منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010110


 مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010111


 مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010112

 مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
سالى عبده
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
عزت
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
kamel
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مريانا
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
د.محبوب
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
mmk
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
بهيج
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مارونا
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
diana.wahba
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barمرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 49 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 49 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

 مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17236
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي   مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 28 أكتوبر 2012, 4:20 pm

مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم  الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 4196810853

مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس
دخول أورشليم للقمص تادرس يعقوب ملطي
اعتدنا في هذا السفر أن نرى السيد المسيح المنسحب في الغالب من الجماهير، المُبكم الأرواح الشريرة لكي لا تخبر عنه، السائل المتمتعين بأشفيته ألا ينطقوا بشيء، لكننا في هذا الأصحاح نجده لأول مرة يعطي اهتمامًا للإعداد لدخوله أورشليم على نفس المستوى لإعداد للفصح (14: 13-16). إنه يدخل في موكب عظيم ارتجت له المدينة كلها، ولم يكن هذا العمل بقصد طلب مجد عالمي أو نوال كرامة أو سلطة، إنما هو موكب روحي يمس حياتنا الداخلية وخلاصنا الأبدي.

1. موكب نصرته
1-10.

2. شجرة التين العقيمة

11-14.

3. غيرته على هيكله


15-19.

4. يبوسة شجرة التين


20-26.

5. سؤاله عن سرّ سلطانه

27-31
1. موكب نصرته

في دراستنا للإنجيل بحسب متى تلامسنا مع السيد المسيح كملكٍ حقيقيٍ، جاء ليتربع على القلب خلال صليبه، فرأينا في دخوله أورشليم (مت 21) الموكب الملوكي الذي انطلق به السيد ليملك على خشبة الصليب، مقدمًا حياته عن شعبه. والآن في دراستنا لإنجيل مرقس الرسول ماذا نرى في هذا الموكب؟

كانت الأصحاحات السابقة أشبه بدعوة لقبول السيد المسيح العامل بالألم، صاحب السلطان، يأمر الشياطين فتخرج ويلمس المرضى فتهرب الأمراض، الكل يخضع ويطيع.أما الآن فإنه منطلق إلى أورشليم ليحقق ما سبق وأعلنه مرة ومرات أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم.إنه يدخل إلى معركة ضد عدو الخير لحساب البشرية، ليهبها فيه قوة الغلبة والنصرة ويدخل بها إلى أورشليمه العليا ومقدساته السماوية، إلى حضن أبيه. انطلق بموكبٍ عظيمٍ، ليس اشتياقًا إلى مجد زمني، وإنما للإعلان عن موكب النصرة العام للكنيسة الثابتة فيه.بمعنى آخر أن هذا الموكب إنما هو موكب الكنيسة الجامعة منذ آدم إلى آخر الدهور، ينطلق خلال الاتحاد بالرأس ليقبل الحياة المتألمة وشركة الصلب، فينعم بالنصرة في الرب والقيامة به وفيه.

"ولما قربوا من أورشليم إلى بيت فاجي وبيت عنيا عند جبل الزيتون

أرسل اثنين من تلاميذه" [1].

بدأ السيد نفسه يعد الموكب عندما اقتربوا من أورشليم إلى بيت فاجي وبيت عنيا، وكأن طريق آلامه وصلبه وبالتالي آلامنا وصلبنا معه ليس خطة بشرية ولا هو مجرد ثمرة لأحقاد الأشرار وتدابيرهم للمقاومة والقتل، إنما هو طريق يعد له الرب نفسه، ويسمح به لننال فيه قوة القيامة وبهجتها خلال الصليب.ما نلاقيه من آلام،وما نتعرض له من تجارب في حياتنا ليس محض صدفة أو قدر نسقط تحت نيره، إنما هو طريق يمهد له الرب لنسلك في موكب نصرته ونبلغ أورشليمه معه وفيه.

بقوله: "ولما قربوا من أورشليم" يعلن أن الطريق مهما بدا لنا ضيقًا وكربًا لكنه قصير للغاية، فإن أورشليم السماوية ليست ببعيدة عنا بل هي قريبة منا جدًا، أو نحن صرنا قريبين منها جدًا بدخولنا موكب آلام المسيح، لهذا كانت كلمات السيد المسيح الأولى في كرازته: "قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (1: 15؛ مت 4: 17).وهذا ما أعلنه السابق له الذي أعد له الطريق، بقوله للشعب: "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات" (مت 3: 2)، وهي ذات الكلمات التي وضعها السيد في أفواه تلاميذه حينما أرسلهم للكرازة (مت 10: 7).

لقد جاء السيد المسيح ليقود موكب الصليب بنفسه، به صرنا قريبين من أورشليمه الحقيقية، ملكوته السماوي، لندخل به فيها، قائلين مع الرسول: "ولكن شكرًا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين، ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان" (2 كو 2: 14).

أما بدء الموكب فهو قريتا "بيت فاجي وبيت عنيا"، لم يذكر قرية واحدة منها إنما يصر الإنجيلي على ذكر القريتين معًا، فإن رقم 2 كما يقول القديس أغسطينوس يشير إلى المحبة لله والناس، فبفلسين قدمت الأرملة كل حب قلبها في خزانة الرب، وبالدينارين أعلن السامري الصالح أعماق محبته للجريح.ونحن لا نقدر أن نبدأ موكب الصليب، ولن يكون لنا موضع في جسد السيد المسيح المتألم والممجد ما لم نبدأ بالقريتين، ونلتقي به في موكبه خلال الحب.الصليب ليس ظلمًا يسقط علينا، ولا تجربة تحل بنا، لكنه انفتاح القلب الداخلي بالحب لله والناس بلا تمييز ولا محاباة ليتسع للجميع فنحمل سمة المصلوب الذي قيل عنه: "ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه" (رو 5: 10).بالحب الحقيقي حتى للمقاومين والأعداء البشريين واتساع القلب للبشرية كلها يضمنا الروح القدس إلى موكب الصليب، لنمارس شركة الحب الإلهي خلال الألم، وننعم بالغلبة الروحية حين نرى أنفسنا وقد اشتهينا أن نجلس في آخر صفوف الموكب، لنفرح بالنفوس المتقدمة في الرب والممجدة به، قائلين مع الرسول بولس: "فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل إخوتي" (رو 9: 3).هذا الذي إذ يرى شعب الله وقد دخل الموكب السماء يحسب مجدهم مجدًا له، وفرحهم فرحه، فيقول لهم بصدقٍ: "يا سروري وإكليلي" (في 4: 1).

إن كانت "فاجي" تعني "الفك"، "وعنيا" تعني "العناء" أو الطاعة،فإننا ننطلق مع السيد في موكبه إن قبلنا الوصية الخاصة بالفك أو الخدّ الآخر، حين نحوله بالحب للضاربين (مت 5: 39)، وإن قبلنا بفرحٍ كل عناء وألم في طاعة كاملة لله، وكأن القريتين تشيران إلى حياة الحب العملي الممتزجة بالآلام[254].

أما قوله "عند جبل الزيتون" فكما يرى كثير من الدارسين أن ارتباط الموكب بجبل الزيتون يعلن عن طبيعة هذا الموكب أنه "موكب مسياني".ثلاثة أمور أعطت لدخول السيد أورشليم فهمًا مسيحانيًا: ارتباطه بجبل الزيتون، وإرساله لإحضار جحش، والإشارة إلى مملكة داود. هذه الأمور الثلاثة كشفت عن طبيعة الموكب أنه ليس موكب رجل حرب وإنما موكب المسيّا المخلص، موكب الرب نفسه، كما سبق فأنبأ زكريا النبي: "تقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام أورشليم من الشرق، فينشق جبل الزيتون من وسطه ونحو الشرق ونحو الغرب واديًا عظيمًا جدًا...ويأتي الرب إلهي وجميع القديسين معك" (زك 14: 4-5). فجبل الزيتون هو جبل أو تل الزيت الذي للدهن، يعلن عن مجيء الممسوح الذي يغرسنا كأشجار زيتون خضراء في بيت الله (مز 52: 9)، يغرسها على جبله المقدس كفردوس حقيقي في جنة عدن الروحية نحو الشرق (تك 2: 8)، فيشرق علينا بنور صليبه.لهذا كانت توقعات اليهود أن مجيء المسيا مرتبط بجبل الزيتون كما أكد ذلك المؤرخ اليهودي يوسيفوس في أكثر من موضع[255].

لا ندهش مما حمله هذا الموكب من مواقف ومناظر رائعة وكثيرة، لكن الإنجيلي أعطى اهتمامًا خاصًا بإحضار الجحش الذي يركبه السيد، إذ يقول في شيء من التفصيل:

"وقال لهما اذهبا إلى القرية التي أمامكم،

فللوقت وأنتما داخلان إليها تجدان جحشًا مربوطًا،

لم يجلس عليه أحد من الناس،

فحلاه وأتيا به.

وإن قال لكما أحد: لماذا تفعلان هذا؟

فقولا: الرب محتاج إليه،

فللوقت يرسله إلى هنا.

فمضيا ووجدا الجحش مربوطًا عند الباب خارجًا على الطريق فحلاّه" [2-4].

أرسل السيد بنفسه تلميذيه لإحضار الجحش الذي أعطاهما وصفًا لموضعه ولحالته، كما وضع في فمهما ما يقولان به لمن يسألهما عن تصرفهما.فقد حمل هذا كله مفاهيم روحية تمس موكب نصرتنا من جهة:



أولًا: اهتمام الإنجيلي بإبراز دخول السيد المسيح راكبًا على جحش، يعلن أن موكب السيد هو موكب أصحاب العيون المفتوحة، فقد أعتاد الرومان أن يلتفوا حول القادة أصحاب السلطان الذين لهم المركبات الحربية العنيفة، بينما ترقب كثير من اليهود في القائد الجديد أن يأتي بموكبه من السماء، وكما قال الحاخام يوشيا بن لاوي (حوالي سنة 250م) إن كان إسرائيل مستحقًا فيأتي المسيا راكبًا سحاب السماء أم كان غير مستحق فيأتي في تواضع راكبًا أتانًا[256].أما الإنجيلي مرقس فيقدم لنا على خلاف النظريتين السابقتين، يقدم لنا المسيا راكبًا على جحش حتى يستطيع أصحاب العيون النقية وحدهم أن يدركوا حقيقة القادم إلى أورشليم، بكونه ذاك الذي تنبأ عنه زكريا النبي أنه يأتي راكبًا على أتان وجحش ابن أتان (زك 9: 9).هذا ما أوضحه القديس يوحنا الإنجيلي إذ علق على دخول السيد المسيح راكبًا على جحش بقوله: "وهذه الأمور لم يفهمها تلاميذه أولًا، ولكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه، وأنهم صنعوا هذه له" (يو 12: 16)، وكأنه حتى التلاميذ لم يدركوا حقيقة الموكب قبل انفتاح أعينهم بالروح القدس ليفهموا أسرار المسيا وتحقيق النبوات في شخصه.



ثانيًا: يتحدث السيد المسيح عن الجحش الذي طلبه: تجدان جحشًا مربوطًا لم يجلس عليه أحد من الناس".فإن كان كثير من آباء الكنيسة[257] قد رأوا في الأمم وقد دخلت إلى الحياة الحيوانية وغباوة الجحش بسبب انحرافاتهم ورجاساتهم المُرَّة، فقد قبل السيد هذه الأمم لتكون عرشًا له، وكأنها قد صارت له "سحاب السماء" الذي يأتي قادمًا عليه.

يصفه السيد المسيح أنه مربوط، فقد ظن الرومان أنهم أحرار أصحاب السلاطين في العالم، ولم يدركوا أنهم في حاجة إلى تلاميذ السيد المسيح يكرزون لهم بإنجيل الخلاص لكي يفكوا رباطاتهم الداخلية، ويصيروا عرشًا إلهيًا يحل الرب عليه.أما قوله "لم يجلس عليه أحد" فكما يقول العلامة أوريجينوس أن الأمم لم يسبق لهم عبادة الله الحيّ، ولا تسلموا شريعته، ولا عرفوا مواعيده كما تمتع اليهود، إنهم بلا خبرة روحية وكأنه لم يجلس عليهم أحد.ولعل تعبير "لم يجلس عليه أحد" يعلن عن طبيعة الموكب أنه ديني سماوي روحي إلهي، فالكهنة والعرافون إذ رأوا ما حلّ بالفلسطينيين بسبب تابوت العهد؛ قالوا: "أعطوا إله إسرائيل مجدًا لعله يخفف يده عنكم...فالآن خذوا واعملوا عجلة واحدة جديدة وبقرتين مرضعتين لم يعلهما نير، واربطوا البقرتين إلى العجلة...وخذوا تابوت الرب، واجعلوه على العجلة... وأطلقوه فيذهب" (1 صم 6: 7).هكذا عرف كهنة الأمم والعرافون أن الموكب الإلهي يتطلب عجلة جديدة وبقرتين لم يعلهما نير،الأمر الذي يعرفه داود النبي الذي طلب من منتخبي إسرائيل: "أركبوا تابوت الله على عجلة جديدة" (2 صم 6: 3). وعندما أراد إليشع النبي أن يطرح ملحًا في المياه الردية لإصلاحها كرمز للسيد المسيح الذي يصلح العالم احتاج إلى صحن جديد يضع فيه الملح (2 مل 2: 20).وهكذا النفس التي يسكنها الرب لتكون عروسًا له يلزم أن تكون عذراء (مت 25: 1) ليست لآخر غيره.ولهذا السبب وهب السيد المسيح كنيسته روحه القدوس الذي ينزع الإنسان القديم ويهب الإنسان الجديد الذي على صورة خالقه ليكون بالحق عرشًا جديدًا لله لم يجلس عليه أحد.حتى إن أخطأنا وفتحنا باب القلب لآخر، فإن عمل الروح القدس هو التجديد المستمر حتى يجد الرب القلب جديدًا على الدوام، ليس من يقتحمه ولا من يغتصبه، إنما يكون عرشًا يملك عليه وحده لا يجلس عليه آخر.



ثالثًا: كتب القديس أثناسيوس الرسول ميمرًا خاصًا بإرسالية التلميذين لحلّ الجحش بكونها إرسالية رمزية لفك رباطات الأمم من الرجاسات الوثنية والدنس، إذ قال: [يا أحبائي، حلّ الجحش موهبة! إنها موهبة تعطي للعظماء، لا عظمة الجسد، بل عظمة الإيمان والمحبة والعقل والفضيلة، مثلما شُهد به عن موسى أنه صار عظيمًا في شعبه...فإنه من كان عظيمًا يقدر أن يحل الجحش...! ليتني أكون مثلهما أستطيع أن أفك قيود الحاضرين لأن كل واحد منا مقيد بقيود الخطية كما شهد الكتاب قائلًا إن كل أحد مربوط بجدائل خطاياه.لنبتهل إذن لكي يرسل الرب يسوع تلاميذه إلينا فيحلوننا من القيود المكبلين بها جميعًا، إذبعضنا مقيد بحب الفضة وآخر بقيود الزنا، وآخر بالسكر، وآخر بالظلم[258].]

هكذا يرى القديس أثناسيوس في هذا العمل صورة رمزية للتمتع بالحل من الخطايا خلال السلطان الرسولي، وذلك حسب وصية السيد المسيح وبكلمته.الحلّ هو موهبة إلهية وعطية يقدمها الله نفسه خلال كهنته!



رابعًا: "وجد الجحش مربوطًا عند الباب خارجًا على الطريق" [4].لقد وجدناه خارجًا عند الباب على الطريق، وكأنه يمثل الابن الضال الذي اشتهى أن ينطلق من بيت أبيه، فخرج خارجًا وصار كمن هو على قارعة الطريق ليس من يضمه إليه ولا من يهتم به.على أي الأحوال جاء المسيا كمن خرج من سمواته وهو مالئ السماء والأرض، وانطلق إلى ذاك الذي عند الباب خارجًا على الطريق ليمسك به بالحب ويضمه إليه ويرده إلى البيت من جديد.

يرى القديس أثناسيوس الرسولي في هذا الأمر صورة رمزية للإنسان الأول، آدم، الذي طرد من الفردوس فصار كمن في قرية محاذية لأورشليم، يقف عند الطريق لا يقدر بذاته أن يرجع إلى جنة عدن، إذ يقول: [لقد أُرسلا ليحلا الجحش، لأن حضور مخلصنا ووده للبشر إنما هو استدعاؤنا ثانية من القرية المحاذية إلى أورشليم المدينة السمائية، لأنه حسب ظني أنه من أجل المعصية الصائرة من آدم أُخرج من الفردوس ونُقل إلى القرية المحاذية، لأن الله أخرج آدم وأسكنه بإزاء جنة النعيم[259].]

ويقول القديس أمبروسيوس: [وجداه مربوطًا عند الباب لأن من هو ليس في المسيح يكون خارجًا في الطريق، أما من كان في المسيح فلا يكون خارجًا[260].]



خامسًا: طلب السيد المسيح من تلميذيه أن يقولا: "الرب محتاج إليه".يليق بصاحبه أن يقدمه للرب مادام الرب محتاج إليه، كما قدمت الأرملة فلسيها اللذين من أعوازها، لأن الرب يطلب من إعوازها لا من فضلاتها.إنه محتاج إلى قلوبنا، لنرد له حبه بالحب.

يرى القديس أثناسيوس الرسولي أنه لم يكن للجحش صاحب واحد بل أصحاب كثيرون، لعله يقصد بذلك الخطايا التي ملكت عليه، فصار عبدًا لها وفي قبضة يدها.لكن متى طلب الرب ماله لا تستطيع الخطايا ولا الشياطين إلا أن تستسلم، بل وتهرب!

نقتطف هنا بعض عبارات سجلها لنا القديس أثناسيوس في هذا الشأن:

[كان للجحش أصحاب كثيرون، لأن أصحاب الجحش قالوا للتلاميذ: لِمَ تحلوا الجحش؟

ولعلهم قالوا لهم: أما تبصرون يا قوم كيف هو مربوط وهو مسلم إلينا فلِمَ تأخذوه منا؟ إنه يساعدنا في عملنا، لِمَ تنزعوا أملنا...؟أنكم تريدون أن تعدمونا هذا، وهذا إن انحل من القيود فنحن لا محالة نُقيد عوضًا عنه، وإن عتق هذا فنحن نُشجب بدله، لأن الشياطين كانوا خائفين لما أبصروا الجحش انحل، واضطربت القوى المضادة لما أتى ربنا يسوع المسيح وعلموا بقدومه. تفرقوا وفزعوا لما سمعوا الرب يقول لتلاميذه قد أعطيتكم سلطانًا تدسوا الحيات والعقارب وعلى كل قوة العدو. رهبوا لما سمعوا يقول انطلقوا وتلمذوا كل الأمم، وعمدهم بسم الآب والابن والروح القدس، وخشوا لئلا يكون هذا هو الذي ينير الظلمة، لأنهم سمعوا النبي قائلًا: الشعب الجالس في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا.]

[خيرات عظيمة منحنا الرب إياها لأنه لم يحل قيودنا من الخطية فقط بل منحنا سلطانًا أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو لأن الشرير وضابطي ظلمة هذا العالم أسرونا فقيدونا وربطونا بقيود لا تنحل ولم يكونوا يسمحون لنا أن نسلك الطرق الصالحة، كنا معهم مقيدين وهم أيضًا بحذائنا جلوس. قوم أشرار وسادة قساة لكن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح أقبل ليعطي إطلاقًا للمأسورين والبصر للعميان.]

[قال أصحاب الجحش للتلاميذ: لِمَ تحلّون الجحش؟ فأجاب التلاميذ أن صاحبه محتاج إليه
...انظر إلى إجابة التلاميذ الحكيمة فإن أصحاب الجحش الكذبة لما سمعوا أن صاحب الجحش الحقيقي في حاجة إليه ولوا ظهورهم ولم يجيبوا بل أسرعوا إلى رئيسهم الشرير ليخبروه بالأمور التي عرضت...هناك المؤامرة على الرب، لأن هناك التأمت القوى الرديئة، هناك محفل الأشرار كي يتم قول النبي: "قامت ملوك الأرض والرؤساء اجتمعوا معًا على الرب وعلى مسيحه" لأن الأبالسة قالوا لرئيسهم الشرير ماذا نصنع؟ الجحش قد حُل ومضى إلى صاحبه، ومن الآن ليس تحت طاعتك ولا تملكه. فكر إبليس ماذا يصنع بيسوع واجتمع الفريسيون والكهنة إلى دار قيافا، واشتركوا في الرأي على المسيح ليهلكوه... فإذ قد تحررنا من استعباد الشيطان فلنعرف المحسن إلينا ربنا يسوع المسيح له المجد إلى الأبد آمين[261].]

يقول القديس أمبروسيوس: [لم يكن له الصاحب الواحد بل كثيرون.لقد ربطه غرباء لكي يمتلكونه، لكن المسيح حله لكي يحتفظ به، إذ هو يعلم أن العطايا (الحلّ) أقوى من القيود[262].]ويقول الأب ثيؤفلاكتيوس: [الذين منعوهما هم الشياطين، وهم أضعف من التلاميذ[263].]



سادسًا: من هما هذان التلميذان الذي أرسلهما السيد ليحلا البشرية إلا الكرازة بالخلاص خلال العهدين القديم والجديد، فقد وهب الرب شعبه كلمته لتدخل بنا إلى التمتع بالمصالحة، في العهد القديم خلال الرموز والظلال، وفي العهد الجديد خلال الحق.

لعل إرسال تلميذين يشيران إلى "الحب"، فنحن نعلم أن رقم 2 يشير إلى "الحب"، إذ لا يستطيع أحد أن يتمتع بالحل من خطاياه ما لم يكن إيمانه عاملًا بالمحبة! إن أحببنا الله والناس، إنما ننال غفران خطايانا، وننعم بالدخول إلى أحضان الله بالمحبة! لهذا يقول الكتاب: "ويل لمن هو وحده" (جا 4: 10)، فعند خروج الشعب من مصر قادة اثنان (موسى وهرون)، وأيضًا عندما أرسل يشوع ليتجسس أرض الموعد أرسل اثنين، وتابوت الرب كان يُحمل بعصوين، والرب نفسه كان يكلمهم خلال كاروبين، ونحن نسبح للرب بالذهن والروح، وفي إرسالية التلاميذ أرسلهم السيد المسيح اثنين اثنين.

إذ أحضر التلميذان الجحش يقول الإنجيلي: "ألقيا ثيابهما فجلس عليه، وكثيرون فرشوا ثيابهم في الطريق" [7-8]. وقد رأينا أن وضع الثياب تحته يشير إلى قبوله ملكًا عليهم كما حدث مع ياهو بن يهوشفاط (2 مل 9: 13).ولعل هذا التصرف أيضًا يشير إلى ما فعله الرسل مع الأمم، فقد ألقوا عليهم ثيابهم، أي تعاليمهم الرسولية والحياة الفاضلة في الرب وتفسير الكتب المقدسة[264] لكي تستر حياتهم بعد عريّ هذا زمانه، فيصيرون عرشًا لله يجلس عليه ويملك.هذه الثياب لا تزال الكنيسة تلقيها على كل قلبٍ متعرٍ مرتعش بردًا لتحوله كرسيًا للسيد يستريح عليه! أما فرش الثياب في الطريق تحت قدميه فيشير إلى خضوع الجسد للرب بعد أن كان خاضعًا للشهوات الرجسة. كثيرون فرشوا ثيابهم في الطريق من أجل الرب، فالشهداء فرشوا أجسادهم خلال قبولهم سفك دمائهم من أجل الإيمان كطريق يسلك عليه الرب خلال البسطاء الذين قبلوا الإيمان، وأيضًا النساك الروحيون فرشوا أجسادهم بالنسك الروحي الإنجيلي، فصارت حياتهم طريقًا يسير الرب عليه عبر الأجيال، وهكذا الكارزون والعلمانيون حتى الأطفال يقدرون أن يلقوا بثيابهم تحت قدمي الرب في الطريق ليسير عليها.

يقول القديس أمبروسيوس: [فرش التلاميذ ثيابهم الخاصة تحت خطوات المسيح إشارة للإنارة في كرازتهم بالإنجيل، لأنه كثيرًا ما أشارت الملابس في الكتب الإلهية إلى الفضائل[265].]

يكمل الإنجيلي حديثه هكذا: وآخرون قطعوا أغصانًا من الشجر، وفرشوها في الطريق. والذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون قائلين: أوصنا، مبارك الآتي باسم الرب" [8-9]. قلنا أن الذين تقدموا موكب السيد هم آباء العهد القديم وأنبياؤه، والذين تبعوه هم رجال العهد الجديد ورسله وتلاميذه، فالكل - رجال العهدين - التفوا حوله يطلبون خلاصه.الأولون ساروا معه خلال الرموز وكلمة النبوة، والآخرون يسيرون معه خلال الكرازة بالإنجيل،لكنه موكب واحد مركزه المسيح الواحد، الذي يحلّ في وسط كنيسته الممتدة منذ بدء الخليقة إلى نهاية الدهور.

ويرى الأب ثيؤفلاكتيوس أن هذا الموكب خاص بالسيد المسيح يتحقق داخل النفس المؤمنة بالأعمال الفاضلة في الرب، فلا يكفي أن نحتفل به بالأعمال السابقة التي سلكنا فيها من أجله، وإنما يتحقق الاحتفال أيضًا بدوام العمل الروحي كأعمال لاحقة لحساب مجد الرب.

على أي الأحوال فإن هذا الموكب يذكرنا بعيد المظال، حيث كانت الجماهير تخرج إلى الحقول كل يوم من أيام العيد لترجع إلى الهيكل في موكب عظيم تحمل أغصان الشجر، وكانت تجتمع حول المذبح لتلوح بها في هتافات جماعية مفرحة وتهليلات روحية طالبين من الرب خلاصه، قائلين: "أوصنا" أو "هوشعنا".

حقًا لم يكن يوم أحد الشعانين موافقًا عيد المظال اليهودي، لكن الشعب وهو لا يدري كان يرى في السيد المسيح تحقيقًا لكل نبواتهم، فيه يتحقق الفصح بكونه الذبيحة الفريدة التي تعبر بهم لا من عبودية فرعون، بل من أسر إبليس إلى حرية مجد أولاد الله، وفيه يتحقق عيد المظال، فيحملون سعف النخيل وأغصان الشجر، ويترنمون بليتوريجية العيد.ففي المسيح ننعم ببهجة عيد المظال حيث ندرك أننا نعيش كغرباء ونزلاء في جسد أشبه بمظلة من العشب تنتهي لننعم به جسدًا روحانيًا في يوم الرب.ونسكن في مسكن أبدي غير مصنوع بيد، كقول الرسول: "لأننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السماوات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد أبدي" (2 كو 5: 1).

كانت الجماهير تمسك بأغصان الشجر كما في عيد المظال، والتي كانت تسمى بالفعل "أوصنا" أو "هوشعنا[266]" لارتباطها بصرخات الشعب، طالبين خلاص الله وعونه.

كان الكل يهتف للسيد المسيح بصرخات ليتورجية عيد المظال التي كانت تدوي حول المذبح.وكأن الجماهير وهي تعيد بعيد المظال الحقيقي ترى في المسيح المذبح والذبيحة، فتتهلل إذ جاء وقت خلاصها.ولعل المرتل قد رأى ذات المنظر حين ترنم بذات الصرخات الليتورجية حين قال: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، نبتهج ونفرح فيه. آه يا رب خلصنا (أوصلنا)! آه يا رب أنقذ (أوصنا)! مبارك الآتي باسم الرب! باركناكم من بيت الرب! الرب هو الله، وقد أنار لنا.أوثقوا الذبيحة بربط إلى قرون المذبح" (مز 118: 24-26).لقد عيّد المرتل عيد المظال حين أنار الله عينيه فرأى الرب هو الله، وأدرك سرّ الذبيحة التي أُوثقت بربط إلى الصليب "قرون المذبح".

لكي يُظهر الإنجيلي أن الموكب خاص بالمسيا المنتظر قدم أحد علاماته الرئيسية وهو ارتباطه بداود النبي، إذ كانت أحد الجماهير تقول: "مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب، أوصنا في الأعالي" [10].إنه موكب المسيا الموعود به بكونه ابن داود، وهو موكب سماوي، إذ جاء من هو "في الأعالي".إنها مملكة الله نفسه! يقول الأب ثيؤفلاكتيوس: [دعوا مملكة المسيح مملكة داود، لأن المسيح جاء من نسل داود، كما أن داود يُشير إلى صاحب اليدّ القوية، إذ من يده قوية كيد الرب الصانعة عجائب هذا مقدارها[267]!]

والعجيب أن السيد المسيح لم يهرب من الموكب، ولا منع الجموع من دعوته ملكًا، معلمًا إياهم أنه ملك، لكن ليس من هذا العالم ولا على مستوى أرضي، إنما هو ملك سماوي طريقه الصليب والموت. لقد جاءت هتافات الجماهير متناغمة مع كلمات رئيس الملائكة جبرائيل يوم الحبل بالسيد المسيح: "يعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية" (لو 1: 32-33).

أما قطع سعف النخيل وأغصان الشجر واستخدامها في موكب السيد المسيح فشير إلى اقتطافنا كلمات الآباء الروحية وتعاليمهم الأصيلة من أفواههم بكونهم النخيل الروحي والأشجار السماوية المغروسة في فردوس الكنيسة الحية، نستخدمها في موكب السيد المسيح الداخل إلى أورشليم قلبنا الداخلي.يقول الأب ثيؤفلاكتيوس: [ليتنا نفرش أيضًا طريق حياتنا بالأغصان التي نقطفها من الأشجار، أي نتمثل بالقديسين الذين هم أشجار مقدسة.من يمتثل بهم في فضائلهم يكون كمن قطع أغصانًا لنفسه.]
2. شجرة التين العقيمة

أمران صنعهما السيد المسيح عند دخوله أورشليم، هما تطهير الهيكل ولعن شجرة التين، وهما في الحقيقة عملان متكاملان يحملان معنى واحد.ألا وهو هدم السيد المسيح للحرفية القاتلة التي تمس الإنسان القديم لإقامة هيكل جديد أساسه العمل الروحي العميق والمتجدد.

إذ تساءل كثير من الدارسين عن السبب الذي لأجله لعن السيد شجرة التين كرست الكنيسة قراءتها يوم اثنين البصخة (أسبوع الآلام) وليلة الثلاثاء حول "شجرة التين" هذه لتعلن عن المفاهيم اللاهوتية الروحية التي تمس هذه الشجرة.

شجرة التين في المفهوم الإنجيلي ترمز لإسرائيل (إر 8: 13؛ هو 9: 10؛ يوئيل 1: 7؛ حز 17: 24؛ مي 7: 1-6)...هذه الشجرة - إسرائيل - إذ رفضت مسيحها المخلص سقطت تحت لعنة الجحود، هذه اللعنة لم تحل بهم سريعًا، وإنما ثمرة جحود طويلة، بدأ منذ نشأتها حتى مجيء المخلص.هذا ولم يقف الله مكتوف الأيدي أمام ما حلّ بإسرائيل القديم، فقد أقام إسرائيل الجديد شجرة التين المثمرة.

أبرزت قراءات يوم الاثنين من البصخة المقدسة وليلة الثلاثاء الأمور التالية:



أولًا: بدأت القراءات بإعلان الله كخالق للعالم (تك1-2)، فإن كانت شجرة التين قد يبست، إنما هي شجرة من عمل يدّي الخالق الذي يحبها ويعتز بها، ولا يشتهي سوى خلاصها، أما سرّ يبوسها فهو إصرار على الجحود، حرمان نفسها بنفسها عن الله مصدر حياتها.

إن كانت قصة شجرة التين ترعب النفس، إذ تخشى السقوط تحت اللعنة، لكن الكنيسة ترفع قلبنا بالرجاء نحو المخلص، بكونه الخالق ومجدد طبيعتنا، لا ينتقم لنفسه ولا يحمل من نحونا إلا كل حب. إن أردنا الخلاص نجد الأذرع الأبدية القديرة تنتظرنا لتنشلنا وتجدد حياتنا.



ثانيًا: ربما نتساءل إن كان الله هو خالق الشجرة فلماذا يلعنها؟ وتأتي الإجابة في بدأ النبوات من نفس يوم الاثنين بإعلان أن الله قد فصل النور عن الظلمة (تك 1)، وكأن ما حّل بالشجرة من لعنة إنما هو ثمر طبيعي لعزل الخير عن الشر، لذلك جاءت القراءات تركز على روح التمييز أو الإفراز لنكون كخالقنا الصالح نميز الخير عن الشر. يقول إشعياء النبي: "ويل للقائلين للخير شرًا، وللشر خيرًا، الجاعلين الظلام نورًا، والنور ظلامًا، القائلين عن الحلو مرًا، وعن المرّ حلوًا[268]" (إش 5: 20).كما حذرتنا القراءات[269] من الخلط بين عبادة الله والعجل الذهبي، كما فعل بنو إسرائيل (خر 32).

الله المحب لا يطيق هلاك خليقته لذا يدعونا دائمًا للخلاص من السقوط تحت اللعنة برجوعنا إليه فيرجع هو إلينا[270] (زك 1: 1)، هاربين من اللعنة التي جبلناها لأنفسنا بدخولنا في الله ملجأنا.

سرّ اللعنة أو اليبوسة هو فقدان الحكمة الحقيقة، لذا جاءت القراءات في ساعات يوم اثنين البصخة عن الشجرة اليابسة توجه أنظارنا إلى ضرورة اقتناء الحكمة (ابن سيراخ 1؛ إش 5؛ حك 1: 1-9؛ أم 1)."لا تدخل في نفس شريرة ولا تحل في جسم خاطيء" (حك 1)، فإن كانت إسرائيل قد تدنست نفسًا وجسدًا لا تجد الحكمة لها موضعًا فيه، فيفقد إسرائيل بركته وتحل به اليبوسة.



ثالثًا: إن كان السيد قد نطق بالحكم فصارت الشجرة تحت اللعنة بسب جحودها وشرها، فإن القراءات تؤكد حقيقة علاقة السيد بشعبه، فتدعوه "حبيب كرمه[271]" (إش 5: 1) ، كما يقول الرب: "ضعوا في قلوبكم أني أحببتكم[272]" (مل 1)، ويؤكد: "لأن إسرائيل صغير وأنا أحببته[273]" (هو 11: 1). في مرارة يقول: "كم مرة أردت أن أجمع بنيكِ، كما يجمع الطائر فراخه تحت جناحيه، فلم تريدوا" (لو 13).

إن كان الله لا يطيق الطلاق، لكن إسرائيل المحبوب لديه كعروس قد ألزمه أن يكتب له الطلاق[274] (إش 50: 1-3).

هكذا لم تسقط الشجرة تحت اللعنة عن تسرع في الحكم، فإن مصدر الحكم هو خالقها وأب الكل، المشتاق أن يضم أولاده تحت جناحيه، والعريس السماوي الذي لا يطيق طلاق عروسه. لكن ما حدث هو من عمل الشجرة ذاتها، حكمت على نفسها بنفسها.

يمكننا أيضًا أن نضيف بأن هذا العمل فريد في حياة السيد المسيح، فلم نسمع قط أنه لعن شجرة أخرى أو سمح بتأديب قاسي على إنسان، لكننا نراه في الأناجيل كلها السيد المترفق والمتحنن، الذي يشعر بضعفات الخطاة ويسندهم حتى يقوموا، فإن جاءت هذه القصة الواحدة وتكررت في الأناجيل إنما لتؤكد أنه وهو السيد المترفق الذي جاء ليخلص لا ليدين، هو أيضًا الديان! إنه يود ألا يسقط أحد تحت اللعنة واليبوسة لذا لم يلعن سوى هذه الشجرة.



رابعًا: في صلاة الساعة التاسعة يوم اثنين البصخة يذكر سقوط الإنسان في الفردوس وطرده من هنا (تك 2-3)،وكأن الكنيسة تعلن أن الله قد غرس شجرة التين هذه "إسرائيل" كما في فردوس إلهي لتحيا مثمرة بالروح والحق، فإن كانت قد حرمت نفسها بنفسها من الثمر الروحي فلا يجوز بقاءها بعد فيه بل تُطرد وتسقط تحت اللعنة.وقد جاءت في عظة القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين: [الرب لم يغرس في الفردوس الأشجار الصالحة وغير الصالحة، بل غرسه من الأشجار الصالحة فقط، ولم يغرس فيه أشجارًا غير مثمرة أو رديئة الثمر.وليس هذا فقط، بل والناس أنفسهم الذين جعلهم هناك عندما خالفوا لم يحتملهم بل أخرجهم منه، فمن هذا اعملوا أيها الإخوة الأحباء أنه لا يجب أن تُملأ مساكن الله المقدسة من الناس الأشرار والصالحين كما في العالم المملوء من الخطاة والظالمين والقديسين والأنجاس، ولكن الذين يخطئون لا يتركهم فيها، بل يخرجهم.أنا أعرف أن الأرض كلها هي للرب، فإن كان بيته كباقي الأرض، فما هي ميزته إذن على غيره؟فإن كنت وأنا الكاهن أعمل الشر كما يعمله الأشرار على الأرض، فلا يحق لي أن أدعى كاهنًا[275].]

بعد أن قدمنا لقصة شجرة التين العقيمة حسبما قدمتها لنا الكنيسة في أسبوع الآلام نعود إلى نص الإنجيل مرقس:

"فدخل يسوع أورشليم والهيكل،

ولما نظر حوله إلى كل شيء،

إذ كان الوقت قد أمسى،

خرج إلى بيت عنيا مع الاثنى عشر" [11].

كان الموكب متجهًا إلى أورشليم، إلى الهيكل، فإنه يريد أن يقود شعبه إلى مقدساته السماوية خلال المذبح الذي بالهيكل، أي خلال الصليب. ولما كان الهيكل هو مقدسه "نظر حوله إلى كل شيء"...فهو الإله الغيور الذي لا يطيق في بيته فسادًا أو شرًا، بل عيناه تجولان وتفحصان كل شيء لتفرز المقدسات عن النجاسات وتطرد الأخيرة. ونظر حوله لعله يطلب من يستضيفه في أورشليم فلم يجد.

إذ جاء وقت المساء لم يجد الرب راحته في أورشليم كلها بالرغم من اتساعها وسكنى الكثيرين من رجال الدين فيها، لكنه وجد راحته مع تلاميذه في قرية صغيرة هي "بيت عنيا" أو بيت العناء أو بيت الطاعة.هذه هي البقية القليلة التي تحتمل العناء، وتقبل الصليب خلال الطاعة، فيجد الرب راحته مع تلاميذه في حياتهم.

"وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع.

فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق،

وجاء لعله يجد فيها شيئًا،

فلما جاء إليها لم يجد شيئًا إلا ورقًا،

لأنه لم يكن وقت التين.

فأجاب يسوع وقال لها:

لا يأكل أحد منك ثمرًا بعد إلى الأبد" [12-14].

لقد جاع السيد المسيح، وكما يقول القديس أغسطينوس: [أي شيء يجوع إليه المسيح أو يعطش سوى أعمالنا الصالحة[276]؟]لقد جاع عبر الأجيال مشتهيًا أن يجد ثمرًا مفرحًا للسماء، لكن شجرة التين، أي الأمة الإسرائيلية التي قدم لها كل الإمكانيات للإثمار أنتجت ورقًا ظاهرًا دون ثمر.

يتساءل البعض: لماذا طلب السيد المسيح ثمرًا في غير أوانه، وإذ لم يجد لعن الشجرة؟

يجيب البعض أن فلسطين قد عُرفت بنوعين من شجرة التين، فإنه وإن كان الوقت ليس وقت تين بوجه عام، لكن وجود الورق على الشجرة يعني أنها من النوع الذي ينتج ثمرًا مبكرًا، وأنه مادام يوجد ورق كان يجب أن تحمل الثمر.ولعل في هذا الأمر أيضًا إشارة إلى حالة العالم في ذلك الحين، فإنه لم يكن وقت تين، إذ كان العالم حتى ذلك الحين لا يحمل ثمرًا روحيًا حقيقيًا، لأنه لم يكن قد تمجد السيد بصليبه، ليقدم ثمر طاعته للآب.وكان يليق بالأمة اليهودية وقد سبقت العالم الوثني في معرفة الله واستلام الشريعة والنبوات أن تقدم ثمرًا، فأخرجت أوراقًا بلا ثمر، لذا استحقت أن تجف لتحل محلها شجرة تين العهد الجديد المثمرة.

يقول القديس كيرلس الأورشليمي[277] أن السيد المسيح يعرف تمامًا أنه ليس وقت للتين، لكنه جاء لا ليلعن الشجرة في ذاتها، إنما لينزع اللعنة التي حلت بنا بلعنه للأوراق التي بلا ثمر.

ويجيب القديس يوحنا الذهبي[278] على التساؤل: كيف يأمر السيد بيبوسة شجرة التين ولم يكن وقت للتين؟ قائلًا أنه لأمر تافه أن نهتم بلعن شجرة ولا نتأمل ما قصده الرب بهذا العمل المعجزي لنمجده!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مرقس 11 - تفسير إنجيل مرقس دخول أورشليم الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» مرقس 12 - تفسير إنجيل مرقس مقاومته في أورشليم الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  مرقس 12 - تفسير إنجيل مرقس مقاومته في أورشليم الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  متى 21 - تفسير انجيل متى دخول الملك أورشليم الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
» متى 21 - تفسير انجيل متى دخول الملك أورشليم الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد الجديد-
انتقل الى: