عاجــل : من الأنبا رافائيل
الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس لـ«الصباح»: ضمير الأقباط حركهم للخروج فى المظاهرات وليس الكنيسة
نحتاج إلى حصانة القضاء وتفعيل القانون ومدنية الدستور وتفعيل المواطنة حتى تتحقق العدالة
الأنبا بيشوى سلمنى مفاتيح السكرتارية لكنى لم أتسلم الوثائق حتى الآن
نتمنى من الرئيس أن يكون رئيسًا لكل المصريين بالحق
أكد الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس والأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، أن لجنة الترشيحات بدأت أعمالها فى إعداد مسوّدة للائحة 57 وأعطيت لها مهلة 4 أشهر لذلك. مشيرًا إلى أنه بعد ذلك سيدرسها أعضاء المجمع المقدس خلال مهلة 4 أشهر أخرى لإقرارها، وقال فى حواره مع «الصباح» إن ضمير الأقباط هو من حركهم للخروج فى المظاهرات وليس الكنيسة، مؤكدا أن انسحاب الكنيسة من التأسيسية لا يجوز تعويضه بأعضاء من الاحتياطيين، لأن الكنيسة هى الوحيدة التى لا يوجد لها بديل. مشيرًا إلى أن الأنبا بيشوى سلم له مفاتيح غرفة السكرتارية، لكنه حتى الآن لم يستلم منه أى مستندات أو وثائق، لافتا إلى أنه وعده بأن يتم ذلك تباعا.
> ما تعليقك على الأحداث الأخيرة التى تشهدها مصر بعد إصدار الرئيس الإعلان الدستورى الأخير؟
ــ الكنيسة لا تريد أن تتدخل كثيرا فى السياسة، ولكننا نصلى من أجل أن يحل الله بسلامة على أرض مصر، وندعو كل الشعب المصرى إلى الصلاة حتى نجد الاستقرار والأمان فى بلدنا الحبيب مصر.
> لكن هناك عددًا كبيرًا من الأقباط شارك فى المظاهرات الرافضة للإعلان الدستورى؟
ــ الأقباط جزء من المجتمع المصرى ويتفاعلون مع كل ما يحدث فى البلد بكل ما فيها من أحداث، ولا يمثلون قطاعًا معزولًا عن بقية المواطنين. والذى يحركهم هو ضميرهم وليس أى توجيهات من أى جهة، فمن تحركوا فى المظاهرات الأخيرة هم القطاع المدنى، المطالب بالحرية والعدالة الحقيقية وهذا ليس فيه عيب.
> كيف ترى إمكانية تحقيق العدالة والحرية الحقيقية بعد كل هذه الأحداث؟
ــ نحتاج إلى حصانة القضاء وتفعيل القانون ومدنية الدستور وتفعيل المواطنة حتى يمكن تحقيق العدالة والحرية.
> ما تعليقك على الحكم بالإعدام على سبعة من أقباط المهجر فى قضية الفيلم المسىء للإسلام؟
ــ نجدد تأكيد رفضنا للإساءة للأديان.. والقضاء له الحق فى إصدار ما يناسبه من أحكام.. ومن حق الطرف الآخر الدفاع عن نفسه.
> من المعروف اهتمام الأنبا رافائيل بخدمة الشباب خاصة مع رعايته لأسقفية الشباب مع الأنبا موسى.. ما الرسالة التى توجهها لهم؟
ــ الشباب المصرى مطالب ببناء مصر الحديثة بمجهوده، وليس بالصراخ والجلوس على «فيس بوك» وكتابة التعليقات الرافضة والمنددة فقط، فمن المفترض أن نبدأ بالعمل، فهناك طلبة وعمال كثيرون ينشغلون بهذه الأمور أكثر من انشغالهم بالعمل.
> توليت مهام المجمع المقدس كسكرتير عام له بدلا من الأنبا بيشوى فما الخطط المستقبلية؟
ــ لجان المجمع المقدس ستبقى كما هى، لكن سيفتح الباب للأساقفة والمطارنة ليعيدوا رغبتهم فى الانضمام للجان بطريقة جديدة، ويفتح الباب أيضًا لكل لجنة تنتخب المقرر الخاص بها، كما سيتم تجديد نشاطات اللجان بحيث تكون أكثر فاعلية وإيجابية.
> البابا تواضروس أمر بتعديل لائحة 57 فما هى آخر أخبارها؟
ــ بدأت لجنة الترشيحات أعمالها فى إعداد مسوّدة للائحة 57 وأعطيت لها مهلة 4 أشهر، وهناك أفراد قدموا مشروعات أخرى للائحة انتخاب البطريرك سنستفيد من خبراتهم وبعد هذه المدة ستعطى المسوّدة إلى أعضاء المجمع المقدس لدراستها ثم أربعة أشهر أخرى لإقرارها.
> ما موقف الكنيسة من الجمعية التأسيسية للدستور خاصة بعدما تم التصويت النهائى على مسودتها دون حضور الكنيسة؟
ــ التأسيسية لا يوجد ما يبشر بعودة الكنيسة لها مرة أخرى، فالكنيسة مؤسسة وقد انسحبت من التأسيسية، فلو أى فرد آخر انسحب من التأسيسية فسيتم تعويضه من الاحتياطى ولكن الكنيسة هى الوحيدة التى لا يوجد لها بديل.
> ما أبرز الصعوبات التى تواجه الكنيسة فى هذه الفترة؟
ــ من وجهة نظرى هى خدمة الشباب لأن طبيعة الشباب بعد الثورة تغيرت كثيرا، فالمناهج القديمة لابد من تغييرها والنمط التقليدى فى خدمة الشباب لابد أن يتغير، وهذا التغيير سيتم عن طريق ورش العمل التى تدرس كيف نصل إلى خدمة الشباب بطريقة مقنعة دون التنازل عن هويتنا القبطية.
> كيف ستتعامل الكنيسة مع الطوائف الأخرى فى المستقبل؟
ــ سنستكمل المسيرة التى بدأها البابا شنودة الثالث فى الانفتاح على الطوائف الأخرى فى الحوارات العقائدية، ونحن بصدد إنشاء أول مجلس لكنائس مصر وجارٍ فى هذه الآونة عمل مسوّدة الدستور الخاصة به مع التأكيد على الحفاظ على هوية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
> كيف ترى حقوق ومطالب الأقباط فى ظل الحكم الإسلامى لمصر؟
ــ حقوق الأقباط هى حقوق المواطنة العادية، وكل إنسان قبطى لا يطالب إلا بأن يأخذ حقه الطبيعى فى الحياة والعمل والاحترام فى ممارسة حياته الخاصة بحرية دون اضطهاد وتمييز كما نراه فى الشارع المصرى.
> كيف ترى الحل للمشاكل الطائفية المتزايدة والمتراكمة داخل المجتمع؟
ــ فى ذهن البابا تواضروس الثانى، تأسيس لجنة لإدارة الأزمات ومكتب إعلامى للبطريركية وقنوات اتصال مع كل أطياف البلد من الأحزاب وغيرها، فالكنيسة لا تريد أن تسير إلا فى الإطار المؤسسى.
> هل تخشى التيارات الإسلامية؟ وما تعليقك على ردود فعل التيارات السلفية تجاه الكنيسة؟
ــ الكنيسة هى ضمير المجتمع وتنادى بالحق بغض النظر عن المصلحة الخاصة المحددوة، وبحسب تعاليم الإنجيل يجب أن يكون المسيحيون نورًا للعالم وملحًا للأرض، وبحسب تعاليم الكتاب المقدس يجب أن يكون بيننا محبة كل الناس حتى من يعادينا، فالإنسان المسيحى لا يكون مسيحيّا إذا دخل فى قلبه الكراهية فنفقد مسيحيتنا إذا كرهنا أحد، وإذا كان لأحد مطالب واحتياجات وأنين وصراخ يجب أن ينادى به من خلال الأحزاب وليس عن طريق الكنيسة.
> هل التقيت مع الأنبا بيشوى السكرتير السابق للمجمع المقدس، وما الذى دار بينكما؟
ــ الأنبا بيشوى هو أستاذى، وأبى، وهو أستاذ فى اللاهوت، وأنا تعلمت منه الكثير فى اللاهوت، وهو أكبر منى علمًا وسنًا وخبرة فى الكنيسة، وسكرتارية المجمع على مدى سنين طويلة، فبعد لقاء المجمع وانتخابى سلم لى الأنبا بيشوى مفاتيح غرفة السكرتارية، ولكن حتى الآن لم أستلم منه أى مستندات أو وثائق أو حتى محاضر سجلات جلسات المجمع المقدس، ولكنه وعد بأن يسلم لى هذه المسندات تباعًا.
> رسالة توجهها إلى البابا تواضروس والرئيس محمد مرسى؟
ــ قداسة البابا معقودة على نيافتك آمال كثيرة فى الحفاظ على الهوية الأرثوذكسية وتنمية العمل الكنسى فى مصر والمهجر. وإلى الرئيس مرسى أقول: نتمنى أن تكون رئيسا لكل المصريين بالحق.
الأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف 
