منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010110


 لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010111


 لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010112

 لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
سالى عبده
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
عزت
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
kamel
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مريانا
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
د.محبوب
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
mmk
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
بهيج
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مارونا
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
diana.wahba
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barلوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 13 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 13 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

 لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا الإرساليَّة الثانية الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17286
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا الإرساليَّة الثانية الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي   لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 04 نوفمبر 2012, 2:46 pm

لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا  الإرساليَّة الثانية  الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 4196810853

لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا

الإرساليَّة الثانية الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي
3. مثَل السامري الصالح

إن كان الله في حبِّه يشتاق إلى كل نفسٍ، فقد رأينا ربَّنا يسوع المسيح يتهلَّل بالروح من أجل تمتَّع البسطاء بنعمة المعرفة الروحيَّة، ولئلا يظن اليهود أن هذه النعمة حِكْر على بني جنسهم، قدَّم لنا السيِّد مثل "السامري الصالح" ليُعلن مفهوم الأُخوَّة العامة أو الجامعة بالنسبة للإنسان طيب القلب، فكم بالحري يليق بالله أن يحب كل البشريَّة التي هي من صنع يديه، دون تمييز بين جنس أو لغة.

"وإذا ناموسي قام يجُرِّبه، قائلًا:

يا معلِّم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديَّة؟

فقال له: ما هو مكتوب في الناموس، كيف تقرأ؟

فأجاب وقال:

تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قدرتك، ومن كل فكرك،

وقريبك مثل نفسك.

فقال له: بالصواب أجبت، افعل هذا فتحيا.

وأما هو فإذا أراد أن يبرِّر نفسه،

قال ليسوع: ومن هو قريبي؟"[25-29]

بلا شك مثل السامري الصالح هو أحد المعالم الهامة في إنجيل معلِّمنا لوقا البشير، لِما حواه من مفاهيم روحيَّة ولاهوتيَّة عميقة، لكن معلِّمنا لوقا لم يرد أن يورده إلا من خلال الظروف التي أحاطت بالنطق به، إذ تزيد الظروف من المثل بهاءً، وتكسبه جمالًا أعظم، فإننا لا نقدر أن ندرك قيمة النور ما لم نتحسَّس الظلام، ولا يعرف قيمة الصحَّة إلاَّ الذي ذاق المرض. يمكننا أن نُلخص ملابسات هذا المثَل في النقاط التالية:



أولًا: يقول الإنجيلي "وإذا ناموسي قام يجُرِّبه"؛ لعل الناموسي قد حسد السيِّد لِما رآه فيه كصاحب سلطان في أعماله وفي كلماته، الأمر الذي بهر الشعب، فالتفوا حوله، مع أنه لم يتخرج في مدرسة المدارش التقليديَّة، وقد اقتحم صفوف المعلمين دون استئذان وفاقهم، بل وصار يمثِّل خطرًا عليهم بتعاليمه الروحيَّة ومفاهيمه الفائقة. والعجيب أن هذا الناموسي، وهو معلِّم في الشريعة أو الناموس اليهودي في أدب اجتماعي "قام" يسأل السيِّد، أما في قلبه فقد أراد أن "يجُرِّبه"، وقد ورد هذا التعبير عن إبليس (لو 4: 22)... حمل الناموسي صورة التقوَّى وقلب إبليس في داخله! لكن السيِّد يخرج من الآكل أُكلًا ومن الجافي حلاوة.



ثانيًا: جاء سؤال الناموسي: "يا معلِّم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديَّة؟" [25] يكشف في أعماقه ما أصاب الأُمَّة اليهوديَّة، فمع ما لديهم من الكتب المقدَّسة التي تضم الناموس والنبوَّات لكن المعلِّمين أنفسهم يشعرون بالعجز العملي عن بلوغ الراحة الداخليَّة، أو التمتُّع بالحياة، لهذا لم يقل: "ماذا أتعلَّم؟" أو بماذا أُعلِّم الآخرين؟ إنما قال: "ماذا أعمل؟" يمارس اليهود الكثير من الطقوس والعبادات بما فيها من ذبائح وتقدِّمات وصلوات، لكن بسبب العطش بقيَ السؤال: "ماذا أعمل؟" هكذا لن يتمتَّع أحد بالشبع ما لم يقبل السيِّد المسيح نفسه بكونه "الحياة الأبديَّة". هو سرّ الشبع!

لعل الناموسي بسؤاله أراد أن يُسقط السيِّد في فخْ، إذ حسبه أنه سيقدِّم وصايا جديدة مستهينًا بالشريعة الموسويَّة والوصايا العشر، فيتَّهمه بالاستهانة بالشريعة، أو بكسر الناموس.



ثالثًا: لم يعطِ السيِّد المسيح للناموسي فرصة ليتَّهمه ككاسر الناموس، إذ سأله عمَّا جاء في الناموس، مشدِّدًا على الوصايا، معطيًا إيَّاها مفهومًا جديدًا عميقًا. يعرف السيِّد المسيح أن الناموسي قد جاء ليجُرِّبه، ومع هذا لم يصدُّه، بل في رقَّة يمتدحه قائلًا: "بالصواب أجبت". فإنه لا يرُد الشرّ بالشرّ بل يغلبه بالخير، مستخدمًا اللطف لكي يكسبه.



رابعًا: قدَّم لنا آباء الكنيسة الكثير من التفاسير لهذا المثَل "السامري الصالح"، فمن الجانب السلوكي أراد الرب إبراز التزامنا باتِّساع القلب، لنقبل البشريَّة بكل أجناسها كأقرباء، وكما يقول القديس جيروم: [نحن أقرباء، كل البشر أقرباء لبعضهم البعض، إذ لنا أب واحد[343].] ويرى العلامة أوريجينوس أن القرابة لا تقف عند حدود الدم ولا عند العمل، وإنما تقوم على تنفيذ وصيَّة الحب والرحمة، إذ يقول: [يعلَم يسوع أن هذا الرجل الذي نزل من أورشليم لم يكن قريبًا إلا للذي يريد أن يحفظ الوصايا، والمستعد أن يقدِّم المساعدة. لخَّص هذا بقوله: "فأي هؤلاء الثلاثة تُرى صار قريبًا للذي وقع بين اللصوص؟" [36] فلا الكاهن ولا اللاوي كان قريبًا له، وإنما بحسب إجابة الناموسي نفسه: "الذي صنع معه الرحمة" هو قريبه. "فقال له يسوع: "اذهب أنت أيضًا واصنع هكذا" [37][344].] ويقول القدِّيس ساويرس الأنطاكي: [كثيرًا ما تظن عن جهلٍ أن الذي يشترك معك في ديانتك أو جنسيَّتك هو قريبك، أما أنا فأقول إن الذي يشترك في نفس الطبيعة البشريَّة هو قريبك، وكما رأيت الذي كان يرفع رأسه معتزًا بالملابس الكهنوتيَّة والذي كان يفتخر بتسميته لاويًا... لم يفكِّر أن ذاك الذي من بني جنسهما وهو عريان وقد تغطَّى بجراحات لا شفاء لها ومُلقى على الأرض، وقد أوشك أن يموت في لحظة، كان إنسانًا! لكنهما احتقروه كحجرٍ أو قطعةٍ من الخشب المرذول. أما السامري الذي لم يكن يعرف وصايا الناموس، والذي اشتهر بينهم (اليهود) بالغباء والجهل، إذ يقول الحكيم: "الجالسون في جبال السامرة والفلسطينيُّون والشعب الجاهل الساكن في سخيم" (حكمة يشوع 50: 28)
هذا السامري عرف الطبيعة البشريَّة وفهم من هو القريب. من كان في نظركم أيها القضاة بعيدًا جدًا قد صار قريبًا جدًا لذاك الذي احتاج إلى علاج. فلا تُقصِر تعريف القريب عند الفكر اليهودي الضعيف الذي يقف عند مقاييس ضيِّقة خاصة بالجنس... إنما كل شخص نبسط عليه روح المحبَّة هو القريب[345].]

وفي حديث القديس أمبروسيوس عن "التوبة" يرد على أتباع نوفاتيوس الذين رفضوا قبول الراجعين بعد إنكارهم الإيمان، يقول: [السامري الصالح لم يعبُر تاركًا الإنسان الذي ألقاه اللصوص بين حيّ وميِّت، بل ضمَّد جراحاته بزيت وخمر. صبَّ عليه أولًا زيتًا لتلطيف آلامه، وأتكأه على صدره، أي اِحتمل كل خطاياه، هكذا لم يحتقر يسوع الراعي خروفه الضال... لقد جعلت من نفسك إنسانًا غريبًا عنه بكبريائك، إذ اِنتفخت عليه باطلًا من قِبل ذهنك الجسدي وعدم تمسكك بالمسيح الرأس (كو 2: 18-19). لأنك لو كنت قد تمسَّكت بالرأس لما كنتَ تترك ذاك الذي مات المسيح عنه. لو كنت قد تمسَّكت بالرأس لاِهتممت بالجسد كله، واهتممت بالارتباط بين الأعضاء بدون انقسام، ناميًا بالله (كو 2: 19) برباط المحبَّة وخلاص الخطاة. إنك عندما ترفض قبول التوبة، إنما بذلك تقول: لن يدخل في فندقنا جريح، ولا يُشفى أحد في كنيستنا. أننا لا نهتم بالمرضى، فنحن كلنا أصحَّاء، ولسنا في حاجة إلى طبيب، لأنه هو نفسه قال: لا يحتاج الأصحَّاء إلى طبيب بل المرضى[346].]

هذا عن التفسير السلوكي، أما بالنسبة للتفسير الروحي والرمزي فقد أفاض فيه الآباء، لذلك رأيت تقديمه مختصرًا ما استطعت.

"فأجاب يسوع وقال:

إنسان كان نازلًا من أورشليم إلى أريحا،

فوقع بين لصوص، فعرُّوه وجرحوه،

ومضوا وتركوه بين حيّ وميِّت"[30].



أ. إنسان: يقول القدِّيس ساويرس: [لم يقل مخلِّصنا "أناس كانوا نازلين، بل قال "إنسان كان نازلًا". إن المسألة تخص البشريَّة جمعاء، فبالحقيقة بسبب تعدي آدم للوصيَّة سقطت من مسكن الفردوس العالي المرتفع الهادئ، الذي دُعي بحق "أورشليم"، ومعناها "سلام الله"، إلى أريحا التي هي مدينة في وادٍ منخفضٍ يخنقه الحر.] فقصَّة الساقط بين اللصوص هي قصَّة كل نفس بشريَّة انحدرت من الفردوس خلال آدم الأول، فقد سلام الله ورؤيته، إذ يقال أن "أورشليم" أيضًا تعني "رؤية السلام".



ب. كان نازلًا من أورشليم إلى أريحا: يقول العلامة أوريجينوس: [حسب تفسير أحد السابقين: الإنسان النازل يمثِّل آدم، وأورشليم تمثِّل الفردوس، وأريحا هي العالم، واللصوص هو القوَّة العدوانيَّة، الكاهن هو الناموس، واللاوي هو الأنبياء، والسامري هو المسيح، الجراحات هي العصيان، والدابة هي جسد المسيح، والفندق المفتوح لكل من يريد الدخول فيه هو الكنيسة، والديناران يمثِّلان الآب والابن، وصاحب الفندق هو رئيس الكنيسة الذي يدبِّرها، ووعد السامري بالعودة هو تصوُّر لمجيء المسيح الثاني[347].]

هذه الرموز التي قدَّمها العلامة أوريجينوس في القرن الثاني معلنًا أنه قد استقاها عن أحد القدامى، ربَّما معلِّمه الروحي القدِّيس إكليمنضس السكندري أو سابقه القديس بنتينوس، يكشف لنا عن إدراك الكنيسة الأولى للمثل بوجه عام وعن مفهوم أورشليم والتي نزلنا منها متَّجهين نحو أريحا.

تلقَّف القديس أمبروسيوس هذا التفسير ليحدِّثنا في شيء من الإفاضة عن أريحا التي نزلت إليها البشريَّة منحدرة من أورشليم، أي من الفردوس، متَّجهة نحو "العالم"، فإن أريحا هي العالم، فهي مدينة كانت محاطة بأسوار وحواجز لم يَخلُّص منها إلا الذين احتضنتهم راحاب الزانيَّة التي قبلت الجاسوسين بالإيمان وخبَّأتهما على سطح منزلها بين عيدان الكتان.



ج. فوقع بين لصوص: هؤلاء اللصوص يمثِّلون إبليس بجيشه من ملائكة أشرار، أو بإغراءاته إذ يترقَّب النفس التي تخرج من أسوار أورشليم ولو بالفكر إلى لحظات، لكي يقتنصها لحسابه، مهاجمًا إيَّاها بملائكته الأشرار، وناصبًا لها كل أنواع الفخاخ المناسبة لتحطيمها.

* الإنسان الذي ينزل من أورشليم إلى أريحا يقع في أيدي اللصوص، لأنه بإرادته قد نزل... يقول المخلِّص: "جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص" (يو 10: 8)...

ما هي هذه الجروح التي أصابت الإنسان؟ أنها رذائل الخطيَّة[348].

العلامة أوريجينوس

* سبْي طبيعة الإنسان لم يكن بتغيير المكان، وإنما بتغيير السلوك، فما انحدر إلى خطايا العالم حتى قابله اللصوص، وإذ اِنحرف عن الوصايا السماويَّة تعرَّض للقاء معهم.

اللصوص هم ملائكة الليل والظلمة الذين يغيِّرون شكلهم أحيانًا إلى ملائكة نور (2 كو 11: 14)، ولكن لا يقدرون أن يبقوا هكذا ثابتين (كملائكة نور)، بل يبدأون في تجريدنا من ثياب النعمة الروحيَّة التي نلناها، وهكذا يصيبوننا بجراحات. لأننا إن حفظنا الثوب الذي نلناه بلا دنس لا يمكننا أن نشعر بضربات اللصوص.

اِحذر لئلا تُجرَّد من ثوب الإيمان، فإن هذا قد كان الضربة القاضية العنيفة التي كان يمكن أن تُهلك الجنس البشري كله لولا نزول "السامري" لشفاء الجراحات القاسية.

القديس أمبروسيوس

* يعلِّمنا أن حياة الأهواء في هذا العالم تفصل (البشرية) عن الله، وتسحبها إلى أسفل، وتسبب لها اختناقًا بحرارة الشهوات المُخزية، وتنتج قلقًا وتدني بها إلى الموت.

إذ سقطت البشريَّة هكذا، وانقلبت انجذبت إلى أسفل، انقادت رُويدًا رُويدًا إلى هِوَّة السقوط، هاجمها جمع من الشيَّاطين، فجرَّدها من ثياب الكمال على نحو ما تفعل عصابة من اللصوص، ولم يتركوا لها بقيَّة من قوَّة أو مسحة من الطهارة أو البر أو الحكمة أو أي شيء ممَّا يمثِّل الصورة الإلهيَّة، وهكذا وئدت بجراح الخطايا المختلفة المتكرِّرة، وبالجملة قاتل الشيَّاطين البشريَّة وتركوها بين حيَّة وميِّتة.

هذا بالحقيقة يبيِّن جيِّدًا ما اختصَّ به هذا المثَل من عُمق تدركه بالتأمَّل، لأن من عادة اللصوص والسُرَّاق أن يُحدِثوا أولًا الإصابات والجروح، حتى يجَرِّدوا الجريح بعد ذلك من ملابسه، ليس هناك في أغلب الأحيان ما يدعوهم إلى إحداث إصابة بعد ذلك. ولكن الشيَّاطين، وهم بمثابة اللصوص لا يستطيعون إلى ذلك سبيلًا، ما لم يرفعوا عنه ثياب الفضائل أولًا، وبعد ذلك يجرحونه بدون شفقة حتى الموت، لأنهم لا يريدون منَّا ملابسنا، بل ما يريدونه بالحقيقة هو خسارتنا وموْتنا، لذلك قال ربَّنا بحكمة: "فعرُّوه وجرحوه".

القدِّيس ساويرس الأنطاكي



د. الكاهن واللاوي والسامري: إن كان الكاهن يمثِّل الشريعة واللاوي يمثِّل النبوَّات، فإنه لم يكن ممكنًا للناموس أو الشريعة أو النبوَّات أن تضمد جراحاتنا الخفيَّة، وتردِّنا إلى طبيعتنا التي خلقنا الله عليها، لكن "السامري الصالح" الذي يمثِّل السيِّد المسيح وحده ينزل إلينا، ويحملنا في جسده، مباركًا طبيعتنا فيه، مقدِّما لنا كل شفاءٍ حقيقيٍ يمس تجديد حياتنا.

* الكاهن كما أظن هو الناموس، واللاوي أيضًا يمثِّل الأنبياء، الاثنان ينظران إلى الجريح ويتركانه هناك. تركت العنايةالإلهيَّة هذا الرجل بين حيّ وميِّت ليكون تحت اهتمام من هو أقوى من الناموس والأنبياء. إنه "السامري" الذي اِسمه يعني "الحارس"، فإن حارس إسرائيل لا ينعس ولا ينام (مز 121: 4). لكي يساعد هذا الرجل الذي بين حي وميِّت نزل السامري إلى الطريق، لكنه لم ينزل من أورشليم إلى أريحا مثل الكاهن واللاوي، إنما نزل إليه يقصد خلاص هذا المنازع والسهر عليه. فاليهود قالوا له: "إنك سامري وبك شيطان" (يو 8: 48)، وإذ أكَّد لهم أنه ليس به شيطان لم يرد يسوع أن ينكر أنه السامري إذ هو الحارس[349].

العلامة أوريجينوس

* لم يكن السامري هو أول من جاء، فالذي احتقره الكاهن واللاوي لم يحتقره السامري بدوره. لا تحتقره من أجل جنسه. فإنك إن عرفت تفسير اِسمه تعجب به، فإن اِسمه يعني "حارسًا". هذا الحارس قيل عنه: "الرب يحفظ الصغار" (مز 116: 6)... تُرى من نزل من السماء إلا الذي صعد إلى السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء (يو 3: 13)؟ هذا الذي رأى الإنسان بين حيّ وميِّت، لم يستطع أحد أشقَّائه أن يشفيه... فاقترب منه بقبوله الآلام معنا واقترابه منَّا وسكب رحمته علينا، فصار قريبنا.

القديس أمبروسيوس

* عندما كانت البشريَّة ملقاة على الأرض، وما هي إلا لحظات لتفقد الوعي وتنتهي، رآها الناموسي المعُطَى بواسطة موسى. هذا في الواقع ما تشير إليه بعد ذلك بالكاهن واللآوي أيضًا، لأن الناموسي هو طبيب الكهنوت اللاوي. رآها لكن كان ينقصه النشاط والقوَّة، فلم يستطع أن يجلب لها الشفاء الكامل، ولم يقم البشريَّة التي كانت ملقاة على الأرض... يقول بولس الرسول: "الذي هو رمز للوقت الحاضر الذي فيه تقدَّم قرابين وذبائح لا يمكن من جهة الضمير أن تكمل الذي يخدم" (عب 9: 9). "وليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه دخل مرَّة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبديًا" (عب 9: 12). لذلك لم يقل ربَّنا: "إن الكاهن واللاوي بعدما رأيا الرجل بين حيّ وميِّت ملقى على الأرض، "جازا عنه"، لكنه قال "فعرض أن كاهنًا نزل في تلك الطريق فرآه وجاز مقابله. وكذلك لاوي أيضًا، إذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله" [31-32].

كل منهما لم يتخطَّ الرجل فيتركه جانبًا دون أن يراه؛ بل وقف أمامه ورآه وفكر في شفائه ولمسه، ولما وجد أنه غير قادر على شفائه وقد غلبته خطورة جراحاته أي الأهواء، حينئذ رجع إلى الوراء راكضًا. وهذا هو ما تظهره عبارة: "جاز مقابله".

وأخيرًا يقول: "ولكن سامريًا مسافرًا جاء إليه، ولما رآه تحنَّن. فتقدَّم وضمّد جراحاته، وصبّ عليها زيتًا وخمرًا وأركبه على دابَّته، وأتى به إلى فندق اعتنى به" [33-34].

هنا يدعو المسيح نفسه بحق سامريًا وهو يخاطب ناموسيًا يفتخر في ذاته كثيرًا بالناموس؛ اهتم بأن يبين بقوله أنه ليس بالكاهن ولا اللاوي وعلى وجَّه العموم ليس الذين كانوا يعتقدون أنهم يسلكون حسب وصايا موسى عندهم القدرة. بل هو ذاته الذي أتى لكي يكمل إرادة الناموس مبيِّنًا بالوقائع ذاتها من هو القريب بالحقيقة، وما تنطوي عليه العبارة "تحب قريبك كنفسك" وهو الذي كان اليهود يقولون له شاتمين: "ألسنا نقول حسنًا إنك سامري وبك شيطان" (يو 8: 48)، وهو الذي كانوا يتَّهمونه كثيرًا بتعدِّي الناموس.

وبمعنى آخر لا يرى أحد في تسمية المسيح بالسامري ما هو غير جدير، ولو أنها تبدو بطريقة ما أنها تسمية غير مناسبة لجلاله القدُّوس.

القدِّيس ساويرس الأنطاكي

* صلِ من أجلي لكي أرى أورشليم مرَّة أخرى تاركًا بابل... فقد نسيت تحذير الإنجيل لي أن من ينزل من أورشليم يسقط في الحال بين أيدي اللصوص، فيحطِّمونه ويجرحونه ويتركونه للموت. وبالرغم من أن الكاهن واللاوي قد يهملانني، لكن لا يزال يوجد السامري الصالح الذي لما قال له الناس: "إنك سامري وبك شيطان" (يو 8: 48) فنَّد قولهم الخاص بأن به شيطان لكنه لم يدافع عن القول بأنه سامري[350]

القديس جيروم

* "سامري" معناه "حارس". فإنه يعرف أنه حارسنا، إذ "حارس إسرائيل لا ينعس ولا ينام " (مز 121: 4)، "وإن لم يحرس الرب المدينة فباطلًا يتعب الحراس" (مز 127: 1). حارسنا هو نفسه خالقنا[351]

القديس أغسطينوس

* ليته لا يخف إنسان ما من الهلاك، مهما كان سقوطه، فإن السامري الصالح الذي هو حارس النفوس، أقول أنه لن يجتازه، بل يحنو عليه ويشفيه.

القديس أمبروسيوس



ه. "وضمد جراحاته وصب زيتًا وخمرًا"[34].

حينما ينهار إنسان تحت ثقل الخطيَّة وتُصاب نفسه بجراحات عميقة لا يحتاج إلى كلمات توبيخ جارحة بالرغم من مسئوليَّته عن هذه الجراحات، لكنه يحتاج من يضمِّد جراحاته أي يستر ضعفاته أمام الآخرين، ولا يكشفها للغير، كما يحتاج إلى الزيت لتلطيف حِدَّة الألم، لا إلى مواد تلهب الجراح، أما الخمر فربَّما يشير إلى التأديب، فيمتزج الزيت بالخمر، أي اللطف بالتأديب، والحنان بالحزم. وربَّما يشير الخمر إلى الفرح، فإن كانت النفس قد انكسرت بالخطيَّة، وفقدت سلامها وتحوَّلت حياة الإنسان إلى دموع، فإن طبيبنا يود أن يرد إلينا "بهجة خلاصنا" من جديد.

* لم يترك السامري الصالح المُلقى بين حيّ وميِّت، لأنه رأى فيه نسمات حياة، فترجَّى شفاءه.

أما يبدو لك الإنسان الساقط في الخطيَّة بين حيّ وميِّت ؟ يستطيع الإيمان أن يجد فيه نسمة حياة!

إن كان الساقط بين حيّ وميِّت صبّ عليه زيتًا وخمرًا، لا تصب خمرًا بلا زيت حتى تكون له راحة مع آلام التطهير. اِتْكئه على صدرك، قدِّمه لصاحب الفندق، واِدفع الدينارين لأجل شفائه وكن له قريبًا![352]

* لهذا الطبيب أدويته الكثيرة، فقد اعتاد أن يهب بها الشفاء... يضمِّد الجراحات بوصايا حازمة ويبعث الدفء عندما يغفر الخطايا. وينخس القلب كما تفعل الخمر، عندما يعلن دينونته. وأركبه على دابَّته؛ تأمَّل كيف يُصعدك (فيه) إذ حمل خطايانا وتألَّم لأجلنا (إش 53: 4). حمل الراعي أيضًا الخروف الضال على منكبيْه (لو 15: 5).

القديس أمبروسيوس

* كان أيضًا يسكب النبيذ، أي الكلمة التي تعلِّم، وتضمِّد القروح. وقد أعطانا فعلًا لنشرب نبيذ التوبة، كما يقول النبي في المزامير: "أريت شعبك عُسرًا، سقيتنا خمر الترنُّح" (مز 60: 3). ولم نكن بالحقيقة نستطيع تحمله صرفًا، لأن خطورة الجراح الخبيثة وحالتها التي لا شفاء منها كانت لا تتحمَّل مثل هذا اللذع، ولذلك خلطه بالزيت.

كان أيضًا يأكل مع العشَّارين والخطاة، وكان يقول للفرِّيسيِّين الذين كانوا ينحون باللائمة، يتَّهمونه وينتقدون: "فاذهبوا وتعلَّموا ما هو، إني أريد رحمة لا ذبيحة، لأني لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة" (مت 9: 13).

وقد حمل على دابَّته من كان موضوع مثل هذا الاهتمام والعناية.

القدِّيس ساويرس الأنطاكي

* يمكننا أن ندعو جسد المسيح كحيوانه، عليه أقام ذاك الذي جرحته اللصوص[353]

القديس أغسطينوس

* النفس التي سقطت بين لصوص تُحمل على كتفيْ المسيح[354].

القديس جيروم



و. وأتى به إلى فندق واعتنى به

* الفندق هو الكنيسة التي تستقبل جميع الناس، ولا ترفض أن تسند أحدًا، إذ يدعو يسوع الكل: "تعالوا إلىّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم[355]" (مت 11: 28)

العلامة أوريجينوس

* الفندق هو الكنيسة التي أصبحت تستقبل وتأوي كل الناس، فإننا لم نعد نسمع حسب ضيق الظل الناموسي والعبادة الرمزيَّة: "لا يدخل عمُّوني ولا موآبي في جماعة الرب" (تث 23: 3)، "في ذلك اليوم قُرئ في سفر موسى في آذان الشعب ووجد مكتوبًا فيه أن عمُّونيًّا وموآبيًّا لا يدخل في جماعة الله إلى الأبد" (نحميا 13: 1) بل نسمع : "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28: 19)، وأيضًا "بل في كل أمة الذي يتَّقيه ويصنع البرّ مقبول عنده" (أع 10: 35).

وبعد أن أتى به إلى الفندق، "اعتنى به" [34]. أي بعد أن تشكَّلت الكنيسة من اجتماع الأمم التي كانت تموت في عبادة الآلهة العديدة، أصبح المسيح نفسه هو الساكن فيها ويسير، كما هو مكتوب، ويمنح كل نعمة روحيَّة.

"فإنكم أنتم هيكل الله كما قال الله أنِّي سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا" (2 كو 6: 16).

القدِّيس ساويرس الأنطاكي

* الفندق هو المكان الذي يحلو لمن تعبوا من جراء السفر الطويل الاختلاء فيه. إذن صحبنا الرب إلى الفندق، إذ هو يرفع البائس من المزبلة، ويقيم المسكين من التراب (مز 122: 7).

القديس أمبروسيوس



ترك الدينارين لحساب الجريح

كان يليق بهذا الصالح وقد أدخلنا إلى كنيسته بكونها فندقه الذي فيه نستريح، أن يتركنا حسب الجسد ويصعد إلى السماوات يُعد لنا موضعًا. لكنه لا يتركنا في عوز، إنما ترك دينارين. ما هما هذان الديناران؟

في دراستنا السابقة لأسفار العهدين القديم والجديد رأينا أن رقم 2 عند القديس أغسطينوس يشير إلى "الحب"، بكونه قد أعلن خلال وصيَّتين: حب الله وحب الناس، ولأنه يجعل الاثنين واحدًا. وكأن السيِّد المسيح ترك لنا في كنيسته كنز "الحب الإلهي"، به نحب الله والناس[356]

ويرى بعض الآباء في الدينارين اللذين تركهما السامري لصاحب الفندق رمزًا للتلاميذ والرسل الذين يعملون في الكنيسة لحساب السيِّد المسيح، والكتاب المقدَّس بعهديه.

* بعدما قاد الصريع إلى الفندق لم يتركه حالًا، بل بقى معه يومًا كاملًا يضمِّد جراحاته، ليس في النهار فحسب بل وبالليل أيضًا مكرِّس له إرادته وإمكانيَّته. وفي الغد إذ كان يستعد للرحيل قدَّم من ماله، "أي من أعماقه الخاصة" دينارين وأعطاهما لصاحب الفندق، الذي هو بلا شك ملاك الكنيسة الملتزم بالرعاية... أما الديناران فيمثِّلان معرفة الآب والابن على ما اعتقد، قدَّم له سرّ الآب في الابن والابن في الآب[357]

العلامة أوريجينوس

* أعطي لصاحب الفندق دينارين، "وفي الغد لما مضى أخرج دينارين، وأعطاهما لصاحب الفندق" [35]، ويُفهم من هذا أنه يرمز للرسل وكذلك الرعاة والمعلِّمين الذين خلفوهم، حينما صعد إلى السماء بعد أن خوَّلهم الأمر بالاهتمام بصفة خاصة بالمريض. وأضاف قائلًا: "اعتنِ به مهما أنفقْت أكثر فعند رجوعي أوفيك" [35].

ويسمَّى العهدين القديم والجديد دينارين. الأول مُعطى بواسطة ناموس موسى والأنبياء، والثاني بواسطة الأناجيل وتعاليم الرسل، وهما كلاهما ملك الله الواحد، كالدينارين يحملان صورة واحدة لهذا الملك العلي، ويطبعان نفس الصورة الملكيَّة في قلوبنا ويثبِّتانها بالكلمات المقدَّسة، لأن الناطق بها هو بالحقيقة أيضًا روح واحد.

القدِّيس ساويرس الأنطاكي

* ما هما هذان الديناران؟ ربَّما كانا العهدين اللذين خُتما بختم الآب الأبدي وبثمنهما نُشفى من جراحتنا، إذ اُشترينا بثمن (1 بط 1: 19)...

صاحب الفندق هو الذي قال: "أرسلني المسيح لأبشِّر" (1 كو 1: 17).

أصحاب الفندق هم الذين قيل لهم: "أذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها، من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يُدَن" (مر 16: 15-16).

القديس أمبروسيوس

أخيرًا يرى القدِّيس إيريناؤس[358] أن الدينارين يشيران إلى الروح القدس الذي وُهب للكنيسة لكي ينقش على النفس التي سبق فجرحها اللصوص كتابة الآب والابن يكونها عُمْلة الله وديناريه
4. مرثا العاملة ومريم المتأمَّلة

إن كان السيِّد المسيح في كل يوم يحمل الجرحى على كتفيه كالسامري الصالح ليدخل بهم إلى كنيسته - الفندق السماوي - مقدِّما لهم الروح القدس (الدينارين) يسندهم ويعولهم حتى يرجع إليهم في مجئيه الأخير، فماذا يفعل هؤلاء الداخلون إلى الكنيسة؟ هذا ما تجيب عليه قصَّة لقاء مرثا ومريم بالسيِّد المسيح في قرية بيت عنيا.

قلنا أن بيت عنيا تعني "بيت الطاعة" أو "بيت العناء"، وكأنه في الكنيسة حيث يمتثل الأعضاء بالطاعة لله، محتملين كل عناء كشركة آلام مع المخلِّص، يعمل الكل كمرثا مجاهدين، ويجلسون معه يسمعون صوته ويتأمَّلون أسراره كمريم، وما نوَد أن نؤكِّده هنا أنه وإن مثَّلت مريم جماعة العاملين في الكنيسة خاصة الخدَّام ومريم وجماعة المتأمِّلين، فإن المسيحي يحمل في قلبه فكر مرثا ملتحمًا بفكر مريم، فلا جهاد حق خارج حياة التأمُّل، ولا حياة تأمُّل صادقة بلا عمل! حقًا لكل عضو موهبته، فمن الأعضاء من يحمل طاقة عمل قويَّة قادرة على الحركة في الرب على الدوام. ومنهم من يحب الهدوء والسكون ليحيا في عبادة وتأمُّل. ولكن يلزم على الأول وسط جهاده أن يتمتَّع بنصيب من الحياة التأمُّليَّة اليوميَّة حتى لا ينحرف في جهاده، ويليق بالثاني أن يُمارس محبَّته عمليًا بالجهاد، إن لم يكن في خدمة منظورة، فبالصلاة على لسان الكنيسة كلها بل ومن أجل العالم كله.

أوَد أن أترك الحديث عن الحياة العاملة والحياة المتأمِّلة في كتاب خاص، إنما اَكتفي هنا بتقديم مقتطفات لبعض الآباء في هذا الشأن:

* صالح هو ما فعلته مرثا بخدمتها للقدِّيسين، لكن الأفضل هو ما فعلته أختها مريم بجلوسها عند قدَّميْ الرب واستماعها كلمته[359]

* كانت مرثا ومريم أختين، قريبتين حقًا ليس بالجسد، وإنما أيضًا بالتقوى، كانتا ملتصقتين بالرب، تخدمانه حين كان حاضرًا بالجسد.

استقبلته مريم كما تستضيف الغرباء، كخادمة تستقبل سيِّدها، ومريضة تستقبل مخلِّصها، وكخليقة نحو خالقها. قبلته لتطعمه جسديًا، فتقتات بالروح، لقد سُرّ الرب أن يأخذ شكل العبد (في 2: 7)، لذلك صار الخدَّام يطعمونه، بتنازله سمح لنفسه أن يقوته الآخرون. صار له جسد يجوع حقًا ويعطش، ولكن هل تعلم أنه إذ جاء في البرِّيَّة كانت الملائكة تخدمه (مت 4: 11)؟

هكذا إذ سُر أن يطعمه الآخرون، أظهر لطفًا لمن يطعمه. أي عجب في هذا إذ أظهر ذات اللطف للأرملة التي احتكَّت بإيليَّا القدِّيس، الذي سبق فأعاله الله خلال خدمة غراب (1 مل 17: 6)؟ فهل عجز عن أن يعوله حين أرسله إلى الأرملة؟ لا لم يكن يعجزه السلطان في أن يعوله عندما أرسله إلى الأرملة، لكنه أراد أن يبارك الأرملة التقيَّة خلال خدمتها التقويَّة لخادمه. هكذا أيضًا أُستقبِل الرب كضيف، هذا الذي "جاء إلى خاصته، وخاصته لم تقبله، أما الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله" (يو 1: 11-12)، متبنِّيًا الخدَّام ليجعل منهم إخوة، ومحرِّرا المسبِّبين ليجعل منهم شركاء في الميراث. ومع ذلك ليته لا يُقل لأحدكم: طوبى للذين نالوا هذه النعمة، واستضافوا المسيح في بيتهم! لا تحزنوا ولا تتذمَّروا لأنكم لم تولدوا في تلك الأوقات لتروا الرب في الجسد، فإنه لا يحرمكم هذه الطوباويَّة، إذ يقول: "بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 40).

* إذ كانت مرثا تدبِّر الطعام وتعدُّه لتُطعم الرب، كانت منهمكة في الخدمة جدًا، أما مريم أختها فاختارت بالحري أن يطعمها الرب. إنها بطريقة ما تركت أختها المرتبكة بأعمال الخدمة وجلست هي عند قدميْ الرب تسمع كلماته بثبات. لقد سمعت أذنها الأمينة: "كفُّوا واعلموا إني أنا الله" (مز 46: 10).

مرثا ارتبكت أما مريم فكانت متمتِّعة (محتفلة)؛ واحدة كانت تدبِّر أمور كثيرة، والأخرى ركَّزت عينيها على الواحد[360]

* صالحة هي الخدمات التي تقدَّم للفقراء، خاصة الخدمات الضروريَّة والأعمال الورعة التي تقدَّم لقدِّيسي الله... ولكن الأفضل منه هو ما اختارت مريم أن تفعله. فإن الأعمال الأولى لها متاعب كثيرة تمارس بسبب الضرورة، أما الثانية فلها عذوبتها تمارس بالمحبَّة.

لو أن مرثا قد تمتَّعت بالشبع خلال ممارسة هذه الأعمال لما طلبت معونة أختها. هذه الأعمال متعدِّدة ومتنوِّعة إذ هي أعمال جسدانيَّة مؤقَّتة. حقًا إنها أعمال صالحة، لكنها زائلة. لكن ماذا قال الرب لمرثا؟ "مريم اختارت النصيب الصالح". لستِ أنتِ شرِّيرة، إنما هي أفضل. اسمعي، لماذا هي أفضل؟ "لن ينزع عنها" في وقت أو آخر ثِقَل الواجبات الضروريَّة يُنزع عنك، أما عذوبة الحق فأبديَّة... أنه لن ينزع منها، لا بل يزداد. في هذه الحياة يزداد لها، وفي الحياة الأخرى يكمل لها ولا ينزع عنها
* كانت مرثا تهتم أن تُطعم الرب، وأما مريم فاهتمت أن يُطعمها الرب. بواسطة مرثا أُعدَّت الوليمة للرب، هذه الوليمة التي ابتهجت فيها مريم[362]

* أقول أنه في هاتين الامرأتين مُثِّلت الحياتين: الحياة الحاضرة والحياة العتيدة؛ حياة الجهاد وحياة الراحة؛ حياة الحزن وحياة الطوباويَّة؛ الحياة الزمنيَّة والحياة الأبديَّة...

ماذا تحمل هذه الحياة؟ لست أتكلَّم عن حياة شرِّيرة، رديئة، خبيثة، مترَفة جاحدة، بل هي حياة جهاد مملوءة آلامًا، ومخاوف، تُفقدها التجارب سلامها... وأقول أن الحياتين غير ضارِّتين، بل ومستحقَّتان المديح، لكن واحدة مملوءة تعبًا والأخرى سهلة...

في مرثا نجد صورة للأمور الحاضرة، وفي مريم الأمور العتيدة.

ما تفعله مرثا نفعله نحن الآن، ما تفعله مريم نترجَّاه لنفعل العمل الأول حسنًا فننال الثاني كاملًا[363]

القديس أغسطينوس

* كوني كمريم تفضِّلين طعام النفس عن طعام الجسد.

اتركي أخواتك يجرين هنا وهناك ليدبِّرن بلياقة كيف يستضيفن المسيح، أما أنتِ فإذ تتركي ثِقل العالم اجلسي عند قدميْ الرب، وقولي له: "وجدت من تحبُّه نفسي، فأمسكتُه ولم أرْخه" (نش 3: 4)[364]

القديس جيروم

* يأمر الرب أن يترك (الإنسان) حياته المرتبكة ويلتصق بالواحد، يقترب من نعمة ذاك الذي يقدِّم الحياة الأبديَّة[365]

القدِّيس إكليمنضس السكندري

* الخير الأعظم لا يكمن في الأعمال في ذاتها مهما بلغ شأنها، وإنما في التأمَّل في الرب، الذي هو بالحقيقة هو "الأمر الواحد"... أما قوله "لا ينزع عنها"، فقد كشف أن نصيب الأخرى يمكن أن يُنزع عنها، لأن الخدمات الجسديَّة لا يمكن أن تبقى مع الإنسان أبديًا، أمًا اشتياق مريم فلن يكون له نهاية[366]

الأب موسى

* جاهدت الأولى في الخدمة العاملة، واهتمَّت الأخرى بالعمل الروحي بكلمة الله.

اختارت مريم النصيب الصالح الذي لم ينزع عنها، فليتنا نجاهد نحن أيضًا ليكون لنا ما لا يستطيع العدًو أن ينزعه عنَّا، لتكن لنا الأذن الصاغية غير الشاردة، لأن بذار الكلمة الإلهيَّة معرَّضة للسرقة إن سقطت على الطريق (لو 8: 5، 12).

لنتمثَِّل بمريم التي تاقت إلى الامتلاء بالحكمة، وهذا هو عمل أعظم وأكمل يليق بنا ألا تعوقنا الاهتمامات اليوميَّة عن معرفة الكلمة السماويَّة...

لا يعيب الرب على مرثا أعمالها الصالحة، لكنه يفضل عليها مريم لأنها اختارت النصيب الصالح، فعند يسوع توجد كنوز الغنى وهو كريم في عطاياه الوفيرة، لذا اختارت الحكمة الأساسي. هكذا لم يترك الرسل كلمة الله ليخدموا الموائد (أع 6: 2).

أساس العمليَّة "الحكمة"، فقد كان استفانوس مملوء حكمة وقد اُختير للخدمة... جسد الكنيسة واحد وإن اختلفت الأعضاء، وكل منهم يحتاج إلى الآخر، "لا تقدر العين أن تقول لليد لا حاجة لي إليك، أو الرأس أيضًا للرجلين" (1 كو 12: 21)، ولا تستطيع الأذن أن تنكر أنها من الجسد، فإن وُجِدت أعضاء أساسيَّة لكن الأخرى لها أهميَّتها. فالحكمة موضعها الرأس، والعمل يقوم به اليدان، لأن أعين الحكيم في رأسه (جا 2: 14). فالحكيم الحقيقي هو من له فكر المسيح، ويرتفع ببصيرته الروحيَّة إلى الأعالي، لذا عينا الحكيم في رأسه والجاهل في كفِّه[367].

القديس أمبروسيوس
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا الإرساليَّة الثانية الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 3. مثَل السامري الصالح إن كان الله في حبِّه يشتاق إلى كل نفسٍ، فقد رأينا ربَّنا يسوع المسيح يتهلَّل بالروح من أجل تمتَّع البسطاء بنعمة المعرفة الروحيَّة، ولئلا يظن اليهود أن هذه النعمة حِكْر على بني جنسهم، قدَّم لنا السيِّد مثل "السامري الصالح" ليُعلن مفهوم الأُخوَّة العامة أو الجامعة بالنسبة للإنسان طيب القلب، فكم بالحري يليق بالله أن يحب كل البشريَّة التي هي من صنع يديه، دون تمييز بين جنس أو لغة. "وإذا ناموسي قام يجُرِّبه، قائلًا: يا معلِّم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديَّة؟ فقال له: ما هو مكتوب في الناموس، كيف تقرأ؟ فأجاب وقال: تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قدرتك، ومن كل فكرك، وقريبك مثل نفسك. فقال له: بالصواب أجبت، افعل هذا فتحيا. وأما هو فإذا أراد أن يبرِّر نفسه، قال ليسوع: ومن هو قريبي؟"[25-29] بلا شك مثل السامري الصالح هو أحد المعالم الهامة في إنجيل معلِّمنا لوقا البشير، لِما حواه من مفاهيم روحيَّة ولاهوتيَّة عميقة، لكن معلِّمنا لوقا لم يرد أن يورده إلا من خلال الظروف التي أحاطت بالنطق به، إذ تزيد الظروف من المثل بهاءً، وتكسبه جمالًا أعظم، فإننا لا نقدر أن ندرك قيمة النور ما لم نتحسَّس الظلام، ولا يعرف قيمة الصحَّة إلاَّ الذي ذاق المرض. يمكننا أن نُلخص ملابسات هذا المثَل في النقاط التالية: أولًا: يقول الإنجيلي "وإذا ناموسي قام يجُرِّبه"؛ لعل الناموسي قد حسد السيِّد لِما رآه فيه كصاحب سلطان في أعماله وفي كلماته، الأمر الذي بهر الشعب، فالتفوا حوله، مع أنه لم يتخرج في مدرسة المدارش التقليديَّة، وقد اقتحم صفوف المعلمين دون استئذان وفاقهم، بل وصار يمثِّل خطرًا عليهم بتعاليمه الروحيَّة ومفاهيمه الفائقة. والعجيب أن هذا الناموسي، وهو معلِّم في الشريعة أو الناموس اليهودي في أدب اجتماعي "قام" يسأل السيِّد، أما في قلبه فقد أراد أن "يجُرِّبه"، وقد ورد هذا التعبير عن إبليس (لو 4: 22)... حمل الناموسي صورة التقوَّى وقلب إبليس في داخله! لكن السيِّد يخرج من الآكل أُكلًا ومن الجافي حلاوة. ثانيًا: جاء سؤال الناموسي: "يا معلِّم ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديَّة؟" [25] يكشف في أعماقه ما أصاب الأُمَّة اليهوديَّة، فمع ما لديهم من الكتب المقدَّسة التي تضم الناموس والنبوَّات لكن المعلِّمين أنفسهم يشعرون بالعجز العملي عن بلوغ الراحة الداخليَّة، أو التمتُّع بالحياة، لهذا لم يقل: "ماذا أتعلَّم؟" أو بماذا أُعلِّم الآخرين؟ إنما قال: "ماذا أعمل؟" يمارس اليهود الكثير من الطقوس والعبادات بما فيها من ذبائح وتقدِّمات وصلوات، لكن بسبب العطش بقيَ السؤال: "ماذا أعمل؟" هكذا لن يتمتَّع أحد بالشبع ما لم يقبل السيِّد المسيح نفسه بكونه "الحياة الأبديَّة". هو سرّ الشبع! لعل الناموسي بسؤاله أراد أن يُسقط السيِّد في فخْ، إذ حسبه أنه سيقدِّم وصايا جديدة مستهينًا بالشريعة الموسويَّة والوصايا العشر، فيتَّهمه بالاستهانة بالشريعة، أو بكسر الناموس. ثالثًا: لم يعطِ السيِّد المسيح للناموسي فرصة ليتَّهمه ككاسر الناموس، إذ سأله عمَّا جاء في الناموس، مشدِّدًا على الوصايا، معطيًا إيَّاها مفهومًا جديدًا عميقًا. يعرف السيِّد المسيح أن الناموسي قد جاء ليجُرِّبه، ومع هذا لم يصدُّه، بل في رقَّة يمتدحه قائلًا: "بالصواب أجبت". فإنه لا يرُد الشرّ بالشرّ بل يغلبه بالخير، مستخدمًا اللطف لكي يكسبه. رابعًا: قدَّم لنا آباء الكنيسة الكثير من التفاسير لهذا المثَل "السامري الصالح"، فمن الجانب السلوكي أراد الرب إبراز التزامنا باتِّساع القلب، لنقبل البشريَّة بكل أجناسها كأقرباء، وكما يقول القديس جيروم: [نحن أقرباء، كل البشر أقرباء لبعضهم البعض، إذ لنا أب واحد[343].] ويرى العلامة أوريجينوس أن القرابة لا تقف عند حدود الدم ولا عند العمل، وإنما تقوم على تنفيذ وصيَّة الحب والرحمة، إذ يقول: [يعلَم يسوع أن هذا الرجل الذي نزل من أورشليم لم يكن قريبًا إلا للذي يريد أن يحفظ الوصايا، والمستعد أن يقدِّم المساعدة. لخَّص هذا بقوله: "فأي هؤلاء الثلاثة تُرى صار قريبًا للذي وقع بين اللصوص؟" [36] فلا الكاهن ولا اللاوي كان قريبًا له، وإنما بحسب إجابة الناموسي نفسه: "الذي صنع معه الرحمة" هو قريبه. "فقال له يسوع: "اذهب أنت أيضًا واصنع هكذا" [37][344].] ويقول القدِّيس ساويرس الأنطاكي: [كثيرًا ما تظن عن جهلٍ أن الذي يشترك معك في ديانتك أو جنسيَّتك هو قريبك، أما أنا فأقول إن الذي يشترك في نفس الطبيعة البشريَّة هو قريبك، وكما رأيت الذي كان يرفع رأسه معتزًا بالملابس الكهنوتيَّة والذي كان يفتخر بتسميته لاويًا... لم يفكِّر أن ذاك الذي من بني جنسهما وهو عريان وقد تغطَّى بجراحات لا شفاء لها ومُلقى على الأرض، وقد أوشك أن يموت في لحظة، كان إنسانًا! لكنهما احتقروه كحجرٍ أو قطعةٍ من الخشب المرذول. أما السامري الذي لم يكن يعرف وصايا الناموس، والذي اشتهر بينهم (اليهود) بالغباء والجهل، إذ يقول الحكيم: "الجالسون في جبال السامرة والفلسطينيُّون والشعب الجاهل الساكن في سخيم" (حكمة يشوع 50: 28) هذا السامري عرف الطبيعة البشريَّة وفهم من هو القريب. من كان في نظركم أيها القضاة بعيدًا جدًا قد صار قريبًا جدًا لذاك الذي احتاج إلى علاج. فلا تُقصِر تعريف القريب عند الفكر اليهودي الضعيف الذي يقف عند مقاييس ضيِّقة خاصة بالجنس... إنما كل شخص نبسط عليه روح المحبَّة هو القريب[345].] وفي حديث القديس أمبروسيوس عن "التوبة" يرد على أتباع نوفاتيوس الذين رفضوا قبول الراجعين بعد إنكارهم الإيمان، يقول: [السامري الصالح لم يعبُر تاركًا الإنسان الذي ألقاه اللصوص بين حيّ وميِّت، بل ضمَّد جراحاته بزيت وخمر. صبَّ عليه أولًا زيتًا لتلطيف آلامه، وأتكأه على صدره، أي اِحتمل كل خطاياه، هكذا لم يحتقر يسوع الراعي خروفه الضال... لقد جعلت من نفسك إنسانًا غريبًا عنه بكبريائك، إذ اِنتفخت عليه باطلًا من قِبل ذهنك الجسدي وعدم تمسكك بالمسيح الرأس (كو 2: 18-19). لأنك لو كنت قد تمسَّكت بالرأس لما كنتَ تترك ذاك الذي مات المسيح عنه. لو كنت قد تمسَّكت بالرأس لاِهتممت بالجسد كله، واهتممت بالارتباط بين الأعضاء بدون انقسام، ناميًا بالله (كو 2: 19) برباط المحبَّة وخلاص الخطاة. إنك عندما ترفض قبول التوبة، إنما بذلك تقول: لن يدخل في فندقنا جريح، ولا يُشفى أحد في كنيستنا. أننا لا نهتم بالمرضى، فنحن كلنا أصحَّاء، ولسنا في حاجة إلى طبيب، لأنه هو نفسه قال: لا يحتاج الأصحَّاء إلى طبيب بل المرضى[346].] هذا عن التفسير السلوكي، أما بالنسبة للتفسير الروحي والرمزي فقد أفاض فيه الآباء، لذلك رأيت تقديمه مختصرًا ما استطعت. "فأجاب يسوع وقال: إنسان كان نازلًا من أورشليم إلى أريحا، فوقع بين لصوص، فعرُّوه وجرحوه، ومضوا وتركوه بين حيّ وميِّت"[30]. أ. إنسان: يقول القدِّيس ساويرس: [لم يقل مخلِّصنا "أناس كانوا نازلين، بل قال "إنسان كان نازلًا". إن المسألة تخص البشريَّة جمعاء، فبالحقيقة بسبب تعدي آدم للوصيَّة سقطت من مسكن الفردوس العالي المرتفع الهادئ، الذي دُعي بحق "أورشليم"، ومعناها "سلام الله"، إلى أريحا التي هي مدينة في وادٍ منخفضٍ يخنقه الحر.] فقصَّة الساقط بين اللصوص هي قصَّة كل نفس بشريَّة انحدرت من الفردوس خلال آدم الأول، فقد سلام الله ورؤيته، إذ يقال أن "أورشليم" أيضًا تعني "رؤية السلام". ب. كان نازلًا من أورشليم إلى أريحا: يقول العلامة أوريجينوس: [حسب تفسير أحد السابقين: الإنسان النازل يمثِّل آدم، وأورشليم تمثِّل الفردوس، وأريحا هي العالم، واللصوص هو القوَّة العدوانيَّة، الكاهن هو الناموس، واللاوي هو الأنبياء، والسامري هو المسيح، الجراحات هي العصيان، والدابة هي جسد المسيح، والفندق المفتوح لكل من يريد الدخول فيه هو الكنيسة، والديناران يمثِّلان الآب والابن، وصاحب الفندق هو رئيس الكنيسة الذي يدبِّرها، ووعد السامري بالعودة هو تصوُّر لمجيء المسيح الثاني[347].] هذه الرموز التي قدَّمها العلامة أوريجينوس في القرن الثاني معلنًا أنه قد استقاها عن أحد القدامى، ربَّما معلِّمه الروحي القدِّيس إكليمنضس السكندري أو سابقه القديس بنتينوس، يكشف لنا عن إدراك الكنيسة الأولى للمثل بوجه عام وعن مفهوم أورشليم والتي نزلنا منها متَّجهين نحو أريحا. تلقَّف القديس أمبروسيوس هذا التفسير ليحدِّثنا في شيء من الإفاضة عن أريحا التي نزلت إليها البشريَّة منحدرة من أورشليم، أي من الفردوس، متَّجهة نحو "العالم"، فإن أريحا هي العالم، فهي مدينة كانت محاطة بأسوار وحواجز لم يَخلُّص منها إلا الذين احتضنتهم راحاب الزانيَّة التي قبلت الجاسوسين بالإيمان وخبَّأتهما على سطح منزلها بين عيدان الكتان. ج. فوقع بين لصوص: هؤلاء اللصوص يمثِّلون إبليس بجيشه من ملائكة أشرار، أو بإغراءاته إذ يترقَّب النفس التي تخرج من أسوار أورشليم ولو بالفكر إلى لحظات، لكي يقتنصها لحسابه، مهاجمًا إيَّاها بملائكته الأشرار، وناصبًا لها كل أنواع الفخاخ المناسبة لتحطيمها. * الإنسان الذي ينزل من أورشليم إلى أريحا يقع في أيدي اللصوص، لأنه بإرادته قد نزل... يقول المخلِّص: "جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص" (يو 10: 8)... ما هي هذه الجروح التي أصابت الإنسان؟ أنها رذائل الخطيَّة[348]. العلامة أوريجينوس * سبْي طبيعة الإنسان لم يكن بتغيير المكان، وإنما بتغيير السلوك، فما انحدر إلى خطايا العالم حتى قابله اللصوص، وإذ اِنحرف عن الوصايا السماويَّة تعرَّض للقاء معهم. اللصوص هم ملائكة الليل والظلمة الذين يغيِّرون شكلهم أحيانًا إلى ملائكة نور (2 كو 11: 14)، ولكن لا يقدرون أن يبقوا هكذا ثابتين (كملائكة نور)، بل يبدأون في تجريدنا من ثياب النعمة الروحيَّة التي نلناها، وهكذا يصيبوننا بجراحات. لأننا إن حفظنا الثوب الذي نلناه بلا دنس لا يمكننا أن نشعر بضربات اللصوص. اِحذر لئلا تُجرَّد من ثوب الإيمان، فإن هذا قد كان الضربة القاضية العنيفة التي كان يمكن أن تُهلك الجنس البشري كله لولا نزول "السامري" لشفاء الجراحات القاسية. القديس أمبروسيوس * يعلِّمنا أن حياة الأهواء في هذا العالم تفصل (البشرية) عن الله، وتسحبها إلى أسفل، وتسبب لها اختناقًا بحرارة الشهوات المُخزية، وتنتج قلقًا وتدني بها إلى الموت. إذ سقطت البشريَّة هكذا، وانقلبت انجذبت إلى أسفل، انقادت رُويدًا رُويدًا إلى هِوَّة السقوط، هاجمها جمع من الشيَّاطين، فجرَّدها من ثياب الكمال على نحو ما تفعل عصابة من اللصوص، ولم يتركوا لها بقيَّة من قوَّة أو مسحة من الطهارة أو البر أو الحكمة أو أي شيء ممَّا يمثِّل الصورة الإلهيَّة، وهكذا وئدت بجراح الخطايا المختلفة المتكرِّرة، وبالجملة قاتل الشيَّاطين البشريَّة وتركوها بين حيَّة وميِّتة. هذا بالحقيقة يبيِّن جيِّدًا ما اختصَّ به هذا المثَل من عُمق تدركه بالتأمَّل، لأن من عادة اللصوص والسُرَّاق أن يُحدِثوا أولًا الإصابات والجروح، حتى يجَرِّدوا الجريح بعد ذلك من ملابسه، ليس هناك في أغلب الأحيان ما يدعوهم إلى إحداث إصابة بعد ذلك. ولكن الشيَّاطين، وهم بمثابة اللصوص لا يستطيعون إلى ذلك سبيلًا، ما لم يرفعوا عنه ثياب الفضائل أولًا، وبعد ذلك يجرحونه بدون شفقة حتى الموت، لأنهم لا يريدون منَّا ملابسنا، بل ما يريدونه بالحقيقة هو خسارتنا وموْتنا، لذلك قال ربَّنا بحكمة: "فعرُّوه وجرحوه". القدِّيس ساويرس الأنطاكي د. الكاهن واللاوي والسامري: إن كان الكاهن يمثِّل الشريعة واللاوي يمثِّل النبوَّات، فإنه لم يكن ممكنًا للناموس أو الشريعة أو النبوَّات أن تضمد جراحاتنا الخفيَّة، وتردِّنا إلى طبيعتنا التي خلقنا الله عليها، لكن "السامري الصالح" الذي يمثِّل السيِّد المسيح وحده ينزل إلينا، ويحملنا في جسده، مباركًا طبيعتنا فيه، مقدِّما لنا كل شفاءٍ حقيقيٍ يمس تجديد حياتنا. * الكاهن كما أظن هو الناموس، واللاوي أيضًا يمثِّل الأنبياء، الاثنان ينظران إلى الجريح ويتركانه هناك. تركت العنايةالإلهيَّة هذا الرجل بين حيّ وميِّت ليكون تحت اهتمام من هو أقوى من الناموس والأنبياء. إنه "السامري" الذي اِسمه يعني "الحارس"، فإن حارس إسرائيل لا ينعس ولا ينام (مز 121: 4). لكي يساعد هذا الرجل الذي بين حي وميِّت نزل السامري إلى الطريق، لكنه لم ينزل من أورشليم إلى أريحا مثل الكاهن واللاوي، إنما نزل إليه يقصد خلاص هذا المنازع والسهر عليه. فاليهود قالوا له: "إنك سامري وبك شيطان" (يو 8: 48)، وإذ أكَّد لهم أنه ليس به شيطان لم يرد يسوع أن ينكر أنه السامري إذ هو الحارس[349]. العلامة أوريجينوس * لم يكن السامري هو أول من جاء، فالذي احتقره الكاهن واللاوي لم يحتقره السامري بدوره. لا تحتقره من أجل جنسه. فإنك إن عرفت تفسير اِسمه تعجب به، فإن اِسمه يعني "حارسًا". هذا الحارس قيل عنه: "الرب يحفظ الصغار" (مز 116: 6)... تُرى من نزل من السماء إلا الذي صعد إلى السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء (يو 3: 13)؟ هذا الذي رأى الإنسان بين حيّ وميِّت، لم يستطع أحد أشقَّائه أن يشفيه... فاقترب منه بقبوله الآلام معنا واقترابه منَّا وسكب رحمته علينا، فصار قريبنا. القديس أمبروسيوس * عندما كانت البشريَّة ملقاة على الأرض، وما هي إلا لحظات لتفقد الوعي وتنتهي، رآها الناموسي المعُطَى بواسطة موسى. هذا في الواقع ما تشير إليه بعد ذلك بالكاهن واللآوي أيضًا، لأن الناموسي هو طبيب الكهنوت اللاوي. رآها لكن كان ينقصه النشاط والقوَّة، فلم يستطع أن يجلب لها الشفاء الكامل، ولم يقم البشريَّة التي كانت ملقاة على الأرض... يقول بولس الرسول: "الذي هو رمز للوقت الحاضر الذي فيه تق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا الإرساليَّة الثانية الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لوقا 10 - تفسير إنجيل لوقا الإرساليَّة الثانية للقمص الجزء(1)تادرس يعقوب ملطي
» لوقا 15 - تفسير إنجيل لوقا صداقته للخطاة الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  لوقا 1 - تفسير إنجيل لوقا البشارة بالتجسّد الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  لوقا 19 - تفسير إنجيل لوقا صديقنا في أورشليم الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
» لوقا 1 - تفسير إنجيل لوقا البشارة بالتجسّد الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد الجديد-
انتقل الى: