منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010110


 أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010111


 أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010112

 أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
سالى عبده
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
عزت
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
kamel
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مريانا
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
د.محبوب
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
mmk
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
بهيج
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مارونا
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
diana.wahba
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 37 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 37 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

 أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17236
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي   أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 08 ديسمبر 2012, 10:01 am

أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي 4196810853
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل
ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
الآن تقول العروس لريح الجنوب: "هبي على جنتي"، لأن عريسها جعلها أمًا للحدائق. ويشمل النص حدائق وينبوع. من أجل هذا يرغب العريس لحديقته، الكنيسة، التي تمتلئ بالأشجار الحيّة، أن تهب عليها هذه الريح، لكي تحمل منها روائح عطورها. ويقول النبي: "الريح العاصفة الصانعة كلمته" (مز 8:148).

تزينت العروس بزينة الملكة البهية، وغيّرت النهيرات التي تفيض عطرًا إلى ما هو أكثر جمالًا، فجعلتها تفيض من أشجار الحدائق بواسطة قوة الروح القدس. ويمكننا بهذه الصورة أن نتعلم الفرق بين العهدين القديم والجديد. يمتلئ نهر النبوة بالمياه، بينما تمتلئ أنهار الإنجيل بالعطر. كان نهر القديس بولس يحمل رائحة المسيح العطرة، ويفيض من حديقة الكنيسة بواسطة الروح القدس. والأمثلة الأخرى كيوحنا، ولوقا ومتى ومرقس وجميع الرسل الآخرين كلهم يرمزون إلى نباتات ثمينة في حديقة العروس، عندما تهب عليها ريح الجنوب في منتصف الظهيرة تصيَّرهم جميعًا ينابيع عطور لرائحة الأناجيل الزكية[75].

القديس غريغوريوس النيسي

"وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار،

واستقرت على كل واحد منهم". [3]

إذ لا يمكن إدراك طبيعة الروح القدس كما الآب والابن لذلك قدم لنا العهدان القديم والجديد رموزًا كثيرة تكشف عن طبيعة عمل الروح القدس فينا، أهمها:

1- الحمامة: ففي سفر النشيد يمتدح العريس السماوي عروسه، قائلا: عيناكِ حمامتان". يُعجب بعروسه التي تتطلع دومًا إلى روحه القدوس القادر وحده أن يوحدها معه، ويجملها لتحمل أيقونته. يتطلع إلى عينيها، فيرى من تتطلع إليه، لأن العينين تحملان صورة من تنظران إليه. هذا وعمل الروح القدس هو الاستنارة، فإذ يسكن في قلب المؤمن ينير عينيه الداخليتين لكي تستطيعا رؤية عريسها وأمجاده، وتتحقق من وعوده الصادقة.

والسيد المسيح نفسه يطلب من عروسه: "كونوا بسطاء كالحمامة" حيث تحمل العروس سمة بساطة عريسها فلا تقبل تعقيدًا، بل تسلك في طريقه الواحد بلا انقسام في القلب.

* "ها أنتِ جميلة يا حبيبتى (صاحبتي)، ها أنت جميلة؛ عيناكِ حمامتان" (نش 1: 15)...

الآن، وقد ظهر جمالها الكلي امتدح جمال عينيها. يقول العريس إن عينيها حمامتان، وهذا يحمل المعنى الآتي: عندما تكون العينان صافيتين حينئذ تعكس صورة من ينظر إليها بوضوح.

يقول خبراء الظواهر الطبيعية إن العين ترى من خلال استقبال انعكاس الصور المنبثقة من الأشياء المرئية.

لذلك يُمتدَح جمال العروس، لأن صورة الحمامة منطبعة في عينيها.

عندما يتطلع إنسان ما إلى أي شيءٍ، يستقبل في ذاته صورة هذا الشيء.

الإنسان الذي قد تخلى عن الحياة الملموسة، أي اللحم والدم يتطلع إلى الحياة الروحية، فيسلك في الروح، وبالروح يميت أعمال الجسد. هذا الإنسان قد صار بالكلية في الروح، فلا يعود الإنسان إلى الطبيعة الجسدانية. لهذا تُوصف النفس التي تخلصت من أهواء الجسد أن صورة الحمامة تظهر في عينيها، وهذا يعنى أن خاتم الحياة الروحية يشع نورًا من داخلها؛ تصبح العين نقية. النفس التي حصلت على صورة الحمامة قادرة على رؤية الجاذبية الروحية للعريس. تنظر العروس إلى عريسها، عندما تكون صورة الحمامة في عينيها، فترى جماله الروحي[76].

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

2- المياه، خاصة الأمطار، فالمطر المبكر يشير إلى عمل الروح القدس في العهد القديم حيث قدم كثير من النعم الإلهية، خاصة نعمة النبوة عن شخص السيد المسيح وعمله الخلاصي، والمطر المتأخر يشير إلى عمله في العهد الجديد حيث يقطن ويستقر في النفس، فلا يُحسب ضيفًا كما في العهد القديم، بل يقيم من الإنسان الداخلي هيكلًا مقدسًا له، يسكن فيه. يحول المطر البرية إلى فردوس يفيض بثمارٍ إلهية لا حصر لها.

ربط السيد المسيح بين الإيمان به والتمتع بالروح القدس الذي يشبه ينبوعًا إلهيًا يفيض في أحشاء المؤمن الروحية، فتجري منه أنهار مياه حية (يو 7: 38).

* الروح القدس هو النهر الذي يفيض - حسب العبرانيين - من المسيح إلى الأراضي. وقد قبلنا هذا كما تنبأ فم إشعياء (إش 12:66). هذا النهر العظيم الذي يفيض على الدوام ولن يتوقف، ليس فقط نهرًا، بل هو أيضًا أحد المجاري الغزيرة التي تفيض عظمة، كما قال داود: "مجرى النهر يفرح مدينة الله" (مز 4:46). فلا ترتوي تلك المدينة، أورشليم السماوية، بقناة، أي بنهرٍ أرضيٍ، بل بالروح القدس المنبثق من مصدر الحياة. المجرى الذي يصدر عن ذاك الذي يشبعنا، يبدو أنه يفيض بوفرة بين العروش السماوية والسيادات والقوات والملائكة ورؤساء الملائكة، جاريُا في أكمل نصيب لفضائل الروح السبع[77].

القديس أمبروسيوس

3- الريح: وكما نسمع هنا عن الريح العاصف الذي هزّ البيت عند حلول الروح القدس على التلاميذ.

4- النار: حل الروح القدس على التلاميذ في شكل ألسنة من نار. فقد تحقق قول القديس يوحنا المعمدان عن حمل الله أنه يعمد بالروح القدس ونار. هذه هي النار التي جاء السيد المسيح لكي يرسلها إلى البشر (لو ١٢: ٤٩).

ظهر الروح القدس على شكل ألسنة نارية منقسمة على كل واحدٍ منهم، إشارة إلى ما يقدمه لهم من تنوع للألسنة واللغات حتى يتمكنوا من الكرازة بين الأمم، ولكي يدرك اليهود أن الله ليس إله العبرانيين وحدهم، إنما هو إله كل البشر، يتحدث مع كل أمةٍ بلغتها التي تتفاهم بها.

شعروا بالروح القدس أنه أشبه بريح خفي، "الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب، هكذا كل من وُلد من الروح" (يو 3: 8). ظهر كألسنة منقسمة كأنها من نار وهي ليست نارًا مادية، إنما نار تحرق الخطية، وتبدد كل ما هو مقاوم لله وبرِّه، حتى يتحقق فينا برّ المسيح وقداسته وحقه وعدله الإلهي.

يرى البعض أن الروح القدس ظهر أولًا على شكل ومضات نارٍ متلألئة، صادرة من الأعالي، سرعان ما انقسمت إلى ألسنة واستقرت على رؤوس الرسل. وقد جاء في النسخ السريانية وأيضًا في الأثيوبية القديمة "جلست عليهم". وكأن الروح القدس جلس واستقر متربعًا على رؤوس الرسل بكونها عرش الله وهيكله الإلهي، بعد أن فارق الروح الإنسان زمانًا طويلًا. لم يعد الروح زائرًا مؤقتًا بل جلس ليملك ويجدد ويقود كنيسته عاملًا فيها عبر الأجيال حتى يدخل بها إلى السماء كعروسٍ مزينة لعريسها السماوي. استقرار الألسنة النارية يؤكد أن ما يروه ليس وهمًا وتخيلات.

لقد ظهر الله لموسى النبي في شكل نارٍ متقدة في العليقة دون أن تحترق (خر ٣: ٢-٣)، وظهر له على الجبل وسط رعود وبرق ونارٍ ودخان علامة حضرته وقوته (خر ١٩: ١٦-٢٠).

"استقرت على كل واحد منهم"، أي من الإثني عشر، إذ ارتاح في كيانهم الرسولي ليقيم منهم هيكلًا مقدسًا يسكن فيه (1 كو 3: 16)، يعمل فيهم وبهم، إذ صاروا منتسبين لله، مكرسين له وحده.

ما شغل التلاميذ ليس الريح ولا الصوت ولا النار، وإنما سكنى الروح فيهم ليعمل بهم لحساب ملكوت الله وبنيانه.

* إن كان اللَّه نارًا، فهو نار لكي ينتزع برد الشيطان[78].

القديس جيروم

* يليق بخادم الرب أن يكون مجتهدًا وحذرًا. نعم وأكثر من هذا يكون ملتهبًا كاللَّهيب، حتى أنه بروح غيورة يدمر كل خطية جسدانية، فيستطيع الاقتراب من اللَّه، الذي بحسب تعبير القديسين يُدعى "نارًا آكله"[79].

البابا أثناسيوس الرسولي

[بخصوص الروح القدس الذي حلّ على شكل ألسنة نارية]

* كانت (الألسنة) من النار، وذلك ربما لقوته المطهرة (لأن كتابنا المقدس يعرف النار المطهرة، يجدها كل شخصٍ يطلبها)، أو ربما لأجل جوهره. لأن اللَّه نار آكلة، نار تحرق ما هو شرير[80].

القديس غريغوريوس النزينزي

* إن كانت تلك النار تمسك بنا، ليتها تجدنا صلدين لا تقدر على إبادتنا. بالأحرى ليتنا نصلي أن تحرق هذه النار فينا أشواك خطايانا المدمرة والمبيدة[81].

الأب قيصريوس أسقف آرل

* لا تعجب عندما تقرأ أن اللَّه الآب يقول: "أنا هو نار آكلة". مرة أخرى يقول: "تركوني أنا ينبوع المياه الحيّة" (إر 13:2). وأيضًا الرب يسوع مثل نارٍ يلهب قلوب سامعيه، ومثل ينبوع مياه... فقد قال بنفسه في إنجيله إنه جاء ليُلقي نارًا على الأرض (لو 49:12)؛ ويهب ينبوع مياه حية للعطشى (يو 37:7-38)[82].

* يُظهر إشعياء النبي أن الروح القدس ليس فقط نورًا بل أيضًا هو نار، قائلاُ: "وتصير نور إسرائيل نارًا" (إش 17:10). هكذا يدعوه الأنبياء نارًا حارقة... لأننا نرى عظمة اللاهوت؛ والتقديس الذي له، والإنارة كسمة للنور والنار، لهذا عادة يُشار إلى اللاهوت ويُرى في شكل نارٍ، وكما يقول موسى: "اللَّه نار آكلة".

فإن موسى نفسه رأى النار في العليقة، وسمع اللَّه عندما جاء الصوت من لهيب النار يقول له: "أنا إله إبراهيم، وإله اسحق، وإله يعقوب" (خر 6:3). خرج الصوت من النار، وكان الصوت في العليقة، والنار لم تؤذها. فالعليقة كانت ملتهبة لكنها لم تُستهلك، إذ كان سرّ الرب مُعلنًا، أنه يأتي ليُنير جسدنا، وليس أن يهلك من كانوا في بؤسٍ، بل يزيل بؤسهم. إنه ذاك الذي يعمّد بالروح القدس ونارٍ، فيُعطي نعمة ويحطم الخطية (مت 11:3). هكذا في رمز النار يحفظ اللَّه قصده[83].

* بحق تُستهلك الذبيحة (بالنار) لأنها عن الخطية، بحق كانت النار رمزًا للروح القدس... الذي يغفر خطايا الجميع، والذي مثل نار يًلهب ذهن المؤمن وقلبه كذلك. لهذا فإن إرميا بعد قبوله الروح يقول: "صار في قلبي كنارٍ ملتهبة في عظامي، وأنا لم أحتملها"[84].

القديس أمبروسيوس

* أنت أيها الرب نار آكلة، تحرق اهتماماتهم التي بلا حياة، وتجددهم أبديًا[85].

* عندما يرسل الرب جمره (الملتهب نارًا) نطلب الوحدة، ويتحطم ما قد بُني فينا للشر. وعندما يتطهر هذا الموقع (القلب) يقوم بناء الهيكل، المسكن، حيث يفيض فيه نوع من السعادة تنبع عن الأبدية.

لكنني لست أريد أن تفقدوا ما يعنيه المرتل بالحديث عن "الجمر" (مز ١٢٠: ٤). فالرجوع إلى الرب هو عبور من الموت إلى الحياة. قبل أن يشتعل يلزمنا القول أنه ميت. وإذ يلتهب بالنار ندعوه حيًا. هذه صورة رائعة للتغير الذي يحدث حين يعود رجل أو امرأة إلى الرب بعد أن كان ميتًا.

نسمع الناس يقولون أحيانًا بتعجبٍ: "يلزمك أن تراه كما كان عليه قبلًا. لقد كان سكيرًا، حياته كانت مخجلة". أو "لقد أحب الحياة الصالحة". أو "كان أكبر مخادعٍ التقيت به". ثم يضيف بعد ذلك: "لست أصدق ما هو عليه الآن. إنه يخدم الله بكل غيرة، إنه يعيش في جوٍ من البراءة. كأن كل ما قد حدث قبلًا لم يكن له وجود". ما هو وجه العجب؟ فقد كان الخاطئ ميتًا، والآن هو جمر حي.

يبكي الروحيون الذين يعرفون تلك الحقائق الروحية الخاصة بمثل هذا كمن على ميتٍ، والآن إذ يرونه حيًا يُبتلعون بالفرح!

في هذا المثال يوجد أمر أود أن تطبقوه على أنفسكم. لقد صرنا مبتهجين نسبح الله، إذ نرى أحدًا قد صار جمرًا أمسكت به النار. لكننا إن كنا حكماء يلزمنا أن نبحث في غيرة عما في داخلنا وقد انطفأ.

كن مستعدًا ومتسلحًا بكلمة الله.

لكي تتحولوا إلى الله يلزمكم أن تحاربوا طريقكم القديم، تتحولوا عن الصوت المخادع في داخلكم[86].

* قال الرب نفسه: جئت لألقي نارًا على الأرض" (لو 12: 49). ومن ثمة يقول الرسل أيضًا: "حارين في الروح" (رو 10: 11)، لأن منه تأتي غيرة الحب، "لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطي لنا " (رو 5: 5). وعلى نقيض هذه الغيرة ما قاله الرب: "تبرد محبة الكثيرين" (مت 24: 12). فإن الحب الكامل هو العطية الكاملة للروح القدس[87].

القديس أغسطينوس

* لئلا يجهل الناس عظمة العطية القديرة النازلة عليهم لذلك كان الصوت مثل أبواق سمائية، إذ "صار بغتة من السماء كما من هبوب ريح عاصفة"، مشيرًا إلى حلول ذاك الذي يهب قوة للبشر ليتمتعوا بملكوت اللَّه بقوة، فترى أعينهم الألسنة النارية، وتسمع آذانهم الصوت.

"وملأ كل البيت، حيث كانوا جالسين"، إذ صار البيت إناءً للماء الروحي وجلس التلاميذ فيه، امتلأ البيت كله. وبهذا اعتمدوا تمامًا حسب الوعد ولبست النفس والجسد ثوب الخلاص الإلهي.

"وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقرت على كل واحد منهم، وامتلأ الجميع من الروح القدس". لقد اشتركوا في النار لا للاحتراق بل النار المخَّلِصة، النار التي تحرق أشواك الخطية كلها تهب بهاءً للنفس. هذه تحل عليكم الآن، وتنزع خطاياكم، وتحرقها كالشوك، فتضيء نفوسكم الثمينة، وتنالون نعمة...

لقد استقرت على الرسل مثل ألسنة نارية حتى تتوجهم بأكاليلٍ روحيةٍ جديدةٍ على رؤوسهم.

فى القديم كان هناك سيف ناري على أبواب الفردوس، والآن لسان ناري يجلب الخلاص ويرد إلى الفردوس[88].

القديس كيرلس الأورشليمي

* عندما هرب يونان النبي من وجه اللّه، بحث عن سفينة مبحرة إلى ترشيش (يونان 3:1). وقال داود العظيم أن سفن ترشيش تحطمت بواسطة الرياح القوية (مز 7:48). هبت مثل هذه الريح على التلاميذ وهم مجتمعون في العلية. وتعرفوا عليها أولًا بريح قوية عاصفة، بعد ذلك ظهرت لهم على هيئة ألسنة نار مُضيئة (أع 3:2). تحطم الرياح المتعددة الأشكال الشرور التي تحارب الطبيعة البشرية، وتعرف الرياح بسفن ترشيش. وترمز هذه السفن إلى الشر[89].

القديس غريغوريوس النيسي

في عماد السيد المسيح ظهر الروح القدس في شكل حمامة، ولم نسمع عن صوت كما من هبوب عاصف ولا عن ألسنة نارية منقسمة، لأنه لا يوجد في السيد المسيح خطية ليتطهر بنارٍ إلهية، وإنما هو كلمة الله القدوس الذي لا يصيح ولا يسمع أحد صوته. ما سُمع هو صوت الآب في رقةٍ يعلن سروره بالابن المتجسد. أما في ميلاد الكنيسة، فالحاجة لازمة إلى الروح الناري الذي يطهر ويقدس من الخطايا، وإلى الصوت العاصف لكي نستيقظ ونترقب عمل الله، والألسنة النارية لكي ندعو العالم كله للاتحاد معًا في المسيح يسوع بالإيمان به.

"وامتلأ الجميع من الروح القدس،

وابتدأوا يتكلّمون بألسنة أخرى،

كما أعطاهم الروح أن ينطقوا". [4]

"وامتلأ الجميع من الروح القدس"، في المعمودية نتمتع بالملء من الروح القدس الذي يؤهلنا أن نكون أعضاء في جسد المسيح، وننعم بالبنوة للآب بالنعمة الإلهية. بهذا الملء يصير لنا حق الشركة مع المسيح، والتمتع بحياته المقامة. هذا الملء الذي تمتع به الإثنا عشر تلميذًا بالروح القدس الواحد، يهب الكنيسة الوحدة، ليست وحدة مٌصطنعة، ولا تتحقق بمجرد تجمع الأشخاص أو الكنائس معًا، ولا خلال الحوار المجرد، لكنها عمل إلهي، سرّ الشركة في المسيح الواحد. إنها خليقة جديدة، حيث يتمتع الكل بأبٍ واحدٍ وأمٍ واحدةٍ، وينعمون بملكوت الله الواحد في قلوب الكل، يختبرون الإنجيل الواحد. الوحدة هنا هي عمل الروح القدس الذي يثبتنا في المسيح الواحد، فنترنم: "لأننا أعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه" (أف 5: 30).

يرى القديس أغسطينوس أنه في يوم الخمسين أُعطي للشخص الواحد أن يتحدّث بكل لغات الأمم لكي يكرزوا، الآن الكنيسة هي الجسد الواحد وقد امتدّت إلى العالم كله، صارت أيضًا تنطق بكل لغات العالم[90].

* نقرأ في الإنجيل: "رجع يسوع ممتلئًا من الروح" (لو 4: 1). وفي أعمال الرسل يقول الكتاب المقدس عن الرسل أنهم "امتلأوا من الروح القدس". لتحذر من التفكير بأن الرسل هم على وجه المساواة مع المخلص. فنتحقق من أن يسوع والرسل وآخرين هم مملوءون بالروح القدس حسب إمكانية الإناء... بعد أن قبل العماد كان المخلص مملوءً من الروح القدس الذي حل عليه من السماء في شكل حمامة (لو 3: 32)، وقاده الروح (لو 4: 1). فإذ كثيرون اقتيدوا بروح الله هم أبناء الله (رو 8: 14)، أما هو فابن الله بالمعنى اللائق، مميزًا عن كل الآخرين، لذلك كان لائق به أن يقتاده الروح القدس[91].

العلامة أوريجينوس

جاء تعبير "امتلأ" خاصة في سفر الأعمال يعني يملأ النفس وينتشر فيها ويحركها، فيحرك كيان الإنسان كله بكل مشاعره وطاقاته.فعندما دخلت القديسة مريم بيت زكريا وهي تحمل في أحشائها كلمة الله المتجسد "امتلأت أليصابات من الروح القدس" (لو ١: ٤١). وعند ولادة يوحنا المعمدان "امتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ" (لو ١: ٦٧). وهنا إذ نالت الكنيسة عطية الروح القدس "امتلأ الجميع من الروح القدس" (أع ١: ٤). وحين شُفي الأعرج عند باب الجميل باسم يسوع المسيح الناصري امتلأ عارفوه دهشة وحيرة (أع ٣: ١٠)، وحين سيطر الحسد على مقاومي الحق "امتلأوا غيرة، فألقوا القبض على الرسل" (أع ٥: ١٧)، وتكرر الأمر في خدمة القديس بولس في أنطاكية بسيدية حيث امتلأ اليهود غيرة وجعلوا يقاومون ما قاله بولس مناقضين ومجدفين (أع ١٣: ٤٥). وعلى العكس "أما التلاميذ فكانوا يمتلئون من الفرح والروح القدس" (أع ١٣: ٥٢).

هكذا يليق بنا أن نفتح الباب لعمل روح الله القدوس لكي يتسلم قيادة القلب والفكر وكل المشاعر، فيملك في الداخل، ولا يكون لغير الله، الثالوث القدوس، موضع فيه.

"ابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا". [4] وهم جليليون غالبيتهم لا يعرفون اليونانية إلا القليل، بدأوا يتكلمون بلغات أخرى كما وهبهم الروح القدس، "يتكلمون بألسنة جديدة". (مر 16: 17) سبق فوعدوا في القديم: "إنه بشفة لكناء وبلسانٍ آخر يكلم هذا الشعب" (إش ٢٨: ١١).

إذ ظن البشر أنهم قادرون على مقاومة الله ببناء برج في بابل يحميهم من الغضب الإلهي حين يحل طوفان كما في أيام نوح بلبل الله ألسنتهم، وتفرقوا إلى أمم، وفقدت البشرية وحدتها. الآن عند تأسيس كنيسة السيد المسيح لم يردهم لاستخدام لغة واحدة في العالم علامة الوحدة، وإنما وهب التلاميذ التكلم بألسنة لتتحد الأمم جميعها معًا بقيادة الروح القدس الواحد، بالإيمان الواحد، والمعمودية الواحدة، حيث يصير الكل أعضاء في جسد المسيح الواحد.

بالألسنة المنقسمة بعد الطوفان انكشف إلحاد الشعب العملي ومقاومته لله، وبعد أكثر من ٢٠٠٠ عامًا صارت الألسنة المنقسمة هي الدواء الإلهي لرد الأمم الوثنية إلى معرفة الله.

ماذا يعني التكلم بألسنة أخرى، أو بألسنة جديدة لم يكونوا بعد يعرفونها؟

أولًا: واضح أنهم تحدثوا بألسنة لم يتعلموها، لكن السامعين القادمين من أماكن متفرقة كانوا يسمعون كل واحدٍ لغته التي وُلد فيها [8]. فهي لغات بشرية حقيقية مفهومة، وليست كلمات انفعالية غير مفهومة.

ثانيًا: أدرك الحاضرون إنها عطية الله للتلاميذ لا للاستعراض، وليست بلا هدف، وإنما لتأكيد أن باب الإيمان لم يعد قاصرًا على شعبٍ معينٍ أو على لسانٍ معينٍ، بل على جميع الشعوب والأمم والألسنة، فالخلاص مقدم للعالم كله.

ثالثًا: لم يكن اللسان خلال تعليم معين، وإنما هبة من الروح القدس، حتى يدرك المتكلم أنه إنما يتحدث بما يهبه الله له، وليس حسب خبرته البشرية ومعرفته القديمة. أُعطي مع اللسان مادة الحديث، فلا يُستخدم اللسان إلاَّ في إعلان كلمة الله المقدمة من الروح القدس نفسه. يشعر المتكلم أنه أداة في يد الله، يعمل به لحساب ملكوته.

رابعًا: لم تُقدم هذه الموهبة لكي يستعرضها المؤمنون عبر الأجيال، إنما هي حدث للكشف عن بدء عصرٍ جديدٍ، هو بسط يدي المخلص للبشرية كلها لكي تقبل كلمة الكرازة.

خامسًا: لم ينشغل الرسل بهذه الموهبة كثيرًا بعد يوم الخمسين، كمثال لذلك القديس بولس وهو يتمتع بالتكلم بالألسنة (1 كو 14: 18) لم يكن محتاجًا إليها إذ كان يكفيه الحديث بالعبرية (أو الآرامية) أو اليونانية لنشر الإنجيل بين الأمم. وإذ أساء البعض فهمها كشف الرسول بولس عن سمو المحبة البناءة عن التشويش الذي ساد الذين ادعوا أنهم أصحاب موهبة التكلم بألسنة (1 كو 13: 1؛ 14: 33)، بل وفضَّل كلمة الوعظ عن التكلم بألسنة (1 كو 14: 39).

سادسًا: بعد أن أدت هذه الموهبة رسالتها أن الإيمان المسيحي يمس حياة البشرية كلها لم تعد هي العنصر الأساسي في الكرازة، بالرغم من وجودها بروح اللياقة والترتيب تحت ظروف خاصة (1 كو 12: 7-11). لذلك لم تدم هذه الموهبة بعد العصر الرسولي، وإن كان الله سمح بها خلال نماذج قليلة لتأكيد صدق حدوثها. لكن تحول البعض عبر العصور إلى استخدام ألسنة غير مفهومة ودخول في اللاوعي وخدع الشيطان كثيرين، فصار الأمر معثرًا للمؤمنين ولغير المؤمنين. خرج هؤلاء عن روح السيد المسيح الذي لا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته.

* "وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا"

تكلم بطرس الجليلي أو أندراوس بالفارسية أو المديانية. وتكلم يوحنا وبقية الرسل بكل ألسنة هؤلاء الأمميين الأصل. لأنه ليس فقط في أيامنا نحن بدأت هذه الجماعات الغريبة أن تجتمع بل منذ ذلك الحين كانوا يجتمعون هنا من كل الكون. أي معلم يمكن أن يكون هكذا عظيمًا حتى يعلم البشر جميعًا في وقت واحد أمورًا لم يكونوا قد تعلموها؟!

يحتاج الإنسان إلى سنوات كثيرة ليتعلم أصول النحو وفنون اللغة حتى يتحدث اليونانية وحدها حسنًا، لكنهم تعلموا جميعًا اللغات حسنًا.

قد ينجح الخطيب في التحدث حسنًا، لكن رجل النحو أحيانًا لا يقدر أن يتحدث حسنًا، وصاحب النحو الماهر قد يتحدث أحيانًا، لكنه يجهل مواضيع الفلسفة. أما الروح القدس فعلمهم عدة لغات في وقتٍ واحدٍ لم يعرفوها قط طيلة حياتهم.

إنها حكمة واسعة! إنها قوة إلهية!

يا للتناقض بين جهلهم الشديد في الماضي إلى ما حدث لهم فجأة، إذ مارسوا هذه اللغات بصورة كاملة ومتنوعة لم يعتادوا عليها.

إن جماهير المستمعين قد ارتكبت. وهذه هي المرة الثانية للارتباك. الأول حدث كأمرٍ شريرٍ في بابل، إذ كان ارتباك اللغة بقصد الانقسام بسبب أفكارهم المعادية للَّه، أما هنا فقد صلحت الأذهان واتحدت بقصدٍ صالحٍ. صارت وسيلة السقوط هي وسيلة الشفاء!

لماذا تتعجبون قائلين: "كيف نسمعهم يتكلمون بألسنتنا"؟

لا تتعجب إن كنت جاهلًا ذلك، فإنه حتى نيقوديموس كان يجهل حلول الروح وقد قيل له: "الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب"(يو 3: 8). فإنك وإن سمعت صوته لا تعرف من أين يأتي، فكيف نوضح جوهره؟![92]

القديس كيرلس الأورشليمي

* كان (التكلم بالألسنة) علامة تناسب الزمن... ليظهر أن إنجيل الله لا بد أن يجري خلال كل الألسنة في الأرض كلها. هذا الأمر حدث بكونه يحدث ويعبر[93].

* كان الروح القدس في ذلك الوقت يُعطي بهذه الطريقة، بطريقة منظورة لأن من يقبلوه ينطقون بألسنة كل الأمم، ليعني أن الكنيسة بين الأمم تتكلم بألسنة الجميع[94].

* بهذا التنوع للألسنة أعلنوا مقدمًا بطريقةٍ ما أن الكنيسة حتمًا ستمتد إلى كل الأمم[95].

* الآن قد بدأت قوة الحق تُعلن للكل، فإن واحدًا (الكنيسة) قد تقبل الروح القدس يتحدث بلغات كل الأمم. الآن في الكنيسة الوحدة عينها. كأن رجلًا واحدًا يتحدث بلغات كل الأمم. أي لسان لم تصل إليه المسيحية؟ إلى أي بعد لم تمتد إليه؟[96]

القديس أغسطينوس

اعتقد أونوميوس -كما كان بعض اليهود يعتقدون- بأن لغة الله هي العبرية، كان يتحدث بها حتى قبل الخليقة، وأن ما سجله موسى النبي أو غيره من الأنبياء هو حديث حرفي لله بلغته العبرية. وقد رد عليه القديس غريغوريوس أسقف نيصص مفندًا هذا الرأي:

* أما أنك تظن بأن الله استخدم اللسان العبري عندما لم يكن يوجد من يسمع أو يفهم مثل هذا اللسان، أظن ليس من كائنٍ عاقلٍ يوافقك.

نقرأ في سفر الأعمال أن القوة الإلهية انقسمت إلى لغات كثيرة لهذا الهدف: ألا يفقد أحد ممن له لسان غريب المشاركة في الانتفاع. فإن كان الله تكلم بلسان بشري قبل الخليقة، فمن كان ينتفع باستخدامه هذا اللسان؟ لهذا كان يجب أن يكون حديثه متناسبًا مع قدرة السامعين، لأجل نفعهم...

فإن بولس الذي تبع المسيح عرف كيف يهيئ كلماته بما يناسب عادات سامعيه وتصرفاتهم، جاعلًا من نفسه لبنًا للرضع، وغذاء دسمًا للناضجين.

لكن حيث لا يوجد باعث للانتفاع باستخدام لغة كهذه، فإنك تعلن بأن الله كان يخطب بكلمات كهذه مع نفسه، حيث لا يوجد أحد يحتاج أن تُنقل إليه معلومات. هذه الفكرة هي تجديف وسخافة.

لهذا فإن الله لم يتكلم بلغة عبرانية ولا عبَّر عن نفسه بأي شكل من هذا بين الأمم، ولكن أية كلمات لله سجلها موسى أو الأنبياء هي إشارات إلى إرادة الله مشرقة بطريقة ما أو أخرى، من أجل فهم القديسين لها حسب قياس نعمة المشاركين فيها.

إذن تكلم موسى باللغة التي لوطنه التي تعلمها، لكنه نسب هذه الكلمات لله كما قلت مكررًا ذلك من أجل طفولة أولئك الذين يجلبهم إلى معرفة الله، حتى يقدم عرضًا واضحًا للإرادة الإلهية، ولكي يرد سامعيه بالأكثر إلى الطاعة حيث يهابون سلطان المتكلم[97].

غريغوريوس أسقف نيصص

* نزل لكي يلبس الرسل القوة ويعمدهم... هذه النعمة لم تكن جزئية بل هي قوته في كمالها[98].

* علمهم الروح القدس عدة لغات في وقت واحد لم يعرفوها قط طيلة حياتهم. إنها حكمة واسعة! إنها قوة إلهية![99]

* صارت وسيلة السقوط هي وسيلة الشفاء![100]

القديس كيرلس الأورشليمي

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت
٣. موقف الحاضرين

"وكان يهود رجال أتقياء من كل أمة تحت السماء،

ساكنين في أورشليم". [5]

"ساكنون في أورشليم": غالبًا ما جاء هؤلاء الأتقياء إلى أورشليم ليحتفلوا بعيد الفصح، وقضوا فترة الخمسين يومًا حتى عيد الأسابيع أو عيد الحصاد أو الباكورات يجولون في أورشليم كمدينة الله المقدسة، ويتمتعون بالهيكل. هؤلاء إذ سمعوا صوتًا كصوت ريحٍ عاصف ملأ البيت، وقد ارتجت أصوات المسبحين اندفعوا من كل جانب نحو البيت ليتمتعوا بعمل الروح القدس في حياة التلاميذ، أو ليشهدوا مولد كنيسة العهد الجديد في أروع صورة، لذلك إذ "سمعوا نُخسوا في قلوبهم" [37].

يُفهم أن هؤلاء كانوا إما يهودًا وُلدوا في دولٍ مختلفة وقد جاءوا إلى أورشليم للاحتفال بالعيد، أو كانوا عابرين من بلد إلى آخر فقطنوا في أورشليم إلى حين، أو هم دخلاء من أصل أممي تهودوا وجاءوا إلى أورشليم لذات الهدف هذا ولم تكن توجد مدينة تجارية في العالم في ذلك الحين لم يكن لليهود دور فيها، خاصة دول البحر الأبيض المتوسط. يقول فيلون اليهودي السكندري ويوسيفوس المؤرخ أنه لم يكن يوجد شعب على الأرض لم يقطن في وسطه اليهود.

"ساكنون": التعبير اليوناني Kateikointes غالبًا ما يُستخدم عن سكنٍ ثابتٍ دائمٍ، لكنه أحيانًا يمكن استخدامه عن سكن مؤقت. هذا وغالبًا ما كان أغنياء اليهود القاطنين في بلاد أجنبية يشترون مسكنًا دائمًا في أورشليم علامة ارتباطهم بالهيكل واعتزازهم بجنسيتهم.

"أتقياء" تشير إلى أشخاص يسلكون بوقارٍ وحكمة، جادين في عبادتهم وطلب خلاص نفوسهم في مخافة الرب.

ربما يتساءل البعض كيف اجتمعت هذه الآلاف في بيتٍ واحدٍ؟ غالبًا ما أن جاءت الجماهير في الشوارع تستطلع هذا الخبر العجيب، حتى انطلق التلاميذ إلى مكانٍ عامٍ بجوار الهيكل.

"فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور وتحيَّروا،

لأن كل واحدٍ كان يسمعهم يتكلّمون بلغته". [6]

واضح أن هذا الحدث هزَّ قلوب اليهود والأتقياء القادمين من خارج أورشليم أكثر من اليهود الأصليين المقيمين في أورشليم. وقد سمع كل واحدٍ يتكلمون بلغته التي وُلد فيها.

"فبُهت الجميع وتعجبوا،

قائلين بعضهم لبعض:

أتُرى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليّين؟" [7]

كان يوم العنصرة يومًا فريدًا لم تشهد مثله البشرية من قبل ولن يتكرر بنفس الصورة فيما بعد، فقد أعد الله أتقياء من خمسة عشر لسانًا مختلفين، جاءوا لكي يروا مشهدًا بديعًا ويسمعوا كلمة الله، كل منهم باللغة التي وُلد فيها ينطق بها جليليون لا يعرفون هذه اللغات، ويؤمنوا بحب الله الفائق ليرجعوا إلى العالم بكل لغاته المعروفة في ذلك الحين يشهدون للإيمان الحي.

جاء هؤلاء اليهود الأتقياء من دول مختلقة يربطهم أمر واحد وهو الحنين إلى مدينة أورشليم كمدينة الله والتمتع بهيكل سليمان كأقدس مكان في العالم، فعادوا إلى بلادهم وقد التهبت قلوبهم بالحنين إلى أورشليم العليا والهيكل السماوي الذي يضم كنيسة الله من كل الشعوب والأمم والألسنة، ويشهد الكل لأورشليم الداخلية ولهيكل الرب المُقام داخل النفس، ومجد ابنة الملك الذي في الداخل. عادوا يسبحون الله على عمله العجيب، فقد سمعوا جليليين ينطقون باليونانية واللاتينية والمصرية والعربية الخ. بلهجات كثيرة يسبحون بها الله ويمجدونه على عظم محبته.

"يهود رجال أتقياء من كل أمة": كان هذا اللقب يخلعه يهود أورشليم على القادمين من كل أمة (من اخوتهم اليهود بالميلاد أو الدخلاء المتهودين) ليعَيدوا في أورشليم، وقد تحملوا مشاق السفر الذي كان مضنيًا ومكلفًا للغاية، لن يقوم به إلا من كان لهم روح التقوى؛ خاصة وأنهم كانوا يقدمون عطايا بسخاءٍ سواء لفقراء اليهود أو لخدام الهيكل.

"فكيف نسمع نحن كل واحد منّا لغته التي وُلد فيها؟" [8]

دُهشت الجماهير المتعلمة القادمة من بلادٍ كثيرة وتهللت حينما رأت جليليين غير متعلمين يتحدثون بكل لغات العالم، في حكمة وبطلاقة. بينما كان العبرانيون القاطنون في أورشليم متعصبين للغتهم، يستخفون بكل لغة أخرى، بل وكثير من القادة اليهود يحسبون لغتهم هي لغة الله والسمائيين، فلأول مرة في تاريخ أورشليم تُقدم الدعوة بلغات العالم للتعرف على الله والإيمان به والعبادة له.

بينما يرى البعض أن التلاميذ تحدثوا بلغات لم يتعلموها، يرى آخرون أنهم كانوا يتحدثون بلغتهم الأصلية، وكان المستمعون يسمعونهم كل واحدٍ حسب لغته. سواء كان الأمر هكذا أو كذلك فإن ما يبغيه هو أن باب الإيمان قد انفتح أمام الأمم وأن كل شخص يتعبد لله حسب اللغة التي وُلد فيها.

"فرتيون وماديّون وعيلاميّون والساكنون ما بين النهرين

واليهودية وكبدوكية وبنتس وآسيا". [9]

المذكورون هنا هم يهود أو دخلاء متهودون "فرتيون وماديون وعيلاميون": وهي مناطق شرقية سبق أن سبي فيها إسرائيل (العشرة أسباط)، وإذ انتهي السبي بقي بعضهم هناك.

فرتيون: أهل بارثياParthia القديمة، وهي تضم الجانب الشمالي من فارس الحديثة، تقع في جنوب شرقي بحر قزوين، ما بين نهر الفرات والخليج الفارسي على الجانب الشرقي من الاثنين. تكاد تكون مطابقة لمقاطعة خراسان الحالية، شمال شرقي إيران. سكانها من أصل سكيثي Scythian origin.

ذُكر الفرتّيون في كتابات داريوس هستاسبس، إذ قاموا بثورة على الفرس سنة 521 ق.م.، ولكن سرعان ما أُخمدت. حكمهم بعد ذلك إسكندر الأكبر، ثم خلفاؤه السلوقيّون. بدأت إمبراطورية الفرتيين العظمى حوالي ٢٥٦ ق.م. حين ثار أرساكس الأولArsaces I ضد السلطة السريانية المقدونية، وبدأ بسلالة حاكمة جديدة في شخصه عرفت بالأرساكيدين Arsaciadae، امتدت في العصور المسيحية عن الإمبراطورية الرومانية. دامت هذه الإمبراطورية لمدة حوالي ٤٠٠ عامًا. اتسم الفرتيون بمهارتهم الحربية كفرسان، يتظاهرون في الحرب بأنهم منسحبون، وإذا بهم وهم منسحبون يلقون سهامهم على العدو الذي خلفهم بمهارة عجيبة. دخلوا في صراع مع الدولة الرومانية في الشرق لمدة طويلة للاستيلاء على أرمينيا. وقد أوقفوا التوسّع الروماني شرقًا من سنة 64 ق.م. حتى سنة 226 م.، وبين سنتيّ 40 ق.م. و37 ق.م.

لغتهم فارسية. وكان قديمًا كلمتا Parthia وفارس Persia غالبًا ما تشيرا إلى دولة واحدة.

غزوا آسيا الصغرى وسوريا، وفتحوا أورشليم ونهبوها، ونصّبوا أنتيغونس آخر الحشمونيّين على عرشها.

حضر بعض اليهود من بارثيا في أورشليم في يوم العنصرة، وربّما حملوا بشارة الإنجيل معهم إلى بارثيا حين عادوا إليها.

في سنة 226م فتح الفرس بلادهم تحت قيادة أزداشير الساساني وقضوا على مملكتهم.

ماديون: كانت مادي دولة يحدّها نهر أركسيس وبحر قزوين شمالًا وشمال شرقي، وبارثيا وهركانية وصحراء فارس شرقًا، وفارس وسوسيانه جنوبًا، وأشور غربًا. تبلغ مساحتها حوالي 150 ألف ميلًا مربعًا، طولها من الشمال إلى الجنوب حوالي 600 ميلًا، وعرضها من الشرق إلى الغرب 250 ميلًا. كانت مقسّمة إلى ست مقاطعات، وفي أيام اليونان والرومان انقسمت إلى مقاطعتين وهما أتروباتينة ومادي الكبرى. الأولى في الشمال تضم الأرض الواقعة ما بين بحر قزوين والجبال شمال نهر زاغروس. أمّا مادي الكبرى فهي في الجنوب وشرق أتروباتينة. ومادي كانت بدورها تنقسم إلى مقاطعات صغيرة.

كانت مادي من أغنى مناطق آسيا، دٌعيت في الكتاب المقدس ماداي (تك ١٠: ٢). كان الماديّون شعب يتحدّث الهندو - أوربيّة. تحالف الملوك الأشوريّون مع قبائل مادي ابتداء من القرن التاسع ق.م.، وظلّوا على علاقة طيّبة بهم طيلة 200 عامًا. ثم تضافر الماديّون والسكّيثيّون معًا، متحالفين مع بابل فأسقطوا مملكة أشور سنة 612 ق.م.

سيطروا في القرنين السابع والسادس ق.م على إمبراطورية امتدّت من بلاد فارس إلى آسيا الصغرى، عاصمتها اكبتانة، حمدان الحديثة، شمال غربي بلاد فارس.

غالبًا ما يرتبط الماديون بالفارسيين؛ وكانوا تحت حكومة واحدة (٢ مل ١٧: ٦؛ ١٨: ١١؛ إس ١: ٣، ١٤، ١٨-١٩؛ إر ٢٥: ٢٥؛ را ٥: ٢٨؛ ٦: ٨؛ ٨: ٢٠؛ ٩: ١). ظهر تعبير "مادي وفارس" حتى دعي اليونان حربهم الفارسيّة العظيمة بالحرب مع المادّيين.

عيلاميون: غالبًا ما يُدعى أهل هذه المنطقة حاليًا فارس، وكان الماديون والعيلاميون شعبين متجاورين يسكنان وراء دجلة.

العيلاميون هم من نسل عيلام بن شيث (تك ١٠: ٢٢). كانوا أمّة منعزلة، شاركوا السومريّين حضاريًا في المدن القديمة والكتابة. التحق ملكهم كدرلعومر بالحملة على وادي الأردن، وتلقّي الهزيمة على يد إبراهيم أب الآباء. وغالبًا ما كان العيلاميّون تحت سيطرة جيرانهم في الغرب. وقد أرسل الأشوريّون بعض مواطني السامرة إلى عيلام، وأرسلوا عيلاميّين إلى فلسطين ليحلّوا محل أولئك.

صارت عيلام فيما بعد جزءً من الإمبراطورية الفارسيّة، لغتهم بلا شك كانت فارسية. عاصمتها شوشان، يدعوها اليونان سوساSusa. قيل عن دانيال أنه قطن في شوشان التي هي في مقاطعة عيلام (دا ٨: ٢)، لهذا يُدعى العيلاميّون بالشوشانيّين. لايزال سكانها يدَّعون بأن قبر دانيال النبي لديهم.

عند عودة اليهود من السبي كان بقايا هؤلاء الذين تهجّروا إلى فلسطين يقاومون فكرة إعادة بناء الهيكل (عز4: 9).

دعاها اليونانيون والرومان عيلاميس Elymias، والآن تدعى خوزستان Kusustan، تحدها مملكة فارس في الشرق، وأشور وميديا في الشمال، وبابل في الغرب والخليج الفارسي في الجنوب.

كان العيلاميون رجال حرب يجيدون ضرب القوس (إش ٢٢: ٦؛ إر ٤٩: ٣٥). فكانت عيلام مركز إمبرواطورية قديمة. وحوالي سنة 200 ق.م. استعاد العيلاميّون قوّتهم، وتسلّط بعض ملوكهم على مدن في بابل.

"الساكنون ما بين النهرين" أو يهود بابل، هؤلاء لم يريدوا الرجوع من السبي البابلي، بل استوطنوا هناك، وصارت له مدرسة لاهوتية خاصة اتسمت بغزارة العلم، وكان لهم تأثيرهم القوي على شمال الفرات، فتهوَّد كثيرون منهم. تقع ما بين نهري التيجر والفرات (في سهل سوريا) يحدها شرقًا أشور، وغربًا سوريا، وشمالًا أرمينيا، وجنوبًا بابل Babylonia. كان اليهود قديمًا يدعونها فدان آرام، والآن يدعوها الآسيويون Moverannhar، أي مدينة ما وراء النهر.

وجدت في هذه المنطقة أماكن هامة وردت في الكتاب المقدس مثل أور الكلدانيين مكان مولد إبراهيم (تك ١١: ٢٧-٢٨)، وحاران حيث توقف تارح فيها وهناك مات (تك ١١: ٣١-٣٢)، وكركميش (٢ أي ٣٥: ٢٠)، وهينع (٢ مل ١٩: ١٣)، وسفروايم (٢ مل ١٧: ٢٤) وهي منطقة متسعة مسطحة وخصبة. لغة سكانها يمكن أن تكون السورية مع خليط من الكلدانية.

اليهودية: يرى البعض أنه يقصد هنا Iouaian ويعني بها اليهود الساكنين في ما بين النهرين. لكن كثيرين يرون إنها اليهودية حيث كانت لهجتهم مختلفة عن لهجة الجليليين.

"الساكنون في كبدوكية": استوطن بعض اليهود هناك ونالوا حق المواطنة. وهي أكبر ولايات آسيا الصغرى (تركيا)، تقع في الشرق، تشمل كل المنطقة التي تقع بين جبل طاروسTaurus (تعني برج النور) وبحر Euxine. تقع في جنوب بنطس أو بنتس، وفي غرب الفرات وشمال سوريا وكيليكيّة وشرق غلاطية. وهي سهل مرتفع تخترقه سلاسل من الجبال. جعلها طباريوس، عند وفاة الملك أرخيلاوس عام 17م مقاطعة رومانيّة. ووحدها فسباسيان عام 70م مع أرمينيا الصغرى، فصارت من أكبر ولايات الحدود.

لغتهم التي كانوا يستخدمونها لازالت غير معروفة. يُحتمل أن تكون لهجة مختلطة من بين اليونانية والسريانية مع مزيج من جيرانهم مواطني ليقونية Lycoonians (أع ١٤: ١١).

كان اليونانيون يشيرون إلى كبدوكية من بين ثلاث مناطق يرون أنها أشر المناطق (كبدوكية، كريت، كيليكية). لكن بعد قبولها للإيمان المسيحي خرجَّت لنا شخصيات رائعة مثل القديس غريغوريوس أسقف نيصص والقديس باسيليوس الكبير.

كذلك في آسيا، خاصة على الشواطئ الغربية، كان لليهود جالية من أكبر الجاليات، ولهم مدرسة لها تأثيرها، لكنهم كانوا منحلين، يقول عنهم سفر الرؤيا مخاطبًا أسقف فيلادلفيا: "هأنذا أجعل الذين من مجمع الشيطان، من القائلين إنهم يهود وليسوا يهودا، بل يكذبون هأنذا أصيرهم بأتون ويسجدون أما رجليك، ويعرفون أني أنا أحببتك" (رؤ 3 :9). كذلك يهود بمفيلية وفريجية وغلاطية وبنتس، كانت الجاليات اليهودية لها تأثيرها وهوَّدت كثيرين.

بنتس: اسم يوناني ولاتيني معناه "البحر"، وهو الاسم القديم للبحر الأسود وكذلك الأراضي الواقعة على طول ساحله الجنوبي. كانت مملكة لها سلطانها ونفوذها القوي قديمًا، وهي في الأصل جزء من كبدوكية، يحدها في الشرق خولكس Colchis، وفي الغرب نهر Halys، والشمال البحر الأسود، والجنوب أرمينيا الصغرى. كان ملكها المشهور هو مثرادتس Mithridates استطاع أخيرًا الرومان أن يخضعوه.

بنتس هي وطن أكيلا (أع2: 19؛ 18: 2؛ 1 بط 1: 1).

آسيا: يقصد بها آسيا الصغرى، وهي جزء من تركيا في آسيا، تُدعى حاليًا ناتوليا Natolia.

"وفرّيجية وبمفيلية ومصر

ونواحي ليبية التي نحو القَيْروان

والرومانيون المستوطنون يهود ودخلاء". [10]

فرّيجيّة: قطاع كبير من آسيا الصغرى (تركيا)، اختلفت تخومها عبر الأزمنة. وبعد أن اٌقتطعت منها غلاطية أصبحت حدودها هكذا: شمالها بيثينية، وشرقها ليكأونيّة وغلاطية، وجنوبها ليكيّة وبيسيديّة وإيسوريّة، وغربها كاريا وليديا وميسيّا. المنطقة سهل مرتفع بين سلسلة جبال طوروس جنوبًا وأولمبوس شمالًا وتموس غربًا.

شعبها يتحدّث الهندو-أوربيّة. تأسّست مملكتهم في أوائل الألف الأوّل ق.م بعد انهيار الحثّيّين. وفي القرن التاسع ق.م اجتاح الكيمريّون فرّيجيّة التي صارت فيما بعد جزءً من مملكة الليديّين.

تُدعى في الوثائق الأشوريّة والعهد القديم "ماشك"، كان شعبها محاربًا، وكانوا يتاجرون في النحاس والعبيد (حز 32: 26؛ 38: 2-3؛ 39: 1؛ 27: 13؛ 38؛ 39).

كثير من حكّامها دعوا "ميداس"، ولعلّ هذا الاسم كان لقبًا خاصًا بحكّامهم، مثل فرعون مصر. دُفن بعض حكّامها في قبور فخمة حول العاصمة غورديوم التي اكتشفت حديثًا.

في عام 116 ق.م. صارت جزءً من آسيا الرومانيّة، ومنذ 25 ق.م. اقتطفت منها القسم الشرقي المدعو "غلاطيّة".

ذَكر العهد الجديد بعض مدنها مثل لاودكيّة وكولوسي وهيرابوليس وأنطاكيّة بيسيديّة. في ذلك الحين لم تعد فرّيجيّة مقاطعة، بل صارت اسمًا خاصًا بمدينة فرّّيجيّة، وقد اجتاز الرسول بولس في فرّيجيّة في رحلتيه الثانيّة والثالثة (أع16: 6؛ 18: 23).

بمفيلية: اسمها القديم ناتوليا Natolia، حاليًا تدعى Caramania، ما بين ليكية Lycia وكيليكية، بالقرب من البحر المتوسط. وهي منطقة على الساحل الجنوبي الغربي من آسيا الصغرى (تركيا)، طولها 80 ميلًا وعرضها 30 ميلًا، تخترقها ثلاثة أنهار هي الكتاركتس وألسترس والأورينيدون. كانت عاصمتها برجة التي زارها الرسول بولس (أع13: 13؛ 14: 24؛ 27: 5)، وميناءها أتاليه (إضالية أع24: 25). أضاف إليها كلوديوس بيسيديّة وليكيّة.

يهود مصر: كانت الجالية اليهودية في مصر من أقوى الجاليات المصرية، وأهم يهود الشتات بلا نزاع. قاموا بترجمة العهد القديم إلى اليونانية، وتُعرف بالترجمة السبعينية، التي ساعدت على نشر الإيمان المسيحي بين الأمم واليهود المتكلّمين باليونانيّة. كما يذكر التقليد أنها تمّت في زمن بطليموس الثاني أو فيلادلفس (285-246 ق.م).

كان عددهم مليونًا حسب ما ورد في فيلون اليهودي السكندري الجنس الذي اتسمت فلسفته وتفاسيره بالطابع الأفلاطوني. يخبرنا فيلون (حوالي 20 ق.م. - حوالي 50 م.) بأنه وُجد في الإسكندرية حي يهودي يقتطع قسمين من الخمسة أقسام التي للمدينة. في حوالي عام 38 عانى اليهود من اضطهاد مرعب من مواطني الإسكندرية الوثنيين، مما اضطر فيلون أن يذهب إلى روما عام 39 ق.م. ليرفع شكواه أمام الإمبراطور كاليجولا Caligula تُدعى Legatio ad Caium. وُجدت أيضًا جالية يهودية في ذلك الحين في منطقة الفيوم لها تأثيرها القوي.

هذا وكان أبولس يهوديًا إسكندري الجنس، الوارد في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس، الذي بسبب بلاغته وفلسفته مع حرارة روحه وكرازته تكوَّن فريق نسب نفسه إليه من بين الأربعة فرق هناك.

ليبيا: كان اليونان بوجه عام يدعونها أفريقيا، لكن هنا يُقصد بها القطاع الشمالي عند قيروان. أما عن اليهود الذين في ليبيا، فإننا نعتز ببعضهم مثل القديس مرقس الرسول الكارز في مصر وليبيا، وقد وُلد هناك، لكن والديه اضطرا إلى الذهاب إلى أورشليم ومعهما يوحنا مرقس بسبب هجوم حدث لهم. وأيضًا لوكيوس النبي في إنطاكية. وكان لليهود الليبيين مجمع خاص بهم في أورشليم.

قيروان: على الساحل الشمالي من أفريقيا على البحر المتوسط تقع جنوب جزيرة كريت، وعلى بعد ٥٠٠ ميلًا غرب الإسكندرية. كانت أيضًا تُدعى بنتابوليس أي الخمس مدن (الغربية). نال سمعان القيرواني بركة حمل الصليب في طريق السيد المسيح للصلب.

يهود روما: كانوا أصلًا من ضمن الأسرى الذين أسرهم بومبي من أورشليم عام 63 ق.م، وقد تحرروا بعد ذلك وكوَّنوا مجمعًا بعددٍ متواضعٍ. لكن نمت الجالية، وصار لها أثرها حتى على رجال الحكم. غير أن شوكتهم ضعفت بعد أن طردهم كلوديوس، ثم عادوا وكوًنوا جالية كانت ممثلة في أورشليم تُدعى الليبرتنيين. يقول يوسيفوس أنه وُجد في أيامه ثمانية مجامع يهودية في روما. هذا وكثيرًا ما أشار الكتَّاب الرومان إلى اليهود. وإذ كانوا مصممين على تطبيق الشريعة، وحفظ يوم السبت، وعدم الشركة في الطقوس الوثنية التي للرومان، فإنهم إذ تحرروا انسحبوا ليعيشوا معًا عبر التيبر من جهة روما. وهكذا وُجدت جالية كولونية يهودية هناك.

"كرّيتيون وعرب نسمعهم يتكلّمون بألسنتنا بعظائم اللَّه". [11]

كريتيون: سكان جزيرة كريت، وهي جزيرة ضخمة في الشرق أو الجانب الشرقي من البحر المتوسط، الآن تُدعى Candia، طولها حوالي ٢٠٠ ميلًا وعرضها ٥٠ ميلًا، تبعد حوالي ٥٠٠ ميلًا جنوب غرب القسطنطينية، ونفس المسافة غرب سوريا. وُجدت جالية يهود كريت، وهي أساس تكوين الكنيسة التي أقام عليها الرسول بولس تيطس أسقفًا.

هذا وكانت لهم جالية كبيرة وخطيرة في قبرص، قامت بثورة أيام حكم تراجان، وذُبح مائتان وأربعون ألفا من مواطني قبرص ذكرها المؤرخ ديو كاسيو[101]، لكن يهود قبرص عادوا وقبلوا الإيمان المسيحي، وكان لهم دورهم الفعال في نشر الإنجيل. من بينهم برنابا وهو لاوي يهودي قبرصي الجنسية، خال القديس مرقس الرسول.

عرب: سكان العربية، وهي منطقة مشهورة في آسيا يحدها البحر الأحمر غربًا، والخليج الفارسي شرقًا، واليهودية شمالًا، والمحيط الهندي جنوبًا. لغتهم هي العربية.

وكان ملك العرب الحارث (2 كو 11: 32) سواء شرق الأردن أو جنوبه متحالفًا مع اليهود، عاصمته بترا، أقام إمبراطورية. تزوج هيرودس انتيباس رئيس ربع الجليل بنت أرتياس العربي ثم طلقها وتزوج هيروديا امرأة أخيه. وقامت حرب بين هيرودس وأرتياس، انتصر فيها الأخير، وإذ لجأ هيرودس إلى روما أرسلت فايتيليوس لتأديب الحارث، لكن موت الإمبراطور طيباريوس أنهى الحملة، وكان ذلك نحو 39 أو 40 م. أثناء حكم كاليجولا، أو ربما في 36 م. استولى الحارث على دمشق، وأقام فيها نائبًا عنه. لكن أرسل أوغسطس قيصر بعثة إلى بلاد العرب هُزمت أولًا، ثم عادت فزحفت عليها روما بجيش عام 70 م هزمت العرب واستولت على عدن.

"عظائم الله": كان الرسل يتحدثون بلغات الحاضرين عن أعمال الله العظيمة مثل تجسد الكلمة، ومعجزاته العجيبة، وعمل الخلاص الفائق من صلبٍ وقيامةٍ وصعودٍ، وخطة الله لخلاص البشرية.

لقد كانت أورشليم أشبه بمركز لا للشعب اليهودي وحده بل للعالم كله، حيث حضر يهود ودخلاء أتقياء من كل العالم، فكانت لحظات حلول الروح القدس أو ذاك اليوم هو يوم غرس بذار الإيمان في تربة الأرض كلها في فترة قصيرة. فقد عادت هذه الجماهير التي في شتات الدول تشهد لعظائم الله.

* إنه يدعو ممالك العالم كله: "يا ممالك الأرض سبحوا الله، غنوا للرب" (مز 68: 32). يقول: كل شخص في العالم ينال نور معرفة الله ويقدم تسبحة مترنمًا بوقارٍ[102].

الأب ثيؤدورت أسقف قورش

"فتحيّر الجميع وارتابوا، قائلين بعضهم لبعض:

ما عسى أن يكون هذا". [12]

تطلع الجادون في أمر خلاصهم إلى ما حدث فاندهشوا وتحيروا، إذ لم يجدوا أمامهم تفسيرًا بشريًا، لكن لم تحمل هذه الحيرة ارتيابًا، بل رغبة صادقة في البحث عن ما وراء هذا الحدث. صار الكل في حيرة مما حدث؛ كانوا في حالة دهش. بدأ كل واحد يسأل الآخر: وما هو هدف هذا؟ إنه منظر له تقديره، فهل هؤلاء الرجال مرسلون من السماء؟ ألعلهم مثل العليقة الملتهبة نارًا التي رآها موس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(4)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  اعمال الرسل 8 - تفسير سفر أعمال الرسل شاول يضطهد الكنيسة الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» اعمال الرسل 8 - تفسير سفر أعمال الرسل شاول يضطهد الكنيسة الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد الجديد-
انتقل الى: