+الإنجيل هو مدرسة الحب ، ومعلمه ، والكاشف عن وسائله وكيفية الامتلاء منه.
+وصية الإنجيل صعبة للانسان العادى ، ومحببة وسهلة للانسان الحى بالمسيح .
+من أجل ضعف الإيمان وعدم اكتشاف القوة اللانهائية فى حياة بعض المسيحيين تخيلوا أن وصية الإنجيل لا تلائم العصر . عصر الصواريخ .. وأن الحياة المقدسة مستحيلة فى عصر الانحلال الخلقى .
ولكن لو عرفوا أن وصية الإنجيل لا تنفذ إلاَّ بالمسيح الساكن فيهم لاكتشفوا أنهم يملكون الذى هو أقوى من الصاروخ.. يملكون قوة المسيح وأن أسلحة محاربتنا بالمسيح قادرة على هدم حصون ( 2 كو 10 : 4 ) .
+وصية الإنجيل ليس لها حدود ونحن ننمو ونكبر بالقدر الذى ننفذه منها .
+والذىينفذهاإلىمالانهاية،يكبرمعهاإلىمالانهاية .
+صعوبة الوصية سببها أن الانسان يعتقد أنه يستطيع تنفيذها بقوته الذاتية . لذلك فهى تضعه فى موقف حرج وعاجز .
+والذى يرتبط بانسان عظيم ينال من شرفه ويكبر معه بالتبعية .
+والذى ينتسب لأمور العالم الحقيرة يصغر معها .
+والذى ينتسب لله ولوصية إنجيله يعمل أعمال الله ويصير عظيماً وجباراً وخالداً مع الله . ويقول : * أستطيع كل شىء فى المسيح الذى يقوينى * .
+والذى ينتسب إلى الله يكبر بالله حتى بعد مماته .
+إن القديسين الذين انتسبوا إلى الله عظمت سيرتهم بعد مماتهمكزجاجةالطيبالتىعبأترائحتهاالمسكونةكلها .
+إن كان تنفيذ وصية الإنجيل مستحيل فالله أعطانى روحه قبل أن يأمرنى بوصيته .
+وصية المسيح لا تُنفذ أبداً بدون روح المسيح . وإلاَّ ما فائدة تجسد كلمة الله وحلول روح الآب علينا !!
+الامتلاء بالروح القدس بالتوبة والاعتراف والصلاة وحياة الإنجيل والتناول وصلب الذات شرط أساسى لتنفيذ الوصية .
+الكنيسة فيها قيود .. قيود وصية الإنجيل .. هذه القيود فى الواقع هى قيود محبة الآب لأنه يخاف علينا من الكورة البعيدة من الجوع والبهدلة ثم الموت .
+هيا بنا يا أخى نلتهم كلمة الله بلذة قبل أن تشغلنـا لذة زائفة عنه * وأتلذذ بوصاياك التى أحببت * ( مز 118 ) .
+لذلك يا أخى الحبيب لنتلذذ بكلمة الله والصلاة وعشق الصليب ، ونذوق لذة التوبة حتى لا نشبع من كل لذة أخرى .. لنتشته الوجود الدائم مع الله * جيد يارب أن نكون ههنا * .
+وصية السيد المسيح هى القانون السماوى لملكوت الله الذى يعيشه أولاد الله على الأرض . فالتمسك بالوصية وتنفيذها قادر أن يجعل الانسان المسيحى يعيش على الأرض كما فى السماء .
+بكل فرح وشجاعة يعيش أولاد الله على الأرض خاضعين للوصية الالهية السماوية ، متممين إرادة أبيهم السماوى فى كل شىء كما يتممها الملائكة فى السماء.
+تنفيذ الوصية يجعلنا نستعلن قوة الله فيما نجده غير مستطاع فى حياتنا الضعيفة عن طريق تنفيذ الوصية يثمر أولاد الله على الأرض ثماراً سماوية .
+صعوبة الوصية المسيحية سببها عدم إدراك وجود الله فى حياتنا .. الذى يرتفع بالإرادة إلى قوة التنفيذ .
+الوصية جاءت ليقيم الإنسان فى وضع الهى جميل يليق ببنوة أولاد الله وجاءت لتخلصه من نصيب القتلة والزناةوالسرقةالذىهوالبحيرةالمملوءةبالناروالكبريت .
+من هنا يتضح لنا الارتباط العميق بين الوصية المسيحية وملكوت الله وليس الملكوت الأرضى .
+ليست المسيحية تنفيذ لوصايا مستحيلة بالنسبة للبشر لكن المسيحية هى حياة يسوع فى البشر .
+إن المسيحية مؤسسة على أن الله لم يعطنا الوصية قبل أن يقدم لنا ذاته كقوة فعالة لإصلاح طبعنا .
+إن مشكلة الانسان هى ليست فى اصدار وصايا لقطع اليد ، وقلع العين ولكن باعطائه القوة على تنفيذها .
+قطع اليد بواسطة صاحبها يرفع مستوى الإرادة عند الانسان المسيحى إلى درجة السيطرة الكاملة على كل غرائزه .
+الخطية كامنة فى قلب الانسان . والإرادة نابعة من القلب . لذلك :
فالقانون المدنى يعاقب على ما يصدر من الانسان ، ولكنه لا يضمن عدم تكرار حدوثه .
أما القانون المسيحى فيؤكد أن القلب هو مصدر الخطية .. لذلك عمل السيد المسيح على تقوية الإرادة فى القلب ، وكراهية الخطية فى القلب ، ومؤازرة النعمة له فى القلب .. فعمل المسيحى المستمر هو تنقية القلب الذى يعاين الله .
+إن النفوس الأمينة تضحى بكل شىء من أجل وصية الرب يسوع . والنفوس الخائنة تبيع وصيـة المسيـح من أجل لذة مؤقتة ومكسب صغير مؤقت .
+إن الوصية مملوءة بالمجازفة ولكن ضمانها رعاية الآب .
+الذين يصابون بنكسة روحية فى الخماسين المقدسة لم يعيشوا بعد حسب ترتيب الكنيسة وطقسها .
+الوصية صعبة والعالم قال عنها إنها خيالية . والحقيقة هى صعبة جداً على الانسان .. ولكن سهلة جداً على المسيح الحى فى الانسان وهذا هو سر مسيحيتنا : نحن لا ننفذ الوصية بجهدنا بل بالمسيح الحى فينا .
حفظ الوصية يحفظ الانسان من الخطأ .
+الوصية كشفت ناموس الخطية الملتحم بالغريزة .. ولكنها لم تستطع أن تسعف
الانسان بالإرادة ..
+ناموس الخطية ناموس جبار يصعب جداً حصره . وإن حصرته..يصعب ضبطه..وإنضبطه يصعب جداً القضاء عليه ..
+وصية الإنجيل صعبة ، ولكن عندما نضع فى قلبنا تنفيذها يعطينا الله نعمة .
+إن أعثرتك عينك فاصلبها .. لكى تنال بدلاً منها عين المسيح .
+قبل أن يعطينا السيد المسيح الوصية أعطانا ذاته ..* أستطيع كل شىء فى المسيح الذى يقوينى * ( فى 4 : 13 ) .
+الله ينظر للنية ويعين النفس المخلصة التى تريد تنفيذ وصيته .
+الوصية تنفيذها مع يسوع من خلال الناس .. كرد فعل لعمل يسوع معنا لكى نصير أولاد الله .
+تبدأ العبودية بإهمال وصايا الإنجيل ، ثم الثقة فى تعليم العالم ..الحديث أكثر من الإنجيل .
+العالم يدعو للصراع على المراكز والإنجيل يدعـو للاتضاع ..
+العالم يقول بالانتقام * السن بالسن * .. والإنجيل يدعو لتحويل الخد الأيسر .
+العالم يدعو اليوم للخلاعة وتعرية الجسم .. والإنجيل يدعو للحشمة ومحبة الله.
+هذا هو حالنا اليوم ، وهذه هى الدعوة للعبودية التى نتعرض ، ويتعرض لها أولادنا اليوم .
+المسيح لم يقدم لنا شريعة مثل القتل وعقابه ، والزنى وعقابه ، والميراث وطريقة تقسيمه .
+أولاً : لأن الشريعة للأجراء .. ونحن أبناء فأعطانا شريعة الحب فلا تقسيم ميراث ، ولا قتـل ، ولا سرقة .
+ثانياً : نحن مطالبون بنقاوة القلب وليس بعدم الزنى أو القتل . فالقلب النقى هو هدف الحياة مع الله لكى يأتى ويسكن فينا .
+البركة مرتبطة بتنفيذ وصية الإنجيل ..
+فوصية ربنا تحمل مع تنفيذها بركة من فم المسيح .