منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010110


 كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010111


 كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010112

 كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
سالى عبده
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
عزت
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
kamel
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مريانا
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
د.محبوب
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
mmk
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
بهيج
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مارونا
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
diana.wahba
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barكورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 117 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 117 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

 كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17236
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي   كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى  مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 09 يناير 2013, 11:16 am

كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى
مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي
8. الجسد المُقام

يبدأ هنا بالجزء الثاني من مقاله عن القيامة من الأموات حيث يتحدث عن طبيعة الجسم المقام. يبدأ بالإجابة على بعض الاعتراضات على القيامة مثل:

* كيف يقوم الأموات؟

* وبأي جسم يقومون؟

سؤال واحد من جانبين. وهو بأية قوة أو كيف يمكن تحقيق القيامة؟ لأن هذا في نظرهم مستحيل. والجانب الآخر هو إن افترضنا أنها تتحقق، فهل يقوم بذات الشكل والأعضاء. الجانب الأول هو سؤال الملحدين العاجزين عن إدراك قوة اللَّه لتحقيق القيامة. والجانب الثاني هو سؤال فيه حب استطلاع المتشككين.

"لكن يقول قائل:

كيف يقام الأموات؟

وبأي جسم يأتون؟" [35]

بنوعٍ من التوبيخ يقدم الرسول تساؤلات المتشككين في القيامة بالقول: "كيف؟" فإنه لا يجوز التشكك فيما يعلنه اللَّه من حقائق لمجرد عجز العقل عن إمكانية تحقيقها. فعوض القول كيف؟ وجب الإيمان بإمكانية قوة اللَّه لتحقيق ذلك. فعندما سُئل حزقيال النبي عن إمكانية إقامة العظام الجافة، كانت إجابته: "أنت تعلم يا رب!" (حز37: 3).

* ربما يُدهش أحد كيف يمكن للأجساد التي تحللت أن تعود سليمة، والأعضاء التي تبعثرت وتحطمت أن تُسترد. ومع هذا لا يعجب أحد من البذور الرقيقة التي تتحطم عندما تتبلل وتثقل بالتربة إذ بها تنمو وتعود خضراء. مثل هذه البذور حتمًا تتحلل باحتكاكها بالتربة، ولكن برطوبة التربة واهبة الحياة تنال البذور المدفونة والخفية نوعًا من الحرارة المحيية، وتنال قوة واهبة الحياة لنمو النبات عندئذ بالتدريج تقوم بالطبيعة، فتظهر سنبلة نامية على الساق، وكأم معتنية بها تغلفها وهي في مرحلة ما قبل النضوج بأغطية تحميها من الدمار، من صقيع البرد أو حرارة الشمس، حتى تظهر البذور كما لو كانت أطفالًا صغارًا[1200].

القديس أمبروسيوس

* لماذا يقدم بولس برهانًا كهذا بدلًا من أن يشير ببساطة لسامعيه عن قوة اللَّه كما فعل في مواضعٍ أخرى؟ هنا يتعامل مع شعب لا يؤمنون بما يقوله، لذلك قُدم لهم براهين عقلية لما يقوله[1201].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"يا غبي الذي تزرعه لا يحيا إن لم يمت" [36].

بالنسبة للجانب الأول يجيب الرسول بأن القيامة هي في إمكانية اللَّه القدير الذي يعمل دومًا بقوته الإلهية في حياتنا اليومية بما يشابه القيامة. فكما تنحل حبة القمح وتبدو كأنها قد هلكت تمامًا لتعود فتقدم ثمارًا من ذات النوع هكذا يحدث مع جسمنا. كأنه يقول لماذا في غباوة نجحد قوة اللَّه واهب القيامة ونحن نختبر في كل يوم قوته المحيية لأشياءٍ ميتةٍ؟

يدعو الرسول ذاك الذي يضع تساؤلات خاصة بالقيامة متجاهلًا قدرة اللَّه ومفتخرًا بالفلسفة البشرية "غبيًا".

يجيب الرسول علي التساؤل:" كيف؟" بمثلٍ واقعي يعرفه كل إنسان، فإن الاعتراض علي إمكانية القيامة لا أساس له من خلال الواقع العملي. قيامة المسيح الذي مات من أجلنا لم تنزع عنا موت الجسد الذي حلّ بنا من آدم لكنه يُحضرنا إليه لننعم بحياة جديدة سماوية خارجة من موته المحيي.

إذ يقول: "يا غبي" يوجه حديثه إلى المعلمين المخادعين أو الرسل الكذبة، الذين اعتمدوا على حكمتهم البشرية وأخذوا موقفًا مضادًا للَّه والناس، فصاروا بحق أغبياء. من جانب آخر فإنهم حسبوا اللَّه عاجزًا عن إقامة الأموات لذا صاروا أغبياء.

* إنه يحل مشكلة يقدمها الأمم ضد القيامة... فيقدم صعوبتين، إحداهما بخصوص طريقة القيامة، والثانية نوع الأجساد... لهذا يدعو الشخصغبيًا إذ يجهل ما يحدث معه يوميًا، أمور تحدث معها القيامة، ومع هذا يشك في قدرة اللَّه. لهذا يؤكد قائلًا: "الذي تزرعه" يا أيها القابل للموت والهلاك...[1202]

القديس يوحنا الذهبي الفم

* يليق بنا ألا نشك في ما هو متفق مع الطبيعة وليس ضدها. فإنه طبيعيُا كل الأشياء الحية تقوم ودمارها أمر غير طبيعي.

القديس أمبروسيوس

* يبدو أننا ملزمون أن نأخذ هذه الكلمات بهذا المعنى، وأن نفترض أن الذين سيجدهم الرب أحياء على الأرض فإنهم في تلك الفترة الزمنية الضيقة يموتون وينالون الخلود، إذ يقول نفس الرسول: "في المسيح جميعنا أحياء" [22]. بينما يتحدث عن نفس قيامة الجسد في موضع آخر قائلًا: "ما تزرعه لا يحيا ما لم يمت" [36]. إذن كيف أولئك الذين سيجدهم المسيح أحياء على الأرض أن يحيوا في عدم الموت ما لم يموتوا، فقد قيل عن هذا الأمر: "ما تزرعه لا يحيا إن لم يمت"؟ أو إن كنا لا نقدر أن نتكلم كما يليق بخصوص الأجساد البشرية أنها تُزرع ما لم بموتها تعود ثانية إلى الأرض فيتحقق ما نطق به اللَّه ضد أب كل الجنس البشري المخطئ: "أنت تراب وإلى تراب تعود" (تك 19:3)، يليق بنا أن نعرف بأن أولئك الذين سيكونون بعد في الجسد عند مجيئه قد أُعفوا من تلك الكلمات الواردة في الرسول وفي سفر التكوين فبكونهم يرتفعون على السحاب بالتأكيد لم يزرعوا ولا عادوا إلى الأرض إذ لا يختبرون الموت نهائيًا أو أنهم يموتون إلى لحظة في الهواء[1203].

القديس أغسطينوس

"والذي تزرعه لست تزرع الجسم الذي سوف يصير،

بل حبة مجردة،

ربما من حنطة أو أحد البواقي" [37].

ما يزرعه الإنسان ليست السنابل التي سيحصدها بل حبة مجردة، منها تخرج سنبلة من ذات النوع، لكنها أفضل وأعظم. هكذا بالنسبة لنا نُزرع جسمًا ليقوم ذات الجسم ولكنه أبرع جمالًا وبهاءً، له طبيعة جديدة مجيدة روحية أعظم مما زُرع. فالموت ليس طريقا لعبور الجسد وعودته فحسب، لكنه طريق لتمجيد الجسد ليشارك النفس بهاءها الأبدي.

* مقاله هنا لم يعد بخصوص القيامة بل طريقة القيامة، وما نوع الجسد الذي سيقوم، إن كان من نفس النوع أم أفضل وأكثر منه مجدًا. تحدث عن الأمرين من نفس المثال مشيرًا إلى أنه سيكون أفضل... ماذا إذن ما يقوله: "لست تزرع الجسم الذي سوف يصير"، أي سنبلة القمح، فهي ذات البذرة وليس هي بعينها. فالمادة هي، لكنها ليست هي لأنها أفضل. تبقى المادة كما هي لكن يصير جمالها أفضل، يقوم نفس الجسم لكنه جديدًا[1204].

* يقول أحد: "نعم، لكن هذا من فعل الطبيعة". أخبرني، أية طبيعة؟

فإنه في هذه الحالة اللَّه بالتأكيد هو الذي يصنع الكل، وليست الطبيعة ولا الأرض ولا المطر، بل اللَّه هو العامل. لذلك قد صنع كل هذه الأشياء بطريقة واضحة، تاركًا الأرض والمطر والجو والشمس وأيدي الفلاّحين، ويقول: "اللَّه يعطيها جسمًا كما أراد" [38]. لذا لا يليق بك أن تسأل أو تنشغل كيف وبأية وسيلة يتم ذلك عندما تسمع أن ذلك يتحقق بقوة اللَّه وإرادته[1205].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* إن كانت البذرة تموت وتقوم بمنافع إضافية للجنس البشري فلماذا يُحسب غير معقول أن الجسد البشري يقوم بقوة اللَّه بكيانٍ مساٍو تامٍ؟[1206]

أمبروسياستر

* تُزرعون مثل سائر الأشياء، فلماذا تتعجبون أنكم ستقومون مثل بقية الأشياء؟ أنتم تؤمنون بالبذرة لأنكم ترونها. أنتم لا تؤمنون بالقيامة لأنكم لا ترونها. "طوبى للذين لم يروا وآمنوا" (يو 20: 29). ومع ذلك قبل حلول الموسم المناسب حتى بالنسبة للبذرة لا يصدقون بها. فإنه ليس كل موسمٍ مناسبًا للبذار كي تنمو. فالقمح يُزرع في وقت وينمو في وقت آخر، في وقت ما تُطعم الكرمة. وفي وقت معين تظهر الجذور، وفي وقت آخر تظهر أوراق الشجرة بكثرة ثم تتشكل عناقيد العنب. في وقت معين تغرس شجرة الزيتون. وفي وقت آخر تصير مثقلة كما بطفلٍ وكمن هي حامل بحصرم العنب وتنحني من كثرة ثمارها. لكن قبل الوقت المعين لكل نوع يبدو الإنتاج محدودًا. ليست الشجرة أو الزرع له وقت لحمل الثمار من قوته الذاتية[1207].

القديس أمبروسيوس

"ولكن اللَّه يعطيها جسمًا كما أراد،

ولكل واحد من البزور جسمه" [38].

يهب اللَّه الجسد "كما أراد"، وما هي إرادته إلا أن يتمتع الجسم بالحياة المطوبة السماوية. هذه هي مسرّته أن يهب ذات الجسم الذي شارك النفس جهادها في هذا العالم أن يشاركها مجدها.

كل بذرة تُزرع تقيم جسمًا خاصًا بها، فلم نسمع عن بذرة قمح جلبت شعيرًا، ولا بذرة تفاح جلبت ليمونًا، بل كل بذرة تجلب حصادًا من ذات نوعها.

"ليس كل جسد جسدًا واحدًا،

بل للناس جسد واحد

وللبهائم جسد آخر

وللسمك آخر

وللطير آخر" [39].

جاء وقت ادعى العلماء بأن ما يقوله الرسول بولس خطأ فإن جسد الإنسان وجسد الحيوان وأيضًا السمك والطيور هو واحد، مكون من ذات الجبلة الأولى أو بروتوبلازما الخلية أو المادة الحية الأساسية في الخلايا protoplasm. اليوم أدرك العلماء أنمادة الخلايا cytoplasm وقلبها nuclei تختلف في هذه الأنواع الأربعة من الجسد[1208].

الجسد الذي يقيمه الرب هو جسد حقيقي، جسد إنسان له طابعه الخاص، لكنه ممجد وروحي. إنه ليس كما يظن البعض أنه جسد خيالي.

* في القيامة سيقوم جسد أفضل، جسد لا يعود فيه لحم ودم هكذا بل كائن حي خالد ولا يمكن هلاكه.

ثيؤدور أسقف المصيصة

"وأجسام سماوية، وأجسام أرضية،

لكن مجد السماويات شيء، ومجد الأرضيات آخر" [40].

حينما يتحدث عن الأجسام السماوية والأجسام الأرضية هنا لا يعني بالسماء والأرض بمفهومهما العام، إنما يقصد بالسماء الشمس والقمر وبقية الأجرام السماوية، بينما يقصد بالأرض جرم الأرض المادي.

يعود فيقارن بين جسمنا الترابي الذي علي مثال جسم آدم وذاك الذي سنناله على مثال جسم المسيح القائم من الأموات. فإنه لا يوجد وجه للمقاومة بين مجد الجسم الترابي ومجد الجسم الروحاني السماوي. ففي السماء يكون الجسم ممجدًا وبهيًا وكاملًا. حقا إنه حتى في هذا العالم يتمتع جسمنا الترابي بعربون المجد الداخلي والبهاء، أما في يوم الرب فإنه "سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون علي صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء" (في 3: 21). وكما وعدنا السيد المسيح: "حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (مت 13: 43).

إذ يتحدث هنا عن الأجسام السماوية ربما لا يعني الشمس والقمر والكواكب، لكنه يعنى الملائكة والطغمات السمائية، فإنهم أرواح لكنهم بالمقارنة باللَّه الروح البسيط يُحسبون لهم أجسام. ونحن إذ نشترك معهم في الحياة السماوية تصير أجسامنا روحية، لكنها مختلفة عن تلك التي للسمائيين. وربما يقصد بالأجسام السماوية جسم المسيح القائم من الأموات وأجسام القديسين القائمة من الأموات، وبالأجسام الأرضية أجسامنا هنا في الحياة الزمنية على الأرض.

* حتى بين الأجسام الأرضية الاختلاف ليس بقليل. خذ الجنس البشرى كمثال. البعض يونانيون والبعض برابرة، وبين البرابرة البعض أكثر عنفًا من غيرهم. البعض لهم قوانين سامية والآخرون قوانين منحطة، البعض لهم عادات متوحشة وآخرون ليس لهم قوانين قط يخضعون لها[1209].

العلامة أوريجينوس

* إن كان اللَّه استطاع أن يصنع الشمس والقمر والكواكب، فما هي المشكلة إن كان يصنع لنا أجسادًا جديدة؟[1210]

بيلاجيوس

"مجد الشمس شيء، ومجد القمر آخر، ومجد النجوم آخر،

لأن نجما يمتاز عن نجم في المجد" [41].

تهب القيامة المؤمن هنا قوة ليحطم الخطية ويكسر شوكة الموت، فيعيش بروح النصرة المتهللة.

يشتاق المؤمن إلى معرفة ما يكون عليه جسمه في القيامة، وفي نفس الوقت في شيء من التشكك يتساءل غير المؤمن عما سيكون عليه حال الجسم القائم من الأموات. وقد أوضح الرسول بلغة مفرحة إن سمات جسمنا القائم من الأموات هي:

أولًا: بلا فساد [42]. ثانيًا: مجيد [43].

ثالثًا: في قوة [4]. رابعًا: جسم روحاني [44].

خامسًا: على شبه جسم الإنسان الثاني، الرب من السماء [45 50].

* حقًا سيقوم الكل في قوة وعدم فساد، ولكن في هذا المجد الذي بلا فساد لا يتمتع الكل بذات الكرامة والأمان[1211].

* مع وجود قيامة واحدة توجد اختلافات ضخمة في الكرامة من جسد إلى آخر[1212]

* إذ يقول هذا يصعد إلى السماء ويقول: "مجد الشمس شيء ومجد القمر آخر". كما يوجد اختلاف بين الأجسام الأرضية يوجد أيضًا في السماوية. هذا الاختلاف ليس بالأمر العادي بل يبلغ قمته. لا يوجد اختلاف فقط بين الشمس والقمر والنجوم، بل وبين النجوم وبعضها البعض. فمع وجودها جميعًا في السماء غير أن البعض لها مجد أعظم والأخرى أقل.

ماذا نتعلم من هذا؟ وإن كان الجميع سيكونون في ملكوت اللَّه، لكن لا يتمتع الجميع بذات المكافأة، وإن كان الخطاة في الجحيم لكن ليس الكل يعاني من نفس العقوبة[1213].

القديس يوحنا الذهبي الفم



* (لا تتحد روحنا إلا باللَّه وحده)

الثالوث القدوس وحده لديه الإمكانية أن يخترق كل طبيعة عقلية، ليس فقط يعانقها ويلتف حولها بل ويدخل فيها... فبالرغم من تمسّكنا بوجود بعض الطبائع الروحانية مثل الملائكة ورؤساء الملائكة والطغمات الأخرى وأيضًا أرواحنا... إلا أنه ينبغي علينا ألا نعتبر هذه الطبائع غير مادية incorporeal، إذ لها جسم تعيش به أخف بكثير مما لجسدنا، وذلك كقول الرسول: "وأجسام سماوية وأجسام أرضيَّة" (1 كو 40:15)، وأيضًا "يُزرَع جسمًا حيوانيًّاnatural ويُقام جسمًا روحانيًّا" (1 كو 44:15). وبهذا يظهر أنه لا يوجد شيء غير جسمي إلا اللَّه وحده. هو وحده يمكن أن يخترق كل مادة روحية وعقلية، لأنه هو وحده الكامل والموجود في كل شيء، يرى أفكار البشر وحركاتهم الداخلية وكل خبايا أرواحهم، وعنه وحده يتحدث الرسول الطوباوي قائلًا: "لأن كلمة اللَّه حيَّة وفعَّالة وأمضى من كل سيفٍ ذي حدَّين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمِخاخ ومميِّزة أفكار القلب ونيَّاتهِ. وليست خليقة غير ظاهرة قدَّامهُ، بل كل شيءٍ عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معهُ أمرنا" (عب 12:4، 13). ويقول الطوباوي داود: "المصوّر قلوبهم جميعًا" (مز 15:33) وأيضًا: "لأنه هو يعرف خفيات القلب" (مز 21:44). "لأنك أنت وحدك تعرف قلوب بني البشر" (2 أي 30:6)[1214].

الأب سيرينوس

* نؤمن بوجود فارق شاسع بين وارثي ملكوت السماوات ووارثي الأرض، وبين الذين يُرحمون والذين يشبعون من البرّ وبين الذين يعاينون اللَّه (طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون اللَّه). و"مجد الشمس شيء ومجد القمر آخر ومجد النجوم آخر، لأن نجمًا يمتاز عن نجمٍ في المجد، هكذا أيضًا قيامة الأموات"[1215].

الأب شيريمون

"هكذا أيضًا قيامة الأموات:

يُزرع في فساد، ويقام في عدم فساد" [42].

يُعتبر دفن الميت يشبه زرع البذرة.

يري بعض الحاخامات أنه سيوُجد بين الأبرار تسع درجات من المجد والبعض يرى أنه ستوجد سبع درجات:

الدرجة الأولي: الصديقون الذين يحفظون العهد مع اللَّه القدوس ويضبطون كل المشاعر الشريرة.

الدرجة الثانية: الذين يسلكون باستقامة في طرق اللَّه ويُسرون بالسلوك في طرقه ويسرونه.

الدرجة الثالثة: الكاملون الذين يسيرون في طريق اللَّه ولا يستغربون تدابيره.

الدرجة الرابعة: للقديسين، وهم أسمي العينات علي الأرض، وهم موضع سرور اللَّه.

الدرجة الخامسة: لقادة التائبين الذين يحطمون الأبواب النحاسية ويعودوا إلى الرب.

الدرجة السادسة: للدارسين اللطفاء الذين لم يعصوا اللَّه.

الدرجة السابعة: الإلهيون وهم الذين يبلغون القمة فوق كل الدرجات السابقة.

كما وُجدت عبارات في التراث الحاخامي تشبه كلمات الرسول منها: "وجود الأبرار في العالم العتيد تكون كالشموس والأقمار والكواكب مشرقة، ومثل الزنابق والمنارات في الهيكل".

" يُزرع في فساد" إذ يتعرض الجسم للانحطاط والفساد والانحلال.

"يُقام في عدم فساد" كجسدٍ مجيدٍ لن يخضع بعد إلي فساد أو انحلال أو موت.

* كما أن النفس العاقلة ليست صالحة ولا شريرة في ذاتها بل هي قادرة أن تصير هكذا أو كذلك، هكذا الجسد ليس قابل للدمار أو غير قابل بالطبيعة بل يقتنى هذه السمات الأساسية في الوقت المناسب.

القديس ديديموس الضرير

* مع أن القديسين روحيون في الذهن إلا أنهم لا يزالوا جسديين في الجسد القابل للفساد الذي يبقى ثقلًا على النفس. إنهم سيصيرون روحيين أيضًا في الجسد عندما يُزرع الجسد الحيواني ويقوم جسدًا روحانيًا.

إنهم لا يزالوا سجناء في حصون الخطية، ماداموا يخضعون لاغراءات الشهوات التي لا يوافقون عليها.

هكذا فهمت هذا الأمر كما حدث مع هيلاري وغريغوريوس وأمبروسيوس وغيرهم من معلمي الكنيسة المشهورين، هؤلاء رأوا أن الرسول بكلمات حارب بقوة نفس المعركة ضد الأفكار الجسدية التي لم يكن يريدها[1216].

* كما أنه عندما تخدم الروح الجسد تُدعى بحقٍ جسدانية، هكذا عندما يخدم الجسد الروح يدعى بحقٍ روحانيًا. ليس بمعنى أنه يتحوّل إلى روح كما يتوهّم البعض بتفسيرهم الكلمات: "يزرع في فساد ويُقام في عدم فساد: [42]. وإنما لأنه يُخضع للروح في استعداد للطاعة الكاملة العجيبة ويتجاوب في كل شيء مع الإرادة التي دخلت إلى الخلود، فيزول عنها كل تخاذل وفساد وخمول. لأن الجسد ليس فقط سيكون أفضل مما عليه الآن في أفضل حالته الصحية، بل وسيسمو فوق جسدي أبوينا الأولين اللذين أخطأ[1217].

* بطريقة ما تشرق البتولية هناك، وبطريقة أخرى تشرق هناك عفة الزواج، وبطريقة ثالثة سوق يُشرق الترمل المقدس. يشرق الكل بطرق مختلفة، لكن الكل سيكونون هناك[1218].

القديس أغسطينوس



"يزرع في هوان، وُيقام في مجد،

يزرع في ضعف، ويُقام في قوة" [43].

"يُزرع في هوان": بسبب الخطية حُرم الجسم وطاقاته وحواسه ومشاعره من كل المجد وصار في هوانٍ، وأصبح مصيره الموت. لكنه يقوم في مجدٍ، إذ يتمتع بالخلود ويتحرر من عبودية الموت أبديًا.

"يُزرع في ضعف": إذ يتعرض للأمراض، "ويُقام في قوة" إذ لا يتعرض بعض للتعب والمرض والشيخوخة والانحلال والموت.

جاءت كلمة " يُزرع" كتعبيرٍ مُبهج عوض "يُدفن".

ماذا يقصد بالقوة هنا؟ ليست كتلك الخاصة باللَّه ولا بملائكة. وهي ليست بالقوة البدنية، لكنها قوة تتمم ما يبدو كأنه أمر مستحيل تنفيذه الآن. أيضًا القوة هنا مقابل الضعف الذي كان الجسم يتعرض له في هذا العالم. وكأن القوة تعني عدم خضوع الجسم للأمراض والضعفات والاحتياجات الجسمانية من أكل وشرب ونوم، كما لا يمكن أن يحل به الموت أو الفساد أو الانحلال.

"يُزرع جسمًا حيوانيًا، وُيقام جسمًا روحانيًا.

يوجد جسم حيواني، ويوجد جسم روحاني" [44].

يزرع جسمًا حيوانيًا، يشبه الجسم الحيواني من جهة تكوينه كجسم به عضلات وعظام وأعصاب وأوردة وشرايين الخ.، لها ذات الوظائف وبه الجهاز الهضمي الذي يحول الطعام إلى دم والجهاز التنفسي الخ.

"ويًقام جسمًا روحانيًا" يتسم بالكمال، فلا يحتاج إلى مئونة خارجية كالطعام والشراب والهواء؛ ولا يخضع للموت، له وجود روحي، ومئونة روحية.

جاء في التراث اليهودي في عصر الرسول عبارات مشابهة، منها: جاء في Sohar Chadash: "هكذا سيكون في قيامة الأموات، فقط لا يوجد فيه الدنس القديم". ويقول :R. Bechai "عندما يقوم الأبرار ستكون أجسادهم طاهرة وبريئة، مطيعة لدوافع النفس، لا يعود يوجد صراع ولا أي مرض شرير". ويقول الحاخامRabbi Pinchas : "سيجعل اللَّه القدوس المطوّب أجسام الأبرار جميلة كجسم آدم عندما دخل الفردوس". ويقول الحاخام Rabbi Levi: "عندما تكون النفس في السماء ستلتحف بنورٍ سماويٍ، وعندما تعود إلى الجسم سيكون لها نفس النور. عندئذ سيشرق الجسم ببهاء جلد السماء. عندئذ يتمتع البشر بمعرفة ما هو كامل".

"الجسم الحيواني"، يترجم أحيانًا "الجسم الطبيعي" وهو الجسم الذي به يمارس الحيوان حياته من أكل وشرب وتنفس وحيوية وله حواس ملموسة ويحتاج إلى راحة ونومٍ.

"الجسم الروحاني" لا يعني روحًا، لأن الروح ليس له جسم.

* هل جسدنا الحاضر ليس بعد روحيًا كما ينبغي؟ حقًا إنه روحاني، لكنه سيصير أكثر روحانية، لأنه الآن غالبًا ما تفارقه نعمة الروح القدس الغنية متى ارتكب خطايا عظيمة. مرة أخرى فإن الروح يستمر حاضر وتعتمد حياة الجسد على النفس وتكون النتيجة في هذه الحالة هو الحرمان من الروح. ولكن بعد القيامة لا يعود يكون الأمر، بل يسكن في جسد البار على الدوام وتكون النصرة حليفة له وتكون النفس الطبيعية حاضرة... بهذا لتؤمن أن اللَّه قادر أن يجعل هذه الأجساد الفاسدة غير فاسدة وأكثر سموًّا من الأجسام المنظورة[1219].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* عندما يُزرع الجسد الذي يتكون بواسطة العلاقات الجسدية بين ذكر وأنثى يكون فيه هوان وضعف لأنه جسد نفس هالكة تشاركه سماته. ولكن إذ يقوم بقوة اللَّه يظهر جسدًا روحيًا يحمل عدم الهلاك والقوة والكرامة.

القديس ديديموس الضرير

* سيقوم هذا الجسد ولكن ليس في ضعفه الحالي. سيقوم نفس الجسم ولكن بعد إزالة الفساد وتحوله، وذلك كالحديد الذي يصير نارًا عندما يتحد بالنار، وذلك كما يعرف الرب الذي يقيمنا.

إذن هذا الجسد سيقوم، ولكن لن يبقى في وضعه الحالي بل يصير جسدًا أبديًا. لا يعود يحتاج إلى قوت للحياة كما الآن، ولا إلى درجات يصعد عليها. يصير روحيًا، إنه أمر عجيب، نسأل أن نتعرف على وضعه[1220].

القديس كيرلس الأورشليمي

* يُزرع الجسد في هوان، لأنه يوضع في كفن فيه يفسد ويأكله الدود. ولكن عندما يقوم يكون في مجدٍ وينتهي كل أثر للَّهوان[1221].

أمبروسياستر

* سنكون لا نزال أجسادًا لكن نحيا بالروح، فنحتفظ بمادة الجسد دون المعاناة من خموله وأماتته[1222].

* كما أن الروح عندما تخدم الجسد لا يكون غير لائق أن يُقال أنها جسدية هكذا الجسد عندما يخدم الروح يُدعى روحانيًا بحقٍ. ليس لأنه قد تحول إلى روح كما ظن الذين أساءوا تفسير النص "يُزرع جسد طبيعي ويقوم جسد روحاني"، وإنما لأنه سيخضع للروح في طاعة كاملة عجيبة مرنة، فتقبل قانونه الخاص بالخلود غير المنحل، وتطرد جانبًا كل شعورٍ بالتعب، وكل ظلٍ للألم، وكل علامةٍ للانحطاط. هذا الجسد الروحاني ليس فقط يصير أفضل من أي جسد على الأرض في صحة كاملة بل ويتعدى جسد آدم وحواء قبل السقوط[1223].

القديس أغسطينوس

* بالنسبة لطبيعتنا الجسدية يليق بنا أن نفهم أنه لا يوجد جسم واحد نعرفه في انحطاطٍ وفسادٍ وضعفٍ، وآخر مختلف عنه سنستخدمه فيما بعد في عدم فساد وقوة ومجد. بل بالأحرى ذات الجسم يُنزع عنه ضعف وجوده الحالي يتحول إلى شيء من المجد ويصير روحانيًا، فتكون النتيجة أنه ما كان إناءً للهوان هو بعينه يتطهر ويصير إناءً للكرامة ومسكن الطوباوية[1224].

* نوع الجسد الروحاني هو شيء يصير ملائمًا للسكنى ليس فقط لكل القديسين والنفوس الكاملة، بل لكل الخليقة التي تخلص من عبودية الفساد[1225].

العلامة أوريجينوس
9. نلبس صورة السماوي

"هكذا مكتوب أيضًا صار آدم الإنسان الأول نفسًا حية،

وآدم الأخير روحًا محييًا" [45].

يشير الرسول بولس إلي ما ورد في سفر التكوين 2: 7، بأن آدم صار نفسًا حية. أما بالنسبة لآدم الثاني الذي صار روحًا محييًا فيتحدث بعض اليهود عن روح المسيّا أنه هو الروح الذي كان يرف علي وجه المياه (تك 1: 2) ليهب حياة، وأنهم دومًا كانوا يشيرون إلى المسيّا أنه يحي الذين يسكنون في التراب. وقد جاء في إنجيل يوحنا: "فيه كانت الحياة" (يو 1: 4).

أقام اللَّه آدم اللَّه نفسًا حية، لكنه كان يحتاج إلى الحياة من خارجه، لهذا إذ وهبه اللَّه زوجة دعاها "حواء" أي "حياة" لتجلب حياة، وتكون أمًا لكل حي، وإذ بها تجلب موتًا. أما آدم الثاني فهو الكلمة المتجسد المحيي يؤكد لنا: "أنا هو الحياة والقيامة".

ثمرة التصاقنا بأبينا آدم الأول أننا حملنا جسدًا حيوانيًا، أما ثمرة اتحادنا بأبينا الجديد آدم الثاني أننا نصير جسدًا روحانيًا، إذ يهبنا الحياة السماوية الأبدية.

* يقول الرسول هذه الأمور حتى نتعلم أن العلامات والوعود للحياة الحاضرة والعتيدة قد حلت الآن علينا. إنه يضع الأشياء الحسنة كأمور للرجاء، ويشير إلى أنها قد بدأت فعلًا، لأن جذورها ومصدرها قد أعلن. إن كان الأمر هكذا فلا حاجة للشك في أن الثمار ستظهر في الوقت المناسب[1226].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* اليوم يعتبر الرسول القديس رجلين هما أصل الجنس البشري، أعني آدم والمسيح. هما رجلان، لكنهما مختلفان في الاستحقاق. حقًا متشابهان في هيكل الأعضاء لكنهما بالحق مختلفان في بدايتهما.

الإنسان الأول، آدم كما يقول النص صار نفسًا حية، وآدم الأخير صار روحًا محييًا.

الإنسان الأول خلفه الأخير، منه نال نفسه لكي يحيا. هذا الأخير تكوّن بذاته، فهو وحده لا ينتظر الحياة من آخر، بل يهبها لكل البشر.

الأول قد تشكّل من التراب الرخيص جدًا، والأخير جاء من رحم العذراء الثمين.

في حاله الأول تحوّل التراب إلى جسد، أما في الأخير فالجسد نفسه صعد إلى اللَّه.

لماذا؟ أقول أكثر من هذا. هذا الأخير هو آدم الذي وضع صورته في الأول عندما خلقه. هذا هو السبب الذي لأجله قام (المسيح) بنفس الدور مثل السابق، وتقبل اسمه حتى لا يسمح له بالهلاك إذ هو مهتم به، ولهذا السبب خلقه على صورته.

آدم الأول وآدم الأخير؛ الأول له بداية والأخير بلا حدود. لأنه بالحق هذا الأخير هو الأول، إذ يقول: "أنا هو الأول وأنا الآخر"، فبالتأكيد هو بلا نهاية.

يقول النص: "لكن ليس الروحاني أولًا بل الجسداني وبعد ذلك الروحاني". فبالتأكيد توجد الأرض قبل الثمرة، لكنها ليست في قيمة الثمرة. الأرض تخرج تنهدات وأتعاب، والثمرة تهب وجودًا وحياة. بحق يمجد النبي مثل هذه الثمرة: "من ثمرة بطنك أجلس على كرسيك".

يكمل النص: "الإنسان الأول من التراب هو أرضي، والإنسان الثاني من السماء سماوي". أين هؤلاء الذين يظنون أن حبل العذراء وميلادها لطفلها يشبه ما يحدث مع النساء الأخريات؟ ما حدث مع النساء الأخريات هو من الأرض وأما ما حدث للعذراء فمن السماء.

واحد تم بقوة إلهية، والآخر بضعف بشري.

حالة تمت خلال جسد خاضع للأهواء، والأخرى خلال هدوء الروح الإلهي وسلام الجسد البشري.

صمت الدم، ودُهش الجسد، واستراحت أعضاؤها، وكان كل رحمها في راحة خلال افتقاد السماوي له. ارتدي موجد الجسد ثوبًا من الجسد، حتى يمكن لذاك الذي ليس فقط وهب الأرض للإنسان بل وهو يهبه السماء يمكنه أن يصير إنسانًا سماويًا[1227].

بطرس خريسولوجوس

"لكن ليس الروحاني أولًا،

بل الحيواني، وبعد ذلك الروحاني" [46].

الحيواني أو الطبيعي أولًا إذ هو الجسد الذي خُلق عليه آدم ليعيش علي الأرض، أما "الروحاني" فهو ذات الجسد بعد أن يتمجد لتلتحف به النفس في القيامة ويعيش في السماء ككائنٍ أشبه بالروح.

* من الأبوين الأولين للجنس البشري كان قايين هو البكر وكان منتسبًا لمدينة البشر؛ بعد أن وُلد هابيل الذي انتسب لمدينة اللَّه. فإنه كما بالنسبة للفرد تميّز الحق في عبارة الرسول: "ليس الروحي أولًا بل الطبيعي وبعد ذلك الروحاني"، هكذا كل إنسانٍ ينسحب من المجموعة يولد أولًا من آدم شريرًا وجسمانيًا، وبعد ذلك يصير صالحًا وروحانيًا، عندما يُطعَّم في المسيح بالتجديد، هكذا كان الأمر بالنسبة للجنس البشري كله[1228].

* يُفهمالجسم الروحاني كجسمٍ يخضع للروح ليناسب سكناها السماوية؛ كل ضعفٍ أرضي وفساد وتغير يتحول إلى طهارةٍ سماويةٍ واستقرارٍ[1229].

القديس أغسطينوس

* في خطة اللَّه سيعبر ما هو أقل ونتوقع بالأكثر ما هو أفضل. هذا هو السبب لماذا يقول بولس أن الأمور الأقل قد عبرت والأمور الأفضل في الطريق... فإن الفلاح وهو يرى البذور تنحل لا يحزن[1230].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"الإنسان الأول من الأرض ترابي،

الإنسان الثاني الرب من السماء" [47].

لم تُذكر كلمة "الرب" في كثير من المخطوطات وكثير من كتابات آباء الكنيسة الأولين. يرى البعض أن ترجمة النص هي هكذا: "الإنسان الأول من الأرض ترابي، والإنسان الثاني سماوي من الرب" وذلك كما قالت حواء عندما أنجبت قايين أنها ولدت إنسانًا من الرب.

كان اليهود يستخدمون التعبيرين: "آدم الكبير" و"آدم الصغير"، أي السماوي والأرضي، أو آدم قبل القيامة والآخر بعد القيامة.

"ترابي" لا تعني أنه مجرد يسلك على الأرض التي هي تراب بل يحمل طبيعة ترابية زائلة.

* الفارق الأول كان بين الحياة الحاضرة والحياة العتيدة، أما هذا الاختلاف فهو بين الحياة قبل إعلان النعمة وتلك التي بعد إعلان النعمة[1231].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* الرب السماوي صار أرضيًا لكي يجعل الأرضيين سمائيين. الخالد صار قابلًا للموت بأخذه شكل عبد، وليس بتغيير طبيعة الرب، لكي يجعل المائتين خالدين بتمتعهم بنعمة الرب وعدم انشغالهم بمعصية العبد[1232].

القديس أغسطينوس

* الإنسان الأول جاء من الأرض، والثاني من السماء. بقوله: "الإنسان" يعلمنا عن ميلاد هذا الإنسان من العذراء، التي بتحقيق عملها كامل عملت بما يتفق مع طبيعة جنسها في الحبل بالإنسان وميلاده. وعندما يؤكد أن الإنسان الثاني من السماء يشهد أن أصله من ظهور الروح القدس الذي حلّ على العذراء. هكذا بدقة بينما كان هو إنسانًا كان أيضا سماويًا. فإن ميلاد هذا الرجل كان من العذراء، الحبل كان من الروح[1233].

القديس هيلاري أسقف بواتييه

"كما هو الترابي هكذا الترابيون أيضًا،

وكما هو السماوي هكذا السماويون أيضًا" [48].

كما كان آدم الذي تشكّل من التراب هكذا تكون سلالته، خاضعين للضعف والانحلال والموت. وكما هو السماوي هكذا من يتحد به يشترك في المجد السماوي.

* إن بقيت فيما هو من الأرض فإنك تتحول إليها في النهاية. يجب أن تتغير، يلزم أن تصير سماويًا[1234].

العلامة أوريجينوس

* تشكل آدم من الطين بيدي اللَّه، وتشكل المسيح في الرحم بروح اللَّه[1235].

مكسيموس أسقف تورينو

* ماذا إذن؟ ألم يمت هذا الإنسان أيضًا؟ حقًا لقد مات لكن لم تصبه أذية من هذا بل بالأحرى وضع نهاية للموت[1236].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* لكن ليتنا نسمع ما جاء بعد ذلك: "كما كان الترابي هكذا الترابيون، وكما هو السماوي، هكذا يكون السمائيون". كيف يمكن للذين لم يولدوا هكذا كسمائيين أن يوجدوا سمائيين؟ ليس ببقائهم على ما وُلدوا عليه بل بالاستمرار في أن يكونوا حسب الولادة الجديدة.

أيها الاخوة هذا هو السبب أن الروح السماوي بأمر سرّي لنوره أعطى خصوبة لرحم الأم العذراء. لقد أراد أن يلد أولئك الذين لهم أصل من كم ترابي موروث فجاءوا كبشر أرضيين في حالة يرثى لها ليصيروا ككائناتٍ سماوية. أراد أن يحضرهم إلى شبه خالقهم. هكذا ليتنا نحن الذين بالفعل قد وُلدنا ثانية وتشكلنا على صورة خالقنا نحقق ما أمر به الرسول.

لذلك وإن كنا قد حملنا شبه الأرضي، فلنحمل شبه السماوي!

لنثق بأن كل هذا كان ضرورة وهو أننا قد تشكلنا من الأرض فلا نقدر أن نجلب ثمارًا سماوية. نحن الذين وُلدنا من الشهوة لا نقدر أن نتجنب الشهوة، نحن الذين وُلدنا من إغراءات الجسد القوية لابد لنا أن نحمل ثقل إغراءاته. وإذ نتثقل بإغراءاته حسبنا هذا العالم بيتنا وصرنا أسرى لشروره. نحن نولد من جديد على شبه ربنا (كما أشرنا) الذي حبلت به البتول، فنحيا بالروح، ونحمل التواضع ويولد فينا الكمال، وتنتعش فينا البراءة، ونتعلم القداسة، ونتمرن على الفضيلة، ويتبنّانا اللَّه أبناء له.

لنحمل صورة خالقنا في إنتاج كامل. ليكن ذلك إعادة إنتاج ليس لذاك الجلال الذي هو فريد في هذا، وإنما في تلك البراءة والبساطة والوداعة والصبر والتواضع والرحمة والسلام الذي به قد عيّن لكي يصير واحدًا معنا.

ليته تبطل احتكاكات الرذائل المزعجة، وتنهزم إغراءات الخطايا الخطيرة، وتُضبط العين مصدر الجرائم.

ليت كل ضباب الأمور الزمنية يتبدد من حواسنا.

ليت كل وهن الشهوات العالمية تطرد من أذهاننا.

لنقبل فقر المسيح الذي يخزن لنا غنى أبديًا في السماء.

لنحفظ بالكامل قداسة النفس والجسد، لكي نحمل صورة خالقنا ونعتز بها فينا، لا خلال حجمها بل طريقة عملها.

يؤكد الرسول ما قلناه بكلماته: "الآن أقول يا إخوة أن لحمًا ودمًا لا يقدران أن يرثان ملكوت اللَّه". انظر كيف يكرز بقيامة الجسد! هناك الروح تملك الجسد، لا الجسد الروح، كما توضح الكلمات التالية: "ولا يرث الفساد عدم الفساد"

ها أنتمترون أنه ليس الجسد هو الذي يهلك، بل عنصر الفساد؛ ليس الإنسان، بل أخطاؤه، ليس الشخص بل خطاياه، حتى إن الإنسان الذي يعيش في اللَّه وأقامه هو وحده يفرح عند بلوغه الخلاص من خطاياه[1237].

الأب بطرس خريسولوجوس

"وكما لبسنا صورة الترابي

سنلبس أيضًا صورة السماوي" [49].

في القيامة يلبس الجسم مجدًا، فيصير كجسم السيد المسيح القائم من الأموات، يستطيع أن يخترق الحواجز الأرضية، ويعبر في الهواء، ويشرق ببهاء منعكس عليه من بهاء المسيح. كأبناء لآدم وُلدنا علي شبهه وخضعنا لما خضع له. الآن إذ اتحدنا بالسماوي ننعم بشبهه أيضا.

بقوله: "سنلبس" يوضح أن صورة السماوي أشبه بثوب نرتديه ونختفي فيه، فجسدنا قائم لكنه يحمل طبيعة جديدة مشرقة ببهاء عظيم.

* الآن إذ سمعت هذه الأمور تتطهر من كل ثقلٍ أرضيٍ بكلمة اللَّه، وتصير صورة السماوي مشرقة فيك[1238].

* إن كان أحد لا يزال يحمل صورة الترابي حسب الإنسان الخارجي، فإنه يتحرك بالشهوات الأرضية والحب الزمني. أما شهوة وحب ذاك الذي يحمل صورة السماوي في إنسانه الداخلي فهي سماوية. تتحرك النفس بالحب السماوي والاشتياق السماوي، إذ ترى بوضوح جمال كلمة اللَّه وكماله فتسقط إلى الأعماق في حبه وتتقبل الكلمة نفسه كسهمٍ معين يجرحها بالحب[1239].

العلامة أوريجينوس

* هذه تعني أنه كما نحمل الجسد الفاسد الذي لآدم الترابي هكذا في المستقبل نحمل الجسد غير الفاسد شبه ذاك الذي للمسيح المقام[1240].

أمبروسياستر

* قصد بولس هو هكذا: إذ حملنا صورة الترابي، أي الأعمال الشريرة، لنحمل صورة السماوي، طريقة الحياة الفائقة بالسموات. فإن كنا نتحدث عن الطبيعة، فإننا لا نحتاج إلى نصيحة أو حث إذ واضح أنه يتحدث هنا عن أسلوب حياتنا[1241].

* أن تحمل صورة ليس بالأمر الذي يخص الطبيعة، وإنما هو حسب اختيارنا وسلوكنا[1242].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* لماذا خلقتني بهذه الكيفية؟ إن أردت أن تعرف هذه الأمور لا تكن طينًا بل كن ابنًا للَّه خلال رحمة ذاك الذي يعطى المؤمنين باسمه القوة أن يصيروا أبناء اللَّه ، وإن كان لم يعطِ بعد هكذا حسبما تريد للذين يرغبون في معرفة الإلهيات قبل أن يؤمنوا بها[1243].

القديس أغسطينوس

"فأقول هذا أيها الإخوة:

إن لحمًا ودمًا لا يقدران أن يرثا ملكوت اللَّه،

ولا يرث الفساد عدم الفساد" [50].

تعبير "لحم ودم" يهودي، يشير إلي الإنسان في حالته الراهنة. فإنه بحالة السقوط التي انحدر إليها لا يقدر أن يرث ملكوت اللَّه، طبيعته لا تتفق مع هذا الموضع إن صح التعبير. بضعفه الحالي لن يقدر أن يحتمل عظم بهاء المجد السماوي. لهذا وجب أن يموت وتتغير طبيعة جسده ليؤكد طبيعة قادرة أن توجد في المجد.

يقصد باللحم والدم لا كيان الجسم بل ما هو مائت وفاسد وكل أثر للخطية عليه بكونه جسدنا الفاسد العاجز أن يتمتع بالملكوت الإلهي وهو على هذه الحال.

* يقصد بولس بالجسد هنا الأعمال الشريرة المتعمدة. فالجسم في ذاته ليس عائقًا، وإنما بسبب شرنا لا نقدر أن نرث ملكوت اللَّه[1244].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* ليتنا لا نحتقر الجسم بأية وسيلة، بل نرفض أعماله. لا نحتقر الجسم الذي سيملك في السماء مع المسيح. لا يقدر جسد ودم أن يرثان ملكوت اللَّه. هذا لا يشير إلى الجسد والدم هكذا بل إلى أعمال الجسد[1245].

القديس جيروم

* عندئذ سيكون هناك نوع من الانسجام بين الجسد والروح، فالروح يحيي الجسد الخادم دون أية حاجة إلى قوتٍ منه. لا يعود بعد يوجد صراع في داخلنا.

وكما أنه سوف لا يوجد أي أعداء من الخارج نحتملهم هكذا لا يعود يوجد أعداء من الداخل[1246].

القديس أغسطينوس

* يقصد باللحم هنا أفعال الإنسان الشريرة التي يفعلها أيضًا في موضع آخر، وذلك كما يقول: "وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح" (رو 8:8-9)... الآن إن كان يتكلم عن الجسم في أي موضع بالفساد، فإنه ليس بالفساد لكنه قابل للفساد. لذلك يكمل في مقاله عنه فلا يدعوه بالفساد بل بالفاسد، قائلًا: "متى لبس الفاسد عدم فساد" [54] [1247].

القديس يوحنا الذهبي الفم
10. البوق الأخير

"هوذا سرّ أقوله لكم

لا نرقد كلنا، ولكننا كلنا نتغير" [51].

يكشف الرسول بولس عن سرّ لم يكونوا يعرفونه من قبل، وهو أن ليس كل البشرية تموت، لكنها جميعًا تتغير. هذا ما لم يكن اليهود يدركونه.

* "سنقوم جميعنا" أو كما نقرأ في المخطوط: "سنرقد جميعنا". وحيث لا توجد قيامة ما لم يسبقها موت، وحيث أننا نفهم في هذه العبارة الرقاد ليس إلا موت، كيف نرقد كلنا أو نقوم إن كان أشخاص كثيرون سيجدهم المسيح في الجسد لم يرقدوا ولم يقوموا؟ فإن كنا نعتقد بأن القديسين الذين سيوجدون أحياء عند مجيء الرب ويرتفعون لمقابلته فإنه في ذات صعودهم يتحولون من الموت إلى عدم الموت فإننا لا نجد صعوبة في كلمات الرسول إما عندما يقول: "ما تزرعه ما لم يمت"، أو قول "سنقوم جميعنا"، "نرقد جميعنا"، فإنه حتى القديسون سيحيون إلى عدم الموت بعد أن يموتوا أولًا.

باختصار وبالتبعية لن يستثنوا من القيامة التي يسبقها الرقاد. ولماذا يبدو لنا أنه غير معقول أن مجموعة الأجساد يلزم أن تزرع في الهواء، ويلزم أن يتغيروا من الفساد إلى عدم الفساد، عندما نؤمن بشهادة نفس الرسول أن تتحقق القيامة في طرفة عين، وأن يتحول تراب الأجساد إلى سمو غير المدرك وخفيفٍ إلىهؤلاء الأعضاء الذين يعيشون إلى ما لا نهاية؟[1248]

القديس أغسطينوس

* من لا يتغير في هذا العالم لن يقدر أن ينعم بخبرة التغيير في العالم الآخر[1249].

* يُشار إلى إشراقات القديسين عندما يتلألأون في القيامة مثل ملائكة اللَّه. فإنهم سيتطهرون هكذا ويصيرون في بهاء فيقدرون أن يتطلعوا إلى العظمة بعيني القلب. إنهم لا يقدرون أن يتفرسوا في النور ما لم يتغيروا إلى ما هو أفضل[1250].

كاسيدورس

* إنه يقصد ذلك: أننا نحن أيضًا (الذين سنموت) نصير غير قابلين للموت، لأن هؤلاء أيضًا (الأحياء عند مجيء الرب) هم أيضًا قابلون للموت. لهذا لا تخافوا لأنكم تموتون كمن لا يقوموا بعد. فإنه سيوجد أيضًا من سيهربون من هذا لكن هذا لن يشبعهم لأجل القيامة؛ فإنه حتى الذين لا تموت أجسامهم يلزم أن يتغيروا ويتحولوا إلى عدم الفساد... إذ يقول: "نحن" لا يتحدث عن نفسه بل عن أولئك الذين سيوجدون في ذلك الحين أحياء[1251].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير،

فإنه سيبوق،

فيقام الأموات عديمي فساد،

ونحن نتغير" [52].

"في لحظة"، أي نقطة من الزمن غير قابلة للانقسام؛ و"في طرفة عين" وهو تعبير يشير إلي ما يكاد يكون في غير زمنٍ يمكن قياسه، يتحقق هذا كله. بهذا يعبّر عن حدوث القيامة بقدرة إلهية لا تحتاج إلى زمنٍ لإتمامه.

يقول الحاخام أكيبا بأن اللَّه القدوس ينفخ في بوق ممتد يُسمع صوته في كل أقاصي الأرض. في النفخة الأولي تهتز الأرض، وفي الثانية ينفصل التراب عن بعضه، وفي الثالثة تجتمع العظام معًا، وفي الرابعة تمتلئ الأعضاء حرارة، وفي الخامسة تتغطى الجماجم بالجلد، وفي السادسة تتحد النفوس بأجسادها، وفي السابعة يحيا الكل ويقفوا مكتسين ليظهروا أمام العرش الإلهي للدينونة.

ضرب البوق في يوم مجيء الرب هو تعليم كتابي ورد في زكريا 9: 14، مت 24: 31؛ يو 5:25؛ ا تس 4: 16).

ماذا يعني بالبوق الأخير؟

توجد أبواق كثيرة، فقد حدثنا سفر الرؤيا عن الأبواق السبعة التي تضرب عبر الأجيال حتى مجيء المسيح لتحقيق خطة اللَّه. في العهد القديم كانت الشريعة تقدم مع صوت بوق (خر 19: 16). وكانت الأبواق تُضرب لكي يتهيأ الكهنة والشعب للاحتفال بالأعياد الكبرى خاصة في بدء الشهر السابع حيث يشير إلى عيد نهاية العالم وكمال الأزمنة وفي اليوم العاشر حيث عيد الكفارة والخامس عشر حيث عيد المظال احتفالًا بالخلاص من مصر روحيًا (مز 50: 1- 7؛ زك 14: 18- 19). وعندما أقيم لعاذر من الموت كان بصوت عظيم (يو 11: 43)، هكذا سيكون البوق الأخير عند مجيء الرب للدينونة (مت 24: 31؛ 1 تس 4: 16).

* عند صوت البوق الأرض وكل شعبها يكونون في رعبٍ، وأما أنتم فستفرحون. العالم سوف يحزن ويتنهد عندما يأتي الرب ليدينه. قبائل الأرض تقرع الصدور. الملوك القادرون يرتعبون في عريهم. جوبتر مع كل نسله يلتهبون؛ وأفلاطون مع تلاميذه يظهرون أغبياء؛ وبراهين أرسطو تصير باطلة. ربما تكون أنت فقيرًا قرويًا لكنك تتمجد وتضحك قائلًا: "هوذا المصلوب إلهي! هوذا دياني![1252]

القديس جيروم

* بقوله "بوق" يُود أن نفهم بأنه سيكون الأمر جليًا جدًا بعلامة مميزة، ففي موضع آخر يدعوه صوت رئيس الملائكة وبوق اللَّه (1 تس 4: 15)[1253].

* يسهل على اللَّه أن يقيم الموتى حديثا كما الذين تحللوا منذ زمن طويل[1254].

القديس أغسطينوس

* يعلن في رسالته إلى أهل كورنثوس انتهاء الزمن فجأة، وتغيير الأمور التي تتحرك الآن إلى نهايتها المضادة. إذ يقول: "هوذا سرّ أظهره لكم؛ لا نرقد كلنا، ولكننا كلنا نتغير، في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير" [51-52]...

يعلمنا بأن التغيير يتم في لحظة زمن، موضحًا أن هذا الزمن المحدود ليس فيه أجزاء وليس له امتداد، فدعاه "لحظة" و"طرفة عين". فلا يوجد بعد احتمال لأحدٍ في لحظة الزمن التي هي الأخيرة... أن ينال بالموت هذا التغيير الذي يقيم الأموات. يتغير الذين هم أحياء ليصيروا على شكل الذين نالوا التغيير بالقيامة، أي إلى عدم الفساد. فلا يكون ثقل الجسد بعد قائمًا ولا ينزل بهم إلى الأرض بل يرتفعون إلى الهواء، إذ نرتفع على السحاب لمقابلة الرب في الهواء، وهكذا نكون مع الرب على الدوام[1255].

* أما بخصوص وصف الرسول بولس لعجائب القيامة كيف يمكن لإنسانٍ ما أن يعالج هذا الموضع ظانًا أنه يمكنه بسهولة أن يبلغ إليه ويقرأ عنه؟ "كل الأموات" كيف؟ إنه بصرخة... أو بضربة الأبواق كل الأموات والمنبطحين يتغيرون في طرفة عين إلى كائنات خالدة[1256].

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

"لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد،

وهذا المائت يلبس عدم موت" [53].

سواء يموت الإنسان أو لا يموت، فإن ما هو أهم أنه يتغير حتى يتهيأ ليرث ملكوت اللَّه.

* سأرى أخي قيصريوس ليس في منفي ولا مدفونا ولا حزينًا ولا يحتاج إلى من يشفق عليه ، بل في بهاء ومجد وسمو...[1257]

القديس غريغوريوس النزنيزي

* هل هذا الذي كان قادرًا أن يخلقك عندما لم تكن موجودًا غير قادرٍ أن يقيمك أنت الذي كنت قبلا موجودًا؟[1258]

* لقد ضُربت (أيها الموت)، لقد جُرحت، لقد سقطت طريحًا، لكن جُرح ذاك الذي خلقني. يا موت، يا موت، هوذا الذي أوجدني جُرح من أجلي وبموته غلبك. بنصرة سيقولون: "أين غلبتك يا موت؟ أين شوكتك يا موت؟[1259]

* سنتجدد نحن أيضًا في الجسد عندما يلبس هذا الفاسد عدم الفساد فيصير جسدًا روحانيًا. آدم لم يتغير بعد إلى مثل هذا الجسم، بل كان موضوعًا له أن يكون هكذا لو أنه لم يتأهل بسبب الخطية للموت حتى بالنسبة لجسده الطبيعي. أخيرًا فإن بولس لم يقل: "الجسد مائت بسبب الخطية"، بل الجسد مات بسبب الخطية[1260].

القديس أغسطينوس

* يبقى الجنسان الذكر والأنثى كما خلقت الأجساد. سيختلف مجدهم حسب اختلاف أعمالهم الصالحة. فإن كل الأجساد من كل من الرجال والنساء التي ستكون في ذلك الملكوت ستكون مجيدة[1261].

فولجنتيوس

* ستحرر أذهاننا عن الآلام ومن الأرض. هذا ما ستكون عليه. سنتقبل عطية النور منه، وبطريقة لا نقدر أن نعرفها سنتحد معه، ويُحمل فهمنا في سعادة طوباوية. سنُصدم بنوره الباهر[1262].

المدعو ديونسيوس

* يبقى الجسد، أما إماتته وفساده فيبطلان عندما يحل به الخلود وعدم الفساد[1263].

* على أي الأحوال "هذا الفاسد" الذي للجسد "لابد أن يلبس عدم فساد" [53]. أما الآخر، أي النفس، فليس فيها فساد قط حيث يوجد فيها عدم الفساد... الآن إن كنا سنرحل إلى العالم الآخر وفينا فساد فسيصير هذا الفاسد بلا فساد ولا نهاية، بل يبقى محترقًا ولا يحترق ليفنى، يبقى دومًا مضروبًا بالدود، فساده لا يفسد. فيكون حاله مثل أيوب الطوباوي الذي فسد (جسده) ولم يمت ولفترة طويلة. كان "انهياره مستمرًا يضع كتل التراب على قروحه" (أي 5:7LXX)[1264].

* لئلا عندما يسمع أحد "أن لحمًا ودمًا لا يقدران أن يرثا ملكوت اللَّه" يظن أن أجسامنا لا تقوم، لذلك أضاف: "ولا يرث الفاسد عدم الفساد"، و"يلبس هذا المائت عدم موت". الآن فإن الجسم فاسد، الجسم مائت لذلك يبقى الجسم حقًا، لأن الجسم هو الذي سيلبس، لكن فساده وموته يبيدان، بينما يحل عليه عدم الفساد وعدم الموت. لا تعود بعد تسأل كيف ستعيش حياة بلا نهاية، فقد سمعت الآن عن تحوله إلى عدم الفساد[1265].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* لو سألنا مسيحيًا صالحًا له زوجة، وقد يكون لديه أبناء منها عما إذا كان يرغب في أن تكون له علاقة جسدية بزوجته في ملكوت السموات، فإنه بالرغم من محبته لزوجته في الحياة الحاضرة وارتباطه بها، سيجيب بلا تردد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» كورنثوس الاولى 15 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى مشاكل أخروية: القيامة من الأموات الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» كورنثوس الاولى 7 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى الجزء(2) مشاكل اجتماعية للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  كورنثوس الاولى 7 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى مشاكل اجتماعية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  كورنثوس الاولى 11 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى معالجة مشاكل تعبدية (1)للقمص تادرس يعقوب ملطي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد الجديد-
انتقل الى: