87- البابا متاؤس الأول (متى المسكين)(1378 - 1408 م.)المدينة الأصلية له :
بني روح - الأشمونين الاسم قبل البطريركية :
أبونا الراهب القس متى الفاني (الراهب متى المسكين) من أبناء دير :
- دير أبو فانا
- ثم انتقل إلى دير المحرق
تاريخ التقدمة :
أول مسرى 1094 للشهداء - 25 يوليو 1378 للميلاد تاريخ النياحة :
5 طوبه 1125 للشهداء - 31 ديسمبر 1408 للميلاد (1409؟) مدة الإقامة على الكرسي :
30 سنة و5 أشهر و6 أيام مدة خلو الكرسي :
3 أشهر و20 يومًا محل إقامة البطريرك :
حارة زويلة محل الدفن :
الأنبا رويس بالخندق الملوك المعاصرون :علي شعبان المنصور - جاجى بن شعبان الصالح - السلطان برقوق - فرج بن برقوق الناصر - عبد العزيز بن المنصور← اللغة القبطية: Papa Mat;eou =a.
- كان راهبًا بدير المحرق ويدعى الراهب متى وأُختير للبطريركية سنة 1378 م. ولُقب بالمسكين.
- كان أول بطريرك في حكم المماليك الشراكسة وقد عانى الأقباط اضطهادًا مريرًا في أول رياسته إذ هجمت بعض طوائف الأفرنج على مدينة الإسكندرية فنهبوا أموالها وسبوا حريمها فكان لهذا الحدث أثرًا في اضطهاد المماليك للأقباط.
- نظرًا لامتلائه بالروح القدس والحكمة كان الحكام يرسلون له القضايا الصعبة حتى يحكم فيها.
- كان البابا متاؤس ذا علاقة بالسلطان برقوق حتى أنه أشار إلى البابا أن يكتب رسالة إلى ملك الحبشة لتجديد عهد السلام معهم.
- حاول الأمير جمال الدين أن يجد سببًا يقتل عليه البابا، فأرسل رسلًا خفية إلى أرض الحجاز واليمن ليقدموا شكاوى يدعون فيها أن البابا متاؤس يحث ملك الحبشة على تخريب مكة وما فيها. ولما علم البابا بالروح بأمر الشكاوى استعان كعادته بشفاعة السيدة العذراء كي تأخذ نفسه بغير سفك دم حتى لا ينال شعبه شدة ولا صعوبة... ولذلك عندما حضر رسل الملك يوم الأحد 31 ديسمبر سنة 1408 م. إلى دار البطريركية كان البابا قد سلم روحه الطاهرة، ودفن في دير الخندق (الأنبا رويس).
صلاته تكون معنا آمين. مصدر آخرعندما كان سنه 14 عامًا ترك بيت أبيه ومضى إلى ديارات الصعيد وعمل به راعيًا للغنم.
وهناك قصة رائعة في حياة الطهارة عنه عندما كان في مرحلة الشباب. فقد أعجبت به امرأة وحاولت إغراؤه، وقالت له أن حواجبك تعجبني! فما كان منه لشدة ورعه ونسكه إلا أن انفرد على ناحية وحده وقشط حاجبيه وأخذهما وجاء بهما لتلك المرأة قائلًا لها: "خذي يا امرأة شعر الحاجبين الذين اشتهيتيهما"!وبعد ذلك ذهب للدير، وبعدها رسم قسًا وكان عمره وقتئذ 18 سنة. وبعد بعض المشاكل التي حدثت بسببه خاف أن يصبح عثرة لآخرين فهرب إلى جبال القديس أنطونيوس بالبرية. ثم بعدها ذهب إلى أورشليم. وكان في تلك الفترة لا يتكلم في اليوم سوى سبع كلمات وأما يوم الجمعة فلا يتكلم فيه بالكلية! ولما اشتهرت كرامته في أورشليم عاد إلى دير انطونيوس العظيم. ثم حدث أن هجمت طوائف من الإفرنج على مدينة الإسكندرية، فقام الأمير يلبغا الحاكم بالانتقام من هؤلاء في شخص النصارى الأقباط، فقبضوا على القس متى الذي كان رئيسًا في تلك الأيام، وقام بتعذيبه، وبعد ذلك عذب الشيخ مرقس الأنطواني، ثم ذهب بهم إلى مصر. وفي الطريق ضيق عليهم الأمير بالجوع والعطش والمشي حفاة في البرية. وكان الشيخ كلما سأل الأمير أن يسقيهم ماء لا يفعل بل بالكاد دفع لهذا الشيخ قليلًا من الماء دون رفقائه، فامتنع الشيخ مرقص عن ذلك ولم يقبل منه الماء حيث لم يشأ أن يشرب الماء وحده دون رفقائه. وطرح الماء أمام الأمير وانتهره قائلًا: "هوذا الرب إلهنا يسقينا من عنده لأنه أكثر رحمة منك". ثم رفع عينيه بحدة نحو السماء فاستجاب الرب لندائه وأسقط لهم مطرًا غزيرًا في الحال حتى تعطل سير الحملة.. وكان ذلك في زمن الصيف. ثم تم إطلاق سراحهم في أطفيح وعادوا إلى دياراتهم.
ثم بعد رسامته بطريركًا زاد في نسكه وصلواته، وكان عظيم العطاء للجميع وكثير التواضع.. وقد أنعم الرب عليه بمواهب الشفاء..
وقبل وفاته دعا تلاميذه وأعلمهم بقرب ساعة انتقاله، وأوصاهم أن لا يكشفوا وجهه وقت التجنيز كعادة البطاركة، ولا يُمَكِّنوا أحدًا أن يُقَبِّل قدميه الميتة، بل يتركوه ملفوفًا في أكفانه الصوف، ولا يخرجوه عن سيرة الرهبان قط. وقد ظهرت عجائب كثيرة بعد دفنه...
*********************************************
مصدر آخرنشأته
كان هذا البابا القديس الطاهر من بلدة صغيرة تسمى بنى روح التابعة لولاية الأشمونين قديمًا -مركز ملوي حاليًا في صعيد مصر- وتربى في مكتب البلدة حيث حفظ المزامير والمردات وتعلّم القراءة والكتابة - وقد عهد إليه والده منذ طفولته بالقيام بمهام رعي الغنم في بيته وإن الله المظهر عجائبه في قديسيه أظهر في هذا الطفل منذ حداثته أعمالًا عجيبة في الرعاية، فعندما كان يقف ليلعب مع الأطفال كان يضع يده على رأس كل واحد من الأطفال ويقول "أكسيوس أكسيوس أكسيوس" ثلاث مرات وكان يرسم جماعة منهم قسوس وآخرين شمامسة حتى كانت والدته المباركة تعجب لذلك وتشير إلى الجمع قائلة: إن ابني هذا لابد أن يصير بطريركًا: متنبئة بذلك بإلهام إلهي. وصار يمارس هذه الأعمال في صغر سنه إلى أن بلغ عمره أربع عشرة سنة حينئذ ترك بيت أبيه ومضى إلى أحد أديرة الصعيد [دير أبي فانا في سنة 1350 م وبقى فيه حتى 1354 م - من دراسة قيمة للأستاذ نبيه كامل داود، عن دير أبي فانا بابيارشية ملوي وانصنا والأشمونين] وعمل راعي غنم كعادته وكان لا يلبس على جسده ثوبًا بل كان يكتفي بعباءة وحبل على حقوية وكان -مع تحقيره لنفسه في ملبسه وإنكار ذاته بهذه الصورة- ذا شجاعة نادرة وقوة شديدة حتى إنه من عظم شجاعته كان الرعاة الذين يكبرونه سنًا إذا رصدتهم الضباع في الليل للسطو على أغنامهم ولا يقدرون على مقاومتها يمتحنوا هذا الأب في شجاعته فيبعثونه إلى تلك الضياع، فكان إذا دنا منها وصرخ فيها تفر منه وتجري هاربة فكان الرعاة يندهشون من عظم شجاعته وسرعة إقدامه.
رسامته قسًا وهروبه إلى جبل القديس أنطونيوس بالبرية:
رُسم قسًا وهو ابن ثماني عشرة سنة. فلما ذاع خبر الرسامة ووصل إلى مسامع أبيه الروحي القمص أبرآم الفاني (من دير أبي فانا) قام في الحال وقابل الأسقف معترضًا على تصرفه قائلًا: كيف جسرت يا أبانا وكرست صبيًا شابًا راعيًا للغنم قسًا وهو ابن ثماني عشرة سنة؟ فأقنعه الأسقف بأن الشاب يستحق أن يكون بطريركًا لما كان يعلمه عن أحوال هذا القس الذي كان في مدة أقامته عند الأسقف يصوم في زمن الصيف يومين يومين وفي زمن الشتاء ثلاثة ثلاثة.
ولما نظر القس متى ما وقع من النزاع بسببه مضى إلى جبل القديس أنطونيوس (حوالي سنة 1254 م.) واختفى في الدير ولم يُظْهِر لأحد أنه كاهن. وكان في خدمته في الكنيسة يعمل كشماس بسيط حيث لم يشأ أن يعلم أحدًا أنه قسيس كاهن ولكن إرادة الله هي فوق كل إرادة إذ حدثت معجزة بسبب تنكره هذا ففي أثناء الخدمة في البيعة خرجت يد من الهيكل وأعطته البخور ثلاث دُفعات عند قراءة الإنجيل ثم غابت عنه فلما نظرها بعض شيوخ الرهبان القديسين ومنهم الأب القديس مرقس الأنطوني وتحققوا قالوا إنه لابد أن يصير هذا بطريركا فلما سمع هذا الكلام منهم حزن جدًا وقام وخرج من الدير وذهب إلى مدينة أورشليم وسرعان ما اشتهرت قداسته فرجع مرة أخرى إلى دير الأنبا أنطونيوس.
وكانت قد صدرت أوامر الوالي بمصر بمعاقبة الرهبان بالأديرة فلما جاء الجنود قبضوا على الأب متى وضربوا الأب مرقس الأنطوني عوضًا عنه، ثم أراد القائد أن يأخذهم إلى مصر وفي الطريق اشتد بهم العطش ورفض القائد إعطاءهم ماءً فصلى الطوباوي مرقس ورفع وجهه إلى السماء، فانفتحت وهطلت الأمطار ، وامتلأت الأودية، وشربوا جميعهم، ومن كثرة الأمطار أصبح السير مستحيلًا فنزلوا يستريحون فإذا برسول من عند الوالي يوافيهم بخبر خلاصهم وعودتهم إلى الدير فتعجب القائد وندم على عقابهم ولم يمكث الأب متى بالدير إلا قليلًا ثم أخذ أذنًا من الأب الطوباوي مرقس الأنطوني ومضى إلى دير المحرق حوالي سنة 1366 م. وكان له فيه أعمال مباركة، كانت سبب خير للدير إلى إن اختير بطريركًا سنة 1378 م.
ترشيح القس متى للبطريركية:
انتقل البابا غبريال الرابع البطريرك (86) في 28 أبريل سنة 1378 م الموافق 3 بشنس سنة 1094 ش وأصبح الكرسي بعده خاليًا نحو ثلاثة أشهر فقام جماعة من الشعب يبحثون عمن يصلح للبطريركية من الرهبان لترشيحه إلى أن استقر رأيهم على سؤال القس متى أن يصير بطريركًا عليهم فرفض واختفى عن الأعين ونزل في مركب للإبحار إلى الجهات القبلية إلا أن الطبيعة عاكسته بإرادة الله وأثناء البحث عنه أتى طفل بإلهام إلهي وكان صغير السن فدلهم عليه قائلًا: إنه مختبئ في باطن المركب. فأسرع الشعب إليه وأخرجوه. ولم علم أنه لا خلاص من أيديهم حينئذ سألهم بإلحاح أن يشاور آباءه الشيوخ في جبل القديس أنطونيوس الذين أشاروا عليه ألاَّ يهرب مما رسم الرب له، بل يستعد ويقبل الخدمة كبطريرك.
رسامة القس متى بطريركًا باسم متاؤس الأول
وبعد ذلك أمسك به الشعب وأعضاء المجمع المقدس ليرسموه بطريركًا في اليوم الأول من شهر مسرى سنة 1094 ش الموافق 25 يوليه سنة 1378م في مدينة الاسكندرية مقر كرسيه باسم البابا متاؤس الكبير البطريرك (87) وكمَّلوا جلوسه بطريركًا في اليوم السادس عشر من شهر مسرى لمحبته في ذلك اليوم الذي هو يوم تذكار سيدتنا العذراء والتي كان يحبها ويحتمي بها ويلجأ إليها في كل حين.
فضائله:
كان البابا متاؤس فضلًا عما اتصف به من فائق الرحمة في إعانة المساكين والرهبان والراهبات، لا يتعاظم قط ولا يتكبر، لأنه حاز مع الرحمة فضيلة الاتضاع. وكان إذا دعته الضرورة يعمل مع الفعلة والعمال معاجن الطين وينزح مراحيض البيعة -التي كان هو فيها مع العلمانيين- وكان يحمل القلال من (التراسين) وكان يقوم أيضًا ليلًا ويتبع سير الحمير التي كانت تحمل الغلال وكان مع هذا كله لم ينحط قدره ولم تذهب عنه هيبته بل ازداد مجدًا ووقارًا في أعين الناس. ووّجه اهتمامه منذ أن اعتلى الكرسي إلى الصلاة بدون فتور، فصار عندما يسمع دقات الجرس الذي ركَّبه ينهض للصلاة في أوقاتها مع استمرار في ممارسة فضيلة الصوم.
معجزاته:
بالإضافة إلى المواهب التي أعطاها له الله من إخراج الشياطين وشفاء الأمراض المستعصية فقد منحه الله موهبة إقامة الموتى ومما يذكر أن إنسانًا كان يعمل فاعلًا في عمارة قديمة في بيعة السيدة العذراء بحارة زويله فسقط هذا الفاعل أثناء العمل من فوق السقالة على الأرض وكان حاملًا حجرًا ثقيلًا فلما وقع نزل على جسده ذلك الحجر وطبق أضلاعه فمات، وقصد رفقاؤه أن يتركوه مكانه ويهربوا، فلما سمع البابا بهذا الحادث -حيث كان يقيم وقتئذ في هذه البيعة- لم يمكَّن رفقاء الفاعل من الهرب، وقام عليهم قائلًا: اسكتوا ولا تقولوا إن الفاعل قد مات لأنه لم يمت وأنا أضمن لكم من مراحم السيد المسيح أنه حي فحمله أربعة ووضعوه كأمر البابا أمام صورة السيدة العذراء مريم صاحبة البيعة ثم غطاه بوزرته نحو ثلاث ساعات من النهار إلى التاسعة، وطلب قليلًا من الماء الساخن وصلى عليه وغسل به أعضاء العامل فكان كلما غسل عضوًا من أعضاء هذا العامل يتحرك لساعته إلى أن قام حيًا بشفاعة صاحبة الشفاعات والدة الإله فلما نظر رفقاء العامل والحاضرون ما حدث مجدوا الله. وكان إذا وضع وزرته على أحد المرضى ويذهب ليسأل السيدة العذراء له ويعود ويكشف عنه الوزرة يجده قد شفى من مرضه تمامًا. وهكذا كان يصنع الرب على يد البابا القديس، المعجزات والعجائب كقوله: "أكرزوا قائلين إنه قد اقترب ملكوت السموات. اشفوا مرضى أقيموا موتى اخرجوا شياطين. مجانًا أخذتم مجانًا أعطو" (مت 10: 7-9).
نياحته:
تنيح البابا متاؤس الأول نياحة القديسين الأبرار، وقبل وفاته دعا تلاميذه وأولاده الروحيين وأبناءه المختارين وأعلمهم بقرب ساعة انتقاله ثم أرسلهم في تلك الساعة وأحضروا له جميع ما يحتاج إليه لتكفينه ثم أوصاهم أن يتركوه ملفوفًا في أكفانه الصوف ولا يخرجوه عن تقليد الرهبان قط فيدفنوه كراهب بسيط متواضع القلب، وأكد عليهم أن لا يدفنوه إلا بين أولاده الراقدين داخل الخندق (كنيسة الأنبا رويس الأثرية حاليًا) ثم بعدما أوصاهم بهذا باركهم وودعهم ثم أمرهم أن يغطوه بوزرته ويتركوه وحده. وهكذا في الساعة التي غطوه فيها أسلم الروح في الهجعة الأولى من ليلة الاثنين الخامس من شهر طوبة سنة 1125 ش الموافق 31 ديسمبر سنة 1408 م وكان عمره يومئذ حوالي سبعين سنة قضى منها ثلاثين سنه وخمس شهور على الكرسي المرقسي.
وكان الاحتفال بجنازته عظيمًا حيث حضره جمع غفير من كل الطوائف. وبعدما دفنوه أظهر الله منه للمؤمنين آيات وعجائب كثيرة كانت بعد انتقاله أكثر مما كانت في حياته بركة صلاته تكون مع جميعنا آمين.
********************************
بطاركة أقباط بنفس الاسم:البابا متاؤس الأول | البابا متاؤس الثاني | البابا متاؤس الثالث | البابا متاؤس الرابع***********************[b]قداسة البابا متاؤس الأول البابا السابع والثمانون[/b]
في القرن الرابع عشر لم تكن الكنيسة تخرج من محنة إلا لتجوز أخرى، وكأنّ أبواب الجحيم قد فتحها الشيطان ونسي عدو الخير الوعد الإلهي الصادق "أبواب الجحيم لن تقوى عليها".نشأته:في نهاية القرن الرابع عشر ترأس الكنيسة عملاق ممن بلغوا الذروة في الكمال والقداسة، إذ شابَه القديس أثناسيوس بولعه بممارسة الشعائر الدينية في صغره. وشابه الأنبا شنودة رئيس المتوحدين في أنه كان يرعى الغنم ويوزع طعامه على الرعاة لينصرف للصلاة وكانت الوحوش ترهبه عند رؤياه أو حتى تسمع صوته بل وكان بعضها يستأنس به في البرية. وشابه الأنبا أنطونيوس في ظهور الشياطين له دون أن يرهبها، ومتقشفًا مثل الأنبا بولا أول السواح. كان أشبه بملاكٍ يلبس صورة إنسان، عاش بين الناس أكثر من نصف قرن وكان كما من ظهورات الملائكة.رهبنته:ترهب البابا متاؤس الأول -الشهير بالمسكين- في دير بالصعيد وهو في الرابعة عشر من عمره وظل راعيًا للغنم يصوم معظم الوقت ولا يأكل سوى أقل القليل في الصيف والشتاء، وقد كان أسقف المنطقة يرقبه دون أن يعرف، ولما بلغ الثامنة عشر كرسه قسًا راهبًا. وهو غير القديس متاؤوس (متى) المسكين الذي من دير "الفاخورى" بأصفون المطاعنة شمال غرب مدينة إسنا بصعيد مصر، المشهور بصداقته للوحوش.هروبه إلى دير الأنبا أنطونيوس:هرب من الكرامة إلى دير أنبا أنطونيوس دون أن يعلن أنه كان كاهنًا وخدم كشماس ولكن الله كشفه أمام إخوته. تارة إذ كان يقرأ الإنجيل المقدس خرجت يد من الهيكل وقدمت له البخور ثلاث مرات واختفت، ففهم الأخوة مكانته الكهنوتية ومستقبل أيامه.هروبه إلى بيت المقدس ثم عودته إلى الدير:هرب مرة ثالثة إلى القدس وانشغل بتشييد المباني نهارًا والعبادة ليلًا. ولما ذاعت فضائله عاد إلى أحضان أب الرهبان ثانية ووصل إلى رئاسة الدير، وأثناء تضييق الخناق على الأقباط كان من نصيبه ومن نصيب الشيخ مرقس الأنطوني القبض عليهما والنقل إلى القاهرة وسط الإهانات والضرب. ولما لم يسمح لهما الحراس بالماء أسعفتهما السماء بمطرٍ غزيرٍ وسط الصيف! وحالما وصلا إلى مقر سجنهما صدر الأمر بإطلاق سراحهما فعاد القديسان إلى الدير، وانتقل أبونا المسكين إلى دير المحرق ليعمل أعمال القديسين من غسل وطهي وكنس وخدمة المرضى والشيوخ والزوار.إنقاذ ضبعة صغيرة:حدث في إحدى المرات أن كان أبونا المسكين في خلوته في الصحراء وإذا بضبعه تقترب منه وتقوده إلى حيث لا يدرى وإذا بها تصل به إلى مغارة فيدخلها معها وينظر فإذا بالضبعة الصغيرة ابنة الكبيرة ساقطة في بئر جاف فينزل وينقذها وسط مظاهر فرح الضبعة الأم. سيامته بطريركًا:كان الأراخنة والأساقفة يتباحثون في من يعتلى السدة المرقسية، وحالما سمع أن اسمه ذُكِر هرب واختفي في قاع مركب فأنطق الله طفلًا يرشد الباحثين عنه. ولما قبضوا عليه قطع لسانه لكي يظهر ناقصًا ولكن الكرامة الإلهية أكملت ضعفه في الحال وعاد لسانه سليمًا فلم يجد مفرًا من القبول بعد استشارة شيوخ الدير، وهكذا انتقل من رعاية الغنم إلى رعاية القطيع البشري في مراعي ملكوت السموات وسط الضيق، وتمت مراسم السيامة في المرقسية بالإسكندرية في 25 يوليو سنة 1378 م. تواضعه:لم تغيره رتبة البطريركية عن تواضعه ونسكه وسهره وصلواته وخدماته للكل خصوصًا الرهبان والراهبات إذ كان حنانه قويًا عليهم كأبٍ. وقد وضع جرسًا في منارة القلاية البطريركية بحارة زويلة لينبه به المؤمنين إلى الصلاة ولا يزال هذا الطقس موجودًا إلى الآن في الأديرة خصوصًا في تسبحة نصف الليل.مع محبته لشعبه وتواضعه كان يعاون العمال في أدنى الأعمال، لكنه كان مهوبًا للغاية. حين يقف أمام الهيكل يسطع وجهه بنورٍ سماويٍ وتلمع عيناه جدًا، متطلعًا إلى السيد المسيح الذي كثيرًا ما كان يظهر له.ليس غريبًا أن نجد أن المخازن تمتلئ وسط الضيقة والمجاعة وتتحول البطريركية إلى مصدر لإطعام الجميع في مصر دون تفريق، والعجيب أن الذي "أكل خبزي رفع عليَّ عقبه" فكان الذي يشبعون من خير القبط يتحولون ليخربوا الكنائس.امتاز هذا البطريرك بالشفافية العجيبة ورؤية الأحداث قبل وقوعها. فقد حذر الرهبان من المجاعة كما حذر كثيرين من سوء أفعالهم. وسقط شماس ميتًا عندما كذب وأخفي وثيقة ملكية حديقة ليتامى.كان صاحب المشورة الصالحة للحكام ولكل من يلجأ إليه. وقد حدث ذات مرة أن أحد البنائين في كنيسة حارة زويلة وقع من أعلى الكنيسة ووقع عليه الحجر الذي يحمله فمات، ولما علم البابا رفعه إلى حيث أيقونة القديسة العذراء مريم شفيعته وصلى ورش عليه الماء فكان كل جزء ينزل عليه الماء يتحرك وقام الميت.حاول الرعاع كالعادة - رغم تدخل الوالي - أن يحرقوا كنيسة العذراء المعروفة بالمعلقة وكان البابا بالدير، ورموا جمرة متقدة وعندما همَّ الرهبان بإطفائها ساعدتهم السماء إذ أمطرت بغزارة. وحاول المعاندون مرة أخرى حرق دير شهران فسارع البابا إلى الدير وواجههم بذاته وحده صارخًا: "من منكم له سلطان فليقتلني أولًا" فهرب الجميع. اهتمامه بأولاده:كان ساهرًا على رعيته، يزورهم ويقضى حاجات المعوزين منهم ويوصى رجال الحكم علي أولاده فنالوا بفضله إكرامًا وتكريمًا، ومن كان منهم في ضيقة أمام رئيسه كانت تتحول إلى نعمة بفضل صلواته. إذ أنكر أحد الرهبان الإيمان وكان عنيفًا يفتري على الرهبان لدى الحكام سأله البعض أن يدعو عليه، أما هو فقال لهم أنه يدعو له ليرده الله إلى الإيمان ويمنحه إكليل الاستشهاد، وقد تحقق له ذلك.وهبه الله أيضًا نعمة إخراج الشياطين لأن من كان طعامه الصلاة والصوم قوته ترهبه الشياطين. علاقته بالسلطان برقوق:كان الشعب يأتي إليه للاستشارة في كل أمورهم الخاصة من أجل حكمته السماوية، حتى السلطان برقوق لم يقبل السلطنة إلا بعد استشاراته، الذي بدوره طلب صلوات الأب مرقس الأنطوني.لما خلع المملوكان الأميران منضاش ويلبغا السلطان برقوق ونفوه إلى سوريا
حاولوا أن يعيثوا فسادًا في مصر عامة ومع الأقباط خاصة ولم يسلم من أيديهم.
قام الأول بتعذيب البابا الذي احتمل بشجاعة أخجلت الأمير. أما الثاني فكان عنيفًا في اضطهاده فتحدث معه البابا بشجاعة. فقام بحبسه وأمر بضرب عنقه بالسيف. وإذ قدم البابا رقبته قائلًا: "اضرب سريعًا" ذهل الأمير وأطلقه. وقد سُجن يُلبغا ومات سجينًا بالإسكندرية.لم تنقض فترة وانقلب المتآمرون على أنفسهم وعاد برقوق إلى مصر وسط تهليل الجميع وعلى رأسهم البابا القبطي وكهنته.وعندما أراد السلطان برقوق توطيد العلاقة مع أثيوبيا لم يجد سوى البابا القبطي وسيلة لإحلال السلام، فلم يكتب البابا إلى الملك الذي كان على العرش، وكان يدعى "ويدم أصغر" وكان شريرًا، بل كتب لأخيه داود، وعندما تحير حاملو الرسالة نصحهم بعدم التسرع بالحكم عليه، فلما وصلوا إلى أثيوبيا وجدوا أن الملك المغتصب كان قد عُزِل وحل محله من كتب إليه البابا الخطاب. ففرح بالرسالة وسألهم: "أين هديتا البابا: الصليب والمنديل؟" وإذ تعجبوا كيف عرف ذلك قال لهم أنه رأي البابا داخلًا عليه وقد أعطاه صليبًا ومنديلًا هدية، وقد كانت رسالة البابا إليه بالحقيقة كما رأى في رؤياه.مات برقوق وتولى ابنه الناصر فرج فسلك مسلك أبيه، لكن الأمير سودون اغتصب منه الحكم، وكان عاتيًا، وقد تآمر من رفاق الشر على القضاء على الأقباط. فاعتكف البابا في كنيسة الشهيد أبى سيفين لمدة سبعة أيام بأصوامٍ وصلواتٍ حتى ظهرت له القديسة مريم وطمأنته، فخرج وجهه يسطع كملاكٍ، وإذ طلبه سودون صارحه بكل ما كان ينوي عليه ضد الأقباط ثم أطلقه.تكرر الضغط على القبط فوجَّه إلى الأمير العاتي الملاك ميخائيل فأرداه قتيلًا. وعندما حاول أمير المماليك جمال الدين الفتك بالبابا شخصيًا وأرسل في طلبه صرف البابا الرسل مكرمين طالبًا أن يمهلوه إلى اليوم التالي، وعندما عادوا إليه في اليوم التالي كان قد لبى نداء السماء وفاضت روحه الطاهرة. لكن الله سمح بغضب السلطان عبد العزيز بن برقوق على الأمير فأخذ ماله وأمر الجنود بضربه حتى مات.حسب وصية البطريرك، الذي كان قد أعلن لتلاميذه موعد انتقاله دفن في دير الخندق (الأنبا رويس حاليًا)، وكانت نياحته في 31 ديسمبر من سنة 1408 م.من العجيب أنه في ليلة وفاة البابا سُمِع من رفات القديسين في دير الأنبا مقار صوت قائل "قوموا افتحوا الباب لأن متاؤس قد حضر"، ولما عرف الرهبان الخبر علموا بالروح أنه انتقل إلى الأمجاد. هذا وقد رؤي البابا يبخر بين الموتى بعد رقاده، وكأنه يجول مفتقدًا أولاده بعد رقاده، وبالحقيقة فان خدام الله يخدمونه في كل وقت حتى وبعد انتقالهم، فإنهم أرواح خادمة. A marble tombstone on the tomb of the Holy Coptic Patriarchs: HH Pope Metawos I (87) (1094-1125 m.) - HH Pope John XI (89) (1143-1168 m.) - HH Pope Methawos II (90) (1169-1182 m.) - HH Pope Gabriel VI (91) (1182-1191 m.) - Inscribed also: This Church was renewed at the time of HH Pope Yousab II (115) on 1665 m./1949, by Nahdet El-Kanaes Al-Markazeya Association (Progress of Churches Central Assoc.) in Egypt - from St. Reweiss Church, Abbassia, Cairo, Egypt - October 2011 -
لوحة رخامية في مقبرة الآباء البطاركة الأقباط: البابا متاؤس الأول 87 (1094-1125ش.) - البابا يؤانس الحادي عشر 89 (1143-1168 ش.) - البابا متاؤس الثاني 90 (1169-1182 ش) - البابا غبريال السادس 91 (1182-1191 ش.) - ومكتوب أيضًا: تجددت هذه البيعة المقدسة في عهد البابا يوساب الثاني البطريرك 115 سنة 1665 ش. - 1949 م. بمعرفة جمعية نهضة الكنائس المركزية بمصر - من صور كنيسة الأنبا رويس، بالكاتدرائية بالعباسية، القاهرة، مصر - أكتوبر 2011 -