيِّد قد وُلد من مستودع جديد طاهر لم يتقدّمه فيه غيره، حسن دفنه في قبر جديد لم يوضع فيه غيره. * أمّا كونه في بستان، فهو رمز إلى خلاص آدم الذي مات موت الخطيئة في بستان، فدُفن السيِّد في مثيله ليُزيل تبعة الجناية عنه، ويردّه إليه ثانية. ولمعنى آخر حتى يصير مؤكِّدًا أنه الذي قام لا غيره، لاسيما أن البستان لم يكن مقبرة، وإنما تقدّم يوسف فنحت هذا القبر بالإلهام في الموضع الذي لم يكن مشهورًا بالدفن. القدّيس بطرس السدمنتي 12 . ختم القبر اجتمع رؤساء الكهنة والفرّيسيّون مع بيلاطس، قائلين له: "يا سيّد، قد تذكّرنا أن ذلك المضلّ قال وهو حيّ إني بعد ثلاثة أيام أقوم، فمُر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلًا ويسرقوه ويقولوا للشعب أنه قام من الأموات، فتكون الضلالة الأخيرة أشرّ من الأولى" [63-64]. كان التصرّف بما يحمله من روح الحسد والكراهيّة نحو شخص السيِّد المسيح يقدّم شهادة حيّة من الأعداء أمام المسئولين الغرباء بأنه سبق فتحدّث عن القيامة. وكأن قيامة السيِّد ليست أمرًا غير متوقِّع بل سبق فأعلنه الرب كتهيئة للأذهان. بهذا التصرّف أشاعوا بالأكثر أمر قيامة السيِّد، وجعلوا منها حقيقة لا يُشك فيها، فقد حوصر القبر باليهود والأمم، بالحرَّاس كما بالختم. * لو كان الجند وحدهم هم الذين ختموا القبر لأمكنهم القول بأن الجند سمحوا بسرقة الجسد وأن التلاميذ اختلقوا فكرة القيامة ودبَّروها. القديس يوحنا الذهبي الفم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
متى 27 - تفسير انجيل متى الملك المصلوب الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» متى 27 - تفسير انجيل متى الملك المصلوب الجزء (1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» متى 11 - تفسير انجيل متى قبول الملك الجزء (2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» متى 14 - تفسير انجيل متى الجزء (1) الملك المُشبَع للقمص تادرس يعقوب ملطي
» متى 14 - تفسير انجيل متى الجزء (2) الملك المُشبَع للقمص تادرس يعقوب ملطي
» متى 10 - تفسير انجيل متى سفراء الملك الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد الجديد-
انتقل الى: