القديس ابيب صديق القديس ابوللو
"الأنبا أبيب صديق القديس الأنبا أبوللو المتشبه بالملايكة, وهما من قديسى القرن الرابع الميلادى"
كان أبيب تقيا منذحداثته يمارس الحياة النسكية وينام على الارض ,
ميالا لحياة الوحدة , يقضى وقته فى دراسة الكتاب المقدس والتأمل والصلاة.....
*****كان والده يوبخه وينصحه ألا يكرس كل وقته للعبادة , حتى يقدر أن ينال مركزا مرموقا فى المجتمع كاخوته ,فكان يقبل التوبيخ فى هدوء وصمت.....
وكان والده واخواته يتعجبون من رقة أحاسيسه وهدوئه العجيب..
استد المرض بوالده, ولما حضرته الوفاة ,ناداه وقال له:
"صل يا بنى الى الرب لكى لايحاسبنى على ماسببته لك من أحزان ومضايقات...لقد كنت أنت تطلب الله وحده ,أما أنا فكنت أسلك بمفاهيم بشرية"
وأمسك بيدى ابنه وبكى....
ثم جمع أولاده ,وأشار الى أبيب قائلا :
"من الأن هذا هو أبوكم ومعلمكم...اسلكوا بضمير حى كما يقول لكم "
تأثر الأبناء جدا , وتجلت الأبدية أمام أعينهم ,بينما كان والدهم يسلم الروح...
وبعد نياحته ,استلم أبيب الميراث ووزعه على اخواته بالعدل...
أما هو فأخذ نصيبه ووزعه على الفقراء.
انطلق أبيب بعد نياحتة والده الى أحد لاديرة مع صديقه أبوللو.
حيث سكن كا منهما فى قلاية منفردة, يمارسان حياة الوحدة والنسك بفكر روحى انجيلى ....
وكانا يلتقيان من وقت لأخر ليسندا بعضهما يعضا فى الرب.
مرض القديس أبيب بشدة , فأسرع اليه أبوللو ليخدمه , فاعتذر له أبيب قائلا :
" اتركنى يا أخى بمفردى مع الرب وعندما تحين ساعتى سأناديك "
فذهب من عنده مطيعا لوصيته وعيناه تفيضان دموعا....
لما حانت ساعة انطلاق القديس أبيب من هذا العالم , أرسل يستدعى صديقه أبوللو.
ولما دخل الى القلاية سمعه يقول :
" أسرع , سنلتقى فى الفردوس "
ولم يجد أبوللو فرصة الا ليقبله.
فانطلقت روحه الى الفردوس.
كان القديس أبوللو يذكر صديقه أبيب كتيرا فى أقواله.....
وفى تذكار نياحة القديس أبيب قال أبوللو لبعض تلاميذه :
"ان من يصلى للسيد المسيح طالبا صلوات القديس أبيب يستجاب له"
فتشكك البعض بسبب كثرة كلامه عنه.
وفى نفس اليوم تنيح أحد الرهبان , فذهب الكل لينالوا بركته قبل دفنه.
وفجاة قام الرهب وبخ المتشككين فى كلام القديس أبوللو.
ثم تنيح بسلام.
فامتلأ الكل من مخافة الله.
بركة صلوات القديس الأنبا أبيب فلتكن معنا أمين.
ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ************************************
نياحة القديس ابيب صديق القديس ابوللو (25 بابة)
في مثل هذا اليوم تنيح القديسان الباران الأنبا أبللو المتشبه بالملائكة، والأنبا أبيب العابد المجاهد. وقد ولد الأنبا أبللو في مدينة أخميم واسم أبيه أماني وأمه إيسي. وكانا كلاهما بارين أمام الله، سائرين في طرقه، محبين للغرباء والقديسين، ولم يكن لهما ولد. وفي إحدى الليالي رأت أمه في حلم كأن إنسانا نورانيا، ومعه شجرة قد غرسها في منزلها، فكبرت وأثمرت. فقال لها "من يأكل من هذه الثمرة يحيا إلى الأبد. فأكلت منها فوجدتها حلوة المذاق". فقالت تري أيكون لي ثمرة؟ ولما استيقظت من النوم أعلمت زوجها بما رأت. فعرفها انه هو أيضًا قد رأي هذا الرؤيا عينها. فمجدا الله كثيرا، وزادا في برهما ونسكهما، وكان طعامهما خبزا وملحا، وكانا يصومان يومين يومين، وبعد أيام حبلت فكانت تصلي كثيرا إلى إن ولدت طفلا، فأسمياه أبللو وزادا في برهما أكثر. ولما نشا الصبي وتعلم العلوم اللاهوتية اشتاق إلى الرهبنة. ولم يزل يزداد عنده هذا الشوق حتى اجتمع بصديق له يدعي أبيب. فذهبا معا إلى بعض الأديرة وترهبا هناك. وكانا يمارسان نسكيات كثيرة، وسارا سيرة حسنة مرضية لله. وقد تنيح القديس أنبا أبيب في الخامس والعشرون من بابه. أما القديس أبللو فقد مضي إلى جبل ابلوج، واجتمعت حوله جماعة كثيرة، وكان يعلمهم خوف الله والعبادة الحسنة. وفي بعض الأيام كانوا يحتفلون بتذكار القديس أنبا أبيب، ليتم قول الكتاب المقدس "الصديق يكون لذكر ابدي، وذكر الصديق للبركة". وعاش أنبا أبللو بعد ذلك سنين كثيرة وصار له عدة أديرة واخوة كثيرين. وكان في زمان القديس مقاريوس الكبير الذي لما سمع به فرح، وكتب له رسالة يعزيه هو والاخوة، ويثبتهم علي العمل بطاعة الله وفيما هو يكتب الرسالة عرف أنبا أبللو بالروح، وكان حوله جماعة كثيرة يتحدثون بكلام الله. فقال لهم "اصمتوا يا اخوة. هوذا العظيم أبو مقار قد كتب لنا رسالة مملوءة عزاء وتعليما روحانيا". ولما وصل الأخ ومعه الرسالة، تلقوه فرحين ثم قراؤها فتعزت قلوبهم. وهذا القديس أبللو هو الذي مضي إلى القديس أموني وشاهد القديسة التي وقفت وسط اللهيب ولم تحترق. ولما أراد السيد المسيح إن يريحه من أتعاب هذا العالم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا آمين.