مراسم زواج على يد إنسان آلى

مراسم زواج على يد إنسان آلى

إلى أين ستقودك الحضارة والرفاهية وتكنولوجيا العصر أيها الإنسان!

خبر اليوم يأتينا من طوكيو عاصمة اليابان وعاصمة التكنولوجيا والتقدم في العالم.
يقول الخبر:
"على الرغم من وسامة العريس وأناقة العروس بملابسها البيضاء‏،‏ تركزت كل الأعين في هذا الزفاف الياباني على القس الذي تولى إتمام المراسم‏.

فهو إنسان آلي (روبوت) طوله أربعة أقدام، له عينان ملونتان براقتان اسمه "آي ـ فيري" ويستخدم عادة هذا النوع من الروبوتات في المتاحف والمعارض لتوجيه الزائرين‏. لكنه بعد تزويده ببرنامج جديد وتغيير شكل رأسه على شكل زهرة‏،‏ تمكن (الروبوت) من إتمام مراسم زواج "ساتو كو إينو" و"تو موهيرو شيباتا".‏
ويعد حفل الزفاف هذا هو الأول من نوعه‏، حيث قام الروبوت بدور القسيس وعقد رباط الزواج بين الاثنين اللذين التقيا أيضاً بسببه‏!‏ فالعروس تعمل في الشركة المنتجة لـ "آي ـ فيري‏"،‏ أما العريس فكان أحد زبائن الشركة‏!‏ وبعد أن نطقت العروس بموافقتها التقليدية‏،‏ قالت إنها تريد أن تستخدم مناسبة عرسها لتعرف الناس كيفية إدخال الروبوتات في حياتهم اليومية بسهولة ويسر‏..."

كان هذا هو نص الخبر الذي بثته وكالات الأنباء في زهو وخيلاء، وبعد،
يعتبر الزواج من أهم وأقدس الروابط التي يمكن أن يرتبط بها اثنان من البشر على مر العصور والأزمان، وهو الرابطة التي صنعها الله بنفسه منذ القديم يوم أن أوجد الله آدم وحواء معا وباركهما وربطهما معاً بهذا الرباط المقدس. ومع أن عهود الزواج جرى العرف أن تؤخذ على العريسين معاً على مسمع ومرأى من شهود وجمهور كثير من الحاضرين، إلا أنه من المعروف أن تلك التعهدات والالتزامات التي يقر بها العريسان ويرددانها أمام القس والجمع الحاضر، يعتبر الله ـ من دون أدنى شك ـ طرفاً أصيلاً فيها وشريكاً لا يمكن تجنبه أو إبعاده. بل إن الحقيقة هي أن وجود الله في هذا المحفل والعهود والالتزامات إنما هو الأمر الأكثر أهمية وضرورة وسط كل هذه المراسم والإجراءات، لأنه سريعاً جداً بعد حفل الزفاف ما سينفض الحفل ويذهب كل ذي شأن إلى شأنه، ويبقى الله هو الطرف الأصيل والمصاحب لهذا البيت الجديد منذ لحظة ولادته وحتى آخر الأيام. هكذا ينبغي أن تسير الأمور وأي اختيار آخر إنما سيعرض هذا الكيان الوليد لأخطار لا يعلم إلا الله مداها.

وأنا أنتهز هذه الفرصة لأوجه كلمتي إلى بيوت المسيحيين والمؤمنين لأذكرهم أن الله لو خرج من البيت لدخل الخصام والشجار والعناد والشر على اختلاف أنواعه وأشكاله، وأوجه كلمتي للشباب المقبل على الزواج وأقول لهم إن أهم شيء لابد ألا تنسونه وسط احتياجاتكم ومشغولياتكم بشأن البيت الجديد وما تهتمون به من شقة وأثاث وخلافه إنما هو التقوى، وإن أهم شخص لابد أن تسعوا لنيل رضاه والترحيب به دوماً إنما هو شخص المسيح يسوع الذي لابد لا أن يحل ضيفاً دائماً على بيوتكم، بل أن يكون صاحب البيت ورباً وسيداً له على الدوام، فمعه وبوجوده فقط ستكون بركتكم وستأمنون من مخاطر الطريق. وهذا بالطبع لن يتأتى إلا لو كان طرفا الزواج مؤمنين ويحبان الله من كل قلبيهما ويسعيان لنيل رضاه مهما كلفهما الأمر، وهذا هو الشرط الأخطر الذي لا يمكن التنازل عنه تحت أي ظرف من الظروف.

إن ما نراه من حولنا في هذه الأيام في بيوت المسيحيين الذين يدعون الإيمان الحقيقي، يكاد بكل أسف يشابه ما نراه في بيوت عامة الناس من غياب كامل للتقوى والبر والمذبح العائلي. لقد قال أحدهم يوماً: "إن البيت المسيحي لا يمكنك أن تجد فيه إلا أمراً واحداً من اثنين، إما مذبحاً عائلياً أو مذبحة عائلية!" فأي الاختيارين تراك تختار؟

أيها الأزواج والزوجات، تذكروا ما عاهدتم الله عليه في يوم من الأيام، من جهة التقوى والوقار ومن جهة علاقتكم ببعضكم البعض والأولاد. واعلموا جيداً أن الله لا ينسى ما ننساه نحن، وهو يتوقع منا أن نوفي بعهودنا أمامه لمصلحتنا وكي ما يعود يشرق علينا برحمته ويباركنا. أين اختفت ترنيماتنا، ولماذا علقنا أعوادنا على الصفصاف وتوقفنا عن الترنم للرب؟! أرجوكم دعونا جميعاً نتوب عما اقترفناه من ذنوب وما كسرناه من وصايا، ولنعد لعهودنا وتعهداتنا من جديد، راجعين لإلهنا في رغبة وتوجه أكيد، مصممين أن نحيا له بعزم وطيد وحب وإخلاص شديد