منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010110


  لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010111


  لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010112

  لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
سالى عبده
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
عزت
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
kamel
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مريانا
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
د.محبوب
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
mmk
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
بهيج
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مارونا
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
diana.wahba
 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 135 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 135 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

  لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17236
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي    لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 07 نوفمبر 2012, 11:04 am

 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 4196810853

لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا
اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
في الأصحاح السابق أبرز السيِّد المسيح بأمثلة ثلاثة عن مدى شوق الله لصداقتنا معه، معلنًا حبه وبذله من أجلنا نحن الخطاة ليحملهم إلى مقدَّسه كأبناء بيت الله، وموضع سرور السماء وفرحها. لكن هذا الحب الفائق يلزم مقابلته بالحب والحكمة لاغتصابه. بمعنى آخر الله في محبَّته للإنسان لم يجعله آلة جامدة تتجاوب مع حب الله لاإراديًا، إنما خلقه سيدًا له كمال حريَّة الإرادة، له أن يقبل الصداقة أو يرفضها. الآن يقدَّم لنا السيِّد مثلين ليحثُّنا على اغتصاب صداقته بكمال حريتنا، هما مثل وكيل الظلم ومثل لعازر والغني.



1. مثل وكيل الظلم


1-13.

2. الصداقة الإلهيَّة ومحبَّة المال


14-15.

3. الصداقة الإلهيَّة والوصيَّة الصعبة


16-18.

4. مثل لعازر والغني


19-31.
1. مثل وكيل الظلم

إذ تحدَّث رب المجد يسوع بأمثال عن مدى شوقه لاجتذاب الخطاة عن طريق ضلالهم للدخول بهم إلى مقدَّسه، وجه حديثه إلى تلاميذه في حضرة الفرِّيسيِّين الذين عُرفوا بحب المال [14] والمجد الباطل، مقدَّما لهم مثلًا عن وكيل ظالم يبذر أموال سيِّده، وإذ سأله الموكل أن يقدَّم حساب الوكالة لينزعها عنه حاول أن يكسب له أصدقاء ظلمًا حتى متى طُرد من الوكالة يقبله الأصدقاء في بيوتهم. وقد امتدح السيِّد هذا الوكيل، لا في تبذيره الأموال، ولا في ظلمه، وإنما في حكمته بكسبه أصدقاء له واهتمامه بالحياة المقبلة، فيقدَّم متاع الدنيا الحاضرة لأجل الراحة في المستقبل.

نستطيع قبل أن نستعرض أقوال الآباء في هذا المثل أن نوجز باختصار غاية هذا المثل في النقاط التاليَّة:



أولًا: إن كانت الأمثلة السابقة تعلن عن الحب الأبوي الإلهي نحو الخطاة، فإنه من واجب الخطاة في توبتهم وعِودتهم إلى بيت أبيهم أن يتذرعوا بالحكمة. كما استهان هذا الوكيل بالحاضر من أجل راحته المقبلة، هكذا يليق بنا في توبتنا أن نسلك بروح الحكمة التي تتعدى الاحتياجات الزمنيَّة وتعبر بنا إلى طلب الراحة العتيدة في السماويات.



ثانيًا: أبرز المثل السابق "الابن الضال" عودة الخاطي إلى بيت أبيه نادمًا وتائبًا. هنا في هذا الأصحاح يحدثنا عن الصدقة وحب العطاء، لا كما من مالنا، بل مما أوكلنا الله عليه، فنكسب لنا أصدقاء من مال موكلنا فيقبلوننا معهم في السماوات.

الآن نعود إلى المثل نفسه، إذ يقول الإنجيلي لوقا:

"وقال أيضًا لتلاميذه: كان إنسان غني له وكيل،

فوُشي به إليه بأنه يبذر أمواله.

فدعاه وقال له: ما هذا الذي أسمع عنك؟

أعط حساب وكالتك، لأنك لا تقدر أن تكون وكيلًا بعد.

فقال الوكيل في نفسه: ماذا أفعل؟

لأن سيدي يأخذ مني الوكالة،

لست أستطيع أن أنقب، وأستحي أن أستعطي.

قد علمت ماذا أفعل حتى إذا عُزلت عن الوكالة يقبلونني في بيوتهم.

فدعا كل واحدٍ من مديوني سيِّده،

وقال للأول: كم عليك لسيدي؟

فقال: مئة بث زيت،

فقال له: خذ صكك، واجلس عاجلًا، واكتب خمسين.

ثم قال لآخر: وأنت كم عليك؟

فقال مئة كرّ قمح، فقال له: خذ صكك وأكتب ثمانين.

فمدح السيِّد وكيل الظلم، إذ بحكمة فعل،

لأن أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم.

وأنا أقول لكم: اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم

حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبديَّة" [1-9].

ويلاحظ في هذا المثل الآتي:



أولًا: يرى البعض أن هذا المثل لم يكن غريبًا على مسامع اليهود في ذلك الحين، إذ يشير الرجل الغني الموكل إلى الدولة الرومانية، التي تركت أمر الجباية في يدّ العشارين الذين يجمعون لحسابها مع اغتصاب الكثير لحسابهم الخاص. فمع جشع الدولة الرومانية كمستعمر إلا أنها كانت تمتدح العشارين الذين يتصرفون في هدوءٍ مع الناس عند جمع الجباية. فالعشار المعتدل في تصرفه يستطيع على المدى الطويل أن يجمع أكثر للدولة كما ينال نصيبًا أوفر، ولا يرهق الممولين، أما العنيف فيحطم الممولين، ويفقد هو سلامه، ولا تستريح الدولة لتصرفاته على المدى الطويل. فالوكيل المذكور هنا حين تنازل عن بعض مما ورد في الصكوك تصرف بحكمة، إذ يخفف عبء الجباية عن اليهود، وفي نفس الوقت يمكن للدولة الرومانية أن تحصل هذه الجباية وإن كانت أقل لكنها بطريقة أسهل.



ثانيًا: يؤكد القديس كيرلس الكبير[663] في تعليقه على هذا المثل كما في مواضع أخرى كثيرة، أن السيِّد المسيح إذ يقدَّم لنا مثلًا لا يقصد بنا أن نطبقه في كل الجوانب، وإنما في الجانب الذي قصده السيِّد. هكذا لا يليق بنا أن نتمثل بهذا الوكيل بتبذيره أموال الوكالة ولا بتلاعبه في الصكوك، وإنما نتمثل بالتزامنا بالحكمة والنظرة المستقبليَّة (الأبديَّة).

* الوكيل الذي طرده سيِّده من وكالته قد مُدح لأنه حصَّن نفسه من المستقبل...

يلزمنا ألا نتمثل نحن به في كل شيء، إذ لا يليق بنا أن نخدع سيدنا، فنقدَّم الصدقة خلال الخداع...

من ناحيَّة أخرى قيل هذا المثل لكي ندرك أنه أن كان الوكيل الذي عمل بخداع استطاع أن ينال مديحًا... فكم بالحري الذين يسرون الله بتنفيذهم وصاياه في أعمالهم؟![664]

القديس أغسطينوس



ثالثًا: يقول السيِّد المسيح: "لأن أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم" [8]. الإنسان الذي يعمل لحساب حياته الزمنيَّة يُحسب ابنًا لهذا الدهر، أما من يعمل لحساب مملكة النور الأبديَّة، فيحسب ابنًا للنور. يود الله أن يكون أبناء النور عاملين بحكمة من أجل هذا الهدف: التمتع بمملكة النور، لكن للأسف أحيانًا يسقطون في التهاون، فيفقدون الحكمة السماويَّة، ليصير السالكون في هذا العالم أكثر منهم تعقلًا من جهة تحقيق غايتهم.

* يقصد بأبناء هذا الدهر أولئك الذين يضعون فكرهم في خيرات الأرض؛ وأبناء النور الذين ينشغلون بالكنوز الروحيَّة خلال الحب الإلهي. أحيانا في تدبير الأمور البشريَّة نسلك بتعقل منهمكين فيها حتى متى رحلنا نجد ملجأ لحياتنا، بينما ونحن نوجه الأمور الإلهيَّة لا نفكر في نصيبنا هناك[665]

الأب ثيؤفلاكتيوس



رابعًا: لقد سلّم الموكل أمواله في يدّي الوكيل. وهكذا نعيش نحن كوكلاء الله، كل ما هو بين أيدينا من عمل يديه أو عطيَّة من عنده، سواء مواهبنا أو قدراتنا أو دوافعنا أو عواطفنا أو ممتلكاتنا حتى جسدنا وأوقاتنا. نحن وكلاء، سنعطى حسابًا عن كل كلمة. غاية الله من هذه الوكالة ليس مكسبًا ماديًا ملموسًا، إنما تدريبنا على سمة "الأمانة"، هذه التي بها نتأهل لننال النصيب الأعظم في السماوات. الله لا يشغله في العالم شيء إلا أن يرانا أولادًا له نحمل سماته فينا التي تتمركز في "الأمانة". إن كان الله قد دعي "الأمين" (1 كو 1: 9؛ 10: 13؛ 1 تس 5: 24؛ 2 تس 3: 3، 2 تي 2: 13، عب 2: 17؛ 3: 2؛1 يو1: 9، رؤ 3: 14؛ 19: 11) فإنه يود في أبنائه أن يكونوا أمناء على مثاله، إذ يوصينا: "كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤ 2: 10).

إن كنا وكلاء على ما هو ليس لنا كما يقول القديس أمبروسيوس يلزمنا أن نسلك بروح الأمانة، فنحمل سمة سيدنا.

* عندما لا ندير ثروتنا حسب مسرة ربَّنا، نُفسد أمانتنا لحساب ملذّات، ونُحسب وكلاء مذنبين[666].

الأب ثيؤفلاكتيوس



خامسًا: دعا السيِّد المسيح ما لدينا من أموال وإمكانيات وقدرات "مال الظلم"، لماذا؟ لأن توزيع هذه الأمور بين البشريَّة يسوده قانون الظلم، فيُولد طفل ليجد والديه قد أورثاه الملايين، بينما يُولد آخر ليجدهما أورثاه ديونًا ومشاكل بلا حصر. إنسان يُوهب ذكاء أو صحة أو قدرات ومواهب يُحرم منها غيره. فما نملكه وإن كنا لم نغتصبه ظلمًا، لكننا تسلمناه في عالم يسوده قانون الظلم. لذا يليق بنا أن نستغله فيما هو لبنياننا في العالم الآخر حيث لا يوجد "ظلم". لنقتنِ به أبديتنا!

في حكمة عاش الكثير من آبائنا يحرصون على تنفيذ هذه الوصيَّة الربانية: "اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم، حتى إذا فنيتم (متم جسديًا) يقبلونكم في المظال الأبديَّة" [9]، ويحثوننا على ممارستها بطريقٍ أو آخر، فمن تعليقاتهم:

* كيف يمكننا أن نقيم لأنفسنا أصدقاء من المال، إن كنا نحب المال، ولا نحتمل فقدانه؟ فإننا بهذا سنهلك مع فقداننا للمال أيضًا![667]

العلامة ترتليان

* الأمور الزمنيَّة تُدعى أمورًا خارجيَّة، لأنها خارج عنا. لنحولها إلى أمور داخليَّة؛ فإن كنا لا نستطيع أن نحمل غنانا معنا عندما نرحل من هنا لكننا نستطيع أن نحمل محبتنا. حريّ بنا إذن أن نرسلها أمامنا فتعد لنا موضعًا في المساكن الأبديَّة[668].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* إن خدمت القدِّيسين (الفقراء) فستشاركهم مكافأتهم[669].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* بالعطاء للفقراء نقتني رضى الملائكة وسائر القدِّيسين[670].

القديس أمبروسيوس

* الصدقة هي أكثر الفنون مهارة؛ لا تبني لنا بيوتًا من الطين بل تخّزن لنا حياة أبديَّة. في كل الفنون نحتاج إلى من يعيننا، أما بالنسبة لإظهار الرحمة فلا نحتاج إلا إلى الإرادة وحدها[671].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* الصداقة المجردة لا تحمينا ما لم تتبعها أعمال صالحة، ما لم ننفق ثروتنا ببرّ هذه التي جُمعت بطريقة ظالمة[672].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* لقد أظهر أن كل ممتلكات الإنسان التي تحت سلطانه بالطبيعة هي ليست له، وأنه يُسمح له بممارسة أعمال البرّ المخلِّصة خلال مال الظلم هذا، إذ به يعول من لهم مسكن أبدي مع الآب[673].

القدِّيس إكليمنضس السكندري

* كثيرًا ما يكون الغنى لصالحنا كقول الرسول الذي يطلب من الأغنياء أن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع، مدخرين لأنفسهم أساسًا حسنًا للمستقبل لكي بهذا يمسكوا بالحياة الأبديَّة ( 1تي 6: 18-19)؛ وكما يقول الإنجيل بأن هذا الغنى يكون للخير لمن يصنع لنفسه أصدقاءً بمال الظلم. يمكن أيضًا أن يوجه الغنى للشر، عندما نحشده للتخزين، أو للتنعم، غير مبالين باحتياجات الفقراء[674]

الأب تادرس

* أعطِ خيراتك لا للذين يطعمهم الفلاحون (أصحاب الحقول)، بل للذين ليس لهم سوى الخبز كطعام يقوَّتهم... اهتم بالفقراء والمحتاجين.

* (يتحدَّث عن ضرورة اهتمام الكنيسة بالفقراء لا بفخامة المباني الكنسيَّة)

قدَّس ربَّنا بفقره فقر بيته، لذلك فلنفكر في صليبه ونحسب الغنى نفاية.

لماذا تعجب من قول السيِّد: "مال الظلم"؟ لماذا نطلب ونحب ما افتخر بطرس بأنه لا يمتلكه (أع 3: 6)؟

* (في حديثه عن السيِّدة Proba)

باعت ممتلكاتها واقتنت لنفسها أصدقاء من مال الظلم، فتتسلم ذلك في المساكن الأبديَّة.

حسنًا، هل يسقط خدام الكنيسة، أيا كانت رتبتهم، والرهبان الذين هم رهبان بالاسم، في العار باقتنائهم ممتلكات بينما تبيع هذه الشريفة ممتلكاتها[675]؟!

القديس جيروم

هكذا يعلن السيِّد المسيح عن الصدقة كتحويل لممتلكاتنا من هذا العالم الزائل إلى رصيد أبدي في المساكن العلويَّة. وقد دعا السماء "مظالًا أبديَّة"، لأن اليهود كانوا يهتمون جدّا بعيد المظال، ويحسبونه عيد الفرح الحقيقي، فيه يسكنون مظالًا من أغصان الشجر لمدة أسبوع. هكذا تهيئ لنا الصدقة نصيبًا لعيدٍ أبديٍ مفرحٍ، فنقيم في السماء مع مصاف القدِّيسين.



سادسًا: يُعلِّق أيضًا السيِّد المسيح على هذا المثل، قائلًا:

"الأمين في القليل أمين أيضًا في الكثير.

والظالم في القليل ظالم أيضًا في الكثير،

فإن لم تكونوا أمناء في مال الظلم، فمن يأتمنكم على الحق؟!

وإن لم تكونوا أمناء فيما هو للغير، فمن يعطيكم ما هو لكم؟!" [10-12]

* القليل هو مال الظلم، أي الثروة الزمنيَّة التي غالبًا ما جُمعت خلال الابتزاز والطمع. لكن الذين يعرفون كيف يعيشون الحياة الفاضلة، ويعطشون للرجاء فيما هو مخّزن، ويسحبون فكرهم عن الأرضيات، مفكرين بالحري في العلويَّات، هؤلاء يستهينون بالغنى الزمني تمامًا، إذ لا يقدَّم إلا الملذّات والانغماس في الترف والشهوات الجسديَّة الدنيئة، والبهاء الذي لا ينفع، بل هو وقتي وباطل. لذلك يعلمنا أحد الرسل القدِّيسين، قائلًا: "لأن كل ما في العالم شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة" (1 يو 2: 6). لكن مثل هذه الأمور لا تساوي شيئًا مطلقًا لمن يعيشون الحياة المتعقلة الفاضلة، إذ هي أمور تافهة ووقتيَّة ومملوءة دنسًا، وتثير النار والدينونة، وغالبًا ما تحطم حياة الجسد نهائيًا. لذلك انتهر تلميذ المسيح الأغنياء، قائلًا: "هلم الآن أيها الأغنياء، ابكوا مولولين على شقاوتكم القادمة، غناكم قد تهرأ، وثيابكم قد أكلها العث، ذهبكم وفضتكم قد صدئا، وصدأهما يكون شهادة عليكم" (يع 5: 1-3)
كيف يصدي الذهب والفضة؟ بتخزينهما بوفرة شديدة، فيكون ذلك شهادة ضدهم أمام كرسي الحكم الإلهي إنهم غير رحومين. فإنهم إذ جمعوا في كنوزهم فيض عظيم بلا ضرورة، غير مبالين بالمحتاجين مع أنه كان في قدرتهم لو أرادوا أن يمنحوا الخير بسهولة لكثيرين، لكنهم "كانوا غير أمناء في القليل".

ولكن كيف يصير البشر أمناء، هذا يعلمنا إيَّاه المسيح، وسأشرح ذلك.

سأله فرِّيسي أن يأكل معه خبزًا في يوم سبت، وقد وافق المسيح على ذلك. وإذ ذهب هناك جلس ليأكل فاجتمع كثيرون آخرون يأكلون معهما. ولم يكن من بينهم من يمثل المحتاجين، بل على العكس كانوا جميعًا أناسًا عظماء ومعروفين محبين للمتكآت الأولى، ظمأى للمجد الباطل، كمن يلتحفون بكبرياء الغنى. ماذا قال المسيح للذي دعاه؟ "إذا صنعت غداء أو عشاء فلا تدع أصدقاءك ولا إخوتك ولا أقرباءك ولا الجيران الأغنياء لئلاَّ يدعوك هم أيضًا فتكون لك مكافأة؛ بل إذا صنعت ضيافة فادع المساكين الجُدع العرج العمي، فيكون لك الطوبى، إذ ليس لهم حتى يكافئوك، لأنك تُكافئ في قيامة الأبرار" (لو 14: 12-14).

هذا كما أظن الأمانة في القليل، أن يترفق الإنسان بالمحتاج، ويعين من هم في ضائقة بما لديه...

إن كنا غير أمناء في القليل بعدم تشكيلنا حسب إرادة الله، باذلين كل إمكانياتنا على ملذّاتنا وكبريائنا، فكيف نتقبل من الله ما هو حق؟ ما هو هذا الحق؟ منحنا الهبات الإلهيَّة بفيض هذه التي تزين النفس وتشكل فيها جمالًا ربانيًا. هذا هو الغنى الروحي، لا الذي يسمن الجسد الذي يفسده الموت، وإنما الذي يخلص النفس، ويجعلها مستحقة للمباهاة والكرامة قدام الله، فتربح لنفسها المدح الحقيقي.

إذن، من واجبنا أن نكون أمناء لله، أنقياء القلب، رحماء، لطفاء، أبرارًا، مقدَّسين، فإن هذه الأمور تطبع فينا خطوط التشبه الإلهي، وتجعلنا كاملين كورثة للحياة الأبديَّة. هذا إذن ما هو حق!

هذا هو مغزى كلمات المخلِّص وقصدها، الأمر الذي يمكن للإنسان أن يتعلمه مما تبع ذلك، إذ قال: "وإن لم تكونوا أمناء في ما هو للغير، فمن يعطيكم ما هو لكم؟" [12].

مرة أخرى نقول أن ما هو للغير هو الغنى الذي نمتلكه، إذ لم نولد ومعنا الغنى، بل بالعكس وُلدنا عراة، ويمكننا بحق أن نؤكد كلمات الكتاب المقدَّس: "لأننا لم ندخل العالم بشيء، وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء" (1 تي 6: 7). كما نطق أيوب الصبور بكلمات من هذا النوع: "عريانًا خرجت من بطن أمي، وعريانًا أعود إلى هناك" (أي 1: 21). إذن ليس أحد بالطبيعة غنى بذاته، ويعيش في غنى وفير. إنما أضيف إليه ذلك من الخارج كفرصة سنحت له، فإن انتهى الغنى وباد لا يضر هذا بطبيعته البشريَّة. فإننا لسنا كائنات عاقلة، ماهرين في كل عمل صالح بسبب الغنى، وإنما طبيعتنا قادرة على ذلك (الحياة الفاضلة)... الطبيعة البشريَّة هي ملكنا متأهله لكل عمل صالح، كما كتب الطوباوي بولس: "مخلوقين لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أف 2: 10).

لذلك عندما نكون غير أمناء في ما هو للغير، أعني في الأمور التي تُضاف إلينا من الخارج، فكيف نتقبل ما هو لنا؟ كيف يمكن أن نصير شركاء في الأعمال الصالحة التي يهبها الله، التي تزين النفس وتطبع عليها جمالًا إلهيًا، وتشكل فيها بطريقة روحيَّة البرّ والقداسة والأعمال المستقيمة التي تمارس بمخافة الله؟

ليت الذين يملكون منا غنى أرضيًا يفتحون قلوبهم للمحتاجين، فنظهر أمناء ومطيعين لنواميس الله، وتابعين لإرادة ربَّنا في الأمور التي هي في الخارج والتي ليست مالنا، فنتقبل ما هو لنا، أي الجمال المقدَّس العجيب الذي يشكله الله في نفوس البشر، فيجعلهم على شبهه كما كنا في الأصل[676].

القديس كيرلس الكبير

* ما هو للغير: كمية من الذهب أو الفضة؛ أما ما هو لك فهو الميراث الروحي، إذ قيل في موضع آخر: "فديَّة حياة (نفس) إنسان غناه" (أم 13: 8)[677].

القديس جيروم

* إن كنا لا نبالي بالأمور المنظورة (نستهين بالعطاء...) فكيف يعلن لنا الله ما هو غير منظور؟[678]

القديس يوحنا الذهبي الفم



سابعًا: يضع السيِّد المسيح حدًا فاصلًا بين قبول صداقته والارتباك بمحبَّة المال، قائلًا: "لا يقدر خادم أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر، لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" [13].

* خادم المسيح الكامل ليس له شيء بجانب المسيح؛ فإن كان له شيء بجانب المسيح فهو ليس كاملًا[679].

القديس جيروم

* "لا يقدر خادم أن يخدم سيدين"، ليس لأنه يوجد سيدان، إنما سيد واحد، إذ ليس للمال حق السيادة، إنما الإنسان هو الذي يثقل نفسه بنير العبوديَّة (للمال).

ليس للمال سلطان عادل إنما عبوديَّة ظالمة، لذلك قال: "اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم"...

لا تكن عبدًا للمال، ولا للملذّات الخارجيَّة، إذ يليق بك ألا تعترف بسيدٍ آخر غير المسيح[680].

القديس أمبروسيوس

* يستحيل على شخص بذاته أن ينقسم بين متناقضات ويعيش بلا لوم. هذا أظهره بقوله: "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين"... لا يمكن أن نخدم الله ومحبَّة المال...

ليت كل واحدٍ منا يستبعد من ذهنه تمامًا أن يكون عبدًا للمال، فنحني رقبتنا للمسيح مخلِّصنا جميعًا بكل حريَّة بلا مانع[681].

القديس كيرلس الكبير

* الوكيل الذي يسيء تدبير أمور سيِّده ويفقد ممتلكاته يخاف من مواجهته، وعلى العكس الوكيل الذي يدبر أمور سيِّده حسنًا دائما يلتقي به ببهجة[682].

القديس جيروم

* اظهر في القليل ما تود أن تفعله متى كان لك الكثير... قدَّم برهانًا كالأرملة التي كان لها فلسين فقدَّمتهما، قدَّمت كل ما تملكه[683].

القديس يوحنا الذهبي الفم
2.الصداقة الإلهيَّة ومحبَّة المال

إذ لمس السيِّد المسيح إله الفرِّيسيِّين ووضع يده على جرحهم الحقيقي: "محبَّة المال" لم يطيقوا أن يسمعوه، فصاروا يستهزئون به، إذ قال الإنجيلي: "وكان الفريِسيُّون أيضًا يسمعون هذا كله وهم محبون للمال فاستهزأوا به. فقال لهم: أنتم الذين تبررون أنفسكم قدام الناس، ولكن الله يعرف قلوبكم، أن المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله" [14-15]. هذا هو داء الفرِيسيِّين "محبة المال" الذي ملك كإله في القلب، مكتسيًا بكبرياء وعجرفة واستعلاء، فعوض اعترافه بشره يتظاهر بالغيرة على الناموس والتدقيق في تنفيذ الشريعة بحرفيَّة قاتلة.

* إذ يكشف الرب مكرهم الخفي يؤكد تظاهرهم بالبرّ[684].

الأب ثيؤفلاكتيوس

* أخبرهم السيِّد أنه من واجبهم أن يبيعوا ممتلكاتهم ويوزعونها على الفقراء فيملكون في السماء كنزًا لا يمكن أن يُسرق، وثروة لا تُنتهك، وغنى لا يبدد، فلماذا سخروا به؟ لأن التعليم كان وقورًا، طريقًا للرجاء في الأمور المقبلة، وبابًا يقود الحياة التي بلا فساد، لأنه كان يعلمهم طرق الغنى الحقيقي وكيفيَّة نوال إكليل الدعوة السمائية، كيف يصيرون شركاء مع القدِّيسين وأبناء المدينة العلويَّة، أورشليم التي في السماء، أمنا الحرة حقًا (غل 4: 26)...

لماذا سخروا به؟ لأن هوى الطمع قد ملك على قلوبهم؛ وطغيانه سيطّر على ذهنهم، فكانوا في مذلة حتى بغير إرادة، ساقطين تحت سلطان الشر، ومقيدين برباطات لا تنحل. يقول كاتب سفر الأمثال: "بحبال خطيته يُمسك" (أم 5: 22)...

كما أن الفرس الذي يصعب أن يُلجم وأن يُدار، الثائر، لا يطيع تحركات اللجام، هكذا ذهن الإنسان الساقط تحت تأثير الأهواء والمنجرف تمامًا نحو الشر هو غير مطيع ولا يمكن اجتذابه رافضًا الشفاء ببغضة.

* إذ عرض المخلِّص عليهم كلمات كثيرة، ورأى أنهم لا يريدون تغيير أهدافهم المخادعة وأهوائهم، مفضلين بالحري بقاءهم في غبائهم الفطري أخذ يوبخهم بعنفٍ... لقد أظهر أنهم مراءون وكذابون... شغوفون نحو المجد اللائق بالأبرار والصالحين دون أن يصيروا هكذا؛ لا يطلبون رضا الله، بل العكس يشغفون نحو الكرامات البشريَّة. لذلك قال: "أنتم الذين تبررون أنفسكم قدام الناس، ولكن الله يعرف قلوبكم، أن المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله" [15]. وقد وُجد السيِّد في موضع آخر يقول لهم: "كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجدّا بعضكم من بعض، والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه؟!" (يو 5: 44). فإن إله الكل يتّوج بالكرامة الأبرار الذين هم بالحق صالحون، أما المراءون الذين لا يحبون الفضيلة، فيسرقون خلال كلماتهم (المخادعة) مجرد السمعة كمكرمين...

"لله يعرف قلوبكم"، الديان لا يمكن أن يُخدع، إذ يعرف أعماق الذهن، يعرف المجاهد الحقيقي وسارق الكرامة التي يستحقها الغير خلال الخداع. بينما يكرم الله الأبرار الحقيقيين، إذا به يبدد عظام الذين يرضون البشر (مز 53: 5)[685].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* ليس فقط الزنا والدعارة هما اللذان يدنسان من يمارسهما، لكن الكبرياء أيضًا يدنس الإنسان أكثر منهما[686].

القديس يوحنا الذهبي الفم
لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي في الأصحاح السابق أبرز السيِّد المسيح بأمثلة ثلاثة عن مدى شوق الله لصداقتنا معه، معلنًا حبه وبذله من أجلنا نحن الخطاة ليحملهم إلى مقدَّسه كأبناء بيت الله، وموضع سرور السماء وفرحها. لكن هذا الحب الفائق يلزم مقابلته بالحب والحكمة لاغتصابه. بمعنى آخر الله في محبَّته للإنسان لم يجعله آلة جامدة تتجاوب مع حب الله لاإراديًا، إنما خلقه سيدًا له كمال حريَّة الإرادة، له أن يقبل الصداقة أو يرفضها. الآن يقدَّم لنا السيِّد مثلين ليحثُّنا على اغتصاب صداقته بكمال حريتنا، هما مثل وكيل الظلم ومثل لعازر والغني. 1. مثل وكيل الظلم 1-13. 2. الصداقة الإلهيَّة ومحبَّة المال 14-15. 3. الصداقة الإلهيَّة والوصيَّة الصعبة 16-18. 4. مثل لعازر والغني 19-31. 1. مثل وكيل الظلم إذ تحدَّث رب المجد يسوع بأمثال عن مدى شوقه لاجتذاب الخطاة عن طريق ضلالهم للدخول بهم إلى مقدَّسه، وجه حديثه إلى تلاميذه في حضرة الفرِّيسيِّين الذين عُرفوا بحب المال [14] والمجد الباطل، مقدَّما لهم مثلًا عن وكيل ظالم يبذر أموال سيِّده، وإذ سأله الموكل أن يقدَّم حساب الوكالة لينزعها عنه حاول أن يكسب له أصدقاء ظلمًا حتى متى طُرد من الوكالة يقبله الأصدقاء في بيوتهم. وقد امتدح السيِّد هذا الوكيل، لا في تبذيره الأموال، ولا في ظلمه، وإنما في حكمته بكسبه أصدقاء له واهتمامه بالحياة المقبلة، فيقدَّم متاع الدنيا الحاضرة لأجل الراحة في المستقبل. نستطيع قبل أن نستعرض أقوال الآباء في هذا المثل أن نوجز باختصار غاية هذا المثل في النقاط التاليَّة: أولًا: إن كانت الأمثلة السابقة تعلن عن الحب الأبوي الإلهي نحو الخطاة، فإنه من واجب الخطاة في توبتهم وعِودتهم إلى بيت أبيهم أن يتذرعوا بالحكمة. كما استهان هذا الوكيل بالحاضر من أجل راحته المقبلة، هكذا يليق بنا في توبتنا أن نسلك بروح الحكمة التي تتعدى الاحتياجات الزمنيَّة وتعبر بنا إلى طلب الراحة العتيدة في السماويات. ثانيًا: أبرز المثل السابق "الابن الضال" عودة الخاطي إلى بيت أبيه نادمًا وتائبًا. هنا في هذا الأصحاح يحدثنا عن الصدقة وحب العطاء، لا كما من مالنا، بل مما أوكلنا الله عليه، فنكسب لنا أصدقاء من مال موكلنا فيقبلوننا معهم في السماوات. الآن نعود إلى المثل نفسه، إذ يقول الإنجيلي لوقا: "وقال أيضًا لتلاميذه: كان إنسان غني له وكيل، فوُشي به إليه بأنه يبذر أمواله. فدعاه وقال له: ما هذا الذي أسمع عنك؟ أعط حساب وكالتك، لأنك لا تقدر أن تكون وكيلًا بعد. فقال الوكيل في نفسه: ماذا أفعل؟ لأن سيدي يأخذ مني الوكالة، لست أستطيع أن أنقب، وأستحي أن أستعطي. قد علمت ماذا أفعل حتى إذا عُزلت عن الوكالة يقبلونني في بيوتهم. فدعا كل واحدٍ من مديوني سيِّده، وقال للأول: كم عليك لسيدي؟ فقال: مئة بث زيت، فقال له: خذ صكك، واجلس عاجلًا، واكتب خمسين. ثم قال لآخر: وأنت كم عليك؟ فقال مئة كرّ قمح، فقال له: خذ صكك وأكتب ثمانين. فمدح السيِّد وكيل الظلم، إذ بحكمة فعل، لأن أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم. وأنا أقول لكم: اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبديَّة" [1-9]. ويلاحظ في هذا المثل الآتي: أولًا: يرى البعض أن هذا المثل لم يكن غريبًا على مسامع اليهود في ذلك الحين، إذ يشير الرجل الغني الموكل إلى الدولة الرومانية، التي تركت أمر الجباية في يدّ العشارين الذين يجمعون لحسابها مع اغتصاب الكثير لحسابهم الخاص. فمع جشع الدولة الرومانية كمستعمر إلا أنها كانت تمتدح العشارين الذين يتصرفون في هدوءٍ مع الناس عند جمع الجباية. فالعشار المعتدل في تصرفه يستطيع على المدى الطويل أن يجمع أكثر للدولة كما ينال نصيبًا أوفر، ولا يرهق الممولين، أما العنيف فيحطم الممولين، ويفقد هو سلامه، ولا تستريح الدولة لتصرفاته على المدى الطويل. فالوكيل المذكور هنا حين تنازل عن بعض مما ورد في الصكوك تصرف بحكمة، إذ يخفف عبء الجباية عن اليهود، وفي نفس الوقت يمكن للدولة الرومانية أن تحصل هذه الجباية وإن كانت أقل لكنها بطريقة أسهل. ثانيًا: يؤكد القديس كيرلس الكبير[663] في تعليقه على هذا المثل كما في مواضع أخرى كثيرة، أن السيِّد المسيح إذ يقدَّم لنا مثلًا لا يقصد بنا أن نطبقه في كل الجوانب، وإنما في الجانب الذي قصده السيِّد. هكذا لا يليق بنا أن نتمثل بهذا الوكيل بتبذيره أموال الوكالة ولا بتلاعبه في الصكوك، وإنما نتمثل بالتزامنا بالحكمة والنظرة المستقبليَّة (الأبديَّة). * الوكيل الذي طرده سيِّده من وكالته قد مُدح لأنه حصَّن نفسه من المستقبل... يلزمنا ألا نتمثل نحن به في كل شيء، إذ لا يليق بنا أن نخدع سيدنا، فنقدَّم الصدقة خلال الخداع... من ناحيَّة أخرى قيل هذا المثل لكي ندرك أنه أن كان الوكيل الذي عمل بخداع استطاع أن ينال مديحًا... فكم بالحري الذين يسرون الله بتنفيذهم وصاياه في أعمالهم؟![664] القديس أغسطينوس ثالثًا: يقول السيِّد المسيح: "لأن أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم" [8]. الإنسان الذي يعمل لحساب حياته الزمنيَّة يُحسب ابنًا لهذا الدهر، أما من يعمل لحساب مملكة النور الأبديَّة، فيحسب ابنًا للنور. يود الله أن يكون أبناء النور عاملين بحكمة من أجل هذا الهدف: التمتع بمملكة النور، لكن للأسف أحيانًا يسقطون في التهاون، فيفقدون الحكمة السماويَّة، ليصير السالكون في هذا العالم أكثر منهم تعقلًا من جهة تحقيق غايتهم. * يقصد بأبناء هذا الدهر أولئك الذين يضعون فكرهم في خيرات الأرض؛ وأبناء النور الذين ينشغلون بالكنوز الروحيَّة خلال الحب الإلهي. أحيانا في تدبير الأمور البشريَّة نسلك بتعقل منهمكين فيها حتى متى رحلنا نجد ملجأ لحياتنا، بينما ونحن نوجه الأمور الإلهيَّة لا نفكر في نصيبنا هناك[665] الأب ثيؤفلاكتيوس رابعًا: لقد سلّم الموكل أمواله في يدّي الوكيل. وهكذا نعيش نحن كوكلاء الله، كل ما هو بين أيدينا من عمل يديه أو عطيَّة من عنده، سواء مواهبنا أو قدراتنا أو دوافعنا أو عواطفنا أو ممتلكاتنا حتى جسدنا وأوقاتنا. نحن وكلاء، سنعطى حسابًا عن كل كلمة. غاية الله من هذه الوكالة ليس مكسبًا ماديًا ملموسًا، إنما تدريبنا على سمة "الأمانة"، هذه التي بها نتأهل لننال النصيب الأعظم في السماوات. الله لا يشغله في العالم شيء إلا أن يرانا أولادًا له نحمل سماته فينا التي تتمركز في "الأمانة". إن كان الله قد دعي "الأمين" (1 كو 1: 9؛ 10: 13؛ 1 تس 5: 24؛ 2 تس 3: 3، 2 تي 2: 13، عب 2: 17؛ 3: 2؛1 يو1: 9، رؤ 3: 14؛ 19: 11) فإنه يود في أبنائه أن يكونوا أمناء على مثاله، إذ يوصينا: "كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤ 2: 10). إن كنا وكلاء على ما هو ليس لنا كما يقول القديس أمبروسيوس يلزمنا أن نسلك بروح الأمانة، فنحمل سمة سيدنا. * عندما لا ندير ثروتنا حسب مسرة ربَّنا، نُفسد أمانتنا لحساب ملذّات، ونُحسب وكلاء مذنبين[666]. الأب ثيؤفلاكتيوس خامسًا: دعا السيِّد المسيح ما لدينا من أموال وإمكانيات وقدرات "مال الظلم"، لماذا؟ لأن توزيع هذه الأمور بين البشريَّة يسوده قانون الظلم، فيُولد طفل ليجد والديه قد أورثاه الملايين، بينما يُولد آخر ليجدهما أورثاه ديونًا ومشاكل بلا حصر. إنسان يُوهب ذكاء أو صحة أو قدرات ومواهب يُحرم منها غيره. فما نملكه وإن كنا لم نغتصبه ظلمًا، لكننا تسلمناه في عالم يسوده قانون الظلم. لذا يليق بنا أن نستغله فيما هو لبنياننا في العالم الآخر حيث لا يوجد "ظلم". لنقتنِ به أبديتنا! في حكمة عاش الكثير من آبائنا يحرصون على تنفيذ هذه الوصيَّة الربانية: "اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم، حتى إذا فنيتم (متم جسديًا) يقبلونكم في المظال الأبديَّة" [9]، ويحثوننا على ممارستها بطريقٍ أو آخر، فمن تعليقاتهم: * كيف يمكننا أن نقيم لأنفسنا أصدقاء من المال، إن كنا نحب المال، ولا نحتمل فقدانه؟ فإننا بهذا سنهلك مع فقداننا للمال أيضًا![667] العلامة ترتليان * الأمور الزمنيَّة تُدعى أمورًا خارجيَّة، لأنها خارج عنا. لنحولها إلى أمور داخليَّة؛ فإن كنا لا نستطيع أن نحمل غنانا معنا عندما نرحل من هنا لكننا نستطيع أن نحمل محبتنا. حريّ بنا إذن أن نرسلها أمامنا فتعد لنا موضعًا في المساكن الأبديَّة[668]. القديس يوحنا الذهبي الفم * إن خدمت القدِّيسين (الفقراء) فستشاركهم مكافأتهم[669]. القديس يوحنا الذهبي الفم * بالعطاء للفقراء نقتني رضى الملائكة وسائر القدِّيسين[670]. القديس أمبروسيوس * الصدقة هي أكثر الفنون مهارة؛ لا تبني لنا بيوتًا من الطين بل تخّزن لنا حياة أبديَّة. في كل الفنون نحتاج إلى من يعيننا، أما بالنسبة لإظهار الرحمة فلا نحتاج إلا إلى الإرادة وحدها[671]. القديس يوحنا الذهبي الفم * الصداقة المجردة لا تحمينا ما لم تتبعها أعمال صالحة، ما لم ننفق ثروتنا ببرّ هذه التي جُمعت بطريقة ظالمة[672]. القديس يوحنا الذهبي الفم * لقد أظهر أن كل ممتلكات الإنسان التي تحت سلطانه بالطبيعة هي ليست له، وأنه يُسمح له بممارسة أعمال البرّ المخلِّصة خلال مال الظلم هذا، إذ به يعول من لهم مسكن أبدي مع الآب[673]. القدِّيس إكليمنضس السكندري * كثيرًا ما يكون الغنى لصالحنا كقول الرسول الذي يطلب من الأغنياء أن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع، مدخرين لأنفسهم أساسًا حسنًا للمستقبل لكي بهذا يمسكوا بالحياة الأبديَّة ( 1تي 6: 18-19)؛ وكما يقول الإنجيل بأن هذا الغنى يكون للخير لمن يصنع لنفسه أصدقاءً بمال الظلم. يمكن أيضًا أن يوجه الغنى للشر، عندما نحشده للتخزين، أو للتنعم، غير مبالين باحتياجات الفقراء[674] الأب تادرس * أعطِ خيراتك لا للذين يطعمهم الفلاحون (أصحاب الحقول)، بل للذين ليس لهم سوى الخبز كطعام يقوَّتهم... اهتم بالفقراء والمحتاجين. * (يتحدَّث عن ضرورة اهتمام الكنيسة بالفقراء لا بفخامة المباني الكنسيَّة) قدَّس ربَّنا بفقره فقر بيته، لذلك فلنفكر في صليبه ونحسب الغنى نفاية. لماذا تعجب من قول السيِّد: "مال الظلم"؟ لماذا نطلب ونحب ما افتخر بطرس بأنه لا يمتلكه (أع 3: 6)؟ * (في حديثه عن السيِّدة Proba) باعت ممتلكاتها واقتنت لنفسها أصدقاء من مال الظلم، فتتسلم ذلك في المساكن الأبديَّة. حسنًا، هل يسقط خدام الكنيسة، أيا كانت رتبتهم، والرهبان الذين هم رهبان بالاسم، في العار باقتنائهم ممتلكات بينما تبيع هذه الشريفة ممتلكاتها[675]؟! القديس جيروم هكذا يعلن السيِّد المسيح عن الصدقة كتحويل لممتلكاتنا من هذا العالم الزائل إلى رصيد أبدي في المساكن العلويَّة. وقد دعا السماء "مظالًا أبديَّة"، لأن اليهود كانوا يهتمون جدّا بعيد المظال، ويحسبونه عيد الفرح الحقيقي، فيه يسكنون مظالًا من أغصان الشجر لمدة أسبوع. هكذا تهيئ لنا الصدقة نصيبًا لعيدٍ أبديٍ مفرحٍ، فنقيم في السماء مع مصاف القدِّيسين. سادسًا: يُعلِّق أيضًا السيِّد المسيح على هذا المثل، قائلًا: "الأمين في القليل أمين أيضًا في الكثير. والظالم في القليل ظالم أيضًا في الكثير، فإن لم تكونوا أمناء في مال الظلم، فمن يأتمنكم على الحق؟! وإن لم تكونوا أمناء فيما هو للغير، فمن يعطيكم ما هو لكم؟!" [10-12] * القليل هو مال الظلم، أي الثروة الزمنيَّة التي غالبًا ما جُمعت خلال الابتزاز والطمع. لكن الذين يعرفون كيف يعيشون الحياة الفاضلة، ويعطشون للرجاء فيما هو مخّزن، ويسحبون فكرهم عن الأرضيات، مفكرين بالحري في العلويَّات، هؤلاء يستهينون بالغنى الزمني تمامًا، إذ لا يقدَّم إلا الملذّات والانغماس في الترف والشهوات الجسديَّة الدنيئة، والبهاء الذي لا ينفع، بل هو وقتي وباطل. لذلك يعلمنا أحد الرسل القدِّيسين، قائلًا: "لأن كل ما في العالم شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة" (1 يو 2: 6). لكن مثل هذه الأمور لا تساوي شيئًا مطلقًا لمن يعيشون الحياة المتعقلة الفاضلة، إذ هي أمور تافهة ووقتيَّة ومملوءة دنسًا، وتثير النار والدينونة، وغالبًا ما تحطم حياة الجسد نهائيًا. لذلك انتهر تلميذ المسيح الأغنياء، قائلًا: "هلم الآن أيها الأغنياء، ابكوا مولولين على شقاوتكم القادمة، غناكم قد تهرأ، وثيابكم قد أكلها العث، ذهبكم وفضتكم قد صدئا، وصدأهما يكون شهادة عليكم" (يع 5: 1-3) كيف يصدي الذهب والفضة؟ بتخزينهما بوفرة شديدة، فيكون ذلك شهادة ضدهم أمام كرسي الحكم الإلهي إنهم غير رحومين. فإنهم إذ جمعوا في كنوزهم فيض عظيم بلا ضرورة، غير مبالين بالمحتاجين مع أنه كان في قدرتهم لو أرادوا أن يمنحوا الخير بسهولة لكثيرين، لكنهم "كانوا غير أمناء في القليل". ولكن كيف يصير البشر أمناء، هذا يعلمنا إيَّاه المسيح، وسأشرح ذلك. سأله فرِّيسي أن يأكل معه خبزًا في يوم سبت، وقد وافق المسيح على ذلك. وإذ ذهب هناك جلس ليأكل فاجتمع كثيرون آخرون يأكلون معهما. ولم يكن من بينهم من يمثل المحتاجين، بل على العكس كانوا جميعًا أناسًا عظماء ومعروفين محبين للمتكآت الأولى، ظمأى للمجد الباطل، كمن يلتحفون بكبرياء الغنى. ماذا قال المسيح للذي دعاه؟ "إذا صنعت غداء أو عشاء فلا تدع أصدقاءك ولا إخوتك ولا أقرباءك ولا الجيران الأغنياء لئلاَّ يدعوك هم أيضًا فتكون لك مكافأة؛ بل إذا صنعت ضيافة فادع المساكين الجُدع العرج العمي، فيكون لك الطوبى، إذ ليس لهم حتى يكافئوك، لأنك تُكافئ في قيامة الأبرار" (لو 14: 12-14). هذا كما أظن الأمانة في القليل، أن يترفق الإنسان بالمحتاج، ويعين من هم في ضائقة بما لديه... إن كنا غير أمناء في القليل بعدم تشكيلنا حسب إرادة الله، باذلين كل إمكانياتنا على ملذّاتنا وكبريائنا، فكيف نتقبل من الله ما هو حق؟ ما هو هذا الحق؟ منحنا الهبات الإلهيَّة بفيض هذه التي تزين النفس وتشكل فيها جمالًا ربانيًا. هذا هو الغنى الروحي، لا الذي يسمن الجسد الذي يفسده الموت، وإنما الذي يخلص النفس، ويجعلها مستحقة للمباهاة والكرامة قدام الله، فتربح لنفسها المدح الحقيقي. إذن، من واجبنا أن نكون أمناء لله، أنقياء القلب، رحماء، لطفاء، أبرارًا، مقدَّسين، فإن هذه الأمور تطبع فينا خطوط التشبه الإلهي، وتجعلنا كاملين كورثة للحياة الأبديَّة. هذا إذن ما هو حق! هذا هو مغزى كلمات المخلِّص وقصدها، الأمر الذي يمكن للإنسان أن يتعلمه مما تبع ذلك، إذ قال: "وإن لم تكونوا أمناء في ما هو للغير، فمن يعطيكم ما هو لكم؟" [12]. مرة أخرى نقول أن ما هو للغير هو الغنى الذي نمتلكه، إذ لم نولد ومعنا الغنى، بل بالعكس وُلدنا عراة، ويمكننا بحق أن نؤكد كلمات الكتاب المقدَّس: "لأننا لم ندخل العالم بشيء، وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء" (1 تي 6: 7). كما نطق أيوب الصبور بكلمات من هذا النوع: "عريانًا خرجت من بطن أمي، وعريانًا أعود إلى هناك" (أي 1: 21). إذن ليس أحد بالطبيعة غنى بذاته، ويعيش في غنى وفير. إنما أضيف إليه ذلك من الخارج كفرصة سنحت له، فإن انتهى الغنى وباد لا يضر هذا بطبيعته البشريَّة. فإننا لسنا كائنات عاقلة، ماهرين في كل عمل صالح بسبب الغنى، وإنما طبيعتنا قادرة على ذلك (الحياة الفاضلة)... الطبيعة البشريَّة هي ملكنا متأهله لكل عمل صالح، كما كتب الطوباوي بولس: "مخلوقين لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أف 2: 10). لذلك عندما نكون غير أمناء في ما هو للغير، أعني في الأمور التي تُضاف إلينا من الخارج، فكيف نتقبل ما هو لنا؟ كيف يمكن أن نصير شركاء في الأعمال الصالحة التي يهبها الله، التي تزين النفس وتطبع عليها جمالًا إلهيًا، وتشكل فيها بطريقة روحيَّة البرّ والقداسة والأعمال المستقيمة التي تمارس بمخافة الله؟ ليت الذين يملكون منا غنى أرضيًا يفتحون قلوبهم للمحتاجين، فنظهر أمناء ومطيعين لنواميس الله، وتابعين لإرادة ربَّنا في الأمور التي هي في الخارج والتي ليست مالنا، فنتقبل ما هو لنا، أي الجمال المقدَّس العجيب الذي يشكله الله في نفوس البشر، فيجعلهم على شبهه كما كنا في الأصل[676]. القديس كيرلس الكبير * ما هو للغير: كمية من الذهب أو الفضة؛ أما ما هو لك فهو الميراث الروحي، إذ قيل في موضع آخر: "فديَّة حياة (نفس) إنسان غناه" (أم 13: 8)[677]. القديس جيروم * إن كنا لا نبالي بالأمور المنظورة (نستهين بالعطاء...) فكيف يعلن لنا الله ما هو غير منظور؟[678] القديس يوحنا الذهبي الفم سابعًا: يضع السيِّد المسيح حدًا فاصلًا بين قبول صداقته والارتباك بمحبَّة المال، قائلًا: "لا يقدر خادم أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر، لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" [13]. * خادم المسيح الكامل ليس له شيء بجانب المسيح؛ فإن كان له شيء بجانب المسيح فهو ليس كاملًا[679]. القديس جيروم * "لا يقدر خادم أن يخدم سيدين"، ليس لأنه يوجد سيدان، إنما سيد واحد، إذ ليس للمال حق السيادة، إنما الإنسان هو الذي يثقل نفسه بنير العبوديَّة (للمال). ليس للمال سلطان عادل إنما عبوديَّة ظالمة، لذلك قال: "اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم"... لا تكن عبدًا للمال، ولا للملذّات الخارجيَّة، إذ يليق بك ألا تعترف بسيدٍ آخر غير المسيح[680]. القديس أمبروسيوس * يستحيل على شخص بذاته أن ينقسم بين متناقضات ويعيش بلا لوم. هذا أظهره بقوله: "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين"... لا يمكن أن نخدم الله ومحبَّة المال... ليت كل واحدٍ منا يستبعد من ذهنه تمامًا أن يكون عبدًا للمال، فنحني رقبتنا للمسيح مخلِّصنا جميعًا بكل حريَّة بلا مانع[681]. القديس كيرلس الكبير * الوكيل الذي يسيء تدبير أمور سيِّده ويفقد ممتلكاته يخاف من مواجهته، وعلى العكس الوكيل الذي يدبر أمور سيِّده حسنًا دائما يلتقي به ببهجة[682]. القديس جيروم * اظهر في القليل ما تود أن تفعله متى كان لك الكثير... قدَّم برهانًا كالأرملة التي كان لها فلسين فقدَّمتهما، قدَّمت كل ما تملكه[683]. القديس يوحنا الذهبي الفم 2.الصداقة الإلهيَّة ومحبَّة المال إذ لمس السيِّد المسيح إله الفرِّيسيِّين ووضع يده على جرحهم الحقيقي: "محبَّة المال" لم يطيقوا أن يسمعوه، فصاروا يستهزئون به، إذ قال الإنجيلي: "وكان الفريِسيُّون أيضًا يسمعون هذا كله وهم محبون للمال فاستهزأوا به. فقال لهم: أنتم الذين تبررون أنفسكم قدام الناس، ولكن الله يعرف قلوبكم، أن المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله" [14-15]. هذا هو داء الفرِيسيِّين "محبة المال" الذي ملك كإله في القلب، مكتسيًا بكبرياء وعجرفة واستعلاء، فعوض اعترافه بشره يتظاهر بالغيرة على الناموس والتدقيق في تنفيذ الشريعة بحرفيَّة قاتلة. * إذ يكشف الرب مكرهم الخفي يؤكد تظاهرهم بالبرّ[684]. الأب ثيؤفلاكتيوس * أخبرهم السيِّد أنه من واجبهم أن يبيعوا ممتلكاتهم ويوزعونها على الفقراء فيملكون في السماء كنزًا لا يمكن أن يُسرق، وثروة لا تُنتهك، وغنى لا يبدد، فلماذا سخروا به؟ لأن التعليم كان وقورًا، طريقًا للرجاء في الأمور المقبلة، وبابًا يقود الحياة التي بلا فساد، لأنه كان يعلمهم طرق الغنى الحقيقي وكيفيَّة نوال إكليل الدعوة السمائية، كيف يصيرون شركاء مع القدِّيسين وأبناء المدينة العلويَّة، أورشليم التي في السماء، أمنا الحرة حقًا (غل 4: 26)... لماذا سخروا به؟ لأن هوى الطمع قد ملك على قلوبهم؛ وطغيانه سيطّر على ذهنهم، فكانوا في مذلة حتى بغير إرادة، ساقطين تحت سلطان الشر، ومقيدين برباطات لا تنحل. يقول كاتب سفر الأمثال: "بحبال خطيته يُمسك" (أم 5: 22)... كما أن الفرس الذي يصعب أن يُلجم وأن يُدار، الثائر، لا يطيع تحركات اللجام، هكذا ذهن الإنسان الساقط تحت تأثير الأهواء والمنجرف تمامًا نحو الشر هو غير مطيع ولا يمكن اجتذابه رافضًا الشفاء ببغضة. * إذ عرض المخلِّص عليهم كلمات كثيرة، ورأى أنهم لا يريدون تغيير أهدافهم المخادعة وأهوائهم، مفضلين بالحري بقاءهم في غبائهم الفطري أخذ يوبخهم بعنفٍ... لقد أظهر أنهم مراءون وكذابون... شغوفون نحو المجد اللائق بالأبرار والصالحين دون أن يصيروا هكذا؛ لا يطلبون رضا الله، بل العكس يشغفون نحو الكرامات البشريَّة. لذلك قال: "أنتم الذين تبررون أنفسكم قدام الناس، ولكن الله يعرف قلوبكم، أن المستعلي عند الناس هو رجس قدام الله" [15]. وقد وُجد السيِّد في موضع آخر يقول لهم: "كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجدّا بعضكم من بعض، والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه؟!" (يو 5: 44). فإن إله الكل يتّوج بالكرامة الأبرار الذين هم بالحق صالحون، أما المراءون الذين لا يحبون الفضيلة، فيسرقون خلال كلماتهم (المخادعة) مجرد السمعة كمكرمين... "لله يعرف قلوبكم"، الديان لا يمكن أن يُخدع، إذ يعرف أعماق الذهن، يعرف المجاهد الحقيقي وسارق الكرامة التي يستحقها الغير خلال الخداع. بينما يكرم الله الأبرار الحقيقيين، إذا به يبدد عظام الذين يرضون البشر (مز 53: 5)[685]. القديس يوحنا الذهبي الفم * ليس فقط الزنا والدعارة هما اللذان يدنسان من يمارسهما، لكن الكبرياء أيضًا يدنس الإنسان أكثر منهما[686]. القديس يوحنا الذهبي الفم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
malak lopos
Admin
 Admin
malak lopos


عدد المساهمات : 10215
نقاط : 22010
تاريخ التسجيل : 21/03/2010
العمر : 42
الموقع : malaklopos@yahoo.com

 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: رد: لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي    لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 07 نوفمبر 2012, 1:31 pm

 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 768822
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17236
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: رد: لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي    لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 07 نوفمبر 2012, 3:22 pm

 لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 2714919709
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(4)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» لوقا 16 - تفسير إنجيل لوقا اغتصاب الصداقة الإلهيَّة الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  لوقا 20 - تفسير إنجيل لوقا مقاومو الصداقة الإلهية الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
» لوقا 20 - تفسير إنجيل لوقا مقاومو الصداقة الإلهية الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد الجديد-
انتقل الى: