اعمال الرسل 5 - تفسير سفر أعمال الرسل
حنانيا وسفيرة الجزء(4)للقمص تادرس يعقوب ملطي
* إن كان الطريق ضيقًا وصعبًا فكيف يكون: "نيري هين وحملى خفيف"؟ إنه صعب بسبب طبيعة التجارب، لكنه هين بسبب رضى المسافرين. فإنه يمكن حتى بالنسبة لما هو غير محتمل بالطبيعة أن يصير خفيفًا عندما نتقبله بشغفٍ. تذكروا أن الرسل الذين جُلِدوا رجعوا فرحين أنهم حسبوا أهًلا أن يهانوا من أجل اسم الرب[271].
القديس يوحنا ذهبىذهبي
لماذا لا يزال يُهان الرسل؟
1. لأن يسوع المسيح موضوع كرازتهم هو نفسه مُحتقر ومرذول.
2. وصاياه تُقاوِم الملذّات العالميّة والرجاسات.
3. يظن البعض أن دعوة ربّنا يسوع المسيح السماوي ترفع القلب والفكر إلى السماء، فيعيش الإنسان كغريبٍ على الأرض، لا يمارس الحياة العمليّة الواقعيّة، ممّا يسبب له فشلًا.
4. روح الإيمان من حب وتواضع ووداعة وبذل وعطاء يناقض روح العالم من اعتداد بالذات وحب السلطة والانتقام.
5. الإيمان المسيحي دعوة للحياة الجادّة، خاصة في العبادة من حِملٍ للصليب وأصوامٍ ومطانيات وأسهار.
لماذا فرح الرسل؟
1. صاروا على شبه ربنا يسوع الذي جُلد وأُهين من أجل المحبة (في3:10؛ كو 1: 24؛ 1 بط 4: 13). إنهم شركاء السيد المسيح في آلامه.
2. حسبوا الآلام شهادة حية أنهم صاروا تلاميذ المسيح وأتباعه ومحبيه الأعزاء لديه، يشاركونه أتعابه.
3. تحقق فيهم ما سبق فوعدهم به السيد نفسه.
4. إنها آلام خفيفة، لا تقارن بالمجد العتيد أن يُستعلن (مر 10: 30).
5. إنه ليس من أمرٍ يخجل الإنسان ويجعله في عار سوى الخطية.
"وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفي البيوت،
معلِّمين ومبشرين بيسوع المسيح". [42]
حوّل الروح القدس الآلام إلى فرحٍ في الرب، هذا الذي قيل عنه: "فرح الرب هو قوتكم" (نح 8: 10). نالوا قوة وشجاعة للشهادة للحق كل يوم في الهيكل كما في البيوت. صارت حياتهم رحلة مستمرة للتعليم والتبشير بيسوع المسيح.
اهتموا بالتعليم حيث كُتبت أسفار العهد الجديد بإعلان الروح القدس، ونظمت العبادة والتدبير الكنسي، فظهرت بعض الكتابات التي ترجع إلي عصر الرسل مثل الديداكية وقد سبق لي ترجمتها والتعليق عليها، ووضعناها هنا في موقع الأنبا تكلا هايمانوت.
من وحي أعمال الرسل ٥
لتكرس قلبي كله لك!
* ترتعب نفسي في داخلي، لئلا أحمل روح حنانيا وسفيرة.
باعا ملكًا لهما، لكي يُقدما كل الثمن لك.
لم تكن محتاجًا إلى مالهما،
لكنك حسبت ما قدماه قدسًا لك.
اعتديا على المال، فاعتديا على المقدسات.
فجأة ماتا جسديًا، إعلانًا عن موتهما داخليًا!
* ها أنا أكرس حياتي كلها لك!
نفسي وجسدي بكل طاقاتهما!
مواهبي ووقتي وكل ما لي هو لك.
هب لي أن أكون أمينًا،
فلا أعتدي على مقدساتك!
ليكن حتى أكلي وشربي ونومي لمجدك!
لأحمل رائحتك الزكية،
فلا يكون للدنس موضع فيّ!
قدسني بالتمام، وكرِّس قلبي كله لك، يا أيها القدوس.
* ليمت حنانيا وسفيرة اللذان في قلبي!
ولتسمر خوفك المقدس في أعماقي،
فأصير شاهدًا لك أمام الجميع!
* هب لي روحك القدوس يحول كياني إلى عجبٍ!
فيتقدس كياني كله،
وأصير آلة برّ لحساب ملكوتك.
* ليهج الأشرار العاملون لحساب مملكة الظلمة.
فالفساد يتبدد أمام عدم الفساد،
والظلمة لا وجود لها في ظهور النور!
* ترسل لي ملائكتك لحراستي،
وتفجر متاريس السجن والهاوية.
تقيمني في كل يومٍ كما من القبر.
تهبني روح القوة، فأتمم إرادتك.
تحول ضيقاتي إلى مصدر فرح وبهجة.
وتتحول حياتي كلها إلى شهادة لعملك الإلهي!