منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010110


 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010111


 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010112

 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
سالى عبده
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
عزت
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
kamel
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مريانا
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
د.محبوب
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
mmk
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
بهيج
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مارونا
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
diana.wahba
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcapيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_barيوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17236
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي   يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالإثنين 26 نوفمبر 2012, 2:58 pm

يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي 4196810853 يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم
فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي
* كل شخصٍ: يهودي أو يوناني، غني أو فقير، صاحب سلطة أو في مركز عام، الإمبراطور أو الشحاذ، "كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" [٣٤]. إن عرف الناس عبوديتهم يرون كيف يقتنون الحرية.

المولود حرًا ويسبيه البرابرة يتحول من حرٍ إلى عبدٍ، وإذ يسمع عنه شخص آخر يتحنن عليه ويتطلع أن لديه مالًا فيفديه، يذهب إلى البرابرة ويعطيهم مالًا ويفدي الرجل. إنه بالحق يرد له الحرية، إذ ينزع الظلم...

إني أسأل الذي أُفتدى: هو أخطأت؟ يجيب "أخطأت". إذن لا تفتخر بنفسك انك قد أُفتديت، ولا تفتخر يا من افتديته، بل ليهرب كليكما إلى الفادي الحقيقي. انه جزئيًا يُدعى الذين تحت الخطية عبيدًا، إنهم يدعون أمواتا.

ما يخشاه الإنسان حلول السبي عليه الذي جلبه الإثم عليه فعلًا. لماذا؟ هل لأنهم يبدون أنهم أحياء؟ هل أخطأ القائل: "دعي الموتى يدفنون موتاهم" (مت ٨: ٢٢)؟ إذن فكل الذين تحت الخطية هم أموات، عبيد أموات، أموات في خدمتهم، وخدام (عبيد) في موتهم[902]

القديس أغسطينوس

* من الذي يحرر من الموت ومن العبودية إلاَّ ذاك الذي هو "حرّ من بين الأموات" (مز ٨٨: ٥)؟ من هو "الحرّ من بين الأموات" إلاَّ ذاك الذي بلا خطية وسط الخطاة؟ يقول مخلصنا نفسه، منقذنا: "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء" (يو ١٤: ٣٠). (رئيس هذا العالم) يمسك بمن يخدعهم ومن يغويهم، ومن يحثهم على الخطية والموت، هذا "ليس له فيّ شيء".

تعال أيها الرب، تعال أيها المخلص. ليتعرف عليك الأسير.

دع من اقتيد إلى السبي أن يهرب إليك. كن فاديًا له!

إذ كنت مفقودًا وجدني ذاك الذي لم يجد الشيطان له فيه شيئًا آتيا من الجسد. لقد وجد في رئيس هذا العالم جسدًا، لقد وجده لكنه أي نوع من الجسد؟

جسد مائت يمكن أن يمسكه ويقدر أن يصلبه وأن يقتله!

لقد أخطأت يا أيها المخادع فإن المخلص لا يُخدع... إنك ترى فيه جسدًا قابلًا للموت لكنه ليس جسد الخطية، بل على شبه جسد الخطية. "الله أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد" (رو ٨: ٣). في جسد، لكن ليس في جسد الخطية بل "في شبه جسد الخطية". لأي هدف؟ "لكي بالخطية التي بالتأكيد لم يكن منها شيء فيه، يدين الخطية في الجسد، فيتحقق برّ الناموس فينا، نحن الذين لا نسلك حسب الجسد بل حسب الروح (رو ٨: ٤).

لا يدع أحد نفسه حرًا لئلا يبقى عبدًا. لا تبقى نفوسنا في عبودية، لأنه يُعفى عن ديوننا يومًا فيومًا[903].

* حتى بالنسبة للحرية في هذه الحياة، أين هو الحق عندما تقولون: "لم نُستعبد لأحدٍ قط"؟ ألم يُبع يوسف (تك ٣٧: ٢٨)؟ ألم يذهب الأنبياء القديسون إلى السبي (٢ مل ٢٤؛ خر ١: ١)؟ مرة أخرى أليست هذه الأمة عندما كانت تصنع اللبن في مصر خدمت حكامًا عنفاء ليس في ذهب وفضة بل في صنع الطوب (خر ١: ١٤)؟ إن كنتم لم تُستعبدوا قط لأحد يا أيها الشعب الجاحد، فلماذا يذكركم الله باستمرار أنه خلصكم من بيت العبودية (خر ١٣: ٣؛ تث ٥: ٦)...؟ كيف تدفعون الجزية للرومان، والتي من خلالها أقمتم فخًا لتصطادوا الحق فيه عندما قلتم: "هل يجوز أن نعطي الجزية لقيصر؟" وذلك حتى إن قال يجوز ذلك تتهمونه بسرعة أنه يسئ إلى حرية نسل إبراهيم، وإن قال لا يجوز تشتكونه أمام ملوك الأرض بكونه يمنع الجزية لمثل هؤلاء؟[904]

القديس أغسطينوس

"أجابهم يسوع:
الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية". [34]

هذه المقدمة المهيبة "الحق الحق أقول لكم" هي إعلان مهوب، كثيرًا ما يستخدمه السيد المسيح عندما يصدر أمرًا له خطورته. وهو في هذا يختلف عن الأنبياء، الذين كانوا يرددون العبارة: "هكذا يقول الرب"، لأنهم خدام أمناء لله. أما السيد المسيح فيتكلم باسم نفسه بكونه الابن "أقول لكم".

"من يعمل الخطية فهو عبد للخطية": لا يوجد إنسان بار لم يخطئ، لكن ليس كل من يسقط في خطأ هو عبد للخطية. إنما يقصد بقوله "يعمل الخطية" أي يختارها ويفضلها عن برّ الله، يفضل طريق الشر عن طريق القداسة (إر ٤٤: ١٦-١٧)، فيقيم عهدًا مع الخطية، ويقبلها دستورًا لحياته، تقوده شهواته الجسدية ومحبته للعالم.

يدرك الإنسان عبوديته لها كما مارسها. ففي بداية ممارستها يظن الإنسان أنه صاحب سلطان، له حق قبولها أو رفضها، لكنها إذ تدخل تمسك بعجلة قيادة النفس، ويفقد الإنسان سيطرته على إرادته تدريجيًا، فتكون الخطية أشبه بمخدر لا يقدر أن يستغني عنها. تحركه الخطية حسب هواها ليمارس ما لم يكن يتوقعه يومًا ما. وكما يقول كثير من آباء البرية أنه إذ تحتل خطية مكانًا في قلب الإنسان أو فكره تملك عليه وتفتح الطريق لغيرها من الخطايا لتملك معها، ويدخل الإنسان في سلسلة من الخطايا لا يقدر على مقاومتها بنفسه.

* "أجابهم يسوع: الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية".

إنه عبد، يا ليته لإنسانٍ بل للخطية!

من لا يرتعب أمام مثل هذه الكلمات؟ الرب إلهنا يهبنا - أنتم وأنا - أن أتكلم بتعبيرات لائقة عن هذه الحرية باحثًا عنها وأن أتجنب تلك العبودية...

يا لها من عبودية بائسة! عندما يعاني البشر من سادة أشرار يطلبون على أي الأحوال تغيير السيد.

ماذا يفعل عبد الخطية؟ لمن يقدم طلبه؟ إلى من يطلب الخلاص...؟

أين يهرب عبد الخطية؟ فإنه يحمل (سيده) أينما هرب. لا يهرب الضمير الشرير من ذاته، لا يوجد موضع يذهب إليه.

نعم لا يقدر أن ينسحب من نفسه، لأن الخطية التي يرتكبها هي في داخله. يرتكب الخطية لكي يحصل على شيء من اللذة الجسدية. تعبر اللذة وتبقى الخطية. ما يبتهج به يعبر، وتبقى الشوكة خلفها. يا لها من عبودية شريرة...!

لنهرب جميعًا إلى المسيح، ونحتج ضد الخطية إلى الله بكونه مخلصنا.

لنطلب أن نُباع لكي ما يخلصنا بدمه. إذ يقول الرب: "مجانًا بُعتم وستخلصون بدون مالٍ" (إش ٥٢: ٣). بدون ثمن من جهتكم، بسببي. هكذا يقول الرب لأنه هو دفع الثمن لا بمالٍ بل بدمه، وإلا بقينا عبيدًا معوزين[905]

القديس أغسطينوس

أما الابن فيبقى إلى الأبد". [35]

لعله يشير هنا إلى طرد إسماعيل وعدم تمتعه بالميراث (تك ٢١: ١٠- ٤). ليس للعبد حق الميراث من الأسرة التي نشأ فيها. أما الابن الشرعي فله هذا الحق. بل ومن حقه أن يحرر أي عبدٍ في الأسرة، وأن يتصرف في ميراثه كما يشاء.

الحرية التي افتخر بها اليهود هي وهم وخيال، إذ لم تكن لهم الحرية الداخلية ولا الحرية الخارجية. هذا ما تفعله العبودية للخطية، إذ توهم عبيدها بالحرية، فيظنون في ممارستهم للشر ممارسة للحياة الحرة بلا قيود، وتحطيم لما يظنوه قيود البرّ والإيمان. الحرية الحقيقية هي في المسيح يسوع حيث يرى المؤمن دستوره الحب الحقيقي، حتى وإن كان ثمنه بذل النفس من أجل الغير، وإمكانياتها إلهية حيث يتمتع المؤمن بالشركة في الطبيعة الإلهية، لا تقدر الأوهام والزمنيات أن تأسره، بل يجد مسرته في تناغم إرادته مع إرادة الله أبيه السماوي.

* إن قلت: "فلِم ذكر البيت إذ خاطبهم مذكرًا إياهم بخطاياهم؟ أجبتك: لكي يريهم كما أن السيد في بيته متسلط، كذلك هو متسلط، وسيد الخليقة. بقوله: "لا يبقى" يعني أنه بلا سلطان أن يهب امتيازات، لأنه ليس سيدًا للبيت. أما الابن فهو رب البيت. فإن هذا ما يعنيه بالقول: "يبقى إلى الأبد"، كمجاز مُستعار من الأمور البشرية. فلكي لا يقولوا: "من أنت" قال: "كل شيء هو ملكي؛ أنا هو الابن الساكن في بيت أبي"، مظهرًا بقوله "البيت" سلطانه. ففي موضعٍ آخر يدعو الملكوت "بيت أبيه": "في بيت أبي منازل (مواضع) كثيرة" (يو ١٤: ٣). وإذ كان مقاله خاصًا بالحرية والعبودية، لهذا استخدم المجاز ليخبرهم أنهم بلا سلطان على التمتع بالحرية (أو نوال المغفرة)[906].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* يدخل كثير من الخطاة الكنيسة. لهذا لم يقل "العبد ليس في البيت" وإنما قال: "لا يبقى في البيت إلى الأبد". رجاؤنا أيها الإخوة هو هذا أن نصير أحرارًا بواسطة الحرّ، وإذ يجعلنا أحرارًا يقيمنا عبيدًا.

لقد كنا عبيدًا للشهوة، ولكن إذ نتحرر يجعلنا عبيدًا للحب.

هذا أيضًا ما يقول الرسول: "فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الاخوة غير أنه لا تصيِّروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضًا" (غلا ٥: ١٣).

إذن لا يقول المسيحي: أنا حرّ، أنا دُعيت للحرية. كنت عبدًا وقد خلصت، وبخلاصي هذا صرت حرًا، أفعل ما يحلو لي. لا يصد أحد إرادتي مادمت حرًا... لا تفسد حريتك بالخطية، بل استخدمها في عدم ارتكاب الخطية. فإنه متى كانت إرادتك ورعة عندئذ فقط تكون حرة.

تكون حرًا إن كنت لا تزال عبدًا متحررًا من الخطية وخادمًا للبرّ. وكما يقول الرسول: "لأنكم لما كنتم عبيد الخطية كنتم أحرارًا من البرّ... وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيدًا لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية" (رو ٦: ٢٠، ٢٢)[907].

القديس أغسطينوس

"فإن حرركم الابن،

فبالحقيقة تكونون أحرارا". [36]

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن الابن يظهر هنا مساواته للآب في السلطان، فإن الله وحده هو الذي يبرر ويدين (رو ٨: ٣٣، ٣٤). الابن بلا خطية ويهب الحرية من الخطية، الأمر الذي هو من اختصاص الله وحده. هذا وقد أوضح لهم أن الحرية التي في أذهانهم ليست أصيلة، أما التي يهبها الابن فهي الحرية الحقيقية: "بالحقيقة تكونون أحرارًا"[908].

* لقد جاء في الجسد، أي في شبه جسد الخطية (رو ٨: ٣)، لكن ليس في جسد خاطئ، لأنه ليس فيه خطية نهائيًا، ولهذا صار ذبيحة حقيقية عن الخطية، لأنه هو نفسه بلا خطية[909].

* باستحقاق فعّال يخلص من عبودية الخطية هذه، هذا الذي يقول في المزامير: "صرت إنسانًا بلا سند، حرًا بين الأموات" (مز ٨٨: ٤، ٥). فإنه وحده كان حرًا إذ لم يكن فيه خطية. إذ هو نفسه يقول في الإنجيل: "رئيس هذا العالم يأتي" يقصد الشيطان الذي يأتي في أشخاص اليهود المضطهدين له، "وليس له فيّ شيء" (يو ١٤: ٣٠ - ٣١). فلا يجد فيَّ نسبة ما من الخطية كما في أولئك الذين يُقتلون كأبرارٍ، لا يجد قط شيئًا ما فيّ... إنني لست أدفع عقوبة الموت كضرورة بسبب خطاياي، لكنني أموت متممًا إرادة أبي. في هذا أنا أفعل إذ أحتمل الموت، فلو كنت لا أريد الألم ما كنت أتألم. يقول بنفسه في موضع آخر: "لي سلطان أن أضع حياتي، ولي سلطان أن آخذها أيضًا" (يو ١٠: ١٨). بالتأكيد هنا ذاك الذي هو حر بين الأموات[910].

* كما أن الطبيب يكره مرض المريض ويعمل بمقاييس الشفاء لينزع المرض ويشفي العليل، هكذا الله يعمل بنعمته فينا، ليبدد الخطية ويتحرر الإنسان[911].

* من ثم يقول الرسول ما نبدأ نحن نقوله: "فإني أُسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن" (رو ٧: ٢٢). هنا إذن نصير أحرارًا عندما نُسر بناموس الله، لأن الحرية لها الفرح. فإنك مادمت تفعل الصلاح عن خوفٍ، فإن الله لا يكون موضع مسرتك. لتجد مسرتك فيه فتكون حرًا. لا تخف العقوبة بل حب البرّ. هل لازلت لا تحب البرّ؟ خف من العقوبة حتى تنال محبة البرّ[912].

القديس أغسطينوس

"أنا عالمأنكم ذرية إبراهيم،

لكنكم تطلبون أن تقتلوني،

لأن كلمتي لا موضع لها فيكم". [37]

حسنًا يفتخر اليهود أنهم أبناء إبراهيم، لكن لماذا لم يسلكوا بروح أبيهم في إيمانه وطاعته لله؟ لماذا لم يثبتوا انتسابهم له بالعمل، لأنهم يطلبون قتل السيد المسيح؟ إن كان قتل البريء جريمة عظمى فماذا يكون قتلهم لملك الملوك؟ في طاعة كاملة وإيمان قدم إبراهيم ابنه الحبيب ذبيحة محرقة لله، وها هم في تمرد يطلبون قتل ابن الله الحبيب!

يفتخرون بانتسابهم لإبراهيم الذي نال وعدًا أن يكون أبًا لأممٍ كثيرة، وإذ حان الوقت لتحقيق الوعد، إذ جاء من نسله السيد المسيح الذي يضم الأمم معًا كأبناء روحيين لإبراهيم يريد اليهود قتله. أما سرّ مقاومتهم للحق، وعدم تمتعهم بالبركات التي نالها أبوهم إبراهيم فهو كما قال السيد: "لأن كلامي لا موضع له فيكم". لم يتركوا لكلام السيد المسيح، للحق نفسه، موضعًا في قلوبهم، لأن الحسد والغيرة والفساد ملأ قلوبهم، ولم يترك مجالًا لدخول الحق إليها.

حين يغلق الإنسان أبواب قلبه بالشهوات الجسدية ومحبة العالم لا يقتحمها الحق، لأنه لن يدخل قسرًا ما لم يجد ترحيبًا، فيدخل الحق كما إلى بيته، ويتسلم عجلة القيادة ليدير كل حركة القلب والفكر والحواس والمشاعر، فيتحول الإنسان بالنعمة الإلهية إلى كائنٍ روحيٍ، يقوده روح الرب.

* إن كنتم تفتخرون بعلاقتكم بإبراهيم، يلزمكم أيضًا أن ترتقوا بأن تسلكوا ذات سلوك حياته. ولم يقل: "ليس لكم موضع لكلماتي"، بل "كلمتي لا موضع لها فيكم"، مشيرًا إلى سمو التعاليم. ومع ذلك فإنه ليس بسبب هذا يلزم أن يقتلوا بل أن يُكرموا وينصتوا إليه لكي يتعلموا[913].

القديس يوحنا الذهبي الفم

يقدم لنا العلامة أوريجينوس الفارق بين "ذرية" و"أبناء" من الجانب الحرفي. فالذرية أو البذور إذ تُلقى في المرأة قد تنجب ابنا أو لا تنجب. كأن كل الأبناء هم من الذرية أو البذور لكن ليس كل الذرية أو البذور هم أبناء. فالسالكون حسب حياة إبراهيم هم من ذريته وأبنائه. أما من هم أبناء له حسب الجسد دون السلوك حسب حياته فهم ذرية وليسوا بالحق أبناء له. لهذا يقول العلامة أوريجينوس إنه إن وُجد إنسان ليس ابنا لإبراهيم ولا هو من ذريته فلا يُلام مثلهم إن كان خاطئًا لأنه لم يجد فرصه أن يُولد من بذار رجل بار فيكون كأبيه. أما الذين هم من ذرية إبراهيم، فكان يلزمهم أن يُحسبوا أبناء لإبراهيم سالكين مثل أبيهم. إنهم ذريته لكنهم ليسوا بالحق أبناء إبراهيم، لأنهم لا يحيون كأبيهم[914].

مرة أخرى يقول: [إبراهيم صار إبراهيم مع أنه ليس من ذرية إبراهيم (لم يلد نفسه) بل من ذرية السابقين له، هكذا يُمكن لشخص ما بغرس بذارٍ صالحة في نفسه أن يصير إبراهيم آخر، مع أنه ليس من ذرية إبراهيم نهائيًا، إنما فيه الكفاية أن يغرس بذورًا مثل إبراهيم[915].]

إذ سلك شعب بني إسرائيل كما يسلك الأموريون والحثيون الوثنيون لهذا قيل عنهم: "أبوك أموري وأمك حثية" (حز ١٦: ٣)، مع أنهم من ذرية إبراهيم ومن نسل سارة، لكنهم لم يحسبوا أبناء إبراهيم ولا من سارة!

* نتعلم من هذا بوضوحٍ شديدٍ أنه يجب أن نفسر كل قصة إبراهيم رمزيًا، ونمارس كل ما فعله بطريقة روحية، ابتداء من الوصية: "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك" (تك ١٢: ١). هذه العبارة تُقال ليس لإبراهيم وحده بل ولكل من يريد أن يكون ابنًا له... والرب الإله الذي ظهر لإبراهيم يظهر لنا، ويعدنا أن يعطينا الأرض التي حول السنديانة العليا لذرية نفوسنا الروحية (تك ١٢: ٦).

أيضًا يلتزم من يفهم الوصية: "تعملون أعمال إبراهيم"[٣٩] أن يبني مذبحًا للرب الذي يظهر لنا حيث توجد البلوطة العليا، ثم يرحل من البلوطة العليا إلى الجبل. الجبل في شرق بيت إيل التي تعني "بيت الله". لهذا فإنه ينصب خيمته عند بيت إيل في الغرب وعاي في الشرق، عاي تعني أعيادًا...

إن كنتم أبناء اسحق اعملوا أعمال اسحق، وهكذا بالنسبة ليعقوب وكل الآباء القديسين. وعلى العكس كل شخصٍ يخطئ يُدعى من جهة الجنس أنه ابن إبليس، حيث أن من يخطئ هو مولود من إبليس (١ يو ٣: ٨)...

لهذا تقولون أن كل شخص سيذهب إلى آبائه عندما يخلص من هذه الحياة، إذ يلزمنا عند وقت الرحيل أن يُقال ليس لإبراهيم وحده بل لكل البشر: "وأما أنت فتمضي إلى آبائك" (تك ١٥: ١٥). غير أن لا يُقال "بسلام" (تك ١٥: ١٥) لكل الناس في ذلك الحين وإنما للقديسين، إذ يحتفظون بشيخوخة صالحة. يُقال هذا للذين تكملوا وتمتعوا برحلة روحية طويلة إذ "الفهم بالنسبة للبشر هو الشيبة" (حك ٤: ٩)، والشيبة هي إكليل الافتخار (أم ١٦: ٣١). والشيبة التي تزينهم هي مجد للشيوخ الصالحين بالحق[916].

العلامة أوريجينوس

* "أنا عالم أنكم ذرية إبراهيم، لكنكم تطلبون أن تقتلوني، لأن كلامي لا يمسك بكم"... إنني أعرف أنكم ذرية إبراهيم حسب الأصل الجسدي، وليس بالقلب المؤمن. لو أُخذ كلامي لأمسك بكم، ولو أمسك بكم لكان يُمسك بكم كالسمك في شباك الإيمان. إذن ماذا يعني "لا يُمسك بكم"؟ لا يمسك بقلوبكم لأنها لا تقبله. فإنه هكذا هي كلمة الله، وهكذا يجب أن تكون بالنسبة للمؤمنين، إنها كالصنارة بالنسبة للسمكة. إنها تأخذ السمكة حين تأخذها السمكة. لا يحل ضرر ما بمن يُمسك بهم إذ يُمسكون للخلاص وليس للدمار... أما هؤلاء فإنهم ورثوا الجنس الجسدي، لكنهم صاروا منحلين عنه بعدم إقتدائهم بإيمانه كأبناء له[917].

القديس أغسطينوس

5. البنوة الله والبنوة لإبليس

"أنا أتكلم بما رأيت عند أبى،

وأنتم تعملون ما رأيتم عندأبيكم". [38]

إذ كان اليهود يفتخرون بأنهم أبناء إبراهيم، من نسله حسب الجسد، قدم لهم نفسه أنه هو ابن الله بالطبيعة، ويود أن يرتبطوا به ليتمتعوا بالبنوة لله بالنعمة عوض ما بلغوا إليه من بنوة لإبليس. هم يريدون قتله مع أنه ابن الله بالطبيعة، وبفعلهم هذا يؤكدون أنهم نالوا التبني لإبليس.

ما يتكلم به السيد المسيح هو الحق الأبدي الذي يراه في حضن أبيه، لأنه هو كلمة الله.

توجد أسرتان لن تتحدا: الله وأبناؤه، وإبليس وأبناؤه. لا يقدر أحد أن ينتسب للأسرتين معًا، فإنه إذ يقبل الواحدة يقاوم الأخرى بالضرورة، حتى وإن لم تكن المقاومة علنية.

ما يقدمه السيد المسيح ليس فقط ما يسمعه من الآب بل ما يراه، لأنه كائن في حضن الآب يراه، ما ينطق به الأنبياء هو بناء على ما يسمعوه من الله أو ما يرونه خلال رؤى، أما السيد المسيح فهو الكلمة الإلهي ذاته، وهو الحق الإلهي نفسه.

* أنا بكلامي وبالحق أعلن عن الآب، هكذا لتفعلوا أنتم بأعمالكم. فإنه ليس لي فقط ذات الجوهر مع الآب بل وذات الحق معه[918].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* لكن إبراهيم أيضًا وُلد وسط الجنس البشري، كثيرون كانوا قبله وكثيرون بعده. أنصت إلى صوت الآب إلى الابن: "قبل لوسيفر ولدتك" (مز15: 3Vulgate). لقد وُلد الذي ينير الكل قبل لوسيفر (إش 14: 27)... لماذا يذكر لوسيفر؟ لأنه إذ استنار أنار. ولماذا صار مظلمًا؟ لأنه لم يثبت في الحق (يو 8: 44)[919].

* "أنا أتكلم بما رأيت عند أبي، وأنتم تعملون ما رأيتم عند أبيكم" [٢٨]. أنا أرى الحق؛ أنا أنطق بالحق، لأني أنا هو الحق. فإنه إذ يتكلم الرب بالحق الذي يراه عند الآب إنما يرى نفسه، ويتكلم بنفسه الذي يراه عند الآب. لأنه هو الكلمة، وكان الكلمة عند الله (يو ١: ١). الشر الذي يفعله هؤلاء الناس والذي يعنفه الرب ويمنعه، أين رأوه؟ عند أبيهم... هنا يتحدث عن أب آخر لهم، هذا الذي لم يلدهم ولا خلقهم ليصيروا بشرًا. ومع هذا فهم أبناؤه بكونهم أشرارًا وليس بكونهم بشرًا. إنهم أبناؤه لأنهم يتمثلون به، وليس خُلقوا بواسطته[920].

القديس أغسطينوس

"أجابوا وقالوا له:

أبونا هو إبراهيم.

قال لهم يسوع:

لوكنتمأولاد إبراهيم لكنتم تعملونأعمال إبراهيم". [39]

للابن طبيعة أبيه، بالطبيعة يتمثل به. فكان يليق بهم إن كانوا بالحق أبناء إبراهيم أن يحملوا إيمانه وطاعته وبره، لا أن يقتلوا من يتكلم بالحق، الأمر الذي لم يكن ممكنًا لإبراهيم أن يمارسه. بهذا حرموا أنفسهم من الانتساب له روحيًا.

* هنا يعالج موضوع نيتهم للقتل مشيرًا إلى إبراهيم. وهو بهذا يود أن يسحبهم من انشغالهم بالانتساب لإبراهيم ونزع الكبرياء عنهم ليحثهم بالأكثر للرجاء في الخلاص لا في إبراهيم ولا بعلاقتهم الطبيعية به، وإنما في التمتع بإرادته (البارة). لأن ما كان يعوقهم عن المجيء إلى المسيح هو هذا، أنهم كانوا يظنون أن هذه العلاقة تكفي لخلاصهم[921].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* "أجابوا وقالوا له: أبونا هو إبراهيم" [٣٩]، كما لو أنهم يقولون: ماذا تقول ضد إبراهيم؟ أو إن كنت تستطيع تجاسر وأظهر خطأ في إبراهيم. لم يكن الرب غير قادر أن يتجاسر ويجد خطأ في إبراهيم، ولكن إبراهيم ليس بالشخص الذي يريد الرب أن يُظهر له خطأ بل يزكيه. أما هؤلاء فيبدو أنهم أرادوا أن يتحدوه كي يتكلم بشرٍ عن إبراهيم فيجدوا فرصة ليتمموا مقاصدهم[922].

القديس أغسطينوس

"ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني،

وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله،

هذا لم يعمله إبراهيم". [40]

* الذين يطلبون أن يقتلوه يطلبون أن يقتلوا إنسانًا، فإنهم إن قتلوه لا يُقتل الله (اللاهوت). وإذ أرادوا أن يقتلوه ولم يقتلوه تآمروا ضده كما ضد إنسانٍ، غير مدركين أن الذين يتآمرون ضده هو الله، إذ لا يمكن لأحد أن يود الاستمرار في التآمر ضده لو أنه اقتنع أن الذي يتآمر ضده هو الله[923].

* ربما يقتلون جسم الكلمة، فإنه من الواضح أنهم بعد لا يقدرون أن يفعلوا شيئًا. لهذا يلزمنا ألا نخاف من الذين يقتلون الجسم وبعد ذلك لا يقدرون أن يفعلوا شيئًا، ولا نخاف الذين يقتلون الجسم ولا يقدرون أن يقتلوا النفس التي للكلمة[924].

* ليت العبارة: "لا أحيا أنا بل المسيح يحيا فيّ" (غلا ٢: ٢٠) تنطبق ليس على الذين جاءوا من بعده فقط بل وعلى الذين سبقوه. ألاحظ أيضًا في قول المخلص: "إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب، لكنه ليس إله أموات بل إله أحياء" (مت ٢٢: ٣٢)؛ ربما تعني أن إبراهيم وإسحق ويعقوب هم أحياء لأنهم هم أيضًا دفنوا مع المسيح وقاموا معه (١ كو ٢: ١٢؛ رو ٦: ٤). لكن ليس لم يحدث هذا بأية وسيلة في وقت دفن المسيح جسمانيًا ولا قيامته الجسمانية. هذه هي ملاحظتنا على العبارة: "هذا لم يعمله إبراهيم" [٤١][925].

العلامة أوريجينوس

* لم يكن إبراهيم قاتلًا. أقول هذا، أنا رب إبراهيم، وحين أقول هذا أقول الحق... أنا أعلم أنكم ذرية إبراهيم. إنه لم ينكر أصلهم، لكنه يدين أفعالهم[926].

* نحن نأتي من أممٍ أخرى، لكننا إذ نتمثل به نصير أبناء إبراهيم. اسمعوا الرسول: "وأما المواعيد فقيلت في إبراهيم وفي نسله. لا يقول وفي الأنسال كأنه عن كثيرين بل كأنه عن واحدٍ، وفي نسلك الذي هو المسيح... فإن كنتم للمسيح فأنتم إذًا نسل إبراهيم وحسب الموعد ورثة" (غلا ٣: ١٦، ٢٩). لقد صرنا نسل إبراهيم وجعلنا الله ورثة معه. لقد نزع الميراث عن السابقين، وتبنى اللاحقين. لقد قطع الأغصان الطبيعية الجافة عن شجرة الزيتون التي أصلها في البطاركة وطعَّم زيتونة البرية الوضيعة (رو ١١: ١٧)[927].

القديس أغسطينوس

يعلق القديس أغسطينوس على هذه العبارة قائلًا بأن القديس يوحنا المعمدان كسر تشامخ اليهود القادمين إليه المعتزين بأنهم نسل إبراهيم دون الاقتداء به، موضحًا أن الله قادر أن يقيم من الحجارة أولادًا لإبراهيم (مت ٣: ٧-٩). [إن لم تحملوا ثمارًا تليق بالتوبة فلا تنتفخوا بمثل هذا النسب. فإن الله قادر أن يدينكم دون أن يحرم إبراهيم من الأبناء. فإن لديه طريق يقيم به أبناء لإبراهيم. الذين يتمثلون بإيمانه يصيرون أبناءه. "الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أبناء لإبراهيم" مثل هؤلاء هم نحن. كنا في آبائنا حجارة عندما عبدنا الحجارة كإله لنا. من هذه الحجارة خلق الله عائلة لإبراهيم[928].]

"أنتم تعملونأعمالأبيكم.

فقالوا له إننا لم نولد من زنا،

لناأب وأحد وهو اللَّه". [41]

كشف السيد المسيح لهم عن حقيقة مخفية عنهم وهي أنهم بأعمالهم هذه يحملون البنوة لإبليس القتَّال منذ البدء الذي لم يثبت في الحق [٤٤].

ربما قصد اليهود بذلك أنهم ليسوا من نسل إسماعيل ابن الجارية، إنما من نسل اسحق ابن سارة الحرة. كماأنهم ليسوا من نسل موآب أو أدوم الذين وًلدوا خلال علاقة أثيمة بين نوح وبنتيه.

* لا يقف الأمر عند العود والحجارة بل اختار الإنسان حتى الشيطان مهلك النفوس ليكون أبًا له. لهذا إنتهرهم الرب قائلًا:"أنتم تعملون أعمال أبيكم" أي الشيطان، أب البشر بالخداع لا بالطبيعة. فكما صار بولس بتعليمه الصالح أبًا للكورنثيون، هكذا دُعي الشيطان أبًا للذين وافقوه بإرادتهم (مز 18:50)[929].

القديس كيرلس الأورشليمي

* إذ نخطئ ففي هذا نحن لم ننتزع بعد مولدنا من إبليس، حتى وإن كنا نظن أننا نؤمن بيسوع. لهذا يقول يسوع لليهود الذين آمنوا: "أنتم تعملون أعمال أبيكم". كلمة "أب" تعني إبليس كما جاء في العبارة: "أنتم من أب هو إبليس"[٤٤]

* هذه الكلمات توضح تمامًا أن الشخص ليس ابنا لإبليس كثمرة للخلقة، ولا يُقال عن أي إنسان أنه ابن الله لأنه خُلق هكذا.

كما هو واضح أيضًا أن الذي كان قبلًا يُدعى ابنًا لإبليس يمكنه أن يصير ابن الله. أعلن أيضًا (الإنجيلي) متى ذلك عندما سجل قول المخلص هكذا: "سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك، وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، احسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات" (مت ٥: ٤٣-٤٥)[930].

* إن كان كل من يثبت فيه لا يخطئ، فإن من يخطئ لا يثبت في الابن. وإن كان كل من يخطئ لا يراه، فإن من يراه لا يخطئ[931].

* المولود من الله لا يخطئ. لكن بالحقيقة لم يُكتب أن المولود من إبليس لا يصنع البرّ، وإنما من يصنع الشر هو من إبليس[932].

* يقول البعض أن بعض الكائنات المخلوقة هي من الله وهي ليست قط مولودة من الله. هذه الكائنات حتمًا أقل رتبة في المسكونة من الذين يُقال عنهم أنهم مولودون من الله[933].

* المولود من الله لا يخطئ لأن بذرة الله تثبت فيه، من خلال قوة هذه البذرة الموجودة فيه تظهر فيه سمة عدم إمكانية أن يخطئ. وقد قيل في نهاية كلمات الرسالة: "كل من وُلد من الله لا يخطئ، بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه" (١ يو ٥: ١٨).

* إن كان أبناء إبراهيم يعملون أعمال إبراهيم، وأول هذه الأعمال هي أن يذهب من أرضه وعشيرته ومن بيت أبيه ويرحل إلى الأرض التي يريه الله إياها، لهذا فإن سبب توبيخ من وُجهت إليهم هذه الكلمة بأنهم ليسوا أبناء إبراهيم، إذ لم يخرجوا من بيت أبيهم، فلا يزالوا ينتمون إلى الأب الشرير ويعملون أعمال ذاك الأب[934]

* إذ قال المخلص إن الله هو أبوه (يو ٥: ١٨) ولم يعرف رجلًا بأنه أباه، فلذلك قالوا: "إننا لم نولد من زنا" لمقاومته، مضيفين: "لنا أب واحد وهو الله"[٤١]. وكأنهم يقولون له: "إننا نحن الذين لنا أب واحد وهو الله وليس أنت يا من تدعي أنك وُلدت من بتول، فأنت وُلدت من زنا.

إنك تفتخر أنك وُلدت من عذراء بقولك أن لك الله وحده هو أبوك. نحن الذين نعرف الله كأب لنا لا ننكر أنه لنا أب بشري"[935].

العلامة أوريجينوس

* إذ أدرك اليهود أنه لا يتحدث عن نسبهم الجسدي لإبراهيم بل عن سلوكهم، وهم يعلمون أن السلوك الشرير هو انحراف عن الله، وبالتالي يسقطون في الزنا الروحي، لهذا تركوا الحديث عن نسبهم لإبراهيم لأنهم فشلوا في الإقتداء به، وقالوا له: "إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد وهو الله" [٤١].

* أنتم تدعون الله أبًا، لتعرفوني إذن على الأقل كأخٍ لكم. وفي نفس الوقت أعطاهم حافزًا لقلوب الأذكياء بذكر ما اعتاد أن يقول: "لم آتِ من نفسي، هو أرسلني. أنا خرجت وأتيت من الله"... لقد جاء من عنده بكونه الله المساوي له، الابن الوحيد، كلمة الآب، جاء إلينا، لأن الكلمة صار جسدًا لكي يحل بيننا. مجيئه يشير إلى ناسوته، الذي هو سكناه، و إلى لاهوته. إنه بلاهوته ذاك الذي بناسوته يجعلنا نتقدم. لو لم يصر هكذا لكي ما نتقدم ما كنا قط نقتنيه ذاك الذي يبقى إلى الأبد[936].

* يقول: "لماذا لم تفهموا كلامي؟ لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا كلمتي"... ولماذا لم يقدروا أن يسمعوا، إلاَّ لأنهم رفضوا أن يسلكوا حسنًا بالإيمان به؟ ولماذا هذا؟ "لأنكم من أبيكم الشيطان. إلى متى تحتفظون بالحديث عن أبٍ؟ إلى متى تغيرون آباءكم - تارة أبوكم هو إبراهيم، وأخرى هو الله. اسمعوا من الابن أبناء من أنتم: "أنتم من أبيكم إبليس"[937].

* لماذا أنتم أبناؤه؟ من أجل شهواتكم وليس لأنكم وُلدتم منه.

ما هي شهواته؟ "إنه قتال من البدء". هذا ما يوضح: "شهوات أبيكم تفعلوا". "أنتم تطلبون أن تقتلونني، الإنسان الذي يخبركم بالحق".

للشيطان إرادة شريرة نحو الإنسان، ويقتل الإنسان. فإن الشيطان في إرادته الشريرة نحو الإنسان أخذ شكل الحية، وتحدث مع المرأة، ومن المرأة بث سمه في الرجل. لقد ماتا باستماعهما للشيطان (تك ٣: ١)، هذان اللذان لو لم ينصتا له لسمعا للرب. لأنه كان يلزم للإنسان أن يطيع الخالق لا المخادع...

لقد دُعي الشيطان بالقتال، ليس كمن يتسلح بسيف ويلتحف بفولاذٍ.

جاء إلى الإنسان وبذر فيه اقتراحاته الشريرة وذبحه.

لا تظن إذن أنك لست بقاتلٍ عندما تغوي أخاك على الشر. إن كنت تغوي أخاك على الشر فإنك تذبحه. ولكي تعرف هذا أنك تذبحه أنصت إلى المزمور: "أبناء البشر أسنانهم حراب وسهام، ولسانهم سيف حاد" (مز ٤٧: ٤).

نعم أنتم تعملون شهوات أبيكم، ولهذا تندفعون بجنونٍ نحو الجسد، إذ لا تقدرون أن تسيروا حسب الروح.

"إنه قتال منذ البدء"، على الأقل في بداية البشرية.

منذ ذلك الوقت صارت إمكانية قتل الناس قائمة، فقط في الوقت الذي خُلق فيه الإنسان صار ممكنًا قتل البشر. فإنه ما كان يمكن قتل الإنسان لأنه لم يكن بعد قد خُلق...

ومن أين صار قاتلًا؟ لأنه لم يثبت في الحق.

إذن كان في الحق وسقط بعدم ثبوته فيه. ولماذا لم يثبت في الحق؟ لأن الحق ليس فيه مثل المسيح. فإن المسيح فيه الحق بطريقة ما، بحيث هو نفسه الحق. لو أنه ثبت في الحق لثبت في المسيح، لكنه لم يثبت في الحق، لأنه لا يوجد الحق فيه[938].

القديس أغسطينوس

"فقال لهم يسوع:

لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني،

لأني خرجت من قبل الله وأتيت،

لأني لم آت من نفسي،

بل ذاك أرسلني". [42]

إن كانوا قد ظنوا أنهم أبناء الله لم يرتكبوا الزنا، لأنهم لا يعبدون الأوثان، إلاَّ أنهم برفضهم للسيد المسيح ومقاومتهم له أثبتوا ما هو على خلاف ذلك. إن كانوا يدافعون عن بنوتهم لله فليدركوا أن الأمة اليهودية كأمٍ لهم قد فقدت اتحادها بالله بسبب الخطية وطُلقت: "هكذا قال الرب: أين كتاب طلاق أمكم التي طلقتها؟ هوذا من أجل آثامكم قد بُعتم ومن أجل ذنوبكم طُلقت أمكم" (إش ٥٠: ١). فما قيل لآبائهم في عصر إشعياء يُقال لهم الآن بسبب عبوديتهم للخطية.

أما قوله: "خرجت من قِبَل الله" فيختلف معنى الكلمة حسب حرف الجر اليوناني الملحق بها. فإن جاء الحرفapo بالابتعاد كنوع من التغرب الملحق بها. فإن جاء الحرفpara فتحملمعنى المرافقة بجانب الكائن، وأما إن لحق بها حرفek فهي خروج من الداخل مع البقاء في الجوهر. وقد جاءت القراءات اليونانية الصحيحة هنا هكذا تلحق حرف ek لتعني خروج الكلمة دون انفصاله عن الآب في الجوهر، فمجيئه إلى عالمنا لم يعزله عن ذات الجوهر الإلهي الواحد.

* يظهر من كل جانب أنه ليس ضد الله، وأنه ليس بسبب هذا لا يؤمنون، وإنما لأنهم كانوا غرباء عن الله، لأنه عندما يقول أنه لم يفعل خطية، وقال أنه خرج من عند الله ومُرسل من عنده، ويقول الحق... وبعد هذا لا يؤمنون به فواضح انهم لا يؤمنون لأنهم جسدانيون[939].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* لقد خرج من قبل الله وبعد خروجه لا يزال في الله[940].

* واضح أن هؤلاء القوم حسبوا أن للآب موضع مادي، وأن الابن قد جاء إلى الحياة بتغيير موضعٍ بموضعٍ آخر بمعنى مادي، وليس بتغيير الحالة إلى حالة أخرى كما نفهم نحن[941].

العلامة أوريجينوس

* من يصدر عن الآب ويخرج من عند اللَّه لا يمكن أن يُنسب له إلا ما يليق باللَّه[942].

القديس أمبروسيوس

"لماذا لا تفهمون كلامي؟

لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا قولي". [43]

يمكن للشخص الذي لم يكن قادرًا أن يسمع كلمة يسوع أن يتمتع بالقدرة على استماعها مؤخرًا، حيث أن الإنسان لا يقدر أن يسمع ما دام سمعه لم يُشفَ بعد بالكلمة الذي يقول للأصم: "انفتح" (مر ٧: ٣٤)[943].

إذ تطلب كلمة المسيح قلوبهم لتنزع عنها كبرياءها ورياءها، وتحطم الفساد الذي فيها، وتقدس إرادتهم، صمموا ألا يتركوا الشر، بهذا صارت كلمة المسيح بالنسبة لهم غامضة لا معنى لها، وغير واقعية بالنسبة لهم.

* عدم القدرة على الاستماع ليس ثمرة طبيعية لا يُمكن شفائها[944].

* يشير الكذب إلى خصم ذاك الذي قال: "أنا هو الحق" (يو ١٤: ٦). هذا هو ضد المسيح، الذي أبوه هو كذاب بكونه إبليس[945].

العلامة أوريجينوس

"أنتم من أب هو إبليس،

وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا.

ذاك كان قتالًا للناس من البدء،

ولم يثبت في الحق،

لأنه ليس فيه حق،

متى تكلم بالكذب، فإنما يتكلم مما له،

لأنه كذاب وأبو الكذاب". [44]

لو لم يقاوموه بإصرار في حوارهم لما أعلن لهم: "أنتم من أب هو إبليس" فهو لا يود أن يجرح مشاعر أحد، لكن إصرارهم على المغالطة والمقاومة والرغبة في قتل الحق جعله يحدثهم علانية عن هذه البنوة لإبليس لعلهم يدركون حقيقة أنفسهم ويرجعون عن موقفهم الشرير.

جاءت كلمة "تريدون" في اليونانية تحمل الإصرار المستمر في تنفيذ ما يريدونه، وهذه سمة عدو الخير المصمم على شره، العنيد، والمقاوم للحق حتى النهاية. إنه يسكب هذه السمة على من يقبل أبوته له. على نقيض ذلك نجد في أبناء الله روح الطاعة والوداعة.

إذ هم ليسوا أبناء الله، لأنهم يكرهون ابنه الحبيب ويطلبون قتله فبالضرورة هم أبناء إبليس، لأن العالم البشري منقسم إلى فريقين، فريق يمثل مملكة الله، والآخر مملكة إبليس.

يعمل إبليس في أبناء المعصية (أف ٢: ٢)، الذين يدعون نسل الحية (تك ٣: ١٥)، أبناء الشرير (مت ١٣: ٣٨). يشاركونه طبيعته الشريرة، ويحملون صورته، ويطيعون ناموسه، ويتمثلون به.

هذا الاتهام خطير جدًا يصعب على أي إنسان أن يقبله، فكيف إن وجه إلى شعب يظن أنه الشعب الوحيد المتعبد لله، والذي يعتز بلقبه "شعب الله"؟ لذلك قدم لهم السيد برهانًا عمليًا على ما يقوله، وهو "وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا". كأنه يقول لهم: "إنكم تسرونه، وتتممون تجاربه، وتحققون أهدافه فيكم". أهم سمتين لإبليس هما: القتل لأنه ضد الله "الحب"، والكذب لأنه مقاوم للحق. وها هم يتممون الأمرين، إذ يطلبون قتل ابن الله، ويرفضون الحق ويقاومونه. هكذا صاروا قتلة أبناء القتّال وكذبة أبناء أبي الكذابين.

إنه قتّال منذ البدء، فقد خدع حواء بالحية وآدم بواسطة حواء، ودمَّر حياتهما وقتلهما روحيًا وجسديًا، إذ دخل الموت إلى العالم. وبث في قايين روح القتل فقتل أخاه هابيل. هذا هو فكر اليهود أنفسهم، إذ جاء في Sohar Kadash عن الأشرار أنهم يدعون: "أبناء الحية القديمة التي ذبحت آدم ونسله".

يتكلم إبليس مما له، أي من الكذب الذي فيه. هكذا تكلم خلال الحية، فخدع حواء وأخرجها من الحق. عندما ينطق إنسان بالكذب إنما يتكلم بما لإبليس ويكون له فمًا.

* لقد أخرجهم السيد المسيح من قرابتهم لإبراهيم، ولما تجاسروا على أعظم منها وقالوا "لنا أب واحد وهو الله"[41] حينئذ ألقى بالضربة عليهم، إذ قال أنهم ليس فقط ليسوا مولودين من إبراهيم لكنهم مولودون من إبليس [44].

* يستخدم الناس الكذب ليس كأمرٍ لائقٍ بهم بل غريب عنهم[946].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* لا تقدرشجرة جيدة أن تأتي بثمر رديء، ولا شجرة رديئة أن تأتي بثمر جيد[947].

القديس جيروم

* ليس كل شخص ينطق بكذب هو أب لكذبه، فلو أنك تسلمت أمرًا كذبًا من شخص ونطقت بما سمعته، فأنت بالحق تنطق بالكذب، لكنك لست أبًا لهذا الكذب، لأنك تسلمته من آخر. أما الشيطان فكان كاذبًا من ذاته. لقد ولد ما يقوله باطلًا، الأمر الذي لم يسمعه من أحدٍ. كما أن الآب ولد الحق ابنًا له، هكذا الشيطان إذ سقط ولد الباطل ابنًا له... لتنسحب إذن من أب الكذب، ولتسرع إلى أب الحق، احتضن الحق، فتتمتع بالحرية[948].

القديس أغسطينوس

* الشيطان هو المصدر الأول للخطية وأب الأشرار.هذا القول ليس من عندي بل هو قول الرب."لأن إبليس من البدء يخطئ" (1يو8:3؛يو44:8)...لكنه لم يخطئ عن إلزام، كأن فيه نزوع طبيعي للخطية، وإلا ارتدت علة الخطيئة إلي خالقه أيضًا. وبإرادته الحرة صار إبليس متقبلًا هذا الاسم من عمله.

كان رئيس ملائكة، لكنه دُعي "إبليس" بسببأضاليله.

كان خادم اللُه الصالح، وقد صار مدعوًا شيطانًا بحق، لأن"الشيطان" يعني"الخصم".

هذا التعليم ليس من عندي، بل هم تعليم حزقيال النبي الموحى به، إذ رفع مرثاة عليه قائلًا:"كنت خاتم صورة اللُه، وتاج البهاء، وُلدت في الفردوس" (راجع حز 12:28-17).

يعود فيقول بعد قليل:"عشت بلا عيب في طرقك من يوم خُلقت حتى وجُدفيك إثم".

إنه بحق يقول:"حتى وُجد فيك إثم"، إذ لم يُجلب عليه من الخارج بل هو جلبه لنفسه.وللتو أشار إلي السبب قائلًا: "قد ارتفع قلبك لجمالك، بسبب كثرة خطاياك طُعنت، فطرحت على الأرض". يتفق هذا القول مع قول الرب في الإنجيل: "رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء" (لو18:10).

ها أنت ترى اتفاق العهدين القديم والجديد!

عندما طُرد سحب معه كثيرين، إذ يبث الشهوات فيمن ينصتون إليه، منه تنبع الدعارة والزنا وكل أنواع الشر.خلاله طُرد أبونا بسبب العصيان، وتحول عن الفردوس ذي الثمر العجيب إلي الأرض المنبتة شوكًا[949].

القديس كيرلس الأورشليمي

* يشير إلى كل الذين يكذبون، فحينما يُنطق بالكذب على فم كل كذاب "يتكلم مما له"، أي من الكذب. بالإضافة إلى ذلك جاءت العبارة: "أبوه هو كذاب" (راجع يو ٨: ٤١)، مشيرًا إلى حقيقة أن كل واحد يجلب كذبًا من فمه هو أب للكذب الذي ينطق به[950].

* إنه ليس بالأمر المنافي للعقل تأكيد أن شهوات إبليس هو القتل وممارسة الظلم والطمع، إذ يوَّلد شهوات مشابهة في أبنائه. أيضًا ليس بالأمر السخيف القول بصفة عامة أن شهوات الشيطان هي الأعمال الدنسة المقاومة في طبيعتها للطهارة، وليس من الصعب الاعتقاد بأن شهوات إبليس هذه تثير شهوات أبناء إبليس نحو الأمور النجسة[951].

* نحن نعلم أن كل من يريد أن يمارس شهوات إبليس لا يمكن أن يكون الله أباه، بل يصير ابن إبليس، ويتشكل حسب الرغبة في ممارسة شهوات الشرير، ويصير في صورة الأب الشرير الذي منه تخرج ذاك الإنسان الترابي وتتقبل أختامها، لأن هذا الإنسان الأول هو من التراب (١ كو ١٥: ٤٧-٤٩)[952]

* إن كنا نعمل أعمال الله ونشتهي أن نعمل رغباته، فنحن أبناء الله. لكن إن كنا نعمل أعمال إبليس ونشتهي أن نمارس شهواته، فإننا من أبينا إبليس. لهذا وجب أن نتيقظ ليس من جهة ما نفعله فقط بل وأيضًا ما نشتهيه. فإن اشتهاء ممارسة شهوات إبليس تكفي أن تجعلك ابنه[953].

* مات آدم وحواء في الحال في اليوم الذي فيه أكلا من الشجرة الممنوعة. ليس أحد سوى إبليس القتَّال هو الذي قتلهما عندما خدع حواء خلال الحية، وأعطت حواء زوجها من الشجرة فأكل (تك ٣: ١-٦)[954].

* دُعي بحق قتَّالًا، ليس لأنه قتل أفرادًا معينين، وإنما لأنه قتل كل الجنس البشري، إذ "في آدم مات الجميع" (١ كو ١٥: ٢٢)[955].

* من جانب قتلنا القتَّال، ولكن بنعمة الله نحن دُفنا مع المسيح وقمنا معه، إن صرنا بالحقيقة نشاكل قيامته، ونسلك في جدة الحياة. (رو ٦: ٤)[956].

* الآن يحكم القتَّال الذين يهلكون، يدير الموتى، لكنه لا يقدر أن يحكم أحدًا من الأحياء[957].

* حث الرب موسى أن يثبت على هذا، أي في الحق، قائلًا له: "هوذا عندي مكان، فتقف على الصخرة" (خر ٣٣: ٢١). فإن كانت الصخرة هي المسيح (١ كو ١٠: ٤)، ويقول المسيح: "أنا هو الحق" (يو ١٤: ٦)، فيكون القول "تقف على الصخرة" تعادل "تقف على الحق". هذا يمكن أن يحدث فقط للشخص بعد محاولات كثيرة في صعوبات[958].

* إن كان أحد ليس بعد كذابًا، ويثبت في الحق، مثل هذا ليس بإنسان بل يقول له الله ولمن هم مثله: "أنا قلت أنكم آلهة، وبنو العلي كلكم" (مز ٨١: ٦)، ولا تُضاف العبارة: "بالحقيقة تموتون كبشرٍ" (مز ٨١: ٧).

إن لم يثبت أحد في الحق، فمن الواضح أن إبليس القتال من البدء لا يثبت في الحق... وقد جاء السبب مُعبرًا عنه بعد ذلك: "لأنه ليس فيه حق". أما السبب أن الحق ليس فيه فهو أنه خُدع ويقبل الكذب، وأنه خدع نفسه بنفسه. على هذا الأساس حُسب أشر من كل بقية المخدوعين، إذ خُدعوا بواسطته، أما هو فخلق الخداع لنفسه[959].

* قد يقول قائل أن عبارة: "ليس فيه حق" تعني أنه ليست له شركة مع المسيح، هذا الذي يثير حروبًا ضده.

يقول آخر بأنه من أجل أنه لا يوجد فيه حق قط، بل هو مخدوع في كل شيء. والسبب أنه هو إبليس وهو شرير، وأشر من كل أحدٍ آخر يخطئ.

إذ يوجد بين جماهير الخطاة شيء من الحق وسط أمور كثيرة خاطئة، لكن لا يوجد حق قط في إبليس.

ويتفق فريق ثالث مع البقية ويقولون أنه من الاستحالة أن يوجد كائن عاقل متمسك برأي خاطئ في كل شيء، ولا يقبل الحق في أي أمر حتى ولو في أمر صغير، فعندما يفكر إبليس في نفسه فعلى الأقل يتمسك برأي صادق أنه كائن عاقل، وإن هذا الكائن إنسان، وان هذا جسم الخ.[960]

* يلزمنا أن نفهم العبارة: "لا يثبت في الحق" أنها لا تشير إلى نوع معين من الطبيعة، كما لا تعني أنه كان من المستحيل عليه أن يثبت في الحق[961].

العلامة أوريجينوس

* كل من هو من اللّه يعد أخًا لنا، أما الذي يرفض الاشتراك في أعمال الصلاح بكامل إرادته إنما هو يبث الشر. إذ يصير "أبو الكذَّاب" (يو 44:8)، فقد أعدَّ نفسه لمحاربة كل من اختار أن يعيش في الصلاح[962].

القديس غريغوريوس النيسي

* يجب على كل أحدٍ أن يعطى اهتمامًا عظيمًا لئلا يسلبه "الكذب"، لأن الكذاب لا يتحد مع اللّه.

الكذاب غريب عن اللّه. ويقول الكتاب المقدس بأن الكذاب هو من الشيطان، إذ هو "كذاب وأبو الكذاب" (يو 44:8).

هكذا ُدعي الشيطان أبو الكذاب، أما الحق فهو اللّه، إذ يقول بنفسه: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 6:14).

أما ترون إذن كيف أننا نصير غرباء عن اللّه بالكذب وبمن نتحد (عن طريقه)؟! لذلك إن أردنا بحق أن نخلص، يلزمنا أن نحب الحق بكل قوتنا وكل غيرتنا، ونحرس أنفسنا من كل كذب، حتى لا يفصلنا عن الحق والحياة[963].

الأب دوروثيئوس

"وأما أنا فلأني أقول الحق، لستم تؤمنون بي". [45]

إذ جاءهم "الحق" لم ينصتوا إليه، وكما قيل: "قد ارتد الحق إلى الوراء، والعدل يقف بعيدًا. لأن الصدق سقط في الشارع، والاستقامة لا تستطيع الدخول، وصار الصدق معدومًا" (إش ٥٩: ١٤-١٥). "أولئك يكونون بين المتمردين على النور، لا يعرفون طرقه، ولا يلبثون في سبله" (أي ٢٤: ١٣).

* يبدو أنهم آمنوا به على أساس ما هو منظور إذ صنع عجائب، لكنهم لم يؤمنوا به بسب أقواله العميقة[964].

العلامة أوريجينوس

* لقد جعل المتكلم هنا من نفسه طفلًا صغيرًا أمام اللّه، فقد اختاره ليكون له أبًا وأمًا. إنه أبوه لأنه خلقه، وهو أمه لأنه يهتم به ويربيه ويقوته ويرضعه ويقول بتربيته

لنا أب آخر وأم أخرى... فحينما كنا عديمي الإيمان، كان الشيطان أبانا (يو 44:8)، وكانت لنا أم أخرى (هي بابل)... لكننا تعرفنا على أب هو اللّه... وأم هي أورشليم السماوية، الكنيسة المقدسة التي لا يزال جزء منها متغربًا على الأرض...

بعيدًا عن الأب والأم، أي بعيدًا عن الشيطان وبابل، يستقبلنا اللّه كأولادٍ له ليعزينا بأمور لا تفنى، ويباركنا بالباقيات...

المسيح رأسنا هو في السماء؛ ولا يزال أعداؤنا قادرين على الهياج ضدنا، إذ لم نرتفع بعد عن متناول أيديهم، لكن رأسنا هناك في السماء فعلًا، وهو يقول: "شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟‍" (أع 4:9)، موضعه أنه هو فينا نحن الذين أسفل (على الأرض)، لكننا في نفس الوقت نحن فيه في العلا، إذ "يرفع رأسي على أعدائي"[6].

القديس أغسطينوس

"من منكم يبكتني على خطية؟

فإن كنت أقول الحق،

فلماذا لستم تؤمنون بي؟" [46]

كمقاومين للحق كانوا يفحصون كل كلمة وكل تصرف للسيد المسيح، لا ليتعرفوا عليه، وإنما لكي يجدوا علة عليه، لهذا سألهم: "من منكم يبكتني على خطية؟" هنا يضع الخطية مقابل الحق، وكأن الحق والبرّ واحد، كما أن الخطية والكذب أو البطلان هما واحد. الحق يظهر من ثمره الذي هو البرّ، كما ينفضح الكذب بثمره الذي هو الخطية.

كلمة "يبكتني" في اليونانية اصطلاح قانوني يحمل معنى إقامة الدليل ضد المتهم. فليس من يمكن أن يقف ضد يسوع المسيح، ولا من يشهد عليه. وأما الروح القدس فيبكت العالم (يو ١٦: ٨)، مقدمًا الدليل الثابت على خطيته، وسقوطه ضد الدينونة والحكم.

* إنه ربنا وحده الذي لم يفعل خطية (١بط ٢: ٢٢)، الذي جُرب في كل شيءٍ مثلنا بدون خطية (عب ٤: ١٥)، القادر أن يوجه هذه الكلمات لكل الذين يعرفونه. الآن افهم الكلمات: "من منكم" أنها قد قيلت ليس فقط للذين كانوا حاضرين، بل ولكل الجنس البشري، كمن يعرفها بمعنى: مَنْ مِنْ بين جنسكم؟ أو أي نوع من الإنسان يمكنه أن يتهمني بالخطية؟ تأكدوا أنه لا يوجد[965].

* على أي الأحوال يمكن للمخلص أن يقول هذا، ليس فقط للبشر، بل وأيضًا لإبليس والقوات الخاضعة له، إذ لا يستطيعوا أن ينطقوا باتهام ضده بالخطية. هذا القول بالحقيقة يتفق مع العبارة: "رئيس هذا العالم يأتي لا يجد فيّ شيء" (راجع يو ١٤: ٣٠)[966]

* ونحن أيضَا باجتهادٍ عظيمٍ يمكننا بعد فترة من الزمن أن نستعيد ثقتنا حتى في وقت خروجنا نقول لإبليس وملائكته الذين يطلبون فرصة ضدنا:"من منكم يبكتني على خطية؟"[967].

العلامة أوريجينوس

"الذي من الله يسمع كلام الله،

لذلك أنتم لستم تسمعون،

لأنكم لستم من اللَّه". [47]

يقدم لهم اتهامًا آخر وهو أنهم ليسوا من الله لأنهم لا يسمعون لله. لقد سمع صموئيل صوت الرب بينما لم يستطع عالي الكاهن أن يسمع الصوت. هكذا صاروا كعالي الكاهن لا يسمعون صوته، ولا يفهمونه، ولا يتجاوبون معه، فهم ليسوا من الله.

* إن كان بولس بالطبيعة ابن الغضب (أف ٢: ٣)، فمن هو أفضل من هذا الذي في قوامه كان ابنًا للغضب، قبل أن يتقبل السلطان أن يصير ابنًا لله (يو ١: ١٢)، وقبل أن يصير هكذا؟ وإن كان الطريق الوحيد ليصير الشخص ابنًا للآب الذي في السماوات هو محبته للأعداء، وصلاته من أجل الذين يضطهدونه (مت ٥: ٤
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(3) للقمص تادرس يعقوب ملطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(1) للقمص تادرس يعقوب ملطي
» يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(2) للقمص تادرس يعقوب ملطي
» يوحنا 8 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح نور العالم فاتح أبواب الرجاء الجزء(4) للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» يوحنا 6 - تفسير إنجيل يوحناالمسيح خبز الحياة أوالخبز السماوي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد الجديد-
انتقل الى: