منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
دراسة موجزة فى سفر العدد 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
دراسة موجزة فى سفر العدد 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

»  معجزة لبابا كيرلس السادس
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالجمعة 21 يونيو 2019, 10:20 am من طرف malak lopos

» قصة أين ذهب الرسم؟
دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالجمعة 21 يونيو 2019, 10:11 am من طرف malak lopos

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
دراسة موجزة فى سفر العدد 01010110


 دراسة موجزة فى سفر العدد 01010111


 دراسة موجزة فى سفر العدد 01010112

 دراسة موجزة فى سفر العدد 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
دراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_rcapدراسة موجزة فى سفر العدد I_voting_barدراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_lcap 
سالى عبده
دراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_rcapدراسة موجزة فى سفر العدد I_voting_barدراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_lcap 
عزت
دراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_rcapدراسة موجزة فى سفر العدد I_voting_barدراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_lcap 
kamel
دراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_rcapدراسة موجزة فى سفر العدد I_voting_barدراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_lcap 
مريانا
دراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_rcapدراسة موجزة فى سفر العدد I_voting_barدراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_lcap 
د.محبوب
دراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_rcapدراسة موجزة فى سفر العدد I_voting_barدراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_lcap 
mmk
دراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_rcapدراسة موجزة فى سفر العدد I_voting_barدراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_lcap 
بهيج
دراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_rcapدراسة موجزة فى سفر العدد I_voting_barدراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_lcap 
مارونا
دراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_rcapدراسة موجزة فى سفر العدد I_voting_barدراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_lcap 
diana.wahba
دراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_rcapدراسة موجزة فى سفر العدد I_voting_barدراسة موجزة فى سفر العدد I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5588 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو mohamed38389393hany فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38273 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

 دراسة موجزة فى سفر العدد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بابا جورج
عضو نشيط
 عضو نشيط
بابا جورج


عدد المساهمات : 179
نقاط : 5445
تاريخ التسجيل : 04/09/2010
العمر : 75

دراسة موجزة فى سفر العدد Empty
مُساهمةموضوع: دراسة موجزة فى سفر العدد   دراسة موجزة فى سفر العدد Emptyالأحد 16 ديسمبر 2012, 1:03 pm

جاءت تسمية هذا السفر " العدد" عن الترجمة السبعينية، وعنها أخذت كل الترجمات الحديثة. وهذه التسمية تناسب الإصحاحين الأول والسادس والعشرين من السفر حيث ورد في كل منهما إحصاء للشعب، الإحصاء الأول تم في سيناء في السنة الثانية لخروجهم، والثاني بعد حوالي 39 سنة وتم في سهول موآب قبل دخولهم أرض الميعاد مباشرة. أما النسخة العبرية فجاء فيها اسم هذا السفر " بمدبار" أي في البرية" وهما الكلمتان الرابعة والخامسة في الإصحاح الأول. والتسمية العبرية تعبر بأكثر دقة عما حواه السفر، بكونه سفر رحلات الشعب في البرية.
مميزات سفر العدد:
1- يروى لنا هذا السفر قصة تيه بنى إسرائيل في برية سيناء ووصولهم إلى موآب وإشرافهم على أرض الموعد. (مدة السفر 38 سنة وتسعة شهور)
2- نجد في هذا السفر عرض لعمل الله مع الشعب لتهيئته لدخول أرض الموعد، ومن هنا تأتى أهميته في حياتنا، فنحن الآن في برية هذا العالم والله هو هو أمس واليوم وإلى الأبد مازال يعمل معنا ليهيئنا للدخول لأورشليم السمائية. إذًا نرى فيه قصة معاملات الله معنا ونرى صورة أيضًا لمعاملاتنا مع الله.
3- هذا السفر يأتي بعد سفر الخروج وعبور البحر الأحمر وهذا يمثل في حياتنا المعمودية.
4- نرى في هذا السفر عناية الله العجيبة بشعبه (المن والسلوى والماء والغلبة ضد أعدائهم...) ونرى تذمر الشعب المستمر وبالرغم من تذمرهم كان يقودهم كعمود سحاب نهارًا وعمود نار ليلًا. ولكن نرى أيضًا الله كمؤدب لشعبه، والتأديبات من محبته حتى يردهم للطريق الصحيح، وفي تأديبه وعنايته نرى عدله ورحمته
5- نلاحظ أن التذمر يحرمنا من بركات الله كما حرم التذمر الشعب من بركات الله.
6- لقد شكك العلماء المحدثون في كيفية إعالة ثلاثة ملايين شخص في برية قاحلة ولكن هؤلاء ينقصهم الإيمان بأن الله كان قائد الرحلة وهو يعول شعبه.
علاقة سفر العدد بما قبله
1- نجد في سفر الخروج من أوله إلى خر 1:19 قصة خروج الشعب من مصر إلى سيناء ففى خر 1:1
نجد الشعب قد جاء إلى برية سيناء
2- باقي أحداث سفر الخروج كلها تجرى في برية سيناء
3- إستلام شرائع، وأحداث سفر اللاويين تمت في هذا المكان، برية سيناء
4- يبدأ سفر العدد في برية سيناء في نفس المكان حتى نأتى إلى عد 10:10 فنجد أن السحابة قد تحركت إعلانًا لهم بالحركة من هذا المكان.
5- من عد 11:10- آخر السفر نجد قصة تحرك الشعب من سيناء إلى عربات موآب.
6- قضى الشعب في برية سيناء حوالي 11 شهرًا فهم وصلوا لهذا المكان في الشهر الثالث لخروجهم وارتحلوا في الشهرالثاني من السنة الثانية (خر 1:19 + عد 10:10)
7- قضى الشعب حوالي 38 سنة وثمانية شهور و11 يومًا من يوم تحركهم من برية سيناء حتى وصولهم للضفة الشرقية للأردن (عربات موآب)) عد 11:10 + تث 3:1)
8- قضى الشعب حوالي 3 - 4 شهور في عربات موآب ونجد قصة هذه الشهور في عد 22- آخر السفر
تسمية السفر بالعدد
1- عجيب أن يدخل مصر 70 نفس وفي مدة 215 سنة يخرجون منها ما يقرب من 2-3 مليون نفس. هذه هي بركة الله. وهناك من يشكك في هذا وحتى نلغى كل شك فلنتصور أن شخصًا أنجب 4 أولاد عدا البنات. ثم لو تصورنا أن كل ولد أنجب في سن الثلاثين أربع أولاد. ولو تصورنا عدم وجود أوبئة أو أن بركة الله وعنايته تشملهم سنجد أن هذا الشخص عند دخول مصر كان واحدًا وبعد 30 سنة يصبح 4 وبعد 60 سنة يصير العدد 16 وبعد 90 سنة يكون العدد 64 وبعد 120 سنة يكون العدد 256 وبعد 150 سنة يكون العدد 1024 وبعد 180 سنة يكون العدد 4096 وبعد 210 سنة يكون العدد 16384. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وبإضافة جيلين وهذا محتمل جدًا يكون العدد 20480 نفسًا وماذا يحدث لو كان كل شخص ينجب خمس أو ست أولاد. إذًا لا مبالغة في الرقم
2- ولكن لنرى أيضًا يد الله، ففي خلال توهانهم في البرية زاد عددهم من 601730 نسمة إلى 603550 أي بزيادة 1820 نسمة (هذا بالنسبة للرجال لمن هم فوق العشرين سنة) وهذا خلال 40 سنة. والتفسير موجود داخل سفر العدد فكانت الأوبئة تحصد منهم آلاف بسبب تذمرهم على الله. والحيات المحرقة كذلك بل الأرض تبتلع منهم الكثير..... وهكذا نرى تأثير الخطية بالمقارنة مع البركة.
3- كثيرون يشتكون من الملل من دراسة سفر العدد بسبب كثرة الأسماء والأعداد ولكن لنا في هذا تعزية كبيرة فالله يعرفنا بأسمائنا واحدًا واحدًا.
مقارنة بين رحلة الخروج وخيمة الاجتماع وعمل المسيح للكنيسة
يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد (عب 8:13) هو طريق الخلاص سواء ظهر في خيمة الاجتماع أو رحلة خروج الشعب كرمز أو في كنيسته كحقيقة.
رحلة الخروج خيمة الاجتماع الكنيسة
خروف الفصح / الحية النحاسية
ضربة الأبكار/ غرق جيش فرعون
فرعون نفسه لم يهلك لكنه هُزمَ
هزيمة عماليق (صلاة موسى وهرب الشعب بقيادة يشوع)
عبور البحر
المن
الماء من الصخرة
الخيمة وسط الشعب دائمًا
فنظر الشعب للحية ليشفوا
ذبائح مستمرة
عبور الأردن
مذبح المحرقة


مذبح البخور (المسيح الشفيع)

المرحضة
المائدة
المنارة
المجد الإلهي في قدس الأقداس
كل الخيام تنظر لخيمة الاجتماع
ذبائح مستمرة
دخول قدس الأقداس الصليب
هزيمة الشيطان
الشيطان لم ينتهي للأبد إلى الآن
جهاد + صلاة لنغلب إبليس

المعمودية
التناول
عمل الروح القدس في الكنيسة
المسيح وسط كنيسته
الإيمان بالمسيح المخلص
قداسات مستمرة
الموت
إذ أخرج الله الشعب من أرض العبوديّة أقام نفسه ملكًا عليهم (1 صم 12: 12)، لا ليسيطر عليهم وإنما لكي يرعاهم ويهتم بكل أمورهم روحيًا ونفسيًا واجتماعيًا، لهذا قدَّم لهم دستوره الإلهي الوارد في سفر اللاويّين، في الشهر الأول من السنة الثانية للخروج، أو السنة الثانية لبدء ملكه عليهم. أعقب هذا مباشرةً أمره الإلهي بعمل تعداد لرجال الحرب.
. الأمر الإلهي بالإحصاء:
"وكلَّم الرب موسى في بريّة سيناء في خيمة الاجتماع... قائلًا: احصوا كل جماعة بني إسرائيل بعشائرهم وبيوت آبائهم بعدد الأسماء كل ذكر برأسه" [1-2].
تسلَّم الرب قيادة الشعب بنفسه كملك يدبر كل أمورهم... فأصدر أمره الملكي لخادمه "موسى النبي" في خيمة الاجتماع كما في القصر الملكي. جاء هذا بعد الإحصاء الأول الذي تم لتحصيل مساهمة الكل في تكاليف خيمة الاجتماع (خر 38: 25-26)، لكن الإحصاء الأول لم يسجل حسب بيوت آبائهم بعشائرهم مثل هذا الإحصاء.
متى تم هذا الإحصاء؟
حدد الكتاب المقدَّس تاريخ هذا الإحصاء بالسنة الثانية من الخروج في أول الشهر الثاني (ع 1)، لم يكن هذا التاريخ بلا هدف، إنما أراد الله أن يسجل أولاده بعد اجتيازهم ستة مراحل روحيّة خلالها يتأهلوا لهذه الكرامة كأولاد لله مستحقين تسجيل أسماءهم في سفر الحياة، هذه المراحل هي:
أ. انشقاقهم عن الشيطان (فرعون) وتحررهم من عبوديته، واعتزالهم إياه، هذا الذي يتسلط على النفس ويفسدها.
ب. تمتعهم بالمعموديّة المقدَّسة (عبورهم البحر الأحمر).
ج. كفاحهم ضد إبليس (الحرب مع عماليق).
د. تمتعهم بكلمة الله السماوي عذاءً لنفوسهم (المن)، وارتوائهم من الصخرة (السيد المسيح).
ه. اقتناء الحياة الفاضلة بسكنى الله داخلهم (خيمة الاجتماع وسط المَحَلَّة).
ز. التمتع بالاتحاد الدائم مع الله خلال الذبيحة المقدَّسة (الذبائح والتقدمات) والوصيّة الإلهيّة (الشريعة).
في هذا يقول العلامة أوريجينوس: [لماذا لم يُحصى الشعب عند الخروج من مصر؟ لأن فرعون كان لا يزال يتعقبهم. ولماذا لم يُحصى بعد عبور البحر الأحمر عندما بلغ إلى البريّة؟ لأن الإسرائيليّين لم يكونوا بعد قد جُربوا، ولا هاجمهم الأعداء، ولا حاربوا عماليق، ولا نالوا النصرة. لكن نصرة واحدة لا تكفي لبلوعهم الكمال... لقد نُصبت خيمة الاجتماع ومع ذلك لم يحن وقت التعداد، لكن إذا أُعطيت الشريعة لموسى ورُسم طريق تقديم الذبائح ووضحت طقوس التطهير ووُضعت الشرائع وأسرار التقديس حينئذٍ صار أمر الله بتعداد الشعب.
قائمة الإحصاء:
حدد الله فئة الذين يدخلون في قائمة الإحصاء بشروط تحمل مفاهيم روحيّة، ألا وهي:
أ. الذكور لا الإناث (ع 2).
ب. البالغون عشرين عامًا فما فوق (ع 3).
ج. القادرون على الحرب (ع 3).
د. المنتسبون للشعب دون الغرباء (ع 4).
ه. إعفاء اللاويين من الإحصاء (ع 47).
أ. يُحصى الذكور دون الإناث ليس تمييزًا لجنس على حساب جنس آخر، إنما من الجانب الحرفي أعد هذا التعداد كقوائم رجال حرب، الأمر الذي هو من صميم عمل الرجال دون النساء. أما من الجانب الروحي فإن الوصيّة موجهة إلى كل المؤمنين هكذا: "كونوا رجالًا، تقووا" (1 كو 16: 13). هذه وصيّة موجهة للرجال والنساء والشيوخ والأطفال والشباب، لا تحمل المعنى الحرفي إنما التزام كل مؤمن بالنضوج والجهاد الروحي ضد الخطيئة والشر كرجل حرب، يتحمل المسئوليّة ولا يعرف التدليل. لهذ يقول العلامة أورجينوس: [طالما بقي لأحدنا صفات عجز الأنوثة والفتور... لا نستحق أن نكون محصيّين أمام الله في سفر العدد الطاهر والمقدَّس.
ب. يُحصى البالغون عشرين عامًا فما فوق، أي يكون المؤمن قد تخطى دور الطفولة الروحيّة منطلقًا إلى حياة النضوج الروحي. وكما يقول العلامة أوريجينوس: [يعلمني النص الحالي أنه إذا اجتزت سذاجة الطفولة، أي توقفت عن أن يكون لي أفكار الطفولة، إذ "لما صرت رجلًا أبطلت ما للطفل" (1 كو 13: 11)، أقول قد صرت شابًا قادرًا على الغلبة على الشرير (1 يو 2: 13)، فظهرت كمستحق لأن أكون بين الذين قيل عنهم أنهم يسيرون في قوة... وأحسب أهلًا للتعداد الإلهي. لكن إن كان لأحد منا أفكار جسدانيّة متأرجحة... فلا يستحق أن يُحصى أمام الله في سفر العدد الطاهر والمقدَّس[
ج. قادرون على الحرب، إذ لا يقف الأمر عند السن، إنما يشترط فيمن يُحصون أن يكونوا أقوياء روحيًا قادرين على مجابهة الشيطان وحيله لحساب ملكوت الله.
د. منتسبون لشعب الله، إذ لا يقف الأمر عند السن والإمكانيّة (القوة) إنما يلزم أن يكون مقدسًا، حصل بروح الله على البنوة لله والانتساب للعائلة المقدَّسة، فيتخذ له الآب أبًا والكنيسة أمًا، يجاهد قانونيًا بروح الله العامل فيه كعضو في جسد المسيح المقدَّس.
ه. إعفاء اللاويين، الأمر الذي نعود إليه في نهاية هذا الأصحاح.
اختار الله في تعيينه رؤساء الأسباط رجالًا يحملون أسماء لها معانٍ روحيّة، فقد اختار من يرون في الله أبًا لهم (أليآب) وصخرتهم (أليصور) ومكافأتهم (نثنائيل)، يتمسكون به ويضعون فيه كل رجائهم. كما جاءت بعض الأسماء تعلن العلاقة البشريّة فيرى البعض في الأشرار إخوة لكن لا يتكئون عليهم (أخيرَع) بينما في الأبرار إخوة معينين لهم (أخيعَزَر) وأيضًا من يحدرون الشيطان كحيّة مخادعة... وفيما يلي معنى أسماء الأسباط:
اسم السبط معناه رئيس السبط المعنى
1. رأوبين ابن الرؤيا أليصور إلهي صخرة (سور)
2. شِمْعون مستمع شلوميئيل الله سلام
3. يهوذا الاعتراف نحشون حيّة "حنش"
4. يَسَّاكَر الجزاء نثنائيل هبة الله
5. زَبولون مسكن أليآب إلهي أب
6. أفرايم الثمار المضاعفة أليشمع إلهي سمع
7. مَنَسَّى ينسى جمليئيل الله مكافأتي
8. بنيامين ابن اليمين أبيدن أبي يدين
9. دان يدين أخيعَزَر أخي معين
10. أشير سعيد فجعيئيل
الله قابلني
11. جاد متشدد الياساف الله يضيف
12. نَفْتالي متسع أخيرَع أخي شرير
إن منظر المَحَلَّة في مجموعها تمثل صليبًا متحركًا نحو أرض الموعد. ففي الوسط توجد خيمة الاجتماع يحيط بها الكهنة واللاويون على شكل صليب محيط بها، أما بقية الأسباط فتمثل صليبًا كبيرًا يضم حوالي 2 مليون نسمة من رجال ونساء وأطفال وشيوخ، في الشرق مَحَلَّة يهوذا، وفي الغرب مَحَلَّة أفرايم، وفي الجنوب مَحَلَّة رأوبين، وفي الشمال مَحَلَّة دان. هذا الصليب المتحرك إنما يمثل الكنيسة المقدَّسة جسد المسيح المصلوب تتحرك دومًا منطلقة من أرض العبوديّة متجهة نحو أورشليم العُليا، وفي نفس الوقت تحمل داخلها صليب السيد نفسه الذي يهبها قوة القيامة.
مقدمة الموكب "الشرق":
قلنا أن الموكب قد أخذ شكل الصليب، في الوسط وُجدت الخيمة وحولها اللاويون والكهنة على شكل صليب صغير، ثم الأربعة محلات من كل اتجاه مَحَلَّة، ترتيبها حسب تقدم السير هو:
اسم السبط التعداد الرئيس الأم
أ. مَحَلَّة يهوذا (الشرق):
يهوذا 74.600 نحشون ليئة
يَسَّاكَر 54.400 نثنائيل ليئة
زبولون 57.400 أليآب ليئة
ب. مَحَلَّة رأوبين (الجنوب):
رأوبين 46.500 أليصور ليئة
شِمْعون 59.300 شلوميئيل ليئة
جاد 45.650 الياساف زلفة جارية ليئة
اللاويون (وسط المحلات):
لاوي 22.000 لا يُحسبون معهم ليئة
ج. مَحَلَّة أفرايم:
أفرايم 40.500 أليشمع راحيل
مَنَسَّى 32.200 جمليئيل راحيل
بنيامين 35.400 أبيدن راحيل
د. مَحَلَّة دان:
دان 62.700 أخيعَزَر بلهة جارية راحيل
أشير 41.500 فجعيئيل زلفة جارية ليئة
نفتالي 53.400 أخيرَع بلهة جارية راحيل
في ترتيب المَحَلَّة رُوعي قدر الإمكان التقارب بين الأسباط، ففي المقدمة وُجد يهوذا ويَسَّاكَر وزبولون أبناء ليئة، وفي الجناح الأيمن رأوبين وشِمْعون وجاد، الأولان أبناء ليئة والثالث من زلفة جارية ليئة، وفي الغرب أفرايم ومَنَسَّى ابنا يوسف وبنيامين من راحيل، وفي الشمال دان ونفتالي وأشير أبناء الجاريتين.
. تقسيم العمل:
قَسَّم الله بني لاوي إلى ثلاث رتب بجانب الكهنة، وحدّد مواقعهم وعملهم. فقد أحاطوا- كما سبق فقلنا- بالخيمة على شكل صليب. من جهة الشرق هرون وكهنته مع موسى النبي، ومن الجنوب (الجناح الأيمن) يسكن بنو قهات، ومن الشمال (الجناح الأيسر) يسكن بنو مراري، وفي القاعدة (الغرب) يسكن بنو جرشون، هذا هو الصليب المحيط بالخيمة والذي يقع في منتصف الجماعة كلها والتي تكمل صليبًا ضخمًا.
هنا نرى في رأس الصليب (الشرق) موسى وهرون وكهنته إشارة إلى السيد المسيح رأس الكنيسة الذي هو كلمة الله (يرمز لها بموسى مستلم الشريعة) والكاهن الأعظم (هرون). أو بمعنى آخر خلال الصليب نتلامس مع السيد المسيح الذي قدَّم لنا الوصيّة الإلهيّة منقوشة بالحب العملي خلال الدم الطاهر وشفاعته الكفاريّة خلال كهنوته الأبدي. أما قاعدة الصليب فيقطنها بنو جرشون أي أبناء "المطرودة" أو "المنفي" أو "الغريب"، فقد تحقق الصليب وصار "لليهود عثرة ولليونانيّين جهالة" (1 كو 1: 23). أما الجناح الأيمن فيقطنه بنو قهات أي أبناء "المجمع" حيث تتحطم العداوة وتحل الشركة مع الله والناس، فيتحد السمائيّون مع الأرضيّين، وتجتمع الأمم والشعوب معًا. وفي الجناح الأيسر يسكن بنو مراري إشارة إلى المرّ الذي احتمله السيد من أجلنا!
قسم العمل بين رتب اللاويّين الثلاثة هكذا:
أولًا- بنو جرشون: مع أن جرشون هو البكر للاوي لكنه جاء بعد قهات، إذ صار للأخير أفضلية حسب استعداد قلبه لا حسب الميلاد الجسدي. ولا يُعتَبر بنو جرشون كهنة بل مساعدين لهم يحرسون المسكن والخيمة وغطاءها وسجف (ستارة) باب خيمة الاجتماع وأستار الدار... الخ. كان عددهم 7500 من الذكور، وقد عيَّن لهم عجلتان وأربعة ثيران لمساعدتهم أثناء الرحيل. تفرَّعوا إلى قبيلتين هما اللبنيّين والشمعيّين، وأُعطيت لهم ثلاث عشر مدينة في أرض الموعد (يش 21: 27-33).
ثانيًا- بنو قهات: خرج منهم موسى وهرون الذي تسلم الكهنوت هو وبنوه. وقد تسلَّم البقية العمل لمساعدة الكهنة، لهم أفضلية على الرتب الأخرى، يقومون بحراسة التابوت والمائدة والمنارة والمذبحين وأمتعة القدس التي يخدمون بها والحجاب وكل خدمته. أثناء الرحيل يحملون هذه المقدَّسات على أكتافهم بعد أن يغطيها الكهنة، لهذا لم يوهب لهم عجلات وثيران. كان عددهم 8600 من الذكور، أكثر من القسمين الآخرين، انقسموا إلى أربعة عشائر: العمراميّون واليصهاريّون والحبرونيّون والفريئيليّون. كان لبني هرون القهاتيّين في كنعان ثلاث عشرة مدينة (يش 21: 4)، ولبقية بني قهات عشر مدن (يش 21: 5، 21). وكانوا من جملة الفرق التي رتبها داود للتسبيح (1 أي 25-26) والذين ساعدوا في جلب التابوت إلى أورشليم (1 أي 15: 5)، وقد حصلوا على شرف وغنى.
ثالثًا- بنو مراري: التزموا بحراسة ألواح المسكن وعوارضه وأعمدته وفرضه وكل أمتعته وأعمدة الدار... الخ. وإذ كانت هذه الأشياء ثقيلة الوزن أعطى لهم أربعة عجلات وثمانية ثيران، كان عددهم 6200 من الذكور، انقسموا إلى عشيرتين: المحليّون والموشيّون، وفي كنعان عيَّن لهم اثنتا عشر مدينة ( يش 31: 7، 34: 40، 1 أي 6: 63، 77: 81).
إحصاء اللاويّين:
أمر الله بإحصاء اللاويّين من الذكور من ابن شهر فصاعدًا فكان عددهم 22000 نسمة، ويرى العلامة أوريجينوس أن رقم 22 هو عدد الحروف العبريّة كما أنه عدد الآباء من آدم إلى يعقوب أصل الأسباط. ولما كان رقم 1000 يشير للحياة السماويّة أو الروحيّة، بهذا يكون اللاويّون بهذا الرقم يمثلون اللغة (22 حرفًا) الروحيّة، خلال خدمتهم يجد جميع الأسباط بإمكانيّة كتابة أسمائهم في السمويات. إنهم يمثلون جميع الحروف فلا يجد أحد عذرًا في عدم تسجيل اسمه. ومن ناحية أخرى فهم يمثلون الآباء الروحيّين الذين من صلبهم جاء شعب الله.
إذ أُحصي الأبكار في الشعب وجد عددهم 22.273 نسمة أي يزيدون 273 نسمة عن اللاويّين المحصيّين، فالتزموا بتقديم خمس شواقل فدية عن كل نسمة، تقدم لهرون وبنيه.
غالبًا هذا الرقم من الأبكار 22.273 يمثلون الأبكار الذين وُلدوا بعد الخروج، أما الزيادة "273" فتشير إلى التسعة شهور التي يقيم فيها الجنين في أحشاء أمه (9×30=270) مضافًا إليها 3 أيام رمز القيامة من الأموات كما رأينا في تفسيرنا لسفر الخروج[21]. كأن هؤلاء المفديّين هم جمهور البشريّة التي جاءت إلى العالم بعد أن تشكلت في الأحشاء وتمتعت بالقيامة مع السيد المسيح أي تُولد جسديًا وتُولد روحيًا.
لماذا اُختير سبط لاوي عِوَض بكور الشعب؟
"كلَّم الرب موسى قائلًا" وها إني قد أخذت اللاويّين من بين بني إسرائيل بدل كل بكر فاتح رحم من بني إسرائيل فيكون اللاويّون لي. لأن لي كل بكر..." [11-13].
لم يكن لاوي الابن البكر ليعقوب بل الابن الثالث بعد رأوبين وشِمْعون. وكأن الله أراد أن يؤكد لشعبه منذ البداية أن البكوريّة لا تقوم على أساس جسدي، أي حسب العمر، وإنما حسب الاستعداد والاستحقاق. لقد جاء السيد المسيح بكر البشريّة كلها مع أنه تجسد في ملء الأزمنة، وفقد آدم الأول بكوريته إذ جلب للبشريّة الموت عِوَض البركة. هكذا كما تخطى لاوي أخويه رأوبين وشِمْعون تخطى آدم الثاني- السيد المسيح- آدم الأول كما تخطى أيضًا مستلم الشريعة موسى النبي كأول قائد للشعب... ويقدم السيد بكرًا للبشريّة المؤمنة بكونه الابن الوحيد المحبوب لدى الآب.
سن الخدمة عند اللاويّين:
لقد أكد الوحي في هذا الأصحاح سن الخدمة بالنسبة للاويين سبع مرات (ع 3، 23، 30، 35، 39، 43، 47) أنه من ابن ثلاثين سنة إلى ابن خمسين سنة. إن كان في إحصائهم كبكور للرب بدأ بسن شهر فصاعدًا، لكن في العمل يطلب السن القادر على تنفيذ ما يؤمرون به، مقدمين لله أفضل فترة في حياتهم.
سن الثلاثين عند اليهود هو سن الرجولة والنضوج، لهذا لا يبدأ الكاهن أو النبي عمله إلاَّ ببلوغه هذا السن. غالبًا ما يتربى الكهنة والأنبياء حول الخيمة أوالهيكل، يساعدون في بعض الأعمال أي يتتلمذون حتى إذا ما بلغوا هذا السن يتسلمون العمل ويحملون المسئوليّة.
إن كانت أيام العمل هي ستة أيام في الأسبوع، فإنه يليق بخادم الرب أن يكون مقدسًا في كل حواسه الخمس كل أيام عمله (6×5=30). فرقم ثلاثون يشير إلى حياة التقديس الداخلية. أما رقم 50 فله قدسيته الخاصة في العهدين القديم والجديد، إذ يشير إلى حالة العفو والتحرر من الدّين أو من الخطيئة. ففي العهد القديم في السنة الخمسين أي في الاحتفال باليوبيل يحدث عفو عام وشامل، فيه يتحرر العبيد وتسترد الأراضي المرهونة ويُعفى عن المدينين، فيصير عام راحة. وفي يوم الخمسين أيضًا حلّ الروح القدس على التلاميذ في العُلية ليهب الكنيسة طبيعة سماويّة جديدة متحررة من الخطيئة لها قوة الانطلاق نحو السمويات. وحينما قدَّم السيد المسيح مثلًا عن الإعفاء من الديون قال كان لدائن مدينان على الواحد خمسون وعلى الآخر خمسمائة فسامحهما كليهما. وحينما بدأ إبراهيم أب الآباء يشفع في سدوم وعمورة لكي يعفو الرب عنهما سأل إن كان يوجد خمسون بارًا هل يعفو؟ (تك 18: 14)... هكذا جاء هذا الرقم في الكتاب المقدَّس يمثل حالة العفو. وكأن اللاويّين في هذا السن يُعفون من الخدمة على الأرض ليستعدوا للانطلاق إلى خدمة الهيكل السماوي، إنهم يخرجون من العربون ليتمتعوا بكمال المجد.
في عدد 8: 24 يلتزم اللاويّون ببدء العمل في سن الخامسة والعشرين، ليقضوا خمس سنوات تحت الاختبار والتلمذة قبل استلامهم العمل. ويرى العلامة أوريجينوس أن الرقم 25 يشير إلى التقديس الكامل[23] حيث رقم 5 يشير إلى تقديس الحواس (5×5=25). وفي أيام داود النبي إذ كان العمل متزايدًا بدأ اللاويّون العمل في سن العشرين (1 أي 23: 24، عز 3: 8)، لكنهم يبقون عشرة سنوات فترة تلمذة، أي حتى يبلغوا الثلاثين من عمرهم. وقد بدأ القديس يوحنا المعمدان حديثه في الثلاثين، وأيضًا السيد المسيح. وفي العهد الجديد طلب الرسول بولس أن يكون الخادم غير حديث الإيمان (1 تي 3: 6) إذ يتطلب العمل الكهنوتي نضوجًا وحكمة وثباتًا، كما اشترط الرسول فيهم أن يُختبروا أولًا (1 تي 3: 10).
تنقية المَحَلَّة ككل:
أمر الله موسى هكذا: "أوصِ بني إسرائيل أن ينفوا من المَحَلَّة كل أبرص وكل ذي سيل وكل متنجس لميت، الذكر والأنثى، إلى خارج المَحَلَّة تنفوهم لكيلا ينجسوا محلاتهم، حيث أنا ساكن في وسطهم" [2-3].
بإقامة الخيمة في وسطهم يحلّ الله وسط شعبه، لكنه كقدوس لا يحلّ حيث الدنس والخطيئة. وجود الله يعني اعتزال كل فساد ونجاسة "لأنه أية خلطة للبر والإثم، وأية شركة للنور مع الظلمة؟" (2 كو 6: 14).
تنقية كل مؤمن:
طهارة كل المَحَلَّة تقوم على طهارة كل عضو فيها بتقديم توبة صادقة وعمليّة، إذ أوصى كل من يخطيء:
أ. يقر بخطيئته التي ارتكبها (ع 7).
ب. يرد ما أذنب به أو اغتصبه، فلا تكون التوبة مجرد اعتراف بالخطأ لكن رد ما سلبه من حق الآخرين مضافًا إليه الخمس.
ج. تقديم ذبيحة للكفارة. إن كنا نرد لإخوتنا ما سلبناه منهم مضافًا إليه الخمس لمصالحتهم، كيف نرد لله حقه إلاَّ من خلال ذبيحة الصليب الكفاريّة؟
تنقية كل عائلة:
يمتد التقديس إلى كل عضو كما إلى عائلة بكونها كنيسة البيت المقدَّسة. لقد اهتم بتقديس البيت وتطهيره خاصة من الخيانة الزوجية، إذ يتطلع الله إلى الزنا كأبشع خطيئة خلالها ينحَلّ البيت ويفقد الرجل والمرأة وحدتهما في الرب.
إن اعترفت المرأة الزانية تطلق ولا تأخذ مهرها، أما إن لم تعترف تشرب من الماء المقدَّس الذي يضعه الكاهن في إناء خزفي ويزرّي عليها غبار من مسكنها فيصير ماءً مُرًا، تشربه وهي عارية الرأس، فإن كانت مخطئة تتورم بطنها ويسقط فخذها أي يصيبها نوع من الشلل وتصير عارًا أمام الجميع. أما إن كانت طاهرة فتلد وتنال مجدًا. هذه هي شريعة الغيرة على الزوجة.
في هذه الشريعة الغبار يشير إلى الموت، يحوِّل المياه إلى مرارة، بينما الماء يشير إلى الكلمة- وكأن كلمة الله يصير سرّ حياة لحياة وموت لموت. إنه يفضح النفس إن كانت متعجرفة ودنسة تدخل تحت الموت واللعنة والمرّ، وإن كانت طاهرة كعروس للمسيح مقدَّسة فيه فتحمل مجدًا وتلد ثمار الروح ويكون لها فضائل كثيرة. لهذا يقول المرتل: "اختبرني يا الله واعرف قلبي، امتحني واعرف أفكاري، وانظر إن كان فيَّ طريق باطل واهدني طريقًا أبديًا" (مز 139: 23-24).
نذير الرب:
"وكلَّم الرب موسى قائلًا: كلِّم بني إسرائيل وقل لهم إذا انفرز رجل أو امرأة لينذر نذر النذير لينتذر للرب" [1-2]. ولكي نفهم شريعة النذير الواردة هنا نقدم فكرة مبسطة عن نذير الرب عند اليهود قديمًا.
كلمة "نذير" مأخوذة عن الفعل العبري "نذر" أي "تكرَّس" أو "تخصَّص". ففي سفر التكوين إذ بارك يعقوب أولاده طلب لابنه يوسف أن تحلّ عليه بركات السماء من فوق وبركات الغمر الرابض تحت... فدعاه "نذير إخوته" (تك 49: 26)، كأن قلبه قد تخصَّص للرب. وفي مراثي إرميا دعى أشراف أورشليم بهذا اللقب لتوبيخهم، إذ قيل "كان نذرها أنقى من الثلج وأكثر بياضًا من اللبن... صارت صورهم أشد ظلامًا من السواد" (4: 7-8). كأن النذير يجب أن يكون نقيًا وطاهرًا لكن للأسف وُجد أشد ظلامًا من السواد، عِوَض أن يتكرَّس قلبه للنور الإلهي سلَّم قلبه لظلمة الخطيئة.
لكن هذا اللقب خصّص للذين كرَّسوا وقتهم لله بناء على تعهد يتعهد به أناس في حضرة الرب. هؤلاء منهم من نُذروا وهم في بطون أمهاتهم وبقوا هكذا كل أيام حياتهم نذيرين للرب، ومنهم من نُذروا لمدة معينة. من هؤلاء النذيرين شمشون (قض 13: 5) وصموئيل (1 ص 1: 11) ويوحنا المعمدان (لو 1: 15) ولا يزال نذر الأبناء لمدة محددة شائعًا في الشرق خاصة بين إخوتنا الكاثوليك ولعل فكرة بيوت العذارى وجماعات المتبتلين التي ظهرت في الكنيسة الأولى وتطورت حتى ظهرت الحركة الرهبانيّة بكل أشكالها جاءت عن فكرة نذر الإنسان حياته لله، مشتاقًا أن يقدِّم كل طاقاته للعبادة، متخليًا بمحض إرادته عن مباهج الحياة الزمنيّة المحلّلة وعن كل رباط دموي لكي لا ينشغل إلاَّ بالله موضوع حب.
وما ورد في هذا الأصحاح لا يخص المنذورين كل أيام حياتهم بل لفترة من الزمن.
إكمال حياة النذير:
قلنا أن الحديث هنا خاص بالنذير لفترة محدودة، وقد جاء في التلمود أن الحد الأدنى للنذر هو ثلاثون يومًا، حتى وإن نذر الإنسان مدة أقل. غير أننا قرأ في سفر أعمال الرسل (21: 27) عن بولس الرسول أنه نذر نفسه لمدة أسبوع.
عند إكمال النذير أيام نذره يلتزم بطقس معين يكشف الأساس الروحي الذي عليه تُبنى حياتنا في المسيح يسوع ربنا، حيث صارت مُكرَّسة له، هذه التي يصير كمالها بالحق عندما نخلع خيمتنا الأرضيّة وندخل إلى الراحة في حضن الآب. وقد جاء الطقس هكذا:
أ. يقدم النذير ذبيحة محرقة وسلامة وتقدمة، الأمور التي تمثل جوانب متمايزة ومتكاملة لسرّ الصليب[33]. وكأن نذرنا وجهادنا في هذا العالم لن يقبل ولا يصير كاملًا إلاَّ من خلال ذبيحة الصليب الكفاريّة.
ب. يقدم النذير تقدمة أخرى قدر إمكانيته (ع 21)، وهي غير محدودة. وكأن ذبيحة المسيح الكفاريّة تلتحم مع تقدمتنا ما استطعنا، فيرتبط حب الله بحبنا، وعمل الله المجاني بجهادنا. لقد ترك باب العطيّة مفتوحًا لكي يتسع قلبنا من يوم إلى يوم بالحب الباذل في غير حدود.
ج. يحلق شعره ويلقي به في نار ذبيحة السلامة لتعود إليه كرامته لا على أساس زمني عالمي بل كرامة شركة الأمجاد الأبديّة. أما إلقاء الشعر في نار ذبيحة السلامة فيشير إلى دموع المجاهدين التي يمسحها السيد المسيح بيديه في اليوم الأخير، وتصير أتعابهم وجهادهم سرّ سلام أبدي فائق في المسيح يسوع الممجد.
د. يشرب خمرًا كرمز إلى التمتع بالفرح والبهجة عِوَض الأتعاب والأحزان التي قبلناها في هذا العالم من أجل الإيمان بالسيد المسيح ربنا.
القربان العام:
بعد مسح الخيمة والمذبح وأمتعتهما تقدم الاثنا عشر رئيسًا بروح واحد ليقدموا ستة عجلات مغطاة، لكل عجلة ثوران يجرانها. فتسلَّم بنو جرشون عجلتين بأربعة ثيران وتسلَّم بنو مراري أربعة عجلات بثمانية ثيران تُستخدم في حمل أعمدة الخيمة... أما بنو قهات فلم يتسلموا شيئًا إذ يحملون المقدَّسات على أكتافهم.
ويلاحظ في هذا الأمر:
أولًا: أن التقدمة قد وُهبت باسم الجماعة كلها قبل أن يسلم كل سبط تقدمته. فإن كان الله يريد العلاقة الشخصيّة بينه وبين كل عضو، لكنها ليست علاقة فرديّة انعزاليّة، إنما تنبع خلال الروح الجماعيّة أو روح الشركة التي تربط الكنيسة معًا كجسد واحد. هذا ما ركَّز عليه العهدين الجديد والقديم: الالتقاء مع الله علاقة شخصيّة خفيّة خلال روح الشركة الجماعيّة.
ثانيًا: تسلَّم بنو جرشون وبنو مراري احتياجاتهم للخدمة من المسكن لا من أيدي رؤساء الأسباط، فلا يشعر الخادم أنه يعمل لدى بشر أو محتاج إليهم مهما يكن مركزهم الديني أو إمكانياتهم الماديّة. إنه يعمل كشاهد للرب نفسه ولحسابه لا لحساب الناس.
ثالثًا: لم يتسلَّم بنو قهات عجلات أو ثيران مع أنهم الرتبة العظمى في اللاويّين، إذ يحملون المقدَّسات الإلهيّة على أكتافهم. إنهم لا ينالون من هذه العطايا، لكن العطيّة التي وُهبت لهم أعظم من الكل، إذ صاروا هم أنفسهم كمركبة مقدسة تحمل الأسرار الإلهيّة. هكذا عطيّة الله العظمى لنا أن نصير بروحه القدوس الناري مركبة إلهيّة أو كاروبيمًا نحمل الله في داخلنا!
رابعًا: عدد العجلات الحاملة للخيمة ومحتوياتها ستة، وهي عدد أيام العمل في الأسبوع، إشارة إلى التزامنا بالعمل المستمر والجهاد الدائم مادمنا في هذا العالم، حاملين مقدَّسات الله، متجهين في بريّة هذا العالم نحو أورشليم العُليا لكي ندخل في اليوم السابع، أو السبت الحقيقي راحتنا الكاملة في المسيح يسوع ربنا. أما عدد الثيران فاثنا عشر ثورًا، يشيرون إلى الملكوت (رقم 12) على الأرض[34].
قربان كل سبط:
إن كان الله يطلب فينا روح الشركة والوحدة فهو يفرح بعلاقاتنا الشخصيّة معه، لهذا أعطى الفرصة لكل سبط أن يقدم تقدمة باسمه في يوم خاص به، ويلاحظ في هذه التقدمات:
أولًا: قدَّم رؤساء الأسباط هدايا ثمينة، عبَّرت عن فرح الجميع بعمل الله معهم.
ثانيًا: أخذ كل سبط دوره، لكن التقدمات جاءت متساوية حتى لا يفتخر عضو على آخر، أو يحتقر الواحد نفسه وتصغر نفسه في عينيه... وكأن الله قبل عطايا متساوية إعلانًا عن مساواة الجميع في عينيه وعدم محاباته لأحد!
ثالثًا: تقدم سبط يهوذا بقية الأسباط في العطاء، لأنه يحمل رمزًا للسيد المسيح بتقديم نفسه عطيّة حب وطاعة قُبلت عطايا المؤمنين فيه.
رابعًا: أطال السفر الحديث عن التقدمات الاختياريّة مكررًا نوع التقدمة بنفس الكلمات من كل سبط، وفي النهاية يقدم حسابًا إجماليًا للتقدمات، إنما يعلن فرحة الله بقلوب أولاده متسعة بالحب له. إنه أب يفرح بعطايا أولاده لا عن احتياج بكونها علامة البنوة الصادقة له. فقد أكد السيد قبوله هذه العطايا بحديثه العلني مع عبده موسى خلال الكاروبين من على غطاء التابوت.
خامسًا: كانت تقدمة كل سبط تتكون من:
أ. طبق من الفضة يزن حوالي 60 أوقية توضع عليه اللحوم.
ب. منضحة (سلطانية أو كوب) من الفضة تزن حوالي 35 أوقية، توضع فيها التقدمات للشرب، أو ربما تستخدم لنضح دم الذبائح فيها.
ج. صحن (ملعقة) من الذهب تزن حوالي خمسة أوقيات، غالبًا ما تستخدم لمذبح البخور.
د. ثور وكبش وخروف حولي كذبيحة محرقة.
ه. تيس من المعز ذبيحة خطيّة، فإنه في وسط الفرح والبهجة لا ينسى الإنسان تمتعه بغفران خطاياه خلال الذبيحة المقدَّسة.
و. ثوران وخمسة كباش وخمسة تيوس وخمسة خراف حَوْليّة ذبيحة سلامة. وكأن سرّ فرحنا الحقيقي أن نجد في المسيح يسوع الذبيح تقديسًا لحواسنا الخمس وكل طاقاتنا الداخليّة.
هكذا اشترك كل سبط في هذه التقدمات والذبائح، كما قدم بخور شهدت صحونهم عن حاجتهم للصلاة لله، والمنضحة عن حاجتهم للدم المقدَّس لتطهيرهم...
إضاءة المنارة الذهبيّة:
للمرة الأولى يقوم رئيس الكهنة هرون بنفسه برفع السُرُج وإضاءتها كأمر الرب. وقد جاء هذا الطقس قبل سيامة اللاويّين مباشرة لتأكيد حقيقة عملهم أنه ليس مجرد حمل الخيمة ومساعدة الكهنة في أعمال ظاهرة إنما الاستنارة بالسيد المسيح رئيس الكهنة الأعظم لكي يضيئوا وسط إخوتهم (مت 5: 15).
المنارة بسرجها السبع إنما تشير إلى عمل الروح القدس الكامل في حياة الكنيسة (رؤ 4: 5)، خاصة خلال الأسرار السبعة. وكأن خدام الله إذ يضيئهم السيد المسيح بروحه القدوس الناري يصيرون سراجًا سماويًا مملوءً بزيت النعمة، ملتهبًا على الدوام ليل نهار، يحرق الشر وينير النفوس.
أخيرًا فإن فتائل السُرُج تُصنع من ثياب الكهنة القديمة، فإن كانت الثياب تشير إلى الجسد، فإن هذه السُرُج إنما تمثل الأتعاب التي يعيشها الكهنة والخدام حتى تتمزق أجسادهم وتبلى... لكنها لا تساوي شيئًا في ذاتها بل تكون كثوب قديم بلا ثمن. أما إذا أشعلها الكاهن بنار الروح المنطلق إلينا خلال الذبيحة تتحوَّل هذه الثياب البالية سرّ استنارة للكثيرين.
سيامة اللاويّين:
تمرير الموسى على جسدهم إشارة إلى نزع كل ما تعلق بالجسد من دنس، وغسل الثياب التي هي رمز الجسد علامة النقاوة. أما موسى النبي مستلم الشريعة وممثل الوصيّة الإلهيّة فينضح عليهم ماء التطهير أو ماء الخطيّة (ع 7). أما الشعب أو بمعنى آخر رؤساء الشعب فيضعون الأيدي على اللاويّين (ع 10)
إقامة الفصح في السنة الثانية:
صدرت الأوامر الإلهيّة لموسى النبي في بدء السنة الثانية قبيل عمل الإحصاء بالاحتفال بعيد الفصح بكونه العيد الأول بعد خروجهم، وكان لإقامته أهمية خاصة فإن الفصح قبل العبور مباشرة كان على عجلة لكي يخرجوا الأمر الذي جعل أولادهم لا يدركون طقسه، هذا بجانب أحداث الخروج وما سبقها من آيات وعجائب وما تلاها من عبور البحر الأحمر وهلاك فرعون وجنوده... الخ. الأمر الذي يُخشى أن يصير خروف الفصح جزءًا عاديًا بين الأحداث. لقد أراد الله هنا أن يبرز دور الفصح في بدء انطلاقهم في البريّة، ويبقى هذا الأمر يشغل أذهانهم حتى في أرض الموعد إلى مجيء الفصح الحقيقي الذي يذبح لأجلنا.
موقف غير المستعدين للفصح:
ظهرت مشكلة جديدة وهي ماذا يفعل الذين تنجسوا بميت أو كانوا على سفر بعيد؟ لقد سأل الشعب موسى النبي، فأجاب الأخير: "قفوا لأسمع ما يأمر به الرب من جهتكم" [18]. هكذا يؤكد موسى النبي أنه لا يتصرف في كبيرة أو صغيرة دون طلب مشورة الله نفسه. هذا هو سرّ قوة الكنيسة وكل عضو فيها أن يطلب مشورة الله لا الناس.
لم يحرم الله من تنجس بميت- بغير إرادته- أو كان في سفر بعيد من إقامة الفصح لكنه قدم لهم فرصة ممارسته في الشهر الثاني بدلًا من الأول، أما من يمتنع عن ممارسة طقسه بلا سبب فتُقطع نفسه من شعب الله.
لغة الابواق:
أمر الله موسى النبي أن يصنع بوقين من الفضة يُستخدمان في مناداة الجماعة، كما في الرحيل، وفي الحرب، وفي الأعياد. كانت الأبواق هي اللغة التي يتحدث بها الكهنة ليعرف الكل ما يجب أن يفعلوه، فبنغمات معينة يعرف رؤساء الجماعة أنهم مدعوون للاجتماع، وبأخرى تعرف الجماعة كلها أنها مدعوة للاجتماع. هناك نغمة خاصة لكي تبدأ مَحَلَّة يهوذا بالتحرك من خلالها أيضًا تعرف اتجاه التحرك، ونغمة خاصة لتتحرك مَحَلَّة رأوبين وهكذا... نغمة خاصة بالحرب غير التي للاحتفال بعيد.
تُصنع الأبواق من الفضة لأنها تشير إلى كلمة الله كقول المرتل "كلام الرب كلام نقي كفضة مصفاة في بوطة في الأرض ممحوصة سبع مرات" (مز 12: 6). هذه هي لغة الكهنة، أن ينطقوا بكلمة الله على الدوام ليحثوا أولاد الله على الاجتماع بروح الشركة، أو حثهم على الجهاد أثناء سيرهم في بريّة هذا العالم. هي سرّ نصرتهم في حربهم الروحيّة، وهي سرّ فرحهم وتهليل قلبهم في عيدهم الممتد بلا انقطاع.
ارتحال الشعب:
قدَّم لنا الوحي الإلهي عينة من قيادة الله لشعبه أثناء الرحلة، فقد ارتفعت السحابة عن الخيمة متجهة نحو بريّة فاران، فأطلق الكهنة البوق ليبدأ الموكب حسبما أمر الرب بنظام دقيق. انطلقت الكنيسة كلها على شكل صليب كما سبق فقلنا، يبدأ براية مَحَلَّة يهوذا التي تتكون من ثلاث أسباط يتقدم كل سبط رئيسه، ثم مَحَلَّة رأوبين ثم يرتحل اللاويّون في الوسط فمَحَلَّة أفرايم وأخيرًا مَحَلَّة دان.
تابوت العهد يتقدمهم:
في بدء الرحلة ساروا ثلاثة أيام متوالية، فإنه لا يمكن لنا أن ننطلق في البريّة من جبل سيناء نحو أرض الموعد ما لم نحمل فينا قوة قيامة السيد، لأن رقم 3 كما سبق فرأينا في تفسير سفر الخروج يشير إلى القيامة. بدون القيامة تسير المسيرة عنيفة وقاسية ومرّة للغاية بل ومستحيلة، أما بقيامة الرب فتتحول أتعابها إلى بهجة، وتصير آلامها مصدر تعزية.
هنا لأول مرة يبرز دور تابوت العهد كممثل للحضرة الإلهيّة يتقدم الموكب (ع 33) ليس تقدمًا مكانيًا لأنه في وسط الجماعة، ولا زمانيًا إذ يتحرك به القهاتيّون في الترتيب الثالث بعد مَحَلَّة يهوذا ومَحَلَّة رأوبين، إنما يتحرك حركة غير منظورة، كقائد خفي وسرّ قوة وتقديس للمسيرة. وإن اعتبرنا كل مَحَلَّة بأسباطها الثلاثة تتحرك ثلاث حركات فيكون ترتيب التابوت هو الثامن (أسباط مَحَلَّة يهوذا "3" + أسباط مَحَلَّة رأوبين "3" + موسى وهرون والكهنة "1" + القهاتيّون حاملوا تابوت العهد "1"). والسيد المسيح قام في اليوم الثامن من الأسبوع السابق، أو أول الأسبوع الجديد.
اختيار سبعين شيخًا:
إذ استثقل موسى المسئوليّة طلب الله منه أن يجمع سبعين شيخًا يعلم أنهم شيوخ الشعب وعرفاؤه (ع 16)، يقفوا معه في العمل، فلا يحمل ثقل الشعب وحده (ع 17).
استخدم الله لحظات الضعف في نبيه لبنيان الجماعة فأقام السبعين شيخًا حتى يكتمل التنظيم الكنسي لا بوجود النبي ورئيس الكهنة والكهنة واللاويّين ورؤساء الأسباط فقط وإنما أيضًا بإقامة سبعين شيخًا من العلمانيّين يهبهم روحه القدوس ليشتركوا في التدبير، وكأن الله منذ القديم أراد تأكيد دور العلمانيّين- إن صح هذا التعبير- سواء عن طريق رؤساء الأسباط أو السبعين شيخًا.
ألْداد وميداد يتنبآن:
غالبًا هما أخوان، الأول يُدعى ألْداد أي "من يحبه الرب"، والثاني ميداد أي "محبوب". لقد اختارهما موسى بين السبعين شيخًا لكنهما لم يخرجا مع بقية الشيوخ حوالي الخيمة بل بقيا في المَحَلَّة، فحلّ عليهما الروح وتنبآ مثل بقية الشيوخ.
لقد سمح الله بهذا ليؤكد للشعب أن الروح الذي حلّ على الشيوخ هو عطيّة الله نفسه وليس عطيّة موسى، لهذا وهبه حتى لغير الحاضرين. بهذا لا يساء فهم القول: "أخذ من الروح الذي حلّ عليه وجعل على السبعين رجلًا الشيوخ"
غيرة مريم وهرون:
تحدثت مريم وهرون ضد أخيهما موسى النبي بسبب المرأة الكوشيَّة التي اتخذها لنفسه زوجة (ع 2). ويعلِّل البعض سرّ تذمرهما عليه أنه في اختياره للسبعين شيخًا ربما لم يرجع إليهما فدبت الغيرة فيهما وتسلَّل الحسد إلى قلبيهما، ويُدلِّلون على ذلك بقولهما: "هل كلَّم الرب موسى وحده؟ ألم يكلمنا نحن أيضًا؟"
برص مريم:
يقول الكتاب: "فحمي غضب الرب عليهما ومضى. فلما ارتفعت السحابة عن الخيمة إذا مريم برصاء كالثلج" [9-10]. حقًا ما أخطر الحديث عن خدام الله، خاصة إن كان بدافع الحسد الداخلي
ربما يسأل البعض: لماذا لم يسقط هرون تحت نفس التأديب مع أخته؟
يجيب القديس إيرينيئوس: [ربما لأنه كان لهرون شيء من العذر بكونه الأخ الأكبر وقد زيّن بكرامة الكهنوت. هذا والبرص حسب الشريعة نجاسة، ولما كان أصل الكهنوت وأساسه في هرون لهذا لم يسمح له الرب بتأديب مشابه لئلا يمسك هذا الأمر بكل نسله (الكهنوتي)، لكن الله أيقظ مخاوفه وعلَّمه ذات الدرس خلال أخته، فقد أثَّرت عقوبة أخته عليه حتى التجأ إلى موسى المُساء إليه لكي يشفع عنها حتى يزول عنها هذا الغم
اختار موسى اثني عشر من رؤساء الشعب ليذوقوا ثمر الأرض فيقدرون أن يشهدوا لإخوتهم مقدِّمين عربونًا للبركات الممنوحة لهم من قبل الله، إذ يليق بالمعلمين لا أن يقدموا فلسفات ومعتقدات نظرية وكلمات بلا خبرة، بل يقدمون للشعب من خيرات الله الداخليّة التي تذوقوها فعلًا وعمليًا.
كان بين الرجال اثنان ممتازان هما هوشع الذي دُعي يشوع (ع 8: 16)، وكالب بن يفنة (ع 6). دعى موسى هوشع يشوع، لأن هوشع تعني صلاة: "خلّص"، أما يشوع فتعني "مخلص"، وكأن موسى باختياره هوشع أدرك أن الصلاة الخاصة بإتمام الخلاص قد تحققت رمزيًا لهذا دعاه يشوع أي "يسوع" الذي هو المخلص الحقيقي.
أما "كالب" فاسمه يعني "قلب"، أي يعمل العمل بكل قلبه في إخلاص بلا خوف، واثقًا في إمكانية الله المُقدَّمة لنا للغلبة والنصرة حتى نتمتع بمواعيده.
التعليمات الصادرة إليهم:
يمكننا تلخيص التعليمات الصادرة إلى هؤلاء الرجال في كلمتين هما "اصعدوا... تشددوا" (ع 17، 20).
أولًا: "اصعدوا من هنا... واطلعوا الجبل" ، ومن خلال الجبل ينظرون الأرض والساكنين فيها. هكذا يليق بالمعلمين لكي يشهدوا للحق أن يتذوقوه بصعودهم من هنا بقلوبهم وارتفاعهم على جبل الوصيّة الإلهيّة فتُحلِّق نفوسهم في السمويات، وتنفتح بصيرتهم الداخليّة على الأرض الجديدة وسكانها وأمجادها. بهذا يختبرون عربون الميراث الأبدي فيقدموا لرعيتهم من الخيرات التي نظروها واختبروها بأنفسهم. حقًا إن بقي الراعي مغموسًا مع رعيته في الاهتمامات الأرضيّة والمطالب اليوميّة ولم يرتفع على الجبل، كيف يقدر أن يسحب قلوب شعب الله نحو المرتفعات العالية ويقدِّم لهم الأبديات؟
ثانيًا: "تشدَّدوا فخذوا من ثمر الأرض"... لا يقف الأمر عند الصعود بل ينبغي أن يتشدد قلب المعلم بقوة واثقًا برجاء في تحقيق وعود الله، متذوقًا بنفسه عطيّة الله له، مؤمنًا بالله القادر أن يهب البشريّة هذه العطيّة. ليس شيء يحطم الخدمة مثل دخول روح اليأس في حياة المعلمين من جهة أنفسهم أو رعيتهم. فإنه يليق بنا أن نرى يدّ الله القويّة القادرة على رفع كل البشريّة نحو مواعيده المقدَّسة. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [يجب على الراعي أن يكون نبيلًا، لا يخور عزمه ولا ييأس من خلاص الضالين من القطيع، بل دائمًا يباحث نفسه قائلًا: "عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق، فيستفيقوا من فخ إبليس" (2 تي 2: 25)].
كانت تحركات الرجال هكذا:
أ. صعدوا من بريّة صين، وهي منطقة صحراويّة تقع في الحدود الجنوبيّة لكنعان (عد 34: 3-4) ويهوذا (يش 15: 1) تحوي داخلها قادش ومريبة (عد 20: 1، 27: 14، 33: 36، تث 32: 51) وعلى حدود آدوم غربًا، وهي إما تمثل جزءًا من بريّة فاران أو على حدودها عند قادش
ب. رحوب: اسم عبري معناه "مكان رحب أو متسع". وهي مدينة أراميّة تقترب من الحدود الشمالية لكنعان. وفيها دارت الحرب بين رجال داود والعمونيّين (2 صم 10: 8) حيث كانت تُدعى "بيت رحوب".
أما قوله "في مدخل حماة"، فإن حماة هي بعينها المدينة الحالية التي تسمى حماة، تقع حوالي 130 ميل شمال دمشق وحوالي 30 ميل شمال حمص. يرى البعض قوله "في مدخل" يعني عند الطريق المؤدي إلى حماة ربما يكون الوادي الطويل الذي يقع بين سلسلتي جبال لبنان الغربيّة والشرقيّة والذي فيه يمتد الطريق إلى حماة.
ج. حبرون: اسم عبري يعني "صحبة أو رباط"، كانت تسمى قديمًا "قرية أربع" (تك 23: 2)، كانت تبع يهوذا (يش 15: 48، 54). بنيت سبع سنوات قبل صوعن (تانيس) في مصر، المدينة التي تمت فيها المفاوضات بين موسى وفرعون (مز 78: 12، 43).
د. أشكول: تعني "عنقود"، ولا يعرف إن كان هذا الاسم قديمًا قبل موسى النبي، أم حمل الاسم في عصره حينما أحضر منه الرجال عنقود العنب. وهو وادي قريب من حبرون غالبًا يقع في شمالها، ولا تزال هذه المنطقة مشهورة بكرومها.
تقريرهم:
انقسم التقرير المُقدَّم من الرجال إلى قسمين، الغالبية العظمى لم تستطع أن تنكر ما رأته من خيرات لكنها ارتعبت من بني عناق وأرعبوا الجماعة معهم ففقدوا رجاءهم وانحطوا إلى اليأس. لقد جاء التقرير هكذا: "حقًا قد ذهبنا إلى الأرض التي أرسلتنا إليها، وحقًا إنها تفيض لبنًا وعسلًا وهذا ثمرها. غير أن الشعب الساكن في الأرض معتز والمدن حصينة عظيمة جدًا، وأيضًا قد رأينا بني عناق هناك... وقد رأينا هناك الجبابرة بني عناق من الجبابرة فكنا في أعيننا كالجراد وهكذا كنا في أعينهم" [27-28، 33]. أما القسم الثاني الذي كان يضم كالب مع يشوع فقال: "إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها"
العصابة الأسمانجونيّة:
يقول الرب لموسى: "قل لهم أن يصنعوا لهم أهدابًا في أذيال ثيابهم في أجيالهم، ويجعلون على هُدب الذيل عصابة من أسمانجوني". إن كان هُدب الذيل يصل إلى التراب، فإنه بوضع عصابة من أسمانجوني (لون سماوي) يجعل أفكارنا سماويّة حتى وإن كنا نعيش بالجسد (الثوب) على الأرض!
قورح وجماعته:
أراد قورح وداثان وأبيرام اغتصاب الكهنوت ومعهم 250 من رؤساء الجماعة ذوي اسم، قائلين: "إن كل الجماعة مقدَّسة وفي وسطها الرب، فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب؟". لقد رأوا في تسلم موسى النبوة وهرون رئاسة الكهنوت تمييزًا لهما عن الجماعة المقدَّسة، فأرادوا أن يكون الكهنوت مشاعًا لا يقف عند سبط دون آخر أو إنسان دون غيره.
كانت نهاية قورح المتكبر وأيضًا داثان وأبيرام انشقاق الأرض وابتلاعهم أحياء، أي سقطوا إلى الهاوية.
اعتزلت الجماعة مسكن قورح وداثان وابيرام، حيث انفتحت الأرض وابتلعت الرجال وكل ما لهم من نساء وأطفال، فهبطوا إلى الهاوية أحياء، أما المائتان وخمسون رئيسًا فخرجت نار من عند الرب وأكلتهم.
مجامر قورح وجماعته:
إن كان الله قد أدَّب الكهنة المزيفين، أو مغتصبي الكهنوت، لكنه يرى في المجامر التي استُخدِمت لتقديم بخور باسمه القدوس قد تقدَّست. لهذا طلب من موسى النبي أن تُطرق هذه المجامر النحاسيّة ويُغشى بها المذبح النحاسي.
تذمر الشع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دراسة موجزة فى سفر العدد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دراسة موجزة فى سفر التثنية
» المسيح فى سفر العدد
» 4 + مقدمة في سفر العدد " Numbers "
» المعلمون يهددون: (آخر كلام.. لا دراسة هذا العام)
» دراسة لأنتاج حبوب منع الحمل للرجال ..!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد القديم-
انتقل الى: