الشماس يوسف حبيب الجزء(2)
*************
المؤرِّخ العلامة يوسف حبيب هو من خدام المدينة العظمى الإسكندرية، الذي أثر في خدماتها وكنائسها كثيرًا.. خاصة كنيسة السيدة العذراء محرم بك، كنيسة مارجرجس سبورتنج، وكنيسة الأنبا تكلاهيمانوت بالإبراهيمية.. عرفناه شماسًا ومؤرخًا وباحثًا وخادمًا وبتولًا..
وأشكر قدس أبونا القمص أثناسيوس فهمي چورچ لكتابته عن حياته لمعرفت بتوليته
**************
1- مقدمة عن الخدمة في الإسكندرية
انطبعت طريقة حياة خدام كنيسة العذراء محرم بك وخدام كنيسة مارجرجس اسبورتنج بالروح عينها التي سرت سريان المياه الجارية وظلت ملازمة لمسيرة التربية الكنسية بالمدينة العظمى الاسكندرية.
وكان من أبرز علاماتها وأعلامها مختار الله القمس بيشوي كامل –((الخادم سامي كامل))،- والخادم الامين المقدس يوسف حبيب نيح الله نفسيهما فى فردوس النعيم.
إنهما عرفا الاشياء الموهوبة لهما من الله، وتأججت مواهبهما كشعلة متقدة ولحمهما عرق الخدمة ودموعها مع مسراتها وافراحها إلى أن كملا السعة وربحا كل ربح.
وبمناسبة مرور 25 عام على نياحة الشماس يوسف حبيب انتهز هذه الفرصة لكى أقدم سيرة أعماله من خلال رؤيتى ومعاينتى. فالماضى في المسيح حاضر فيه لان الزمن لا يفرق مالله. وصاحب هذه الذكرى عاش متصلًا بكل ما هو مقدس وما هو حى وما يحيا حياة الابد وهو الان عند الله الاحياء الذى يكلل محبيه بالمجد والكرامة.
عرف باتقان الالحان الكنيسة وبمحبته للتسبيح وبالنبوغ فى اللغة القبطية في الدراسات الابائية، وتميز باحترامه المتناهى للعبادة. ربى اجيالا من الشمامسة والخدام بمدينة الإسكندرية. وقد كان مشجعًا ومعضدًا لأبينا القمص بيشوى كامل في رحلة خدمته منذ تأسيس كنيسة مارجرجس اسبورتنج وهو ايقونة حلوة على مدى الاجيال. فلتكن ذكراه إلى الابد.
ولله المجد على كل شئ،
********************
2- الشماس يوسف حبيب في سطور
* ولد بالقاهرة سنة 1909، ورسم شماسًا بيد القديس أنبا صرابامون مطران الخرطوم في كنيسة العذراء حارة الروم سنة 1923.
* حصل على شهادة البكالوريا أدبى سنة 1926.
* تتلمذ في مدرسة الأقباط الكبرى بالقاهرة على يد الاستاذ يسئ عبد المسيح مدرس اللغة القبطية والمعلم ميخائيل البتانونى الكبير.
* اشتغل بالمحاكم المختلطة والنيابات وتدرج في الوظائف حتى رقم رئيسًا للقلم الجنائى بالنيابات بمحافظة الإسكندرية... إلا أنه استقال من وظيفته وهو لم يتجاوز الخمسين ليتفرغ للخدمة والاطلاع وبناء النفوس.
* عرفته المدينة العظمى المحبة للمسيح الإسكندرية كأحد الرواد الاوائل فى خدمة التربية الكنسية، وكأحد العلامات البارزة في مجال القبطيات والاهتمام بالمخطوطات والترجمة والنشر واللغة القبطية.
* كان عضو لجنة الاثار القبطية.
* اشتهر في مجال التأريخ والتوثيق والترجمة للمخطوطات القبطية.
* دَرَّس ((التاريخ الكنسي)) لطلبة الكلية الإكليريكية بالإسكندرية وله مئات الأبحاث والمنشورات المترجمة.
وقد وصفة قداسة البابا شنودة الثالث بأنه (المؤرخ العلامة).
* رافق المتنيح القمص بيشوى كامل فى رحلة خدمته من البدء، وقد كان له بمثابة ((المعلم)) والسند والرفيق منذ البدايات فى خدمة التربية الكنسية بكنيسة السيدة العذراء الام بمحرم بك اسكندرية.
* تنيح بسلام فى عيد شهادة يوحنا المعمدان 2 توت / 12 سبتمبر لسنة 1981 وهو في سن الـ72 سنة وتشابه سيرته النقيه وبتوليته ونسكه وشهادته للحق صاحب هذا التذكار... وستبقى ذكراه باقية إلى الأبد بعد أن سهد للعريس السمائي وكمل السعى.
***************
3- قصة حياة وذكريات الشماس يوسف حبيب
* عرفته الإسكندرية في بداية شبابه خادمًا شماسًا في كنيسة العذراء بمحرم بك خلال الخمسينيات والستينيات. وكان بحسب السن يكبر جيل الخدام الذين كان ((سامى كامل)) أبونا بيشوى كامل أمينًا لخدمتهم في كنيسة محرم بك.. لكن روحة الشابة كانت قريبة لهؤلاء الشباب الغيورين.
* وكان دائمًا يجلس بينهم فى الكنيسة وفى المقصورة وفى النادي وأمام المضيفة يكلمهم ويعلمهم ويصلى معهم.. وكان يردد شعار (المسيح فىَّ) ومن هذا الملء كان لجماعة الخدمة في كنيسة العذراء محرم بك لقاء واغابى بعد كل قداس... يدعوهم المقدس يوسف إلى بيته الذى كان آنذاك مجاورًا للكنيسة ببضعة أمتار ليتناولوا لقمة المحبة، ويعد لهم أكواب الشاى في أكبر إناء عنده. الأمر الذي صار تقليدًا يقام في كل شهر بأحد البيوت لمناقشة الامور المختصة بخلاصهم وخدمتهم.
* ولأن المقدس يوسف الأكبر سنا بين جيل الخدام فكان لهم بمثابة الاب والمعلم. يعيش بقلب شاب يتجاوب معهم ويتقارب في بساطة وتلقائية (بقصة أو بموقف او بقول) ويسير معهم حتى منازلهم.
* ومن كلماته التي كان يقولها ويرددها:.
+ بعد القداس يقول: (أنت أخذت حسنة) وكان لا يتعجل الخروج من الكنيسة بل يظل جالسًا فى الخورس بعض الوقت.
* كان يقول بعد التناول (الحمل ثمين) وكأنه يعبر عن امتلائه وعن عدم قدرته على الاكل بعد تناولة للطعام الباقى وخبز الخلود.
* كان يقول دائمًا (اهرب لحياتك) عندما يتحدث أحد معه عن شئ رأه ولا يروقه.
* قال عن الحان الكنيسة ووصفها بانها (اوبرا إلهية Divine Opera) وقد طيب قلب المخلص بتسبيحه وترنمه وصوته الملائكى الذى كان يرتل به، خاصة في اجتماعات الصلاة التي كانت تميز خدام هذا الجيل.