منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب 01010110


  التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب 01010111


  التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب 01010112

  التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_rcap التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_voting_bar التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_lcap 
سالى عبده
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_rcap التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_voting_bar التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_lcap 
عزت
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_rcap التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_voting_bar التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_lcap 
kamel
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_rcap التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_voting_bar التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_lcap 
مريانا
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_rcap التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_voting_bar التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_lcap 
د.محبوب
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_rcap التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_voting_bar التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_lcap 
mmk
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_rcap التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_voting_bar التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_lcap 
بهيج
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_rcap التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_voting_bar التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_lcap 
مارونا
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_rcap التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_voting_bar التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_lcap 
diana.wahba
 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_rcap التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_voting_bar التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 13 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 13 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

  التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17237
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Empty
مُساهمةموضوع: التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب    التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Emptyالجمعة 10 يناير 2014, 8:59 am

 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب 4196810853 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين
يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب
 بنهاية حياة يعقوب على الأرض ينتهي عصر الآباء البطاركة العظام (إبراهيم وإسحق ويعقوب)، لينطلق إسرائيل لا كأفراد بل كشعب وخميرة كان يجب أن تخمر العجين كله بالإيمان وتعد العالم لمجيء المسيا المخلص. لذا ختم هذا العصر بتقديم البركة لكل سبط تحمل في طياتها نبوة عن مجيء المخلص.

١. يعقوب يدعو أولاده
         
١-٢

٢. رأوبين
         

٣-٤

٣. شمعون ولاوي
         

٥-٧

٤. يهوذا
         

٨-١٢

٥. زبولون
         

١٣

٦. يساكر
         

١٤-١٥

٧. دان
         

١٦-١٨

٨. جاد
         

١٩

٩. أشير
         

٢٠

١٠. نفتالي
         

٢١

١١. يوسف
         

٢٢-٢٦

١٢. بنيامين
         

٢٧

١٣. الوصية الوداعية
         

٢٨-٣٣
١. يعقوب يدعو أولاده:

"ودعا يعقوب بنيه وقال: اجتمعوا لأنبئكم بما يصيبكم في آخر الأيام" [١].

بعد حياة مليئة بالجهاد خلالها اغتصب يعقوب البركة والباكورية، واستحق رغم ضعفاته المتكررة أن ينال الوعد بمجيء المسيا المخلص من نسله، هذا الذي به تتبارك كل الأمم، قضى في مصر ١٧ عامًا في صمت وسكون... والآن إذ هو عابر من هذه الأرض تطلع إلى أولاده كأسباط منهم يخرج شعب الله الذي يتمتع بأرض الموعد، ويأتي المسيا المخلص فانفتح لسانه ينطق بما يراه خلال روح النبوة أو خلال الظلال. كأنه بموسى الذي أرتفع على جبل نبو يتطلع من بعيد إلى أرض الموعد، فيفرح قلبه من أجل الشعب الذي ينعم بتحقيق الوعد الذي حُرم هو منه.

لقد رأى الأسباط الاثنى عشر الكنيسة المتمْتعة بخلاص المسيح والنامية في الروح. فرأى في رأوبين الابن البكر والثمر الطبيعي له من ليئة الإنسان المتكل على بكورية الجسد أو أعمال الناموس فيخسر بكورية الروح، لهذا حسبه كمن دنس مضطجع أبيه بتدنيسه الكنيسة عروس المسيح خلال بره الذاتي.
 ورأى في شمعون ولاوي اللذين منهما جاء الكتبة والكهنة وقد قاوموا السيد المسيح كلمة الله، يشيران إلى خطية المؤامرات الشريرة ومجالس الإثم المفسدة للخدمة وعمل الله.

أما يهوذا فرآه يمثل "الحمل" المصلوب، وفي نفس الوقت الأسد الغالب بالصليب. رأى السيد المسيح خارجًا من سبط يهوذا يهب قوة قيامة لمؤمنيه. وكأنه لا يكفي أن نترك البر الذاتي (رأوبين) ونرفض مجالس الشر (شمعون ولاوي) وإنما يلزمنا الالتصاق بيهوذا الحقيقي لننعم بقوة قيامته عاملة فينا. بهذا ينطلق إلى "زبولون" الذي يشير إلى الانطلاق نحو البحر أو الاتجاه إلى الأمم للكرازة لهم. فمن يحمل يهوذا القائم فيه لا يقدر أن يحتمل رؤية الأمم في عدم إيمانهم، طالبًا خلاص كل نفس.

أما يساكر فيشبهه بالحمار الذي يحمل أثقال الآخرين. فإن أُتهمنا بالغباوة من أجل احتمالنا الألم بفرح وخدمتنا للآخرين فلا نهرب بل نتقدم للعمل بلا ضجر، متشبهين بالقائل: "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت ١١: ٢٨).

بقدر ما ينتشر ملكوت الله بين الأمم يقاوم عدو الخير حتى يظهر "ضد المسيح" من سبط دان كحية على الطريق تلدغ لتهلك.

تحدث بعد ذلك عن جاد بكونه يُهاجَم بجيش لكنه يعود فيغلب، إشارة إلى المؤمن الذي يُحارَب كثيرًا لكنه في النهاية ينتصر؛ لذا جاء بعده "أشير" بخبزه السمين أي غلاته متوافرة. فالحروب الروحية وإن كشفت ضعفاتنا لكنها تعطي النفس قوة وتجعلها أكثر أثمارًا.

بعد أشير تحدث عن نفتالي كايله (مونث إيل) سريعة الحركة، كلماته عذبة مع الجميع أما يوسف فيحمل في صلبه سبطين منسي وأفرايم، فإن "يوسف" تعني "النمو" وذلك خلال نسيان هموم العالم والتمتع بالثمر المتزايد (أفرايم).

أخيرًا يتحدث عن "بنيامين" التي تعني "ابن اليمين" الذي ينعم بشركة المجد الأبدي.

يمكننا في إيجاز القول بأن يعقوب رأى بروح النبوة في أولاده صورة حيَّة للكنيسة المجاهدة في المسيح يسوع:

١. رأبوين
   

الابتعاد عن البر الذاتي.
   

٧. جاد
   

الجهاد الروحذي.

٢. شمعون ولاوي
   

الابتعاد عن المؤامرات.
   

٨. أشير
   

ثمار الجهاد.

٣. يهوذا
   

الالتصاق بالمسيح.
   

٩. نفتالي
   

رقة الحديث.

٤. زبولون
   

الانطلاق للكرازة.
   

١٠. يوسف
   

النمو المستمر.

٥. يساكر
   

احتمال متاعب الآخرين.
   

١١. بنيامين
   

التمتع بيمين الرب.

٦. دان
   

مقاومة إبليس.
   
٢. رأوبين:

إذ كانت البركة خلال ظل الناموس بدأ يعقوب ببكره جسديا "رأوبين" والذي يمثل قوة الطبيعة إذ جاء مولودًا من ليئة. "رأوبين" يعني "ابن الرؤيا" لكن للأسف لم يحتفظ بنقاوة عينيه ليرى الأمور السماوية بل أتكل على ذاته فخسر بكوريتة الروحية وفقد بصيرته ليحتل "يهوذا" البكورية الروحية حيث ينعم بمجيء السيد المسيح (البكر) الحقيقي، الذي يشتّمه الآب رائحة رضى، ويراه موضع سروره.

يبارك يعقوب بكره حسب الجسد وفي نفس الوقت يعاتبه: "رأوبين أنت بكري قوتي وأول قدرتي، فضل الرفعة وفضل العز؛ فائرًا كالماء لا تنفضل، لأنك صعدت على مضطجع أبيك، حينئذ دنسته. على فراشي صعد" [3-4]. إن كان يعقوب يعتز ببكره ويدعوه قوته وأول قدرته نال أفضل رفعة وعز لكنه لا ينسى أنه اضطجع مع بلهة سرية أبيه (تك ٣٥: ٢٢) وبسبب ذلك فقد بكوريته لينالها أبنا يوسف (١ أي ٥: ١)، أما البكورية الروحية فاغتصبها يهوذا. لقد انهزم رأوبين أمام شهوته الجسدية فصار كالماء الذي يفور ليبرد ثانية، فاقدًا أفضليته.

كان رأوبين يمثل الشعب اليهودي الذي حُسب بكرًا في معرفة الله لكنه بالجحود فقد بكوريته، ففقد قوته الروحية ورفعته وعزه وحسبوا دنسين بمحاولتهم إفساد كنيسة الله. في هذا يقول القديس هيبوليتس الروماني: [كان هناك دور عظيم لإعلان قوة الله لحساب شعبه البكر عند خروجه من مصر، فبسببه تأدبت مصر بطرق كثيرة. لقد عنى بقوله: قوتي وبكري الشعب الأول الذي هو أهل الختان]... لكن للأسف فقدوا هذا الامتياز برفضهم الإيمان بالمخلص، وحسبوا مدنسين للكنيسة. وما حدث بالنسبة لليهود يحدث في أيام الارتداد حيث ينكر الكثيرون الإيمان، إذ يقول الأب هيبوليتس: [في الأيام الأخيرة يهاجم الناس مضطجع الآب، أي الكنيسة العروس، بقصد إفساده، الأمر الذي يحدث في هذه الأيام خلال التجديف].
٣. شمعون ولاوي:

"شمعون ولاوي أخوان، آلات ظلم سيوفهما، في مجلسهما لا تدخل نفسي، بمجمعهما لا تتحد كرامتي، لأنهما في غضبهما قتلًا إنسانًا وفي رضاهما عرقبا ثورًا، ملعون غضبهما فإنه شديد، وسخطهما فإنه قاسٍ" [٥-٧].

ماذا رأى يعقوب في أبنيه حتى رفض مجلسهما واتحادهما معًا؟ يقول القديس هيبوليتس: [من شمعون جاء الكتبة ومن لاوي الكهنة، وبإرادتهم تمم الكتبة والكهنة الشر بقتل المسيح بفكر واحد]. حقًا إنهما أخوان، لكن في اتحادهما لم يكرما الله بل قتلا المخلص الذي جاء كإنسان وعرقباه وهو المتقدم كذبيحة (كثور) ليفديهما.

هذا هو المفهوم الروحي الذي فيه نرفض كل مؤامرة شريرة حتى نحيا في الكنيسة ملكوت الله. أما من الجانب الحرفي، فإن شمعون ولاوي أخوان أي متشابهان في السمات، أخذا كل واحد سيفه وأتيا إلى مدينة شكيم حيث قتلا كل ذكر انتقامًا لأختهما دينة التي دنسها شكيم بن حمور الحوّي (تك ٣٤)، فلم يراعيا العدل في انتقامهما. لقد تظاهرا بالهدوء واتفقا معًا على الشر وسببا تعبًا لأبيهما.

٤. يهوذا:

حقًا أن يهوذا لم ينل نصيب أثنين كيوسف أخيه الذي اغتصب البكورية من رأوبين فصار يوسف سبطين هما منسي وأفرايم، حسبهما يعقوب أبنيه كرأوبين وشمعون ومنسوبين له (تك ٤٨: ٥)، لكن يهوذا نال نصيب الأسد في البركة إذ رأى يعقوب السيد المسيح الملك والكاهن يأتي من نسله، إذ يقول:

"يهوذا إياك يحمد أخوتك، يدك على قفا أعدائك، يسجد لك بنو أبيك" [٨].

من هو يهوذا هذا الذي يحمده أخوته ويسبحونه إلاَّ السيد المسيح نفسه الخارج من سبط يهوذا، الذي وضع بالصليب يده على قفا إبليس عدوه فحطمه، محررًا البشرية من سلطانه حتى يسجدوا له بالروح والحق.

لقد صار يهوذا هو السبط الملوكي، بدأ بداود الملك والنبي وتوّج بظهور ملك الملوك رب المجد منه.

"يهوذا جرو أسد، من فريسة صعدت يا ابني، جثا وربض كأسد ولبؤة من ينهضه؟!" [٩].

إذ رأى يعقوب في صلب يهوذا السيد المسيح دعاه بالأسد الذي خرج من حرب الصليب غالبًا أعدائه الروحيين. لقد جثا وربض على الصليب... لكن حتى في نومه على الصليب كان أسدًا لا يقدر العدو أن يقترب منه. في هذا يقول القديس أغسطينوس: [لقد سبق فتُنبئ عن موت المسيح بقوله "ربض"، موضحًا أن موته كان بإرادته وليس قسرًا، إذ رمز له بالأسد. لقد أعلن هذا السلطان بنفسه في الإنجيل إذ قال: "ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي، لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضًا" (يو ١٠: ١٨). هكذا زأر الأسد وتمم ما قاله. لقد أضاف إلى هذا سلطانه في القيامة بقوله: "من ينهضه؟!" بمعنى أنه يقيم نفسه وليس إنسان يقيمه. لقد قال عن جسده: "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه" (يو ٢: ١٩). تحدث أيضًا عن نوع موته أي الصعود على الصليب، إذ قيل: "من فريسة صعدت"...[452]].

يكمل يعقوب حديثه مع يهوذا: "لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب" [١٠]. إنه امتياز يقدمه يعقوب لابنه الذي يحمل نسله قضيب الملك ومن بنيه (بين رجليه) يكون الحكم الذي يشرع حتى المسيا واهب السلام (شيلون) فيضم الشعوب إلى مملكته الروحية. يقول القديس أغسطينوس: [دعى اليهود هكذا "يهودا"، لأجل يهوذا أحد الاثني عشر أبنًا ليعقوب... الذي من صلبه جاءت الملوكية... من هذا السبط جاء الملوك، ومنه جاء ربنا يسوع المسيح[453]].

"رابطًا بالكرمة جحشه، وبالجفنة ابن أتانه. غسل بالخمر لباسه، وبدم العنب ثوبه" [١١]. في دراستنا لإنجيل متى (ص ٢١) رأينا الأتان يشير إلى الأمة اليهودية والجحش يشير إلى الأمم الذين فقدوا كل تعقل بسبب الرجاسات الوثنية. إنه يعلن بروح النبوة أن لكيهما: اليهود والأمم قد ارتبطا معًا في الكرمة أو الجفنة إذ صارا فيه كنيسة مقدسة واحدة. وكما يعلق القديس هيبوليتس على هذه العبارة: [إنه يدعو أهل الختان وأهل الغرلة في إيمان واحد[454]]. هذا وأن ثوب المسيح أو لباسه يشير إلى الكنيسة الملتصقة به كما رأينا في حديثنا عن القميص الملون (تك ٣٧: ٣)، فإن هذا اللباس غسله السيد بدمه الطاهر... وكما يقول القديس كبريانوس: [إذ يُشار إلى دم الخمر ماذا يعني سوى خمر كأس دم الرب؟![455]]. ويقول القديس أكلمنضس الإسكندري: [الكرم ينتج خمرًا والكلمة يقدم دمًا، كلاهما يجلبان الصحة، الخمر للجسد والدم للروح[456]]. ويقول القديس أغسطينوس: [ما هذا الثوب الذي يغسله في الخمر، أي يغسله في دمه من الخطية... إلاَّ الكنيسة[457]]. إنما تشير إلى حياة الترف والغنى التي يعيشها ملوك يهوذا.

"مسود العينين من الخمر ومبيض الأسنان من اللبن" [١٢].

يعلق القديس هيبوليتس على هذه العبارة قائلًا: [عيناه لامعتان كما بكلمة الحق إذ ترقبان ما يؤمن به، وأسنانه بيضاء كاللبن معبرًا عن قوة كلماته المنيرة، لذا دعاها بيضاء وقارنها باللبن الذي يقوت الجسد والنفس]. ويقول القديس أغسطينوس: [عيناه حمراوتان بالخمر، هاتان هما شعبه الروحي الذي يسكر بكأسه وأسنانه بيضاء أكثر من اللبن الذي هو الكلمات التي يرضعها الأطفال الذين كما يقول الرسول لم يتأهلوا للطعام القوي (١ كو ٣: ٢، ١ بط ٢: ٢)[458]].

ويرى القديس هيبوليتس أيضًا أن العينين تشيران إلى الأنبياء واللبن إلى وصايا المسيح، إذ يقول: [ما هما عينا المسيح إلاَّ الأنبياء الذين تنبأوا بالروح وأعلنوا مقدمًا الآلام التي تحل به، وفرحوا إذ رأوه بقوة خلال البصيرة الروحية منتعشين بكلمته ونعمته...؟ ويشير (اللبن) إلى الوصايا التي تنبع عن فم المسيح القدوس النقية كاللبن[459]].
٥. زبولون:

"زبولون عند ساحل البحر يسكن، وهو عند ساحل السفن وجانبه عند صيدون" [١٣].

سكن سبط زبولون غرب نهر الأردن وغرب بحر الجليل، وقد اشتغلوا بالتجارة ويرجح أنهم استولوا على أماكن مجاورة للبحر المتوسط... ويرى القديس هيبوليتس أن قوله: "زبولون عند ساحل البحر يسكن" يحمل رمزًا لالتحام إسرائيل بالبحر أي بالأمم، فقد عرف البحر كرمز للأمم والنهر كرمز لليهود[460]، هكذا يلتحم الاثنان معًا بكونهما قطيعًا واحدًا. يقول القديس: [إنه عند ساحل السفن أي في مرسى آمن، مشيرًا بذلك إلى المسيح مرساة الرجاء. هنا الإشارة إلى دعوة الأمم، حيث تبلغ نعمة المسيح الأرض كلها والبحر. بقوله: "هو عند ساحل السفن ممتد إلى صيدون" يقدم قولًا نبويًا عن كنيسة الأمم التي ظهرت في الإنجيل: "أرض زبولون وأرض نفتاليم طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم، الشعب الجالس في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا" (مت ٤: ١٥، ١٦). إذن بذكره زبولون محددًا سكناه بحدود البحر إنما يوضح التحام إسرائيل بالأمم ليصير الشعبان قطيعًا واحدًا تحت يد الراعي الأعظم الواحد، الصالح بطبعه، المسيح. لذلك ففي مباركته يقول موسى: "افرح يا زبولون" (تث ١٨: ٣٣)].
٦. يساكر:

"يساكر حمار جسيم رابض بين الحظائر، فرأى المحل إنه حسن والأرض أنها نزهة، فأحنى كتفه للحمل وصار للجزية عبدًا" [١٤-١٥].

شبه يساكر بحمار جسيم أو ضخم وقوي، فقد اشتغل هذا السبط بالفلاحة وكان دأبهم الصبر. وكانت الأرض خصبة فاكتفى السبط بالزراعة ولم يمل إلى الانشغال بالسياسة إلاَّ نادرًا وقد تعرض لدفع الجزية أو الضرائب...

يرى القديس هيبوليتس أن قوله الأرض نزهة (دسمة) تشير إلى جسد الرب الغني بعطاياه، قدمه لنا ميراثًا كأنه أرض الموعد الذي يفيض لبنًا وعسلًا، يقوت الأطفال والناضجين.

قلنا في مقدمة هذا الأصحاح أن يساكر يشبه الحمار يحمل أثقال الآخرين، حانيًا كتفي محبته للمتعبين ومستعبدًا نفسه ليحرر الآخرين.

حينما ذاق شاول الطرسوسي أن الأرض نزهة، وأدرك غنى العطايا الإلهية التي وهُبت له خلال عضويته في جسد المسيح "أحنى كتفه للحمل وصار للجزية عبدًا". لقد قال: "إذ كنت حرًا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين" (١ كو ٩: ١٩). هذه هي الجزية التي دفعها مسلمًا نفسه وهو حر عبدًا ليحرر العبيد ويربحهم أبناء الله. لقد أحنى كتفه للحمل قائلًا: "من يضعف وأنا لا أضعف؟! من يُعثر وأنا لا ألتهب؟!" (٢ كو ١١: ٢٩)، "وأما أنا فبكل سرور أُنفق وأنفق لأجل أنفسكم وإن كنت كلما أحبكم أكثر أُحب أقل، فليكن!" (٢ كو ١٢: ١٥، ١٦).
٧. دان:

"دان يدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل،

يكون دان حيَّة على الطريق، افعوانًا على السبيل، يلسع عقبي الفرس فيسقط راكبه إلى الوراء. لخلاصك انتظرت يا رب!" [١٦-١٨].

لما كانت النبوة تحمل مرارة لذلك بدأها بعتاب معلنًا أن دان "كأحد أسباط إسرائيل" إذ حُسب سبطًا مع أنه أول ابن ليعقوب من جارية (تك ٣٠: ١-٦)، وقد عُرفت ذريته بالدهاء والمكر، شبهه موسى بشبل أسد يثب من باشان (تث ٣٣: ٢٢).

ذكر القديس إيرنياؤس أن ضد المسيح يخرج من سبط دان، وقبل كثير من الآباء هذا الفكر. وقد دلل القديس هيبوليتس على ذلك من قول إرميا النبي: "من دان سمعت حمحمة خيله، عند صوت صهيل جياده ارتجفت كل الأرض فأتوا وأكلوا الأرض وملأها المدينة والساكنين فيها، لأني هأنذا مرسل عليكم حيات أفاعي لا ترقى فتلدغكم يقول الرب" (أر ٨: ١٦)، متطلعًا أن ما وصفه إرميا هنا ينطبق على عصر الارتداد حين يخرج ضد المسيح من سبط دان بجيشه يحارب الكنيسة في كل الأرض ويلدغ المؤمنين بسموم تجاديفه. كما يدلل على قول بكلمات موسى النبي: "دان شبل أسد يثب من باشان" (تث ٣٣: ٢٢). فإن كان السيد المسيح جاء من سبط يهوذا كأسد، فإن ضد المسيح يبذل كل طاقته لخداع البشرية فيخرج من سبط دان كأسد.

*     كما جاء المسيح من سبط يهوذا سيأتي ضد المسيح من سبط دان...

ماذا يعني هنا بالحية إلاَّ ضد المسيح المخادع، الذي أشير إليها في سفر التكوين (٣: ١)، التي خدعت حواء وآدم؟!

*     هذا بالحقيقة يتحقق في سبط دان، إذ يقوم منه طاغية وملكٍ وقاضٍ مرعبٍ هو أبن الشيطان.

القديس هيبوليتس الروماني[461]
٨. جاد:

"جاد يزحمه جيش، ولكنه يزحم مؤخرة" [١٩].

كان نصيب سبط جاد شرق الأردن كطلبه وقد اشترط موسى النبي على بني جاد وبني رأوبين أن يعبروا مع إخوتهم ويحاربوا وعند التقسيم يأخذون شرقي الأردن (عد ٣٢). اختيارهم لشرقي الأردن جعلهم معرضين للقتال، فكانت أرضهم ساحة قتال بين آرام وإسرائيل (٢ مل ١٠: ٣٣)، كما تعرضوا لغزو العمونيين والأموريين لكن بني جاد كانوا يلحقون بهم ويقاتلونهم ويستردون غنائمهم. وكان جبابرة سبط جاد مرافقين لداود في صقلغ، قيل عنهم: "جبابرة البأس رجال جيش للحرب صافوا أتراس ورماح وجوههم كوجوه الأسود وهم كالظبي على الجبال في السرعة... صغيرهم لمئة والكبير لألف" (١ أي ١١٢: ٨-١٤).

إذن فجاء يمثل النفس التي تتعرض لحروب روحية كثيرة لكنها لا تتوقف عن الجهاد في الرب، تسرع كالظبي نحو أورشليم العليا بلا عائق وتقاتل الخطايا والرجاسات بلا خوف!
٩. أشير:

"أشير خبزه سمين وهو يعطى لذات ملوك" [2٠].

تنبأ يعقوب عن أشير بكثرة  الخيرات، كما تنبأ موسى عنه أنه يغمس في الزيت قدمه (تث ٣٣: ٢٤)، وقد تحققت النبوتان إذ تمتع سبط أشير بأرض خصبة غنية بأشجار الزيتون التي يستخرج منها الزيت. كانت غلات أرضه وفيرة فقيل أن خبزه سمين، يصدر منها للأسباط الأخرى، هذا بجانب سكناه بجوار البحر مكنه من استيراد البضائع وبيعها لبقية الأسباط لذا قيل "يعطى لذات ملوك"... ويشير هذا السبط على فيض النعمة في حياة المجاهدين الروحيين.
١٠. نفتالي:

"نفتالي أيلة (أنثى الإيل) مسيبة تعطي أقوالًا حسنة" [2١].

يشبه في محبته للحرية بأنثى الإيل المنطلقة في برية مفتوحة وفي الوادي بلا حواجز تتحرك في خفة وسرعة أينما أرادت. لكن هذه الحرية ليست فرصة للانحلال والشر وإنما التزم السبط بعلاقات طيبة مع بقية الأسباط مقدمًا "أقوالًا حسنة". وفي سفر القضاة ترنمت دبورة قائلة: "زبولون شعب أهان نفسه إلى الموت مع نفتالي على روابي الحقل" (٥: ١٨)، ربنا تشير إلى مدى جهادهم في الحرب. باركهم موسى النبي قبل موته: "يا نفتالي اشبع رضى وامتلئ بركة من الرب واملك الغرب والجنوب" (تث ٣٣: ٢٣)... هكذا صار نفتالي يمثل النفس الرقيقة في تعاملها مع إخوتها تنعم ببركة الرب.
١١. يوسف:

نال يوسف "رجل الأحلام"، الابن البكر لراحيل مدحًا أكثر من كل إخوته، فقد كان أمينًا في علاقته مع الله ومحبًا للجميع كابن أو كأخ أو كعبد أو كأجير أو كسجين أو كقائد في القصر... لذا دعاه أبوه "غصن شجرة مثمرة"، وقد كرر العبارة مرتين إشارة إلى أن الثمرة هي ثمرة الحب، لأن رقم ٢ كما يقول القديس أغسطينوس: [يشير إلى الحب، إذ يجعل الاثنين واحدًا. كان يوسف غصنًا يثمر حبًا سماويًا مرتفعًا إلى فوق لا يعوقه حائط الظروف المحيطة  أو الأحداث]، إذ يقول:

"يوسف غصن شجرة مثمرة، غصن شجرة مثمرة على ماء، أغصان قد ارتفعت فوق حائط،

فمررته ورمته واضطهدته أرباب السهام،

ولكن ثبتت بمتانة قوسه وتشددت سواعد يديه" [ ٢٢-٣٤].

يوسف يمثل النفس البشرية الأمينة للرب التي لا تتوقف عن تقديم الحب الروحي بالرغم من كثرة المقاومات وشدة الحرب الروحية. فالنفس تكون في الرب غصنًا مثمرًا مرتبطة بالأصل كقول السيد: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان، الذي يثبت فيَّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يو ١٥: ٥). إنه الغصن الذي يرتبط بعين ماء الروح القدس فيهبه حياة وثمارًا، ويتكاثر فيصير أشبه ب "أغصان قد ارتفعت فوق حائط" الزمان منطلقة نحو السماء. خلال هذا الثبوت في المسيح والتمتع بعمل الروح القدس تواجه النفس من إبليس وجنوده "أرباب السهام" حربًا مريرة تكشف عن نصرته وتزكيته.

يرى القديس هيبوليتس أن الحديث هنا ينطبق بالأكثر على السيد المسيح الذي حسده إخوته وقام ضده "أرباب السهام" أي "قادة الشعب" بمشورتهم المرة، لكن أقواسهم انكسرت وانهارت سواعد أيديهم معلنًا النصرة على الصليب ضد القوات الشريرة. أما تشبيه السيد المسيح بغصن فقد تكرر كثيرًا خاصة في سفر زكريا (٣: ٨).

لقد عزل أبناء يعقوب أخاهم يوسف عنهم وباعوه كبعد يعيش بعيدًا عنهم في مذلة، فإذا به يره يعقوب "نذير أخوته" [٢٦]، أي المكرس لله عن أخوته... تمتع ببركات علوية وخيرات أرضية فائقة، إذ باركه أبوه هكذا:
 "من يديّ عزيز يعقوب، من هناك من الراعي صخر إسرائيل،

من إله أبيك الذي يعينك ومن القادر على كل شيء الذي يباركك تأتي بركات السماء من فوق وبركات الغمر الرابض تحت، بركات الثديين والرحم، بركات أبيك فاقت على بركات أبويّ.

إلى منية الآكام الدهرية تكون على رأس يوسف وعلى قمة نذير إخوته" [٢٤-٢٦].

يطلب يعقوب لابنه يوسف كل بركة ممكنة، فيسأل عنه الله "عزيز يعقوب" أي إلهه المحبوب لديه، الراعي والصخر المعين له، يطلب من القدير أن يبارك ببركات السماء وخيرات الأرض وكثرة النسل (بركات الثديين والرحم)، لينال أكثر مما نال إسحق من إبراهيم ويعقوب من أبيه إسحق (بركات أبيك "لك" فاقت على بركات أبويّ)، سائلًا أن تكون البركة إلى منية الآكام إلى أقصى حدود التلال العالية التي لا يفنيها الدهر.

هكذا أحب يعقوب ابنه يوسف أكثر من نفسه طالبًا من إلهه أن يهبه أكثر مما ناله هو من بركة والده وأن تعم البركة نفسه (بركات السماء) وجسده (بركات الغمر الرابض تحت) وكل طاقاته ومواهبه (بركات الثديين والرحم) ليكون مباركًا أبديًا ونذيرًا عن إخوته يشفع عنهم.
١٢. بنيامين:

"بنيامين ذئب يفترس، في الصباح يأكل غنيمة وعند المساء يقسم نهبًا" [٢٧].

تشير النبوة هنا إلى شجاعة سبط بنيامين وقوته في الحروب، وقد قيل عن محاربيه: "كل هؤلاء يرمون الحجر بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون" (قض ٢٠: ١٦).
 ويرى القديس هيبوليتس الروماني أن النبوة هنا تشير إلى شاول الملك الذي من سبط بنيامين، فقد كان ذئبًا يفترس داود الملك، كما تشير إلى شاول الطرسوسي الذي انطلق في صباح حياته ليفترس الكنيسة كغنيمة لكنه آمن وصار خاضعًا لها يقدم نفسه طعامًا (حسب الترجمة السبعينية).

قدم لنا القديس چيروم ذات الفكر حين قال: [بولس مضطهد الكنيسة هو الذئب الخارج من بنيامين ليفترس، يحني رأسه أمام حنانيا أحد قطعان المسيح وينال شفاءً لعينيه عندما قبل دواء المعمودية (أع ٩: ١٧، ١٨)[462]]. كما يقول [بولس مضطهد الكنيسة كان في الصباح ذئبًا يفترس وصار في المساء طعامًا يُقدم (حسب الترجمة السبعينية) خاضعًا للحمل حنانيا[463]].
١٣. الوصية الوداعية:

سبق فأوصى يعقوب ابنه يوسف أن يدفنه مع أبيه وأمه وجده وجدته في كنعان في مغارة المكفيلة التي اشتراها إبراهيم من بني حث، وها هو يكرر الوصية لأولاده الاثني عشر... لقد عاش غريبًا كآبائه ينتظر تحقيق وعود الله في نسله... وأخيرًا مات على رجاء، إذ أسلم الروح وانضم إلى قومه.



 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Www-St-Takla-org--b1v-28-jacob-prophesies




نبوءات أبونا يعقوب لأبناءه الاثني عشر (أسباط إسرائيل الإثني عشر) - التكوين 49: 1




 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Www-St-Takla-org--the-tomb-of-abraham-isaac-and-jacob





قبور الآباء: إبراهيم - إسحق - يعقوب، وكذلك قبر سارة و ليئة - كلهم في مغارة المكفيلة



 التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب Www-St-Takla-org--The-cave-of-Machpelah



مغارة المكفيلة (إبراهيم يقف عند مغارة البطاركة) (تكوين 23)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
التكوين 49 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أولاده للقمص تادرس يعقوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  التكوين 48 - تفسير سفر التكوين يعقوب يبارك أفرايم ومنسي للقمص تادرس يعقوب
»  التكوين 27 - تفسير سفر التكوين إسحق يبارك يعقوب للقمص تادرس يعقوب
»  التكوين 29 - تفسير سفر التكوين زواج يعقوب بليئة وراحيل للقمص تادرس يعقوب
»  التكوين 30 - تفسير سفر التكوين صراع في حياة يعقوب للقمص تادرس يعقوب
»  التكوين 47 - تفسير سفر التكوين لقاء يعقوب مع فرعون للقمص تادرس يعقوب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد القديم-
انتقل الى: