عزرا الخادم

موضوع: عزرا الخادم السبت 14 أغسطس 2010, 11:58 pm

- عزرا

+ عزرا هو أول خادم يعظ في التاريخ وهو أول كاتب في شريعة موسي وهو الذي أخذ منه نظام الكتبة في العصر اليهودي كما نسمع عن الكتبة والفريسين فعزرا هو أول هؤلاء الكتبة.

+ عندما سقطت بابل أمام جحافل الفرس عام 538ق. م أعتلى كورش الفارسي عرش الإمبراطورية العظيمة في ذلك الوقت وكان أول أعماله هو السماح للمسبين الذي سباهم نبوخذ نصر من أورشليم بالرجوع إلي بلادهم وبعد تعب وجهاد رجع الشعب إلى مدينة آبائه أورشليم وبدأت العبادة في الهيكل عام 516ق. م وجدد هو حلقياً الكاهن.

+ وعزرا أيضاً هو احد ثلاثة أبطال الذين قاموا بعمل عظيم لإرجاع الشعب بعد السبي وهم:-
1- زر بابل الذي قام بإقناع الشعب اليهودي بالرجوع إلى أورشليم (وذلك بعد سبي دام ما يقرب من 70عاماً نسي خلاله الشعب اليهودي مدينة آبائه أورشليم.
2- نحميا وهو الذي قام ببناء سور أورشليم المنهدم في أيام ارتحشنا الملك وقد أعطاه الملك أموالاً ومواد لبناء أسوار أورشليم.

3- عزرا: وهو الذي قرأ سفر الشريعة أمام الشعب وعرفه بتاريخ آبائه وعمل أنه معهم حتى أن الشعب بكى عندما قام بقراءة سفر شريعة رب الجنود.

ومن صفات عزرا كخادم:-

أولاً: عزرا الخادم الماهر:

+ قيل عنه في عزرا 7 : 3) أنه كاتب ماهر في شريعة موسي والكتابة عموما لا تحتاج إلى مهارة كبيرة إنما يقصد الكتاب بكلمة (ماهر) أي إنه كاتب يفهم كلمة الله وكما يقال عن الأشخاص (الدائمين في البحث والإطلاع والتأمل في الكتاب إنهم فلاحى الكلمة أي إنه طوال النهار ماسك الكتاب المقدس يقرأ ويبحث فيه لعله يخرج منه جددا وعتقاء!!

فيخرج المعاني الجميلة في الكتاب ويحاول ربطها ببعض ويحاول دائما حفظ كلمات الكتاب والتأمل فيها ثم يدخل إلى مرحلة أعمق وهي إن يحيا وينفذ كلمات الكتاب ومن رتب الشمامسة في الكنيسة والخاص بالقراءة هي رتبة (اغنسطس) ولا يقصد بها مجرد قراءة الكتاب المقدس للشعب بل هذه الرتبة الشماسيه (اغنسطس) تعنى قارئ وفاهم وشارح ومطبق لكلمة الله وهناك بعض الكنائس تقوم بسيامه الخادم اغنسطس فور تخرجه من أسرة إعداد الخدام والمفروض أن الخادم هو إنسان قارئ ومتأمل في الكتاب المقدس فالكتاب هو وسيلة إشباعه وتلذذه كما قاتل ارميا وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح و لبهجة قلبي لأني دعيت باسمك يا رب اله الجنود (أر 15 : 16) وداود النبي قال " كلمتك ممحصة جدا و عبدك أحبها (مز 119 : 140)
+ عن شريعتك لم أمل (مز 119 : 51)

+ أما شريعتك فلم انسها (مز 119 : 109)
+ شريعة فمك خير لي من ألوف ذهب و فضة (مز 119 : 72)
+ أما أنا فبشريعتك أتلذذ (مز 119 : 70)
+ لو لم تكن شريعتك لذتي لهلكت حينئذ في مذلتي (مز 119 : 92)
+ كم أحببت شريعتك اليوم كله هي لهجي (مز 119 : 97)

+ فالعبارات السابقة تدل على أن هؤلاء الناس ليسوا فقط درسوا الكتاب بل أحبوه وذاقوا حلاوة الكلمة وليس مجرد قرأ الكتاب ليحضر الدرس أو قرأ لزيادة المعرفة والإطلاع بل لأنه ذاق حلاوة الكلمة بل واختبر قوة الكلمة وهذا هو الفرق بين خادم وأخر فالخادم القارئ والمتأمل في كلمة الله فيعرف كل أية واستخداماتها فيعرف أن هذه الآية تقوية وهذه الآية تعطيه سلام مثل شخص يدخل في مشكلة فيقول فوتى وتسبحتي هو الرب وقد صار لي خلاصا وكما قال داود لجليات أنت تأتي لي بسيف ورمح وترس وأنا إني إليك باسم رب الجنود (1صم 17 : 45)

+ فالخادم الماهر هي الخادم ال1ذي يفهم ويعيش ويحيا ويطبق كلمات الكتاب.
+ هناك خادم أو وأعظ مقبول وهناك شخص أخر غير مقبول بالرغم أن هذا الواعظ المرفوض فصبح في الكلام ويتعب وينسق الكلمات فتخرج كلماته منمقة ومنسقة ومع ذلك فهو شخص غير مرغوب فيه ولا يريد الناس سماع كلامه والسبب هو أن كلامه يخرج من الفم وليس القلب (كلام غير معاش) والناس تستشعر دائما وتعرف أن كان هذا الخادم أو الكاهن معاش أم لا مهما كان هذا الوعظ فصيح اللسان فمعروف أن روحانية الخادم أو الكاهن حياته تسند كلماته كما تسند الطقس الذي يقدمه الكاهن فأنبا انطونيوس عندما نزل ليحارب بدعه اريوس استجاب له الشعب لن حياته كانت تسند كلماته فالخادم الحقيقي هو الذي يعيش ما يقوله فالطقس ليست ممارسات شكلية كما قال القديس العظيم الأنبا انطونيوس (أن القداسة قلب وليست ممارسات) ونحن في بداية توزيع الخدمة كل عام في كنيستنا (مارجرجس المطرية) نوزع على الخدام نبذه بعنوان (لاحظ في خدمتك) ومن ضمن بنودها (لا تقلي درسا على المخدومين إن لم يكن هذا الدرس هو موضوع جهاد في حياتك أولاً) هذه نصيحة دائما تقال للخدام (لا تقول درس أن لم تعيشه أو تطبقه في حياتك لأن أولادك ستعرف بالحس أن كنت تعيش ما تقدمه أم لا) فروحانية الخادم دائما تسند كلماته الخادم الروحاني تظهر شركة حياته مع الله من خلال قوة كلامه عن الله والخادم المتسيب يظهر ذلك أثناء كلامه عن الله امام المخدومين فلا تقل درس عن الاتضاع بينما أنت لم تدرب حياتك على الاتضاع ولا تقل درس عن الصلاة بنما أنت لم تختبر قوة وفاعلية الصلاة فالخادم الماهر في شريعة رب الجنود هو الذي يعيش كلام الله ويطبقه في حياته أولاً...
+ هناك أيضاً واعظ يتكلم عن العظة عن نفسه وبيته وأولاده ويقدمهم كمثال لحياة التقوى وهذا أيضاً مرفوض ولا يتقبله الشعب وأيضاً الخادم أو الوعظ الذي يقدم كلمات فوق مستوى الناس وهذا دليل على أن هذا الخادم لم يعيش هذا الكلام وحتى أن كان يعيش هذا الكلام فالمفروض أن ينزل إلى مستوى الشعب ولا يعطيهم كلاماً صعب التنفيذ كما يقول المثل الشعبي وأن أمرت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع)..
+ أيضاً الخادم أو الوعظ أو الكاهن الروحاني الماهر تظهر عظاته من خلاله حياته العملية فالمسيرة أقوي من الكلمات فالدسقولية تقول(لا يجب أن يكون الأسقف ضراباً أو طامع في الربح القبيح) وما ينطبق على الأسقف ينطبق على الكاهن والخادم فلا يصح أن يكون الخادم أو الكاهن ضراب (يضرب المخدومين ) وأيضاً من صفات الكاهن أن يكون مدبر بيته حسناً فلا يصح أن يخدم الخادم أو الكاهن بيت الله وبيته فيه اعوجاج وكيف سيقدم قدوة حسنة للآخرين بينما بيته يحتاج لصلاح فيجب على الخادم أن يهتم ببيته أولاً قبل أن يهتم بالخدمة (فيجب أن تكون أورشليم أولاً)

+ من صفات الخادم الماهر أيضاً أن تكون كلماته عظاته مرتبة ومنسقة حتى يفهم الشعب أو المخدومين عظته فالعظة المنظمة والمنسقة تعطي الناس فرصة أكبر لمتابعة واستيعاب كلماته والتركيز فيها أما العظة غير المرتبة أو التي يخرج فيها كثيراً عن موضوع العظة فيأتي بأية من الشمال وأية من اليمين ومن موضوعات أخري فهذا يمنع الشعب من فهم ما يقوله الواعظ فتجد الشعب يتساءل ماذا يقصد الخادم أو ماذا يريد أن يقول لنا الواعظ وقد يتحيروا ولا يعرفوا حتى ما هو اسم الموضوع الذب يتكلم فيه فالترتيب المنطقي والمركز والمقسم والمنظم للعظة دلالة على التفكير السليم للخادم لأنه هذا من شانه أن يساعد الشعب على فهم العظة بسهولة كما نري نيافة الحبر الجليل الأنبا موسي (أسقف الشباب) فيقسم العظة إلى عدة عناصر والعناصر يقسمها إلى عدة عناصر وهكذا يسهل المتابعة..

+ من علامة الخادم الماهر هو استطاعته على الآتيان بالخيال القوى فنحن في كنيستنا (مارجرجس بالمطرية قمنا بدراسة إنجيل يوحنا واستمرت الدراسة لمدة 14 سنة وفي هذه الدراسة طلبنا من كل خادم أن يعيش الأحداث ويدلي بأحاسيسه فمثلا في تأملنا عن المخلع تكلم خادم عن ظروفه وأخر عن سبب مرضه وآخر عن احتياجه ولماذا تركته الناس فيمكن لم يجد الناس رجاء في معاملته ويمكن الناس ساعدته ولكن لم يجد الناس فيمكن لم يجد الناس رجاء منه وعندما قابله المسيح تساءلنا ما الحوار الذي دار بينه وبين المسيح و المرأة الخاطئة في بيت الفريسي ماذا قالت هذه المرأة وما هي مشاعرها أثناء سكب الطيب و المرأة السامرية كيف تكلمت مع المسيح بجرأة وماذا قابلها من مصاعب ومضايقات من أهل البلد حيث كانوا يتغامسون عليها أثناء مروه لذلك كانت تذهب إلى البئر لتستقي ماء أثناء الظهر فالخيال الواسع يعطينا أكثر عمقا ويعطينا فرصة أكثر للتغلغل في أعماق الكلمة الأولاد يحبون الخيال الواسع ولكن الأحداث الحقيقية أكيد أخذت وقتا طويلاً فأحداث القيامة أخذت وقتاً طويلاً ولكنها ذكرت في الإنجيل في دقائق ومثل أحداث القبض على المسيح وكيف أن بطرس تجاسر ومسلك السيف وقطع إذن عبد رئيس الكهنة (ملخس ولماذا تصرف بطرس هكذا وهل هذا التصرف هو تصرف أهوج وهذا التصرف هل حدث نتيجة شجاعة أم جبن فالخيال يعطي جمال للكلمة.
+ من الملامح القوية للخادم الماهر هو المعرفة والإلمام بكل شيء فالخادم الماهر يشتهر بسعة الإطلاع ولينا مثال وهو قداسة البابا شنودة الثالث (أطال الله حياته) فهو موسوعة فتجد عنده علم ومعرفة في كل شيء فتجد له أفكار شديدة وبناءه في الفلسفة واللاهوت والعقيدة والتاريخ وعلم النفس حتى ذلك أقبال جموع الشعب على عظته يوم الأربعاء فهي من ما يقرب من 40 عاماً ومازال الإقبال مستمر دون أن يكون هناك افتقاد فقداسة البابا كمعلم وواعظ فهو ناجح لأنه ملم بكل شيء ويستطيع أن يتكلم في أي موضوع.
أيضاً من مهارة الخادم أن لا يفتي فتوة خطً أو يعطي رأيا غير متأكد منه فلو شعر الخادم أنه غير متأكد من الإجابة فالأفضل أن يتنحى عن الإجابة فيقول لا أعرف أو غير متأكد من الإجابة أو يهرب من الإجابة بطريقة ذكية فيقول مثلا( لم أفكر في هذا الموضع) فلا يصح أن يجيب الخادم إجابة خطاً وفي نفس الوقت لا يصح خطئه بينه وبين الخادم المخطئ ويطلب منه أن يقوم بنفسه بتصويب خطئه للأولاد والفضل أن الخادم المخطئ أن يصحح خطئه بنفسه ويحاول في وسط الكلام أن يصوب الخطأ بطريقة لبقة.

ثانياً – عزرا الخادم المهيئ قلبه لكلمة الله

+ في (عزرا 7 : 10) يقول الكتاب لأن عزرا هيأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها وليعلم إسرائيل فريضة وقضاء.
عزرا يمثل الخادم الذي هيئ قلبه لكلمة الله يجب الاستعداد لكلمة الله السيد المسيح كان مثالاُ للمعلم الذي يتقن الكلمة ويعظ بمهارة فائقة ويعرف احتياج النفوس ويأتي بالأمثلة الحية التي توضح ما يقصده والمهم هو الإنصات الجيد فعبارة من له أذنان للسمع فليسمع كل الناس لها إذن فلماذا قال السيد المسيح من له أذنان للسمع فليسمع لأن هناك إنسان يسمع ولكن يرفض أن يعيش الكلمة فيسمع الكلمة من إذن وتخرج من الأذن الأخرى وقد وضح لنا السيد المسيح هذا الكلام في مثل الزراع فقال عن سماع الكلمة أن البذار سقط بعض منها على الطريق فجاءت الطيور واكلته (فيسمع كلمة الله ثم تأتي الطيور لتخطفها).

+ ما هي الطيور؟ الطيور هي الانشغالات والاهتمامات العالمية وسقط بعض على الأرض المحجرة لأنه لم يكن له أصل جف وهو يمثل الشخص الذي يسمع كلام الله ولكن قلبه حجر فهل هذا القلب مهيئ لسماع كلمة الله؟؟ لا وكأنه لم يسمع أي شيء والسنين كأنها بلا قيمة وسقط أخر بين الشوك فطلع الشوك وخنقه الشوك هو اهتمامات العالم التي تخنق كلمة الله.

+ وسقط أخر على الأرض الجيدة فأعطي ثمر 30 , 60 , 100 هذه هي آذان الخادم الذي هيئ قلبه لسماع كلمة الله لكي يحياها ويطبقها هذا قلب مستعد كما حدث مع السيدة العذراء عندما سمعت كلام الله من الملاك قالت هوذا أنا أمه الرب ليكن لي كقولك (لو 1 : 38)

+ فالمخدوم يستطيع أن يميز أن هذا الخادم أو الخادمة يتكلم من قلبه أم الكلام يخرج من شفتيه فقط أما عزرا لأنه مهيئ قلبه بكلمة الله فكلمة الله تعمل فيه ونحن نقول ان كلمة الله كمطرقة وكلمة الرب كسيف ذي حدين أي أنه كلمة الله قوية وفعالة فالعيب ليس في كلمة الله لكن في القلب الغير مهيئ أو غير مستعد لسماع كلمة الله والعمل بها فلو القلب غير مهيئ فسوف ينظر إلى المرأة السامرية من وجهة واحدة فهل كل مرة سنقول نفس الكلام ونفس التأملات فهذا معناه أن الكلمة معطلة.

+ قداسة البابا شنودة الثالث (أطال الله حياته) يعظ أكثر من 40 سنة ومع ذلك كل يوم يأتي بالجديد من الكلام ولا تجد كلام مكرم فتجد هناك دائما الفكر الجديد والقلب الجديد ولذلك حاول دائما أن تقرأ لتجدد معلوماتك وتأملات ويشعر الأولاد أنك كل يوم تأتي بمعلومات جديدة ولا تقول درس قديم فالله يعطي كل مرة كلام جديد إذا وجد الخادم لديه استعداد لسماع كلمة الله (ويظهر هذا في اجتهاد الخادم في البحث والقراءة والإطلاع وتحضير الدرس من أكثر من مرجع فالروح القدس عندما يري تعب الخادم يملاه ويفيض عليه بغزارة وكما قال الكتاب يخرج من كنزه جداً وعتقاء) والمهم هو القلب ففي هذا المثل (مثل الزراع) يقول عن الأرض الجيدة أنها أثمرت 30 , 60 , 100) مع أن الزراع واحد والبذرة واحدة ولكن المهم هو الأرض أو القلب الجيد الخادم الماهر هو الذي يتجدد مثل النسر شبابه أي قلبه مهيئ دائما لسماع الكلمة فتجد القلب يأتي هذه السنة يثمر 30% والسنة التي تليها 60% والسنة التي تليها 100%.

ثالثاُ- عزرا الخادم الشاعر بضعفه وخطيته.

+ ففي (عزرا 9 : 5) يقول جثوت على ركبتي وبسطت يدي إلى الرب إلهي وقلت اللهم إني اخجل وأخزي أن أرفع يا إلهي وجهي نحوك لأن زنوبنا قد كثرت فوق رؤوسنا وآثامنا تعاظمت إلى السماء.
+ وفي (عزرا 10 : 1) يقول فلما صلي عزرا واعترف وهو باك وساقط أمام بيت الله اجتمع إليه جماعة كثيرة جداً لأن الشعب بكي بكاء عظيم.

+ الخادم الذي يشعر بضعفه ويتضع كما فعل عزرا تهبط عليه معونة السماء فالكتاب يذكر لنا مثل (الفريسي والعشار) (لو 18 : 10) فالفريسي وقف ليعدد فضائله وأحساناته بينما وقف العشار ليقرع صدره ويقول اللهم ارحمني أنا الخاطئ فيقول الكتاب عن العشار إنه خرج مبرراً دون ذاك(لو 18 : 14)
لقد شعر عزرا بضعفه وخطاياه والخادم الذي يشعر بضعفه الله يعطيه خدمة قوية ومثمرة.

رابعاً – عزرا الخادم المؤمن بقوة الصلاة والصوم والاعتراف.

+ أن وسائط الخلاص المختلفة من صوم وصلاة واعتراف وتناول هي طريقنا لنوال البركة والنصرة ففي (عزرا 10 : 1) يقول الكتاب فلما صلي عزرا واعترف وهو باك وساقط أما بيت الله.

ما هذا؟ شخص عظيم مثل عزرا يبكي ويعترف؟! وفي (عزرا 8 : 31) يقول عزرا وناديت هناك بصوم على نهر (أهوا ) لكي نتذلل أمام إلهنا لنطلب منه طريقا مستقيما لنا ولأطفالنا ولكل مالنا لأني خجلت من أن أطلب من الملك جيشاً وفرسانا لينجدونا على العدو في الطريق لأننا كلمنا الملك قائلين أن يد إلهنا على كل طالبيه للخير وصولته وغضبه على كل من يتركه فصمنا وطلبنا ذلك من إلهنا فاستجاب لنا الصلاة والصوم من المبادئ الأساسية الضرورية لحياة الخادم وهذا ما أعلنه السيد المسيح فلما أحضر التلاميذ الولد المصروع بسبب الروح النجس للسيد المسيح وانتهر الروح النجس فخرج فسأله تلاميذه لماذا لم نستطيع أن نخرج الروح النجس قال لهم هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشيء إلا بالصلاة والصوم (مر 9 : 29).

+ وهذا ما عمله عزرا فيقول الكتاب إنه صلي وصام ولذلك استجاب الله له والخادم أيضا محتاج لحياة الصلاة كما قال السيد المسيح "بدونى لا تقدروا أن تفعلوا شيئاً (يو 15 : 5) وفي مرة ثانية يقول عزرا" جثوت على ركبتي" فالخادم محتاج بجوار خدمته لعمل الصلاة فخدمة الكنيسة تسندها الصلاة.

+ هناك قصة مشهورة عن خدام قرية ما وكانوا يخدمون ولكنهم لم يجدوا ثمر فالأولاد أشقياء ولا يسمعوا الكلام فلما ذهبوا خدام لخدمة الكلمة وخدام أخرين يصلوا في الهيكل أثناء الخدمة وكانت النتيجة جبارة فأولاد ابتدأت تهدأ وتسمع كلمة الله بدون ضوضاء أو شقاوة وتحول الأولاد المتعبين إلى ملائكة يسمعون ويطيعون وهذه سمة الخدمة الناجحة أن هناك خدام يكلمون الناس عن الله وخدام يكلمون الله عن الناس (بالصلاة) وبسبب هذه الصلوات عمل الله في خدمته وصارت نشيطة والأولاد صروا مطيعين وسمعوا الكلمة والكنيسة دب فيها النشاط والغيرة وتركوا لقد وضح الثمر بعد هذه الصلاة فإن كان ركب منحية فأكيد أن الله يستجيب من أجل هذه الركب المنحنية.

خامساً: عزرا الخادم المنفذ للآية (رابح النفوس حكيم)

+ وفي عزرا (7 : 25) يقول الكتاب " أما أنت يا عزرا فحسب حكمة إلهك التي بيدك ضع حكاما و قضاة يقضون لجميع الشعب الذي في عبر النهر من جميع من يعرف شرائع إلهك و الذين لا يعرفون فعلموهم:
+ لقد كان عزرا حكميا فأقام أشخاصاً موضوع ثقة واختارهم ليساعدوه في حل مشاكل الشعب أينعم عزرا شخص عظيم ولكنه لا يصلح بمفرده أن يعمل كل العمل ويجب أن يكون له مساعدين يعينوه في خدمته.
+ هذا يذكرنا بموسي النبي أيضاً كان حكميا فقد قسم الشعب إلى فرق وأقام عليهم رؤساء يقوموا بحل مشاكلهم الخادم الحكيم هو الذي يعطى فرصة للكل لكي يعلموا وهذا ما فعله عزرا و نحميا فنحميا في بناء سور أورشليم قسم البناء على الشعب وطلب من كل واحد آن يبني جزء من السور الذي أمام منزله فالخادم الذي يفعل كل شيء في الخدمة بنفسه فخدمته تفشل سريعاً فتقسيم العمل مهم لإنجاح الخدمة وفي إخراج كوادر وقيادات للعمل.

سادساً: عزرا الخادم الشاعر بيد الله تعمل معه.

+ يقول الكتاب في (عزرا 7 : 9) " في الشهر الأول ابتدأ يصعد من بابل وجاء إلى أورشليم حسب يد الله الصالحة عليه.

+ الخادم الحقيقي هو الذي يشعر أثناء خدمته أن يد الله تعمل معه فنحن لا نعمل بقوتنا كما قال الكتاب" لا بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود (زكريا 4 : 6) وكما قال معلمنا بولس الرسول (و كلامي و كرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح و القوة (1كو 2 : 4) فيجب أن يشعر الخادم أنه لا يعمل بمفرده بل يد اله تعمل معه وتمسك بيده وتسنده وتدفعه للعمل كما قال الكتاب عن خدمة برنابا وشاول قال الروح القدس افرزوا لي برنابا و شاول للعمل الذي دعوتهما إليه (أع 13 : 2)

+ يد الله ناجحة أما يد البشر بدون الله فقد تخرب وتدمر العمل وعندما تري يد الله أن هناك إنسان ممكن يعطل عمله ويعوقه تنزعه من الخدمة وتبعده بعيدا مثلما لاحظنا ذلك في مباني الكنيسة(مار جرجس المطرية) فلقد رأينا كم من المعجزات حدثت في هذه المباني وكيف أن اله أنجح وابعد المعوقين عن عمله ونقلهم في أماكن أخري لكي يتم البناء.

سابعاً: عزرا الخادم المصلح.

+ كان عزرا خادما مصلحاً وقام بكثير من الإصلاح في حياته (عزر 9 : 8)
+ الخادم لا يصلح أن يكون خادماً وهو ليس لديه استعداد للعمل والحركة في الخدمة (فيكتفي بخدمة الكلمة) فاضعف خدمة هي خدمة الكلمة فقط.

+ البابا كيرلس الرابع دعي بأبو الإصلاح فقد أنشا مدارس وأحضر مطبعة لطبع الكتب الدينية (ويقال إنه عندما أتت المطبعة من الخارج أحضر الشمامسة واستقبل الماكينة بلحن (ابؤروا) ولما أدهش من حوله قال لهم هذه المطبعة ستمجد اسم المسيح عن طريق الكتب التي ستطبعها (فهي ستنشر كلمة الله).
+ القديس بولس عندما كان يكرز يقول الكتاب إنهم جمعوا كتب السحر وحرقوها أمام الناس وحسبت أثمانها وجدوها خمسة آلاف من الفضة.

+ عالي الكاهن ترك أولاده والمفروض أن يربيهم التربية الحسنة ولكن تكاسل في إصلاح أولاده والنتيجة إنه سقط على الأرض وكسرت رقبته ومات.
+ فالخادم يجب أن يكون لديه استعداد أن يصلح أس شيء مكسور في الكنيسة مادام في استطاعته أن يعمله إذا رأي دكه مقلوبة ممكن يعدلها وجد مروحة معطلة ممكن يستدعي شخص لديه خبرة لإصلاحها يجب أن يكون الخادم لديه الرغبة في إصلاح أي شيء توقف عن عمله في الخدمة ولا يتحجج بان هذا العمل فوق مستواه.
+ ومن يفكر ماذا يعمل فهناك الأفكار كثيرة وأعمال كثيرة تنتظر من لديه الاستعداد أن يعمل مثل الخدام الذين فكروا في زيادة مخدوم في السجن وفعلا زاروه وكم من اثر بالغ تركه هؤلاء الخدام في قلوب هؤلاء من لا يستطيع أو يستنكف البعض من زيارتهم لا يصلح أن يكون الخادم خادم كلمة فقط فممكن يكون هناك شباب منحرف عندما وقت فراغ وبسببه تنحرف ولكن لو بحثت عن عمل لهم فسوف يتقلص فرصة الانحراف.

» الخادم السجين
» - الخادم وسر الاعتراف
» إحذرأيها الخادم
» الخادم الأمين
» مرقس الخادم