التقويم القبطي:
حدد الأقباط بدء تاريخهم القبطي بيوم 29 أغسطس من سنة 284م, وسُمي "تقويم الشهداء" أو "التقويم القبطي", وهو نفس التقويم القديم الذي كان مستخدماً في مصر, ولكن ببداية جديدة كتخليد لشهداء الكنيسة القبطية الذين استشهدوا لحفظ الإيمان, وهو نفس اليوم الذي اعتلي فيه الإمبراطور "دوقليديانوس" العرش الروماني, الذي كان أكثر الأباطرة وحشية تجاه المسيحين, حيث صدر في عهده حوالي 000و800 حُكم إعدام للمسيحين بسبب تمسكهم بأسم السيد المسيح.
التقويم اليولياني:
ألغي الإمبراطور "يوليوس قيصر" استخدام التقويم بالسنة القمرية الذي كان شائعاً في الدولة الرومانية, وأنشأ تقويماً شمسياً استعان فيه بالفلكي المصري "سوسييجنس", الذي قدر سنة التقويم أنها 365 يوماً وربع, ةاستخدم طريقة السنة الكبيسة مرة كل أربعة سنين, ثم أمر "يوليوس قيصر" بأستخدام هذا التقويم رسمياً سنة 708 من تأسيس روما, الموافق سنة 46ق.م., وسُمي هذا التقويم بالتقويم اليولياني نسبة إلي "يوليوس قيصر". استمر العمل بهذا التقويم إلي سنة 1582م, حين لاحظ الفلكيون في عهد البابا غرغوريوس الثالث عشر (1572-1585م) خطاً في الحساب الشمسي, ووجدوا أن حساب السنة المعمول بها يزيد بفارق 11 دقيقة و40 ثانية, وان هذا الفرق يُعادل يوماً كاملاً كل 128 سنة, وبتصحيح الخطا الذي تراكم عبر السنين أصبح يوم 5 أكتوبر سنة 1582م, هو يوم 15 أكتوبر 1582م, وعُرف هذا التقويم بأسم "التقويم الغريغوري", وهو التقويم السائد إلي الآن.
يوجد نوعان من التقويم القبطي لظبط تواريخ الأعياد الكنسية, يوجد التقويم القبطي النجمي أو الشمسي, وهو لظبط الأعياد الكنسية الثابتة, مثل عيد الميلاد وعيد الغطاس وعيد النيروز, وهناك التقويم القبطي القمري, والغرض منه ظبط دورات القمر لتحديد موعد ظهور كل هلال جديد, ويُستخدم هذا التقويم في ظبط الأعياد الكنسية المتنقلة, مثل عيد القيامة المجيد, وما يتبعة من أعياد, إذاً, السنة القبطية الكنسية تبدأ مع بداية تقويم الشهداء, وتعتمد القراءات الكنسية وتوزيعها علي مدار السنة الطقسية علي هذا التقويم.
التقويم الأبُقطي:
الكلمة تُنطق "إبقطي" في أصلها القبطي التي تعني "الباقي", أي باقي الأيام من السنة الشمسية بعد حساب الأسابيع التامة فيها وهي 52 أسبوعاً, وأيضاً الباقي من أيام السنة الشمسية إذا بدأت في نفس يوم السنة القمرية, حيث يكون الباقي هو 11 يوماً, إذاً حساب الأبُقطي هو حساب الفرق في الأيام بين التقويم القمري والشمسي في كل سنة. ألغرض الأساسي من حساب الأبُقطي هو تحديد يوم الفصح اليهودي الذي يتبع التقويم القمري, والذي يلزم أن يقع في البدر الكامل في يوم 14 من الشهر القمري (نيسان), وذلك لتحديد يوم عيد الفصح المسيحي الذي يتبع التقويم الشمسي, والذي يلزم أن يعقب عيد الفصح اليهودي, وبالتالي تحديد كافة الأعياد المسيحية المرتبطة بعيد الفصح. تم توحيد الأحتفال بعيد الفصح المسيحي بعد مجمع نيقية الأول في سنة 325م, وكان المبدأ الأساسي الذي ارتكز عليه تاريخ عيد الفصح المسيحي هو أن يكون يوم الأحد الذي يلي البدر الي يأتي بعد الأعتدال الربيعي (21 مارس), وهو التقليد الذي تتبعه كنيسة مصر الآن.
الأبُقطي حساب وضعه العالم الفلكي "بطليموس الفرماوي" صاحب كتاب اسمه "المجسطي", ودرس بطليموس في مدرسة الأسكندرية في زمن الإمبراطور "أنطونيوس بيوس" (138-161م), وبدأ استخدام الحساب الأبُقطي في زمن أسقف الأسكندرية "ديمتريوس الكرام" (230م), طبقاً لحساب الأبُقطي فأن طول الشهر القمري هو 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة و25 ثانية, ولكن الطول المرصود والموثوق به بعد تقدم علم الفلك هو 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة و3 ثوان, وعلي هذا الأساس, يكون التقويم القبطي القمري أطول من الشهر القمري الحقيقي بمدة 22 ثانية كل شهر, ومن تراكم هذه الثواني تبلغ يوماً كاملاً كل 308 سنة شمسية, وإلي وقتنا الحاضر بلغ هذا التراكم من الثواني 5 أيام, وسيزداد مع الزمن هذا التراكم إلي 6 أيام, وهكذا.