منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010110


 يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010111


 يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010112

 يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
سالى عبده
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
عزت
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
kamel
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مريانا
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
د.محبوب
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
mmk
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
بهيج
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مارونا
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
diana.wahba
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 114 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 114 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

 يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17236
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي   يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 24 نوفمبر 2012, 11:43 am

يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 4196810853
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة
أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
3. الجموع تطلبه في كفرناحوم

"وفي الغد لما رأى الجمع الذين كانوا واقفين في عبر البحر

أنه لم تكن هناك سفينةأخرى سوى واحدة،

وهي تلك التي دخلها تلاميذه،

وأن يسوع لم يدخل السفينة مع تلاميذه

بل مضى تلاميذه وحدهم". [22]

يقول القديس كيرلس الكبير أن معجزة سير السيد المسيح على المياه حدثت ليلًا في الظلام، وقد اكتشفتها الجماهير التي تترقب حركاته دون أن يخبرهم بها. [من يريد اقتفاء خطوات المسيح، وبقدر ما هو مُستطاع لدى البشر لكي يتشكل الإنسان حسب مثاله يلزمه ألا يحيا في حب الافتخار، ولا ينحرف سعيًا وراء المديح حين يمارس فضيلة، ولا يفتخر حين يدخل في حياة غير عادية بنسكٍ كثير، بل عليه أن يشتاق أن تراه عينا الله فقط، الذي يكشف الخفيات، وما يتم في الخفاء يظهره بأوضح إعلان.]

"غيرأنه جاءت سفن من طبرية إلى قرب الموضع الذيأكلوا فيه الخبز،

إذ شكر الرب". [23]

"فلما رأى الجمع أن يسوع ليس هو هناك ولا تلاميذه

دخلوا هم أيضًا السفن،

وجاءوا إلى كفرناحوم يطلبون يسوع". [24]

"ولما وجدوه في عبر البحر قالوا له:

يا معلم متى صرت هنا". [25]

يقصد بالجانب الآخر من البحر ساحل البحر الشمالي حيث توجد كفرناحوم في أرض جنيسارت.

يبدو أنهم وجدوه في المجمع اليهودي [٥٩]، فقد اعتاد السيد أن يحضر في الاجتماعات الدينية (لو ٤: ١٦). يليق بنا أن نطلبه في مجمع شعبه، إذ هو حال في وسطهم. إذ وجدوه أنه قد هرب منهم حين طلبوه ملكًا بدأوا يتعاملون معه كمعلم وليس كملكٍ.

* ماذا توقعت الجموع سوى أنه قد جاء إلي هناك عابرًا البحر بقدميه؟ إذ لم يكن ممكنًا أن يكون قد جاء بسفينة أخرى. إذ يقول الإنجيلي أنه وجدت سفينة واحدة بها التلاميذ. لذلك عندما جاءوا إليه بعد دهشة عظيمة لم يسألوه كيف عبرت، أو كيف بلغت إلى هناك، ولا طلبوا أن يفهموا آية عظيمة كهذه. وإنما ماذا قالوا؟ "يا معلم متى صرت هنا؟" (يو 6: 25)[680].

* عبر اليهود البحر الأحمر تحت قيادة موسى، لكن تلك الحالة مختلفة تمامًا عن هذه. فعل موسى ذلك كله بالصلاة كخادمٍ، أما المسيح ففعل بسلطانٍ مطلقٍ. هناك إذ هبت ريح الجنوب انسحبت المياه لتجعلهم يعبرون إلى أرض جافة، أما هنا فالمعجزة أعظم (خر 14: 21). فإن البحر احتفظ بطبيعته المناسبة له، وسار ربه علي سطحه، هكذا مختبرًا ما يقوله الكتاب: الماشي علي البحر كما علي رصيف" (أي 9: 8)[681].

القديس يوحنا الذهبي الفم
4. أنا هو الخبز الحي

"أجابهم يسوع وقال:
الحق الحق أقول لكم أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات،

بل لأنكمأكلتم من الخبز فشبعتم". [26]

كثيرون لا يطلبون من الله إلاَّ أن تمتد يداه لتقدم لهم احتياجاتهم الزمنية؛ قليلون يشتهون اللقاء مع الله من أجل الله نفسه. كثيرون يطلبون من الله الخبز الرخيص لا الحب الثمين.الخبز النازل من السماء (خر 16: 4؛ نح 9: 15؛ مز 78: 24؛ مز 105: 40).

يركز على أنه واهب الخبز على مستوى عطية الآب لا على مستوى موسى [32]؛ وأنه هو اللَّه العطية "الخبز النازل من السماء. إنه يقوت الإنسان بكونه الحكمة الإلهية (أم 9: 1-5).

إنه واهب الخبز، أعظم من موسى.

هو الخبز النازل من السماء.

هو الخبز المشبع بكونه حكمة اللَّه.

خبز أفخارستي واهب الحياة الأبدية.

* الأسلوب اللين اللطيف ليس دائمًا نافعًا، بل توجد أوقات حين يحتاج المعلم إلي استخدام لغة حادة... فعندما جاءت الجماهير ووجدت يسوع وتملقته بالقول: "يا معلم متى صرت هنا؟" (يو 6: 25). فلكي يظهر أنه لا يطلب كرامة من بشرٍ إنما يتطلع إلي أمرٍ واحدٍ وهو خلاصهم، أجابهم بحدة، لكي يصحح موقفهم لا بهذه الطريقة فحسب بل وبالكشف والإعلان عن أفكارهم[682].

* وبخهم بكلامه، ولكنه عمل هذا برفق وإشفاق، لأنه لم يقل لهم: يا أيها الشرهون في الأكل، يا عبيد بطونكم، قد صنعت عجائب هذا مقدارها فلم تأتوا ورائي، ولا تعجبتم لأعمالي". لكنه خاطبهم بلطفٍ ورقةٍ، قائلًا: "تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات، بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم"[683].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* يلزمنا أن نطيع المسيح ونحبه، لا للحصول على الخيرات الجسدية بل لكي ننال منه الخلاص.

القديس كيرلس الكبير

* نادرًا ما يُطلب يسوع من أجل يسوع نفسه[684].

القديس أغسطينوس

"اعملوا لا للطعام البائد،

بل للطعام الباقي للحياة الأبدية،

الذي يعطيكم ابن الإنسان،

لأن هذا الله الآب قد ختمه". [27]

ختمه الآب ليقوم بعمل المصالحة، وليقبل نيابة عن المؤمنين الروح القدس ويستقر عليه. إنه قد ختم لكي نُختم نحن جميعًا فيه ونُحسب مسحاء لله.

* كأنه يقول لهم: إنني غذيت أجسادكم لكي تلتمسوا الطعام الآخر الباقي المغذي أنفسكم، أما أنتم فقد أسرعتم إلى الطعام الأرضي، فلهذا لست أقتادكم إلى هذا الطعام الأرضي، بل إلى ذلك الطعام الذي ليس من شأنه أن يقدم حياة وقتية بل أبدية، المغذي أنفسكم لا أجسادكم.

* ليس شيء أردأ وأكثر خزيًا من النهم، فإنه يجعل الذهن دنيئا والنفس جسدانية؛ إنه يسبب عمى، فلا يرى الشخص جيدا[685]

* "هذا الله الآب قد ختمه" [27] بمعنى "أرسله لهذا الهدف أن يحضر لكم طعامًا". تعلن الكلمة أيضًا تفاسير أخرى إذ يقول المسيح في موضع آخر: "ومن قبل شهادته فقد ختم أن الله صادق" (يو 3: 33)... يبدو لي هذا القول أنه يلمح هنا عن "الآب ختم" ليس ألا انه "أقر" أو" أعلن بشهادته". فالمسيح في الحقيقة أقر عن نفسه، ولكنه إذ كان يحاور اليهود قدم شهادة الآب له[686].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* من يقدر أن يعطي الناس طعامًا يحفظهم إلى حياة أبدية؟ فإن هذا الأمر غريب تمامًا على طبيعة الإنسان. يليق بذاك الذي هو إله فوق الجميع.كأنه يقول: "أنا لست عاجزًا عن أن أعطيكم طعامًا يمكن أن يدوم ويثمر إلى حياة أبدية وفرح أبدي، لأنه بالرغم من أني أبدو كواحدٍ منكم، أي إنسان له جسد، إلاَّ إنني مُسحت وخُتمت من الله الآب للماثلة معه.

القديس كيرلس الكبير

* ما هو الختم(يو 6: 27)إلا وضع علامة معينة؟ أن تختم يعني أنك تضع علامة على الشيء لكي لا يحدث لبس بينه وبين شيء آخر...

إذن "الآب ختمه"... أي منحه أمرًا معينًا جعله ليس موضوع مقارنة مع بقية البشر. لذلك قيل عنه: "اللَّه إلهك قد مسحك بزيت البهجة، فوق كل زملائك" (مز 45: 8). ماذا إذن "يختم" سوى أنه يكون مستثنى من الآخرين؟

هذا هو أهمية "فوق كل زملائك". يقول: "هكذا لا تحتقرني لأني ابن الإنسان، بل لتطلب مني لا الطعام البائد بل الباقي للحياة الأبدية. لأني ابن الإنسان بطريقة بها لست واحدًا منكم. أنا ابن الإنسان بطريقة بها الآب ختمني... أعطاني شيئًا خاصًا بي، فلا يحدث لبس بيني وبين البشرية، إنما تخلص البشرية بي[687].

القديس أغسطينوس

"فقالوا له:

ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله؟" [28]

إذ سألهم أن يعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية سألوه كيف يتممون الأعمال الإلهية، أو الأعمال التي حسب مسرة الله. ماذا يُطلب منهم أكثر من طاعتهم للناموس؟ هل الناموس ناقص ويوجد ما هو أفضل منه؟

يقول القديس أغسطينوس أن السيد المسيح أوصاهم ألا يطلبوا الطعام البائد بل الباقي للحياة الأبدية، لذلك سأله الجمع: "ماذا نفعل حتى نعمل أعمال اللَّه؟[28]. كأنهم يسألونه: كيف ننفذ هذه الوصية؟ وجاءت الإجابة هي: الإيمان بالذي أرسله.

الإيمان يجعل أعمالهم مقبولة لدى اللَّه. لم يرد السيد أن يميز بين الأعمال والإيمان بل أن يعلن أن الإيمان نفسه هو عمل. إنه الإيمان العامل بالمحبة (غلا 5: 6).

* لم يكن سؤالهم (يو 6: 28) بقصد صالح، ويمكننا أن نفترض أنه لم يكن نابعًا عن رغبة في التعلم، بل بالأحرى كان نتيجة كبرياء زائد. وكأنهم يحجمون عن تعلم شيء أكثر مما كانوا يعرفونه فعلًا.

كأنهم يقولون: "يكفينا أيها السيد الصالح كتابات موسى، فنحن نعرف أكثر مما نحتاج عن تلك الأمور التي ينبغي على الماهر في أعمال الله أن يقصدها، فما الشيء الجديد الذي ستزودنا به إذن بالإضافة إلى تلك الأمور التي كانت قد حُددت في ذلك الزمان؟ وأي شيء غريب ستعلمنا إياه ولم يكن قد انكشف لنا من الكلمات الإلهية؟"

كان التساؤل من قبيل الحماقة، وليس بدافع الإرادة النشطة.

القديس كيرلس الكبير

* لم يقولوا هذا لكي يتعلموا ويعلموا (كما يظهر مما جاء بعد ذلك)، وإنما لكي يقدم لهم طعامًا مرة أخرى[688].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"أجاب يسوع وقال لهم:

هذا هو عمل الله:

أن تؤمنوا بالذي هوأرسله". [29]

جاءت الإجابة إنه ينقصهم أمر واحد، هو من صميم الناموس، وهو أن يؤمنوا به، بكونه المسيا الذي أشار إليه الناموس، بكونه مخلص العالم الذي أفسدته الخطية.

كلمة الإيمان هنا تحمل معنى الإيمان العملي الحي، حيث يلتصق به المؤمن ويتبعه في طريق الصليب.

* كان من الضروري أن يريهم أنهم كانوا لا يزالون بعيدين جدًا عن العبادة المرضية لله، وأنهم لا يعرفون شيئًا عن الأمور الصالحة الحقيقية. فإذ يلتصقون بحرف الناموس صار ذهنهم مملوء بالرموز والأشكال المجردة...

إن العمل الذي تمارسه النفس النقية هو الإيمان المتجه نحو المسيح.

والأسمى من ذلك بكثير هي الغيرة في أن يصير الإنسان حكيمًا في معرفة المسيح أكثر من الالتصاق بالظلال الرمزية.

القديس كيرلس الكبير

"فقالوا له:

فأيةآية تصنع لنرى ونؤمن بك ماذا تعمل؟" [30]

طلب اليهود من السيد آية ليؤمنوا به، فهل حسبوا إشباع الجمهور البالغ عدد الرجال بينهم حوالي 5000 نسمة بخمس خبزات شعير وسمكتين آية تافهة؟

طلبوا منه معجزة تضاهي التي حدثت في أيام موسى حيث أكل آباؤهم المن في البرية، أكلوا خبزًا نازلًا من السماء. لقد رأوا معجزة إشباع الجموع بخمس خبزات وسمكتين ولم يؤمنوا. لم يكن ممكنًا أن يروا أعظم من هذا لكن أذهانهم لم تعد قادرة على إدراك الحق.

"آباؤنا أكلوا المن في البرية كما هو مكتوب،

أنه أعطاهم خبزًا من السماء ليأكلوا". [31]

"فقال لهم يسوع:

الحق الحق أقول لكم،

ليس موسىأعطاكم الخبز من السماء،

بلأبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء". [32]

لكي يدركوا الحق كشف لهم عن أعماق عمل الله مع آبائهم حين عالهم في البرية أربعين عامًا بالمن النازل من السماء:

1. ليس موسى بل الله هو الذي أعطاهم المن.

2. لم يكن المن هو الخبز الحقيقي إنما هو رمز له.

3.الآن يقدم لهم الله الخبز الحقيقي الذي لا يُقارن به المن قط.

4. إنه هو الخبز الحقيقي النازل من السماء، والذي من أجله أُعطي لآبائهم المن رمزًا له.

* بمنتهى الغباوة يتَّوجون هامة موسى بهذا العمل (نزول المن من السماء)، لهذا يطلبون من المسيح آية مساوية لتلك الآية، دون أن يبدوا أي إعجاب على الإطلاق بالآية التي أراهم ليومٍ كاملٍ، حتى وإن كانت عظيمة، لكنهم يقولون إن عطية الطعام عليها أن تمتد لهم زمنًا طويلًا. لهذا نراه يخزيهم بشدة جدًا ليقروا ويقبلوا أن قدرة المخلص وتعليمه الذي هم على وشك قبوله هما الأكثر مجدًا.

* الآن أيضًا يقول لهم المخلص إنهم لا يفهمون، وأنهم يجهلون إلى أبعد حد ما في كتابات موسى. لأنه كان الأحرى بهم أن يعلموا في جلاءٍ تامٍ أن موسى كان يخدم أمور الله للشعب، وأيضًا أمور بني إسرائيل تجاه الله، وأنه لم يكن هو نفسه صانع عجائب، بل بالأحرى كان خادمًا وفاعلًا في خدمة تلك الأمور... فلنتعلم إذن بأكثر تمييز وتعقل أن نحترم آباءنا القديسين... لكن حين يكون الحديث عن المسيح المخلص علينا أن نقول: "مَنْ في السماء يعادل الرب؟ من يشبه الرب بين أبناء الله؟" (مز ٨٩: ٦).

القديس كيرلس الكبير

* كان يمكنه أن يجيبهم: "أنا الآن أصنع عجائب أعظم مما فعلها موسى، فلا احتاج إلى عصا، ولا إلي صلاة، بل أفعل كل شيء من نفسي، وإن كنتم تذكرون المن انظروا فإني أعطيكم خبزًا. لكنه لم يكن ذلك الوقت مناسبًا لمثل هذه الأحاديث، فإن الأمر الوحيد الذي كان يرغبه بغيرة هو أن يقدم لهم طعامًا روحيًا. انظروا إلي حكمته غير المحدودة، وأسلوب إجابته![689]

* قول المسيح لليهود: "ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء"، إذ أن المّن ليس هو من السماء، فكيف يقال أنه من السماء؟ إنما قيل ذلك كما يُقال "طيور السماء"، و"أرعد الرب من السماء".

وقوله: "الخبز الحقيقي من السماء"، إذ أن المسيح هو الخبز الحقيقي، ليس لأن الأعجوبة الخاصة بالمن كانت كاذبة، لكن لأنها كانت رسمًا ولم تكن الحقيقة بذاتها.

* لماذا لم يقل: "ليس موسى أعطاكم هذا بل أنا"، وإنما وضع الله موضع موسى وهو نفسه موضع المن؟ ذلك من أجل الضعف الشديد لسامعيه... لقد قادهم المسيح إليه قليلًا قليلًا[690].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* وعدهم يسوع بشيءٍ أعظم مما أعطاهم موسى. حقًا بموسى كان الوعد بملكوت، بأرضٍ تفيض لبنًا وعسلًا، بالسلام المؤقت، بكثرة الأبناء وصحة الجسد، وكل الأمور الأخرى التي للخيرات الوقتية، لكنها تحمل رمزًا روحيًا... كان الوعد بملء البطن على الأرض بالطعام الزائل، أما الآخر (يسوع) فيعد لا بالطعام الزائل بل بالطعام الباقي للحياة الأبدية[691].

القديس أغسطينوس

"لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم". [33]

* في غباوة شديدة تفترضون أن المن هو الخبز النازل من السماء، بالرغم من أن المن قد أطعم جنس اليهود فقط في البرية، بينما يمتد العالم بأمم أخرى لا حصر لها... لكن حين أشرف زمان الحق على أبوابنا، "أبي يعطيكم الخبز الحقيقي الذي من السماء"، والذي كانت عطية المن ظلًا له في القديم. فهو يقول: لا يظن أحد أن ذاك المن كان بالحق هو الخبز من السماء، بل بالأحرى لصالح هذا الخبز القادر أن يطعم الأرض كلها، ويمنح العالم ملء الحياة.

المن الحقيقي هو المسيح ذاته، مُدركًا باعتبار أن الله الآب قد أعطاه تحت رمز المن للذين كانوا في القديم.

"وخبز السماء أعطاهم، أكل الإنسان خبز الملائكة" (مز ٧٨: ٢٤)... واضح للجميع أنه لا يوجد خبز وطعام للقوات العقلية في السماء سوى ابن الله الآب الوحيد. إذن فهو المن الحقيقي، والخبز الذي من السماء لكل الخليقة العاقلة الذي يعطيه الله الآب.

يعدنا المسيح أن يهبنا الطعام الذي من السماء، أي التعزية بواسطة الروح، أعني المن الروحي. بهذا بالمن نتقوى على احتمال كل مشقةٍ وعزمٍ، وإذ نحصل عليه لا نسقط بسبب عجزنا في تلك الأمور التي ينبغي إلا ننحدر إليها.

كان الأجدر بهم أن يعرفوا أن موسى قد جلب فقط خدمة الوساطة، وأن العطية لم تكن من صنع يدٍ بشريةٍ، بل هي من عمل النعمة الإلهية، فتضع الروحي داخل إطار مادي كثيف، وعبَّر لنا عن الخبز الذي من السماء، الذي يعطي حياة لكل العالم، ولا يُطعم جنسًا واحدًا فقط.

القديس كيرلس الكبير

* لم يقل أنه لليهود وحدهم بل لكل العالم، ليس طعامًا مجردًا بل الحياة، حياة أخري متغيرة. لقد دعاه"حياة" لأن الكل كانوا أمواتا في الخطايا[692].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"فقالوا له:

يا سيدأعطنا في كل حين هذا الخبز". [34]

كان اليهود يتوقعون بمجيء المسيا ينعمون مع السلطة والحكم والحرية كل أنواع الملذات الزمنية. قال الحاخام ميمونRab. Mayemon إنه متى جاء المسيا يقيم الأموات، فيجتمعون في جنة عدن، ويأكلون ويشربون ويصيرون في تخمة كل أيام العالم. تُبنى بيوتهم بالحجارة الكريمة، وأسرتهم بالحرير الناعم، وتفيض الأنهار بالخمر والزيت المخلوط بالتوابل. سينزل المن عليهم له مذاقات متنوعة، ويجد كل إسرائيلي في طبقه ما يلذ له. إن اشتهى السمين وجده. يذوقه الشاب فيجده خبزًا والشيخ يجده عسلًا والأطفال زيتًا. هكذا ستكون أيام المسيح القادمة. سيهب إسرائيل سلامًا ويجلس في جنة عدن[693]...

* بينما كان مخلصنا المسيح وبكلمات كثيرة - إن جاز للمرء أن يقول - يجذبهم بعيدًا عن التصورات الجسدانية، وبتعليمه الكلي الحكمة يحلق في التأمل الروحي، فإنهم لا يبتعدون عن منفعة الجسد. وإذ يسمعون عن الخبز الذي يعطي حياة للعالم يصورون لأنفسهم خبز الأرض "لأن إلههم بطنهم" (في ٣: ١٩)، كما هو مكتوب. وإذ ينهزمون بشرور البطن يستحقون سماع القول: "مجدهم في خزيهم".

القديس كيرلس الكبير

"فقال لهم يسوع:

أنا هو خبز الحياة،

من يقبلإلي،ّ فلا يجوع،

ومن يؤمن بي، فلا يعطشأبدًا". [35]

اعتاد السيد المسيح في أحاديثه الأخرى أن يقدم شهودًا أنه يعلن الحق، تارة يعلن أن الآب يشهد له، وأخرى يقتبس نبوات الأنبياء، وأخرى يقدم آياته وعجائبه. أما هنا فكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم[694] لم يورد شهودًا وهو يعلن عن نفسه أنه الخبز النازل من السماء، لأنهم شاهدوا ولمسوا كيف أشبعهم بخبزات قليلة. يقول القديس إنه يعلن عن لاهوته، فمن يقترب إليه يشبع ولا يجوع قط.

* قال لهم "أنا هو خبز الحياة" [35] لكي يوبخهم، لأنهم عندما ظنوا الطعام عاديًا جروا إليه، وليس عندما تعلموا أنه من نوع روحي[695]

القديس يوحنا الذهبي الفم

* الآن أنا حاضر أحقق وعدي في حينه. "أنا هو خبز الحياة"، ليس خبزًا جسدانيًا، فهو لا يسد الإحساس بالجوع فقط، ويحرر الجسم من الهلاك الناشئ عنه، بل يعيد تشكيل كل الكائن الحي بأكمله إلى حياة أبدية. ويصير الإنسان الذي خلقه ليحيا إلى الأبد سائدًا على الموت. يشير بهذه الكلمات إلى الحياة والنعمة التي ننالهما بواسطة جسده المقدس، الذي به تنتقل خاصية الابن الوحيد هذه، أي الحياة.

* حينما دُعينا إلى ملكوت السماوات بالمسيح - لأن ذلك حسب ظني هو ما يشير إليه الدخول إلى أرض الموعد، فإن المن الرمزي لم يعد بعد يخصنا، لأننا لسنا نقتات بعد بحرف موسى، بل لنا الخبز الذي من السماء، أي المسيح، هو يقوتنا إلى حياةٍ أبديةٍ، بواسطة زاد الروح القدس، كما بشركة جسده الخاص، الذي يسكب فينا شركة الله، ويمحو الموت الذي حلّ بنا من اللعنة القديمة.

* إني اتفق معكم أن المن قد أُعطي بواسطة موسى، لكن الذين أكلوا آنذاك جاعوا. وأقر معكم أنه من جوف الصخرة خرج لكم ماء، لكن الذين شربوه قد عطشوا، وتلك العطية التي سبق الحديث عنها لم تعطهم سوى تمتعًا مؤقتًا، لكن "من يقبل إليَّ فلا يجوع، ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا". ما الذي يعد به المسيح إذن؟ إنه لا يعد بشيءٍ قابلٍ للفساد، بل بالأحرى بذلك السرّ -الألوجية- في شركة جسده ودمه الأقدسين، فيستعيد الإنسان بكليته عدم الفساد، ولا يحتاج أبدًا إلى أي شيء من تلك التي تدفع الموت عن الجسد، أعني الطعام والشراب.إن جسد المسيح المقدس يعطي حياة لمن يكون الجسد فيهم، فيحفظهم كلية في عدم فساد، إذ يختلط بأجسادهم، لأننا ندرك أنه ما من جسدٍ آخر سوى جسده له الحياة بالطبيعة، هذا الذي لا يعادله جسد آخر.

* إذ نقترب إلى تلك النعمة الإلهية والسماوية، ونصعد إلى شركة المسيح المقدسة، بذلك وحده نقهر خداع الشيطان. وإذ نصبح شركاء الطبيعة الإلهية (٢ بط ١: ٤) نرتفع إلى الحياة وعدم الفساد.

القديس كيرلس الكبير

* أنتم تطلبون خبزًا نازلًا من السماء، إنه أمامكم لكنكم لا تريدون أن تأكلوا. "ولكنني قلت لكم إنكم قد رأيتموني ولستم تؤمنون" [36][696].

القديس أغسطينوس

"ولكني قلت لكم أنكم قد رأيتموني ولستم تؤمنون". [36]

* رأوا الرب، الله بالطبيعة، حينما أطعم جمعًا غفيرًا لا يُحصى، كان قد جاء إليه، بخمسة أرغفة شعير وسمكتين صغيرتين، كان قد قسمها لهم. لكنهم رأوا ولم يؤمنوا بسبب العمى الذي أغشى فهمهم كضباب بسبب الغضب الإلهي... لأنهم متمسكون بعثرات لا حصر لها، ومقيدون بحبال تعدياتهم التي لا فكاك منها (أم ٥: ٢٢). لم يقبلوه حين جاء إليهم، وهو القادر على حل قيودهم وتحريرهم. لهذا السبب كان قلب هذا الشعب غليظًا.

القديس كيرلس الكبير

"كل ما يعطيني الآب فاليّ يقبل،

ومن يقبل إليّ، لاأخرجه خارجًا". [37]

يوجه القديس يوحنا الذهبي الفم أنظارنا هنا إلى دور الله ودور الإنسان، فالإنسان لن يقدر أن يؤمن بذاته، بل بجاذبية الله له، ونعمته المجانية العاملة فيه. لكن لا يتمتع الإنسان بهذا الإيمان قسرًا، بل بكامل حريته يقبل إلى السيد الذي يحفظه ويقدسه ولا يطرده خارجًا عنه.

* إنه يشير هنا إلى شعوب الأمم الموشكين أن يؤمنوا به إيمانًا كاملًا إني لن أُخرج من يقبل إليّ خارجًا، أي إنني لن أطرحه كإناءٍ عديم النفع... كإنسانٍ مُحتقر. ولن يبقى دون نصيب في اهتماماتي، بل سوف أجمعه في مخزني، وينزل ساكنًا في المنازل السماوية، ويرى نفسه مالكًا لكل رجاء يفوق إدراك البشر.

القديس كيرلس الكبير

* إن ما يعلنه هنا ليس إلا هذا: "الإيمان بي ليس بالأمر العادي، لا يأتي خلال براهين بشرية، بل يحتاج إلى إعلان من فوق، وإلي نفس تدبيرها حسن يجتذبها الله لكي تتقبل الإعلان[697].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"لأني قد نزلت من السماء،

ليس لأعمل مشيئتي،

بل مشيئة الذيأرسلني". [38]

جاء من السماء، لا ليعمل حسب الدوافع البشرية، بل حسب حكمته الإلهية غير المحدودة، حسب صلاحه ورحمته. فالأهواء اليهودية تزدري بالعشارين والخطاة، وتغلق باب السماء أمام الأمم، أما مراحم الله فتحتضنهم. جاء الابن الكلمة ليعلن عن هذه المراحم الإلهية.

* "قد نزلت من السماء"، أي صرت إنسانًا حسب مسرة الله الآب الصالحة، ورفضت أن أنخرط في أعمال غير موافقة لمشيئة الله، حتى أحقق لهم -أولئك الذين يؤمنون بي- الحياة الأبدية والقيامة من الأموات، محطمًا قوة الموت. واحتمل التحقير من اليهود والشتائم والسب والإهانات والجلدات والبصق، والأدهى من ذلك شهادة الزور، وآخر الكل الموت.

ستفهمون لماذا لم يكن المسيح مخلصنا يريد الآلام التي على الصليب، ومع ذلك أرادها لأجلنا، ولأجل مسرة الله الآب الصالحة، لأنه حين كان على وشك الخروج للآلام أيضًا، جعل حديثه إلى الله (الآب) قائلًا ما قاله في صيغة صلاة: "يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت" (مت ٢٦: ٣٩). لأنه وهو الله الكلمة، غير المائت، وغير الفاسد، والحياة ذاتها بالطبيعة، لم يقدر أن يرتعب أمام الموت. وإني أعتقد إن ذلك واضح للجميع، إذ وهو له أن يرتعد أمام الموت حين كان على مشارفه، لكن يُظهر أنه بالحقيقة إنسان... باتحاد الطبيعة البشرية بالكلمة أُعيدت إلى ما يليق بالله من إقدامٍ، واستعيدت إلى غرض شريف، أعني أن الطبيعة البشرية لم تصنع ما يبدو صالحًا لإرادتها الذاتية بل بالأحرى تتبع القصد الإلهي، مهيأة على الفور للركض إلى مهما يدعوها إليه ناموس خالقها.

أرأيتم كيف أن المسيح لم يكن يريد الموت بسبب الجسد، ولا هوان التألم، ومع هذا أراده، حتى يتمم مقاصد مسرة الآب الصالحة لأجل العالم أجمع، أي حياة وخلاص الجميع.

القديس كيرلس الكبير

"وهذه مشيئة الآب الذي أرسلني:

أن كل ماأعطاني لاأتلف منه شيئًا،

بل أقيمه في اليوم الأخير". [39]

الله يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون، لكنه لا يلزمهم بالخلاص قهرًا كما لو كانوا قطعًا حجرية، بل يتعامل معهم ككائنات عاقلة لها كمال الحرية.

* ماذا تقول؟ هل إرادتك شيء، وإرادته شيء آخر؟لئلا يشك أحد في هذا صاحب هذا بما جاء بعد ذلك. ما قاله هو هذا: "جئت لا لأفعل شيئًا إلا ما يريده الآب،فليست لي إرادة من ذاتي تختلف عن تلك التي للآب، فإن كل ما للآب هو لي، وما لي هو للآب. فإن كان ما للآب وما للابن مشترك فبحق يقول: "ليس لأعمل مشيئتي"... لأني كما قلت في موضع آخر إنه كان يحجب الأمور العالية إلى حين ويرغب في أن يبرهن أنه لو قال: "هذه هي إرادتي" لكانوا يحتقرونه. لذلك يقول: "لأنني أتعاون مع تلك الإرادة"، راغبًا أن يردعهم بالأكثر. وكأنه يقول: "ماذا تظنون؟ هل تغضبوني بعدم إيمانكم؟ لا، فإنكم تغضبون أبي "وهذه هي مشيئة الذي أرسلني أن كل ما أعطاني لا أتلف منه شيئًا"[39]. هنا يظهر أنه ليس في حاجة إلى خدمتهم، فإنه لم يأتِ لنفعه الخاص، وإنما لأجل خلاصهم لا لينال كرامة منهم... فما جاء قبل ذلك وبعده هو أنه يسعي بكل غيرة أن يظهر بأنه جاء لأجل خلاصهم. وهو يقول أنه يجلب مجدًا للآب حتى لا يتشككوا فيه[698].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"لأن هذه مشيئة الذي أرسلني:

أن كل من يرى الابن ويؤمن به

تكون له حياةأبدية،

وأناأقيمه في اليوم الأخير". [40]

* إن خلاصنا ونجاتنا من الموت واستعادتنا إلى الحياة هي عمل الثالوث القدوس كله... من خلال الثالوث القدوس كله تأتي الصالحات لأجلنا، فيكون الله الآب هو كل شيء في الكل بالابن في الروح القدس.

القديس كيرلس الكبير

* من يؤمن به يأكل الخبز الحيّ[699].

القديس أغسطينوس

* لماذا يركز دومًا علي القيامة؟ لكي لا يحكم الناس علي عناية الله خلال الأمور الحاضرة وحدها، كمن لا يتمتعون بالثمار هنا، فيحل بهم القنوط، وإنما يلزمهم أن ينتظروا الأمور القادمة. كما لا يستخفون بالله لأنهم لا يعاقبون علي خطاياهم، بل يتطلعوا إلي الحياة الأخرى. الآن هؤلاء الناس لا يقتنون شيئًا (من شرهم)، أما نحن فيلزمنا أن نقتني بالآلام ربحًا وذلك بتذكرنا المستمر للقيامة... إنه توجد قيامة، وهي علي أبوابنا وليست بعيدة عنا ولا علي مسافة منا." لأنه بعد قليل جدًا سيأتي الآتي ولا يبطئ "(عب 10: 37)[700].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"فكان اليهود يتذمرون عليه،

لأنه قال أنا هو الخبز الذي نزل من السماء". [41]

تذمر اليهود عليه لأنه في حديثه يؤكد لهم أنه أعظم من موسى بلا حدود، وأنه وحده قادر أن يهب الحياة الأبدية، وأن أصله سماوي. لقد سمعوا عن ملائكة نزلوا من السماء، لكنهم لم يسمعوا قط عن إنسانٍ أصله سماوي.

* هو نفسه "الخبز النازل من السماء"، الخبز الذي ينعش الناقصين ولا ينقص. خبز يمكن أن يُؤكل (يُستطعم) ولا يمكن أن يتبدد. هذا الخبز يشير إليه المن. فقد قيل "أعطاهم خبز السماء، أكل الإنسان خبز الملائكة" (مز ٧٧: ٢٤، ٢٥LXX).

من هو خبز الملائكة إلاَّ المسيح؟

ولكن لكي يأكل الإنسان خبز الملائكة، صار رب الملائكة إنسانًا. فإنه لو لم يصر إنسانًا ما كان له جسده، وإن لم يكن له جسده ما كنا نأكل خبز المذبح.

لنسرع إلى الميراث، متطلعين إلى إننا قد قبلنا عربونا عظيمًا منه.

يا اخوتي ليتنا نشتاق إلى حياة المسيح، متطلعين إلى أننا أمسكنا بعربون موت المسيح.

القديس أغسطينوس

* "الذين آلههتم بطنهم، ومجدهم في خزيهم" (في 3: 19)، هكذا قال بولس عن بعض الأشخاص في رسالته إلى أهل فيلبي. الآن يظهر واضحًا أن هؤلاء اليهود هم من هذا النوع، وذلك مما حدث قبلًا، ومما قالوه عندما جاءوا إلى المسيح. فإنه عندما أعطاهم خبزا وملأ بطونهم قالوا إنه نبي، وطلبوا أن يقيموه ملكًا. ولكن عندما علمهم عن الخبز الروحي والحياة الأبدية، عندما قادهم بعيدًا عن المحسوسات وتحدث عن القيامة ورفع أذهانهم إلي العلويات، وكان يليق بهم أن يعجبوا بذلك إذا بهم يتذمروا ويبتعدوا[701].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"وقالوا:أليس هذا هو يسوع ابن يوسف،

الذي نحن عارفون بأبيه وأمه،

فكيف يقول هذاإني نزلت من السماء؟" [42]

* كان بالأولى أن يدركوا إن المسيح المتوقع مجيئه إلينا ليس بدون الجسد أو تدبير جسماني، بل يأتي في هيئة بشرية كما سبق التنبؤ عنه، أنه يوجد في الرداء المشترك بين الجميع، لهذا يخبرنا صوت النبي أن العذراء القديسة "تحبل وتلد ابنًا" (إش ٧: ١٤)... وقد "أقسم لداود بالحق" (مز ١٣٢: ١١LXX). فهو لا يرجع عما وعد به أن "من ثمر بطنك أجعل على كرسيك" كما هو مكتوب. وتنبأ أيضًا أنه "يخرج قضيب من جذع يسى" (إش ١١: ١)... لكن إذ يفهم اليهود تدبير الجسد الذي لمخلصنا المسيح، ومع معرفتهم لأمه وأبيه، مع أن (يوسف) لم يكن أباه فعلًا، لم يخجلوا أن يتذمرا، لأن المسيح قال إنه "نزل من السماء".

القديس كيرلس الكبير

* يقول اليهود عن المسيح "أليس هذا هو يسوع ابن يوسف؟" فقد استبان واضحًا أنهم ما كانوا قد عرفوا بعد ولادته العجيبة البديعة، لهذا دعوه ابن يوسف. لم يقولوا هذا لأنه كان ابن يوسف، لكنهم قالوه لأنهم لم يستطيعوا أن يسمعوا عن ولادته العجيبة.

القديس يوحنا الذهبي الفم

* كان هؤلاء اليهود بعيدين عن الخبز الذي من السماء، ولم يعرفوا كيف يجوعوا إليه...

كانت لهم أنياب قلوبهم ضعيفة، لهم آذان مفتوحة لكنهم صم، ورأوا لكنهم وقفوا عميانًا. هذا الخبز بالحق يتطلب جوعًا للإنسان الداخلي. لهذا يقول في موضع آخر: "طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ لأنهم يشبعون" (مت 5: 6). يقول الرسول بولس أن المسيح بالنسبة لنا برّ (1 كو 1: 30). لهذا من يجوع إلى هذا الخبز يجوع إلى البرّ، ذاك البرّ النازل من السماء، البرّ الذي يعطيه اللَّه، لا الذي يفعله الإنسان لنفسه...

ما هو برّ اللَّه للإنسان، أن يكون بارًا باللَّه.

لكن مرة أخرى ماذا كان برّ هؤلاء اليهود؟ البرّ الذي صنعوه بقوتهم، وعليه اتكلوا، وبهذا أعلنوا عن أنفسهم أنهم يتممون الناموس بفضيلتهم. مع أنه لا يتمم أحد الناموس إلا الذي تعينه النعمة، أي يعينه الخبز النازل من السماء[702].

القديس أغسطينوس

"فأجاب يسوع وقال لهم:

لا تتذمروا فيما بينكم". [43]

بالرغم من النبوات التي تؤكد أن المسيا يأتي من نسل داود، وأنه مولود من عذراء، هاجمه اليهود متطلعين إليه باستخفاف كابن لمريم ويوسف المعروفين لديهم تمامًا. أما هو ففي حنو وجَّه أنظارهم إلى أبيه السماوي الذي وحده يقدر أن يكشف لهم عن شخص الابن المتجسد الواهب القيامة.

* نظر اليهود إلى يسوع وهم يجهلون أن أباه في السماء، دون أن يعترفوا أنه بالطبيعة ابن إله الجميع، بل ناظرين فقط إلى أمه الأرضية وإلى يوسف. وإذ يجيبهم بحنوٍ بالغ سرعان ما يعمل بالالتفات إلى كرامته الإلهية لأجل نفعهم. إنه كإله يعرف تذمرهم الداخلي وما يدور بأفكارهم. من خلال هذه الأمور عينها يدفعهم إلى إدراك أنهم قد سقطوا عن الحق، وكوَّنوا عنه فكرًا بالغ الحقارة، وكان يليق بهم أن يقدموا الكرامة الإلهية، لذاك الذي يعرف القلوب تمامًا، ويختبر حركات الفكر، وهو لا يجهل ما يدور في نفوسهم من فكرٍ... يكشف لهم أن معرفته هي من عمل النعمة العلوية...

لنفعهم يؤكد لهم الوعد أنه سيقيم من الموت من يؤمن به، ومن ثم يبرهن حتى لأكثر الناس جهلًا أنه هو الله حقًا وبالطبيعة. لأن القدرة على الإقامة من الموت... تخص طبيعة الله وحده، ولا تُنسب إلى أي مخلوق.

القديس كيرلس الكبير

"لا يقدر أحد أن يقبلإليّ إن لم يجتذبه الآب الذيأرسلني،

وأناأقيمه في اليوم الأخير". [44]

كيف يجتذبه الآب؟ يجيب القديس أغسطينوس بأن الإنسان يُجتذب بما يُبتهج به.

إن قدمت عشبًا يجتذب القطيع إليه، وإن قدمت فاكهة تجتذب الطفل. هكذا يجتذب الآب الإنسان بأن يقدم له المخلص بكونه شهوته، فيجتذبه به. الإنسان الذي يدرك في نفسه أنه خاطئ ضائع وإذ يشتاق أن يهرب من الجحيم ويبلغ إلى السماء يجد في دم المسيح جاذبية له.

كأنه يقول لهم: "لماذا تتذمرون فيما بينكم؟ فإنكم لا تستطيعون أن تؤمنوا ما لم يجتذبكم الآب". إنه يجتذب النفوس ليس بمحاباة، بل من يطلب يتمتع بالإيمان، لكنه لن يجتذب أحدًا بغير إرادته.

يقول القديس أغسطينوس:

[يمكن أن يأتي إنسان إلى الكنيسة بغير إرادته، ويمكنه أن يقترب من المذبح بغير إرادته، ويشترك في الأسرار قهرًا، لكنه لا يقدر أن يؤمن ما لم يرد ذلك... الإيمان ليس شيئًا يتم بالجسد. اسمع الرسول: "بالقلب يؤمن الإنسان للبرّ". ماذا يلي ذلك... "وباللسان يعترف للخلاص" (رو 10: 10). هذا الاعتراف يصدر عن جذر القلب. أحيانًا تسمع إنسانًا يعترف ولا تعرف إن كان يؤمن أم لا...

إذن حيث أن الإنسان بالقلب يؤمن بالمسيح، الأمر الذي لا يفعله أحد بغير إرادته، ولا من يُجتذب ضد إرادته، كيف نجيب على السؤال: "لا يقدر أحد أن يأتي إليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني" [44]؟

قد يقول قائل: "إن كان يُجتذب، فإنه يذهب بغير إرادته. وإن كان يذهب بغير إرادته فهو يؤمن... لأننا لسنا نذهب إلى المسيح بأقدامنا بل بالإيمان؛ وليس بعاطفة الجسد بل بغير إرادته...

لا تظن أنك تُجتذب بغير إرادتك. فالذهن يُسحب أيضًا بالحب.

يلزمنا أيضًا ألا نخاف لئلا نُلام بحسب هذه الكلمة الإنجيلية التي للكتاب المقدس بواسطة أولئك الذين يثقلون بالكلام وهم بعيدون عن حركة العمل، وبعيدون عن الإلهيات، لئلا يُقال لنا: كيف يمكنني أن أؤمن بإرادتي إن كنت لا أُجتذب؟" أقول: لا يكفي أن تُجتذب بالإرادة، فإنه يمكنك أن تجتذب حتى بالبهجة. "تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك" (مز 37: 4). توجد لذة للقلب الذي يجد عذوبة في ذاك الخبز الذي من السماء. علاوة على هذا، إن كان بحق جاء في القطعة الشعرية: "كل إنسانٍ ينجذب بشهوته"، فإنه ليس خلال الضرورة بل باللذة، لا بالالتزام بل بالبهجة ينجذب؛ كم بالأكثر يلزمنا القول أن الإنسان ينجذب إلى المسيح عندما يتلذذ بالحق، عندما يبتهج بالتطويب، يبتهج بالبرّ وبالحياة الأبدية هذه كلها التي هي المسيح؟[703]]

"إنه مكتوب في الأنبياء:

ويكون الجميع متعلمين من الله.

فكل من سمع من الآب وتعلم يقبل إلي". [45]

جاء ذلك في إرميا ٥٤: ١٣؛ وإشعياء ٣١: ٣٤. كيف يعلمنا الله؟ بأن يعلن حبه العملي لنا خلال صليب ابنه. كانوا قبلًا في رعبٍ من الله بكونه الديان، أما وقد أعلن حبه لهم بالصليب علمهم واجتذبهم إليه لكي يتمتعوا بالحياة الأبدية.

يعلق القديس كيرلس الكبير على قول السيد المسيح بأن الجميع يكونون متعلمين من الله، قائلًا: [حال كون الله آبًا، وهكذا يُدرك عنه ويُكرز به، فإنه بهذا يغرس معرفة ابنه الذاتي في سامعيه. وهكذا أيضًا يُقال عن الابن، أنه في الحقيقة منه بالطبيعة، فهو يعلن عن الآب. لهذا يقول: "أنا أظهرت اسمك للناس" (يو ١٧: ٦)... يزرع فينا الآب معرفة ابنه الذاتي، ليس بصوتٍ يشق عنان السماء من فوق، أو يلف الأرض لفًا كالرعد، بل بالاستنارة الإلهية، مشرقًا فينا لفهم الكتاب المقدس المُوحى به.]

* ألا ترون كرامة الإيمان، وأنه ليس من إنسان ولا بإنسان يتعلمون هذا، بل بالله نفسه؟[704]

القديس يوحنا الذهبي الفم

* مكتوب في الأنبياء: "ويكون الجميع متعلمين من اللَّه"[45]. لماذا أقول هذا يا أيها اليهود؟ الآب لا يعلمكم، فكيف يمكنكم أن تعرفوني؟ فإن كل رجال ذلك الملكوت سيتعلمون من اللَّه، ولا يتعلمون من بشرٍ. وإن كانوا يتعلمون بواسطة الناس إلا أن ما يفهمونه هو عطية داخلية لهم، يشرق في داخلهم، ويُعلن فيهم.

ما هو دور البشر الذين يعلنون عن الأخبار من الخارج؟ ما أفعل حتى الآن هو من الخارج. إنني أسكب أصوات ألفاظ الكلمات في آذانكم. ما قيمة ما أقوله أو ما أتكلم به إن لم يُعلن لكم عنه في الداخل؟

من الخارج يوجد من يزرع الشجرة، في الداخل خالق الشجرة. الذي يغرس والذي يروي يعملان في الخارج؛ هذا ما نفعله نحن، لكن "ليس الغارس شيئًا، ولا الساقي، بل اللَّه الذي ينمي" (1 كو 3: 7). بمعنى هؤلاء كلهم يتعلمون من اللَّه. من هم هؤلاء كلهم؟ "كل من سمع من الآب وتعلم يقبل إليّ" [45]. انظروا كيف يجتذب الآب، إنه يبهج بتعليمه لا باستخدام الإلزام. انظروا كيف يجتذب: "يكون الجميع متعلمين من اللَّه" [45]. هذا هو جذب الآب[705].

* إننا نعرف كيف يعلم اللَّه أولئك الذين هم ودعاء اللَّه. فإن الذين يسمعون من الآب ويتعلمون يأتون إلى ذاك الذي يبرر الفجار (يو 45:6؛ رو 5:4). لكي يحفظوا برّ اللَّه ليس فقط في ذاكرتهم، بل في تنفيذهم للبرّ. هكذا من يفتخر، يفتخر لا في نفسه، بل في الرب (1 كو 13:1)، ويفيض حمدًا.

القديس أغسطينوس

"ليس أن أحدًا رأى الآب إلا الذي من الله،

هذا قد رأى الآب". [46]

لا يعلمهم بأن يروه وجهًا لوجه ولا بحديثٍ صوتي مباشر، وإنما بعمل روحه القدوس فيهم. لم يرَ أحد قط الله إلا ابنه الذي في حضنه هو يراه ويخبر عنه (يو ١: ١٨).

يرى القديس كيرلس الكبير أن السيد المسيح هنا يعني بطريقة ضمنية العظيم في الأنبياء موسى، فقد ظن بعض اليهود أنه إذ دخل إلى الظلمة الكثيفة رأى بعينيه الجسديتين الله الذي لا يُرى. هنا يؤكد السيد المسيح أنه هو وحده يرى الآب لأنه مولود منه. [لكن كيف وبأية وسيلة يرى الآب، أو يراه الآب، إن لساننا يعجز عن ذكر هذا الأمر، لكن علينا أن ندركه بطريقة إلهية.]

* رب قائلٍ يعترض: ماذا إذن، ألم يُكتب: "أن ملائكة الصغار كل حين ينظرون وجه أبي الذي في السماوات" (أنظر مت 10:8)؟ نعم لكن الملائكة ترى اللٌه ليس كما هو، بل قدر ما تحتمل. إذ يقول يسوع المسيح: "ليس أن أحدًا رأى الآب إلا الذي من الله، هذا قد رأى الآب". فالملائكة ترى اللٌه قدر ما تحتمل، ورؤساء الملائكة يرون قدر ما يحتملون، والعروش والسلاطين يرون أكثر من السابقين، لكنها لا ترى كما يستحق اللٌه[706].

فالابن، مع الروح القدس، هو وحده الذي يقدر أن يراه بحق كما هو، لأنه:"يفحص كل شيء حتى أعماق اللٌه"(1 كو10:2). هكذا الابن الوحيد مع الروح القدس يدرك أن الأب في كماله إذ قيل: "لا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له" (مت 27:11).

إذ يرى الكل حسب احتماله، لذلك فهو يرى الآب بكماله، معلنًا اللٌه "الآب"خلال الروح، إذ الابن مع الروح "واحد" مع الآب في اللاهوت.

المولود يعرف الوالد، والوالد يعرف المولود.

إن كان الملائكة جاهلين "بمعرفة اللٌه في كماله" فلا يخجل أحدكم من الاعتراف بجهله. حقا إنني أتكلم الآن كما يتكلم أي إنسان في مناسبة ما، أما كيفية الكلام فلست أعرفه. إذن كيف أستطيع أن أخبركم عن واهب الكلام نفسه؟!

وإذ لا اقدر أن أخبركم عن سماتالنفس المميزة لها، فكيفأصف واهب النفس؟![707]

* نحن نؤمن بإله واحد، الآب غير المفحوص، غير المنطوق به، الذي"لم يره أحد من الناس" بل "الابن الوحيد هو خبر" (يو28:1)، لأن" الذي من الله يرى الآب" (1تي 16:6)، هذا الذي تراه الملائكة على الدوام في السماوات(مت 10:18)حسب درجة كل منهم.أما استنارة وجه الآب"في كماله" فستبقى في نقاوتها للابن مع الروح القدس[708]

القديس كيرلس الأورشليمي

* لقد أوضح هو نفسه أيضًا هذا وأظهر لنا المعنى الذي يقصده بقوله: "فكل من سمع من الآب وتعلم يقبل إليّ"، أضاف للفور ما يمكننا أن نفهمه: "ليس أن أحدًا رأى الآب إلا الذي من اللَّه، هذا قد رأى الآب"[46].

ما هذا الذي يقوله؟ أنا أرى الآب، وأنتم لا ترونه، ومع هذا فأنتم لا تأتوا إليّ ما لم يجتذبكم الآب. وما هو اجتذاب الآب لكم سوى أنكم تتعلمون من الآب؟ وماذا تتعلمون من الآب إلا أن تسمعوا عنه؟ ماذا تسمعون عنه إلا أن تسمعوا كلمة الآب، أي تسمعون مني؟ في هذه الحالة عندما أقول: "كل من سمع من الآب وتعلم" يلزمكم أن تقولوا داخل أنفسكم: لكننا لم نرَ الآب قط، فكيف نسمع منه؟ اسمعوا مني، فإنه "ليس أن أحدًا رأى الآب إلا الذي من اللَّه، هذا قد رأى الآب". أنا أعرف الآب، أنا من الآب، ولكن بكوني الكلمة التي منه، ليس الكلمة التي تعطي صوتًا وتعبر، بل الكلمة الذي يبقى مع المتكلم ويجتذب السامع[709].

القديس أغسطينوس

"الحق الحق أقول لكم

من يؤمن بي فله حياة أبدية". [47]

يعلن السيد المسيح في حديثه هذا أن المؤمن:

1. يجتذبه الآب خلال أعمال ابنه الخلاصية الجذابة.

2. يسمع تعاليمه.

3. يقبل الخلاص المقدم له.

4. يقتات بالخبز السماوي.

5. يُحفظ في الإيمان.

6. لا يهلك بل يقوم في اليوم الأخير.

7. يتمتع بالحياة الأبدية.

* باعتباره الحياة الأبدية يعد أن يعطي نفسه للذين يؤمنون به، أي "يحل المسيح بالإيمان في قلوبنا" (أف ٣: ١٧).

القديس كيرلس الكبير

* ليت ما يلي ذلك يحثنا: "الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة الأبدية". إنه يود أن يعلن ذاته من هو. إنه يقول من يؤمن بي يقتنيني. لأن المسيح نفسه هو اللَّه الحقيقي والحياة الأبدية. لذلك يقول: من يؤمن بي يدخل فيّ، ومن يدخل فيّ أكون له. وماذا يعني "أكون له"؟ تكون له الحياة الأبدية[710].

القديس أغسطينوس

"أنا هو خبز الحياة". [48]

"آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا". [49]

هذا المنذ لم يحفظ أجسادهم من الموت، ولا وهبهم حياة أبدية. هذا حسب مفهومهم هم، إذ كانوا يعتبرون آباءهم قد هلكوا في البرية، وليس لهم حياة أبدية. أكلهم المن لم يحفظهم من غضب الله الذي حل عليهم بسبب تمردهم المستمر وتذمرهم في البرية (١ كو ١٠: ٣-٥).

* إنه يؤسس شيئا لكي يجتذبهم، وهو أنهم يحسبون قد تأهلوا إلي أمور أعظم مما لآبائهم، يقصد الناس العجيبين الذين عاشوا في أيام موسى، فإنه بعد قول أن الذين أكلوا المن ماتوا أكمل "إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلي الأبد"[51][711].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"هذا هو الخبز النازل من السماء

لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت". [50]

مقابل هذا جاء السيد ليقدم جسده خبزًا يسند أجسادهم فيمجدها ويهبها شركة مع النفوس إلى الأبد.

* الابن وحده وبحق هو خبز الحياة، والذين اشتركوا فيه مرة واختلطوا به بطريقة ما من خلال الشركة معه فقد ظهر أنهم فوق رباطات الموت نفسه. وقد سبق أن قلنا مرارًا أن المن يؤخذ بالأحرى كرمزٍ أو ظلٍ للمسيح، وكان يمثل خبز الحياة، ويسندنا المرتل في هذا صارخًا بالروح: "أعطاهم خبزًا من السماء، أكل الإنسان خبز الملائكة" (مز ٧٨: ٢٤-٢٥)... هنا الكلام موجه لنا نحن، لأنه أليس من الحماقة والجهل الشديد أن يفترض أن الملائكة القديسين الذين هم في السماء، بالرغم من أن لهم طبيعة غير جسدية، يمكنهم أن يشتركوا معنا في طعامٍ ماديٍ كثيفٍ؟

القديس كيرلس الكبير

* إلى يومنا هذا نتقبل الطعام المنظور، فالسرّ شيء، وفاعلية السرّ أمر آخر.

كم من كثيرين يتناولون من المذبح ويموتون؟ يموتون حقًا بتناولهم إيّاه! لذلك يقول الرسول: "يأكل ويشرب دينونة لنفسه" (1 كو 11: 29). فإنه أليس ما أخذه في فمه من الرب كان سُمًّا ليهوذا. ومع ذلك أخذه، وعندما تناوله دخله العدو، ليس لأن ما تناوله أمر شرير، وإنما لأنه هو شرير، تناول ما هو صالح بطريقة شريرة.

إذن انظروا أيها الاخوة إنكم تتناولون الخبز السماوي بمعنى روحي، قدموا طهارة للمذبح.

فمع أن خطاياكم يومية فعلى الأقل لا تسمحوا أن تكون مميتة.

قبل أن تقتربوا إلى المذبح ضعوا في اعتباركم حسنًا أن تقولوا: "اغفر لنا ما علينا، كما نغفر نحن أيضًا لمن لنا عليهم". أنتم تغفرون فيُغفر لكم.

اقتربوا في سلام، إنه خبز لا سم.

ولكن انظروا إن كنتم تغفرون، فإنكم إن لم تغفروا تكذبون، وتكذبون على ذاك الذي لا يُخدع. يمكنك أن تكذب على اللَّه لكنك لا تقدر أن تخدعه[712].

القديس أغسطينوس

"أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء.

إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد،

والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذيأبذله من أجل حياة العالم". [51]

* أموت لأجل الجميع، لكي أحيي الجميع بذاتي. وقد صيَّرت جسدي فدية لأجل الجميع. لأن الموت سوف يموت في موتي، ومعي ستقوم طبيعة الإنسان الساقطة. فمن أجل هذا صرت مثلك أيها الإنسان، صرت من ذرية إبراهيم حتى "أشابه اخوتي في كل شيء" (عب ٢: ١٧).

* يعطي جسد المسيح حياة لكل من يشترك فيه، لأنه يطرد الموت، حتى يأتي ويدخل إلى أناسٍ مائتين، ويزيل الفساد، إذ أن (جسد الكلمة) ممتلئ بالكامل بالكلمة الذي يبيد الفساد.

القديس كيرلس الكبير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(4)للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
» يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد الجديد-
انتقل الى: