العطاء

العطاء:
أخذت خدمة العطاء في الكتاب المقدس مكاناً مهماً في العهدين القديم والجديد، قال الرب يسوع «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» أع20: 35 إلا أن منطق العالم يخالف هذا المبدأ، ونحن ايضاً أحياناً نحتفل بمن حصل على ترقية أو منصب أو نجاح حتى لو كان على حساب الآخرين.
نسمع في الكنيسة جملة نخدم الرب بتقديم عطايانا، فهل الله محتاج إلى تقدماتنا؟ بالطبع لا «للرب الأرض وملؤها» مز24: 1 وهل يطلب الله مبادلة عطاياه لنا؟
لقد سبقنا يعقوب فقال: «صغيرُ أنا عن جميع ألطافك وعن الأمانة التي صنعتها » تك32: 10
ويذكرالعهد القديم تقديمات وعشوراً محددة... ثم جاء العهد الجديد وذهب إلى أبعد من ذلك ألا وهو الوكالة المسيحية، أي أننا وكلاء على كل مابين أيدينا لأن المالك الحقيقي هو الله.
من المعروف أنه ليس من حق الوكيل أن يأخذ إلا مايسدد احتياجه اليومي. أما الباقي فهو رهن طلب المالك. لكننا نرى في هذه الأيام أن الأنانية قد تسربت إلى أعضاء الجسد الواحد، مع أن الكتاب المقدس يُعلّمنا أن يطلب كل واحد لا فقط ما لنفسه بل ما هو للآخرين أيضاً.
تذكرت خادماً للرب في أحد كنائس القاهرة قال لشعبه في صباح يوم الأحد: إن حساب الكنيسة في البنك صفراً، لكن إياكم أن ترفضوا أي طلب أو أي إحتياج خارج كنيستكم، لأن الوصية واضحة «اعطوا.. تعطوا» وكان لهذا الكلام تأثير طيب على الجميع.
كم أحسست بالخجل وأنا أتأمل تعاملات الرب معي ومع شعبه، فهو يقدم لنا مع كل صباح جديد بركات غنية ورحمة ومحبة متجددة وكثيراً ما رنمنا: «كل ماعندي لربي... وقواي المفتداه» ولكن لو تكرر الطلب مشاريع الكنيسة أو المحتاجين أكثر من مرة في الشهر فلا نسمع إلا كلمات الشكوى والتذمر.
اسأل نفسك: هل تقدم ذبيحة العطاء للرب أم للناس؟ إن أرخص خدمة هي أن نقدم المال فهل نندم على الماضي الذي رفضنا فيه بركة العطاء، ونتعلم من شعب كنيسة مكدونية الذين في اختبار ضيقة شديدة فاض عطاؤهم رغم فقرهم العميق، إذ أعطوا فوق الطاقة، لأنهم أعطوا أنفسهم أولاً للرب.