الشماس يوسف حبيب الجزء(5)
1- علاقته بالمتنيح القمص بيشوي كامل
كان للمقدس يوسف علاقة خاصة بأبينا بيشوى كامل منذ أيام خدمة التربية الكنسية بمحرم بك..... وكان "سامى كامل" يعتز جدا به وينظر إليه كأيقونة في النسك وفى محبة مجد ربنا.... واتخذ منه "معلما" حتى أنه كان يطلعه على خصوصياته ويشركه معه في أفكار كثيرة ففى الوقت الذى كان فيه أبينا بيشوى كامل قبل رسامته لم يكن بعد قد سمع صوته دعوته... كان دائم التشاور معه، حتى أنه رجع من خلوته بالدير على بيت المقدس يوسف وقد رافقه إلى الدار البطريركية لمقابلة البابا كيرلس السادس نيح الله نفسه..... ومن هناك كان اختياره لتاسونى انجيل شريكة حياة أبونا بيشوي.
واشترك المقدس يوسف في وضع النبتة الأولى مع القمص بيشوى كامل لكنيسة مار جرجس اسبورتنج حيث رافقه منذ يوم السيامة. قدم استقالته من ذلك التاريخ وتفرغ للخدمة ولبناء وأنشاء النفوس، وكان لصيقا بأبونا يعرف "فكره وسره". وهو الذى قام بتسليم (مجمع القداس) لابينا بيشوى ليلة رسامته واستمر دائم اللقاء به والخدمة معه. حتى أن أبينا بيشوى بنى له غرفتين لاقامة بهما في نفس بيت سكنه.
ساهم المقدس يوسف في إحياء وحفظ الألحان واللغة القبطية لاجيال من الشباب والخدام، واهتم بالخدمات الطقسية خاصة أسبوع البصخة المقدسة وسهرات كيهك والمناسبات الكنسية.
والتى لم تكن تحظى بالروحانية والاهتمام الحالى.
ولانه كان نافع للخدمة فقد دعاه مثلث الرحمات البابا السادس لخدمة الكهنوت، لكنه هرب بمعرفة وقال "اللى عربيته تعبانة لا يمشى في الطرق الوعرة" معبرا عن عدم استحقاقه وقدر قامته.
2-- فقرات من المراسلات والخطابات
أخيرا ننتقل إلى بعض الفقرات من خطابين ارسلهما أبينا المتنيح القمص بيشوى كامل إلى المقدس يوسف حبيب:
*****خطاب فى 26 هاتور بعد وصول أبينا إلى دير السريان بعد الرسامة:
كنت في الأسبوع الأخير اجتاز المعركة وحدى... كنت أنت عن يمينى وأظهرت محبتك بقوة، وتعلقت نفوسنا ببعض كنفسى داود ويوناثان واذ بحياتى كلها مكشوفة أمامك. وأنت وحدك الشخص الذى تلمست فيه روح الله.
لعل يا أخى هذا بداية عهد جديد –بكل تأكيد- لقد قدمت الاستقالة لنستعد سويا ومعا وبتضحية كاملة وتجرد كامل لخدمة المسيح المقدسة في كنيسة العذراء وفى اسبورتنج بل وفى المدينة العظمى.. ليعطينا الرب موهبة خلاص النفوس.
********خطاب آخر أثناء الاربعين يوما بالدير في 18/ 12/ 1959:
عزيزى الحبيب وأستاذى الفاضل / المقدس يوسف حبيب
أكتب إليك لأعوض النقص الناتج عن افتراقنا بالجسد.....
أن نفسك العزيزة ملتصقة بنفسى أكثر من الاخ، ذاكرا محبتك الخالصة لانك كنت واقفا معى في ادق ظروف حياتى متحدثا بروح الله الساكن فيك.
صلى لاجلى لكى أكون أمينا لهذا الدم والجسد الالهى إلى النفس الاخير، حيث سأستلم الذبيحة يوم الاثنين أرجو أن تكون بتزور المنزل عندنا.
سأترك للقارئ أن يتأل مليا في هذه الخطابات وما جاء فيها وتوقيتها لأنها شاهدة على العصر وعلى طيعة علاقة أبينا بيشوى بالمقدس يوسف حبيب صاحب هذه السيرة.
3- نياحته
فى يوم أنتقاله كان كما كان بسيطا، بحضور القليلين من محبيه، وكأن السماء تقول له: (أنا فقط أعرف قدر إكرامك).
بعد أن اقتنى الملكوت باعماله الحسنة وجاهد الجهاد الحسن. نام وفتح عينيه ليس على عالمنا لكن على مجد ميراث القديسين بعد أن تمنى الموت وهو ماشيا على رجليه، وذلك لمشقة عيشته بتولا لا يعوله أحد على هذه الارض.
ولاننا نثق بأنه لن يتساوى من يتعب مع من لا يتعب لذلك الأتعاب التي تعبها ويذلها وكذا مساندته لابينا بيشوى كامل سوف تعلن له في اللحظة المعينة في الدهر الاتى. بعد أن تزكى ونال رضى ربنا القدوس وبعد أن ضحى بكل شئ من أجل الله الحى وغدا علما من علوم الكنيسة وأكمل مشوار حياته.
واليوم يجرى أسمه على ألسنة الخدام والقادة الروحيين بعد أن انطلاقه للمجد منذ قرابة 25 عاما. انه يستحق منا التكريم ليس بسبب ما كتب وعلم لكن أيضا بسبب سيرته وحياته المسكينة بالروح التي هى أروع ما سطر.
وبعد أن كرم الرب في حياته، هو مكرم اليوم فى مماته لانه عزيز في عينى الرب موت اتقيائه وخائفيه الذين منهم وضمنهم المقدس يوسف حبيب.... متقى وخائف هو للرب وستبقى ذكراه مؤبدة مع السيرة العطرة التي لكاهن الحق السمائى القمص بيشوى كامل إلى يوم مجيئ المسيح الذى له كل المجد والاكرام،،،،
بركاته تكون معانا جميعا أمين