تفسير سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي - المقدمة الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
- مقدمة
الأصحاح الحادى عشر (إرسال النبيين)
- الباب الأول الأصحاحات [1- 3]
4. المرأة الملتحفة بالشمس الأصحاحات [12 -14]
الأصحاح الأول (شخص المُعلن)
الأصحاح الثاني عشر (مقاومة التنين للكنيسة)
الأصحاح الثاني (رسائل إلى أربع كنائس)
الأصحاح الثالث عشر (مقاومة ضد المسيح للكنيسة)
الأصحاح الثالث (رسائل إلى ثلاث كنائس)
الأصحاح الرابع عشر (الجانب المفرح للكنيسة)
- الباب الثاني الأصحاحات [4- 19]
5. الجامات السبع الأصحاحات [15-16].
مقدمة
الأصحاح الخامس عشر (منظران تمهيديان)
1. ظهور السفر المختوم
الأصحاح السادس عشر (الجامات السبعة)
الأصحاح الرابع (المشهد السماوي)
6. سقوط بابل الأصحاحات [17-19].
الأصحاح الخامس (السفر المختوم)
الأصحاح السابع عشر (بابل والوح)
2. الختوم السبع الأصحاحات [6-7].
الأصحاح الثامن عشر (سقوط بابل)
الأصحاح السادس (عمل الله في كنيسته المتألمة)
الأصحاح التاسع عشر (نصرة السماء)
الأصحاح السابع (اهتمام الحمل بالكنيسة المتألمة)
- الباب الثالث الأصحاحات [20-21]
3. الأبواق السبع الأصحاحات[ 8-11].
الأصحاح العشرون (تقييد الشيطان وتمتعنا بالملكوت)
الأصحاح الثامن (الأبواق الأربعة إنذارات للبشرية)
الأصحاح الحادى والعشرون (وصف أورشليم السماوية)
الأصحاح التاسع (البوقان الخامس والسادس)
الأصحاح الثاني والعشرون (تطويب الساكنين فيها)
الأصحاح العاشر (ظهور السفر المختوم)
مقدمة
أهمية السفر
بدأ الكتاب المقدس بسفر التكوين الذي أعلن حب الله اللانهائي تجاه الإنسان، إذ خلق لأجله كل شيء وأودعه سلطانًا ووهبه كرامة هذه قدرها! لكن سرعان ما تبدل المنظر وتشوهت الصورة وظهر الإنسان الخارج من الفردوس مطرودًا، مهانًا، يحمل على كتفيه جريمة عصيان مرة، يخاف من لقاء الله، ويهرب من وجه العدالة الإلهية.
لكن شكرًا لله الذي لم يترك الإنسان يعيش في هذه الصورة التي بعثتها الخطية، بل ختم كتابه بسفر الرؤيا مقدمًا لنا صورة مبهجة: بابًا في السماء مفتوحًا، وفردوسًا أبديًا ينتظر البشرية، وأحضانًا إلهيّة تركض مسرعة تجاه البشر، و قيثارات سماويّة و فرحًا وعُرسًا سماويًا من أجل الإنسان!
يا له من سفر مبهج ولذيذ، يليق بكل مؤمن أن يمسك به ويحفظه في قلبه، ويسطِّره في أحشائه ويلهج فيه ليلًا ونهارًا، فهو سفر الرجاء، سفر النصرة، سفر التسبيح، سفر السماء!
1. سفر الرجاء
من يلهج في سفر الرؤيا يتكشف حقيقة العبادة المسيحية، إنها ليست مجرد واجبات تنفذ أو طقوس تؤدى، أو أوامر ونواه تراعي، لكنه يرى خلال هذا كله أيدٍ إلهيّة خفيّة تسرع نحوه لتستقبله وتحوطه وتنشله، وترتفع به نحو السماويات ليعيش شريكًا في المجد الأبدي!
من يتذوق سفر الرؤيا تتحول أصوامه مهما كثرت، وصلواته مهما طالت، وسجوده مهما زاد، وزهده وحرمانه وتركه وآلامه وصلبه كل يوم، إلى فرح وبهجة وسرور لا ينطق به. إذ خلال هذا السفر يهيم في الحب الذي يربط الخالق بخليقته، والمنتصرين بالمجاهدين، والسمائيين بالبشريين، عندئذ ينسى كل ألم وكل ضيق من أجل هذا الحب الخالد!
2. سفر النصرة
وحينما تدخل النفس في سفر الرؤيا كعروس تزور جنة عريسها ترى فيه فردوسًا مبدعًا ومجدًا مذهلًا معدًّا لأجلها. هناك تصادق عريسها، وتصطحب خدامه السمائيين، وتهيم في جو السماويات في عذوبة وحلاوة. عندئذ لا تخاف دهاء عدوها "إبليس"، ولا تضطرب منه، إذ تدرك قوة عريسها وتخطيطاته وتدابيره ومقاصده تجاهها.
3. سفر التسبيح
وإذ يختلس القلب وقتًا هاربًا من الأصوات الداخلية والخارجية، ليدخل مع العريس في داخل السفر في هدوء وصمت، هناك يسمع أصوات تسبيح وترنيم! فيتعلم لغة السماء: لغة الحب والفرح، لغة التسبيح غير المنقطع.
والجميل أنه لا يسمع تسابيح غريبة، بل يحس أنه سبق أن تعلمها في بيت أمه "الكنيسة" إذ يسمع "تسبحة موسى، وتسبحة الحمل، وتسبحه الثلاث تقديسات". وهذه وغيرها لا تكف الكنيسة عن أن تدرب كل قلب على اللهج بها كما سنرى.
4. سفر السماء
وعندما ينسى القلب كل ما يدور حوله وينسحب من بين كنوز العالم ليدخل إلى سفر الرؤيا يُبهر مما يرى فيه من كنوز. يرى أمجادًا سماويّة قدر ما تحتمل الألفاظ أن تعبِّر: يرى حجارة كريمة وأكاليل ذهب وثياب بيضاء. فيربض القلب هناك، ولا يقبل أن ينحط مرة أخرى إلى الأرضيّات. يبيع كل لآلئه ليقتني اللؤلؤة الكثيرة الثمن[1].
كاتب السفر
أجمعت الكنيسة الأولى على أن كاتب السفر هو القديس يوحنا الحبيب الإنجيلي[2]، ويظهر صحة ذلك من الآتي:
1. ما ورد في كتابات الكنيسة الأولى إذ نسبت السفر إليه[3].
2. أنه هو الرسول الذي كان معتبرًا في كنائس آسيا الصغرى المذكورة في السفر.
3. يؤكد لنا التاريخ[4] أن يوحنا الحبيب نفاه الإمبراطور دومتيانوس إلى جزيرة بطمس التي شاهد فيها الرسول رؤياه (1: 9).
4. بالرغم من اختلاف موضوع هذا السفر عن إنجيل يوحنا، لكن وردت ألفاظ خاصة بالسفرين دون غيرهما مثل "الكلمة، الحمل، الغلبة ..." وتكررت فيهما كلمة "الحق".
5. ذكر الرسول اسمه صراحة أربع مرات في هذا السفر ولم يخفِ اسمه، وذلك لأنه يتحدث عن نبوات. فمن أجل الثقة فيها يلزم معرفة الكاتب الذي أوحى إليه بها الله، أما الإنجيل والرسائل الثلاث فلم يذكر اسمه فيها تواضعًا.