منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010110


  مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010111


  مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010112

  مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
سالى عبده
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
عزت
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
kamel
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مريانا
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
د.محبوب
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
mmk
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
بهيج
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مارونا
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
diana.wahba
 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

  مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17236
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي    مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 30 أكتوبر 2012, 2:10 pm

 مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 4196810853

مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس
أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
إذ تمت محاكمة السيد المسيح دينيًا في دار رئيس الكهنة، اُقتيد إلى بيلاطس الوالي الذي من حقه تنفيذ الحكم، وتحت إصرار الجماهير حكم عليه بالموت صلبًا.



1. محاكمته مدنيًا


1-15.

2. الاستهزاء به


16-20.

3. في الطريق إلى الصليب


21-22.

4. تقديم خمر ممزوجة مرًا


23.

5. اقتسام ثيابه


24.

6. صلبه بين لصين


25-28.

7. السخرية منه


29-32.

8. حدوث ظلمة


33.

9. تسليم الروح


34-37.

10. انشقاق حجاب الهيكل


38.

11. إيمان قائد المئة


39.

12. التفاف النسوة حوله


40-41.

13. دفنه


42-47.
1. محاكمته مدنيًا

إذ قضى السيد المسيح الليل كله في دار رئيس الكهنة يحتمل الإهانات وسط ظلمة أفكارهم الشريرة استقر الرأي أن يُسلم في يديّ الحاكم الروماني لقتله.يقول الإنجيلي: "وللوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والمجمع كله، فأوثقوا يسوع، ومضوا به وأسلموه إلى بيلاطس" [1].

يا للعجب! قبضوا عليه وضمروا ضده لأنه لم يحقق لهم شهوة قلوبهم: الخلاص من المستعمر الروماني والسيادة الصهيونية في العالم، ولكي يقتلوه سلموه للحاكم الروماني بكونه مثير فتنة، يقيم نفسه ملكًا، ويحرض الشعب على عدم دفع الجزية لقيصر (لو 23: 1-2).

سلموه للحاكم الروماني ليقتله، فسلمهم الله لتيطس الروماني يحرق مدينتهم ويهدم الهيكل الذي ثاروا لأجله قائلين أنه سيهدمه...فتحقق فيهم قول المرتل داود: "أعطهم حسب فعلهم، وحسب شر أعمالهم، حسب صنع أيديهم أعطهم، ردّ عليهم معاملتهم" (مز 28: 4).

إذ جاءوا به إلى بيلاطس يوجهون له أخطر اتهام في ذلك الحين، إنه يقيم نفسه ملكًا، الأمر الذي لا يمكن للحاكم أن يتهاون فيه وإلا حُسب خائنًا لقيصر.لذلك "سأله بيلاطس: أنت ملك اليهود؟" [2]. "فأجاب وقال له: "أنت تقول" [2].هكذا لم ينكر السيد المسيح مركزه كملكٍ، لكنه بحسب إنجيل يوحنا - أوضح لبيلاطس أنه ملك روحي، مملكته ليست من هذا العالم.

كان بيلاطس يتوقع أن يسمع حديثًا طويلًا من السيد المسيح فيه يدافع عن نفسه بشأن هذا الاتهام الذي عقوبته الموت، خاصة أنه يسمع عنه كمعلمٍ للجماهير في الهيكل وعلى الجبال وعلى الشواطئ، لا تنقصه البلاغة والقدرة عن الدفاع عن نفسه، لكن السيد المسيح التزم بالصمت، حتى سأله بيلاطس: "أما تجيب بشيء؟ انظر كم يشهدون عليك"، فلم يجيب يسوع أيضًا بشيء حتى تعجب بيلاطس [5].

يقول القديس أمبروسيوس: [أنه مثل رائع يدعو قلوب البشر أن تحتمل الإهانة بروح ثابتة. أتهم الرب وصمت! وكان في صمته محقًا لأنه لم يكن في حاجة أن يدافع عن نفسه.الدفاع عن النفس هو عمل الذين يخشون الهزيمة. أنه لا يؤكد الاتهام، إنما يستخف به بعدم تنفيذه.تُرى ماذا يخشى إن كان لا يريد أن يخلص نفسه، بل يود خلاص الجميع، مضحيًا بحياته ليقتني خلاصهم. لقد صمتت سوسنة وانتصرت (دا 13: 35)! إن أفضل القضايا هي التي تتبرر فيها دون دفاع[358]!]

يقول العلامة أوريجينوس: [كان مقتنعًا بأن حياته كلها وأعماله بين اليهود أفضل من أي كلام لدحض شهادة زور، وأسمى من أي كلام يقوله للرد على الاتهامات[359].]

كان صمت السيد المسيح يحمل قوة اجتذبت قلب بيلاطس فاشتاق أن يطلقه مقدمًا لليهود فرصًا كثيرة للتراجع، وإن كان من أجل الخوف خضع لمطلبهم.من بين هذه الفرص التي قدمها لهم الآتي:
الفرصة الأولى: كان عادة يطلق لهم في كل عيد أسيرًا واحدًا من طلبوه [6]، فسألهم: "أتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود؟ لأنه عرف أن رؤساء الكهنة قد أسلموه حسدًا" [9-10]. لكن رؤساء الكهنة هيجوا الجمع لكي يطلق لهم باراباس الموثق مع رفقائه في الفتنة ولا يطلق يسوع.هكذا كان الكأس يمتلئ أكثر فأكثر، إذ يشتاق الروماني أن يطلقه، أما هم فكانوا يصرون على قتله! يرى العلامة أوريجينوس[360] في إطلاق باراباس اللص وذبح السيد المسيح تحقيقًا لما جاء في سفر اللاويين عن يوم الكفارة العظيم (لا 16)، حيث يُطلق تيس في البرية يسمى باسم عزازيل ويذبح الآخر ويحسب من نصيب الرب.وفي نص منسوب للقديس جيروم يكرر فكرة العلامة أوريجينوس فيقول بأنه يوجد أمام بيلاطس تيسان، واحد يُطلق في برية الجحيم ترافقه خطايا الناس، والثاني يُذبح كحمل من أجل غفران الخطايا.باراباس من نصيب عزازيل، والمسيح هو الحمل الذي من نصيب الله.

الفرصة الثانية:عاد يسألهم من جديد لعلهم يراجعون أنفسهم، قائلًا لهم: "فماذا تريدون أن أفعل بالذي تدعونه ملك اليهود؟ فصرخوا أيضًا: اصلبه.فقال لهم بيلاطس: وأي شر عمل؟ فازدادوا جدًا صراخًا: أصلبه" [12-14].يحدثهم بيلاطس بنطس بلغتهم فيدعو السيد المسيح "ملك اليهود"، فكان يليق بهم ألا يرفضوا هذا الملك السماوي لكنهم أصروا على رفضه طالبين صلبه، حتى بسقطتهم هذه انفتح الباب للأمم كقول الرسول بولس: "بذلتهم صار الخلاص للأمم لإغارتهم، فإن كانت ذلتهم غنى للعالم ونقصنهم غنى للأمم،فكم بالحري ملؤهم؟" (رو 11: 11-12).

كانوا عن حسد وجهالة يصرخون: "أصلبه"، ولم يدركوا أنهم يحققون بغير إرادتهم النبوات والرموز التي بين أيديهم. لم يدركوا أن بين أيديهم هابيل الذي وجده أخوه في الحقل فقتله بلا ذنب، دمه يصرخ لا للانتقام إنما لتطهير العالم.بين أيديهم إسحق الحامل خشب المحرقة ليقدمه أبوه ذبيحة محرقة.إنه موسى الحامل عصاه لا ليعبر بهم البحر الأحمر منطلقًا بهم نحو أورشليم، وإنما يعبر بهم الموت ليهبهم حياة جديدة فيه ويدخل بهم إلى حضن الآب.

إنه عنقود العنب الذي حمله يشوع على خشبة، لا كعربون لأرض الميراث، وإنما حياة أبدية لمن يتناول منه ويثبت فيه.إنه إليشع النبي الذي لما ألقى بخشبة في المياه ليطفوا الفأس الحديدي ويأتي به من العمق إنما ليرفع البشرية المثقلة بالخطايا ويطلقها من أعماق الجحيم، يسحبها بالصليب شجرة الحياة ليردها إلى الفردوس السماوي:

اشتهى اليهود صلب السيد المسيح للخلاص منه بالصليب، بينما كان الأنبياء يشتهون أن يجلسوا تحت ظل المصلوب، قائلين على لسان العروس: "تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي" (نش 2: 3).هذا الصليب الذي سحب قلوب المؤمنين ليترنموا مع الرسول قائلين: "وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6: 4).

على أي الأحوال اشترك معهم بيلاطس وإن كان ليس عن اقتناع إنما لإرضائهم: "فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجمع ما يرضيهم أطلق لهم باراباس وأسلم يسوع بعدما جلده ليُصلب" [15].أسلمه للجَلْد والإهانة لنسمع السيد يقول على لسان نبيه إشعياء: "بذلت ظهري للضاربين وخديّ للناتفين، وجهي لم أستر عن العار والبصق" (إش 5: 6).وكما يقول القديس أمبروسيوس: [جُلد هو لكي لا نجلد نحن.]
2. الاستهزاء به

"فمضى به العسكر إلى داخل الدار التي هي دار الولاية،

وجمعوا كل الكتيبة.

وألبسوه أرجوانًا، وضفروا إكليلًا من شوك ووضعوه عليه.

وكانوا يضربونه على رأسه بقصبة ويبصقون عليه،

ثم يسجدون له جاثين على ركبهم،

وبعدما استهزءوا به نزعوا عنه الأرجوان،

وألبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه" [16-20].

ما حدث معه خلال طريق الصليب لم يكن بلا معنى، فقد أعد الطريق لنفسه منذ الأزل في فكره لخلاصنا. من أجلنا احتمل الصليب بسرور مستهينًا بالخزي (عب 12: 2). يرى بعض المفسرين أن خلع ثيابه إلى حين ليلبس الثوب الأرجواني يشير إلى خلع اليهود الذين كانوا ملاصقين له حسب الجسد، أنكروه فخلعوا أنفسهم بأنفسهم عنه، حتى إن تابوا ورجعوا إليه بالإيمان بعيدًا عن الفكر المادي (الصهيوني) أي صاروا مسيحيين في أواخر الدهر يلتصقون به، كقول الرسول: "إن القساوة قد حصلت جزئيًا لإسرائيل إلى أن يدخل ملء الأمم" (رو 11: 25).

يحدثنا القديس أمبروسيوس عن الثوب الأرجواني، قائلًا: [أما الثوب الأرجواني الذي ألبسه له الجند، الرداء الأحمر، فيشير إلى نصرة الشهداء وإلى السلطان الملوكي.لأنه كان ينبغي لجسده أن يجمع لأجلنا الدم المسفوك ويهبنا بآلامه مُلكه فينا[361].]

يعلق القديس مار يعقوب السروجي على هذه الأحداث قائلًا:

[عَرّاه الصالبون كالجزارين، أما هو فسكت يشبه النعجة قدام الجزازين.

ترك لباسه حين فرح، حتى يلبس الذين خرجوا من الفردوس عرايا!

يلبسهم ثيابه ويبقى هو في هزء، لأنه عرف أنها تصلح لآدم المفضوح!

عروا ثيابه وألبسوه ثوبًا قرمزيًا لون الدم، حتى يتزين به العريس المقتول!

ضفروا إكليل الشوك ووضعوه له، وهذا يليق به، إذ جاء ليقتلع الأشواك من الأرض!

حمل لعنة الأرض بالإكليل الذي وضعوه على رأسه، وحمل ثقل العالم كله كالجبار!

الخطايا والذنوب والأوجاع والآلام والضربات ضُفرت بالإكليل، وُوضعت على رأسه ليحملها!

وانحلت بالأشواك لعنة آدم!

صار لعنة حتى يتبارك به الوارثون الراجعون!

بإكليله خلع زرع الحية الملعون...!

بإكليل الشوك هدم تاج الشيطان الذي أراد أن يكون إلهًا على الخليقة!

بإكليل شوكه ضفر إكليلًا لابنة الأمم، العروس التي خطبها من بين الأصنام وكتبها باسمه...!

لطموا بالقصبة الرأس المرتفع فارتعبت الملائكة...!

انظر إلى المسيح، كيف احتمل من الآثمة؟

ذاك الجاهل كيف تجاسر وتفل في وجهه؟

نظرة مخوفة، مملوءة دهشة، أن ينظر الإنسان الشمع قائمًا ويتفل في وجه اللهيب...!

وهذه أيضًا من أجل آدم حدثت، لأنه كان مستحقًا البصاق لأنه زلّ! وعوض العبد قام السيد يقبل الجميع[362]!]
3. في الطريق إلى الصليب

يروي لنا الإنجيليون عن تسخير رجل كان مجتازًا من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو الكسندروس وروفس ليحمل صليبه، وجاءوا به إلى موضع جلجثة الذي تفسيره جمجمة (21: 22).

إن كانت كلمة "سمعان" تعنى "يسمع" أو "يطيع" وكلمة "قيروان" تعنى “ميراثًا"، وهي مدينة أممية في ليبيا، فان سمعان القيرواني يشير إلى كنيسة العهد الجديد التي صارت وارثة خلال طاعة الإيمان، وقد جاءت من الأمم لكي تشارك مسيحها صليبه، وتنعم معه بهذا الشرف العظيم.

لقد حمل السيد المسيح صليبه (يو 19: 17) على كتفه علامة ملكه كقول إشعياء النبي: "وتكون الرئاسة على كتفه" (إش 9: 6)، وقد رُمز له بإسحق الذي حمل خشبة المحرقة إلى موضع الذبيحة (تك 22: 6). وفي الطريق إذ سقط السيد تحت ثقل الخشبة عدة مرات سخر الجندي سمعان القيرواني ليحمل الصليب، فصار يمثل الكنيسة التي تشارك عريسها آلامه لتنعم بقوة قيامته وشركة أمجاده السماوية.

جاءوا به إلى موضع جلجثة، الذي تفسيره "جمجمة" [22]، ويقال أن هناك دفن آدم. وكأن السيد المسيح قد ارتفع على شجرة ليهب حياة لآدم فاقد الحياة بسبب الشجرة. ويرى القديس كيرلس الأورشليمي أن هذه التسمية تذكرنا أن المصلوب هو "رأس كل رياسة وسلطان" (كو 2: 10)، تألم الرأس فوق موضع الجمجمة‍‍‍‍‍‍[363]!
4. تقديم خمر ممزوجة مرًا

"وأعطوه خمرًا بمر ليشرب، فلم يقبل" [23]. كانت هذه عادة الرومان كنوعٍ من التخدير حتى لا يشعر المصلوب بكل ثقل الآلام، لكن الرب جاء ليحمل الآلام عنا بإرادته، ينحني نيابة عنا لهذا الثقل.
5. اقتسام ثيابه

"ولما صلبوه اقتسموا ثيابه، مقترعين عليها ماذا يأخذ كل واحدٍ" [24]. إن كانت ثيابه تشير إلى الكنيسة جسد المسيح، فإن اقتسامها بين الجند الرومان دون تمزيقها، إنما يشير إلى الكنيسة الممتدة في الأمم، فهي ثياب كثيرة لكن يلزم أن تكون بلا تمزيق ولا انقسام. يقول القديس كيرلس الكبير :[أرجاء المسكونة الأربع اقتسمت بينها رداء الكلمة أي جسده الذي ظل أيضًا غير مقسم، ورمز إلية بالقميص. لأن الابن الوحيد يقسم جسده الذي يقدس به نفوس وأجساد الذين يتناولونه إلى أجزاء صغيرة حسب الاحتياج... إلا أن جسده واحد حي في الكنيسة كلها دون أن ينقسم، لأن بولس يقول أن المسيح لا يمكن أن ينقسم (1 كو 1: 13) وهذا هو معنى السرّ الخاص بالمسيح[364].]

يرى بعض الآباء في تقسيم الثياب بين الجند إشارة إلى تمتع كل الفئات بالإيمان الواحد، وهم الكهنة، والبتوليون، والأرامل، والمتزوجون.
6.صلبه بين لصين

"وكانت الساعة الثالثة فصلبوه.

وكان عنوان علته مكتوبًا: ملك اليهود.

وصلبوا معه لصين، واحدًا عن يمينه وآخر عن يساره.

فتم الكتاب القائل: وأحصى مع أثمه" [25-28].

حسب القديس مرقس بدأ الصلب منذ صرخ الشعب أمام بيلاطس "أصلبه"، وقد وافقهم بيلاطس على طلبهم. وإن كان رفعه على الصليب قد تم في وقت الساعة السادسة. لهذا يرى القديسان جيروم وأغسطينوس[365] أن القديس مرقس بقوله هذا حمل الشعب اليهودي مسئولية صلبه، صلبوه بألسنتهم قبل أن ينفذ الرومان حكمهم هذا!

كُتبت علته على الصليب "ملك اليهود"، ولم يكن ذلك جزافًا فقد تضايق اليهود وأرادوا أن يُكتب أنه قال عن نفسه أنه ملك اليهود، لكنهم لم يستطيعوا بالصليب أن ينزعوا عنه انتسابه لملكه، إذ جاء الصليب يقيم مملكته فينا! يقول القديس أمبروسيوس: [كان المسيح يسوع المصلوب، وكان مجده الملوكي يشع من فوق الصليب[366].]

يحدثنا القديس كيرلس الأورشليمي عن صلبه بين لصين، قائلًا:

[فيما يتعلق باللصين الذين صُلبا معه، كتب: "وأُحصِيَ مع آثمة" (إش 53).

كان كلاهما أثيمين قبلًا، ولكن أحدهما لم يعد كذلك.

الذي ظل أثيمًا رفض الخلاص إلى النهاية، وإذ كانت يداه موثقتين كان يضرب بلسانه مجدفًا...

ولكن الآخر كان ينتهره.كان هذا نهاية حياته وبداية توبته، فأسلم روحه وتلقى الخلاص، إذ أنه بعد أن وبخ رفيقه قال:

"اذكرني يا رب فإني إليك أصرخ.

أترك هذا لأني عيني فهمي مغلقتان، ولكن اذكرني.

لا أقول أذكر أعمالي فإنها تخيفني.

كل إنسان طيب نحو رفيق سفره، وأنا لا أقول اذكرني الآن، وإنما عندما تأتي في ملكوتك".

أية قوة أنارتك أيها اللص؟ من علمّك أن تعبد هذا المحتقر والمصلوب معك؟

أيها النور الأزلي الذي يضيء لمن هم في الظلمة[367].]

يقول القديس كيرلس الكبير: [عُلق معه لصان كما قلت، يسخران بالآلام التي تجلب خلاصًا للعالم كله، لكن واحدًا منها شابه في سلوكه اليهود الأشرار...وأما الآخر فأخذ اتجاهًا مختلفًا يستحق بحق إعجابنا، إذ آمن به وفي وسط معاناته المرة للعقوبة انتهز الصخب العنيف الذي لليهود وكلمات زميله المعلق معه
لقد اعترف بخطاياه وأنه بعدل جُزي، صار ديانًا لطرقه الشريرة لكي يغفر الله جريمته، إذ قيل "قلت أعترف للرب بذنبي، وأنت رفعت آثام خطيتي" (مز 32: 5).لقد حمل للمسيح شهادة غير ملومة، وبكت نقص اليهود لمحبة الله، وأدان حكم بيلاطس، قائلًا: "أما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محله" (لو 23: 41).يا له من اعتراف جميل...!لقد ربح ميراث القديسين، وصار اسمه مكتوبًا فوق في السماء، في سفر الحياة ذاك الذي حُكم عليه بالموت، وأُحصى مع سكان المدينة العلوية[368].]

يرى البعض أن اللصين يشيران إلى الشعبين اليهودي والأممي، أحدهما حُكم عليه بالموت خلال الناموس الموسوي، والثاني خلال الناموس الطبيعي، وقد صلب السيد المسيح بينهما ليضمهما معًا فيه كحجر زاوية للكنيسة الجامعة، مقدمًا دمه ثمنًا للوحدة فيه!
مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي إذ تمت محاكمة السيد المسيح دينيًا في دار رئيس الكهنة، اُقتيد إلى بيلاطس الوالي الذي من حقه تنفيذ الحكم، وتحت إصرار الجماهير حكم عليه بالموت صلبًا. 1. محاكمته مدنيًا 1-15. 2. الاستهزاء به 16-20. 3. في الطريق إلى الصليب 21-22. 4. تقديم خمر ممزوجة مرًا 23. 5. اقتسام ثيابه 24. 6. صلبه بين لصين 25-28. 7. السخرية منه 29-32. 8. حدوث ظلمة 33. 9. تسليم الروح 34-37. 10. انشقاق حجاب الهيكل 38. 11. إيمان قائد المئة 39. 12. التفاف النسوة حوله 40-41. 13. دفنه 42-47. 1. محاكمته مدنيًا إذ قضى السيد المسيح الليل كله في دار رئيس الكهنة يحتمل الإهانات وسط ظلمة أفكارهم الشريرة استقر الرأي أن يُسلم في يديّ الحاكم الروماني لقتله.يقول الإنجيلي: "وللوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والمجمع كله، فأوثقوا يسوع، ومضوا به وأسلموه إلى بيلاطس" [1]. يا للعجب! قبضوا عليه وضمروا ضده لأنه لم يحقق لهم شهوة قلوبهم: الخلاص من المستعمر الروماني والسيادة الصهيونية في العالم، ولكي يقتلوه سلموه للحاكم الروماني بكونه مثير فتنة، يقيم نفسه ملكًا، ويحرض الشعب على عدم دفع الجزية لقيصر (لو 23: 1-2). سلموه للحاكم الروماني ليقتله، فسلمهم الله لتيطس الروماني يحرق مدينتهم ويهدم الهيكل الذي ثاروا لأجله قائلين أنه سيهدمه...فتحقق فيهم قول المرتل داود: "أعطهم حسب فعلهم، وحسب شر أعمالهم، حسب صنع أيديهم أعطهم، ردّ عليهم معاملتهم" (مز 28: 4). إذ جاءوا به إلى بيلاطس يوجهون له أخطر اتهام في ذلك الحين، إنه يقيم نفسه ملكًا، الأمر الذي لا يمكن للحاكم أن يتهاون فيه وإلا حُسب خائنًا لقيصر.لذلك "سأله بيلاطس: أنت ملك اليهود؟" [2]. "فأجاب وقال له: "أنت تقول" [2].هكذا لم ينكر السيد المسيح مركزه كملكٍ، لكنه بحسب إنجيل يوحنا - أوضح لبيلاطس أنه ملك روحي، مملكته ليست من هذا العالم. كان بيلاطس يتوقع أن يسمع حديثًا طويلًا من السيد المسيح فيه يدافع عن نفسه بشأن هذا الاتهام الذي عقوبته الموت، خاصة أنه يسمع عنه كمعلمٍ للجماهير في الهيكل وعلى الجبال وعلى الشواطئ، لا تنقصه البلاغة والقدرة عن الدفاع عن نفسه، لكن السيد المسيح التزم بالصمت، حتى سأله بيلاطس: "أما تجيب بشيء؟ انظر كم يشهدون عليك"، فلم يجيب يسوع أيضًا بشيء حتى تعجب بيلاطس [5]. يقول القديس أمبروسيوس: [أنه مثل رائع يدعو قلوب البشر أن تحتمل الإهانة بروح ثابتة. أتهم الرب وصمت! وكان في صمته محقًا لأنه لم يكن في حاجة أن يدافع عن نفسه.الدفاع عن النفس هو عمل الذين يخشون الهزيمة. أنه لا يؤكد الاتهام، إنما يستخف به بعدم تنفيذه.تُرى ماذا يخشى إن كان لا يريد أن يخلص نفسه، بل يود خلاص الجميع، مضحيًا بحياته ليقتني خلاصهم. لقد صمتت سوسنة وانتصرت (دا 13: 35)! إن أفضل القضايا هي التي تتبرر فيها دون دفاع[358]!] يقول العلامة أوريجينوس: [كان مقتنعًا بأن حياته كلها وأعماله بين اليهود أفضل من أي كلام لدحض شهادة زور، وأسمى من أي كلام يقوله للرد على الاتهامات[359].] كان صمت السيد المسيح يحمل قوة اجتذبت قلب بيلاطس فاشتاق أن يطلقه مقدمًا لليهود فرصًا كثيرة للتراجع، وإن كان من أجل الخوف خضع لمطلبهم.من بين هذه الفرص التي قدمها لهم الآتي: الفرصة الأولى: كان عادة يطلق لهم في كل عيد أسيرًا واحدًا من طلبوه [6]، فسألهم: "أتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود؟ لأنه عرف أن رؤساء الكهنة قد أسلموه حسدًا" [9-10]. لكن رؤساء الكهنة هيجوا الجمع لكي يطلق لهم باراباس الموثق مع رفقائه في الفتنة ولا يطلق يسوع.هكذا كان الكأس يمتلئ أكثر فأكثر، إذ يشتاق الروماني أن يطلقه، أما هم فكانوا يصرون على قتله! يرى العلامة أوريجينوس[360] في إطلاق باراباس اللص وذبح السيد المسيح تحقيقًا لما جاء في سفر اللاويين عن يوم الكفارة العظيم (لا 16)، حيث يُطلق تيس في البرية يسمى باسم عزازيل ويذبح الآخر ويحسب من نصيب الرب.وفي نص منسوب للقديس جيروم يكرر فكرة العلامة أوريجينوس فيقول بأنه يوجد أمام بيلاطس تيسان، واحد يُطلق في برية الجحيم ترافقه خطايا الناس، والثاني يُذبح كحمل من أجل غفران الخطايا.باراباس من نصيب عزازيل، والمسيح هو الحمل الذي من نصيب الله. الفرصة الثانية:عاد يسألهم من جديد لعلهم يراجعون أنفسهم، قائلًا لهم: "فماذا تريدون أن أفعل بالذي تدعونه ملك اليهود؟ فصرخوا أيضًا: اصلبه.فقال لهم بيلاطس: وأي شر عمل؟ فازدادوا جدًا صراخًا: أصلبه" [12-14].يحدثهم بيلاطس بنطس بلغتهم فيدعو السيد المسيح "ملك اليهود"، فكان يليق بهم ألا يرفضوا هذا الملك السماوي لكنهم أصروا على رفضه طالبين صلبه، حتى بسقطتهم هذه انفتح الباب للأمم كقول الرسول بولس: "بذلتهم صار الخلاص للأمم لإغارتهم، فإن كانت ذلتهم غنى للعالم ونقصنهم غنى للأمم،فكم بالحري ملؤهم؟" (رو 11: 11-12). كانوا عن حسد وجهالة يصرخون: "أصلبه"، ولم يدركوا أنهم يحققون بغير إرادتهم النبوات والرموز التي بين أيديهم. لم يدركوا أن بين أيديهم هابيل الذي وجده أخوه في الحقل فقتله بلا ذنب، دمه يصرخ لا للانتقام إنما لتطهير العالم.بين أيديهم إسحق الحامل خشب المحرقة ليقدمه أبوه ذبيحة محرقة.إنه موسى الحامل عصاه لا ليعبر بهم البحر الأحمر منطلقًا بهم نحو أورشليم، وإنما يعبر بهم الموت ليهبهم حياة جديدة فيه ويدخل بهم إلى حضن الآب. إنه عنقود العنب الذي حمله يشوع على خشبة، لا كعربون لأرض الميراث، وإنما حياة أبدية لمن يتناول منه ويثبت فيه.إنه إليشع النبي الذي لما ألقى بخشبة في المياه ليطفوا الفأس الحديدي ويأتي به من العمق إنما ليرفع البشرية المثقلة بالخطايا ويطلقها من أعماق الجحيم، يسحبها بالصليب شجرة الحياة ليردها إلى الفردوس السماوي: اشتهى اليهود صلب السيد المسيح للخلاص منه بالصليب، بينما كان الأنبياء يشتهون أن يجلسوا تحت ظل المصلوب، قائلين على لسان العروس: "تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي" (نش 2: 3).هذا الصليب الذي سحب قلوب المؤمنين ليترنموا مع الرسول قائلين: "وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6: 4). على أي الأحوال اشترك معهم بيلاطس وإن كان ليس عن اقتناع إنما لإرضائهم: "فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجمع ما يرضيهم أطلق لهم باراباس وأسلم يسوع بعدما جلده ليُصلب" [15].أسلمه للجَلْد والإهانة لنسمع السيد يقول على لسان نبيه إشعياء: "بذلت ظهري للضاربين وخديّ للناتفين، وجهي لم أستر عن العار والبصق" (إش 5: 6).وكما يقول القديس أمبروسيوس: [جُلد هو لكي لا نجلد نحن.] 2. الاستهزاء به "فمضى به العسكر إلى داخل الدار التي هي دار الولاية، وجمعوا كل الكتيبة. وألبسوه أرجوانًا، وضفروا إكليلًا من شوك ووضعوه عليه. وكانوا يضربونه على رأسه بقصبة ويبصقون عليه، ثم يسجدون له جاثين على ركبهم، وبعدما استهزءوا به نزعوا عنه الأرجوان، وألبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه" [16-20]. ما حدث معه خلال طريق الصليب لم يكن بلا معنى، فقد أعد الطريق لنفسه منذ الأزل في فكره لخلاصنا. من أجلنا احتمل الصليب بسرور مستهينًا بالخزي (عب 12: 2). يرى بعض المفسرين أن خلع ثيابه إلى حين ليلبس الثوب الأرجواني يشير إلى خلع اليهود الذين كانوا ملاصقين له حسب الجسد، أنكروه فخلعوا أنفسهم بأنفسهم عنه، حتى إن تابوا ورجعوا إليه بالإيمان بعيدًا عن الفكر المادي (الصهيوني) أي صاروا مسيحيين في أواخر الدهر يلتصقون به، كقول الرسول: "إن القساوة قد حصلت جزئيًا لإسرائيل إلى أن يدخل ملء الأمم" (رو 11: 25). يحدثنا القديس أمبروسيوس عن الثوب الأرجواني، قائلًا: [أما الثوب الأرجواني الذي ألبسه له الجند، الرداء الأحمر، فيشير إلى نصرة الشهداء وإلى السلطان الملوكي.لأنه كان ينبغي لجسده أن يجمع لأجلنا الدم المسفوك ويهبنا بآلامه مُلكه فينا[361].] يعلق القديس مار يعقوب السروجي على هذه الأحداث قائلًا: [عَرّاه الصالبون كالجزارين، أما هو فسكت يشبه النعجة قدام الجزازين. ترك لباسه حين فرح، حتى يلبس الذين خرجوا من الفردوس عرايا! يلبسهم ثيابه ويبقى هو في هزء، لأنه عرف أنها تصلح لآدم المفضوح! عروا ثيابه وألبسوه ثوبًا قرمزيًا لون الدم، حتى يتزين به العريس المقتول! ضفروا إكليل الشوك ووضعوه له، وهذا يليق به، إذ جاء ليقتلع الأشواك من الأرض! حمل لعنة الأرض بالإكليل الذي وضعوه على رأسه، وحمل ثقل العالم كله كالجبار! الخطايا والذنوب والأوجاع والآلام والضربات ضُفرت بالإكليل، وُوضعت على رأسه ليحملها! وانحلت بالأشواك لعنة آدم! صار لعنة حتى يتبارك به الوارثون الراجعون! بإكليله خلع زرع الحية الملعون...! بإكليل الشوك هدم تاج الشيطان الذي أراد أن يكون إلهًا على الخليقة! بإكليل شوكه ضفر إكليلًا لابنة الأمم، العروس التي خطبها من بين الأصنام وكتبها باسمه...! لطموا بالقصبة الرأس المرتفع فارتعبت الملائكة...! انظر إلى المسيح، كيف احتمل من الآثمة؟ ذاك الجاهل كيف تجاسر وتفل في وجهه؟ نظرة مخوفة، مملوءة دهشة، أن ينظر الإنسان الشمع قائمًا ويتفل في وجه اللهيب...! وهذه أيضًا من أجل آدم حدثت، لأنه كان مستحقًا البصاق لأنه زلّ! وعوض العبد قام السيد يقبل الجميع[362]!] 3. في الطريق إلى الصليب يروي لنا الإنجيليون عن تسخير رجل كان مجتازًا من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو الكسندروس وروفس ليحمل صليبه، وجاءوا به إلى موضع جلجثة الذي تفسيره جمجمة (21: 22). إن كانت كلمة "سمعان" تعنى "يسمع" أو "يطيع" وكلمة "قيروان" تعنى “ميراثًا"، وهي مدينة أممية في ليبيا، فان سمعان القيرواني يشير إلى كنيسة العهد الجديد التي صارت وارثة خلال طاعة الإيمان، وقد جاءت من الأمم لكي تشارك مسيحها صليبه، وتنعم معه بهذا الشرف العظيم. لقد حمل السيد المسيح صليبه (يو 19: 17) على كتفه علامة ملكه كقول إشعياء النبي: "وتكون الرئاسة على كتفه" (إش 9: 6)، وقد رُمز له بإسحق الذي حمل خشبة المحرقة إلى موضع الذبيحة (تك 22: 6). وفي الطريق إذ سقط السيد تحت ثقل الخشبة عدة مرات سخر الجندي سمعان القيرواني ليحمل الصليب، فصار يمثل الكنيسة التي تشارك عريسها آلامه لتنعم بقوة قيامته وشركة أمجاده السماوية. جاءوا به إلى موضع جلجثة، الذي تفسيره "جمجمة" [22]، ويقال أن هناك دفن آدم. وكأن السيد المسيح قد ارتفع على شجرة ليهب حياة لآدم فاقد الحياة بسبب الشجرة. ويرى القديس كيرلس الأورشليمي أن هذه التسمية تذكرنا أن المصلوب هو "رأس كل رياسة وسلطان" (كو 2: 10)، تألم الرأس فوق موضع الجمجمة‍‍‍‍‍‍[363]! 4. تقديم خمر ممزوجة مرًا "وأعطوه خمرًا بمر ليشرب، فلم يقبل" [23]. كانت هذه عادة الرومان كنوعٍ من التخدير حتى لا يشعر المصلوب بكل ثقل الآلام، لكن الرب جاء ليحمل الآلام عنا بإرادته، ينحني نيابة عنا لهذا الثقل. 5. اقتسام ثيابه "ولما صلبوه اقتسموا ثيابه، مقترعين عليها ماذا يأخذ كل واحدٍ" [24]. إن كانت ثيابه تشير إلى الكنيسة جسد المسيح، فإن اقتسامها بين الجند الرومان دون تمزيقها، إنما يشير إلى الكنيسة الممتدة في الأمم، فهي ثياب كثيرة لكن يلزم أن تكون بلا تمزيق ولا انقسام. يقول القديس كيرلس الكبير :[أرجاء المسكونة الأربع اقتسمت بينها رداء الكلمة أي جسده الذي ظل أيضًا غير مقسم، ورمز إلية بالقميص. لأن الابن الوحيد يقسم جسده الذي يقدس به نفوس وأجساد الذين يتناولونه إلى أجزاء صغيرة حسب الاحتياج... إلا أن جسده واحد حي في الكنيسة كلها دون أن ينقسم، لأن بولس يقول أن المسيح لا يمكن أن ينقسم (1 كو 1: 13) وهذا هو معنى السرّ الخاص بالمسيح[364].] يرى بعض الآباء في تقسيم الثياب بين الجند إشارة إلى تمتع كل الفئات بالإيمان الواحد، وهم الكهنة، والبتوليون، والأرامل، والمتزوجون. 6.صلبه بين لصين "وكانت الساعة الثالثة فصلبوه. وكان عنوان علته مكتوبًا: ملك اليهود. وصلبوا معه لصين، واحدًا عن يمينه وآخر عن يساره. فتم الكتاب القائل: وأحصى مع أثمه" [25-28]. حسب القديس مرقس بدأ الصلب منذ صرخ الشعب أمام بيلاطس "أصلبه"، وقد وافقهم بيلاطس على طلبهم. وإن كان رفعه على الصليب قد تم في وقت الساعة السادسة. لهذا يرى القديسان جيروم وأغسطينوس[365] أن القديس مرقس بقوله هذا حمل الشعب اليهودي مسئولية صلبه، صلبوه بألسنتهم قبل أن ينفذ الرومان حكمهم هذا! كُتبت علته على الصليب "ملك اليهود"، ولم يكن ذلك جزافًا فقد تضايق اليهود وأرادوا أن يُكتب أنه قال عن نفسه أنه ملك اليهود، لكنهم لم يستطيعوا بالصليب أن ينزعوا عنه انتسابه لملكه، إذ جاء الصليب يقيم مملكته فينا! يقول القديس أمبروسيوس: [كان المسيح يسوع المصلوب، وكان مجده الملوكي يشع من فوق الصليب[366].] يحدثنا القديس كيرلس الأورشليمي عن صلبه بين لصين، قائلًا: [فيما يتعلق باللصين الذين صُلبا معه، كتب: "وأُحصِيَ مع آثمة" (إش 53). كان كلاهما أثيمين قبلًا، ولكن أحدهما لم يعد كذلك. الذي ظل أثيمًا رفض الخلاص إلى النهاية، وإذ كانت يداه موثقتين كان يضرب بلسانه مجدفًا... ولكن الآخر كان ينتهره.كان هذا نهاية حياته وبداية توبته، فأسلم روحه وتلقى الخلاص، إذ أنه بعد أن وبخ رفيقه قال: "اذكرني يا رب فإني إليك أصرخ. أترك هذا لأني عيني فهمي مغلقتان، ولكن اذكرني. لا أقول أذكر أعمالي فإنها تخيفني. كل إنسان طيب نحو رفيق سفره، وأنا لا أقول اذكرني الآن، وإنما عندما تأتي في ملكوتك". أية قوة أنارتك أيها اللص؟ من علمّك أن تعبد هذا المحتقر والمصلوب معك؟ أيها النور الأزلي الذي يضيء لمن هم في الظلمة[367].] يقول القديس كيرلس الكبير: [عُلق معه لصان كما قلت، يسخران بالآلام التي تجلب خلاصًا للعالم كله، لكن واحدًا منها شابه في سلوكه اليهود الأشرار...وأما الآخر فأخذ اتجاهًا مختلفًا يستحق بحق إعجابنا، إذ آمن به وفي وسط معاناته المرة للعقوبة انتهز الصخب العنيف الذي لليهود وكلمات زميله المعلق معه لقد اعترف بخطاياه وأنه بعدل جُزي، صار ديانًا لطرقه الشريرة لكي يغفر الله جريمته، إذ قيل "قلت أعترف للرب بذنبي، وأنت رفعت آثام خطيتي" (مز 32: 5).لقد حمل للمسيح شهادة غير ملومة، وبكت نقص اليهود لمحبة الله، وأدان حكم بيلاطس، قائلًا: "أما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محله" (لو 23: 41).يا له من اعتراف جميل...!لقد ربح ميراث القديسين، وصار اسمه مكتوبًا فوق في السماء، في سفر الحياة ذاك الذي حُكم عليه بالموت، وأُحصى مع سكان المدينة العلوية[368].] يرى البعض أن اللصين يشيران إلى الشعبين اليهودي والأممي، أحدهما حُكم عليه بالموت خلال الناموس الموسوي، والثاني خلال الناموس الطبيعي، وقد صلب السيد المسيح بينهما ليضمهما معًا فيه كحجر زاوية للكنيسة الجامعة، مقدمًا دمه ثمنًا للوحدة فيه!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مرقس 15 - تفسير إنجيل مرقس أحداث الصليب الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  مرقس 16 - تفسير إنجيل مرقس أحداث القيامة للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  مرقس 1 - تفسير إنجيل مرقس بدء الخدمة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» مرقس 1 - تفسير إنجيل مرقس بدء الخدمة الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» مرقس 14 - تفسير إنجيل مرقس الإعداد للصليب الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد الجديد-
انتقل الى: