القديس البتول مار مرقس الإنجيلي كاروز الديار المصرية الجزء(4)
الفصل الثالث: مارمرقس مع بطرس الرسول
22- الظلم الذي لاقاه القديس مرقس
ما أشد الظلم الذي لاقاه مارمرقس الرسول من أتباع القديس بطرس الرسول..
لقد حاولوا أن يجردوه من كل كرامته الرسولية، وأن ينسبوا كل تعبه إلى غيره، أعنى إلى القديس بطرس.
أما ملخص تلك الادعاءات فهو:
1 محاولة تجريد مارمرقس من إيمانه بالرب في فترة تجسده على الأرض،
والإدعاء بأنه آمن على يد القديس بطرس بعد القيامة.
2 محاولة نسبة إنجيل مارمرقس إلى بطرس الرسول.
3 محاولة نسبة الفضل في كل العمل الكرازى الذي قام به القديس مرقس إلى القديس بطرس، حتى في مصر والخمس مدن الغربية.
والغريب بالأكثر هو محاولة نسبة هذه الادعاءات إلى الآباء القدامى،
ومحاولة تسير التاريخ وأقوال الآباء في هذا الركب..!
وما أكثر الأقوال التي نسبت إلى الرسل وإلى الآباء بغير حق..!
23- محاولة تجريده من إيمانه ورسوليته
على الرغم من أن الكنيسة تسمى القديس مرقس (ناظر الإله)، وقد أثبتنا أن السيد المسيح كان يدخل بيته، وفيه أكل الفصح مع تلاميذه، وكان مارمرقس هو حامل جرة الماء الذي قابله التلميذان في الطريق وتبعاه إلى البيت حسب قول الرب لإعداد الفصح (مر 14: 13، 14)، وبينما تقول كل المراجع إن مارمرقس كان هو الشاب الذي تبع السيد المسيح ليلة القبض عليه (وكان لابسًا إزارًا على عريه، فأمسكه الشبان فترك الإزار وهرب) (مر 14: 51، 52)..
على الرغم من ذلك يحاولون أن يجردوا هذا الرسول العظيم من إيمانه بالرب قبل صلبه، ويقولون ان مارمرقس (كان ممن آمنوا على يد بطرس الرسول بعد حلول الروح القدس في صدر النصرانية، ومن ثم يدعوه الرسول في رسالته الأولى ابنه لانه على يده) (1)!!!
هكذا يروى كتاب مروج الأخيار، ويوافقه البطريرك مكسيموس مظلوم فيقول عن القديس مرقس (المظلوم معه ومع غيره) [لم يعتنق بالإيمان بالمسيح إلا بعد قيامته تعالى من بين الأموات. وذلك بواسطة القديس بطرس الذي اتخذه من خاصته. ولهذا يدعوه في رسالته الأولى الجامعة ابنه..] (2)!!
والعجيب أكثر من هذا أن يوردوا نصًا منسوبًا إلى بابياس يقول فيه عن ما ر مرقس إنه [لا سمع الرب ولا تبعه]!!..
وينسى كل هؤلاء أن مارمرقس كان أحد السبعين رسولًا كما ذكرنا سابقًا (3) وثابت هذا في كتب التاريخ والطقس. والأقباط الكاثوليك يمجدونه في كتاب الثيئوطوكيات الخاص بهم (4) قائلين له: (أيها الرسول الإنجيلى..المتكلم بالالهيات، والإنجيلى، والرسول.. نلت إكليل الرسولية.. رفقاؤك الرسل يفتخرون بك، ونحن نفتخر بك وبهم)
فإن كان أحد رسل الرب، فكيف يقال انه لا سمع الرب ولا تبعه؟! وإن كان أحد الرسل السبعين، فكيف يقال انه لم يؤمن إلا في يوم الخمسين على يد بطرس؟!
وإن كان بيته هو الذي أعد فيه الفصح للرب، وكان مرقس أحد تابعيه وقت القبض عليه، فكيف يجرد من الإيمان بالرب في تلك الفترة؟! ثم كيف يقحم اسم أحد الآباء القدامى مثل بابياس في هذه الادعاءات التي يحاولون بها الرفع من شأن بطرس الرسول بالاقلال من قيمة مرقس.
ويقينًا أن بطرس الرسول لا يوافق على هذا الذي ينسب إليه..
أما قول بطرس عن مرقس انه ابنه، فليس معناه أنه ابن له في الإيمان، وإنما هى أبوة من جهة السن (5)
ثم كيف يوصف القديس مارمرقس بأنه (رسول) في الكتب التاريخية للكاثوليك وفي كتبهم الطقسية، بينما لم يكن مؤمنًا بالرب في فترة تجسده على الأرض؟! ما أصدق قول دائرة المعارف الفرنسية (وناشرها كاثوليك): [إن دعوى تتلمذ مرقس لبطرس لم تكن سوى خرافة بنيت على سقطات بعض الكُتّاب] (6)
24- محاولة نسبة إنجيله إلى بطرس
إنهم يسمونه (كتاب القديس بطرس وتلميذه الملازم له) ويسميه الأب شينو (سكرتيره ومترجمه العزيز) (7).
Marc, son secretaire et
son cher interpere
وهكذا يقول البعض ان إنجيل مارمرقس أملاه عليه بطرس. ويقول البعض ان مرقس الرسول كتب ما كان قد سمعه من بطرس، أو ما كان قد علم به بطرس. حتى أن بعضهم يسمون هذا الإنجيل (مذكرات بطرس)!
والعجيب أنهم أدخلوا مثل هذا القول أيضًا في كتبنًا الطقسية عندما نروها في بلادهم.
وهكذا ورد في كتاب السنكسار كما نشره رينيه باسيه Rene Basset في باريس في مجموعة أقوال الآباء الشرقيين Patrologia Orientles عن ما رمرقس تحت يوم 30 برمودة [ومضى إلى بطرس بومية وصار له تلميذًا وهناك إنجيله، أملاه عليه بطرس، وبشَّر به في رومية]!! (8)
Marc , alla trouver Pierre a Rome et devint. Son discple. Ily ecrivit son evangile que Pierre lui dicta et l، ،
Annonca dans la vill’’.
وللتعبير عن هذه الفكرة الخاطئة في تدوين إنجيل مرقس، توجد في روما أيقونة للفنان إنجيليكو تصور القديس مرقس جالسًا عند قدمي بطرس أثناء تبشيره أهل روما، وهو يدون اقواله (أي اقوال بطرس) في كتاب.
‘’ Saint Marc assis au Pieds de Saint Pierre Prechant au Romains , note dans un livre ses Paroles '' (9)
و لسنا الآن في مجال بحث إنجيل مرقس وكيف كتبه القديس مرقس، فقد خصصنا لهذه النقطة فصلًا في هذا الكتاب. إنما يكفي ههنا أن نقول ان إنجيل مرقس ليس إملاء بطرس، وإنما من إملاء الروح القدس. كما أن مرقس الرسول لم يكن محتاجًا إلي أن يعرف من القديس بطرس المعلومات الخاصة بالسيد المسيح، فهو يعرفها جيدًا كناظر للإله، وكشخص شاهد معجزات الرب منذء البدء، منذ المعجزة الأولي في عرس قانا الجليل، وكأحد السبعين رسولًا.
ويعرفها لأن في بيته كان يجتمع الرسل كلهم ومعهم السيدة العذراء والدة الإله... ولكن يبدو أن أخوتنا الكاثوليك استنكروا علي مرقس الشاب أن يكتب إنجيلًا، بينما الشيخ لم يكتب، فنسبوا الإنجيل إلي بطرس.
25- محاولة نسبة كرازة مارمرقس إلى ماربطرس
و كما أرجعوا إيمان مرقس إلي بطرس، وكما نسبوا إنجيله إلي بطرس، كذلك في كرازته يحاولون أن يجعلوا مرقس الرسول مجرد أداة في يد القديس بطرس يحركها كما يشاء!
فالقديس بطرس بحسب رأيهم هو الذي أرسله إلى مصر، وهو الذي أرسله إلى الخمس مدن الغربية وهو الذي يقدم له مارمرقس الحساب عن كرازته.
فيقول الأب بطرس فرماج اليسوعى في كتابه (مروج الأخيار) عن مارمرقس [وعندما أبرز أمر الملك قلاوديوس بإخراج اليهود من رومية سنة 49 للمسيح (10)، أرسل القديس بطرس الحبيب إلى مصر ونواحيها ليبشر بالإنجيل المقدس]!!!
كما أن مكسيموس مظلوم بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يردد نفس الكلام فيقول إن [القديس بطرس أرسل القديس مرقس إلى الاقليم المصرى سنة 49 (11) كى ينذر أولئك الشعوب بموجب الإنجيل الذي حرره].
ومن الكلمات العجيبة التي ذكرها الأب شينو في كتابه (قديسو مصر) عن مرقس الرسول بعد تبشيره الخمس مدن الغربية أنه [وهو ملتهب بالرغبة في أن يرى مرة أخرى معلمه الموقر الرسول بطرس، ذهب إلى روما ليقدم له حسابًا عن الارسالية التي عهد إليه بها] (12)
والمعروف أن روح الله هو الذي كان يحرك الرسل في كرازتهم.
وهذا واضح من سفر أعمال الرسل إذ يروى عن القديس بولس وأصحابه أنهم (بعدما أجتازوا في فريجية وكورة غلاطية، منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة في آسيا.
فلما أتوا ميسيا حاولوا أن يذهبوا إلى بثينية فلم يدعهم الروح.. وظهرت لبولس رؤيا في الليل رجل مكدوني قائم يطلب إليه ويقول: أعبر إلينا وأعنا. فلما رأى الرؤيا، للوقت طلبنا أن نخرج إلى مقدونية، متحققين أن الرب قد دعانا لنبشرهم) (أع 16: 6 10).
والعجيب أن شينو هذا الذي يذكر أن مرقس الرسول قد ذهب إلى معلمه بطرس ليقدم حسابًا عن الإرسالية التي عهد إليه بها، هو نفسه يقول في نفس الفصل من كتابه (قديسو مصر) عن القديس مرقس [ومن ثم بوحى من الروح القدس أبحر إلى سيرين (القيروان) ومنها أبحر نحو الإسكندرية].
إنه فرق كبير بين الإنسان عندما يتكلم بوحى ضميره، والإنسان عندما يتكلم وهو مقيد بفكرة معينة يتعصب لها ويرغم التاريخ أن يدور في فلكها..!
إن الأمر الذي اجمع عليه المؤرخون هو ما يعبر عنه ساويرس بن المقفع أسقف الاشمونين في القرن العاشر إذ يقول: [قسمت جميع الكور على الرسل بالهام الروح القدس ليكرزوا فيها بكلام الله.. فوقع نصيب مرقس الرسول أن يمضى إلى كورة مصر ومدينة الإسكندرية العظمى بأمر الروح القدس، لكي يسمعهم كلام إنجيل السيد المسيح]
26- إدعاءات رسامته أسقفًا
من العجيب في هذه الادعاءات ما قيل عن مرقس الرسول إنه أقيم أسقفًا في ثلاث مناطق مختلفة كل منها في قارة منفصلة.
قيل إنه أقيم من بطرس الرسول أسقفًا على اكويلا (!!) من أعمال البندقية في إيطاليا في قارة أوربا.
وقيل إنه أقيم من بطرس الرسول أسقفًا جبيل (15) في بلاد لبنان بقارة آسيا.
وقيل أنه أقيم من بطرس أسقفًا على الإسكندرية في قارة أفريقيا.
وأمام هذه الادعاءات يقف القارئ حائرًا:
كيف يمكن أن يقام إنسان أسقفًا على مناطق متفرقة في ثلاث قارات تمثل العالم القديم كله.
ولعل عبارة (أقيم أسقفًا من بطرس الرسول) التي قيلت عن مارمرقس، لم تكن سوى محاولة لبسط السيادة الرومانية على الكرسى الاسكندرى، عندما ظهر سمو هذا الكرسى في المجامع المسكونية وفي القضايا اللاهوتية التي شغلت العالم المسيحى في قرونه الأولى وفي التعليم حتى لقب بابا الإسكندرية (قاضى المسكونة).
كما أن إقامته من بطرس لا تتفق مع كونه رسولًا.
27- عمل ماريمرقس مع القديس بطرس
كان القديس بطرس من أنسباء مارمرقس، فزوجنه كانت بنت عم والد مرقس الرسول.
وهكذا كان بطرس في حكم والده من جهة السن. وكان يتردد كثيرًا على بيته.
ويروى سفر أعمال الرسل أن بطرس الرسول بعد أن أخرجه الملاك من السجن، ذهب مباشرة:
(إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون) (أع 12: 12)
لذلك لا مانع في أن يكون مرقس قد اصطحب نسيبه بطرس في كرازته في أورشليم وبيت عنيا وبعض جهات اليهودية كما يروى ساويرس بن المقفع في تاريخ البطاركة.
وقد كان مرقس مرقس الرسول مع القديس بطرس أثناء كتابته رسالته الأولى التي يقول فيها:
(تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم ومرقس ابنى) (1بط 5: 14).
وقد وقع اختلاف كبير بين المؤرخين في ماذا تكون بابل هذه،
وهل المقصود بها اسمها الحرفى أم دلالتها الرمزية. ويرى الكاثوليك أن بابل ترمز إلى روما.
فهل حقًا كرز القديس مرقس مع القديس بطرس في روما؟!
28- هل كرز مرقس مع بطرس في روما؟
من الثابت في التاريخ الكنسى عمومًا، سواء ما كتبه الارثوذكس أو الكاثوليك أو البروتستانت،
بل ثابت من الكتاب المقدس نفسه أن مرقس الرسول قد كرز في روما.
ولا يوجد في الكتاب المقدس كله آية واحدة صريحة تقول ان بطرس الرسول قد ذهب إلى روما.
لذلك فمن المؤكد أن القديس مرقس قد كرز مع بولس الرسول في روما، وليس مع بطرس الرسول.
القديس البتول مار مرقس الإنجيلي كاروز الديار المصرية الجزء(4) الفصل الثالث: مارمرقس مع بطرس الرسول 22- الظلم الذي لاقاه القديس مرقس ما أشد الظلم الذي لاقاه مارمرقس الرسول من أتباع القديس بطرس الرسول.. لقد حاولوا أن يجردوه من كل كرامته الرسولية، وأن ينسبوا كل تعبه إلى غيره، أعنى إلى القديس بطرس. أما ملخص تلك الادعاءات فهو: 1 محاولة تجريد مارمرقس من إيمانه بالرب في فترة تجسده على الأرض، والإدعاء بأنه آمن على يد القديس بطرس بعد القيامة. 2 محاولة نسبة إنجيل مارمرقس إلى بطرس الرسول. 3 محاولة نسبة الفضل في كل العمل الكرازى الذي قام به القديس مرقس إلى القديس بطرس، حتى في مصر والخمس مدن الغربية. والغريب بالأكثر هو محاولة نسبة هذه الادعاءات إلى الآباء القدامى، ومحاولة تسير التاريخ وأقوال الآباء في هذا الركب..! وما أكثر الأقوال التي نسبت إلى الرسل وإلى الآباء بغير حق..! 23- محاولة تجريده من إيمانه ورسوليته على الرغم من أن الكنيسة تسمى القديس مرقس (ناظر الإله)، وقد أثبتنا أن السيد المسيح كان يدخل بيته، وفيه أكل الفصح مع تلاميذه، وكان مارمرقس هو حامل جرة الماء الذي قابله التلميذان في الطريق وتبعاه إلى البيت حسب قول الرب لإعداد الفصح (مر 14: 13، 14)، وبينما تقول كل المراجع إن مارمرقس كان هو الشاب الذي تبع السيد المسيح ليلة القبض عليه (وكان لابسًا إزارًا على عريه، فأمسكه الشبان فترك الإزار وهرب) (مر 14: 51، 52).. على الرغم من ذلك يحاولون أن يجردوا هذا الرسول العظيم من إيمانه بالرب قبل صلبه، ويقولون ان مارمرقس (كان ممن آمنوا على يد بطرس الرسول بعد حلول الروح القدس في صدر النصرانية، ومن ثم يدعوه الرسول في رسالته الأولى ابنه لانه على يده) (1)!!! هكذا يروى كتاب مروج الأخيار، ويوافقه البطريرك مكسيموس مظلوم فيقول عن القديس مرقس (المظلوم معه ومع غيره) [لم يعتنق بالإيمان بالمسيح إلا بعد قيامته تعالى من بين الأموات. وذلك بواسطة القديس بطرس الذي اتخذه من خاصته. ولهذا يدعوه في رسالته الأولى الجامعة ابنه..] (2)!! والعجيب أكثر من هذا أن يوردوا نصًا منسوبًا إلى بابياس يقول فيه عن ما ر مرقس إنه [لا سمع الرب ولا تبعه]!!.. وينسى كل هؤلاء أن مارمرقس كان أحد السبعين رسولًا كما ذكرنا سابقًا (3) وثابت هذا في كتب التاريخ والطقس. والأقباط الكاثوليك يمجدونه في كتاب الثيئوطوكيات الخاص بهم (4) قائلين له: (أيها الرسول الإنجيلى..المتكلم بالالهيات، والإنجيلى، والرسول.. نلت إكليل الرسولية.. رفقاؤك الرسل يفتخرون بك، ونحن نفتخر بك وبهم) فإن كان أحد رسل الرب، فكيف يقال انه لا سمع الرب ولا تبعه؟! وإن كان أحد الرسل السبعين، فكيف يقال انه لم يؤمن إلا في يوم الخمسين على يد بطرس؟! وإن كان بيته هو الذي أعد فيه الفصح للرب، وكان مرقس أحد تابعيه وقت القبض عليه، فكيف يجرد من الإيمان بالرب في تلك الفترة؟! ثم كيف يقحم اسم أحد الآباء القدامى مثل بابياس في هذه الادعاءات التي يحاولون بها الرفع من شأن بطرس الرسول بالاقلال من قيمة مرقس. ويقينًا أن بطرس الرسول لا يوافق على هذا الذي ينسب إليه.. أما قول بطرس عن مرقس انه ابنه، فليس معناه أنه ابن له في الإيمان، وإنما هى أبوة من جهة السن (5) ثم كيف يوصف القديس مارمرقس بأنه (رسول) في الكتب التاريخية للكاثوليك وفي كتبهم الطقسية، بينما لم يكن مؤمنًا بالرب في فترة تجسده على الأرض؟! ما أصدق قول دائرة المعارف الفرنسية (وناشرها كاثوليك): [إن دعوى تتلمذ مرقس لبطرس لم تكن سوى خرافة بنيت على سقطات بعض الكُتّاب] (6) 24- محاولة نسبة إنجيله إلى بطرس إنهم يسمونه (كتاب القديس بطرس وتلميذه الملازم له) ويسميه الأب شينو (سكرتيره ومترجمه العزيز) (7). Marc, son secretaire et son cher interpere وهكذا يقول البعض ان إنجيل مارمرقس أملاه عليه بطرس. ويقول البعض ان مرقس الرسول كتب ما كان قد سمعه من بطرس، أو ما كان قد علم به بطرس. حتى أن بعضهم يسمون هذا الإنجيل (مذكرات بطرس)! والعجيب أنهم أدخلوا مثل هذا القول أيضًا في كتبنًا الطقسية عندما نروها في بلادهم. وهكذا ورد في كتاب السنكسار كما نشره رينيه باسيه Rene Basset في باريس في مجموعة أقوال الآباء الشرقيين Patrologia Orientles عن ما رمرقس تحت يوم 30 برمودة [ومضى إلى بطرس بومية وصار له تلميذًا وهناك إنجيله، أملاه عليه بطرس، وبشَّر به في رومية]!! (8) Marc , alla trouver Pierre a Rome et devint. Son discple. Ily ecrivit son evangile que Pierre lui dicta et l، ، Annonca dans la vill’’. وللتعبير عن هذه الفكرة الخاطئة في تدوين إنجيل مرقس، توجد في روما أيقونة للفنان إنجيليكو تصور القديس مرقس جالسًا عند قدمي بطرس أثناء تبشيره أهل روما، وهو يدون اقواله (أي اقوال بطرس) في كتاب. ‘’ Saint Marc assis au Pieds de Saint Pierre Prechant au Romains , note dans un livre ses Paroles '' (9) و لسنا الآن في مجال بحث إنجيل مرقس وكيف كتبه القديس مرقس، فقد خصصنا لهذه النقطة فصلًا في هذا الكتاب. إنما يكفي ههنا أن نقول ان إنجيل مرقس ليس إملاء بطرس، وإنما من إملاء الروح القدس. كما أن مرقس الرسول لم يكن محتاجًا إلي أن يعرف من القديس بطرس المعلومات الخاصة بالسيد المسيح، فهو يعرفها جيدًا كناظر للإله، وكشخص شاهد معجزات الرب منذء البدء، منذ المعجزة الأولي في عرس قانا الجليل، وكأحد السبعين رسولًا. ويعرفها لأن في بيته كان يجتمع الرسل كلهم ومعهم السيدة العذراء والدة الإله... ولكن يبدو أن أخوتنا الكاثوليك استنكروا علي مرقس الشاب أن يكتب إنجيلًا، بينما الشيخ لم يكتب، فنسبوا الإنجيل إلي بطرس. 25- محاولة نسبة كرازة مارمرقس إلى ماربطرس و كما أرجعوا إيمان مرقس إلي بطرس، وكما نسبوا إنجيله إلي بطرس، كذلك في كرازته يحاولون أن يجعلوا مرقس الرسول مجرد أداة في يد القديس بطرس يحركها كما يشاء! فالقديس بطرس بحسب رأيهم هو الذي أرسله إلى مصر، وهو الذي أرسله إلى الخمس مدن الغربية وهو الذي يقدم له مارمرقس الحساب عن كرازته. فيقول الأب بطرس فرماج اليسوعى في كتابه (مروج الأخيار) عن مارمرقس [وعندما أبرز أمر الملك قلاوديوس بإخراج اليهود من رومية سنة 49 للمسيح (10)، أرسل القديس بطرس الحبيب إلى مصر ونواحيها ليبشر بالإنجيل المقدس]!!! كما أن مكسيموس مظلوم بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يردد نفس الكلام فيقول إن [القديس بطرس أرسل القديس مرقس إلى الاقليم المصرى سنة 49 (11) كى ينذر أولئك الشعوب بموجب الإنجيل الذي حرره]. ومن الكلمات العجيبة التي ذكرها الأب شينو في كتابه (قديسو مصر) عن مرقس الرسول بعد تبشيره الخمس مدن الغربية أنه [وهو ملتهب بالرغبة في أن يرى مرة أخرى معلمه الموقر الرسول بطرس، ذهب إلى روما ليقدم له حسابًا عن الارسالية التي عهد إليه بها] (12) والمعروف أن روح الله هو الذي كان يحرك الرسل في كرازتهم. وهذا واضح من سفر أعمال الرسل إذ يروى عن القديس بولس وأصحابه أنهم (بعدما أجتازوا في فريجية وكورة غلاطية، منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة في آسيا. فلما أتوا ميسيا حاولوا أن يذهبوا إلى بثينية فلم يدعهم الروح.. وظهرت لبولس رؤيا في الليل رجل مكدوني قائم يطلب إليه ويقول: أعبر إلينا وأعنا. فلما رأى الرؤيا، للوقت طلبنا أن نخرج إلى مقدونية، متحققين أن الرب قد دعانا لنبشرهم) (أع 16: 6 10). والعجيب أن شينو هذا الذي يذكر أن مرقس الرسول قد ذهب إلى معلمه بطرس ليقدم حسابًا عن الإرسالية التي عهد إليه بها، هو نفسه يقول في نفس الفصل من كتابه (قديسو مصر) عن القديس مرقس [ومن ثم بوحى من الروح القدس أبحر إلى سيرين (القيروان) ومنها أبحر نحو الإسكندرية]. إنه فرق كبير بين الإنسان عندما يتكلم بوحى ضميره، والإنسان عندما يتكلم وهو مقيد بفكرة معينة يتعصب لها ويرغم التاريخ أن يدور في فلكها..! إن الأمر الذي اجمع عليه المؤرخون هو ما يعبر عنه ساويرس بن المقفع أسقف الاشمونين في القرن العاشر إذ يقول: [قسمت جميع الكور على الرسل بالهام الروح القدس ليكرزوا فيها بكلام الله.. فوقع نصيب مرقس الرسول أن يمضى إلى كورة مصر ومدينة الإسكندرية العظمى بأمر الروح القدس، لكي يسمعهم كلام إنجيل السيد المسيح] 26- إدعاءات رسامته أسقفًا من العجيب في هذه الادعاءات ما قيل عن مرقس الرسول إنه أقيم أسقفًا في ثلاث مناطق مختلفة كل منها في قارة منفصلة. قيل إنه أقيم من بطرس الرسول أسقفًا على اكويلا (!!) من أعمال البندقية في إيطاليا في قارة أوربا. وقيل إنه أقيم من بطرس الرسول أسقفًا جبيل (15) في بلاد لبنان بقارة آسيا. وقيل أنه أقيم من بطرس أسقفًا على الإسكندرية في قارة أفريقيا. وأمام هذه الادعاءات يقف القارئ حائرًا: كيف يمكن أن يقام إنسان أسقفًا على مناطق متفرقة في ثلاث قارات تمثل العالم القديم كله. ولعل عبارة (أقيم أسقفًا من بطرس الرسول) التي قيلت عن مارمرقس، لم تكن سوى محاولة لبسط السيادة الرومانية على الكرسى الاسكندرى، عندما ظهر سمو هذا الكرسى في المجامع المسكونية وفي القضايا اللاهوتية التي شغلت العالم المسيحى في قرونه الأولى وفي التعليم حتى لقب بابا الإسكندرية (قاضى المسكونة). كما أن إقامته من بطرس لا تتفق مع كونه رسولًا. 27- عمل ماريمرقس مع القديس بطرس كان القديس بطرس من أنسباء مارمرقس، فزوجنه كانت بنت عم والد مرقس الرسول. وهكذا كان بطرس في حكم والده من جهة السن. وكان يتردد كثيرًا على بيته. ويروى سفر أعمال الرسل أن بطرس الرسول بعد أن أخرجه الملاك من السجن، ذهب مباشرة: (إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون) (أع 12: 12) لذلك لا مانع في أن يكون مرقس قد اصطحب نسيبه بطرس في كرازته في أورشليم وبيت عنيا وبعض جهات اليهودية كما يروى ساويرس بن المقفع في تاريخ البطاركة. وقد كان مرقس مرقس الرسول مع القديس بطرس أثناء كتابته رسالته الأولى التي يقول فيها: (تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم ومرقس ابنى) (1بط 5: 14). وقد وقع اختلاف كبير بين المؤرخين في ماذا تكون بابل هذه، وهل المقصود بها اسمها الحرفى أم دلالتها الرمزية. ويرى الكاثوليك أن بابل ترمز إلى روما. فهل حقًا كرز القديس مرقس مع القديس بطرس في روما؟! 28- هل كرز مرقس مع بطرس في روما؟ من الثابت في التاريخ الكنسى عمومًا، سواء ما كتبه الارثوذكس أو الكاثوليك أو البروتستانت، بل ثابت من الكتاب المقدس نفسه أن مرقس الرسول قد كرز في روما. ولا يوجد في الكتاب المقدس كله آية واحدة صريحة تقول ان بطرس الرسول قد ذهب إلى روما. لذلك فمن المؤكد أن القديس مرقس قد كرز مع بولس الرسول في روما، وليس مع بطرس الرسول.