منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010110


 أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010111


 أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010112

 أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
سالى عبده
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
عزت
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
kamel
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مريانا
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
د.محبوب
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
mmk
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
بهيج
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مارونا
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
diana.wahba
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barأعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 79 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 79 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

 أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17236
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي   أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 08 ديسمبر 2012, 10:15 am

أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي 4196810853
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي
4. خطاب بطرس للشعب

"فوقف بطرس مع الأحد عشر ورفع صوته، وقال لهم:

أيها الرجال اليهود والساكنون في أورشليم أجمعون،

ليكن هذا معلومًا عندكم وأصغوا إلى كلامي". [14]

يرى البعض أن الجميع تحدثوا، كل في دوره مبتدئين بالقديس بطرس.

وقف القديس بطرس ليؤكد للحاضرين أنهم ليسوا بسكرى، وأنه قادر أن يكشف الحق الإلهي من خلال النبوات التي بين أيديهم.

لم يوجه حديثه إلى طبقة معينة بل إلى كل الساكنين في أورشليم سواء المقيمين دومًا فيها أو الذين جاءوا يقطنون فيها من أجل العيد. فالحديث هنا موجه إلى القيادات الدينية مع الشعب، لأن عطية الخلاص هي لكل نفسٍ بشرية.

إذ فحص بعض الدارسين هذا الخطاب وجدوه يحمل لغة الرسول بطرس واصطلاحاته في تطابق مع رسالته الأولى، مما يكشف عن أن القديس لوقا نقل الخطاب كما هو، فالناقل أمين في نقله.

هذا ومن جانب آخر فإن معالجة القديس بطرس للنبوات التي استشهد بها مع بدء ميلاد الكنيسة يستحيل أن تكون من فكر رجلٍ جليليٍ، بل تحتاج إلى استنارة الروح القدس لفهم الكتب المقدسة. إنها عطية الروح القدس للتلاميذ والرسل أن يستخدموا النبوات ويفسرونها ويطبقونها على شخص السيد المسيح.

جاء خطاب القديس بطرس في ثلاثة أقسام:

القسم الأول [14- 21] تفسير الحدث نفسه، وهو عطية الروح القدس.

القسم الثاني [22- 28] الشهادة ليسوع الناصري أنه المخلص، خلال القوات والآيات التي صنعها.

القسم الثالث [29-36] قيامة السيد المسيح وصعوده وإرساله الروح القدس هو تحقيق للنبوات، وشهادة أنه الرب المسيح.

من العجيب أن بطرس الرسولي الجليلي كان يخاطب أناسًا قادمين من خمسة عشر دولة، لكل دولة لسانها الخاص مثل اليونانيين والمصريين والفارسيين والعرب، ولم يكن ممكنًا لهم أن يفهموا الآرامية العامية التي لأهل الجليل. فما تكلم به القديس سمعه كل واحد حسب لغته التي وُلد فيها. فإن كان القديس قد تحدث بالآرامية العامية أو بلغة بشريةٍ جديدة إنما ما يؤكده سفر الأعمال أن كل واحد فهم ما قاله، وأن نحو ثلاثة آلاف آمنوا واعترفوا واعتمدوا وتمتعوا بعمل الخلاص، الأمر الذي ما كان يمكن أن يحدث هذا لو لم يدركوا كلمات الرسول ويتمتعوا بفهمها، وما لم يهبهم الروح القدس استنارة ويجتذبهم إلى الإيمان. عمل الروح القدس في الرسول بطرس كما في قلوب السامعين.

يحمل تعبير "رفع صوته" الحديث بروح القوة واليقين، بلا خوف ولا تردد ولا تشكك. فإنه لم يقف في ضعفٍ محاولًا تقديم براهين على صدق إيمانه، إنما حمل قوة الشهادة الجريئة والجذابة للنفوس بالروح القدس. لم يأخذ موقف المتوسل أو مجرد المدافع، بل حامل قوة الروح!

"لأن هؤلاء ليسوا سكارى كما أنتم تظنون،

لأنها الساعة الثالثة من النهار". [15]

ظنهم البعض أنهم سكارى، ربما لأنهم لاحظوا عليهم الفرح الشديد، وكأنهم في حالة دهش إلهي. أما دفاع القديس بطرس بأنها "الساعة الثالثة من النهار" فيعني إنه ميعاد مبكر، إذ يندر أن يأكل يهودي أو يشرب في هذه الساعة، حتى وإن كان مدمنًا للشرب، لأنها كانت ساعة صلاة، فيُحسب ذلك جريمة كبرى. هذا وكان الوقت غير مناسب لأنه يوم عيد الحصاد أو عيد الباكورات حيث كان اليهود في أورشليم مشغولين بتقديم الباكورات والذبائح وممارسة الصلوات حتى تمام الساعة العاشرة صباحًا.

* لكن آخرون سخروا قائلين: "إنهم سكرى".

في استهزائهم تكلموا بالحق، لأن في الحقيقة كانت الخمر جديدة، هي نعمة العهد الجديد. هذا الخمر الجديد هو من الكرمة الروحية... كانت قبلًا تحمل هذا الثمر في الأنبياء، والآن قد انبتت برعمًا في العهد الجديد.

فإنه حتى في الأمور الحسّية نجد الكرمة تبقى كما هي، لكنها تحمل ثمارًا جديدة في موسمها، هكذا الروح هو بنفسه يستمر، فكما عمل في الأنبياء يعمل الآن أعمالًا جديدة وعجيبة.

بالرغم من أن نعمته قد قُدمت للآباء أيضًا، لكن هنا تأتي بغزارة، لأنه كان قبلًا فقط (نصيب) شركة من الروح القدس، أما الآن فاعتمدوا فيه تمامًا.

بطرس الذي له الروح القدس إذ عرف ما قد ناله يقول (موبخًا): يا رجال إسرائيل أنتم الذين يبشركم يوئيل لكنكم لا تعرفون الأمور المكتوبة "لأن هؤلاء ليسوا سكارى كما أنتم تظنون".

إنهم سكارى لكنهم ليس كما أنتم تظنون، بل حسبما هو مكتوب: "يسكرون بدسم بيتك، ويشربون بملذاتك"(مز 8:36.).

إنهم سكارى بمسكرٍ سامٍ مميتٍ للخطية، وواهب حياة للقلب. مسكرٍ مضادٍ للسُكْرْ الخاص بالجسد. لأن هذا الأخير يسبب نسيانًا، حتى بالنسبة لما كان الإنسان يعرفه، أما هذا فيمنح معرفةً لما لم يكن يعرفه الإنسان.

إنهم سكرى، لأنهم شربوا خمر الكرمة الروحية القائلة: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان"" (يو 5:15).

لكن إن كنتم لا تقتنعون، افهموا ما أخبركم به من ذات الوقت الذي نحن فيه، أنها الساعة الثالثة من النهار (أع 25:2، 5).

فكما يروي لنا مرقس قد صُلب في الساعة الثالثة، والآن الساعة الثالثة يرسل لنا فيها نعمته. لأن نعمته ليست شيئًا بخلاف نعمة الروح. إنما ذاك الذي صُلب وقتئذ هو أيضًا يهب الموعد...

وإن أردتم شهادة بذلك، أصغوا إلى ما قيل بيوئيل النبي: "يقول اللَّه ويكون في الأيام الأخيرة إني أسكب من روحي" (أع 18:2)، كلمة "أسكب" تحمل غنى العطية، إذ لا يُعطي اللَّه روحه بمقياس... "أسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم"، وبعد ذلك يقول: "وعلى عبيدي أيضًا وإمائي أسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبأون" (أع 19:2).

لا يبالي الروح القدس بالأشخاص، إذ لا يطلب كرامات بل تقوى الروح. لا ينتفخ الأغبياء، ولا يخذل الفقراء، بل ليستعد كل واحد لتقبل النعمة السماوية[104].

القديس كيرلس الأورشليمي

* تأسيس الكنيسة هو خلق جديد للعالم، وكما قال إشعياء النبي (إش 17:65) هي خلق سماء جديدة، وكما قال بولس (كو 5:2 إيمانكم في المسيح هو القوة).

خُلقت أرض جديدة تشرب المطر النازل عليها، وخُلق إنسان آخر تجدد حسب صورة خالقه بالميلاد الجديد من أعلى. وُوجد نور جديد يقول عنه المسيح: "أنتم نور العالم" (مت 14:5)، "تضيئون بينهم كأنوار في العالم" (في 15:2)، لذلك تُضئ كواكب كثيرة في قوة الإيمان. ليست الأعداد الكبيرة من الكواكب التي سماها اللّه هي العجائب الوحيدة في الخليقة. يقول كلمة اللّه إن أسماءهم مكتوبة في السماء. لقد سمعت خالق العالم الجديد يقول لكواكبه: "افرحوا بالأحرى أن أسماءكم كُتبت في السماوات" (لو 20:10). وبالإضافة إلى هذه الكواكب التي خلقها السيد المسيح توجد شموس تُنير العالم بأعمالها الطيبة. ويقول صانع هذه الشموس: "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الصالحة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 16:5). ثم "حينئذ يضئ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (مت 43:13)[105].

القديس غريغوريوس النيسي

يرى العلامة ترتليان[106] أنه مقابل الصلاة الداخلية الدائمة التي لا يحدها زمن توجد صلوات محددة الزمن عامة وهي الثالثة والسادسة والتاسعة كما جاء في الكتاب المقدس. وقد حل الروح القدس في وقت الساعة الثالثة (9 ص)، وشاهد بطرس الرسول الملاءة النازلة من السماء وقت الساعة السادسة (أع 10: 9)؛ ودخل مع القديس يوحنا إلى الهيكل وقت الساعة التاسعة. إذ ينتزع الإنسان نفسه من عمله في هذه الساعات للصلاة. وقد كان دانيال يصلى ثلاث مرات يوميًا حسب الطقس اليهودي (دا 6: 10)، هذا بجانب الصلاة عند الشروق وبالليل وعند الأكل، وعند دخول الحمام... علامة أننا نعطي السماويات أولوية عن الأرضيات.

"بل هذا ما قيل بيوئيل النبي". [16]

ما يحدث ليس مصادفة، لكن تنبأ عنه يوئيل منذ قرون، وهو حدث مرتبط بالعصر المسياني، وكأنه يقول لهم: يلزمكم أن تراجعوا أنفسكم، فإن الذي قتلتموه هو المسيح موضوع نبوات الأنبياء.

* بخصوص الاتهام (أنهم سكرى) برأ نفسه من هذا ببرهان من عنده، أما عن النعمة فإنه استعان بالنبي كشاهد. "أسكب من روحي على كل جسدٍ". وُهب للبعض خلال أحلام، ولآخرين انسكب عليهم علانية، فإنه بالحق بالأحلام رأى الأنبياء ونالوا إعلانات[107].

القديس يوحنا الذهبي الفم

يقول اللَّه: ويكون في الأيام الأخيرة،

أني أسكب من روحي على كل بشر،

فيتنبأ بنوكم وبناتكم،

ويرى شبابكم رؤى،

ويحلم شيوخكم أحلامًا". [17]

بقوله: "يكون في الأيام الأخيرة" يعلن أن ما حدث هو بداية النهاية، حيث تدخل البشرية مرحلة انتظار مجيء المسيح الأخير وتترقب يوم الرب بفرحٍ عظيمٍ. هذا وقد عرف اليهود هذا الاصطلاح أنه خاص بعصر المسيا الذي طالما ترقبه اليهود عبر الأجيال (إش ٢: ٢؛ هو ٣: ٥). عندما تنبأ يعقوب لأبنائه عما سيحدث في العصر المسياني دعا هذا العصر "آخر الأيام" (تك ٤٩: ١)، وعندما تحدث ميخا النبي عن كنيسة العهد الجديد كجبل بيت الرب قال: "وفي آخر الأيام" (مي ٤: ١)، وأيضًا إشعياء النبي (٢: ٢).

هذا وتعبير "آخر الأيام" يكشف عن حلول "ملء الزمان" الذي فيه أرسل الآب ابنه مولودًا من امرأة مولودًا تحت الناموس (غل ٤: ٤)، أو "ملء الأزمنة" حيث يجمع الله بتدبيره كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الأرض (أف ١: ١٠). ويرى البعض إنه ملء الزمان الذي فيه يُنزع الملكوت من إسرائيل القديم، ويُنقض الهيكل ليُسلم الملكوت لإسرائيل الجديد، ويُقام الهيكل الجديد في قلوب المؤمنين[108].

حلت الأيام الأخيرة حيث يبطل الكهنوت اللاوي ليُعلن كهنوت المسيح الذي على طقس ملكي صادق (مز ١١٠: ٤؛ عب ٥: ٦؛ ٦: ٢٠)، هذا الذي ليس من نسل إبراهيم، ولا يعرف أحد أباه وأمه... ففي المسيح يسوع تنفتح الدعوة للعمل خلال المجهولين!

يرى البعض أن تاريخ الخلاص يحوي العصور التالية:

* الإنسان في الفردوس.

* عصر الآباء.

* عصر القضاة.

* عصر الملوك.

* عصر الأنبياء (خاصة أثناء السبي وبعده).

* العصر الأخير، أو الأيام الأخيرة: العصر المسياني حتى مجيء الرب الأخير أو يوم الرب. وقد استخدم الرب نفسه هذا الاصطلاح (يو ٦: ٣٩-٤٠، ٤٤-٤٥؛ ١١: ٢٤؛ ١٢: ٤٨). كما استخدمه الرسل (١بط ١: ٢٠؛ ٢بط ٣: ٣، ١يو ٢: ١٨؛ يهوذا ١٨؛ عب ١: ٢).

"على كل بشر" إذ لم يعد عمل الروح القدس قاصرًا على اليهود، وإنما يعمل أيضًا في الأمم. يعمل في أولاد الله من الجنسين لحساب ملكوت الله. يقول الربي تانخومRabbi Tanchum: [عندما وضع موسى يده على يشوع قال: يقول الله المبارك "في وقت النص (العهد) القديم تنبأ كل نبي بمفرده، لكن في أيام المسيا سيصير كل إسرائيل أنبياء".]

لا تُفهم كلمة "يتنبأ" هنا بمعنى أنهم يخبرون بأحداث مستقبلية تُعلن لهم، وإنما يعلمون ويخبرون بالحق الإلهي خاصة خلاص المسيح، وما يعده للمؤمنين من أمجاد سماوية.

الرؤى والأحلام: كان الله قديمًا يعلن عن حضوره الإلهي وإرادته الإلهية خلال وسيلتين: إما عن طريق الرمز مثل ظهور نارٍ، كما حدث مع موسى على جبل حوريب، وأيضًا مع أبينا إبراهيم (تك ٢١: ١٧)، وإيليا النبي (١ مل ١٩: ١١-١٢). وأحيانًا بظهور ملائكة كما في عصر البطاركة حيث نجد أمثلة كثيرة في سفر التكوين. أما الوسيلة الأخرى فهي الأحلام كما حدث مع يوسف (تك ٣٧: ٥، ٩)، ويعقوب (تك ٢٨: ١ الخ؛ ٤٦: ٢ الخ)، ومع فرعون (تك ٤١: ١-٧)، ونبوخذنصر (دا ٤: ١٠-١٧).

ماذا يعني بالقول: "بنوكم وبناتكم"؟ كان حلول الروح القدس في العهد القديم مؤقتًا، يحل على فئة معينة مثل الكهنة وهم من سبط خاص (لاوي)، والملوك (من سبط يهوذا)، والأنبياء وهم أفراد معينون يظهرون بدعوةٍ إلهية. أما في العهد الجديد فصار الروح القدس هبة إلهية مُقدمة لكل المؤمنين، حيث يسكن في المؤمن ليهب نعم خاصة متباينة. حتى العمل القيادي الكنسي مثل الرسل والتلاميذ ثم الأساقفة والقسوس والشمامسة فهو ليس قاصرًا على سبطٍ ما أو عائلةٍ ما، لكن الرب اختار تلاميذه من بين عامة الشعب ليقيم من المزدرى وغير الموجود من يُبطل بهم الموجود (١ كو ١: ٨).

* سبق وقال أنه قد سكب الروح علينا، إذ ليس من طبيعة الخليقة ولا الأشياء المصنوعة أن تعطي الروح بسلطان، بل هو عطية اللََّه. فتتقدّس المخلوقات بواسطة الروح، أما الابن فحيث أنه لا يتقدّس بواسطة الروح بل بالأحرى هو الذي يعطي الروح للجميع، لذلك ليس مخلوقًا، بل هو ابن الآب الحقيقي[109].

البابا أثناسيوس الرسولي

* كان الروح يعمل في نفوسهم (الأنبياء) للتنبؤ والتكلّم حينما كانت تدعو الحاجة أن يُخبروا العالم بأحداث عظيمة. لأن الأنبياء لم يكونوا يتكلّمون في كل وقتٍ، بل حينما يشاء الروح الذي فيهم فقط، إلا أن القوّة الإلهية كانت معهم دائمًا. فإن كان الروح القدس قد انسكب بهذا المقدار في ذلك العهد الذي هو ظل لعهد النعمة، كم بالأحرى ينسكب في العهد الجديد، عهد الصليب ومجيء المسيح الذي حدث فيه انسكاب الروح والامتلاء به؟![110]

القديس مقاريوس الكبير

"وعلى عبيدي أيضًا وإيمائي،

أسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبأون". [18]

ما ورد هنا بدأ يتحقق في عصر الرسل خلال عمل السيد المسيح الذي بدأ بمواهب الروح التي لم تعد محصورة في سبطي لاوي (الكهنوت كميراثٍ) ويهوذا (الملوك)، وإنما الدعوة للخدمة مفتوحة أمام كل نفسٍ أمينة مشتاقة للعمل الكرازي، كما أن الدعوة للشهادة للمسيح هي لكل عضو حي في الكنيسة مهما كان جنسه أو وطنه أو سنه أو قدراته.

* في عنايته الكلية سكب الله القدير بنعمته روحه على كل جسدٍ في هذه الأيام الأخيرة، على خدامه وإمائه، فكبح عدم الإيمان المخادع والجامح هذا الذي يثير التشكك في إيمان البشر بقيامة الجسد، وأوضح دون أية عوائق من جهة الكلمات الغامضة في الكتب المقدسة القديمة، وذلك بالنور الواضح للكلمات المقدسة ومعانيها[111].

العلامة ترتليان

"وأعطي عجائب في السماء من فوق،

وآيات على الأرض من أسفل،

دمًا ونارًا وبخار دخان". [19]

"تتحول الشمس إلى ظلمة،

والقمر إلى دم،

قبل أن يجيء يوم الرب العظيم الشهير". [20]

لقد صاحبت خدمة العهد الجديد علامات وعجائب في السماء وعلى الأرض، كما حدث عند صلب السيد المسيح حيث حدثت ظلمة على وجه الأرض وزلازل، كما تشققت الصخور وانفتحت القبور، وخرج كثير من القديسين وظهروا في أورشليم، وفي قيامته حيث حدثت زلزلة. وفي صعوده أيضًا أعلنت السماء عن مجده، إذ ظهرت سحابة أخذته عن أعينهم (أع ١: ٩). هذا وسيصاحب مجيء السيد المسيح الأخير عجائب أيضًا من السماء وعلى الأرض تعلن عن قرب مجيئه (مت ٢٤: ٢٩).

يرى البعض أن الدم والنار والدخان والظلمة، هذه الظواهر تشير إلى ما سيحل عليهم من دمارٍ مدنيٍ ودينيٍ، حيث أحرق تيطس الهيكل سنة ٧٠م، وتشتت الشعب في أنحاء العالم، وحلت ظلمة فكرية برفضهم للخلاص.

* يُقال حقًا أن كثير من هذه الظواهر قد حدثت فعلًا في السماء كما شهد يوسيفوس. وفي نفس الوقت يرعبهم الرسول بأن يذَّكرهم بالظلمة التي حدثت مؤخرًا، وستقودهم إلى أمورٍ مقبلة... إن كانت هذه الأمور هي مقدمة لذلك اليوم (يوم الرب) فإن ما سيتبعه هو في غاية الخطورة ووشيك الحدوث[112].

* ماذا يعني: يتحول القمر إلى دم؟ إنه يشير إلى تزايد القتل. اللغة هنا محفوفة بالرعب مع اليأس![113]

القديس يوحنا الذهبي الفم

"ويكون كل من يدعو باسم الرب يخلص". [21]

ما حدث هو تحقيق لنبوة يوئيل النبي، وهو أول مشاهد الملكوت وفتح الستار عن أعمال المسيح بحلول روحه القدوس من السماء، لا حلولًا مؤقتًا كما كان مع أنبياء العهد القديم، بل هو حلول واستقرار وملء في قلوب المؤمنين، لإقامة ملكوت المسيح، فيصير الكل ملوكًا وأنبياء وكهنة لله العلي.

* بسبب نعمة الروح التي أُعطيت لنا، صرنا نحن فيه وهو فينا (1 يو 13:4)...

خارج الروح نحن غرباء عن اللَّه وبعيدون عنه، أما بشركة الروح فصرنا قريبين للاهوت، فوُجدنا في الآب ليس من ذواتنا، إنما هو عمل الروح الذي فينا ساكنًا في داخلنا[114].

البابا أثناسيوس الرسولي

* على أي الأحوال جعل مقاله مشرقًا، إذ يقدم ما يخص الإيمان، ومرعبًا إذ يتحدث عن العقوبة، فإنه في الابتهال (لله) يوجد الخلاص[115].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"أيها الرجال الإسرائيليون،

اسمعوا هذه الأقوال:

يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل اللَّه،

بقواتٍ وعجائبٍ وآياتٍ،

صنعها اللَّه بيده في وسطكم،

كما أنتم أيضًا تعلمون". [22]

رأينا في تفسيرنا لإنجيل يوحنا أن كثيرين تعثروا في شخص السيد المسيح لأنه كان ناصريًا، فاحتج نثنائيل على فيلبس حين دعاه للقاء مع من كتب عنه موسى، قائلا: "أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟" (يو 1: 46). وفي استخفاف وُضعت علة السيد على الصليب: "يسوع الناصري ملك اليهود".

دُعيت "ناصرة"، لأنها مدينة صغيرة لا قيمة لها، تشبه فرع شجرة صغير ينبت بجوار الجذر في مكانٍ غير مناسب، غالبًا ما يقوم الزارع بقطعه، يسمى بالعربية "نسر" وبالعبرية "نتسير" ومنه جاء الاسم "ناصرة".

واضح أن ما فعله السيد المسيح من قوات وعجائب وآيات إنما ليؤكد أنه قد جاء عصر المسيا الذي كان الآباء والأنبياء يشتاقون إليه ويترقبونه. لقد أقبل "ملكوت الله" (مت 12: 28).

"صنعها الله بيده"، ليؤكد القول: "لأني خرجت من قبل الله، وأتيت" (يو 8: 42)، " أبي يعمل حتى الآن، وأنا أعمل" (يو 5: 17). "إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، ولكن إن كنت أعمل، فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه" (يو 10: 37-38).

يحدثنا القديس يوحنا الذهبي الفم[116] عن حكمة القديس بطرس:

أولًا: بدأ بقوله: "أيها الرجال الإسرائيليون"، ليس كنوعٍ من المداهنة، وإنما لكي يستميلهم للاستماع إليه.

ثانيًا: لم يصدر حكمه في أمر يسوع، بل قال: "اسمعوا هذه الأقوال" لكي يصدروا الحكم بأنفسهم، ويتعرفوا عليه بحكمة وروية.

ثالثًا: لم يبدأ بالحديث عن حقيقته كابن الله الوحيد وكلمة الله، بل قال "رجل"، أي بأسلوبٍ متواضعٍ

رابعًا: عندما أشار إلى معجزاته قال: "صنعها الله بيده". هكذا نزل إليهم، إلى مستوى تفكيرهم لكي يرفع أفكارهم إلى الحق الذي لم يكن ممكنًا لهم أن يقبلوه دفعة واحدة. هكذا ينطلق بهم في كل مقالة من أسفل إلى أعلى.

في رده على فالانتينوس Valentinus استخدم العلامة ترتليان[117] هذه العبارة لتأكيد أن السيد المسيح قد أخذ جسدًا حقيقيًا، وصار إنسانًا، ولم يكن جسده روحيًا أو خيالًا.

"هذا أخذتموه مسلمًا بمشورة اللَّه المحتومة وعِلمه السابق،

وبأيدي آثمة صلبتموه وقتلتموه". [23]

كان اليهود يدعون مملكة روما "مملكة الشر"، لذلك فكلمة "آثمة" هنا تشير إلى الرومان، وهي تعني "بلا ناموس"، وجاء في إنجيل مرقس: "هوذا ابن الإنسان يُسلم إلى أيدي الخطاة" (مر 14: 14).

هنا يوضح القديس بطرس أن موت السيد المسيح لم يكن جزافًا، فإنه وإن تم على أيدي آثمة، لا يستطيعون أن يتبرأوا مما فعلوه إلاَّ بالإيمان به، إلاَّ أن ما حدث كان خلال خطة إلهية أزلية، سبق أن أعلنها بالأنبياء الذين نالوا معرفة إلهية.

"الذي أقامه اللَّه ناقضًا أوجاع الموت،

إذ لم يكن ممكنًا أن يمسك منه". [24]

الله الآب في حبه بذل ابنه الوحيد لخلاص العالم (يو ٣: ١٦)، هو أيضًا أقامه ليبرر الجميع. حقًا إذ في طاعةٍ لإرادة الآب التي هي واحدة مع إرادته سلم نفسه، وهكذا في طاعة قام من بين الأموات، وقد حل حبال الموت (مز 18: 4-5). أما قوله: "أوجاع الموت"، فيشّبه الموت بسيدةٍ تلد، وقد حاول الموت أن يغلق على السيد المسيح في أحشائه فلم يفلح. تمخض الموت بالآلام، وشق السيد المسيح رحم الموت والهاوية وأقام نفسه. يدعوها المرتل: "حبال الموت"، إذ ظن الموت قادرًا على فرض سلطانه على السيد، لكن السيد حلّ هذه الحبال، كما قطع شمشون أوتار الجلد التي أوثقه بها الفلسطينيون كخيطٍ أو كفتيلٍ إذا شم النار (قض 16: 9-12).

جاءت كلمة "الموت" هنا في نسخة بيزاBezae والسريانية والقبطية والفولجاتا "الجحيم"، وهو المكان الذي كانت تذهب إليه النفوس بعد الموت. فقد مات حقًا ودخلت نفسه إلى الجحيم، لا ليُقبض عليه أبديًا، وإنما لكي يحطم متاريسه، ويحمل الغنائم إلى الفردوس. لقد بشر الراقدين، لا بكلمات بشرية ينطق بها، بل بقوة سلطانه على فك قيودهم وحملهم إلى الراحة.

"لأن داود يقول فيه:

كنت أرى الرب أمامي في كل حين،

إنه عن يميني لكي لا أتزعزع". [25]

حالة التهليل التي عبَّر عنها المرتل لا تخصه هو بل تخص المسيا الذي لم يستطع الموت أن يفصل الابن الوحيد الجنس عن الآب، فالابن عن يمين الآب، والآب عن يمين الابن، لأنهما لا يخضعان لحدود مكانية، إنما "اليمين" هنا يشير إلى القوة. فالموت لا يشغل المسيح، لأنه تحت قدميه، أما ما يشغله أنه بقيامته فتح باب الرجاء لمؤمنيه كي يتمتعوا بها.

"لذلك سُرّ قلبي،

وتهلل لساني،

حتى جسدي أيضًا سيسكن على رجاء". [26]

جاء اقتباس الرسول هنا عن الترجمة السبعينية: "تهلل لساني"، أما في العبرية "مجدي" عوض "لساني".

"لأنك لن تترك نفسي في الهاوية،

ولا تدع قدوسك يرى فسادًا". [27]

تصوير رائع لحقيقة موت الموت. وُضع الجسد في القبر إلى حين ليطمئن الأموات بوجوده فيه مؤقتًا. وانطلقت نفسه إلى الجحيم تحطم متاريسه، وتنطلق بنفوس الراقدين على رجاء للتمتع بالفردوس.

لم يسقط السيد المسيح تحت الحكم: "لأنك تراب، وإلى ترابٍ تعود" (تك ٣: ١٩)، لأنه بلا خطية، فلا يحل به هذا الفساد. لم يكن ممكنًا للناسوت الذي صار للكلمة أن يحل به ما حل بطبيعة آدم الساقطة. حقًا يمكن لنفسه أن تفارق جسده، لكن إلى حين دون فسادٍ للنفس أو الجسد.

* لأنه قام محطمًا الهاوية، وقائلًا للأسرى: اخرجوا، وللذين في الظلام: اظهروا (إش 49: 9). وصعد إلى أبيه فوق في السماء، إلى الموضع الذي لا يمكن للبشر الدخول إليه، أخذ على عاتقه خطايانا، وصار كفّارة عنّا[118].

القديس كيرلس الكبير

"عرفتني سبل الحياة،

وستملأني سرورًا مع وجهك". [28]

لم يكن ممكنًا للمرتل أن يقول: "عرفتني القيامة من الأموات"، إذ ما كان يمكن لأحد أن يدركها، لكنه رأى في قيامة الرب "سبل الحياة"، حيث يتحطم الموت، ويرتفع المؤمنون إلى الحياة الأبدية.

"أيها الرجال الاخوة،

يسوغ أن يقال لكم جهارًا عن رئيس الآباء داود،

أنه مات ودفن وقبره عندنا حتى هذا اليوم". [29]

ظن اليهود أن ما قاله داود النبي خاص به شخصيًا، وقد جاء في المدراش: [ليس من دودة ولا حشرة لها سلطان على داود[119].] لهذا أراد الرسول بطرس أن يوضح لهم أن داود لا يزال مدفونًا لم يقم، وها هو قبره قائم يشهد بذلك، فما قيل هنا يخص السيد المسيح، كما قال الربي يوسيRabbi Jose أن داود قد مات في يوم الخمسين، وكان كل إسرائيل ينتحبونه، ويقدمون ذبائح في اليوم التالي[120].

يدعو القديس بطرس داود رئيس الآباء (بطريركًا)، قبره في الجهة الجنوبية من أورشليم بالقرب من سلوام، قد تحدث عن قيامة السيد المسيح الذي جاء من نسله (حسب الجسد) قائلًا: "نفسه لا تُترك في الهاوية، ولا جسده يرى فسادا".

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم الآن إذ يبدأ يشير إلى عظمة السيد المسيح يتحدث معهم كمن يبدأ يخاطبهم من جديد: "أيها الرجال الاخوة". كان القديس بطرس يعلم جيدًا أن اليهود لم يقولوا بأن ما نطق به داود النبي لا يخصه هو، بل يتنبأ عن المسيح ابن داود، ومع هذا فهو يؤكد لهم أن ما قاله لا يخصه شخصيًا، حتى يوضح أنه تحقق في يسوع الناصري المصلوب.

"فإذ كان نبيًّا،

وعلم أن اللَّه حلف له بقسمٍ،

أنه من ثمرة صُلبه يُقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه". [30]

"سبق فرأى وتكلّم عن قيامة المسيح،

أنه لم تترك نفسه في الهاوية،

ولا رأى جسده فسادًا". [31]

* لم يرَ جسده فسادًا؛ أما جسدنا فبعد الفساد يلبس عدم الفساد في نهاية العالم. لم يكن هو محتاجًا إلينا ليتمم الخلاص، لكننا بدونه لا نقدر نحن أن نفعل شيئًا. يعطينا ذاته بكونه الكرمة ونحن الأغصان، أما نحن فلا يمكن أن تكون لنا حياة خارجًا عنه[121].

القديس أغسطينوس

في رسالة القديس جيروم إلى بماخيوس Pammachius يؤكد قيامة الجسد وتمتعه بشركة المجد مع النفس البشرية، لهذا فإننا نحمل نظرة مقدسة ومكرمة للجسد. كمثالٍ صوم الجسد بالنسبة لنا ليس معناه مقاومتنا للجسد كشيءٍ دنسٍ، وإنما هو وسيلة للتمتع بالشركة مع الله، ليس على مستوى النفس وحدها، بل الإنسان ككل.

* ما نهدف إليه في الصوم هو الشركة مع الله. فتقتات (حتى الأجساد) بالخبز السماوي، وتشبع بكلمة الله، إذ يكون طعامها كما هو ربها. استمع إلى المخلص: "جسدي يستريح في رجاء" (مز 16: 9) وفي موضع آخر قيل: "ولا رأى جسده فسادًا" (أع 2: 31)، وأيضًا: "ويرى كل جسد خلاص الله" (إش 40: 5)[122].

القديس جيروم

"فيسوع هذا أقامه اللَّه،

ونحن جميعًا شهود لذلك". [32]

بعد أن قدم الرسول بطرس شهادة الأنبياء وركز على سفر المزامير فيما يخص مجيء المسيا من نسل داود أو موته أو قيامته، ختم ذلك بشهادة التلاميذ أنفسهم، وفي موضع آخر أحالهم الرسول إلى الروح القدس كشاهدٍ للسيد المسيح (أع 5: 32).

رآه كل الحاضرين من الرسل والتلاميذ وغيرهم بعد قيامته من الأموات، وهم مستعدون للشهادة بذلك حتى في وجه الاضطهاد والموت.

"وإذ ارتفع بيمين اللَّه،

وأخذ موعد الروح القدس من الآب،

سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه". [33]

يؤكد الرسول بطرس أن يسوع ليس فقط قام من بين الأموات، وإنما تمجد أيضًا عن يمين الآب، ومن خلال هذا المجد بعث الروح القدس الذي تنبأ عنه يوئيل النبي، وقد وعد به السيد المسيح نفسه (يو ١٤: ١٦ الخ؛ ١٦: ٧).

يستشهد الرسول بطرس بالمزمور: "يمين الرب رفعتني، يمين الرب صنعت قوة" (مز 119: 16). لا يفيد اليمين هنا مكانًا بل مكانة، فيشير إلى التساوي في المجد والكرامة "بجبروت خلاص يمينه" (مز 20: 6)، "يمينك يا رب تحطم العدو" (حز 15: 6).

يشير هنا إلى تحقيق وعد السيد المسيح بإرسال الروح القدس الذي يكمل عمل المسيح في قلوبنا. وكما يقول بولس الرسول: "لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة، بروحه في الإنسان الباطن: ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم..." (أف 3: 16).

سكب الآب الروح القدس من السماء ليشهد علنًا، ويشاهده الذين صلبوه. سكبه على التلاميذ الذين أغلقوا على أنفسهم الأبواب في رعبٍ وخوفٍ، لئلا يحل بهم ما حل بسيدهم. سكبه لكي يتحول خوفهم إلى شجاعة للشهادة للحق، ويتحول حزنهم إلى هتافٍ وتهليلٍ، وضعفهم إلى قوةٍ. يشهدوا بالروح القدس، ويسلموا الشهادة من جيلٍ إلى جيلٍ.

"لأن داود لم يصعد إلى السماوات،

وهو نفسه يقول:

قال الرب لربي اجلس عن يميني". [34]

ما نطق به داود النبي لم يكن يخصه شخصيًا، ولا تحقق معه، بل مع ابن داود.

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن القديس بطرس لم يعد يتكلم بأسلوب متواضع بخصوص يسوع، بل يكشف عن شخصه بأنه هو وليس داود الذي صعد إلى السماوات، وأن الأمر ليس بعجيبٍ، لأنه رب داود، إذ قال: "قال الرب لربي"[123].

* إذ هو نفسه أولًا صعد إلى السماء، أحضر الإنسان كعطية لله.

القديس هيبوليتس

"حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك". [35]

لقد عرض الرسول أعمال السيد المسيح والبركات التي قدمها وشهادة الأنبياء له، والآن إن لم يقبلوه خلال الحب، فليلتزموا أن يخضعوا له خلال الخوف، لئلا يسقطوا كأعداءٍ تحت قدميه.

* لا ينجذب البشر بالمنافع بالقدر الذي به يتأدبون خلال الخوف[124].

القديس يوحنا الذهبي الفم

"فليعلم يقينًا جميع بيت إسرائيل،

أن اللَّه جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم، ربًا ومسيحًا". [36]

يقول الذهبي الفم أن القديس بطرس يتحدث بلغة اليقين إلى جميع بيت إسرائيل أنهم ملتزمون بقبول من صلبوه ربًا ومسيحًا.

ما كان يشغل ذهن اليهود هو التمتع بمجيء المسيا، وقد أكد لهم الرسول أنه قد جاء، وعلامات صدق مجيئه هي الآتي:

* قيامته من الأموات بشهادة الكثيرين.

* صعوده إلى السماء.

* جلوسه عن يمين الآب في العظمة.

* بعثه الروح القدس تحقيقًا للنبوات، وهو أول ثمر لمجده بعد الصعود.

* سقوط عدو الخير تحت قدميه، هذا الذي فقد بالصليب سلطانه.

تدرج الرسول بهم خلال شهادة المزامير حتى بلغ بهم إلى نبوة داود النبي عن صعود السيد المسيح وجلوسه عن يمين الآب، وأنه رب داود. وكما يقول الرسول بولس: "لذلك رفعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبةٍ ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسانٍ أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (في 2: 9-11).

الذين أرادوا أن يهبطوا به إلى الهاوية بالصليب نزلوا هم إليها، فحمل مؤمنيه معه إلى السماء، وصار أعداؤه تحت قدميه وأقدام مؤمنيه. لقد أُعلنت ربوبيته وانحنى الكل له، وانسحق إبليس وكل جنوده تحت قدميه.

في بساطة مع عمقٍ لاهوتيٍ، انطلق بهم القديس بطرس خلال النبوات للتعرف على سرّ الخلاص وادراك عمل الصليب، والتلامس مع قيامة السيد المسيح، وصعوده إلى السماء، وجلوسه عن يمين الآب، ليدركوا الخاتمة أن الله أعلن أن الذي صلبوه هو الرب المسيح المخلص. وكأنه يختم حديثه عن السيد المسيح طالبًا من صاليه أن يخلعوا عنهم إنسانهم العتيق، ويلتصقوا بالمصلوب واهب النصرة ومصدر الفرح والسلام السماوي.

* من جانبنا نقول بأنه ليس صحيحًا أن تشير كلمة "جعل" إلى الطبيعة الإلهية، إنما تشير إلى "شكل العبد" (في 2: 7) الذي وُجد خلال التجسد، في الوقت المناسب لظهوره في الجسد[125].

القديس غريغوريوس النيسي

استخدم كل من أريوس وأونوميوس هذه العبارة بكونها تخص جوهر الابن أنه من صنع الآب كخليقة، وأنه قد أقامه ربًا ومسيحًا، ورد القديس أثناسيوس الرسولي على أريوس، والقديس باسيليوس على أونوميوس، وقد أورد القديس غريغوريوس النيسي هذا الرد في عمله "ضد أونوميوس" في الكتاب الخامس.

* على أي الأحوال يكتب باسيليوس الكبير معبرًا هكذا: "علاوة على هذا فإنه ليس في نية الرسول أن يقدم لنا وجود الابن الوحيد الذي هو قبل الدهور، وإنما يتحدث بوضوح لا عن جوهر الله الكلمة ذاته الذي هو من البدء مع الآب، وإنما عن ذاك الذي أخلى ذاته وأخذ شكل العبد، وصار في الهيئة مطابقًا جسد تواضعنا (في 3: 31)، وصُلب عن ضعف. مرة أخرى يقول: "معروف لكل شخص حتى الذي على مستوى أقل في استخدام عقله في معاني كلمات الرسول أنه لا يضع أمامنا الوجود الإلهي، بل يستخدم تعبيرات تخص التجسد، إذ يقول: "جعله الله ربًا ومسيحًا"، يسوع هذا الذي صلبتموه، مركزًا على الكلمة التي تثبت أنه بشري ويراه الكل[126].

القديس غريغوريوس النيسى
٥. جاذبية الروح القدس

"فلما سمعوا نُخِسوا في قلوبهم،

وقالوا لبطرس ولسائر الرسل:

ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة؟" [37]

لم يدخل معه الحاضرون في حوارٍ ونقاشٍ، لأن الروح القدس الذي أعطى القديس بطرس الكلمة هو أيضًا عمل في قلوب السامعين، فخشوا السقوط تحت الدينونة ومقاومة الحق الإلهي.

نخس الروح القدس نفوس السامعين ليسألوا ماذا يفعلون. وقد جاءت الكلمة اليونانية التي ترجمت "نُخسوا" هي ذاتها ترجمت "طعن" عندما طعن واحد من العسكر جنب السيد المسيح بحربةٍ (يو 19: 34). فإن كان الأشرار قد طعنوه بالحربة ليضربوا قلبه بجرحٍ مميتٍ، يلقي السيد المسيح بحربة روحه القدوس، ليجرح قلوبهم ويبكتها، فيحملوا جراحات الحب الشافية خلال التوبة الصادقة.

إن كان الروح القدس هو الذي نطق على فم بطرس الرسول، فإنه هو عينه الذي نخس قلوب بعض السامعين ليتجاوبوا مع الكلمة. لقد اصطاد الروح القدس في أول عظة ألقيت في كنيسة العهد الجديد حوالي ثلاثة آلاف نفس دفعة واحدة.

* أترون أية عظمة للطف؟ فإنه ينخس قلوبنا أكثر من أي عنف، ويسبب جرحًا عارمًا... إنه بلطفٍ يذكرهم باعتداءاتهم التي ارتكبوها دون تعليق من جانبه، مضيفًا إلى هذا عطية الله، واستمر يتحدث عن النعمة التي حملت شهادة للحدث. هكذا وقفوا في رهبةٍ من لطف بطرس، إذ كان يحدث أناسًا صلبوا سيده وينفثون إجرامًا من نحو بطرس وزملائه، مع هذا يتحدث بصفته أبًا حنونًا وليس كمعلمٍ. إنهم لم يقتنعوا فقط، وإنما دانوا أنفسهم، وأدركوا تصرفهم في الماضي. إنه لم يعطهم مكانًا أن يثور غضبهم مما يجعل حكمهم مظلمًا، وإنما بكل تواضعٍ بدد غشاوة سخطهم وظلمته، وبعد هذا أظهر لهم اعتداءهم الجريء الذي ارتكبوه. فعندما نقول أننا قد أُضرنا يسعى الطرف المضاد أن يبرهن أنهم ليسوا علة الضرر، ولكن عندما نقول أنه لم يصبنا ضرر بل نحن مخطئون، يأخذ الطرف الآخر الخط المضاد. فإن أردتم أن تظهروا لعدوكم خطأه احذروا من اتهامه، بل بالأحرى دافعوا عنه، عندئذ حتمًا سيدرك أنه مذنب، فإنه يوجد في الإنسان روح طبيعي لأخذ الموقف المضاد[127].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* ليتعلّموا أن اللوغوس هو ابن اللَّه، كما قيل فيما سبق، وأنه غير مخلوقٍ، ولا ينبغي أن ينسبوا مثل هذه الألفاظ إلى أهميّته، بل عليهم أن يفتّشوا لماذا وكيف كُتبت هذه الأقوال. ومّما لا شك فيه أن تدبير التجسّد الذي صنعه لأجلنا سيجيب على الذين يتساءلون، لأنه عندما قال بطرس: "جعله ربًا ومسيحًا"، أضاف في الحال: "هذا الذي صلبتموه أنتم" [36]، مما جعل الأمر واضحًا للجميع... إن كلمة "جعل" ليست عن جوهر الكلمة - بل عن ناسوته. لأن ما هو الذي صُلب سوى الجسد...؟ "جعله ربًا"، وليس هذا فحسب، بل "جعله ربًا لكم"، و"فيما بينكم". هذا هو ما يعنيه بقوله "تبرهن" [22]... أي أثبت أنه ليس إنسانًا عاديَّا، بل هو اللََّه في الجسد، وأنه هو الرب، وهو المسيح... جعله الآب ربًا وملكًا في وسطنا، ولنا، نحن الذين كنّا قبلًا عصاة. فمن الواضح أن هذا الذي يظهر الآن أنه رب وملك، لم يبتدئ أن يصير عندئذٍ ملكًا وربًا، بل ابتدأ يظهر ربوبيّته، وأن تمتد ربوبيّته حتى على الذين يعصونه[128].

* الكلمة نفسه وهو بالطبيعة الرب الكلمة قد جُعل إنسانًا، ومن خلال صورة العبد صار رب الجميع ومسيحًا، أي لكي يقدّس الجميع بالروح[129].

البابا أثناسيوس الرسولي

* لم يقتلوه هو بقدر ما قتلوا أنفسهم. لقد خلصوا بواسطة ذاك الذي ذُبح من أجلهم. ولما تحدّث الرسول نُخسوا في ضميرهم، الذي نخس (السيّد) بالحربة. وإذ نُخسوا طلبوا مشورة فأعطيت لهم، أن يتوبوا ويجدوا نعمة، ويؤمنوا أن يتناولوا الدم الذي سفكوه في ثورتهم[130].

القديس أغسطينوس

"فقال لهم بطرس:

توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا،

فتقبلوا عطية الروح القدس". [38]

* أرسل بطرس الشعب اليهودي التائب عن عمله الشرير لكي يعتمدوا في الحال[131].

القديس جيروم

* من ييأس من نوال غفران خطاياه إن كانت جريمة قتل المسيح قد غُفرت بالنسبة لمرتكبيها...؟ لقد جاءوا إلى مائدة الرب، وبالإيمان شربوا الدم الذي في هياجهم سفكوه[132].

القديس أغسطينوس

* أية خطية أعظم من أن يصلب الإنسان المسيح؟! ومع هذا فالعماد يغسلها[133].

* يا لعظمة النعمة التي كانت تعمل في جميع الرسل معًا حتى آمن من اليهود صالبي المسيح هذا العدد العظيم، واعتمدوا باسم المسيح، و"كانوا يواظبون على تعليم الرسل والصلوات" (أع 2: 14)[134].

القديس كيرلس الأورشليمي

من لم يسمع للقديس يوحنا المعمدان حيث نادى بالتوبة (مت 3: 1-2)، ولا تجاوب مع كرازة ربنا يسوع الذي نادى أيضًا بالتوبة (مت 4: 17)، يمكنه أن يبدأ الآن خلال عمل الروح القدس، فيقدم توبة أو ميتانويا (ميطانيا) وتعني تغيير القلب والفكر والإرادة، وإعادة النظر إلى حياة الإنسان الداخلية وسلوكه الظاهر. هي إعطاء الوجه لله عوض القفا (إر 7: 24؛ 32: 33)، وإعطاء القفا للخطية عوض الوجه.

التوبة هي اكتشاف حب الله الفائق، وكما قيل للمرأة الخاطئة: "لأنها أحبت كثيرًا مغفورة لها خطاياها الكثيرة". يجد الخاطي في حب الله مصدر المغفرة والتعزية والفرح الفائق.

يشير العلامة أوريجينوس إلى المعمودية التي تُقدم حتى للأطفال الصغار "لمغفرة الخطايا" متسائلًا: [خطايا من هذه؟ متى ارتكبوا خطايا؟ أو كيف يمكن شرح غسل المعمودية الذي يحدث حتى مع الأطفال الصغار، إلا حسب شرحنا للأطفال الصغار الذي نتكلم عنه؟ فإنه ليس إنسان بلا غضنٍ، ولو كانت حياته يومًا واحدًا (أي 14: 4- 5).فإنه بسرّ المعمودية يُنزع كل غضن. ولهذا فإنه حتى الأطفال يعمدون، لأنه "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت السماوات". (يو 3: 5)[135].]

إذ يعطون الوجه لله بالتوبة يقبلون العماد لنوال البنوة لله. تُغفر لهم خطاياهم ويتمتعون بعطية الروح القدس الذي يسكن في داخلهم.

يمكننا القول بأن التوبة هي قارب النجاة الذي يُقدم نعمة الله للمسافر بعد أن انكسرت السفينة ودمرتها أمواج الخطية وزوابع العصيان. يلزمه أن يلقي بنفسه في هذا القارب. أما العماد فهو التقاء المسافر في حضن أبيه، ودخوله كما إلى مسكنه الأبدي، فيجد راحته في بنوته للآب، وشركته مع الابن الوحيد الجنس، وفرحه بعمل روح الله الساكن فيه. بالتوبة يُقدم الدواء للشفاء من جراحات الخطية، وبالعماد ترتد للإنسان كرامته ليصير بالحق أيقونة المسيح حامل برّه، له حق الشركة في المجد الأبدي.

* لم يقل بعد "آمنوا"، بل "ليعتمد كل واحد منكم"، فهذا يتقبلونه في المعمودية. تحدث بعد ذلك على المنافع: "لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس". إن كنتم تقبلون العطية، فالمعمودية تهب المغفرة، لماذا تتأخرون؟[136]

القديس يوحنا الذهبي الفم

غسل خطايانا وتجديدنا لا يعني موت الجسد بل موت الشهوات الجسدية أو الإنسان القديم بأعماله، أما الجسد فصالح ومقدس.

* أريد أن يموت هذا الجسد عن الخطيئة. لست أسأل أن يموت الجسد بل ألا يخطئ مرة أخرى. وكما أن الميت يكون جثمانه فوق إمكانية الخطيئة، هكذا الذي يصعد من مياه المعمودية يخلص من الخطيئة. فإن كنتَ قد متَّ في هذه المياه يلزمك أن تبقى ميتًا عن الخطيئة[137].

* يليق بمن يتوب ألا يلتصق بعد بذات الخطايا التي تاب عنها. لهذا السبب نؤمر بأن نقول: "أجحدك أيها الشيطان" حتى لا نعود بعد إليه[138].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* المعمودية باب يردنا إلى الفردوس، فيها يدخل الإنسان إلى اللَّه ليكون معه.

المعمودية سفينة جديدة حاملة للأموات، بها يقومون ويعبرون إلى بلد الخالدين.

وُضعت المعمودية في العالم لأجل العالم الجديد، فيها يعبر الإنسان من عند الأموات إلى بلد الحياة...

* تعالوا أيها المدينون وادخلوا، خذوا صكِّكم مجّانا، فتُمحى ذنوبكم داخل المياه.

تعالوا أيها المساكين، واقتنوا الغنى بالعماد الروحي، وأقيموا الخزانة العظيمة عوض الفقر.

تعال أيها الخروف الضال الذي لسيد القطيع واعتمد، فبك يكمل العدد مائة.

تعال أيها الخاطئ المتعَب، والمنسحق، والمملوء جراحات، واقطع عنك ثقل الإثم بالمعمودية.

تعالوا أيها العميان المُظْلِمون باختيارهم، اعتمدوا لتتفتح أعينكم، وتستضيئوا بابنة النهار.

تعالوا أيها الهالكون، لأن الراعي الصالح قد خرج وراءكم ليجمعكم عند الينبوع...

تعالوا، فإن طرق بيت اللَّه مفتوحة داخل المياه...

تعالوا أيها العتيقون الذين شاخوا وبلوا... اقتنوا تجديدًا في بطن المعمودية الجديد[139].

مار يعقوب السروجي

"لأن الموعد هو لكم ولأولادكم،

ولكل الذين على بُعد،

كل من يدعوه الرب إلهنا". [39]

هذا الموعد الذي تنبأ عنه يوئيل النبي متسع جدًا، يُقدم حتى "لكل الذين على بعد"، يُقدم لكل البشر. الوعد مُقدم لمن يدعوه الرب الذي هو محب للبشر؛ فمن جانب الرب الدعوة مقدمة للكل. بقي من جانب الإنسان أن يتجاوب مع الدعوة إذ "كل من يدعو باسم الرب ينجو، لأنه في جبل صهيون وفي أورشليم تكون نجاة، كما قال الرب وبين الباقين من يدعوه الرب" (يؤ 2: 32). " سلام، سلام للبعيد وللقريب، قال الرب، وسأشفيه" (إش 57: 19).

ما أسهل أن يهمل الإنسان في التمتع بحقوقه، لكن يصعب أن يقبل هذا بالنسبة لنسله. لهذا يؤكد الرسول: "الموعد هو لكم ولأولادكم". لهذا قيل: "اسكب روحي على نسلك، وبركتي على ذريتك" (إش ٤٤: ٣)، "روحي الذي عليك، وكلامي الذي وضعته في فمك، لا يزول من فمك، ولا من فم نسلك، ولا من فم نسل نسلك، قال الرب". (إش ٥٩: ٢١) (تك ١٧: ٧)

"وبأقوالٍ آخر كثيرة كان يشهد لهم ويعظهم قائلًا:

اخلصوا من هذا الجيل الملتوي". [40]

ركز القديس بطرس في تكملة عظته التي لم يسجلها لنا لوقا البشير على خطية ذاك الجيل الذي يدعوه "الجيل الملتوي"، الذين سجلوا على أنفسهم: "دمه علينا وعلى أولادنا". (مت 27: 25) فإذ يقدمون توبة عما فعلوه بالمخلص يتمتعون بالغفران على خطاياهم، أو بالمصالحة مع غافر الخطايا. لقد صار الأمر في سلطانهم، فمن جانب الله قدم كل شيء؛ أعلن الآب حبه ببذل ابنه، ودفع الابن الثمن، وصار الروح القدس حالًا في الكنيسة، فما عليهم إلاَّ أن يقبلوا الروح القدس واهب كل شيء. إنه وقت للخلاص قبل دمارهم الأبدي، وحلول التأديب الإلهي بدمار الهيكل.

إنه يحذرهم من الانضمام إلى غير المؤمنين والأشرار. وكما قال المرتل: "انصرفوا عني أيها الأشرار فاحفظ وصايا إلهي... وكزغلٍ عزلت كل أشرار الأرض، لذلك أحببت شهاداتك". (مز ١١٩: ١١٥، ١١٩)

* أتوسل إليك أيها العزيز المحبوب، وارتمى عند قدميك متوسلًا أن تهبني وتهب نفسك هذه الصلاة الواحدة أن تخلص نفسك من الجيل الملتوي (أع 2: 40). انسحب أيها العزيز المحبوب من هرطقة أوريجينوس وكل الهرطقات[140].

القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس

"فقبلوا كلامه بفرح،

واعتمدوا،

وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس". [41]

دعوة الرسول بطرس للتوبة دفعتهم لحياة الفرح، لأنهم قدموا توبة صادقة، وتمتعوا بما كان يشتهيه داود الملك والنبي: "رد لي بهجة خلاصك".

علامة عمل الروح القدس هو قبول الكلمة بفرحٍ، مما أهلهم للتوبة والاعتراف بخطاياهم ونوال المعمودية.

* من يحب بحقٍ أن يعيش بحسب الإنجيل، يهدم بداية حالته الشريرة ونهايتها، ويمارس كل فضيلة بالكلام والعمل. إنه يتحرر من كل مضايقات الشهوات، وإذ يتحرر عقله من هذا الصراع يمتلكه رجاء السعادة العتيدة، ولا يعرف شيئًا سوى الفرح الدائم الذي يغذي النفس.

القديس مرقس الناسك

يرى البعض أن انضمام الثلاثة آلاف نفس تحقق ليس فقط بخطاب الرسول بطرس وإنما بحديث بقية الرسل أيضًا، هذا بلغةٍ وذاك بلغةٍ أخرى، وكان محصلة الكرازة في خلال اليوم كله ٣٠٠٠ نسمة من كل أورشليم، لهذا قيل: "وانضم في ذلك اليوم"، ولم يقل "في تلك الساعة". لم يكن بالأمر الهين أن يترك ٣٠٠٠ نسمة في يومٍ واحد الخضوع لرؤساء الكهنة ومجمع السنهدرين ليعلنوا قبولهم يسوع المصلوب ربًا ومسيحًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسلميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(3)للقمص تادرس يعقوب ملطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» أعمال الرسل 2 - تفسير سفر أعمال الرسل ميلاد الكنيسة في يوم البنطقستي الجزء(4)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» اعمال الرسل 1 - تفسير سفر أعمال الرسل الإعداد لميلاد الكنيسة الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» اعمال الرسل 8 - تفسير سفر أعمال الرسل شاول يضطهد الكنيسة الجزء(4)للقمص تادرس يعقوب ملطي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد الجديد-
انتقل الى: