منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010110


  اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010111


  اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010112

  اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
سالى عبده
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
عزت
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
kamel
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مريانا
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
د.محبوب
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
mmk
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
بهيج
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مارونا
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
diana.wahba
 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 99 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 99 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

  اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17300
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي    اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 08 ديسمبر 2012, 10:36 am

 اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 4196810853
اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل
شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
كنز الكنيسة: اسم يسوع المسيح

في الأصحاحين السابقين (1-2) رأينا كيف أعد السيد المسيح الكنيسة لكي تنطلق للعمل لحساب ملكوت الله. ففي الأصحاح الأول أوضح أن رأسها سماوي (الصعود) فيليق بها أن تكون سماوية، وفي الأصحاح الثاني رأينا قائدها هو الروح القدس الناري لكي تلتهب بالحب الناري. الآن يبدأ العمل في أورشليم كوصية السيد المسيح، فيقدم لنا القديس لوقا حقيقة إنجيلية هامة وهي أن كنز الكنيسة هو اسم يسوع المسيح.



1. شفاء الأعرج باسم يسوع الناصري


1-10.

2. حديث عن الإيمان باسم يسوع


11-16.

3. شهادة كل الأنبياء ليسوع


17-26.

من وحي أعمال الرسل ٣
1. شفاء الأعرج باسم يسوع الناصري

"كانت عجائب وآيات كثيرة تُجرى على أيدي الرسل" (أع ٢: ٤٣). لم تتم العجائب والمعجزات بطريقة عشوائية، ولا لاستعراض إمكانيات الرسل، وإنما كانت هادفة نحو جذب كل نفسٍ للتمتع بأعظم أعجوبة؛ حب الله الفائق المُعلن على الصليب. ولم يسرد لنا سفر الأعمال إلاَّ أمثلة قليلة هادفة عبر كل الأجيال ليدرك الكل إمكانيات كنيسة الله لملكوت إلهي على الأرض.

"وصعد بطرس ويوحنا معًا إلى الهيكل،

في ساعة الصلاة التاسعة". [1]

كان القديسون بطرس ويعقوب ويوحنا، الجماعة المختارة من الرسل لمرافقة السيد المسيح في كثير من الأحداث، يُحسبون أعمدة (غل 2: 9). وحدهم رافقوا السيد المسيح في تجليه (مر 9: 20)، وكانوا أقرب من غيرهم في بستان جثسيماني (مر 14: 33).

مع اختلاف طبع القديس بطرس عن القديس يوحنا لكنهما ارتبطا بعلاقة صداقة عجيبة. كان الأول يتسم بالغيرة والاندفاع، والثاني بالهدوء والحب. أنكر الأول السيد المسيح ثلاث مرات أثناء محاكمته، بينما رافق الثاني السيد حتى الصليب. ومع هذا نجد السيد يختارهما كرفيقين يُعدان له الفصح (لو 22: 8). هذا وواضح من سفر الأعمال أن التصاقهما ببعضهما البعض تزايد بالأكثر بعد قيامة السيد المسيح وصعوده إلى السماء. وكانا عضوي البعثة التي بعثها الرسل لتسليم أهل السامرة الإيمان والعماد (أع 8: 14). وكانا في صحبة عند زيارتهما لقبر السيد المسيح (يو 20: 2).

كان لكل من القديسين بطرس ويوحنا أخ من بين التلاميذ، ومع هذا فإن ارتباطهما معًا أقوى بكثير من ارتباط كل منهما بأخيه حسب الجسد. هكذا كثيرًا ما تكون الصداقة في المسيح يسوع وفي العمل الروحي أقوى من الرباط الدموي.

* لا يوجد علاج مؤثر لشفاء الأوجاع مثل الصديق الصادق الذي يعزيك في ضيقاتك.

* بحق ليكن لك صديق يُدعى "نصف نفسي".

* لا توجد صداقة حقيقيّة ما لم تجعلها كوصلة تلحم النفوس، فتلتصق معًا بالحب المنسكب في قلوبنا بالروح القدس.

القديس أغسطينوس

* بين هذه الأنواع جميعها يوجد نوع واحد من الحب لا ينحل، حيث يقوم فيه الاتحاد لا على التعارف أو بغية نوال شفقة أو ربح أو بسبب نوع من العلاقات التجارية أو بحكم ضرورة الطبيعة، إنما ببساطة لأجل التشابه في الفضيلة.هذا الحب، أقول، لا تهزه الظروف، ولا يؤثر فيه أو يفسده عامل الزمن أو المكان، بل ولا يقدر الموت أن ينزعه.هذا هو الحب الحقيقي الذي لا ينكسر، والذي لا تنفصم رباطاته بسبب اختلاف الميول أو أي اضطراب من جهة الرغبات المتضاربة[156].

الأب يوسف

"وصعد بطرس ويوحنا معًا إلى الهيكل"، فقد كان بناء الهيكل مرتفعًا قليلًا عن بقية المدينة، لذلك قيل: "صعد". قد سبق فرأينا التزام التلاميذ والرسل بالعبادة بانتظام في الهيكل (أع ٢: ٤٦).

"في ساعة الصلاة التاسعة": كان اليهود يمارسون ثلاثة سواعي للصلاة: الثالثة والسادسة والتاسعة. يقول داود النبي: "مساءً وصباحًا وظهرًا أشكو وأنوح، فيسمع صوتي" (مز ٥٥: ١٧). وقد التزم دانيال بهذا في أرض السبي (دا 6: 10). وقد ظلت الكنيسة الأولى محافظة على كل طقوس العبادة اليهودية والاشتراك في الصلوات في الهيكل في المواعيد المحددة، ولكن بفكرٍ مسيحيٍ جديدٍ ومفاهيمٍ جديدةٍ.

* وقت الساعة التاسعة، فنصلي كالرسل... وهو وقت تسليم الرب (روحه) على الصليب[157].

القديس باسيليوس الكبير

"وكان رجل أعرج من بطن أمه يُحمل،

كانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل،

الذي يُقال له الجميل،

ليسأل صدقة من الذين يدخلون الهيكل ". [2]

قصة شفاء أعرج من بطن أمه هي معجزة من بين كثير من المعجزات التي وهبها الروح القدس للرسل ليتمموها باسم يسوع المصلوب، لكن الروح اختارها لتحمل معنى خاصًا.

تمت المعجزة على أيدي بطرس ويوحنا، في هذه القصة المختصرة يتكرر اسمي الرسولين ثلاث مرات لتأكيد أن الاسمين يحملان معنى رمزيًا يمس حياة الكنيسة وحياة كل مؤمن صادق يود التمتع بعمل الروح القدس في أعماقه. الأول يمثل الإيمان حيث كلمة بطرس معناها "صخرة"، ويوحنا يمثل الحب الذي به نتعرف على الرب ونراه، إذ وحده بين التلاميذ عرفه عند بحر طبرية، وقال لبطرس: "هو الرب" (يو 21: 7). وكأن عمل الروح يتجلى في الكنيسة خلال الإيمان العامل بالمحبة.

كان الشخص أعرج من بطن أمه، وكأن عمل الروح هنا أشبه بالخلق، فهو يجدد الطبيعة البشرية، ويهبنا "خلقة جديدة" قادرة على السير في الطريق، أي في المسيح، لنعبر إلى حضن الآب. أما الإشارة إلى أنه أعرج من بطن أمه، ففيه تأكيد أن المعجزة ليس فيها أي نوع من الخداع، فهو أعرج منذ ولادته، ويُحمل إلى الهيكل، ويعرفه كل سكان أورشليم.

كان الأعرج يُحمل ويُوضع عند باب الهيكل، الذي يُقال له الجميل، يطلب صدقة. فهو عاجز عن الحركة، يحتاج إلى من يحمله؛ وُضع خارجًا في فقرٍ يستعطي.

باب الجميل: هو الباب الرئيسي المؤدي إلى رواق النساء ورواق إسرائيل ورواق الكهنة، فيعبر به كل الشعب اليهودي من رجال ونساء وشيوخ وأطفال، كما يعبر به الكهنة واللاويون، فالشهادة للسيد المسيح موجهة لكل الداخلين إلى الهيكل لممارسة صلاة الساعة التاسعة، بلا تمييز بينهم. يرى د. لايتفوتLightfoot أن باب الجميل هو الباب المؤدي من دار الأمم إلى دار اليهود، بهذا يلتقي به اليهود سواء كانوا من الرجال أو النساء دون الأمم، إذ كان يترفع عن أن يمد يده ليأخذ عطاء من أممي.

يرى د. هويتبي Whitby أن باب الجميل هو مدخل الهيكل مسكن الله. جمال الهيكل لا يعيبه وجود أعرج فقير يستعطي، فإن الحب الذي يقدمه المصلون وروح العطاء هو جزء لا يتجزأ من جمال بيت الله.

* ليكن في كل أسرة موضع يختفي المسيح فيه في أشخاص الجائعين والعطشى الغرباء.

* ليس شيء يجعلنا هكذا مقرّبين من اللَّه وعلى شبهه مثل هذا العمل الحسن!

* تُصعد الرحمة الإنسان إلى علوٍ شامخٍ وتعطيه دالة بليغة عند اللَّه.

فكما أن الملكة متى أرادت الدخول إلى موضع الملك لا يجسر أحد من رجال البلاط أن يمنعها أو يسألها عن المكان الذي تريد الذهاب إليه، بل جميعهم يستقبلونها بابتهاج، هكذا من يصنع الرحمة والصدقة يمتثل أمام عرش الملك بدون عائق، لأن الإله يحب الرحمة حبًا شديدًا، وهي تبقى بالقرب منه، لذلك قال الكتاب: "قامت الملكة عن يمينك". ذلك، لأن الرحمة مفضّلة عند الإله، إذ جعلته يصير إنسانًا لأجل خلاصنا.

القديس يوحنا ذهبي الفم

* أعطِ المساكين، وهلمّ بدالّة قدّم صلواتك، أي تحدّث مع الإله كما يتحدّث الابن مع أبيه، فليس شيء يقدر على دنو القلب إلى الباري مثل الرحمة.

مار إسحق السرياني

* القدّيسون الذين يقطنون الأرض يقطنون السماء بقلوبهم بالرغم من أنهم يسيرون على الأرض بأجسادهم. فليس باطلًا تنبيههم: "ارفعوا قلوبكم"، فيجيبون أنهم قد رفعوها. لم يقل باطلًا: "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح، فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين اللَّه"، اهتموا بما فوق لا بما على الأرض. فبقدر اختلاطهم بالسماويّات يحملون اللَّه، ويكونون سماءً، لأنهم كرسي اللَّه: وعندما يعلنون كلام اللَّه، فإن "السماوات تحدث بمجد اللَّه"[158].

القديس أغسطينوس

"فهذا لمّا رأى بطرس ويوحنا مزمعين أن يدخلا الهيكل،

سأل ليأخذ صدقة". [3]

غالبًا لم يكن الأعرج يعرف الرسولين بصفتهما الشخصية، لكن الرسولين حتمًا كانا ينظرانه كلما دخل قبلًا إلى الهيكل للعبادة.

"فتفرس فيه بطرس مع يوحنا وقال:

أنظر إلينا". [4]

عادة يتطلع طالب الإحسان إلى القادمين يستعطفهم لينال منهم شيئًا، أما أن يقف الرجلان يتفرسان فيه، فهذا ما لم يتوقعه قط: ماذا يطلبان منه؟ هل يريدان أن يسألاه شيئًا أو يوبخانه، والكل يعلم عجزه عن العمل منذ ولادته؟

لقد تفرس فيه الرسولان قبل صنع المعجزة؛ كما يتطلع إلينا الله بعيني الحنو والاهتمام الشخصي. هكذا الحب يسبق العطاء. قدما حبهما واهتمامهما به قبل اعطائه الشفاء باسم يسوع المسيح الناصري. إنهما لم يفعلا مثل كثيرين يقدمون بأيديهم العطاء أما قلوبهم فمنصرفة عن المحتاجين.

والعجيب أن الاثنين تفرسا فيه دون سابق اتفاق، فإن الروح الواحد عمل فيهما ليتطلعا إليه بقلبيهما كما بأعينهما.

قال بطرس: "انظر إلينا"، فقد اشتاق أن يتطلع الأعرج فيرى فيهما شخص السيد المسيح الساكن فيهما والعامل بروحه فيهما وبهما.

* إن أعطيت شيئًا لمحتاجٍ، ليسبق وجهك البشوش عطيتك، مع كلمات رقيقة، ومساندة لآلامه.

إن فعلت هذا فإن السرور الذي يشعر به في ذهنه بعطيتك يكون أعظم من احتياج جسده[159].

القديس مار اسحق السرياني

"فلاحظهما، منتظرًا أن يأخذ منهما شيئًا". [5]

"فقال بطرس:

ليس لي فضة ولا ذهب،

ولكن الذي لي، فإيّاه أُعطيك،

باسم يسوع المسيح الناصري قم وامشِ". [6]

تفرس بطرس ويوحنا في الأعرج، وطلب بطرس منه أن ينظر إليهما. هكذا تلاقت النظرات معًا، ليحمل هذا تلاقٍ داخلي لحساب ملكوت الله. فالرسولان وقد حملا روح الأبوة بعمل الروح القدس يشاركان الله تطلعه نحو كل نفسٍ عاجزةٍ ومحتاجة، يتطلعان بروح الحق الفائق والحنو، لكن ليس بروح العجز واليأس، وإنما بروح القوة خلال إمكانيات الروح القدس.

حقًا ما أحوج الكنيسة إلى نظرات رعاة قلوبهم مثل قلب الله الكلي الحب والحنو في أبوةٍ صادقةٍ مع حكمة وقدرة،‍ لقد اختبر ذلك في القديم ارميا النبي الذي في حنوه كان يصرخ: "أحشائي، أحشائي، توجعني جدران قلبي، يئن فيَّ قلبي. لا أستطيع السكوت" (إر 4: 19). وفي شوقه لخلاص اخوته كان يصرخ: "أليس بلسان في جلعاد؟ أم ليس هناك طبيب؟ فلماذا لم تُعصب بنت شعبي؟" (إر 8: 22)

إذ تطلع الأعرج إليهما منتظرًا أن ينال صدقة أخبره بطرس عن إفلاسهما من مقتنيات العالم، لكن ما ورثاه هو اسم يسوع المسيح الناصري، وهو أفضل لهما وله، قادر أن يهبه الشفاء، فيقوم كما من الموت، ويمشى كما في طريق ملوكي. وكما يقول المرتل: "أرسل كلمته فشفاهم" (مز ١٠٧: ٢٠).

تحرك قلب بطرس بالإيمان الحي باسم يسوع المسيح طبيب النفوس والأجساد، وصِدق وعده الإلهي: "إن سألتم شيئًا باسمي فإني أفعله" (يو 14: 14).

لقد جاء البلسان (الإيمان بالسيد المسيح)، ونزل إلينا طبيب النفوس والأجساد، لكن مجمع السنهدرين رفضه، أما البسطاء مثل القديس بطرس فقبلوه، وقدموه شفاءً لكل العالم ليصيروا بالحق ابنة صهيون الجديدة، شعب الله الحقيقي. يرى القديس أمبروسيوس أن الرسول بطرس قدم هذا البلسم فشُفى الأعرج (أع 3: 1-11)، وقدمه للمفلوج إينياس (أع 9: 34) فأقامه من سرير مرضه، كما قدمه عندما أقام طابيثا من الموت (أع 9: 40).

* من يرغب أن يقتني الحكمة يقول: "ليس ليّ فضة أو ذهب، ولكن الذي لي إياه أعطيك، باسم يسوع الناصري قم وامشِ". إذ لم يكن يملك فضة اقتنى عطية عمل المحبة في اسم المسيح. لذلك يُقال لكم أيضًا: "اسحبوا الحكمة إلى الأماكن الداخلية" (راجع أي 28: 18)، "إنها محجوبة عن عيني كل حي، ومتوارية عن طير السماء" (أي 28:21 الطبعة الكاثوليكية، دار المشرق ببيروت). لا يعرف البشر أين كانت، ولا الملائكة، لأنهم طيور السماء، الذين قيل عنهم: "رأيت ملاكًا طائرًا في وسط السماء" (رؤ 14: 6)[160].

* ليس باسمه الخاص به بل باسم المسيح. لكن كلمة "قم" هي أمر... حالة من يثق في حقه، وليس حال من هو في عجرفة بسلطانٍ ما[161].

القديس أمبروسيوس

* "خلصني يا الله باسمك" (مز 54: 1). يقول إن استدعاء اسمك كفيل لسلامي. بنفس الطريقة تمم الرسل الإلهيون العجائب العظيمة؛ يقول الكتاب: "باسم يسوع المسيح قمْ وأمشِ" (أع 3: 6)[162].

الأب ثيؤدورت أسقف قورش

* أما الآن فكثيرون، وإن كانوا لا يقولون بالكلمات، إنما يقولون بالأعمال: "ليس لي إيمان ولا تقوى، وإنما الذي لي فهو فضة وذهب، هذه لا أعطيها لك"[163].

* الآن يقدس ربنا بفقره فقر بيته. لذلك فلنفكر في صليبه، ونحسب الغنى ليس إلا تراب. لماذا نعجب بما يدعوه المسيح "مال الظلم" (لو 16: 9)؟ لماذا نحب ونبحث عما يفتخر بطرس أنه لا يملكه؟[164]

* لم يتثقل الرسل بثقل الغنى. لهذا استطاعوا أن يقفوا مثل إيليا عند شق الصخرة (1 مل 19: 11-13) وأن يعبروا خلال ثقب الإبرة، وأن يروا مجد الرب من خلف[165].

القديس جيروم

بلا شك وضعت ثروات كثيرة عند أقدام بطرس ويوحنا كما عند أقدام سائر الرسل، لكن لم يكن هذا يشغل أذهانهم، بل تركوا كل أحدٍ يأخذ ما يريده. لم يحمل الرسولان نصيبًا من هذه الأموال لتقديمها للفقراء في الطريق أو عند مدخل الهيكل، إنما حملا رب العالم كله ليهب بواسطتهما بفيضٍ ما هو أعظم من الفضة والذهب.

في دراستنا في إنجيل يوحنا كان تلقيب يسوع المسيح بالناصري فيه نوع من السخرية والاستخفاف، لكن الرسول يستخدم ذات اللقب ليعلن أن ما يحسبه العالم عارًا يحمل مجدًا إلهيًا فائقًا. هذا وقد ارتبط هذا اللقب بالصليب (يو ١٩: ١٩).

ولعل وضع اليد أو مدها للعمل يشير إلى حنو الله وحبه العجيب للإنسان، فإن كان يعمل بنعمته المجانية إلاّ أنه يقدمها خلال الذراع البشري. إنه لا يستخف بأيدينا، مع أننا عاجزون تمامًا عن العمل، وكل ما يتم خلالها إنما هو هبة مجانية من قبل الله.

إن كانت العطية المقدمة للأعرج هي هبة مجانية من الله لا فضل لأحدٍ فيها، لكن بطرس يعلن شوقه للعمل ومساعدة الأعرج.

* لم يقل: "ليس معي الآن"، كما اعتدنا نحن أن نقول، بل بطريقة مطلقة قال: "ليس لي"[166].

* إن كان لأحد فضة وذهب لا يكون له تلك العطايا الأخرى. تقول لماذا إذن يوجد من ليس لهم لا هذا ولا ذاك؟ لأنهم ليسوا فقراء اختياريًا، أما الذين صاروا فقراء باختيارهم فلديهم كل الأمور الصالحة. إنهم وإن كانوا لا يقيموا موتى ولا يشفوا عرج، إلا أن لديهم ما هو اعظم من الكل، لهم ثقة في الله. إنهم سيسمعون في ذلك اليوم الصوت الطوباوي: "تعالوا يا مباركي أبى". أي شيء يمكن أن يكون أفضل من هذا؟ "رثوا الملكوت المعد لهم منذ إنشاء العالم، لأني جعت فأطعمتموني..." (مت 25: 34-35). لنهرب إذن من الطمع، فننال ملكوت السماوات. لنطعم الفقراء، فنطعم المسيح، ونصير شركاء في الميراث في المسيح يسوع ربنا...[167]

القديس يوحنا الذهبي الفم

* لم يُشفَ المجمع اليهودي؛ لأن ذلك البلسم عبر إلى الكنيسة (إر 8: 22). لهذا أتى التجار من جلعاد (قابل تك25:37)، أيضًا من امتلاكهم أو سكناهم في الناموس،وأحضروا سلعهم إلى الكنيسة. ليشفي ذلك البلسم خطايا الأمم، الذين قيل عنهم: "تشدَّدي أيتها الأيادي المسترخية، وتثبتي أيتها الركب المرتعشةَ!" (إش3:35LXX). والبلسم هو الإيمان النقي (غير الفاسد). مثلُ الإيمان الذي أظهره بطرس، حين قال للأعرج: "باسم يسوع المسيح الناصري قم وأمشِ!" (أع 6:3، قابل أع 1:3-11)، فقام ومشى حقًا كان لبطرس. نفس الإيمان حين قال للمفلوج: "يا إينياس يشفيك يسوعُ المسيحُ. قم وأفرِشْ لنفسك!" (أع 40:9) فقام وأعَّد فراشه. وكان له نفسُ الإيمان حينما قال للمرأة الميتة: "قومي باسم ربنا يسوع المسيح" (أع 40:9). وقامت الميتة...! بالدواءٍ المصنوعِ من هذا البلسم شُفى الأعرجُ، واستقام المشلولُ، وقامت الميتةُ حّيًة[168].

* لنشتري القوت الذي به يمكننا أن نتجنب المجاعة. لا يرجع أحد بسبب فقره. لا يخف أحد لأن ليس لديه مال، فإن المسيح لا يسأل مالًا، بل يطلب إيمانًا، الذي هو أعظم من المال. بالحق إذ لم يكن لدى بطرس مالًا اقتناه (المسيح)... ويقول النبي إشعياء: "أيها العطاش جميعًا هلموا إلى المياه، والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكلوا، هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمرًا " (إش 55: 1). لأن الذي دفع دمه ثمنًا لنا، لا يطلب ثمنًا منا، إذ لم يخلصنا بذهبٍ وفضةٍ بل بدمه الكريم (1 بط 1: 18-19)[169].

القديس أمبروسيوس

"وأمسكه بيده اليمنى وأقامه،

ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه". [7]

أمسكه القديس بطرس بيده اليمنى، التي تشير إلى القوة التي صارت له في المسيح يسوع. وفي إقامته لطابيثا: "ناولها يده وأقامها" (أع 9: 41). وفي إتمام كثير من الأسرار الكنسية يمد الأسقف أو الكاهن يده ليعلن مدْ السيد المسيح يمين قوته ليهب نعمةً خاصة. ففي سيامة الكاهن يضع الأسقف يده على رأس المرشح للكهنوت، وفي نوال الحل في سرّ الاعتراف يضع الكاهن يده على رأس المعترف، وفي سرّ الزواج يضع الكاهن يديه على رأسي العروسين.

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن القديس بطرس لم يقدم استعراضًا بما يفعله، إذ لم يطلب لنفسه كرامة، فقد شفاه عند مدخل الهيكل حيث لم يكن يقف أحد، بل كان الجمهور داخل الهيكل.

لم يسأله الرسول: أتؤمن أنك باسم يسوع تُشفي؟ لأن هذا الأعرج غالبًا ما كان والداه غير مؤمنين بيسوع المسيح، لهذا لم يحملاه إليه، ولا قدماه للتلاميذ. وغالبًا لم يكن للأعرج صديق يروي له ما فعله يسوع قبل صلبه، ولا ما فعله التلاميذ، لهذا لم يطلب منه أن يؤمن كشرطٍ لشفائه.

"فوثب ووقف وصار يمشي،

ودخل معهما إلى الهيكل،

وهو يمشي ويطفُر ويسبح اللَّه". [8]

لم يعد بعد محتاجًا إلى من يحمله، فقد حملته الأذرع الأبدية، ولا من يتكئ عليه فقد أقامه الرب ليحيا بروح القيامة وبهجتها!

معروف أن المشي عند الإنسان يحتاج إلى فترة تدريب طويلة، سواء بالنسبة للطفل بعد ولادته، أو بالنسبة للذين أصيبوا بمرض أو حادَث عاقهم عن المشي لمدة طويلة، فإنه لا يمكن أن يسيروا بعد شفائهم مباشرة. أما هذا ففي لحظات وقف وصار يمشي. لم يتمتع الأعرج بالشفاء فحسب، وإنما نال قوة فائقة، صار يعَّبر عنها بسرعة الحركة والانتفاضة من حالة العجز التي كان عليها. وكما قيل: "يعطي المعيي قدرة" (إش 40: 29)، "حينئذ يقفز الأعرج كالآيل، ويترنم لسان الأخرس" (إش 35: 6).

إنه منظر مبهج ملأ الحاضرين رهبة وعجبًا وبهجة. يرون الأعرج يثب متهللًا، ويمشى ويطفر.

لم يكن ممكنًا للأعرج أن يكتم مشاعره، فقد وثب كمن لا يريد أن يعيش في حالة العجز الكامل التي تقترب إلى الموت. إنه لأول مرة يتحرك بقدميه، فيقدم بكور هذه الحركة لحساب الله، فيدخل إلى الهيكل، يقدم ذبيحة الشكر والتسبيح للطبيب السماوي.

* إنه لأمر عجيب أنه آمن هكذا سريعًا، فإن الذين شفوا من أمراض مزمنة بصعوبة يصدقون حتى أعينهم. ما أن شُفي حتى التصق بالرسولين، شاكرًا الله... لاحظوا كيف أنه لم يسترح، ملتهبًا بالبهجة، مبكمًا أفواه اليهود[170].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"وأبصره جميع الشعب وهو يمشي ويسبح اللَّه". [9]

تحركت قدما النفس إذ شُفيتا، فسار في طريق الخلاص، يسبح الله ويمجده على أعمال محبته. لم نسمع عنه أنه قدم شكرًا للرسولين، ولا وقف يمدح عملهما، لكن تسبيحه لله فرّح قلب الرسولين.

"وعرفوه أنه هو الذي كان يجلس لأجل الصدقة على باب الهيكل الجميل،

فامتلأوا دهشة وحيرة مما حدث له". [10]

هذا الذي كان يُحمل ليُوضع عند الباب الرئيسي للهيكل، بالكاد يزحف لمد يده يستجدي إحسان الناس، وقد صار منظره مألوفًًا لكل شعب إسرائيل والكهنة والفريسيين والصدوقيين... الآن يروه يثب متهللًا، يسبح ذاك الذي صلبوه. ‍

صارت دهشة إذ لم يستطيعوا إنكار الحق، وقد سلكوا في الباطل وظنوا إنهم كتموا الحق ودفنوه، إذا بالحق يتجلي، وصارت الشهادة له لا تُقاوم. أصيبوا بدهشة وبحيرة، لا يعرفون ماذا يفعلون، هوذا دم يسوع المسيح يصرخ في القلوب. لم يكن ممكنًا مقاومة هذا العمل الإلهي للأسباب التالية:

* يعاني الأعرج من هذا المرض منذ ولادته، أي لمدة ٤٠ عامًا (أع ٤: ٢٢).

* لم يكن الأعرج محتالًا، لأنه كان يُحمل إلى هذا الموضع العام أمام الجميع، وقد عرفه كل شعب أورشليم.

* لا يمكن أن تكون هناك علاقة بينه وبين الرسولين، لأنه عند شفائه لم ينطق بكلمة شكر أو مديح لهما، بل كان يسبح الله، وإن كان قد صار ملتصقًا بهما لا يريد مفارقتهما.

* كان الأعرج نفسه مقتنعًا أن ما حدث معه هو من الله.
2. حديث عن الإيمان باسم يسوع

"وبينما كان الرجل الأعرج الذي شُفي متمسكًا ببطرس ويوحنا،

تراكض إليهم جميع الشعب إلى الرواق،

الذي يقال له رواق سليمان،

وهم مندهشون". [11]

إذ صار الأعرج يسبح متهللًا تراكض الشعب من رواق إسرائيل، وتكدسوا في رواق سليمان الخارجي ليتعرفوا على حقيقة ما حدث. هنا وجد القديس بطرس الفرصة سانحة للكرازة أمام الشعب وعلى مسمع من الكهنة والكتبة وكل القيادات اليهودية. وجد الفرصة سانحة ليتحدث في رواق سليمان عن واهب الحكمة لسليمان، وهو أعظم من سليمان.

* رواق سليمان: هو رواق ضخم مُغطي بسقفٍ، يحتل الجانب الشرقي من دار الأمم.

* بدأ تعليمنا في "رواق سليمان" [11]، الذي هو نفسه علم بأنه يلزمنا أن نطلب الرب في بساطة قلب[171]

العلامة ترتليان

"فلما رأى بطرس ذلك أجاب الشعب:

أيها الرجال الإسرائيليون،

ما بالكم تتعجبون من هذا؟

ولماذا تشخصون إلينا كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي؟" [12]

صار بطرس الرسول يتكلم بكل قوة عن المصلوب القائم من الأموات، ولم يكن ممكنًا للصدوقيين الذين يقولون إنه لا قيامة من الأموات أن يعترضوا، فقد وقف الأعرج من بطن أمه يصدق على كلمات الرسول بالشهادة العملية التي لن يقدر أحد أن ينكرها أو يقاومها.

بدأ الرسول بتأكيد حقيقة خطيرة يسقط فيها كثير من العامة، بل وحتى من القيادات أصحاب المعرفة، حينما يظن الشعب أن ما يفعله قديس ما يمارسه بقوة تقواه أو قداسته، وأحيانا يصدق القادة ما يُقال عنهم، فيتصنعون التواضع، ويتمنعون عن قبول أية كرامة، وبهذه الصورة الخطيرة للتواضع المزيف يسقطون في كبرياءٍ داخلي مدمر.

بكل قوة قال الرسول: "ما بالكم تتعجبون من هذا؟ ولماذا تشخصون إلينا كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي؟" [12] حقًا كان يمكن له أن يعلن أن ما حدث هو بقوة يسوع الناصري، ويقف عند هذا الحد. فيظن كثيرون أنه وإن كان ذلك قد تم بقوة يسوع، لكنه تم على يدي رجلٍ عظيمٍ تقيٍ قديسٍ، أما القديس بطرس فأصر أن لا دور له إلا من حيث قبوله وإيمانه بقوة يسوع الناصري المصلوب.

* بالحقيقة كانا يزيدان من مجدهما باحتقارهما للمجد (الزمني)، مظهرين أن ما حدث لم يكن بعملٍ بشري، بل هو عمل إلهي، وأنه من جانبهما إذ نظرا المتطلعين إليهما بدهشةٍ لم يتقبلا هذه الدهشة منهم. ألا ترون كيف كان (بطرس) بعيدًا عن كل طمعٍ، وكيف رفض الكرامة المقدمة له؟ بنفس الكيفية سلك الآباء القدامى. كمثال قال دانيال: "أما أنا فلم يكشف لي هذا السرّ لحكمة فيَّ أكثر من كل الأحياء" (دا 2: 3). وأيضا يوسف: "أليست لله التعابير؟!" (تك 40: 8). وأيضا داود: "عندما جاء الأسد والدب باسم الرب مزقتهما بيدي" (راجع 1 صم 17)[172].

* من هذا نتعلم أمرًا عظيمًا، أعني أن غيرة الإنسان وحدها لا تكفي ما لم يتمتع ببركة المعونة من فوق. مرة أخرى هذه المعونة التي من فوق لا تفيدنا ما لم نكن نحن غيورين... الفضيلة منسوجة من هذين الخيطين. لهذا أحثكم ألا تضعوا كل شيء على الله وأنتم نائمون، ولا تظنوا أن بغيرتكم يصير كل شيء حسنًا، بجهودكم الذاتية. الله لا يريدنا كسالى، ولهذا فلا يفعل كل شيء بنفسه، ولا يريدنا أن نكون فشارين (معجبين بأنفسنا) لذلك لم يعطنا كل شيء. إنه ينزع من الطرفين ما هو ضار ويهبنا ما هو نافع لنا[173].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* لن ينسب هؤلاء الرجال شيئًا لأنفسهم، بسبب قدرتهم على صنع مثل هذه الأعاجيب، معترفين بأنهم لم يصنعوا هذا عن استحقاقاتهم بل بحنو الرب. رفض الرسل الكرامة البشرية المقدمة لهم بسبب الاندهاش من معجزاتهم قائلين: "ما بالكم تتعجَّبون من هذا، ولماذا تشخصون إلينا كأننا بقوَّتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشى؟!" (أع 12:3). ولم يفكر أحد أن يتمجد من أجل المواهب الإلهية والأعاجيب، بل بالأحرى بثمار الأعمال الصالحة...

لهذا يحذر من وهبهم بنفسه هذا السلطان لصنع المعجزات والأعمال العجيبة بسبب قداستهم ألا ينتفخوا قائلًا: "ولكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا بالحري أن أسماءَكم كُتِبَت في السماوات" (لو 20:10).

أخيرًا فإن الرب ينبوع كل المعجزات والأعمال القديرة هو بنفسه عندما دعا تلاميذه أن يتعلموا منه، أظهر لهم بوضوح ما ينبغي عليهم بحق أن يتعلموه بصفة رئيسية: "تعلموا مني"، ليس بصفة رئيسية أن تخرجوا الشياطين بقوة سماوية، ولا أن تطهروا البرص، ولا أن تشفوا العمي، ولا أن تقيموا الموتى، فإنه هذه الأمور أفعلها خلال خدامي، لكن لا يمكن بهذه الأمور أن يكون الإنسان ممدوحًا من اللَّه، ولا يقدر أن يكون بها تلميذًا أو خادمًا له... وإنما يقول: "تعلموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب" (مت 29:11)، فإن هذا ممكن لدى البشر عامة. إذ يمكنهم أن يتعلموه ويختبروه. أما صنع المعجزات والعلامات، فهذا ليس بضروري على الدوام، ولا هو مفيد للجميع، ولا يُوهب للكل.

التواضع هو سيد كل الفضائل، والأساس الأكيد للبناء السماوي، وعطية المخلص الخاصة السامية. يقدر الإنسان أن يتمم المعجزات التي صنعها السيد المسيح "باسم الرب" من غير خطر السقوط في الكبرياء، حينما يقتفي أثر الرب الوديع، لا في سمو معجزاته، بل في فضيلتي الصبر والتواضع. وأما الذي يهدف إلي أن يأمر الأرواح النجسة أو ينال مواهب الشفاء، أو إظهار بعض المعجزات الباهرة أمام الشعب، فإنه حتى وإن أظهرها تحت اسم المسيح، إلا أنه بعيد عن السيد المسيح، لأنه بكبرياء قلبه لا يتبع معلمه المتواضع.

في عودته إلي الآب، تهيأ ليتحدث بإرادته تاركًا لتلاميذه "وصية جديدة" وهي: "أن تحبُّوا بعضكم بعضًا، كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضًا بعضكم بعضًا"، وللحال أضاف: "بهذا يعرف الجميع إنكم تلاميذي إن كان لكم حبّ بعضًا لبعضٍ" (يو 34:13، 35). إنه لم يقل: "إن كان لكم أن تصنعوا علامات ومعجزات"، بل "إن كان لكم حبّ بعضًا لبعض". هذه الوصية بالتأكيد لا يقدر أن يحفظها إلا الإنسان الوديع والمتواضع.

لذلك فإن آباءنا السابقين لم يُحسبوا رهبان صالحين أو متحررين من خطأ المجد الباطل لأنهم يُخرجون الشياطين، ولا يتباهون بزهو أمام الجماهير المعجبة من النعمة التي نالوها أو ادعوها، وهكذا فإن من يصنع شيئًا من هذه الأمور (العجيبة) في حضورنا، يلزم أن نمدحه ليس إعجابًا بالمعجزات، بل لجمال سيرته، ولا نطلب أن تخضع لنا الشياطين، بل بالأحرى أن نحمل ملامح الحب التي يصفها الرسول[174].
الأب نسطور
"إن إله إبراهيم وإسحق ويعقوب،

إله آبائنا مجَّد فتاه يسوع الذي أسلمتموه أنتم،

وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس،

وهو حاكم بإطلاقه". [13]

في الوقت الذي فيه حوّل الرسول أنظارهم عنه لكي لا يحسبوه تقيًا قديسًا، وجه أنظارهم إلى ذاك الذي سلموه للصلب وأنكروه بينما كان الوالي غريب الجنس يود إطلاقه. إنهم عاندوا إله إبراهيم وإسحق ويعقوب الذي مجَّد ابنه الوحيد الجنس، كعادتهم قاوموا إله إسرائيل نفسه.

تعمد الرسول أن يدعو الآب هنا "إله إبراهيم وإسحق ويعقوب" ليؤكد لهم أن ما ناله آباؤهم من مواعيد إلهية، إنما قد تحققت بتمجيد الابن الوحيد الجنس، في صلبه كما في دفنه وقيامته وصعوده. أقامه الآب ملكًا ورئيس كهنة سماوي وشفيعًا كفاريًا، ورأسًا للكنيسة لكي يهبنا شركة أمجاده.

شفاء الأعرج من بطن أمه شهادة حية لقيامة المصلوب، وبرهان عملي أن يسوع المصلوب لم يُصلب لأجل علةٍ واحدةٍ عليه تستلزم موته. لقد حوَّل أنظارهم عن معجزة شفاء أعرج من بطن أمه إلى معجزة الحب الإلهي خلال الصليب، ليتمتعوا بقوة قيامته، فالكل في حاجة إلى شفاء النفس الداخلية لكي تثب بتهليلٍ، تقوم من الفساد إلى عدم الفساد، وتنطلق من قبر الخطية إلى الهيكل السماوي.

اندهش القديس بطرس أنهم يندهشون بهذه المعجزة بينما لا يندهشون لقيامة المسيح من الأموات، القادرة أن تهب قوة القيامة للنفوس الميتة.

حول القديس بطرس أنظارهم من الأعرج إلى المسيح القائم من الأموات، فعوض الدهشة والحيرة لما رأوه ولمسوه يلزمهم أن يدهشوا لما حدث مع السيد المسيح، فإن هذا الأمر في غاية الخطورة، يمس حياتهم وخلاصهم الأبدي. إن كان الأعرج قد شُفي باسم يسوع القائم من الأموات، فكيف لا ينشغلون بالقائم من الأموات، خاصة وأنهم هم الذين صلبوه.

إذ كان اليهود يفتخرون بأنهم أبناء إبراهيم، فإن إله إبراهيم نفسه، الله الآب، شهد للابن الوحيد ومجَّده وإن كانوا يفتخرون ببرّ الناموس فإن بيلاطس الأممي بذل كل الجهد لكي لا يشترك في جريمة قتله. وكأن إله السماء يشهد له، وسكان الأرض حتى الذين بلا ناموس يعترفون ببراءته.

"ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار،

وطلبتم أن يًوهب لكم رجل قاتل". [14]

قدم بطرس صحيفة اتهام خطيرة ضدهم إذ ارتكبوا الجرائم التالية:

* قاوموا إله آبائهم، إله إبراهيم وإسحق ويعقوب [١٣].

* قاوموا باطلًا السلطات الزمنية، التي تمثلت في بيلاطس بنطس.

* ارتكبوا جريمة قتل للمسيا القدوس البار.

* ارتكبوا غباوة وجهالة، إذ فضلوا رجلًا قاتلًا عن القدوس (لو ٢٣: ١٩؛ مر ١٥: ٧).

* قتلوا واهب الحياة، قائد معركة الخلاص.

* قاوموا الآب الذي أقامه، وهم لا يزالون يرفضونه!

"ورئيس الحياة قتلتموه،

الذي أقامه اللَّه من الأموات،

ونحن شهود لذلك". [15]

لقد كان بيلاطس في صراعٍ داخلي، وقد بذل كل الجهد لكي يبرئه، وكانت آخر محاولة له أنه طلب أن يطلقه ليس من أجل براءته، وإنما من أجل العيد كعادتهم. لقد سجل عليهم دون أن يدري أنهم فضلوا رجلًا قاتلًا عن يسوع المسيح. طلب منهم أن يطلق ملكهم، فرفضوا مُلكه، وقبلوا أن يكون قيصر ملكًا عليهم. لقد صاروا بلا ملك ولا ملكوت!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
اعمال الرسل 3 - تفسير سفر أعمال الرسل شفاء كسيح الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد الجديد-
انتقل الى: