السلفيين خطر على الإسلام - باسنت موسى

بقلم: باسنت موسى
الحريات الشخصية مفهوم حقوقي كبير يندرج تحته معايير عديدة لقياس مدى قدرة الفرد على ممارسة تلك الحريات، التي يمنحها له ذلك المفهوم وفق درجة انفتاح ومدنية المجتمع الذي يعيش به.
بالماضي وأعني قبيل ثورة 25 يناير، كان وضع الحريات الشخصية للمصريين مقيد بالكثير من الأغلال العتيقة المرتبطة بشكل أو بأخر بالعادات والتقاليد الاجتماعية، والفكر الديني المعتمد على حرفية النص ومحدودية المعني والفكرة ومن ثم تفسير القيمة،لكن وعلى الرغم من كل ذلك لم يكن هناك تهديدات ملموسة- إلا بحالات استثنائية- بممارسة "الإرهاب" على من يحاول الخروج عن نص السائد بالمجتمع فيما يتعلق بمجال حريته الشخصية.

بعد الثورة خرجت التيارات الدينية السلفية، التي ظلت لسنوات تعمل من الجحور للسطح معلنة عن أفكارها ممارسة في مرات التأكيد والإشارة والنفي وبمرات أخري التهديد والوعيد،وبالطبع جميعنًا يعرف جيدًا أخر "توعد" قام به هؤلاء السلفيين، ألا وهو مهاجمة النساء الغير ملتزمات بما يُطلق عليه"الزى الشرعي" وحقيقة لا أعرف ما شكل ذلك الهجوم السلفي المُرتقب، و هل سيكون بتحرش جنسي أم إيذاء بدني ؟هل سيقتصر على يوم الثلاثاء فقط أم سيمتد لكل أيام الأسبوع؟ هل سيتم تقسيم الهجوم على محافظات الجمهورية تباعًا أم سيتم بشكل كلي مرة واحدة؟ ما هو المقصود بـ"الزى الشرعي" هل هو ارتداء الحجاب أم النقاب أم زى أخر لم يتم الكشف عنه حتى الآن؟.

أسئلة هي بعض من كل مما دار برأسي بعد العلم بتهديد هؤلاء السلفيين لبني جنسي من النساء، ولأنني أفضل أن أعرف المعلومة من مصدرها، فقد ظللت أبحث وأبحث عن حديث لأحد الأخوة السلفيين ليعلن موقف تياره الفكري من كل تلك التساؤلات،وبالفعل وجدت أحدهم وهو يعمل بمجال الهندسة- مع خالص الأسف- يتحدث لإحدى الفضائيات، موضحًا أن الجماعة السلفية عريقة التواجد داخل المجتمع المصري، وتعيش به منذ نحو ثلاثين عام، ولم تعد تنتهج الفعل العنيف لتغيير المنكرات، وما يشاع عن الجماعة من أفكار لا يهدف سوى إلى "تخويف" الشارع ليس إلا من ويتم ذلك من قبل أيادي خارجية و فلول النظام السابق للعبث بتاريخ السلفيين، مؤكدًا أن السلفيين من أجل"التعايش" يقبلون النساء جميعًا بالحجاب والنقاب ومن دونه ببعض الأحيان،لكن ذلك القبول لايعني رفض ما قام به "البعض" تجاه سيدة بالمنوفية حيث أحرقوا منزلها وطردوها منه عنوة لإثارة شبهات حول أنها تدير ذلك المنزل في أعمال منافية للآداب بمعناها الجنسي.

الفكر الإنساني ينبغي أن يكون في تطور مستمر لتتحقق النهضة،والسلفيين بواقع ثبات حركة أذهانهم على مرحلة تاريخية بعينها، لهو تأكيد بديهي على أنهم أحد أهم أعداء نهضة المجتمعات بشكل عام والعربية بوجه خاص- لاعتماد الأخيرة على الدين بشكل كبير في تحديد قيم الأفراد ،والسلفيين مرجعيتهم مراحل دينية بعينها يريدوا إحياء تفاصيلها بمجتمع اليوم- ولهذا لا يمكن وصفهم بأنهم تيار فكري"عريق" إنما الأوقع "معيق".
ظهور قادة الفكر السلفي بوسائل الإعلام أمر ليس بسيئ في مجمله- يكشفهم بأحيان كثيرة لمن يمتلك عقلاً لتحليل أطروحتهم الفكرية- لكنه أيضًا خطير ذلك لأن ما ينادون به من أفكار مُتفق بشكل أو بأخر مع عادات اجتماعية متخلفة نعم، إنما متجذره كحقيقة مُطلقة بذهن الغالبية من المواطنين المصريين المحدودي المعارف والخبرات،ولهذا قد يقوم بتنفيذ أفكارهم الهدامة ليس فقط الأتباع وإنما المتعاطفين أيضًا.

المثير للاشمئزاز أولاً والتعجب ثانيًا أن المنكرات بوجه نظر السلفيين لا تخرج عن أطر ثلاثة "الجنس،المرأة،المسيحي" ولهذا تجدهم لا يواجهون الفساد والرشوة وغيرها بأفعال عنيفة،وهم بذلك النهج ليسوا خطرًا على المرأة أو المجتمع بقدر ما هم خطرًا على الإسلام، لأنهم يعطون صورة للعالم أجمع بأن عنفهم وقمعهم لبديهيات الحرية من نصوص الإسلام، فهل ستتكاتف المؤسسات الإسلامية قبيل غيرها لمواجهة هؤلاء أم ستترك لهم الساحة ليتسع مجال "الإسلام فوبيا"؟ ذلك هو السؤال والإجابة ليست عندي وحتى لا يمكنني التكهن بها.

السلفيين خطر على الإسلام - باسنت موسى 835758328

ربنا موجود .........................[b]

» مصطفى حسين: لم أسئ للسلفيين فى الكاريكاتير ولم أتهكم على الإسلام
» الحكومة تعد خطة لمواجهة التشدد والتعريف بسماحة الإسلام
» سيف الإسلام القذافي: الوضع يتغير كل يوم لصالحنا وسننتصر
» اتهام اخبار اليوم بالإساءة إلي الإسلام - ولسة ياما هنشوف
» لجنة الانتخابات : شطب المرشح الذي يستخدم شعار «الإسلام هو الحل»