الصلاة فى حياة الخادم

الصلاة فى حياة الخادم

الخادم إنسان مصلي.

+ أول كل شيء إذا أردنا أن نعرف ضرورة الصلاة في الخدمة وفي حياة فلنستمع إلى كلمات الرسول بولس في عدة رسائل وهو يطلب من الكنائس ومخدومية أن يؤازروه بالصلاة ويشتركوا معه فيها من اجل نجاح الخدمة وضمان ثمرتها:

+ واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر مصلين في ذلك لأجلنا نحن أيضا ليفتح الرب لنا بابا للكلام لنتكلم بسر المسيح الذي من اجله أنا موثق أيضا (كو 4 : 2- 3)

+ مصلين بكل صلاة و طلبة كل وقت في الروح و ساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة و طلبة لأجل جميع القديسين و لأجلي لكي يعطى لي كلام عند افتتاح فمي لأعلم جهارا بسر الإنجيل (أف 6 :
18- 19)

+ أخيرا أيها الأخوة صلوا لأجلنا لكي تجري كلمة الرب و تتمجد كما عندكم أيضا (2تس 3 : 1)
+ إن الرسول بولس من خلال هذه الكلمات القوية النابعة من أعماق قلبه- يكشف لنا كيف أن الصلاة شرط أساسي لامتلاء الخادم بالروح وناجح خدمته وإتيانه بثمر كثير يقول هو أيضاً: احني ركبتي لدى أبي ربنا يسوع المسيح... لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتايدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم.. (أف 3 : 14: 16 – 17)
+ نعم من مستلزمات الخدمة أن ينحني الخادم وتسجد ركبتاه.

أولاً: ماذا تفعل الصلاة في الخدمة؟

1- الصلاة قوة باطنية خفية تحرك الخدمة:

يقول سفر الأعمال عن حياة آبائنا الرسل خدام الكنيسة الأوائل(هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة و الطلبة (أع 1 : 14) فماذا كانت النتيجة (كانت كلمة الرب تنمو و تقوى بشدة (أع 19 : 20) كل المشاكل حلت بالصلاة المعجزات والعجائب عملت بقوة الصلاة دعائم الإيمان في حياة الكنيسة الأولي تثبتت بقوة الصلاة.

2- الصلاة تجلب المعونة وتستدعي القوة الإلهية المكملة لضعفنا:

+ أمام مقومات اليهود وتهديداتهم للرسل(أما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من اجله (أع 12 : 5) فانفتحت أبواب السجن وخرج بطرس يخبر الكنيسة كلها كيف أنقذه الرب من يد هيرودس ومن انتظار كل شعب اليهود.

+ أمام مقاومات اليهود وتهديداتهم للرسل(و الآن يا رب انظر إلى تهديداتهم و امنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة بمد يدك للشفاء و لتجر آيات و عجائب باسم فتاك القدوس يسوع (أع 4 : 29 :30)
+ وما أكثر المواقف التي تجلت فيها قدرة الصلاة وهي تفتح كوي السموات لتجلب علينا مراحم الرب ومعوناته بلا حصر.

+ إن الخادم يعتبر مخدوعاً إن ظن أن له باباً أخر لاقتبال المعونة الإلهية غير باب الصلاة إن سر القوة في حياة خدام الله الأمناء على مدي كل تاريخ الكنيسة هي حياة الصلاة التي عاشوها وإذا كان الخادم محتاجاً إلى قوة هائلة تسنده وتؤازره في الطريق فليس من طريق لنوال هذه القوة إلا الصلاة بالروح(ينبغي أن يصلى كل حين و لا يمل (لو 18 : 1)

+ إن عمل الخدمة والتدبير المسيحي من جهة خلاص النفس البشرية ليس أمراً سهلا ولكنه يحتاج لقوة ومعونة من الله وهذه تأتيناً بالصلاة وقد عاشت الكنيسة الأولي تأخذ من هذا الينبوع في مسيرة الخدمة والكرازة وكل خدمة وجهد ينبغي أن يعتمد أساساً على الصلاة لأن بدون الرب لا تقدر أن تفعل شيئا إذ به نحيا ونتحرك ونوجد وفي الصلاة قوة وحكمة فيؤازرنا الرب بنعمته ويكثر الأثمار المفرحة في الخدمة فيفرح الزراع والحاصد معاً.

3- الصلاة تقديس داخلي لشخصية الخادم وتنقية لشفتيه:

+ الخادم المصلي لسانه حاله يا رب افتح شفتي فيخبر فمي بتسبيحك (مز 51 : 15) وأيضاً (ضع حافظا لفمي وبابا حصينا لشفتي ولا تمل قلبي إلى كلام الشر فيتعلل بعلل في الخطايا مع الناس فاعلي الإثم(مز 140 صلاة النوم)

+ إن الخادم عندما يصلي تستنير روحه و يتنقى ذهنه وتتطهر شفتاه فلا يخالط أهل العالم في كلماتهم وشرورهم بل يقتني النفس المسبحة واللسان المصلي مع نفوس أولاده ومخدوميه وهكذا يكون درس الصلاة الملقي منه على مخدوميه هو إنجيل معاش وخبرة ملائكية يحياها بالروح المسبحة التي يحملها في قلبه وكيانه.

4- الصلاة فيها معرفة وفهم وتجلب الحكمة:

+ بئس الخدمة التي ترمي إلى مجرد حشو العقول بالعلوم الدينية والمعرفة العقلية فقط دون الاكتراث بملء القلوب من حرارة وحلاوة النعمة.

+ إن التدين الأصيل معناه ارتباط القلب بالله والالتصاق به روح واحد كما يقول الرسول: أما من التصق بالرب فهو روح واحد (1كو 6 : 17) فالصلاة تجلب لنا معرفة الروح القدس وكما يقول مار اسحق في الرجل الوديع تستقر روح الحكمة) وشتان بين الحكمة الحقيقية المفاضة علينا من الله كثمرة لاستجابة الصلوات والتضرعات وبين النشاط الذهني البشري المعتمد على جمع المعلومات والحقائق.

+ لذلك يلزمنا جداً كخدام الركب المنحية والصلوات الكثيرة بدموع وتوسلات وبذا نتشبه بآبائنا الرسل في مفهومهم الروحاني لحياتهم: و أما نحن فنواظب على الصلاة و خدمة الكلمة (أع 6 : 4) نعم محتاجين لركب خدام لم تنحن لبعل الشهوة ولم تسجد لوحش المادة بل تخر فقط أمام عرش الحي إلى أبد الآبدين(رؤ4 : 10)

5- الصلاة من أجل المخدومين تعبير عملي عن محبتهم:

+ ما جمل قول صموئيل النبي (و أما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فاكف عن الصلاة من أجلكم بل أعلمكم الطريق الصالح المستقيم (1صم 12 : 23) إن صلاتنا من أجل المخدومين تعبير عملي عن حبنا وتثبيت قوي لعلاقتنا معهم واهتمامنا بان نسترد المطرود ونجبر الكسير ونعصب الجريح ونقوي الضعيف وعلى اقل إن لم نقم بهذا كله فإننا نصلي ليهبنا الرب المعونة أن نفعله.

+ لننظر إلى مشاعر الرب يسوع نفسه من أجل من أحبهم إذ يصلي إلى الأب قائلاً من اجلهم أنا اسأل... . أيها الأب القدوس احفظهم في اسمك... . أن تحفظهم من الشرير... قدسهم في حقك (يو 17 : 9 – 17)
وأيضاً في عاطفة جزيلة وحب كبير يقول لتلميذه بطرس(و لكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك (لو 22 : 32)

+ الصلاة من أقوي الوسائل التي تربط الإنسان بالحب تجاه الآخرين وتدخلنا إلى حياة الشركة كأعضاء في جسد المسيح الواحد صلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها (يع 5 : 16)
+ الصلاة تحرر الإنسان من الأنانية ومحبة ذاته فيسهل عليه الدخول لقلب أخيه والكنيسة تعلمنا هذا بوضوح في صلوات وأواشي كثيرة في القداس الإلهي عندما تصلي من أجل المرضي والراقدين والمسافرين والمتغربين والذين ليس لهم أحد يذكرهم.

+ إن إهمالنا الصلاة لأجل الخدمة لأجل نفوسنا ولأجل المخدومين يعد تقصيراً شديداً بل وأيضاً خطية جسيمة علينا كخدام أن نحني ركبنا أمام ذاك الجالس بين تسبيحات القديسين حتى يعطينا بفيض روحه القدوس روح الحكمة والإعلان في معرفة الرب وتنفتح أسرار الملكوت أمامنا وأمام من نخدمهم.

ثانياً: كيف يصلي الخادم؟

1- الانسحاق والتذلل وتتويب النفس.

+ الصلاة المستجابة المعزية هي إلى تخرج من قلب منسحق يشعر بضعفه وإنسان يحس بخطيته ويعترف بأماثه ومشغول دائما بتقديم توبة عنها كما أن حالة الانسحاق والتواضع والندم على الخطية تجعل المصلي قريبا جداً من المعونة الإلهية لأن الرب يحب المتواضعين والمنسحقي القلوب ويعطيهم نعمة.

+ هناك ممارسات روحية في الصلاة تولد مشاعر التوبة وتجلب رحمة الله مثل السجود والمطانيات وترديد كلمات الرحمة (اللهم ارحمني أنا الخاطئ – بكثرة رحمتك أدخل بيتك أرحمني يا الله كعظيم رحمتك.. إلخ)
+ هنا تدخل أهمية الدموع وفاعليتها وهي لا تأتي طبعاً بنوع من الافتعال والاصطناع لكنها تأتي كتعبير طبيعي عن توبة الإنسان وإحساسه بضعفه وخجله أمام الله.
+ وجميل أن يسكب الإنسان ضعفه أمام الله كما فعل داود ارحمني يا رب لأني ضعيف اشفني يا رب لان عظامي قد رجفت (مز 6 : 2)

2- اللجاجة والمثابرة المصحوبة بالإيمان والثقة.

+ السيد المسيح يعلمنا اللجاجة والمثابرة ويطلبها منا في الصلوات ويتضح هذا في مثلين الأول مثل صديق نصف الليل(لو 11 5 : 8) والثاني مثل الأرملة وقاضي الظلم (لو 18 : 1- 8)

+ يقول مار اسحق (إن كنت خالياً من فضيلة المثابرة فلا تنتظر أن تحصل على عزاء حقيقي في صلاتك.
+ علينا أن نصلي بلا ملل أو يأس فهو إن تأتي يستجيب منصفاً لمختاريه والله أحيانا يتأتى علينا في استجابة الصلوات ليدربنا على المثابرة والجهاد الروحي في الصلاة.

+ والإيمان شرط أساسي لقبول الصلوات واستجابتها(أمنت لذلك تكلمت (مز 115 : 1) أن عالم بمن أمنت و موقن انه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم (2تي 1 : 12) والإيمان بالله وقدرته يعطي حرارة روحية في الصلاة والاستمرار فيها بلا ملل ينبغي أن يصلى كل حين و لا يمل (لو 18 : 1)

+ ومن المناسب أن يتغني الإنسان بمواعيد الرب وأحكامه كما هو واضح في مزمور 118 في صلاة نصف الليل (كل قطع هذا المزمور تبين أهمية التمسك بمواعيد الرب والثقة فيها)

3- الهدوء والتأمل ومقاومة الطياشة والسرحان.

+ عادة تأتي الطياشة من استسلام الإنسان للهموم وأوجاع هذا الزمان والارتباكات والمشغوليات اليومية في الحياة.
+ وعلاج هذا كله يكون بضبط الفكر والعقل من خلال التمهيد للصلاة بالقراءات الورحية وفترات الصمت والهدوء السابق للصلاة مع جمع العقل من الأمور وتفريغ العن من مشغوليات العالم وانحصار الإنسان المصلي وإحساسه بوقوفه أمام عرش الله وحده.

+ وأمام الطياشة وشرود الذهن أحيانا ينبغي أن نصبر ونثابر ونستمر في الصلاة فأحيانا قد تبدأ صلواتنا بشيء من الطياشة والتشتت ولكن سرعان ما تتبدد نتيجة ثبات الإنسان وطلب المعونة من الله

.

4- مقاومة الكسل والتواني ومحاربات الجسد وضعفه.

+ أحيانا يحارب الخادم بكسل شديد نتيجة ثقل جسدي أو إرهاق وتعب جسماني أو عوارض مرضية تقلل من يقظته في الصلاة حتى إذا استسلم لها فربما ينقطع عن الصلاة ويفقد بركتها لكن ينبغي للخادم أن يتشجع ويؤمن بوعود الله مع الإيمان بأن ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه فيجاهد لكي يقدم نفسه ذبيحة حب لله جسداً وروحاً.

+ كما يحتاج المر إلى شيء من تنظيم الوقت والعيشة في حياة الالتزام الروحي وتخصيص وقت بكر للصلاة يكون الإنسان فيه منتعشا ومملوءا حيوية وأحيانا تكون هذه العوارض الجسدية المعطلة للإنسان شيئاً وهمياً ينبغي ألا نلتفت إليه أو نخضع لتأثيره وبمجرد أن يتشدد الإنسان في صلاته تسنده المعونة الإلهية فيتشجع ويتقوى ويهرب عنه الكسل والتراخي.

5- الصلاة بالمزامير (الاجبية)

+ المزامير ولو أن قائلها هو داود وتنسب معظمها إليه لكنها أيضاً هي كلام الله قاله داود بالروح القدس فحينما نصلي بالمزامير نكلم الله بكلامه فهل يوجد أعظم من هذا.
+ والمزامير مادة عجيبة ومدرسة عظيمة للصلاة ففيها تنوع الأفكار وعمق المشاع واتساع التأملات كما أنها تحمل مشاعر وتعبيرات توبة قوية فيها عناصر التذلل والانسحاق وقد رتبت الكنيسة السبع صلوات لتكون فرصة لتغطية حياة المؤمن كلها بالصلاة في الليل والنهار.

+ ومع صلوات المزامير نتلو عبارة كيرياليسون وصلوات تقديس أخري وابتهالات كثيرة تؤدي في مجموعها إلى الوقوف أمام الله في عبادة عميقة خصوصاً لمن يصلي المزامير بفهم وتأمل ومناجاة لله معتبراً أن كلمات داود النبي في المزامير هي لسان حالة ورفع قلبه شخصياً لله.

+ نخلص من هذا كله أن الخادم الكنسي له طابع مميز في صلواته ومناخ كنسي ملائكي يشارك فيه فهو علاوة على صلاته الفردية ومناجاته لله شديد الحرص على أخذ بركة المجالات الآتية:
1- ليتورجية القداس الإلهي.
2- خدمة التسبحة الكنسية.
3- صلوات المزامير والسواعي.
هذا هو الهيكل ذو الدعائم الثلاثة لحياة الخادم الكنسي في صلواته.

+ إنسان له حياة الشركة الدائمة مع مذبح الكنيسة أمه المحبوبة فيأخذ نصيبه في الحياة الليتورجية ويصلي مع جماعة المؤمنين إخوته الخدام وأولاده المخدومين وبقلب واحد يهتفون جميعاً يا رب ارحم.
+ وهو إنسان يحب الابصلمودية ويترنم بالابصالية ويحفظ الهوس ويفهم التذاكية ويتبارك بالمجمع وينشد المديحة.
+ وهو إنسان له مزاميره اليومية الفردية والجماعية ويتعزى بها ومن شهوته لمعانيها يكاد يحفظها ولذا فهي أيضا تحفظه وتنجيه هذا هو الخادم المصلي.

فعلا فعلا

موضوع راااااااااااااااااااااااااائع

الخادم بدون الصلا ة من اجل الخدمة والمخدومين ومن اجل خلاص نفسة

وان يقف اللة معة فى خدمتة اشبهة بعربةبلا وقود طبعا تقف ولا تصير

كذلك الخادم بلا صلاة يقف وتقف الخدمة وتفشل ويفشل معة المخدومين

الصلاةحصن منيع يحمى الخادم والمخدومين من السقوط فى فخ الشيطان

السيد المسيح قال صلوا كل حين ولا تملوا

الصلا هى الترس الواقى من ضربات العدو الذى هو الشيطان

اللة يعطينا ان نصلى ولانمل وان يحفظ الخدام والمخدومين

موضوع مميز ورااااااااااااااااااااااااائع
الرب يبارك الجميع
ويباركك

شكراااااااااااااااااااااااا لكم جميعااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

» - الأمانة فى حياة الخادم
» التلمذة فى حياة الخادم
» - أهمية العقيدة فى حياة الخادم
» - العمق الروحى فى حياة الخادم
» علاقات الخادم