منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010110


 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010111


 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010112

 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
سالى عبده
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
عزت
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
kamel
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مريانا
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
د.محبوب
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
mmk
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
بهيج
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مارونا
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
diana.wahba
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 10 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 10 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17236
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي   يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالإثنين 26 نوفمبر 2012, 2:42 pm

يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي 4196810853
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم
فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي
3. هلاك غير المؤمنين

"قال لهم يسوع أيضًا:

أنا امضي وستطلبونني،

وتموتون في خطيتكم،

حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا". [21]

يقدم السيد المسيح تحذيرًا لغير المؤمنين، بأن جحودهم يدفعهم إلى الهلاك الأبدي. وكما يقدم السيد كلمات النعمة المشجعة لصغار النفوس، يقدم تحذيرات مرعبة للجاحدين قبل فوات الأوان. وكما قال: "يشبهون أولادًا جالسين في السوق ينادون بعضهم بعضًا ويقولون: زمرنا لكم فلم ترقصوا، نحنا لكم فلم تبكوا" (لو ٧: ٣٢). هكذا كثيرًا ما يفتح الرب باب الرجاء بالكلمات الطيبة اللطيفة، كما يستخدم التحذيرات الشديدة ليحفظهم من السقوط أو يقوموا مما سقطوا فيه.

"أنا أمضي": لقد طلبوا منه أن يمضي عنهم، فإنهم لا يطلبونه، ولا يريدون أن يسمعوا كلماته. وها هو يخبرهم أنه سيمضي، وبمضيه عنهم لا يجدون الحياة بل يموتون في خطيتهم. حين يحل بهم الضيق يطلبون عون المسيا المرفوض منهم والذي صلبوه فلا يجدونه حسب هواهم. يرفضونه ليطلبوا مسحاء كذبة لا يقدمون الحياة بل الغضب الإلهي.

يطلبونه لكن فكرهم المادي الحرفي يحصرهم في حدود الأرض، فيبحثون عنه ولا يجدونه إذ هو صاعد إلى السماء. يطلبونه وهم محبوسون في قبر مجدهم الزمني ومصالحهم المادية فلا يجدونه هناك، لأنه هو نور الحياة. يموتون في خطاياهم إذ لا يروا غافر الخطية ومخلص النفوس من الفساد. هكذا يفضح الطبيب السماوي المرض أمام المرضى لعلهم يقبلون الالتقاء معه ويتمتعون بالشفاء.

"خطيتكم" جاء في اليونانية بالمفرد لا الجمع، إذ يركز على خطية الجحود ورفض السيد المسيح. هذا ويلاحظ أن الإنجيلي يوحنا وقد ركز أنظارنا على السيد المسيح كمخلص العالم كرر أكثر من غيره من الإنجيليين فعل "يموت" واسم "خطية". فذكر فعل "يموت" ٢٨ مرة بينما ورد في متى ٥ مرات، ومرقس ٩ مرات، ولوقا ١٠ مرات، ولم ترد بهذه الكثرة في أي سفر في العهد الجديد، إنما جاء في الرسالة إلى رومية ٢٣ مرة. أما كلمة "خطية" فوردت ١٧ مرة في هذا الإنجيل بينما وردت ٧ مرات في متى، ٦ مرات في مرقس، و١١ مرة في لوقا. ومع هذا فإن الإنجيلي يوحنا لم يهدف إلى تركيز أنظارنا على الخطية وما تثمره من موت، وإنما مع خطورة الخطية القاتلة يركز على ساحق الخطية بصليبه لكي نعيش بروح النصرة والغلبة، ونمارس الحياة الجديدة عوض الموت الروحي.

لقد سبق فقال هذا أيضًا في اليوم السابق (يو ٧: ٣٤).

* إنني أسأل إن كان يقول: "أنا أمضي وستطلبونني، وتموتون في خطيتكم" ليس لكل الحاضرين، وإنما للذين قد عرف أنهم لا يؤمنون به، ولذلك يموتون في خطيتهم، ويصيروا عاجزين عن أن يتبعوه. إنهم عاجزون لأنهم لا يريدون، فإنهم عاجزون، ولكنهم يريدون ما كان يليق بالقول: "تموتون في خطيتكم"[853].

* يجيب أحد: إن كان قد نطق بهذه الكلمات إلى أناسٍ مصممين على عدم الإيمان فلماذا يقول لهم "ستطلبونني"؟ حسنًا، توجد طرق كثيرة لطلب يسوع، بكونه الكلمة والحق والحكمة. لكن... "الطلب" أيضًا يستخدم أحيانًا عن الذين يخططون ضده كما جاء في العبارة: "طلبوا أن يمسكوه، ولم يلقِ أحد يدًا عليه لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد (يو ٧: ٣٠). وأيضًا في العبارة: "أنا عالم أنكم ذرية إبراهيم لكنكم تطلبون أن تقتلوني، لأن كلمتي لا موضع لها فيكم" ( راجع يو ٨: ٣٧). وفي العبارة: "ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم الحق الذي سمعه من الآب" (راجع ٨: ٤٠) لهذا فإن العبارة "ستطلبونني..."[٢١] مقدمة للذين يطلبون بطريقة خاطئة وليس نقضًا للقول: "من يطلب يجد" (مت ٧: ٨). يوجد دائمًا اختلافات فيما بين الذين يطلبون يسوع. ليس الكل يطلب بطريقة سليمة لأجل خلاصهم وللانتفاع به[854].

* "تموتون في خطاياكم"[٢١]. إن أخذت بالمعنى العادي الواضح أن الخطاة سيموتون في خطاياهم، وأما الأبرار ففي برهم. لكن إن أُخذ تعبير "ستموتون" بخصوص الموت لعدو المسيح (١كو ١٥: ٢٦) حيث أن من يموت يرتكب "خطية تقود إلى الموت" (١ يو ٥: ١٦)، فمن الواضح أن الذين وُجهت إليهم هذه الكلمات لم يكونوا قد ماتوا بعد. ربما تسأل كيف أن الذين لم يؤمنوا وهم أحياء سيموتون في وقتٍ ما. يجيب أحدهم ويقول إنهم إلى ذلك الحين لم يؤمنوا، ولم يخطئوا للموت، والذين لم تأتِ بعد إليهم الكلمة لم يرتكبوا خطية الموت. إنهم أحياء يعانون من المرض في نفوسهم، وهذا المرض ليس للموت (يو ١١: ٤)...[855]

* لنهتم ألا يصيبنا "مرض للموت"، فمرضنا يمكن أن يُشفى (بالتوبة)، وهو متميز عن المرض الذي لا يُمكن شفائه (بالإصرار على عدم التوبة)[856]

* لنقارن عبارة حزقيال: "النفس التي تخطئ تموت" (حز ١٨: ٢٠) بالقول: "ستموتون في خطاياكم"، لأن الخطية هي موت النفس. لست أظن أن هذا صحيح لكل خطية بل للخطية التي يقول عنها يوحنا أنها للموت (١ يو ٥: ١٦)[857].

* لنميز أيضًا بين خطية هي موت للنفس، وأخرى هي مرض لها. وربما يوجد نوع ثالث للخطية هي فقدان للنفس، هذه التي تشير إليها الكلمات: "ماذا ينتفع الإنسان إن ربح العالم كله وخسر نفسه؟" (مت ١٦: ٢٦؛ لو ٩: ٢٥). وأيضًا الكلمات: "إن احترق عمل أحد فإنه يعاني من الفقدان" (راجع ١ كو ٣: ١٥)[858].

العلامة أوريجينوس

إن كانت الخطية مرضًا خطيرَا يصيب الإنسان كله، نفسه وجسده، فقد ملَّكت الموت عليه. غير أنه إذ جاء كلمة الله المتجسد طبيبًا للنفس والجسد ميّز بين نوعين من الخطية أو نوعين من المرض. يوجد مرض ليس للموت (يو ١١: ٤)، بل لمجد الله، وذلك بالنفس التي تقبل كلمة الله، وتخرج من قبر الفساد، وتتمتع بحل الأربطة والشهادة للقائم من الأموات واهب القيامة. ويوجد مرض للموت مثل الذي يتحدث عنه السيد مع بعض السامعين له قائلًا إنه يطلبونه وسيموتون في خطاياهم، هذين الذين يصرون أن يبقوا في العصيان حتى يوم رقادهم، هؤلاء يرتكبون الخطية التي تقود للموت (١ يو ٥: ١٦).

* يقول: "أنا أمضي وستطلبونني"[21] ليس عن شوقٍ إليّ، بل عن كراهية، لأنه بعد تحركه بعيدًا عن الرؤية البشرية طلبه كل من الذين أبغضوه والذين أحبّوه. الأولون بروح الاضطهاد، والآخرون بالرغبة في اقتنائه[859].

* من الخطأ ألا تطلب حياة المسيح بالطريقة التي بحث بها التلاميذ، ومن الخطأ أن تطلب حياة المسيح بالطريقة التي بحث بها اليهود. للآن هؤلاء الناس يطلبونه بقلب منحرف. ماذا أضاف؟ "تطلبونني" -ليس لأنكم تطلبونني للخير- لذلك "تموتون في خطيتكم". هذا يحدث من طلب المسيح بطريقة خاطئة ليموتوا في خطيتهم، خطية الكراهية للمسيح، ذاك الذي وحده يمكن أن يوجد فيه الخلاص. فإنه بينما الذين لهم رجاء في الله لا يردوا الشر بالشر هؤلاء يردون الخير بالشر[860].

* "حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا"، قال نفس الكلمات لتلاميذه في موضع آخر، ومع ذلك لم يقل لهم: "ستموتون في خطيتكم"... إنه لم ينزع عنهم الرجاء، بل سبق فأخبرهم عن تأخيرهم في الذهاب إلى حيث يذهب. لأن في هذا الوقت حين تكلم الرب بهذا مع التلاميذ لم يكونوا قادرين على الذهاب إلى حيث هو ذاهب، لكنهم يذهبون بعد ذلك. أما هؤلاء فإنه بسابق علمه يعرف أنهم لن يذهبوا لذا قال: "تموتون في خطيتكم"[861].

القديس أغسطينوس

* قال هذا لكي يخجل نفوسهم ويرعبهم، انظروا أي خوف حل بينهم بسبب ذلك. فمع كونهم يرغبون في قتله لكي يتخلصوا منه، لكنهم سألوا إلى أين يذهب، فقد تخيلوا أمورًا خطيرة بقوله هذا. أيضًا رغب في أمرٍ آخر، وهو أن هذا الفعل (موته) لن يحدث خلال قوتهم، لكنه يتحدث عنه أمامهم مقدمًا ويخبرهم مقدمًا عن القيامة[862].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"فقال اليهود:

ألعله يقتل نفسه حتى يقول

حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا؟" [22]

حين قال قبلًا هذا ظنوا أنه يذهب إلى ولايات يونانية ليكرز بين اليهود الذين في الشتات، أما هنا فأدركوا أنه يتحدث عن موته. لقد حسبوه ليس فقط كواحدٍ منهم، بل أشر منهم لأنه ينتحر يأسًا.

* "حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا"[٢٢]... فإنه حين يموت أحد في خطيته لا يقدر أن يذهب حيث يذهب يسوع، إذ لا يقدر ميت أن يتبع يسوع. "لأن الأموات لا يسبحونك يا رب، ولا الهابطين في الهاوية، بل نحن الأحياء نحمدك يا رب" (مز ١١٣: ٢٥ - ٢٦LXX)[863].

* ظهر سلطانه أن يموت بإرادته الحرة تاركًا الجسم خلفه من العبارة: "أمضي أنا"[864].

* ربما جاء في التقاليد (اليهودية) عن المسيح أنه يولد في بيت لحم، وأنه يقوم من سبط يهوذا حسب التفاسير السليمة للكلمات النبوية؛ وأيضًا في التقاليد بخصوص موته أنه ينتزع نفسه من الحياة بالوسيلة التي قلناها. ويبدو أن اليهود عرفوا أن الذي يرحل هكذا يذهب إلى موضع لا يمكن أن يذهب إليه حتى الذين يفهمون هذه الأمور. لذلك لم يتحدثوا بطريقة حرفية عندما قالوا: "ألعله يقتل نفسه حتى يقول حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا؟"[٢٢]...[865]

* على أي الأحوال أظن قد قالوا هذا عن خبث ما قد بلغ إليهم بالتقليد عن موت المسيح. وعوض أن يمجدوا ذاك الذي يرحل من الحياة بهذه الطريقة قالوا: "ألعله يقتل نفسه؟"[866]

* ربما في تردد تكلموا، لكن مع تلميح لمجده في لحظات موته، فإنهم كمن يقولون: "هل تفارق نفسه حينما يريد حين يُترك الجسم خلفه؟" هل لهذا السبب قال: "حيث أنا أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا؟"[867]

* تأملوا أيضًا إن كان بولس قد قال أمرًا مشابهًا لهذا: "أسلم نفسه لأجلنا ذبيحة لله" (أف ٥: ٢)[868].

العلامة أوريجينوس

* إذ سمعوا هذه الكلمات فكعادة الذين لهم أفكار جسدانية والذين يحكمون حسب الجسد ويسمعون ويفهمون كل شيء بطريقة جسدانية، قالوا: "ألعله يقتل نفسه؟"... يا لها من كلمات عنيفة تفيض جهالة...! بقوله: "حيث أمضي" لا يقصد أنه يذهب إلى الموت، بل أنه يذهب إلى ما بعد الموت[869].

القديس أغسطينوس

"فقال لهم:

أنتم منأسفل،

أما أنا فمن فوق.

أنتم من هذا العالم،

أما أنا فلست من هذا العالم". [23]

حسب الحكمة البشرية لا يقدر أحد أن يقرر مصير حياته إذا أنهاها بيده، لهذا حسبوه يتكلم عن موته بقيامه بالانتحار. ولعلهم أشاعوا هذا ليشوهوا صورته أمام الشعب، إذ يعتبر الانتحار جريمة يعاقب عليها الناموس، بكونه سفك دم إنسان: "أطلب أنا دمكم لأنفسكم" (تك ٩: ٥). تبقى صورة أخيتوفل المنتحر (٢صم ١٧: ٢٣) مثلًا خطيرًا للحياة الفاسدة. حقًا لقد قبل شمشون أن يموت بيديه مقابل الآلاف من الوثنيين الذين ماتوا معه، وأيضًا كان البعض معجبين بالذين في حصن Masada الذين قتلوا أنفسهم وعائلاتهم عن أن يسقطوا في أيدي الرومان، لكن الانتحار في ذهن الشعب هو خطية اليأس التي عقوبتها نار جهنم. وقد أشار إلى ذلك يوسيفوس المؤرخ، حتى قال بأنه يلزم دفن أجساد الأعداء فورًا، أما المنتحرون فتبقى أجسادهم بلا دفن حتى الغروب كنوعٍ من العقوبة. وذكر يوسيفوس أنه في بعض الأمم كانت تقطع الأيدي اليمنى للمنتحرين لأنها تجرأت وفصلت الجسم عن النفس، هكذا تنفصل هي عن الجسد.

هذا هو الفكر اليهودي في عصر السيد المسيح، وكان الانتحار من الخطايا المعارضة تمامًا لأفكار كثير من الفلاسفة اليونانيين الذين يرون في الانتحار عملًا بطوليًا يستحق المديح، حيث ينهي الإنسان الحياة الزمنية بثقلها ليتمتع بحياة مكرمة ممتدة![870]

يقدم لهم السيد المسيح علة عدم معرفتهم لشخصه وطبيعته، وعدم إدراكهم من أين جاء وإلى أين يذهب، وهو اختلاف طبيعتهم عن طبيعته. كأنه يقول لهم: أنتم قادرون أن تمارسوا القتل حتى لأنفسكم لأنكم من أسفل، وليس لله شيء فيكم. أنتم من أسفل، أرضيون، جسديون، شيطانيون.

هم من الأرض ترابيون، وهو من السماء، الخالق غير المحدود. لهذا فهم في حاجة إلى إدراك لاهوته والإيمان به. "لأنكم إن لم تؤمنوا أنا هو، تموتون في خطاياكم" (٢٤).

* يشير هنا إلى الأفكار والأوهام العالمية الجسدانية، فمن هذه الجهة استبان قوله: "أما أنا فلست من هذا العالم" ليس أنه لم يأخذ جسدًا، لكنه يشير إلى أنه بعيد عن خبث أولئك.

القديس يوحنا الذهبي الفم

يرى العلامة أوريجينوس أن الذي من أسفل بالضرورة هو من هذا العالم، لكن ليس كل من هو من هذا العالم هو من أسفل، بل يمكن أن تكون مواطنته في السماء (في ٣: ٢٠). هذا ومن جانب آخر حتى الذي هو من أسفل وهو من العالم يمكن أن يتغير ليصير ليس من هذا العالم.

* على أي الأحوال يمكن لمن هو من أسفل ومن هو من هذا العالم، ومن الأرض أن يتغير ويصير من فوق ولا يعود يكون من هذا العالم... لذلك يقول لتلاميذه: "كنتم من العالم، وأنا اخترتكم من العالم، ولستم بعد من العالم" (راجع يو ١٥: ١٩). فإن كان المخلص قد جاء يطلب ويخلص ما قد فُقد (لو ١٩: ١٠)، إنما جاء لكي ينقل الذين من أسفل والذين سُجلوا كمواطنين بين الذين هم من أسفل إلى الذين هم من فوق. فإنه هو الذي نزل طبقات الأرض السفلى من أجل الذين هم هناك (أف ٤: ٩ - ١٠). لكنه أيضًا صعد فوق كل السماوات، وأعَّد طريقًا للذين يرغبون فيه، وقد صاروا تلاميذ حقيقيين له حيث الطريق الذي يقود إلى الأمور التي فوق السماوات أي الأمور غير المادية[871].

* انتبهوا، إن أردتم أن تتعلموا من الكتاب المقدس من هو من أسفل، ومن هو من فوق. إذ أن كنز كل شخص يوجد في قلبه (مت ٦: ٢١)، فإن من يخزن كنزه على الأرض (مت ٦: ٢١) بفعله هذا يكون من أسفل. وأما إذا خزن أحد كنزه في السماء (مت ٦: ٢٠) يولد من فوق ويأخذ صورة السماوي (يو ٣: ٣؛ ١ كو ١٥: ٤٩). بالإضافة إلى أنه إذ يعبر هذا الشخص خلال السماوات يوجد قد بلغ هدفه الطوباوي للغاية[872]

* يمكن القول أن من هو من أسفل يمارس أعمال الجسد، وأما من هو من فوق فيحمل ثمار الروح (غلا ٥: ٢٢). مرة أخرى يُمكن القول أن الذي من هذا العالم يحب هذا العالم، حيث أن الذي له محبة الله هو من فوق كقول يوحنا (١ يو ٢: ١٥). إنه ليس من هذا العالم ذاك الذي لا يحب العالم ولا الأشياء التي في هذا العالم، إنما يقول: "حاشا لي أن أفتخر إلاَّ بصليب ربي يسوع المسيح، الذي به قد صلب العالم لي، وأنا للعالم" (راجع غلا ٦: ١٤-١٦)[873].

العلامة أوريجينوس

* ماذا قال الرب للذين لهم سمة الأرض؟ "فقال لهم: أنتم من أسفل" (يو ١٣: ٣٣). لهذا فأنتم تحملون نكهة الأرض، إذ تلحسون التراب مثل الحيات.

أنتم تأكلون التراب، ماذا يعني هذا؟

أنتم تقتاتون بالأمور الأرضية، وتجدون لذتكم فيها، أنتم تفغرون أفواهكم أمام الأرضيات، لن تطلب قلوبكم العلويات.

"أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم، أما أنا فلست من هذا العالم" [٢٣].

إذ كيف يمكن أن يكون من العالم ذاك الذي به خُلق العالم؟

كل من هم من العالم جاءوا بعد العالم، لأن العالم سبقهم، ولهذا فالإنسان هو من العالم.

حيث كان المسيح قبل العالم، ولم يكن قبل المسيح شيء ما، لأنه "في البدء كان الكلمة، وكل شيء به كان" (يو ١: ١، ٣)، لذلك فهو من ذاك الذي هو فوق... من الآب نفسه. ليس من هو فوق الله الذي ولد الكلمة مساويًا له، وشريك معه في الأزلية، الابن الوحيد في غير زمنٍ، والذي وضع أساس الزمن[874].

* لقد شرح لنا يا أخوة ماذا أراد لنا أن نفهم: "أنتم من هذا العالم". إنه يقول بالحقيقة: "أنتم من هذا العالم" لأنهم كانوا خطاة، كانوا أشرارًا، غير مؤمنين، لهم نكهة الأرضيات...

لكن ماذا قال الرب نفسه للرسل؟ "أنا اخترتكم من العالم" (يو ١٥: ١٩) هؤلاء إذن الذين كانوا من العالم صاروا ليسوا من العالم، وبدأوا ينتمون إلى المسيح الذي به كان العالم. أما هؤلاء (اليهود) فاستمروا بكونهم من العالم، هؤلاء قيل لهم: "تموتون في خطيتكم" (٢٤)[875].

* الذي خلق العالم جاء إليك، وخلصك من هذا العالم. إن كان العالم يبهجك، فأنت تريد أن تكون دومًا غير طاهرٍ، ولكن إن كان العالم لم يعد يبهجك فأنت بالفعل طاهر.

مع هذا إن كان خلال بعض الضعف لا يزال العالم يبهجك دعْ ذاك الذي يطهر يسكن فيك فتصير أنت أيضًا طاهرًا[876].

القديس أغسطينوس

"فقلت لكم إنكم تموتون في خطاياكم،

لأنكم إن لم تؤمنواإني أنا هو تموتون في خطاياكم". [24]

* جاء لهذا السبب: لينزع الخطية عن العالم، وإن كان من المستحيل للبشر أن ينزعوها بطريق آخر سوى بالغسل، فالحاجة إلى أن الذي يؤمن يلزمه ألا يرحل من العالم وبه الإنسان العتيق، مادام الشخص الذي لا يذبح بالإيمان الإنسان العتيق ويدفنه يموت وفيه (الإنسان العتيق) ويذهب إلى الموضع يعاقب عن خطاياه السابقة[877].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* إن كان الذي لا يؤمن أن يسوع هو المسيح يموت في خطاياه، فمن الواضح أن الذي لا يموت في خطاياه يؤمن بالمسيح . لكن الذي يموت في خطاياه حتى إن قال أنه يؤمن بالمسيح، فإنه لا يؤمن به وهو مهتم بالحق، إن كان إيمانه المشار إليه ينقصه الأعمال، فإن مثل هذا الإيمان ميت كما نقرأ في الرسالة المتداولة كعمل يعقوب (يع ٢: ١٧)[878].

* إذن من هو ذاك الذي يؤمن أو يقتنع بأن يحمل طابعًا يتفق مع الكلمة ويتحد معه فلا يسقط في الخطايا التي يُقال أنها للموت (١يو ٥: ١٦)، ولا يخطئ - كما جاء في تلك الكلمات - بأية وسيلة مقاومًا الكلمة المستقيمة حسب العبارة: "من يؤمن أن يسوع هو المسيح وُلد من الله" (راجع ١يو ٥: ١)[879].

* من يؤمن بالكلمة أنه منذ البدء مع الله (يو ١: ١)، فإنه إذ يتأمل فيه لا يفعل أمرًا غير عاقل.

ومن يؤمن أنه هو سلامنا (أف ٢: ١٤) لا يود أن يتنازع في شيء ما كمن هو مولع بالحرب أو مثير للشغب.

بالإضافة إلى ذلك إن كان المسيح ليس هو حكمة الله فحسب بل وقوة الله (١كو ١: ٢٤)، فإن من يؤمن به أنه القوة لن يكون هزيلًا في صنع الخيرات...

وإذ نعتقد فيه أنه الثبات والقوة على أساس القول: "والآن ما هو ثباتي (رجائي)؟ أليس هو الرب؟" (راجع مز ٣٩: ٨)... فإن سلمنا أنفسنا للمتاعب لا نؤمن به مادام هو الثبات، وإن كنا ضعفاء لا نؤمن به أنه القوة[880].

العلامة أوريجينوس

* يكمن بؤس اليهود كله ليس في أن لهم خطية، بل أنهم يموتون في خطاياهم. فإن هذا ما يليق بكل مسيحي أن يهرب منه، وبسبب هذا نقبل إلى العماد. ولهذا السبب الذين حياتهم في خطر بسبب مرض أو لأمرٍ آخر يطلبون العون، ولنفس السبب يحمل الرضيع بواسطة أمه بأيدٍ تقية إلى الكنيسة حتى لا يخرج إلى العالم بدون عماد ويموت في الخطية التي وُلد فيها[881].

* إن آمنتم إني أنا هو لا تموتوا في خطاياكم. إنه يرد الرجاء للجذعين منهم؛ فالنيام يستيقظون، وتتمتع قلوبهم بيقظةٍ متجددةٍ. بالفعل آمن بعد ذلك كثيرون كما يشهد الإنجيل في النهاية. إذ وُجد أعضاء للمسيح لم يكونوا قد التحموا بعد بجسد المسيح. صار أعضاء للمسيح من بين الذين صلبوه وعلقوه على شجرة، وسخروا منه حين كان معلقًا، والذي ضربه بالحربة، والذين قدموا له خلًا ليشرب، عن هؤلاء قال: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"[882].

القديس أغسطينوس

يرى القديس أغسطينوس أنه بقول السيد المسيح: "إن لم تؤمنوا بي أنا هو"، إنما يذكرهم بقول الله لموسى حين سأله عن اسمه "أنا هو الذي هو" (خر ٣). وأنه يعني أنه البداية الموجود في الماضي والحاضر والمستقبل[883].

"فقالوا له:

من أنت؟

فقال لهم يسوع:

أنا من البدء ماأكلمكم أيضًا به". [25]
جاءت إجابته على سؤالهم هكذا: "أنا هو البدءArche"، كما تكلمت معكم في العهد القديم، لم أتغير. من البدء قيل أن نسل المرأة يسحق رأس الحية (تك ٣: ١٥). إنه موضوع إيمان الآباء البطاركة (إبراهيم وإسحق ويعقوب). إنه هو وسيط العهد، موضوع نبوات الأنبياء. من بدء خدمته أعلن لهم أنه ابن الله، وخبز الحياة. لماذا يكررون السؤال وقد سبق الإجابة عليه مرارًا وتكرارًا، وقد أخبرهم أنه مخلص العالم. لقد سألوه: من أنت يا من تهددنا بهذه الطريقة؟ أي سلطان لك علينا؟

* كأن ما يقوله هو هكذا "أنتم لستم أهلًا لتسمعوا كلماتي نهائيًا، بالأكثر أن تتعلموا من أنا. لأن كل ما تقولونه هو لكي تجربونني، ولم تبالوا حتى بقولٍ واحدٍ من أقوالي. وكل هذه الأمور يمكنني الآن أن أبرهنها ضدكم". هذا هو معنى الآية التالية[884].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* الذين سمعوا ما قاله الرب بسلطانٍ عظيمٍ التزموا أن يسألوه من هو هذا الذي ينطق بهذه الأمور. فإنه إذ يعلن المخلص: "إن لم تؤمنوا إني أنا هو تموتون في خطاياكم" [٢٤] ظهر أنه أعظم من إنسان، إنه يحمل بالأكثر طبيعة إلهية[885].

العلامة أوريجينوس

"إن لي أشياء كثيرةأتكلم وأحكم بها من نحوكم،

لكن الذيأرسلني هو حق،

وأنا ما سمعته منه فهذا أقوله للعالم". [26]

يعلن السيد أنه قادر أن يفضحهم لأنه عالم بالخفيات، يعرف كبرياءهم وطمعهم ورياءهم وشرورهم وبغضهم للنور وحسدهم ضد الحق مع جحودهم وعدم إيمانهم وما سيفعلونه به. ما قيل عنكم بالأنبياء هو حق. لكنه ليس الآن وقت للدينونة بل للخلاص.

هنا يعلمنا السيد المسيح أنه ليس كل ما نعرفه، خاصة عن شرور الآخرين، نقوله. إنما نطلب توبة الناس ورجوعهم إلى الحق والتمتع بالشركة مع الله.

* كأن السيد المسيح يقول: إن كان الآب أرسلني لخلاص العالم، وهو غرض صالح، فلهذا لست أحكم الآن على أحدٍ، لكنني أخاطبكم بهذه الأقوال التي تؤدي إلى خلاصكم، لا التي تدينكم.

القديس يوحنا الذهبي الفم

"ولم يفهمواأنه كان يقول لهم عن الآب". [27]

إذ أعمى الشيطان بصيرتهم، وظنوه أنه يتحدث عن أب جسداني في الجليل، وليس عن الآب أبيه.

"فقال لهم يسوع:

متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون إني أنا هو،

ولست أفعل شيئًا من نفسي،

بل أتكلم بهذا كما علمنيأبي". [28]

إذ يمتلئ شرهم بصلبه، عندئذ يدركون أنهم صلبوا رب المجد، وذلك خلال العلامات التي تحدث أثناء الصلب والقيامة وما بعد قيامته.

كانت ذبيحة المحرقة تُدعى "رفع"، وفي كثير من طقوس التقدمات والذبائح ترفع الذبيحة إلى أعلى، وتُحرك أمام الرب. هكذا رُفع السيد المسيح على الصليب. وفي القداس الإلهي إذ يختار الكاهن الحمل يُدعى هذا الطقس "رفع الحمل". وبالفعل يضعه في لفافة ويرفعه على جبينه وهو يصلي: "مجدًا وإكرامًا، إكرامًا ومجدًا للثالوث القدوس".

يستخدم الكتاب المقدس كلمة "يرفع" لتعني أحيانًا "يمجد" كما استخدمها بطرس الرسول في عظته في يوم العنصرة: "وإذ ارتفع بيمين الله" (أع ٢: ٣٣)، والرسول بولس: "لذلك رفعه الله أيضًا" (في ٢: ٩). وفي العهد القديم قال يوسف: "في ثلاثة أيام أيضًا يرفع فرعون رأسك ويردك إلى مقامك" (تك ٤٠: ١٣).

وتُستخدم الكلمة أيضًا لتعني الهوان والموت، كما قال يوسف: "في ثلاثة أيام يرفع فرعون رأسك ويعلقك على خشبة" (تك ١٤: ١٩).

هنا بقوله: "رفعتم ابن الإنسان" نجد المعنيين، فمن جهتهم يرفعونه على الصليب للموت في عارٍ وخزي، ومه جهة الآب يرفعه ويمجده، حيث بالصليب تتحطم قوى إبليس ويُشهر بها (كو ٢: ١٥).

* لم يقل:"تعرفون من أنا" بل قال:"تفهمون إني أنا هو"، أي المسيح ابن الله، الذي يحمل كل الأشياء، وأنا لست ضد ذاك الواحد... "فإنكم ستعرفون قوتي ووحدة الفكر مع الآب"، إذ يقول: "ولست أفعل شيئًا من نفسي،بل أتكلم بهذا كما علمنيأبي " [28]. بهذا يعلن أن جوهره هو مثله تمامًا، وأنه لا ينطق بشيءٍ إلا بما في ذهن الآب[886].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* ماذا يعني هذا؟ يبدو أن كل ما قاله هو أنهم سيعرفونه من هو بعد آلامه. بدون شك لقد رأى أنه سيعرف بعضًا منهم بنفسه، هؤلاء من بقية قديسيه قد اختارهم بسابق علمه قبل تأسيس العالم، هؤلاء يؤمنون بعد آلامه... كأنه قال: "سأترك معرفتكم تتأجل حتى أتمم آلامي. هذا لا يعني أن كل الذين سمعوه يؤمنون فقط بعد آلامه. لأنه بعد ذلك بقليل قيل: "وبينما هو يتكلم بهذا آمن به كثيرون" [٣٠]، ولم يكن بعد قد ارتفع ابن الإنسان.

رفعِه الذي يتحدث عنه هنا خاص بآلامه وليس بتمجيده، خاص بالصليب لا بالسماء، لأنه تمجد هناك أيضًا عندما عُلق على الصليب[887].

* لماذا قال هذا إلاَّ لكي لا ييأس أحد مهما شعر ضميره بالذنب، وذلك عندما يرى الذين قتلوا المسيح أنه غفر لهم؟[888]

* "لست أفعل شيئًا من نفسي" [٢٨] ماذا يعني هذا؟ أنا لست من نفسي. لأن الابن هو الله من الآب، ولكن الآب هو الله ليس من الابن. الابن إله من إله، الآب هو الله وليس من إله. الابن هو نور من نور، والآب هو نور لكن ليس من نور. الابن كائن، لكن يوجد من هو كائن منه، والآب كائن ولكن لا يوجد من هو كائن منه[889].

* كيف تحدث الآب مع الابن؟ إذ يقول الابن: "أتكلم بهذا كما علمني أبي" [٢٨]؟

هل تحدث معه؟

عندما علَّم الآب الابن هل استخدم كلمات كما تفعل أنت حين تعلم ابنك؟

كيف يمكنه أن يستخدم كلمات في حديثه مع الكلمة؟

أية كلمات كثيرة في العدد تُستخدم في الحديث مع الكلمة الواحد؟

هل يقترب الابن بأذنيه إلى فم الآب؟

مثل هذه الأمور جسدانية، انزعوها من قلوبكم... إن كان الله كما قلت يتحدث إلى قلوبنا بدون صوت، فكم يتحدث أيضًا إلى ابنه...؟

تحدث الآب إلى الابن بطريقة غير جسدانية، لأنه ولد الابن بطريقة غير جسدانية.

لم يعلمه كما لو كان قد ولده غير متعلم. لكن أن يعمله إنما تعني نفس معنى ولده مملوء معرفة... منه نال المعرفة بكونه منه نال كيانه. لا بأن منه نال أولًا كيانه وبعد ذلك المعرفة. وإنما كما بميلاده أعطاه كيانه، هكذا بميلاده أعطاه أن يعرف، وذلك كما قيل لطبيعة الحق البسيطة، فكيانه ليس بشيء آخر غير معرفته بل هو بعينه[890].

القديس أغسطينوس

"والذيأرسلني هو معي،

ولم يتركني الآب وحدي،

لأني في كل حينأفعل ما يرضيه". [29]

إن كانوا قد نالوا سلطانًا ليقتلوه فهذا لا يعني أن الآب فارقه. فهو دائمًا معه، لا ينفصلان، وما يفعله الابن إنما يرضي الآب، وهو أن يبذل نفسه من أجل خلاص العالم.

* حتى لا يظنوا أن قول السيد المسيح: "والذي أرسلني" يظهر نقصُا له قال: "هو معي"، لأن كلمة "أرسلني" مناسبة لتدبيره، و"هو معي" مناسبة للاهوته. وقول السيد المسيح عن الآب: "لأني في كل حين أفعل ما يرضيه" يوضح أن عمله في السبت مرضي لأبيه، إذ أن السيد المسيح قد اجتهد اجتهادًا كثيرًا حتى يبين أنه لا يعمل عملًا مخالفًا لأبيه.

القديس يوحنا الذهبي الفم

* "الذي أرسلني هو معي" [٢٩]... هذه المساواة في الوجود "دائمًا"، ليس من بداية معينة وما بعدها، بل بدون بداية وبلا نهاية. لأن الميلاد الإلهي ليس له بداية في زمنٍ حيث أن الزمن نفسه خلقه الابن الوحيد[891].

القديس أغسطينوس

"وبينما هو يتكلم بهذاآمن به كثيرون". [30]

بينما تعثر الفريسيون والكتبة في كلماته وتعاليمه آمن كثيرون من الشعب به. فالشمس التي تجفف الطين هي بعينها التي تجعل الشمع يذوب. قدمت كلماته رائحة حياة لحياة، ورائحة موت لموت.

جاءت الكلمة اليونانية "آمن" هنا لتعني "صدقوه" لكنها لا تحمل الإيمان الحي الأكيد، إذ كانت قلوبهم وأفكارهم تترقب رؤية المسيا حسب عالمهم المادي السياسي، الذي يخلصهم من الاستعمار الروماني ويرد للأمة كرامتها في العالم.

* آمن كثيرون من اليهود بالسيد المسيح، ولكن ليس كما يجب، لكنهم آمنوا على بسيط ذات الإيمان، وعلى ما اتفق، عندما استلذوا بأقواله واستراحوا إليها.

القديس يوحنا الذهبي الفم
4. الحرية الروحية

"فقال يسوع لليهود الذينآمنوا به:

إنكم إن ثبتم في كلامي، فبالحقيقة تكونون تلاميذي". [31]

إذ بدأ كلامه يعمل في قلوب الذين آمنوا حوّل حديثه من الحوار مع الفريسيين المتكبرين إلى المؤمنين البسطاء المبتدئين ليحدثهم عن الحرية الداخلية. أراد أن ينطلق بهم من التصديق البسيط دون أعماق روحية إلى الثبوت فيه والنمو المستمر في الشركة معه. كانوا ضعفاء في الإيمان، لكنه كراعٍ حملهم على منكبيه في حنو مترفق. فتح أمامهم طريق التلمذة الحقيقية له، وهو الاستمرارية أو الثبوت في كلمته. لا يكفي أن يلتحقوا بمدرسته، بل يلزمهم أن يستمروا، فيتمتعوا بحركة نمو مستمرة لا تنقطع. كثيرون أخذوا مظهر التلمذة، وحملوا الاسم، لكنهم لم يثابروا في كلمته. التلمذة الحقيقية له هي الثبوت فيه، والتمتع الدائم بالشركة معه. مادمنا في الحياة نبقى ملتحقين بمدرسته، جادين في التمتع بمعرفته العملية. حقًا لقد قبلنا الحق الإلهي، لكن يلزمنا أن نسلك فيه ونحبه ونتمسك به ونحفظه داخلنا.

* الآن يتكلم بهذه الكلمات حتى يحدث ما يلحق ذلك: "وبينما هو يتكلم بهذا آمن به كثيرون" [3٠]، حيث جاء الفقراء إلى الخزانة لينالوا من هناك ما يستطيعوا وما يُوزع عليهم. لذلك آمن كثيرون به، لكن ليس كثيرون عرفوه، وقد وُجد من بين الذين آمنوا به من ثبتوا في كلمته، هؤلاء الذين صاروا بالحقيقة تلاميذه. لذلك فإنه ليس كثيرون يعرفونه، لكن إذ يحرر الحق[٣٢] لا يتحررون، بل قليلون يرتفعون إلى الحرية.

من هم أولئك الذين يعرفونه، أو من يرفعونه؟ كما يعلِّم بنفسه حين يقول: "متى رفعتم ابن الإنسان، فحينئذ تعرفون إني أنا هو" [راجع ٢٨]. الآن ليس أحد يُعطى لبنًا لكي يشرب، إذ يُعد نفسه لقبول الطعام القوي (١ كو ٣: ٢؛ عب ٥: ١٢). لهذا يقول مثل هذا الشخص: "جزمت ألا أعرف شيئًا بينكم إلاَّ يسوع المسيح وإياه مصلوبًا" (١ كو ٢: ٢)[892]

العلامة أوريجينوس

* لكي تكون تلميذًا لا يكفي أن تأتي، بل وأن تستمر (تثبت). لذلك لم يقل: "إن سمعتم كلمتي"، ولا "إن جئتم إلى كلمتي" أو "إن مدحتم كلمتي" لكن لاحظوا ماذا قال: "إن ثبتم (استمررتم) في كلمتي، بالحقيقة تكونون تلاميذي، وتعرفون الحق، والحق يحرركم"(يو 8:31-٣٢]. ماذا نقول يا إخوة؟ أن تستمر (تثبت) في كلمة الله هل هو أمر متعب أم لا؟

إن كان شاقًا فلننظر إلى المكافأة العظيمة.

إن كان ليس شاقًا، فإنك قد تسلمت المكافأة مقابل لا شيء.

لنستمر (نثبت) في ذاك الذي يثبت فينا.

إن لم نثبت فيه نسقط، أما هو فإن لم يثبت فينا لا يفقد مسكنًا. فإنه يبرع في سكناه في ذاته الذي لن يترك ذاته.

أما بالنسبة للإنسان فحاشا لله أن يثبت في ذاته، إذ فقد ذاته.

لهذا نثبت فيه عن عوز من جانبنا، وأما هو فيثبت فينا عن رحمة بنا[893]

* ماذا تعني "إن ثبتم"؟ إن كنتم تُبنون على الصخرة" (مت ٧: ٢٤).

يا لعظمة هذا يا اخوة...!

ما هي المكافأة؟ "تعرفون الحق والحق يحرركم".

احتملوني منصتين إليّ، فأنتم تدركون أن صوتي واهن.

أعينوني بإنصاتكم الهادئ.

يا لها من مكافأة مجيدة! "تعرفون الحق".

هنا قد يقول قائل: "وماذا ينفعني أن أعرف الحق؟ "والحق يحرركم".

إن كان الحق ليس له مفاتن بالنسبة لكم ليكن للحرية مفاتنها.

في اللغة اللاتينية تعبير "يتحرر" يُستخدم في معنيين. ونحن قد اعتدنا أن نسمع هذه الكلمة في هذا المعنى أن من كان حرًا يفهم بأنه قد هرب من بعض الخطر وتخلص من بعض العوائق. ولكن المعنى اللائق للتحرر هو "أن تكون في أمان"، و"أن تُشفى"، و"أن تكون كاملًا"، وهكذا أن تتحرر تعني أن تصير حرًا[894].

القديس أغسطينوس

معرفة الحق ليست معرفة نظرية بل معرفة اختبار له واتحاد معه.

* انظروا إن كان الكتاب المقدس لم يقل أيضًا في موضع آخر أن الذين يتحدون مع شيءٍ ما ويصيرون معه واحدًا يعرفون هذا الذي صاروا معه واحدًا وانشغلوا به. قبل هذه الوحدة والشركة فإنهم حتى وإن أدركوا شروح قُدمت لهم عن الشيء فإنهم لا يعرفونه

كمثالٍ، قال آدم عن حواء: "هذه الآن عظم من عظامي، ولحم من لحمي" (تك ٢: ٢٣)، فإنه لم يعرف زوجته، وحين التصق بها قيل: "عرف آدم حواء امرأته" (تك ٤: ١).

من يتعثر لأننا استخدمنا هذه العبارة: "عرف آدم حواء امرأته" كمثال لمعرفة الله ليأخذ في اعتباره أولًا: "هذا السرّ عظيم" (أف ٥: ٣٢)، بعد ذلك يقارن ما قوله الرسول عن الذكر والأنثى، فقد استخدم نفس اللغة الخاصة بالرجل مع الرب. "من التصق بزانية هو جسد واحد، وأما من التصق بالرب فهو روح واحد" (١ كو ٦: ١٦ - ١٧). لذلك من يلتصق بزانية يعرف الزانية، ومن يلتصق بزوجته يعرف زوجته، ولكن بالأكثر من يلتصق بالرب يعرف الرب بطريقة مقدسة.

إن كان الأمر هكذا فإن الفريسيين لم يعرفوا الآب ولا الابن[895]

العلامة أوريجينوس

* "إن ثبتم" (استمررتم) في الإيمان الذي يبدأ الآن فيكم يا من تؤمنون فإلى أين تبلغون؟

تطلعوا إلى طبيعة البداية وإلى أين تقودكم. إنكم تحبون الأساس اهتموا بالقمة، اطلبوا وأنتم في هذا المستوى البسيط (الهين) الارتفاع والسمو. فإن الإيمان له التواضع، لكن المعرفة والخلود والأبدية فلها لا السفليات بل العلو، أي الارتفاع والشبع الكامل والاستقرار الأبدي والحرية الكاملة من الهجمات المعادية ومن الخوف من الفشل. هذه التي لها البداية في الإيمان عظيمة لكنه يُستخف بها.

ففي إنشاء مبنى عادة يعطى الذين بلا خبرة الأساسات قدرًا ضئيلًا. تُصنع حفرة عظيمة وتلقى الحجارة في كل موضع وبكل طريقة. لا تظهر فيها زخرفة ولا جمال، وهكذا أيضًا في جذر الشجرة لا يظهر جمال. ومع ذلك كل ما يبهجكم من الشجرة ينبع من الجذر. تتطلع إلى الجذر فلا تجد بهجة؛ تتطلع إلى الشجرة وتدهش بها. إنسان غبي! ما تُعجب منه ينمو مما لا يعطيك بهجة.

هكذا إيمان المؤمنين يبدو كأنه أمر تافه، ليس لديك ميزان لكي تزنه.

لتسمع إذن ما يقدمه الإيمان وتتطلع إلى عظمته. إذ يقول الرب في موضع آخر: "إن كان لكم إيمان مثل حبة خردل" (مت ١٧: ٢٠). أي شيء أقل من هذا؟ ومع هذا أية طاقة أعظم تنتشر منه؟ أي شيء أصغر منها؟ ومع هذا أي شيء ينتشر بأكثر قوة منها؟ هكذا يقول: "إن ثبتم في كلمتي" أي إن آمنتم، فإلي أين تُحضرون؟ "بالحقيقة تكونون تلاميذي" [٣١].

وماذا ينفعهم هذا؟ "وتعرفون الحق" [٣٢][896].

القديس أغسطينوس

* "إنكم إن ثبتم في كلمتي" هو تعبير لمن يعلن ما في قلوبهم، ويعرف أنهم آمنوا لكنهم لم يستمروا في ذلك. وها هو يعدهم بأمر عظيم أنهم يصيرون تلاميذه. فقد تركه قبلًا البعض، وها هو يشير إليهم بقوله: "إن استمررتم" لأن هؤلاء أيضًا سمعوا وآمنوا وتركوه، لأنهم لم يستمروا. "رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء، ولم يعودوا يمشوا معه" (يو ٦: ٦٦)[897].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"وتعرفون الحق،

والحق يحرركم". [32]

هنا يتحدث عن المعرفة العملية والتلامس مع قوتها لممارسة التلمذة الحقيقية له، فنتمتع بالحرية الداخلية. فمادامت الخطية ساكنة في الإنسان لم تتحطم بعد، لا يقدر أن يمارس روح البنوة الذي ناله في مياه المعمودية ليدعو الآب أباه (رو ٨: ١٥). عبودية الخطية هي أخطر أنواع العبودية والتحرر منها هو أعظم أنواع الحرية.

من يعرف الحق ويثبت فيه، أي يعرف السيد المسيح ويقتنيه، يتحرر من عبودية الخطية، ويصير له فكر المسيح المتناغم مع إرادة الله، يحيا في كمال الحرية حسب مشيئة خالقه.

إنه المحرر الذي يقول: "روح السيد الرب عليّ، لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق" (إش ٦١: ١). على الصليب عتقنا من خطايانا، وحررنا من أسرها، وبقيامته وهبنا برّه الإلهي، فلم نعد بعد عبيدًا للخطية. حررنا إنجيله من نير حرفية الناموس لنحيا بحرية الروح كأولاد الله. نختبر الحياة السماوية، كمن يدخل أورشليم العليا، أمنا الحرة.

* ألم يبلغوا مثل هذه المعرفة حين كان الرب يكلمهم؟ إن كانت ليس لهم المعرفة فكيف آمنوا؟ لقد آمنوا ليس لأنهم كانوا يعرفون، وإنما لكي يعرفوا. فإننا نؤمن لكي نعرف، ولسنا نعرف لكي نؤمن. لأن ما سنعرفه لم تره عين ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على بال بشر (إش ٦٤: ٤؛ ١ كو ٢: ٩) لأنه ما هو الإيمان إلاَّ تصديق ما لم تروه بعد؟[898]

* "وتعرفون الحق". الحق غير متغير. الحق هو خبز، ينعش عقولنا ولا يسقط، يغَّير من يأكله، ولا يتغير فيمن يأكله. الحق هو كلمة الله... الابن الوحيد. هذا الحق التحف جسدًا من أجلنا لكي ما يُولد من العذراء مريم وتتم النبوة: "الحق نبع عن الأرض" (مز ٨٥: ١١). هذا الحق إذن وهو يتحدث مع اليهود اختفى في الجسد. لكنه لم يختفِ لكي يُنكر، وإنما لكي ما يُرجأ إعلانه، يُرجأ لكي ما يتألم في الجسد، ويتألم في الجسد لكي ما يخلص الجسد من الخطية. هكذا ظهر بالكامل بخصوص ضعف الجسد، وكان مخفيًا من جهة جلال اللاهوت[899].

القديس أغسطينوس

* "وتعرفون الحق" بمعنى: "ستعرفونني، إذا أنا هو الحق. كل الأمور اليهودية هي رموز، لكنكم تعرفون الحق فيَّ، وهو يحرركم من خطاياكم"... إنه لم يقل "أحرركم من العبودية" فقد تركهم هم يستنتجون ذلك[900].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"أجابوه:

إننا ذرية إبراهيم،

ولم نُستعبد لأحد قط،

كيف تقول أنت إنكم تصيرون أحرارًا؟" [33]

واضح أنهم لم يدركوا حديث يسوع المسيح عن "الحرية"، فحسبوا دعوته لهم للتمتع بالحرية إهانة كبرى، لأنهم أبناء إبراهيم الحر، الذي يدعو الله "خليلي" (إش ٤١: ٨). كان اليهود يفتخرون بأنهم نسل هذا الأب العظيم. يقول الربّي اكييبا AkibaRabbi الذي مات حوالي ١٣٥م: [يُنظر حتى إلى أفقر الأشخاص في إسرائيل كأحرار، هؤلاء الذين فقدوا ممتلكاتهم، لأنهم أبناء إبراهيم وإسحق ويعقوب. كل الأمة تعتز بهذه الكرامة الخاصة بانتسابها لهؤلاء الآباء العظماء لا بكثرة ممتلكاتهم]. هذا هو شعور اليهود في عصر المسيح.

ظنوا أن انتسابهم لإبراهيم بالجسد يحررهم بينما نجد الغني الغبي في الجحيم يدعو إبراهيم أباه: "يا أبي إبراهيم ارحمني وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني، لأني معذب في هذا اللهيب" (لو ١٦: ٢٤).

كيف تجاسروا وقالوا: "لم نُستبعد لأحد قط" [٣٣]؟ ألم يُستعبدوا للمصريين وقام موسى بتحريرهم؟ ألم يُستعبدوا عدة مرات لأمم مجاورة في أيام القضاة؟ ألم يُستعبدوا لبابل مدة سبعين عامًا؟ وأخيرًا يدفعون الجزية لقيصر الروماني؟

لا يبالي الجسدانيون بالعبودية الداخلية، كل ما يشغلهم تمتعهم بالشهوات الجسدية.

* هكذا هو افتخار اليهود: "نحن ذرية إبراهيم"، "نحن إسرائيليون". إنهم لم يشيروا قط إلى أعمالهم البارة. لهذا صرخ فيهم يوحنا قائلًا: "لا تقولوا لنا إبراهيم أبًا" (مت ٣: ٩). ولماذا لم يفحمهم المسيح إذ كثيرًا ما استعبدهم المصريون والبابليون وأمم كثيرة؟ لأن لكماته لم يقدمها لينال كرامة لنفسه، وإنما لأجل خلاصهم، لنفعهم، فكان يضغط عليهم بهذا الهدف... إنه لم يرد أن يظهر أنهم كانوا عبيدًا للناس بل للخطية، التي هي عبودية خطيرة، لا يقدر أن يحررهم منها سوى الله وحده[901].

القديس يوحنا الذهبي الفم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
» يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي
» يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(4) للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد الجديد-
انتقل الى: