منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010110


  يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010111


  يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010112

  يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
سالى عبده
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
عزت
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
kamel
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مريانا
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
د.محبوب
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
mmk
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
بهيج
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مارونا
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
diana.wahba
 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 56 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 56 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

  يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17236
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي    يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالإثنين 26 نوفمبر 2012, 2:21 pm

 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي 4196810853
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم
فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
قدم الكتبة والفريسيون امرأة أُمسكت في زنا وسألوه عن حُكمه عليها إن كانت تُرجم حسب شريعة موسى أم لا. ولعلهم كانوا يتوقعون أنه يوافق على رجمها، فيطلبون منه أن يبدأ بالرجم، فينفر الكثيرون منه بعد أن لمسوا فيه الرقة واللطف حتى مع الخطاة، وإن رفض يُحسب كاسرًا للناموس فيلزم محاكمته.

لم يعترض على حكم الشريعة لكنه سأل عمن يتأهل للبدء بالرجم، "من كان منكم بلا خطية فليرمها أولًا بحجر" [7]. انسحب الشيوخ أولًا ثم الآخرين بينما كان يكتب السيد المسيح على الأرض، بلغة قرأ كل منهم فيها خطيته الخفية. بقيت المرأة الزانية وحدها تقف أمام ديان العالم كله الذي ما جاء ليدين بل ليخلص، فسألها ألا تعود للخطيئة. هو وحده من حقه أن يدينها، لكنه يفتح أبواب الرجاء أمام الخطاة للتوبة. قدم نفسه محررًا للنفس، بكونه الحق الإلهي [32].

مع لطفه وحنانه نحو الخطاة من الشعب اظهر حزمه مع القيادات الدينية التي طلبت أن تمارس عمل أبيها: إبليس القتال، أب الكاذبين. أراد أن يحررهم من بنوتهم لإبليس، فيتمتعوا بالحق عوض الكذب، ويمارسوا الحب عوض شهوة القتل. ظنوا أنهم أبناء إبراهيم الحر، مع أنهم لم يمارسوا أعماله بل أعمال إبليس. أما يسوع فأعلن أن إبراهيم هذا تهلل أن يرى يومه، فرأى وفرح [56].

تكشف قصة تعامل السيد المسيح مع المرأة الخاطئة عن طبيعة السيد المسيح الملتهبة بالحب نحو الخطاة، يشرق عليهم بأشعة حبه ليبدد ظلمتهم.

1. المرأة التي أمسكت في زنا


1-11.

2. المسيح نور العالم


12-20.

3. هلاك غير المؤمنين


٢١ - ٣٠.

4. الحرية الروحية


٣١ - ٣٧.

5. البنوة لله والبنوة لإبليس


٣٨ - ٤٧.

6. اتهامه بالتجديف


٤٨ - ٥٠.

7. المسيح واهب الخلود


٥١ - ٥٩.

ملحق الأصحاح الثامن
حول قصة المرأة الخاطئة
من وحي يو8
1. المرأة التي أمسكت في زنا

"أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون". [1]

في الأصحاح السابق رأينا المضايقات التي حلت بالسيد المسيح خاصة بواسطة القيادات، والآن إذ حل الغروب ترك المدينة وذهب إلى جبل الزيتون، إما ليستريح في بيت أحد أصدقائه أو تحت إحدى مظال عيد المظال. ويرى البعض أنه لم يجد في أورشليم من يأويه في بيته، فانطلق إلى الجبل. ويرى آخرون أنه خرج ليقضي الليلة في الصلاة.

* لبث السيد المسيح يُعلم في أورشليم وفي الهيكل يوم العيد الأخير كله، أي اليوم الثامن من عيد المظال، وناقض أقوال الفريسيين. هؤلاء رجعوا عند المساء إلى منازلهم، وأما هو فمضى إلى جبل الزيتون، لأنه كان في النهار يعلم في الهيكل، وفي الليل يخرج يبيت في جبل الزيتون معلمًا إيانا ألا نقتني منازل من حرفة، بل نقتنع بما تدعو الضرورة إليه للراحة فقط، عالمين أننا سنترك هذه الأبنية بعد قليل، وننتقل إلى العالم الباقي، ويكون تعبنا لأجل هذه المنازل باطلًا وعبثًا.

القديس يوحنا الذهبي الفم

"ثم حضر أيضًا إلى الهيكل في الصبح،

وجاء إليه جميع الشعب،

فجلس يعلمهم". [2]

جاء السيد المسيح إلى الهيكل في الصباح المبكر لكي يعلم الشعب الذي جاء إليه. بالأمس كان يعلم، وها هو يأتي اليوم باكرًا، مع أنه ربما قضى الليلة كلها على جبل الزيتون يصلي، لكنه كمحبٍ لعمله، ولشوقه أن يتمتع الكل بالمعرفة جاء إلى الهيكل مبكرًا. إنه يحب المبكرين إليه، إذ قيل: "أنا أحب الذين يحبونني والذين يبكرون إليّ يجدونني" (أم ٨: ١٧). وها هو يبكر إلى أحبائه.

أراد أن يلتقي مع الشعب داخل الهيكل، إذ لم يأتِ لكي يهجر الشعب القديم بل ليهبهم مفاهيم جديدة ونظرة جديدة نحو الناموس والهيكل والعبادة. جلس يعلمهم، بكونه صاحب سلطان، يود أن يجلس الكل معه، ويستقروا معه، يستمعون إلى الحق ويتمتعون به.

اعتاد كبار المعلمين أن يجلسوا أثناء التعليم، إذ يمتد ذلك إلى فترات طويلة، خاصة وان الإنجيلي يوحنا يقول: "جاء إليه جميع الشعب"، فمن جهة فعل "جاء" يحمل استمرارية الحضور، ومن جهة أخرى كلمتا "جميع الشعب" تشيران إلى جموع كثيرة. فكانت الحركة مستمرة ومتزايدة منذ الصباح المبكر (لو ٢١: ٣٨).

"وقدمإليه الكتبة والفريسيون امرأةأمسكت في زنا،

ولما أقاموها في الوسط". [3]

يرى البعض أنه بسبب انتشار الزنا لم تُعد تطبق الشريعة الخاصة بالمرأة الزانية بأن تحضر أمام الكاهن وتشرب ماء الغيرة (عد ٥: ١٤)، وذلك لأن كثير من الأزواج أيضًا كانوا ساقطين في الزنا.

لاحظ الكتبة والفريسيون تجمع أعداد ضخمة من الشعب حول السيد المسيح يسمعون تعليمه منذ الصباح المبكر، فأرادوا من جانب أن يفسدوا هذه الجلسة بإحضار المرأة الزانية لكي ينشغل الكل بأمرها لا بما يعلم به السيد. ومن جانب آخر أرادوا نصب شبكة له، فإن عفا عنها حُسب كاسرًا للناموس، وإن دانها ينفرون منه كشخصٍ قاسٍ.

"قالوا له:

يا معلم هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل". [4]

يدعونه "يا معلم" بينما في اليوم السابق دعوه مضللًا (٧: ٤٧).

فقد الكتبة والفريسيون جوهر رسالتهم وهو الدخول بكل نفس إلى معرفة مشيئة الله، وتمتع الكل بالحب الإلهي. وصار انشغالهم منصبًا في الحرف القاتل، بغض النظر عن خلاص الإنسان وتمتعه بالشركة العميقة مع الله. لهذا لم يكن صعبًا عليهم أن يجدوا امرأة في حالة تلبس بجريمة الزنا. جاءوا بها إلى السيد، كل منهم يحمل في قلبه حجرًا يروي أعماقه المتعطشة لسفك الدماء، مطالبين في داخلهم برجمها، كما برجم شخصية السيد المسيح.

لم يدركوا أن السيد المسيح، كلمة الله، لن ينقض الناموس لكنه يكمله، فيرفعه من الحرف القاتل إلى الاهتمام ببنيان الداخل وتقديس الأعماق.

ظن الحرفيون في الناموس أنهم حتمًا يتمتعون برؤية المرأة وهي تطرد من الحياة برجمها، إذ لا تستحق الوجود على الأرض، ولا السكنى في بيت، بل تُلقى في حفرة وتنهال عليها الحجارة. ولم يدركوا أنهم جاءوا بها إلى غافر الخطية القدير، الذي وحده يجتذبها من بيت إبليس ويسحبها من منزل الزنا، لا ليعفو عنها، وإنما لتجد في القدوس عريسًا لنفسها، وفي السماء بيت زوجية تستقر فيه.

قصة هذه المرأة الزانية تفتح أمام كل نفس باب الحب الإلهي والرحمة، لتجد ناموس المسيح قانونها الداخلي الجذَّاب، فتنعم بالصوت الإلهي: "إني لم آتِ لأدين العالم بل لأخلص العالم" (يو ٣: ١٧؛ ١٢: ٤٧). فلا تجد من يحكم عليها بالموت الأبدي، بل من يشتريها بالدم الثمين ويهبها برَّه السماوي، ويشفع فيها أمام الآب، ويدخل بها إلى الأحضان الإلهية. تحولت هذه القصة من وقوف في محكمة إلى دخولٍ في عرس أبدي سماوي.

في رسالته عن العذارى إلى إستوخيوم Eustochuim يكتب القديس جيروم مطالبًا إيّاهن أن يتركن بيت أبيهن، أي إبليس، لكي يرتبطن بالعريس السماوي. [ربما تقولين لي: لقد تركت بيت طفولتي، لقد نسيت أبي، ووُلدت من جديد في المسيح، أيّة مكافأة أنالها؟ يُظهر النص ذلك: "يشتهي الملك حُسنك" (مز 45). هذا هو السرّ العظيم. فإنه لهذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويصير الاثنان (ليس كما جاء في النص جسدًا واحدًا)، بل روحًا واحدًا (أف 31:5-32). عريسكن ليس متشامخًا ولا مستخف بكن... إنه يقودكم إلى حجاله بيده الملوكية[824].]

"وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه ترجم،

فماذا تقول أنت؟" [5]

لم يأمر موسى بالرجم بل أمرت الشريعة أن يحكم على الزاني والزانية بالموت (لا ٢٠: ١٠؛ تث ٢٢: ٢٢). لكن كانت وسيلة الحكم بالموت في ذلك الحين هي الرجم. إذ كان عطشهم لسفك الدماء ملتهبًا، ورغبتهم في تلفيق تهم خطيرة ضد السيد المسيح ملتهبة، جاءوا بالمرأة ليقدموا قضية غير متكاملة من الجانب القضائي، إذ لم يأتوا بمرتكب الجريمة مع المرأة، ولا أحضروا الشهود. ومع هذا لم يرفض السيد القضية لعدم تكاملها، لكنه حوَّل أنظار الكل إلى عمق الوصية وغاية الناموس الحقيقية.

* ألحوا عليه بالجواب على سؤالهم الخبيث، إذ قد كان في ظنهم لا يقدر أن يفلت من سؤالهم ذي الحدين. إن حّل الزانية يكون قد تجاوز الناموس وقلب نظام الشريعة، وفتح بابًا للزنا، وإن أمر برجمها يكون قد ابتعد عن دعته وحلمه، إلا أن السيد المسيح الذي لم يزل حليمًا، ولا ابتعد عن شفقته، ولا علّم ضد الناموس، لكنه حامى عن الناموس، ولم يفنده، ولم يفسخه، وأنقذ المرأة من القتل.

القديس يوحنا الذهبي الفم

"قالوا هذا ليجربوه، لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه،

وأما يسوع فانحنى إلىأسفل،

وكان يكتب بإصبعه على الأرض". [6]

جاءوا إليه كقاضٍ يجب أن يحكم بالناموس وإلاَّ حُسب كاسرًا للناموس، ومجدفًا يستحق هو الرجم، ولم يدركوا أن المعزي السماوي. حقا إنه الديان الإلهي لكنه في نفس الوقت المحامي الذي يطلب الخطاة ويطرد الخطية.

كتب "بإصبعه على الأرض"، هذا الذي سبق فكتب الوصايا العشرة بإصبعه على حجارة، وسلمها لموسى، يكتب بإصبعه على الأرض ليكتشف الكل أنهم كسروا الوصية، وعاجزون عن تنفيذ الرجم لأنهم خطاة ومستحقون الموت.إنه لا يزال يكتب على أرض قلوبنا، ليحول ترابها الفاسد إلى سماء مقدسة. يكتب بروحه القدوس (بإصبعه) ليكمل الناموس؛ نكتشف خطايانا فلا ننشغل بخطايا الآخرين، بل بخلاصنا وخلاصهم. يسجل بإصبعه عمل الحب فينا!

لو أنه حكم عليها بالموت لاشتكوه لبيلاطس أنه أصدر حكمًا بالموت، الأمر الذي نُزع من القيادات الدينية وصار في سلطان الحاكم الروماني وحده. هذا وأن القانون الروماني لم يكن يحكم بالموت بسبب الزنا. وإن عفا عنها يُتهم بأنه يسمح بالتسيب وعدم الحزم بخصوص العفة والطهارة، بجانب كسره للناموس.

لم يطلبوا مشورته عن إخلاص لمعرفة الحق، وإنما ليجربوه، لهذا لم يستحقوا أن ينالوا إجابة صريحة، وإنما أن يكشف لهم عما في قلوبهم وأفكارهم وما ارتكبوه سرًا، فصاروا في عارٍ دون أن يعرف أحدهم مافعله الآخر. لقد ستر عليهم ولم يوبخهم مجاهرة.

* إن سألت: ماذا كتب السيد المسيح على الأرض؟ أجبتك: يُحتمل أنه قد رسم شيئًا يسبب حياءً وخجلًا للكتبة والفريسيين، وتبكيتًا لخطاياهم.

القديس يوحنا الذهبي الفم

* بهذه الكلمات والآراء ربما كانوا قادرين على إشعال الحسد ضده، وإثارة اتهامات ضده، وتكون سببًا لطلب إدانته. ولكن هذه ضد من؟ لقد وقفت الحماقة ضد الاستقامة، والبطلان ضد الحق، والقلب الفاسد ضد القلب المستقيم، والجهالة ضد الحكمة. متى أعد مثل هؤلاء الناس شباكًا، ولم يلقوا برؤوسهم أولًا فيها؟ انظروا إذ أجابهم الرب حفظ البرَّ ولم يفارق اللطف. لم يسقط في الشباك المنصوبة له، بل بالأحرى سقطوا هم فيها، إذ لم يؤمنوا به أنه قادر أن يسحبهم إلى الشبكة التي نصبوها[825].

القديس أغسطينوس

"ولما استمروا يسألونه،

انتصب وقال لهم:

من كان منكم بلا خطية فليرمها أولًا بحجر". [7]

كان نظام الرجم عند اليهود حسب فكر الحاخامات هو هكذا. تُربط يدا المجرم من خلف وهو نصف عارٍ، ويوضع على منصة ارتفاعها عشرة أقدام أو اثني عشرة قدمًا، ثم يدفعه الشاهدان بكل قوة، فإن مات ينتهي الأمر، أما إذا لم يمت يحمل أحد الشاهدين حجرًا ضخمًا ويضرب به على صدره، وغالبًا ما تكون الضربة القاضية. غير أن هذا النظام لم يكن يُتبع في كل حالات الرجم.

إذ ألحوا عليه واستمروا يطلبون رأيه وهو صامت كمن لا يسمع أخيرًا سلمها ليحكموا هم إن استطاعوا.

"ثم انحنى أيضًا إلى اسفل،

وكان يكتب على الأرض". [8]

جاء في بعض المخطوطات أنه كان يكتب على الأرض خطاياهم. لم يكتب السيد على رخامٍ أو نحاسٍ بل على التراب، لأنه كتب خطاياهم إلى لحظات وتزول، فإنه ينقش أسماءنا على كفه لتبقى خالدة، أما خطايانا فيكتبها على الأرض في التراب لكي تُدفن مع التراب وتنتهي. كتب في التراب لكي يحكم التراب على التراب، أما هو فما جاء ليدين بل ليخلص.

* كأن السيد المسيح يقول: قد أريتكم أيها الكتبة والفريسيين جرائمكم على شبه جرم هذه الزانية، بل وأعظم منها كما تشهد عليكم ضمائركم. فإذًا لا تلحوا على دينونة هذه المرأة الزانية بلجاجة وصرامة، بل تذكروا خطاياكم، وافحصوا عن جرمها، لأنكم أنتم خطاة ومجرمون، ومؤهلون للعقاب على شبهها، وإن كنتم تدينونها، فبالأولى أن تدينوا أنفسكم أيضًا، وإن آثرتم رجمها فبالأولى وجب رجمكم... إذًا فقد أنقذ السيد المسيح المرأة الزانية من الموت، ولم يخالف الناموس، لأنه لم يزل قادرًا وحكيمًا ورحيمًا.

القديس يوحنا الذهبي الفم

* أراد العاصون عن الناموس تنفيذ الناموس، بهذا صاروا مُهتمين بإهماله وليسوا منفذين له،

دينوا كزناة بواسطة العفة!

لقد سمعتم أيها اليهود، أيها الفرّيسيون، يا معلمو الناموس وحارسوه لكنكم لم تدركوا (يسوع) أنه معطي الناموس!

ماذا يعني عندما يكتب بإصبعه على الأرض؟

لقد كُتب الناموس بإصبع اللَّه، لكنه كُتب على حجر بسبب قسوة قلوبكم (الحجرية). الآن يكتب الرب على الأرض لأنه يطلب ثمرًا. لقد سمعتم الناموس، ليته يُنفذ، ليت الزناة يُرحمون...

ولكن هل بعقاب هذه المرأة يتم الناموس بالذين هم مستوجبون العقوبة؟

ليتأمل كل إنسانٍ في نفسه، ليدخل إلى نفسه، ويصعد على كرسي الحكم الذي لذهنه، ويضع نفسه وراء قضبان ضميره، ويلزم ذاته بالاعتراف. فإنه يعرف أنه هو، إذ لا يعرف أحد ما للإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه. ليتطلع كل واحد بحرصٍ إلى نفسه فيجد نفسه خاطئًا.

نعم حقًا، إما تتركوا المرأة لسبيلها، أو تنالون معها عقوبة الناموس.

لو أنه قال بأن الزانية لا تُرجم لبرهن أنه غير عادلٍ، وإن قال إنها ترجم لما ظهر أنه حنًان. ليقل ما قاله كلطيفٍ وعادلٍ: "من كان منكم بلا خطية فليرجمها أولًا بحجر"[7].

هذا هو صوت العدالة. لتُعاقب الخاطئة، ولكن ليس بواسطة الخطاة. ليُنفذ الناموس لكن ليس بكاسري الناموس[826].

القديس أغسطينوس

"وأما هم فلما سمعوا، وكانت ضمائرهم تبكتهم،

خرجوا واحدًا فواحدَا،

مبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين،

وبقي يسوع وحده، والمرأة واقفة في الوسط". [9]

إن كانوا قد انصرفوا فكيف كانت المرأة واقفة في الوسط؟ الذين انصرفوا هم المتهمون لها، أما الشعب الذي جاء يستمع للسيد المسيح فبقي واقفًا والمرأة في الوسط. وكأن الله لم يكتب خطايا كل الشعب، إنما الذين اتهموها وحدهم. فمن يدين أخاه يُدان! وبالحكم الذي يحكم به على الغير يُحكم عليه. المغلوبون من الخطية غالبًا ما يكونوا مملوئين عنفًا ضد الخطاة، وأما الأبرار فيترفقون بهم، إذ يدينون أنفسهم لا الآخرين.

أظهر الكتبة والفريسيون بتصرفهم هذا أنهم غيورون ضد الخطية، لكن ظهر أنهم هم أنفسهم ليسوا متحررين منها، كانوا كما قال لهم السيد مملوءين من الداخل نجاسة (مت ٢٣: ٢٧-٢٨). بتصرفهم ليس فقط تحاشى السيد الشبكة التي نصبوها له، وإنما سمح لهم أن يسقطوا في ذات الشبكة، إذ صاروا في عارٍ أمام الجمع. لم يستطيعوا تنفيذ الناموس، ولم يوجد أحد منهم مستحقًا أن يرفع أول حجرٍ يلقيه بها. ليتنا لا نلقي الحجارة على إخوتنا بينما نحن أنفسنا نستحق الرجم.

ارتعبوا مما كتبه السيد على الأرض كما سبق وارتعب بيلشصر الملك عندما رأى يدًا تكتب على الحائط أمامه (دا ٥: ٢٥). طوبى للذين يجدون سلامهم فيما يكتب السيد المسيح، والويل لمن يرتعب أمام ما يكتبه السيد.

حول السيد المسيح أنظارهم من التطلع إلى تصرفات المرأة الزانية أو من انتظار الحكم عليها إلى ضمائرهم الداخلية، ليروا الفساد الداخلي، لعلهم يتوبون ويرجعون إلى الله. لقد اكتشفوا فسادهم، وبدلًا من الاعتراف به وقبول مشورة طبيب النفوس هربوا كما من المعركة (٢ صم ١٩: ٣). كل ما فعلوه أنهم خشوا الفضيحة والعار فهربوا لا إلى المسيح مخلصهم بل إلى خارج المسيح حتى لا يفضحهم نوره.

إذ انسحب المشتكون كان يمكن للمرأة أن تهرب، لكنها وجدت خلاصها في السيد المسيح. بتصرفه هذا لم يهادن الخطية، لكنه أعلن أنه جاء ليخلص العالم لا ليدينه، فلم يخشَ الخطاة والعشارون اللقاء معه وهو العارف بأسرار الجميع وخفياتهم.

سرعان ما تغير الموقف! امرأة بائسة تترقب رجمها بعد لحظات، وقد أرهبها لا منظر الحاملين للحجارة لرجم جسدها بل ملامح القادة وقد وجدوا سعادتهم في سفك دمها. الآن تركها الكل لتجد نفسها أمام الحب الفائق للخطاة والعمل الإلهي العجيب لتقديس حياتها لحساب ملكوت السماوات! عوض الرعب صارت كمن في عرسٍ. ترى السماء متهللة تنتظر يوم عرسها الأبدي!

* فإذ خرجوا أظهروا بالإقرار على أنفسهم أنهم مجرمون على هذه المشابهة، وما أسرعوا بالخروج إلا خوفًا من أن يبتدئ بذكر خطاياهم واحدًا فواحدًا...

"مبتدئين من الشيوخ": خرج الشيوخ أولًا، إما لأنهم كانوا قد ارتكبوا خطايا أكثر، بسبب سنوات عمرهم الأكثر، أو لأنهم فهموا قوة كلام السيد المسيح قبل غيرهم لنباهة فهمهم.

القديس يوحنا الذهبي الفم

"فلما انتصب يسوع ولم ينظر أحدًا سوى المرأة،

قال لها:

يا امرأة، أين هم أولئك المشتكون عليكِ؟

أما دانكأحد؟" [10]

"فقالت: لا أحد يا سيد.

فقال لها يسوع: ولا أنا أدينك، اذهبي ولا تخطئي أيضًا". [11]

يرى البعض أن المرأة تعرضت لمعاملة غاية في القسوة والعنف ممن أمسكوا بها، فاكتفى بهذا التأديب لها.

* قول السيد المسيح للمرأة الزانية: "ولا أنا أدينك"، كأنه يقول: "إنني أنا وحدي الذي أستطيع أن أدينك يا امرأة، لأنني وحدي الديان، ولكن لأنني إنما أتيت لأخلص العالم لا لأدينه، فلست أدينك.

وبقوله: "اذهبي" كأنه يقول: "اذهبي وكوني في طمأنينة، فإن زناكِ قد نُزع عنكِ، لأنني قد نزعت عنكِ خطاياكِ، فإذًا اذهبي...

وقوله: "ولا تخطئي أيضًا" أي أوصيكِ ألا تعودي تخطئي فيما بعد لئلا أدينك على ما تخطئين به. من الآن لا تعودي إلى الخطية مرة أخرى كما يعود الكلب إلى قيئه (أم 26: 11؛ 2 بط 2: 22)، ولا تعودي فيما بعد لئلا تعاقبين.

القديس يوحنا الذهبي الفم

* الذي غيَّر طبيعة الخمسة أرغفة وصيَّرها أرغفة كثيرة، وأنطق طبيعة الحمار غير العاقل، وجاء بالزانية إلى العفة (يو8)، وجعل طبيعة النار المحرقة بردًا على الذين كانوا في الأتون، ومن أجل دانيال لطَّف طبيعة الأسود الكاسرة، كذلك يقدر أن يغَّير النفس التي أقفرت وتوحشت بالخطية، ويحولها إلى صلاحه ورآفاته وسلامه بروح الموعد المقدس الصالح.

القديس مقاريوس الكبير

* لقد سمعنا صوت العدالة [7]، لنسمع أيضًا صوت الرحمة... ذاك الذي طرد خصومها بلسان العدل رفع عيني الرحمة إليها، قائلًا لها: "ولا أنا أدينك؛ اذهبي، ولا تخطئي أيضًا"[18].

ليحذر الذين يحبون في الرب لطفه، ليخشوا حقه! فإن الرب حلو وحق" (مز 35: 8). أنت تحبه بكونه حلوًا، لتخشاه بكونه حقًا...

الرب رقيق، طويل الأناة، حنّان، لكن الرب أيضًا عادل وحق.

إنه يفسح لك المجال للإصلاح، لكنك تحب تأجيل الدينونة أكثر من إصلاح طرقك!

هل كنت بالأمس شريرًا؟ لتكن اليوم صالحًا.

هل أنت مستمر اليوم في شرِّك؟ على أي الأحوال تغيّر غدًا... لكن كيف تعرف أن غدًا يأتي...؟ اللَّه وعد بالغفران لمن يُصلح من شأنه، لكنه لم يعدني بأن يطيل حياتي (للغد)![827]

القديس أغسطينوس

يحذرنا القديس أغسطينوس من اليأس كما من الرجاء الباطل، فمن ييأس ظانًا أن اللَّه لا يغفر له يقتل نفسه باليأس، ومن يسترخي مهملًا في التوبة بدعوى رحمة اللَّه تنقذه غدًا يهلك نفسه بالرجاء الباطل[828].

2. المسيح نور العالم

"ثم كلمهم يسوع أيضًا قائلاَ:

أنا هو نور العالم،

من يتبعني فلا يمشي في الظلمة،

بل يكون له نور الحياة". [12]

إذ انسحب المشتكون الذين أرادوا أن يسببوا اضطرابًا وبلبلة وسط الجمع ثم انسحبت المرأة أكمل السيد المسيح تعليمه للشعب، وغالبًا ما لخص حديثه بالعبارة: "أنا هو نور العالم..." [١٢]. بدونه يبقى الكل في الظلمة والبؤس والموت. لقد أدرك الفريسيون أن ما يعنيه بهذا أنه المسيا المنتظر، إذ رمز إليه الأنبياء بالنور (إش ٦٠: ١؛ ٤٩: ٧؛ ٩: ٩). جاء في Bamidbar Rabba: "قال الإسرائيليون لله يا رب المسكونة، أنت أمرت أن توقد أسرجة لك، أنت هو نور العالم. وبك يسكن النور[829]".

"لا يسلك في الظلمة"، أي يخلص من الجهل والخيانة والخطية.

يرى البعض أن الحديث هنا يشير إلى عادة كان يمارسها اليهود حيث يضيفون إلى عيد المظال يومًا تاسعًا فيه يُخرجون كل الكتب المقدسة من الصناديق المودعة فيها ويضعون مكانها مشاعل منيرة إشارة إلى ما جاء في أم ٦: ٢٣ "لأن الوصية مصباح، والشريعة نور، وتوبيخات الأدب طريق الحياة".

يرى كثير من الدارسين أن من أهم الذكريات لعيد المظال هو سكب الماء بيد رئيس الكهنة كما رأينا في الأصحاح السابق، وممارسة طقس "النور" تذكارًا لعمود النور الذي كان يتقدم الشعب في البرية ليقودهم وسط ظلمة الليل (خر ١٣: ٢١) حتى يعبروا إلى كنعان حسب الوعد الإلهي.

كانوا يستخدمون في هذا العيد شمعدانًا ضخمًا ذا فروع كانت تستخدم أربعة أسرجة تُملأ بالزيت، كانوا يصعدون إليها بواسطة سلم. وقد جاء في التلمود أن ارتفاعها خمسون ذراعًا. وكان النور بهيًا جدًا، فجاء في المشناة Mishah: "لا توجد ساحة دار في أورشليم لا ينعكس عليها النور". هذا المنظر البرَّاق كان نادرًا جدًا في المدن القديمة.

يرى بعض الدارسين أن هذا الشمعدان يُطفأ بعد العيد، وقد وقف السيد هناك حيث انطفأ النور الذي أبهر القادمين للعيد، وحلت الظلمة عوض النور، ليعلن عن الحاجة إلى النور الإلهي، إلى المسيا عبد الرب بكونه نورًا جاء للأمم.

جاء في إشعياء النبي: "أنا الرب قد دعوتك للبرّ، فأمسك بيدك وأحفظك، وأجعلك عهدًا للشعب، ونورًا للأمم، لتفتح عيون العمي، لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن، الجالسين في الظلمة" (إش ٤٢: ٦-٧). "قد جعلتك نورًا للأمم لتكون خلاصي إلى أقصى الأرض" (إش ٤٩: ٦). "حقي أثبته نورًا للشعوب" (إش ٥١: ٤).

إذ فسَّر الربيون قول المرتل: "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف" (مز ٢٧: ١)، بأن الناموس هو النور، أعلن السيد أنه هو الكلمة الإلهي، نور العالم، الذي يضيء لكل إنسانٍ آت إلى العالم.

وإذ قالوا أن الهيكل هو "النور" سألهم السيد أن ينقضوا الهيكل ليبنيه في ثلاثة أيام (يو ٢: ٢٠)، معلنًا عن هيكل جسده القائم من الأموات، بكونه الهيكل الذي يضم الخليقة الجديدة المستنيرة بنور قيامته.

وعندما تحدث الإنجيلي يوحنا عن الهيكل السماوي قال: "الرب الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها... لأن مجد الله قد أنارها، والخروف سراجها" (رؤ ٢١: ٢٣، ٢٤).

يشبه السيد المسيح حياة الإنسان برحلة وسط عالمٍ مظلمٍ، يحتاج إلى شمس البرّ، تشرق عليه وترافقه فلا يتعثر في الطريق. يليق بالمؤمن أن يتبعه ويسترشد به في كل أمور حياته. إنه النور الحقيقي الذي نجد سلامنا في التطلع إليه ومصاحبته والإيمان به والسير فيه، ليكون سراجًا ليس لعيوننا فقط بل ولأرجلنا، سراج لكل كياننا. يقودنا في هذا العالم ويرفعنا بروحه القدوس إلى السماء فنتمتع بعربون الأبدية.

* أوضح أنه ليس هو أحد الأنبياء، لكنه سيد العالم، وليس هو نور الجليل ولا فلسطين ولا اليهودية، بل "نور العالم".

القديس يوحنا الذهبي الفم

* إن كنا أساقفة الله والمسيح لا أجد أن أحدًا ما يُلزمنا أن نتبعه أكثر من الله والمسيح، إذ هو نفسه في إنجيله يؤكد قائلًا: "أنا نور العالم، من يتبعني لا يسلك في الظلمة بل يكون له نور الحياة"[١٢][830].

الشهيد كبريانوس

* أظن ما يقوله الرب: "أنا هو نور العالم"[12] واضح لمن لهم أعين يشاركون بها هذا النور، أما الذين ليس لهم أعين سوى الأعين التي في الجسد وحدها فيندهشون لقول الرب يسوع المسيح: "أنا هو نور العالم"[831].

* يوجد نور هو خالق لنور الشمس. لنحب هذا النور، ونشتاق أن ندركه، ونعطش إليه، حتى يقودنا ويبلغ بنا إليه، وهكذا نعيش فيه فلن نموت...

الذي يشرق عليك لكي تنظره، هو بعينه (الينبوع) الذي يفيض عليك فترتوي...

حتى عندما لا يُعلن ربنا يسوع المسيح للكل خلال سحابة جسده، لكنه هو كما هو ممسك بكل الأشياء بقوة حكمته...

إلهك حال بكامله في كل موضع، إن كنت لا تتركه لن يتركك"[832].

القديس أغسطينوس

* لنتبعه الآن فننال فيما بعد. نتبعه الآن بالإيمان فننال فيما بعد بالعيان. يقول الرسول: "فإذًا نحن واثقون كل حين وعالمون أننا ونحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب، لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان" (2 كو 5: 6-7).

متى نسلك بالعيان؟ عندما يكون لنا نور الحياة، عندما نبلغ تلك الرؤيا، عندما يعبر الليل.

عن هذا اليوم حيث نقوم قيل: "في الصباح اقترب إليك وأتأملك" (مز 5: 4). ماذا يعني "في الصباح"؟ عندما يعبر ليل هذا العالم، عندما تنتهي مخاوف التجارب، عندما ينهزم ذاك الأسد الذي يجول في الليل يطلب من يفترسه.

"في الصباح أقف أمامك وأتأمل". الآن ماذا تظنّون أيها الاخوة ما هو واجبنا نحو الحياة الحاضرة، إلا ما يقوله المزمور مرة أخرى: "أعوّم كل ليلة سريري بدموعي..." (مز 6: 6)

يقول كل ليلة أبكي، والتهب شوقًا نحو النور. فيتطلع الرب إلى رغبتي، إذ يقول مزمور آخر: "أمامك كل شوقي وتنهدي ليس بمستورٍ عنك" (مز 38: 10).

هل تشتاق إلى الذهب؟ لا يمكنك أن لا تُرى، لأنك إذ تطلب الذهب تُعلن ذلك للبشر...

أتشتاق إلى اللَّه"؟ من يرى ذلك إلا اللَّه؟ ممن تطلب اللَّه... إلا من اللَّه؟ فإنه يُطلب من ذاته الذي يعد بإعطاء ذاته.

لتبسط النفس شوقها، وبحضنها المتسع تطلب وتدرك ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن وما لا يخطر على قلب إنسان (1 كو 2: 9).

يمكننا أن نشتهي ذلك ونتوق إليه ونركض وراءه، لكننا لا نقدر أن نستحق إدراكه ونعلنه بكلمات[833].

القديس أغسطينوس

"فقال له الفريسيون:

أنت تشهد لنفسك،

شهادتك ليست حقا". [13]

إذ انسحب الفريسيون المشتكون على المرأة الزانية بقي فريسيون آخرون لمقاومته من جهة ما ينطق به من تعاليم. كان الفريسيون يعرفون أن "النور" هو لقب المسيا الذي ترقبه رجال العهد القديم كما جاء في دانيال ٢: ٢٢.

يغالط الفريسيون أنفسهم، فإننا نجد في العهد القديم بعض الأنبياء شهدوا لأنفسهم، وأكدوا أنهم يحملون إعلانًا إلهيًا أو نبوة من السماء. بل وجاء الفريسيون يسألون يوحنا المعمدان: ماذا تقول عن نفسك؟ لو أنهم في إخلاصٍ تطلعوا إلى تعاليمه وآياته التي صنعها لأدركوا أن السيد المسيح لم يكن محتاجًا إلى شهادة خارجية.

"أجاب يسوع وقال لهم:

وإن كنتأشهد لنفسي فشهادتي حق،

لأنيأعلم من أينأتيت، وإلى أينأذهب،

وأما أنتم فلا تعلمون من أينآتي، ولا إلى أينأذهب". [14]

إذ يعلم السيد المسيح أنه ابن الله لم يهاجمهم ولا هاجم شهادتهم الكاذبة، إنما كشف عن شخصه وعن علاقته بالآب ورسالته بتجسده. وهذا كله فيه كل الكفاية للشهادة له.

أكد السيد المسيح ثلاث حقائق:

أولًا: يقينه من جهة معرفته بنفسه، وأن الأمر ليس فيه أدنى شك ولا يحتاج إلى حوارٍ. يعرف نفسه قبل مجيئه وإعلانه عن نفسه للعالم. فقد جاء من عند الآب وإليه يذهب (يو ١٦: ٢٨)، جاء من المجد ويعود إليه (يو ١٧: ٥).

ثانيًا: أنهم ليسوا أكفاء ليكونوا قضاة عليه وعلى تعاليمه، لأنهم جهلاء ويريدون أن يبقوا في ظلمة الجهل. إنهم يدينون في حسب أهوائهم الجسدية [١٥]، ليسوا أهلًا للحكم فيما هو إلهي وروحي. ومع استحقاقه أن يدين لأنه الديان العادل لكنه يؤجل الدينونة إلى مجيئه الثاني.

ثالثًا: أن شهادته لنفسه تثبتها شهادة الآب له [١٨].

* للرب يسوع المسيح شهود هم الأنبياء الذين أُرسلوا قبله، المذيعون (الحجَّاب) الذين يسبقون القاضي. له أيضًا يوحنا المعمدان شاهد له، لكن هو نفسه يحمل أعظم شهادة لنفسه... إنه النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسانٍ آتٍ إلى العالم[834].

* "لأني أعلم من أين أتيت، وإلى أين أذهب" من يتكلم معكم بشخصه لديه ما لم يتركه، ومع ذلك قد جاء. لأنه بمجيئه لم يترك هناك (السماء). ولن يهجرنا عندما يعود إلى هناك.

لماذا تتعجبون؟ إنه اللَّه، فإن ما يحدث لا يقدر أن يفعله إنسان، لن يحدث حتى مع الشمس، فإنها إذ تذهب إلى الغرب تترك الشرق حتى تعود إليه عندما تشرق... أما ربنا يسوع المسيح فإنه يأتي وفي نفس الوقت هو هناك، ويعود وهو لا يزال هنا. اسمع الإنجيلي نفسه يقول... "اللَّه لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبّر". لم يقل أنه كان في حضن الآب، كما لو كان بمجيئه قد ترك حضن الآب.

كان يتحدث هنا، ومع ذلك يعلن أنه كان موجودًا هناك.

وعندما اقترب من الرحيل من هنا ماذا قال: "ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء العالم" (مت 28: 20)[835].

القديس أغسطينوس

* من ينكر أن الابن من الآب لا يعرف الآب الذي منه الابن، وأيضًا لا يعرف الابن لأنه لا يعرف الآب[836].

القديس أمبروسيوس

"أنتم حسب الجسد تدينون،

أما أنا فلستأدين أحدًا". [15]

إذ صار الكلمة جسدًا دانه الفريسيون حسب الجسد، إذ ظنوه إنسانًا مجردًا، ولم يدركوا حقيقته أنه كلمة الله وحكمة الله وقوة الله. أعماله تشهد بذلك، إنه المسيا الموعود به. لقد خدعوا أنفسهم بأنفسهم، لأنهم حاولوا قياس الإلهيات بمقاييس بشرية، والروحيات بمقايسس جسدية.

تطلعوا إلى الناموس والوعود الإلهية بأعين جسدية، فتحول الكتاب إلى دراسات حرفية، وتعلق بالخلاص الزمني والكرامة الباطلة والحرف القاتل، فتعثروا في معرفة المسيا كما في معرفة الآب الذي أرسله.

* أن يعيش أحد حسب الجسد هو أن يحيا بطريقة شريرة، هكذا من يدين حسب الجسد يدين ظلمًا[837].

* "لا أدين أحدًا"،فإنني إن كنت أود أن أدين تكونون أنتم مًدانين... لكن وقت الدينونة لم يحل بعد. إنه يلمح بأنه ليس وحده يدينهم، بل والآب أيضًا يدينهم[838].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* نحن نقول أنه سيأتي ديّانًا للأحياء والأموات بينما يقول عن نفسه: "أما أنا فلست أدين أحدًا" [15]. هذا السؤال يمكن أن يُحل بطريقتين. إما أننا نفهم هذا التعبير "لست أدين أحدًا" بمعنى لست أدين أحدًا الآن، وذلك حسب قوله في موضع: "لم آتِ لأدين العالم بل لأخلص العالم"، غير منكرٍ هنا أنه يدين، لكنه يرجئها. أو لأنه إذ قال: "أنتم حسب الجسد تدينون" [15] أضاف: "أما أنا فلست أدين أحدًا" بذات الطريقة، أي حسب الجسد[839].

القديس أغسطينوس

"وإن كنت أناأدين، فدينونتي حق،

لأني لست وحدي،

بل أنا والآب الذيأرسلني". [16]

* أشار السيد المسيح هنا بالتلميح أنه ليس هو وحده يدينهم، لكن أباه أيضًا معه يوجب الحكم عليهم[840].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* كأنه يقول: "دينونتي حق"، لأنني ابن اللَّه. كيف تبرهن أنك ابن اللَّه"؟ "لأني لست وحدي، بل أنا والآب الذي أرسلني"... يوجد جوهر واحد، لاهوت، شركة أزلية، مساواة كاملة عدم اختلاف... لكن الآب آب، والابن ابن... الابن أقنوم آخر غير الآب، هذا تقوله بالحق، أما أنه مختلف عنه في الطبيعة فهذا ليس حقًا... أنا لست الابن بطريقة بها لا أكون معه، ولا هو بطريقة بها لا يكون معي. لقد أخذت شكل العبد، لكنني لم أفقد شكل اللَّه[841].

* ليتنا أيها الاخوة نختار لأنفسنا اللَّه ديّانًا لنا، اللَّه شاهد لنا ضد ألسنة الناس، ضد شبهات البشرية. فإن ذاك الذي هو الديّان لا يستنكف من أن يكون شاهدًا، ولا يزداد كرامة حين يكون ديّانًا، حيث أن الشاهد هو نفسه سيكون ديّانًا[842].

القديس أغسطينوس

"وأيضًا في ناموسكم مكتوب أن شهادة رجلين حق". [17]

وإن كان يمكن أن يتفق اثنان أو أكثر على الشهادة الزور (١مل ٢١: ١٠)، لكنها تُقبل كشهادة حق ما دام لا يثبت ضدها (تث ١٧: ٦؛ ٩: ١٥؛ عد ٣٥: ٣٠).

"أنا هو الشاهد لنفسي،

ويشهد لي الآب الذيأرسلني". [18]

كما اشترك الآب والابن في الخلقة، هكذا يعملان معًا في الخلاص. ما يفعله الابن لا يعمله بمفرده بل مع أبيه الذي هو أيضًا يشهد له.

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الفريسيين عرفوا أنه المسيح لكنهم بسبب حسدهم تحدثوا معه كمن لم يعرفوه، وأنهم جاءوا ليجربوه فحسبهم ليسوا أهلًا أن يجيب عليهم. لذلك لم يقدم لهم نبوات العهد القديم والدلائل على شخصه، إنما أعلن أنه هو الشاهد لنفسه، فآياته وتعاليمه وصليبه الذي حان وقته، هذه كلها شهادة حية له. ليس بمحتاجٍ إلى شهادة آخر، وإنما يشهد له الآب بكونه واحدًا معه[843]

* ألا ترون أنه قال هذا ليظهر أنه من ذات الجوهر ولا يحتاج إلى شاهد آخر، وأنه ليس بأقل من الآب؟ لاحظوا على الأقل استقلاله (تمايزه)[844]!

* لو أنه (المسيح) في كيانٍ أقل (من الآب) لما قال هذا! الآن لكي لا تظنوا أن الآب قد ضم للشهادة ليجعل الرقم اثنين (شاهدين) لاحظوا أن سلطانه ليس مختلفًا عما للآب. يقدم الإنسان شهادة عندما يثق في نفسه وليس عندما يحتاج هو نفسه إلى شهادة، وهكذا أيضًا فيما يخص الغير. أما فيما يخصه هو نفسه حين يحتاج إلى شهادة آخر، فإنه لا يكون هو موضع ثقة. أما الحال هنا فمختلف تمامًا، فإنه إذ يشهد لنفسه وأنه يوجد آخر يشهد له يؤكد أنه موضع ثقة، ويعلن بكل الطرق استقلاله (دون انفصاله)...

يضع نفسه أولًا: "أنا هو الشاهد لنفسي" [١٨]. واضح أنه يظهر هنا مساواته في الكرامة، وأنهم لن ينتفعوا شيئًا بقولهم أنهم عرفوا الآب بينما هم لم يعرفوا (المسيح).

يقول أن علة هذا أنهم لا يرغبون في معرفته. لهذا يقول لهم أنه من المستحيل أن يعرفوا الآب بدون أن يعرفوه هو، إذ يقوم هو بجذبهم إلى معرفته. لذلك فبتركهم إياه حتى وإن بحثوا عن معرفة الآب يقول: "لا تقدرون أن تعرفوا الآب بدوني". فمن يجدف على الابن، لا يجدف على الابن وحده، بل وعلى من ولده[845].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"فقالوا له:

أين هو أبوك؟

أجاب يسوع:

لستم تعرفونني أنا ولا أبي،

لوعرفتموني لعرفتمأبي أيضًا". [19]

اتهمهم السيد المسيح بجهلهم لمعرفة الله. حقًا لقد عُرف الله في اليهودية (مز ٦٧: ١)، لهم بعض المعرفة لله كخالقٍ للعالم، لكن أعينهم أظلمت، فلم تستطع أن ترى نور مجده المشرق في وجه يسوع المسيح. أما علة جهلهم للآب فهو جهلهم لشخص المسيح الذي يعلن عن معرفة الآب.

* العبارة: "تعرفونني وتعرفون من أين أنا" (يو ٧: ٢٨) خاصة بشخصه كإنسانٍ، أما العبارة "لستم تعرفونني أنا ولا أبي"[١٩]فخاصة بلاهوته... فمن الواضح أن كلمات القوم الذين من أهل أورشليم: "هذا نعلم من أين هو" (يو ٧: ٢٧) تشير إلى حقيقة أنه وُلد في بيت لحم (مت ٢: ١). وقد عرفوا أنه ذاك الذي أمه تُدعى مريم وأن اخوته (أبناء خالته) هم يعقوب ويوحنا وسمعان ويهوذا (مت ١٣: ٥٥). لهذا شهد للقائلين: "هذا نعلم من أين هو" قائلًا: "تعرفونني وتعرفون من أين أنا". لكنه حينما تحدث مع الفريسيين قال: "وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق، لأني أعلم من أين أتيت وإلى أين أذهب" [١٤]، إذ كان يتحدث عن طبيعته الإلهية، كشخص يتحدث عن الأساس الذي به هو بكر الخليقة (كو ١: ١٥)[846].

العلامة أوريجينوس

ظن بعض الهراطقة أن في قول السيد المسيح "ولا أبي" للفريسيين إشارة إلى أن أباه غير الله الخالق الذي يعرفه الفريسيون خلال قراءتهم للعهد القديم. لكن عدم معرفة الفريسيين هنا تنبع عن شرهم. لا يعرف الأشرار الله حتى إن آمنوا به كخالقٍ، وتحدثوا عنه بكونه الله دون الالتصاق به والسلوك حسب مسرته.

* إن كان أحد ما قادرًا أن يقدم حسابًا كاملًا عن الأمور الخاصة بالله، وقد تعلَّم من آبائه أنه وحده ينبغي له السجود، فإنه ما لم يسلك باستقامة يقول الكتاب عنه أنه لا يحمل معرفة الله.

إن كان أحد بالحقيقة يعرف الأمور الخاصة بالخالق وخدمته الكهنوتية فمن الواضح أن أبناء عالي الكاهن كان لهم هذا، إذ أنهم كانوا يقيمون في موضع العبادة. مع هذا إذ أخطأوا كُتب عنهم في سفر ملوك الأول: "وكان بنو عالي بني الهلاك، لم يعرفوا الرب" (راجع ١ صم ٢: ١٢)...

يمكننا أن نجد نفس الشيء ليس فقط بخصوص أبناء عالي بل وبخصوص حكام أشرار في إسرائيل ويهوذا. هكذا أيضًا لم يعرف الفريسيون الآب، إذ لم يعيشوا حسب إرادة الخالق[847].

العلامة أوريجينوس

* إذ تحدث الرب عن اللَّه أبيه أجابوه وقالوا له: "أين هو أبوك؟" لقد فهموا أب المسيح جسديًا، لأنهم يدينون كلمات المسيح حسب الجسد. لكن الذي تحدث كان الظاهر هو الجسد، وأما الخفي فهو الكلمة؛ الإنسان المنظور واللَّه الخفي... لقد احتقروه لأنهم لم يعرفوه، ولم يعرفوه لأنهم لم يروه، ولم يروه لأنهم عميان، وهم عميان لأنهم لم يؤمنوا[848].

* نحن نراك وحدك، ولا نرى أباك معك، فكيف تقول أنك لست وحدك بل أنت مع أبيك؟ إلا فلترنا أن أباك معك[849].

القديس أغسطينوس

"هذا الكلام قاله يسوع في الخزانة وهو يعلم في الهيكل،

ولم يمسكه أحد،

لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد". [20]

الخزانة:يخبرنا الإنجيلي يوحنا عن الموضع الذي استخدمه السيد ليقدم فيه تعليمه، وهو "الخزانة". غالبًا لا يقصد به الموضع الذي توضع فيه كنوز الهيكل الثمينة، وإنما تشير إلى جزء من المناطق التي يقدم إليها الشعب ليقدموا عطاياهم للهيكل. وهو يمثل جزءً خاصًا بدار النساء حيث يوجد فيه ١٣ صندوقًا للعطاء على شكل أبواق. يُنقش على كل صندوق مجال استخدامه حتى يقدم الشخص عطاءه حسبما يريد أن يوجهه. أما دعوة الموضع "دار النساء" فلا يعني أنه خاص بالنساء ولا يدخله الرجال، وإنما يعني أنه يسمح للنساء بالدخول فيه، ولا يسمح لهن بالدخول في مواضع أخرى. وذلك كما يسمح للأمم الدخول إلى "دار الأمم" لكن هذا لا يعني عدم دخول اليهود فيه.

كان هذا الموضع محببًا للشعب حيث كانت توقد فيه المنارات الأربع في عيد المظال السابق الإشارة أيها. وكان هذا الموضع يُدعى جازت Gazith، في مواجهة المكان المخصص لانعقاد مجمع السنهدرين. لهذا قال السيد المسيح أثناء محاكمته: "أنا علَّمت في كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائمًا، وفي الخفاء لم أتكلم بشيء" (يو ١٨: ٢٠).

وكان السيد المسيح يعلن مجاهرة أمام الشعب وفي حضرة السنهدرين أنهم لا يعرفون الآب لأنهم لم يعرفوه هو [١٩]. ومع هذا لم يستطيعوا القبض عليه.

كانت ألسنتهم بلا ضابط تنطق بالتجديف ضده، أما أياديهم فكانت مربوطة، لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد. لقد قيدهم بقوته الإلهية حتى تحين ساعة صلبه.

* يقول عن السيد المسيح: "لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد"، ومعنى ذلك أنه لم يكن قد حان بعد وقت ملائم يشاء أن يُصلب فيه، فمن هذه الجهة كان صلبه ليس بقوة أولئك، وإنما كان بتدبيره هو، لأنهم أرادوا ذلك من قبل ولم يقدروا، ولا اقتدروا بعد ذلك لو لم يرد هو ذلك.

القديس يوحنا الذهبي الفم

* هذه تُظهر أنه إن كانت كل المساهمة في مساندة المحتاجين في خزانة الهيكل لأجل الصالح العام، فإن يسوع فوق الكل قدم ما هو نافع. قدم هذه الكلمات الخاصة بالحياة الأبدية (يو ٦: ٦٨)، وتعليمه عن الله (الآب)، وعن نفسه. قوله: "أنا نور العالم"[١٢].

كان في الخزانة أكثر قيمة من أية عملة. وهكذا قوله: "لو عرفتموني لعرفتم أبي أيضًا" [١٩]، وكل بقية التعاليم في ذلك الموضع.

كل الذهب الذي قدمه الآخرون إلى الخزانة يشبه حبة رمل إن قورن بكلمات يسوع؛ وتُحسب الفضة طينًا في حضرتها (راجع حك ٧: ٩) فإن كل كلمة نطق بها هي حكمة...[850]

* لم ينطق يسوع بكل الكلمات التي لديه حين كان يعلم في الخزانة، وإنما قدر ما يمكن للخزانة أن تتقبل. فإنني لست أظن أن العالم نفسه يمكن أن يحوي كل كلمة الله (يو ٢١: ٢٥)[851].

* مع أنه نطق هكذا بكلمات كثيرة في الخزانة، وعلَّم في الهيكل لم يمسكه أحد، لأن كلماته كانت أقوى من الذين يرغبون في القبض عليه. مادام يتكلم لا يقبض عليه أحد ممن يخططون ضده، لكنه إذ يصمت يمسكون به. هذا هو السبب الذي لأجله كان صامتًا عندما فحصه بيلاطس وحين ضُرب (يو ١٩: ٩)، إذ أراد أن يتألم لحساب العالم. فإنه لو تكلم لما صُلب عن ضعف (٢ كو ١٣: ٤) لأنه لا يوجد ضعف في الكلمة المتكلم[852]

العلامة أوريجينوس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي
» يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي
» يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(4) للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد الجديد-
انتقل الى: