منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 16996
أهلا بكم فى منتدى البابا كيرلس و مارمينا و أبونا يسى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة : يرجى التكرم بالدخول اذا كنت عضوا بالضغط على كلمة دخول و كتابة اسمك و كلمة السر
واذا لم تكن قد سجلت بعد يسرنا اشتراكك فى المنتدى بالضغط على كلمة تسجيل
لإخفاء هذه النافذة اضغط على إخفاء
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى



 
الرئيسيةالمجلةأفلام دينيةترانيمأحدث الصورعظاتبرامجالعابالتسجيلدخولمركز رفع الصور
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أوامر مهمة
المواضيع الأخيرة
» شريط حياتي رضاك للشماس بولس ملاك
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 30 يونيو 2024, 10:20 am من طرف مايكل مجدى فوزى

» برنامج ps1 mix150 بحجم 21 ميجا لتشغيل العاب البلاى سيش
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 يونيو 2024, 10:33 pm من طرف غزول

» شريط / كنيستى - المعلم ابراهيم عياد
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:07 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( الشهداء )) للمرنم انطون ابراهيم عياد
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2022, 12:02 am من طرف هاني الناجح

» شريط (( ساكت ليه )) للمرنمة هايدى منتصر
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 26 أبريل 2022, 9:59 am من طرف michel sobhy

» مجموعة اشرطة للمعلم ابراهيم عياد
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 08 أبريل 2022, 11:51 am من طرف usama caribou

»  قصة الرحمة حياة
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:48 pm من طرف kamel

» ملف كامل عن ظهورات العذراء حول العالم على مر العصور !!!
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:38 pm من طرف kamel

» صلاة من عمق القلب لك يارب ????????????????
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:26 pm من طرف kamel

» مقولة أعجبتنى.. ياريت الجميع بشارك..!!
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 08 مارس 2022, 10:14 pm من طرف kamel

» من معجزات ابونا يسى
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:25 am من طرف malak lopos

» قصه حياه ابونا يسى
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:23 am من طرف malak lopos

» كتاب معجزات ابونا يسى ميخائيل الجزء ال 38 ( 3 )
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:22 am من طرف malak lopos

» تمجيد للأنبا ابرآم اسقف الفيوم و الجيزة بمناسبة عيده
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:17 am من طرف malak lopos

» من معجزات الأنبا ابرآم اسقف الفيوم والجيزة
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 10:16 am من طرف malak lopos

» صلاة للبابا كيرلس كتبها لأحد الطلبة
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:54 am من طرف malak lopos

» من اقوال البابا كيرلس السادس
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:53 am من طرف malak lopos

» مفاجأة رائعة 19 شريط للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» 56 معجزة للبابا كيرلس بمناسبة عيد نياحته
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 مارس 2021, 10:51 am من طرف malak lopos

» woooooooooooooooow
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:09 pm من طرف ماجد فايزفرج

» فيلم ابونا يسطس الانطونى________جمييييييييييييييل جداااااا
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 22 يناير 2021, 5:07 pm من طرف ماجد فايزفرج

»  سنة جديدة ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 13 يناير 2021, 10:48 am من طرف وائل كرمى

» شريط (( وفى دينى )) للمرنم الرائع ( فرج عزيز )
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 20 أغسطس 2020, 10:09 pm من طرف usama caribou

» اسطوانة الأجبية مكتوبة و مسموعة
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالسبت 15 أغسطس 2020, 6:03 pm من طرف malak lopos

» العذراء فى القداس الإلهى
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:27 am من طرف malak lopos

» معجزه العذراء والابره
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 06 أغسطس 2020, 10:23 am من طرف malak lopos

»  ليك فى قلبى كلام ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأربعاء 05 أغسطس 2020, 10:28 am من طرف وائل كرمى

» معجزات الشهيد ابانوب النهيسى
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:33 pm من طرف malak lopos

» معجزة للقديس ابانوب
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:32 pm من طرف malak lopos

» شريط (( طوباك يا ابانوب )) للشماس بولس ملاك
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 31 يوليو 2020, 5:29 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع ( العهد القديم )
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 30 يوليو 2020, 5:28 pm من طرف malak lopos

»  شريط أيتها العذراء المعلم ابراهيم عياد + أنطون ابراهيم
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:35 pm من طرف كيرلس رزق

» شريط سحابة شهود للقديس يوليوس الاقفهصى بولس ملاك
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2020, 8:23 pm من طرف كيرلس رزق

» اسطوانة الأسفار القانونية الثانية مكتوبة و مسموعة
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 17 يوليو 2020, 6:50 pm من طرف malak lopos

» الكتاب المقدس مكتوب و مسموع
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 12 يوليو 2020, 11:32 am من طرف malak lopos

»  مدينة الحب ... كلمات (الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالجمعة 09 أغسطس 2019, 5:58 pm من طرف وائل كرمى

»  شريط غالي عليه (( روماني روؤف وفرج عزيز ))
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 11:00 pm من طرف romany nasser

» شريط (( فى عينى دمعة )) للمرنم ذو الصوت الرائع فرج عزيز
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:15 pm من طرف romany nasser

» شريط أنا المفدى للمرنم فرج عزيز
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالخميس 18 يوليو 2019, 10:14 pm من طرف romany nasser

» قصة كلام الناس
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:23 am من طرف مريانا

شارك اصدقائك على الفيس بوك و تويتر و جوجل
شروحات مهمة
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010110


  الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010111


  الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 01010112

  الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي 0011
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
malak lopos
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
سالى عبده
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
عزت
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
kamel
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مريانا
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
د.محبوب
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
mmk
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
بهيج
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
مارونا
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
diana.wahba
 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_rcap الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_voting_bar الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 5599 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو مايكل مجدى فوزى فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 38275 مساهمة في هذا المنتدى في 16742 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 11 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 11 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 563 بتاريخ الخميس 24 مايو 2012, 9:00 pm
اختار لغة المنتدى
أختر لغة المنتدى من هنا

 

  الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سالى عبده
عضو ماسى
 عضو ماسى
سالى عبده


عدد المساهمات : 5556
نقاط : 17236
تاريخ التسجيل : 04/02/2012
العمر : 45
الموقع : https://www.facebook.com/ssoly1

 الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Empty
مُساهمةموضوع: الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي    الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي Emptyالأحد 20 يناير 2013, 10:45 am

الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس
الحياة الكنسية العملية للقمص تادرس يعقوب ملطي
. الوحدة وإضرام المواهب

ص ٤.

2. العبادة والسلوك


ص ٥.

3. الحياة العملية والجهاد الروحي


ص ٦.

الحياة الكنيسة العامة

إذ كانت الكنيسة الجامعة في حقيقتها هي "سرّ المسيح المكتوم"، وقد أعلن لنا عن مجيء المسيح فتحققت مسرة الآب فيه، وتهلل السمائيون بنا كعروس مقدسة وكجسدٍ مقدسٍ للرأس القدوس، ضمت أعضاء الجسد من الأمم واليهود، فإن هذه الكنيسة الجامعة يلزم أن تترجم عمليًا في حياتنا الكنسية وعبادتنا وسلوكنا الأسري والاجتماعي وفي جهادنا الروحي الخفي. هذا ما أكده الرسول بولس في الأصحاحات الثلاثة الأخيرة [4-5-٦].

الكنيسة ليس مؤسسة، لكنها "حياة في المسيح"، تتجلى في أعماقنا كما في كل تصرف خفي أو ظاهر.


الأصحاح الرابع
الوحدة وإضرام المواهب

الله في محبته أعلن لنا "سرّ المسيح"، الذي هو سرّ الكنيسة الجامعة التي تضم الأمم لتنعم بالحياة في المسيح، لذا يليق بنا أن نقابل هذا الحب الإلهي العملي إيجابيًا باتساع قلبنا لبعضنا البعض، فنحمل وحدانية الروح. هذه الوحدانية لا تعني أن نكون نسخة متشابهة لبعضنا البعض بل نكون أشخاصًا لنا مواهبنا المتباينة التي أُعطيت لنا للعمل معًا، يكمل أحدنا الآخر لبنيان الكنيسة وبنيان نفوسنا، لعلنا نبلغ "قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ"]١٣[.

1. المحبة ووحدانية الروح


١ - ٣.

2. وحدة الإيمان وتنوع المواهب


٤ - ١١.

3. الوحدة وبنيان الكنيسة


١٢ - ١٦.

أولًا: من جهة بنيان الجماعة ككل
ثانيًا: من جهة كل عضو

4. الوحدة والحياة الجديدة


١٧ - ٣٢.
1. المحبة ووحدانية الروح

إن كان الرسول يشعر بالتزام نحوهم ليحقق فيهم بالنعمة "سرّ المسيح"، محتملًا الشدائد حتى الأسر لمجدهم، فإنه يليق بهم من جانبهم أن يدركوا الدعوة الإلهية التي دعوا إليها. فالعمل لا يكون من جانب الخادم وحده، وإنما يليق بكل عضو حيّ أن يلتزم بدوره، أو بمعنى أصح أن يعتز بعضوية الكنيسة خلال العمل الجاد. أما مركز هذا العمل فهو الالتزام بالمحبة الجادة الواهبة وحدانية الروح خلال انسجام كل الأعضاء معًا كجسدٍ واحد لرأس واحد.

يوصيهم الرسول:

"فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ،

أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا. بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ.

مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ" [١- ٣].

لما كان موضوع "وحدانية الروح" أو رباط السلام أمرًا له تنازلاته الكثيرة من كل عضو لذا بدأ الحديث عنه بإعلان الرسول عن تنازلاته التي هي بالحق سرّ مجده وكرامته، إذ يدعو نفسه "الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ" [1]. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [يا لها من كرامة عظيمة! إنها أعظم من كرامة الملوك أو السفراء... كان أمجد له أن يكون أسيرًا من أجل المسيح عن أن يكون رسولًا أو معلمًا أو كارزًا. من يحب المسيح يفهم ما أقوله. من دخل إلى التكريس للرب والتهب به يعرف قوة هذه القيود. مثل هذا يفضل أن يكون سجينًا من أجل المسيح عن أن تكون السماوات مسكنه. كانت اليدان أكثر مجدًا مما لو كانتا مزينتين بزينةٍ ذهبيةٍ أو بتاجٍ ملوكيٍ...[93].]

لقد خصص القديس يوحنا الذهبي الفم العظة الثامنة كلها في تفسير الرسالة إلى أهل أفسس يمجد فيها الآلام التي تُحتمل من أجل المسيح، أيًا كان نوعها أكثر من المجد الذي نتقبله حتى من يديّ السيد المسيح نفسه.

هذا بالنسبة للآلام أما بالنسبة لوحدة الكنيسة فقد امتص هذا الموضوع فكر آباء الكنيسة، فلا ندهش إن رأينا القديس يوحنا الذهبي الفم قد خصص العظة التاسعة في تفسيره للرسالة إلى أهل أفسس بأكملها لشرح العبارات الثلاث الواردة في أول هذا الأصحاح. وقد لخص القديس حديثه بكلمات قليلة في موضع آخر بقوله: [اسم الكنيسة ليس اسم الانقسام بل الوحدة والانسجام، يلزم أن تكون كنيسة واحدة في العالم، بالرغم من وجود كنائس كثيرة منتثرة في مواضع كثيرة[94].]

* الأسقفية واحدة، تتجمع أجزاؤها معًا خلال الأساقفة (الكثيرين).

الكنيسة واحدة تمتد بثمارها المتزايدة المنتشرة بين الجمهور كأشعة الشمس الكثيرة مع أن النور واحد، وكأغصان الشجرة الكثيرة لكن الجذر واحد...

هكذا غطست الكنيسة في نور الرب لذا ترسل أشعتها على العالم لكن النور واحد يبلغ كل موضع، ووحدة الجسد لا تُنتزع منها[95].

القديس كبريانوس

* ما أعظم سلطان قيود بولس كما يظهر هنا، فإنها أمجد من المعجزات. فإنه ليس عبثًا يتحدث عنها - كما يبدو - ولا بدون هدف، وإنما أراد أن يتلامس معهم خلالها فوق كل شيء. فماذا يقول: "فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ، أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا"]١[، كيف يكون هذا؟ "بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ"]٢[.

لم يكن مكرمًا لمجرد كونه أسيرًا، وإنما لأنه كان هكذا من أجل المسيح! لذا يقول "فِي الرَّبِّ"، أي أنه أسير لأجل المسيح. ليس شيء ما يعادل هذا!

الآن تجتذبني القيود جدًا فتبعدني عن الحديث في الموضوع، وتدفعني للخلف (أي العودة إلى الحديث عنها من جديد)، فإنني لا أستطيع مقاومة الحديث عنها. إنني أنجذب إليها تلقائيًا، نعم وبكل قلبي، ليكون نصيبي الدائم هو الإسهاب في الحديث عن قيود بولس...

* الآن لا تملوا، فإنني أريد أن أقدم إجابة لتساؤل يثيره الكثيرون، عندما يقولون: إن الضيقات ممّجدة، فلماذا قال بولس نفسه في دفاعه أمام أغريباس: "كنت أصلي إلى الله أنه بقليل وبكثير ليس أنت فقط بل أيضًا جميع الذين يسمعونني اليوم يصيرون هكذا كما أنا ما خلا هذه القيود" (أع ٢٦: ٢٩)؟

حاشا أن يكون قد نطق بهذا للتحقير من شأن القيود، لا، فإنه لو كان الأمر هكذا لما كان يفتخر بالقيود والسجون والضيقات الأخرى، عندما قال في موضع آخر: "فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي" (٢ كو ١٢: ٩). فماذا هو الأمر (بالنسبة لما قاله أمام أغريباس)...؟ لم يكن من يتحدث أمامهم قادرين على السماع عن جمال القيود وبهائها وبركتها، لذا أضاف: "ما خلا القيود".

عندما كتب إلى العبرانيين لم يقل هذا، بل حثهم أن يكونوا "كمقيدين" (عب ١٣: ٣) مع المقيدين...

قدير هو سلطان قيود بولس...!

إنه لمنظر جميل مشبع أن ترى بولس مقيدًا وهو خارج من السجن، كما تنظره مقيدًا وهو داخل السجن... فإن كان القديسون في كل الأوقات يحملون منظرًا مجيدًا، إذ هم مملوؤن نعمة غنية، فإنهم يكونون هكذا بالأكثر عندما يتعرضون لمخاطر من أجل المسيح، عندما يصيرون مسجونين. وكما أن الجندي الشجاع يمثل منظرًا مبهجًا في كل الأوقات وذلك من تلقاء نفسه لكل من يتطلع إليه خاصة عندما يقف في الصفوف بجانب الملك، هكذا تأملوا بولس بأية عظمة يكون عندما ترونه يعلّم وهو في قيوده!

ألعلي أشير إلى فكرة عابرة خطرت ببالي حالًا؟! فإن الطوباوي بابيلاس الشهيد قُيّد تمامًا كما قيد يوحنا (المعمدان)، لأنه وبّخ ملكًا على عصيانه. وعند موته أوصى هذا الرجل أن تبقى القيود تلازم جسده، فيُدفن جثمانه مقيدًا. وإلى اليوم لا تزال قيوده مختلطة برفاته، هكذا كانت محبته للقيود التي قُيد بها من أجل المسيح. وكما يقول النبي عن يوسف: "في الحديد دخلت نفسه" (مز ١٠٥: ١٨). حتى النساء أيضًا قُيدن قبل الآن بهذه القيود.

* على أي الأحوال نحن لسنا في قيود، ولست أوصيكم بها مادام الوقت ليس وقت قيود. قيد قلبك وفكرك لا يديك! فإنه توجد قيود أخرى؛ من لا يُقيد بالواحدة (أي الالتزام الروحي) فسيُقيد بالأخرى. اسمع ما يقوله المسيح: "اربطوا يديه ورجليه" (مت ٣٢: ١٣). الله لا يسمح لنا بهذا القيود![96]

القديس يوحنا الذهبي الفم

* يقول: "َأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ، أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا"]١[.

لكن ما هذه الدعوة؟ يُقال: لقد دُعيتم جسده. صار المسيح رأسًا لكم، ومع أنكم كنتم أعداء وارتكبتم شرورًا بلا حصر، غير أنه أقامكم معه، وأجلسكم معه (أف ٢: ٦). إنها دعوة عليا، دعوة لامتيازات سامية، لا بدعوتنا لترك حالتنا السابقة فحسب وإنما بتمتعنا بامتيازات كهذه...

لكن كيف يمكن أن نسلك فيها؟ "بِكُلِّ تَوَاضُعٍ"]٢[. هذا هو أساس كل فضيلة. إن كنت متواضعًا وتأملت ما أنت عليه، وكيف خلصت، فإن هذه التأملات تدفعك لكل فضيلة. فإنك لا تنتفخ بالقيود ولا بهذه الامتيازات التي أشرت إليها، وإنما تتواضع لأنك تعرف أن هذه جميعها إنما هي من قبيل النعمة.

الإنسان المتواضع قادر أن يكون عبدًا كريمًا وشاكرًا في نفس الوقت. فإنه "أي شيء لك لم تأخذه؟" (١ كو ٤: ٧). اسمع أيضًا قوله: "أنا تعبت أكثر منهم جميعهم، ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي" (١كو ١٥: ١٠).

يقول " بِكُلِّ تَوَاضُعٍ"، ليس فقط بالأقوال ولا بالأفعال وإنما بالاحتمال حتى في نغمة الصوت. لا تكن متواضعًا مع شخص وخشنًا مع آخر. بل كن متواضعًا مع جميع البشر، سواء كانوا أصدقاء أم أعداء، عظماء أم محتقرين، هذا هو التواضع.

كن متواضعًا حتى في أعمالك الصالحة. اسمع ما يقوله المسيح: "طوبى للمساكين بالروح" (مت ٥: ٣)، وقد وضع هذا في بداية (التطويبات)[97].

القديس يوحنا الذهبي الفم

إذ دُعينا جسد المسيح الواحد، فإننا لا نستطيع أن ننعم بوحدانية الروح، ونثابر عليها بدون التواضع الحقيقي، الذي هو أساس كل فضيلة، وبداية كل تطويب.

سلوكنا بالحق كما يليق بدعوة المسيح لنا يلزمنا أن ننعم "بِكُلِّ تَوَاضُعٍ"، فإن كان كلمة الله بتواضعه أخلى ذاته، وصار كواحدٍ منا، لكي يضمنا إليه ويثبتنا فيه كجسد للرأس الواحد، هكذا إذ يكون لنا فكره ونحمل تواضعه عاملًا فينا، نحمل وحدانية الروح مع بعضنا البعض فيه. بمعنى آخر، بالتواضع نزل إلينا الكلمة الإلهي ليهبنا الوحدة فيه، وحدتنا مع الآب بروحه القدوس، ووحدتنا مع بعضنا البعض فيه.

إذ نسلك بكل تواضع في الرب نحمل وداعة تجاه إخوتنا، محتملين بعضنا بعضًا في المحبة كأساس حيّ لحفظ وحدانية الروح. يقول الرسول:

"بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ،

مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ.

مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ" [٢- ٣].

* إن كنت لا تحتمل أخاك العبد رفيقك فكيف يحتملك السيد؟ حيث توجد المحبة يمكن احتمال كل شيء!

* "مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ"]٣[. اربط يديك بالاعتدال. مرة أخرى نرى هذا الاسم الحسن " بِرِبَاطِ (قيود)". لقد تركنا الحديث عن القيود، وهذا هو يعود ثانية من تلقاء ذاته.

كانت القيود السابقة (الخاصة بأسر الرسول) حسنة، وهذه القيود أيضًا حسنة، تلك كانت ثمار هذه (أي احتمال الآلام هو ثمرة لرباط المحبة).

اربط نفسك بأخيك؛ فالذين يرتبطون معًا بالمحبة يستطيعون أن يحتملوا كل شيء بسهولة. اربط نفسك بأخيك، وهو بك؛ أنت سيد لنفسك ولأخيك؛ فمن أشتاق أن أقيمه صديقًا لي أستطيع باللطف أن أحقق هذا معه.

بقوله "مُجْتَهِدِينَ" يُظهر أن الأمر لا يتحقق بسهولة، وليس في قدرة كل أحد.

"مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ"؛ ما هي وحدانية الروح هذه؟ في الجسد البشري توجد روح تجمع الأعضاء معًا رغم تنوعها. هكذا الحال هنا، فقد أُعطى الروح (القدس) لهذا الغرض، ليوّحد الذين تفرقوا بسبب الجنس أو لأسباب أخرى، فيتحد الكبير والصغير، الغني والفقير، الطفل والشاب، المرأة والرجل، وتصير كل نفس معًا، متحدين أكثر من كونهم جسدًا واحدًا. هذه العلاقة الروحية أسمى من العلاقة الطبيعية؛ فكمال الوحدة هنا أكمل وأشد، لأن إتحاد النفس أكثر كمالًا بقدر ما أن النفس بسيطة ومتسقة.

كيف يمكن الاحتفاظ بهذه الوحدانية؟ "بِرِبَاطِ السَّلاَمِ". فإنه لا يمكن أن يكون لها وجود متى وجدت العداوة والخصام. يقول (الرسول): "فإنه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر؟!" (١ كو ٣: ٣). فكما أن النار متى وجدت قطعًا جافة من الخشب تلتهب معًا ليصعد منها لسان واحد من اللهب، أما متى كانت مبللة فلا تعمل فيها ولا توّحد بينها، هكذا هنا أيضًا، فإنه ليس شيء من الطبيعة الباردة يقدر أن يجلب هذه الوحدانية، أما إن كانت الطبيعة حارة فإنه في الغالب يستطيع ذلك. هكذا حرارة المحبة تنشئ الوحدانية، وذلك برباط السلام...

كأنه بنفس الطريقة يود أن يقول إن أردت أن تلتصق بآخر، لا تستطيع أن تتمم ذلك إلاَّ بأن تلصقه هو أيضًا بك. إن أردت أن تجعل الرباط مزدوجًا يحتاج هو أيضًا أن يلتصق بك. هكذا يريدنا أن نرتبط مع بعضنا البعض، فلا نكون فقط في سلام ولا أن نحب بعضنا بعضًا بل وأن يكون الكل نفسًا واحدة.

مجيد هو هذا الرباط، به ينبغي أن يرتبط كل أحد بالآخر كما بالله.

هذا الرباط لا يسبب "إزرقاقًا في الجلد"، ولا يشّل حركة اليد التي يربطها، بل بالحري يتركها حرة، يسهل لها الحركة، ويهبها شجاعة للعمل أكثر مما تمارسه الأيدي الحرة. إذ رُبط القوي بالضعيف أعانه ولا يدعه يهلك، وإذ ارتبط بشخص متهاون أنهضه وأحياه. لقد قيل: "إذا عضد أخ أخاه صارا مدينة حصينة" (أم ١٨: ١٩LXX).

هذه القيود (رباط السلام) لا يزعزعها بُعد المسافة، ولا السماء، ولا الأرض، ولا الموت، ولا شيء آخر، بل هي أقوى من كل شيء[98].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* لقد برهن أنه لا وحدة ولا سلام يمكن أن يُحفظ ما لم يطلب الإخوة بعضهم البعض خلال الاحتمال المشترك، ويحفظوا رباط الاتفاق خلال المشاركة في الصبر[99].

* أتظن أنك تستطيع أن تثبت وتحيا إن انسحبت وبنيت لنفسك بيوتًا أخرى ومسكنًا مختلفًا (أي تركت رباط السلام والوحدة)، بينما قيل لراحاب التي كانت رمزًا للكنيسة: "اجمعي إليك في البيت أباكِ وأمك وإخوتك وسائر بيت أبيكِ، فيكون أن كل من يخرج من أبواب بيتك إلى خارج فدمه على رأسه" (يش ٢: ١٩)؟[100]

الشهيد كبريانوس
2. وحدة الإيمان وتنوع المواهب

الرسالة إلى أفسس هي رسالة الوحدة المسيحية، إذ يقدم لنا الرسول بولس سبعة أشكال للوحدة تتفاعل معًا لتعيش الكنيسة بالإيمان الواحد:
أولًا: "جَسَدٌ وَاحِد" [٤]،

ربما يقصد هنا وحدة الجماعة المقدسة من جهة التنظيم الكنسي، فإن كانت الوحدة في حقيقتها روحًا داخليًا لكن لا انفصال بين الروح والجسد، وبين الحياة الداخلية والتدبير الظاهر.

وربما بقوله "جَسَدٌ وَاحِد" يشير إلى الوحدة الكنيسة النابعة عن الوحدة السرائرية القدسية [101] Sacramental Unity، خاصة خلال سرّ الإفخارستيا. فالتنظيم الخارجي للكنيسة، مهما بلغ شأنه، يُعتبر ثانويًا بالنسبة لحياتها القدسية السرائرية. الروح القدس يعمل في الكنيسة خلال الأسرار المقدسة من أجل إتحاد كل إنسان في الله. والكنيسة منذ قيامها تتطلع إلى المذبح لتجد جسد الرب الذبيح الواحد، فتجد حياتها وعلّة وجودها، خلاله تنعم بالوحدة مع المسيح الواحد، وقيامها جسدًا واحدًا حيًا له. هذا ما شهدت به الليتورچيات الأولى؛ نقدم على سبيل المثال:

* كما أن الخبز المكسور،

كان مرة مبعثرًا على التلال،

وقد جُمع ليصير (خبزًا) واحدًا،

كذلك اجمع كنيستك من أقاصي الأرض، في ملكوتك.

(ليتورچيا) الديداكية

* كما أن عناصر هذا الخبز، كانت فيما مضى،

قد بُعثرت مرة في الجبال،

وقد جُمعت معًا وصارت واحدًا،

كذلك ابن كنيستك المقدسة من كل أمة،

ومدينة وبلدة وقرية وبيت،

واجعل منها كنيسة واحدة حيَّة جامعة.

ليتورچيا الأسقف سرابيون

* الآن ما هو هذا الجسد الواحد؟ إنه المؤمنون في العالم كله، الكائنون الآن، والذين كانوا، والذين سيكونون. مرة أخرى، الذين أرضوا الله قبل مجيء المسيح هم "جسد واحد". كيف يكون هذا؟ لأنهم هم أيضًا عرفوا المسيح. من أين يظهر هذا؟ يقول: "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي، فرأى وفرح" (يو ٨: ٥٦). كما قال: "لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني، لأنه هو كتب عني" (يو ٥: ٤٦). لم يكن ممكنًا للأنبياء أن يكتبوا أيضًا عن "الواحد" لو أنهم لم يعرفوا ما قالوه عنه، لكنهم عرفوه وعبدوه، هكذا كانوا هم أيضًا جسدًا واحدًا

ليس الجسد منفصلًا عن الروح، وإلاَّ ما كان جسدًا، هكذا جرت العادة بيننا أن ندعو الأشياء المتحدة معًا والمتجانسة تمامًا والمتلاصقة أنها جسد واحد. وأيضًا من جهة الوحدانية نقول إن ما يخضع لرأسٍ واحدٍ هو جسد؛ وحيث يوجد رأس واحد، يوجد جسد واحد.

يتكون الجسد من أعضاء، مكرمة وغير مكرمة. ليس للعضو الأعظم أن يضاد المحتقر، ولا الأخير أن يحسد الأول. حقًا لا يساهم ك عضو بنفس المقدار كغيره، لكن كل واحد يقدم ما تدعو إليه الحاجة. وإذ خُلقت جميع الأعضاء لأغراض ضرورية ومتنوعة، لذا يُحسب الكل في كرامة متساوية...

يوجد في الكنيسة أعداد كبيرة، منهم من يمثلون الرأس، مرتفعون في الأعالي، ومنهم من يشبهون العينين اللتين في الرأس، يتطلعون نحو السماويات، يقفون بعيدًا عن الأرض، ليست لهم خلطة بها، ومنهم من يمثلون الأرجل يطأون على الأرض، الأرجل السليمة، لأن السير على الأرض لا يعتبر جريمة إنما الجري نحو الشر هو كذلك. يقول النبي: "أرجلهم إلى الشر تجري" (إش ٥٩: ٧).

ليت الرأس لا تتشامخ على الرجلين، ولا تتطلع الرجلان بالشر نحو الرأس، وإلاَّ تشوه الجمال الخاص بكل عضو وتعطّل كمال عمله.

طبيعي أن من ينصب الشراك لقريبه إنما ينصبها لنفسه أولًا، وإن رفضت الرجلان أن تحملا الرأس بعيدًا عن قصدها، فإنهما في نفس الوقت تؤذيان نفسيهما بتكاسلهما وبعدم الحركة. أيضًا إذا رفضت الرأس الاهتمام بالرجلين أصابها الأذى هي أولًا ...[102]

القديس يوحنا الذهبي الفم


ثانيًا: "َرُوحٌ وَاحِدٌ" ]٤[؛

الوحدة في جوهرها ليست تنظيمات خارجية، وإنما حياة داخلية يقودها روح الله القدوس الواحد، ليهب الكل روحًا واحدًا، وحياة داخلية متناسقة ومتناغمة معًا.

* بالروح القدس، الذي يجمع شعب الله في واحد، يُطرد الروح الشرير المنقسم على ذاته.

* من اختصاص الروح القدس الشركة التي بها صرنا جسدًا واحدًا لابن الله الواحد الوحيد، إذ مكتوب: "فإن كان وعظ ما في المسيح، إن كانت تسلية ما للمحبة، إن كانت شركة ما للروح" (في ٢: ١)[103].

القديس أغسطينوس

* عندما نزل العليّ وبلبل الألسنة قسّم الأمم.

لكنه عندما وزّع ألسنة النار (الروح القدس)، دعى الكل إلى الوحدة.

لهذا باتفاق واحد، نمجد الروح كلي القداسة.

لحن عيد البنطقسطي Kantakon

(بالكنيسة الأرثوذكسية اليونانية)

* يقول الله: "في بيت واحد يؤكل، لا تُخرج من اللحم من البيت إلى خارج" (خر ١٢: ٤٦). جسد المسيح، جسد الرب المقدس لا يمكن أن يُحمل خارجًا، لا يوجد بيت للمؤمنين غير كنيسة واحدة. هذا البيت، هذا المأوى لوحدة الروح القدس أُشير إليه وأعلن عنه حين قال: "الله مسكن المتوحدين (ذوي الفكر الواحد) في بيته" (مز ٦٧: ٦). ففي بيت الله، في كنيسة المسيح، يسكن ذوو الفكر الواحد، يحتفظون باتفاق معًا وببساطة[104].

* إذ تتقبل الكنيسة هذه الكرازة وهذا الإيمان، فإنها وإن كانت مبعثرة في العالم كله لكنها تكون كمن تقطن في بيت واحد، بدقة تحرص على ذلك. إنها تؤمن بهذه التعاليم كما لو كان لها نفس واحدة، ولها ذات القلب الواحد؛ وهي تعلن هذه التعاليم وتعلمها وتسلمها بتناسق كامل كما لو كان لها فم واحد[105].

القديس إيريناؤس

* الحب الذي يطلبه بولس ليس حبًا عامًا، إنما الحب الذي يثبتنا في بعضنا البعض، ويجعلنا ملتحمين معًا بغير انشقاق، فيقيم وحدة كاملة كما بين عضو وعضو. مثل هذا الحب ينتج ثمارًا عظيمة ومجيدة، لذا قال: "جَسَدٌ وَاحِدٌ" .. وقد أضاف بطريقة جميلة: "َرُوحٌ وَاحِدٌ"، مُظْهِرُ أن يكون الجسد الواحد أيضًا روحًا واحدًا. إذ يمكن أن يوجد جسد واحد ولا يكون الروح واحدًا، كأن يصادق إنسان هراطقة.

بهذا التعبير أراد أن يكشف عن تظاهرهم بالاتفاق، كأنه يقول: "لقد قبلتم روحًا واحدًا، وشربتم من ينبوع واحد، لذا يجب ألاَّ تنقسموا في الفكر". ولعله أراد بالروح هنا غيرتهم[106].

القديس يوحنا الذهبي الفم

ثالثًا: " رَجَاء وَاحِد" ]٤[،

عمل الروح القدس قائد الكنيسة الداخلي بعث روح الرجاء الواحد نحو الميراث السماوي، والتمتع بشركة المجد الأبدي. هذا الرجاء الواحد الذي دعينا إليه ينزع عن الإنسان رغبته في الكرامات الزمنية وحب السلطة، فيطلب الكل ما هو غير منظور، ويتسابق الكل في احتلال المركز الأخير الذي احتله الرب حين صار عبدًا وأطاع حتى الموت موت الصليب.

* لقد أضاف: "كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ" ]٤[، بمعنى أن الله دعا الكل بذات الشروط. لا يمنح واحدًا شيئًا غير الآخر، إنما يعطي الخلود للجميع مجانًا، يهب الكل الحياة الأبدية، والمجد الخالد، والأخوّة، والميراث.

إنه رأس الجميع، يقيم الجميع معه ويجلسهم معه (أف ٢: ٦) ...

هل يمكن القول بأنك دُعيت بواسطة إله أعظم وغيرك دُعي بواسطة إله أقل؟! هل أنت خلصت بالإيمان وغيرك خلص بالأعمال (الناموسية)؟! هل نلت أنت المغفرة في المعمودية وغيرك لم ينل؟! ...[107]

القديس يوحنا الذهبي الفم

رابعًا: "رَبٌّ وَاحِدٌ" ]٥[.

* يود لنا إتحادًا مع بعضنا البعض على نفس المثال الذي لوحدة الثالوث القدوس... هذه الوحدة هي أكمل إتحاد يلزم أن تنعكس على وحدة المؤمنين[108].

القديس كيرلس الكبير

* عمل الرب الواحد أن يضمنا معًا فيه لنصير فيه كاملين وسمائيين بروح الوحدة. إنه يطلب الكل، يرغب أن يخلص الكل، يود أن يجعل الكل أبناء الله، ويدعو كل القديسين في رجل واحد كامل.

يوجد ابن الله الواحد، الذي به نتسلم التجديد خلال الروح القدس، يود أن يأتي الكل في إنسانٍ واحد كامل سماوي[109].

القديس هيبوليتس الروماني

خامسًا: "إِيمَانٌ وَاحِدٌ" ]٥[.

عمل الكنيسة الأول هو تقديم الإيمان الحق والثابت للعالم، لذا يدعوها القديس كبريانوس: "بيت الإيمان[110]". هذا الإيمان تقبلته الكنيسة كوديعة تحفظه عبر الأجيال دون انحراف، وكما يقول القديس أيريناؤس: [الكنيسة الأولى الجامعة هي وحدها تعمل في وحدة الإيمان الواحد[111].]

عبر العلامة أوريجينوس في إحدى عظاته عن الفصح عن الإيمان الواحد الذي تعيشه الكنيسة الواحدة لتخلص معلقًا على ممارسة الفصح لكل عائلة في بيت واحد (خر ١٢: ٤٦)، قائلًا: [هذا يعني أنه بيت واحد له الخلاص في المسيح، أعني الكنيسة التي في العالم، هذه التي كانت متغربة عن الله والآن تتمتع بقرب فريد لله، إذ تقبلت رسل الرب يسوع كما تقبلت راحاب قديمًا في بيتها جاسوسيّ يشوع، فتمتعت وحدها بالخلاص وسط خراب أريحا[112].]

سادسًا: " مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ" [٥].

في سرّ المعمودية يتقبل المؤمنون - من أمم كثيرة - العضوية في جسد المسيح الواحد، ويشاركونه دفنه، وينعمون بحياته المقامة التي تهيئهم ليصيروا العروس السماوية الواحدة للعريس الواحد.

* إذ ليس لنا نحن والهراطقة إله واحد، ولا رب واحد، ولا كنيسة واحدة، ولا إيمان واحد، ولا روح واحد، ولا جسد واحد، فمن الواضح أنه لا يمكن أن تكون المعمودية مشتركة بيننا وبين الهراطقة، إذ ليس بيننا وبينهم شيء مشترك[113].

القديس كبريانوس

سابعًا: "إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ" [٦]. ترتبط الكنيسة الجامعة بالراعي الواحد والآب بالرغم من وجود قيادات كنسية كثيرة، فيبقى أبوها سرّ وحدتها، إذ يقول الرسول:

"َآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ،

الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ" [٦].

أبوة الله نحو المؤمنين عجيبة، تضمنا معًا تحت حبه وعنايته فنَظْهر أبناء لأب واحد "على الكل"، يدبر كل حياتنا خلال أبوته. أما قوله "بالكل"، فإنه كأبٍ محبٍ يعمل ليس فقط كمدبر "على الكل" وإنما بالكل، أي بنا، ومن خلالنا كأعضاء في جسد ابنه المحبوب. وبقوله: "في كلكم" يؤكد سكناه فينا. بمعنى آخر أبوته تظهر في جوانب ثلاثة متكاملة:

أ. رئاسته الأبوية (على الكل).

ب. عمله بنا خلال تقديره لنا كأبناء له (بالكل).

ج. سكناه في داخلنا (في كلكم).

وقد لاحظ بعض الدارسين أن عبارات الرسول في هذا الأصحاح عن الوحدة شملت ثلاثة ثلاثيات:

أ. من جهة الكنيسة: جسد واحد، روح واحد، رجاء الدعوة الواحد [٤].

ب. من جهة الإيمان: رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة [٥].

ج. من جهة أبوة الله لنا: على الكل، بالكل، في الكل [٦].

إذ تحدث الرسول عن سرّ الوحدة الكنسية التي تقوم خلال وحدة الجسد والروح والرجاء والإيمان والمعمودية، بإتحادنا في الله الواحد، وتمتعنا بأبوته الواحدة للكل. الآن يؤكد الرسول أن الوحدة لا تعني ذوبان الأشخاص وتطابق الكل ليكون الجميع صورة لشكلٍ واحدٍ، وإنما هي وحدة متناغمة ومنسجمة خلال المواهب المتنوعة. ففي أكثر من موضع يؤكد الرسول بولس تنوع المواهب كعلاقة على حيوية الكنيسة (رو ١٢: ٣-٨؛ ١ كو ١٢: ١-٣١). هذه المواهب تُعطى للأعضاء كهبة إلهية حسبما يرى الله بحكمته وأبوته. كأب حكيم يهب كل أحد بما يناسبه، وليس عن محاباة؛ إنه يعطي بفيض حسب كرمه الإلهي، إذ يقول الرسول: "وَلَكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ"]٧[.

يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم قائلًا:

[لاحظ أنه لم يقل "حسب إيمان كل واحد"، لئلا يسقط الذين ليس لهم معارف كثيرة في اليأس، لكنه ماذا قال؟ "حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ". يقول أن النقطة الرئيسية والأساسية هي أن الكل يشترك معًا في المعمودية والخلاص بالإيمان وأخذ الله أبًا لنا والشركة في الروح الواحد. فإن كان لهذا الإنسان أو ذاك موهبة روحية سامية لا تحزن قط، فإنه يُطالب بمتاعبٍ أكثر. فالذي أخذ خمس وزنات كان مطالبًا بخمس، أما الذي نال وزنتين فأحضر فقط وزنتين (أخريتين) ومع هذا نال مكافأة لا تقل عن الأول. لذلك فإن الرسول هنا أيضًا يشجع السامع على نفس الأساس، مظهرًا أن المواهب تُعطى لا لتكريم شخص عن آخر، وإنما لأجل العمل في الكنيسة، كما يقول بعد ذلك: "لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ، لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ"]١٢[. لذلك يقول حتى عن نفسه: "ويل لي إن كنت لا أبشر" (١ كو ٩: ١٦). كمثال: نال هو موهبة الرسولية، لذلك الويل له - لا لأنه تقبلها - (وإنما إن كان يهمل فيها)، أما أنت فلا تسقط تحت هذا الخطر.

"حَسَبَ قِيَاسِ"]٧[. ماذا يعني "حسب قياس"؟

إنها تعني "ليس حسب استحقاقنا"، وإلاَّ ما كان أحد قد نال ما ناله، وإنما حسب العطية المجانية التي نلناها.

إذن لماذا ينال أحد أكثر مما ينال آخر؟

يود أن يقول بأنه ليس شيء يسبب ذلك، وإنما الأمر هو مجرد تنوّع، لكي يساهم كل أحد في "البناء". بهذا يُظهر أن الإنسان لا ينال أكثر وغيره أقل حسب استحقاقه الذاتي، وإنما من أجل (نفع) الآخرين، حسب قياس الله، إذ يقول في موضع آخر: "وأما الآن فقد وضح الله الأعضاء كل واحد منها في الجسد كما أراد" (١ كو ١٢: ١٨)[114].]

القديس يوحنا الذهبي الفم

إذن فالعطية إلهية تُعطى حسب حكمة الله الفائقة أو حساب قياس المسيح كما يقول الرسول، لكن دون شك إضرامنا للمواهب المجانية وأمانتنا تفتح بابًا لنوال عطايا مجانية أكثر، وكما يقول القديس چيرو: [هذا لا يعني أن قياس المسيح يتغير، لكن قدر ما نستطيع أن نتقبل يسكب نعمته فينا[115].]

على أي الأحوال، ليس المجال للافتخار ولا لليأس، فإن مواهبنا هي عطية الله المجانية التي يهبها لنا لا عن استحقاقات ذاتية، وإنما لأجل العمل معًا لبناء الكنيسة الروحي. هو الذي نزل إلينا وقدم محبته العملية على الصليب وصعد ليوزع مواهبه المجانية حسب غنى حكمته. يقول الرسول: "لِذَلِكَ يَقُولُ: إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا" [٨].

* "سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا"]٨[.

عندما ارتفع على الصليب المقدس سمّر الخطية التي انتزعتنا من الفردوس على الصليب، وسبى سبيًا كما هو مكتوب.

ماذا سبي سبيًا؟ نتيجة سقوط آدم سبانا عدونا، وأمسك بنا، وجعلنا تحت سلطانه. عندئذ صارت نفوس البشر بعد تركها الجسد تذهب إلى الجحيم، إذ أُغلق الفردوس أمامها. لذلك إذ ارتفع المسيح على الصليب المقدس واهب الحياة اختطفنا بدمه من السبي الذي اُستعبدنا فيه خلال سقوطنا. بمعنى آخر أمسك بنا من يد العدو، وجعلنا مسبيين له بغلبته وطرده ذاك الذي سبق فسبانا. هذا هو السبب الذي لأجله يُقال: "سبي سبيًا"[116].

الأب دوروثيؤس من غزة

* "وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلًا إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ"]٩-١٠[.

عندما تسمع هذه الكلمات لا تفكر في مجرد تحرك من مكان إلى مكان، وإنما ما قد قرره بولس في الرسالة إلى أهل فيلبي (٢: ٥ - ٩) يركز عليه هنا (أي الإخلاء حتى الموت موت الصليب وارتفاعه ليخضع الكل له)...

لقد أطاع حتى الموت... فبقوله "أقسام الأرض السفلى" عني قبوله الموت وذلك حسب مفاهيم البشر... فقد قال يعقوب: "تنزلون شيبتي بحزن إلى الهاوية" (تك ٤٢: ٣٨)، وجاء في المزمور: "أشبه الهابطين في الجب" (مز ١٤٣: ٧)، أي يشبه الموتى.

لماذا نزل إلى هذه المنطقة؟ وعن أي سبي يتحدث؟ إنه يتحدث عن الشيطان، إذ سبي الطاغية، أي الشيطان أو الموت واللعنة والخطية...

يقول أنه نزل إلى أقسام الأرض السفلى فلا يكون بعده أحد، وصعد إلى فوق الكل حيث لا يكون بعده أحد. هكذا يظهر طاقته الإلهية وسمو سلطانه...!

* نزوله إلى أقسام الأرض السفلى لم يضره، ولا كان ذلك عائقًا له عن صيرورته أعلى من السماوات. هكذا كلما تواضع الإنسان بالأكثر يتمجد! ذلك كما في الماء كلما ضغط الإنسان على الماء إلى أسفل ارتفع إلى أعلى[117].

القديس يوحنا الذهبي الفم

إذ أوضح الرسول الثمن الذي دفعه السيد المسيح ليقدم لنا هبات العهد الجديد أو المواهب المتنوعة، بنزوله إلى أقصى أقسام الأرض السفلى، أي الموت، لكي يرتفع فيرفعنا معه إلى السماوات عينها، الآن يعلن أن عطايا الله لأعضاء كنيسته ليست قاصرة على أشخاص دون سواهم بل يفيض بالعطاء على الكل، وإن اختلفت العطية؛ ليس من عضو بلا موهبة أو عطية وإلاَّ فقد وجوده كعضوٍ وصار يمثل ثقلًا على الجسد عوض ممارسته العضوية، إذ يقول: "لِكَيْ يَمْلأ الْكُلَّ. وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلًا، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ" ١٠-١١.

إنه "يملأ الكل"... يملأهم هبات وعطايا ليمارسوا عملهم بروحه القدوس، كأعضاء حقيقيين في جسد المسيح الدائم العمل والحركة، الجسد الذي لن يتوقف عن الحياة ولا يُصاب بشيخوخة أو يفقد سمة العمل الدائم.

* "فوضع الله أناسًا في الكنيسة، أولًا رسلًا، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلمين" (١ كو ١٢: ٢٨)، وكل وسائل أعمال الروح الأخرى. فمن لا يشترك في عمل الكنيسة لا يشارك هذا الروح... إذ حيث توجد الكنيسة يوجد روح الله، وحيث يوجد روح الله توجد الكنيسة وكل نوع من النعمة[118].

القديس إيريناؤس

* أنت نفسك صرت كاهنًا في المعمودية ... صرت كاهنًا من جهة أنك تقدم نفسك تقدمة لله[119].

القديس يوحنا الذهبي الفم

* لقد أكمل الحديث مظهرًا عناية الله وحكمته، لأن من قام بأعمال كهذه، وله هذه القدرة، ذاك الذي لم يرفض أن ينزل حتى إلى أقسام الأرض السفلى لأجلنا لا يمكن أن يقوم بتوزيع المواهب الروحية بلا هدف.

يخبرنا في موضع آخر أن هذا من عمل الروح، قائلًا: "أقامكم الروح القدس أساقفة لترعوا كنيسة الله". هنا (أف ٤: ١١) ينسب العمل للابن، وفي موضع آخر لله (الآب) (١ كو ٣: ٦ - ٨).

يقول: "لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ، لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ" ]١٢[. هل تدركوا كرامة هذه الوظيفة؟ كل عمل هو للبنيان، الكل يكمّل، الكل يخدم[120].

القديس يوحنا الذهبي الفم
3. الوحدة وبنيان الكنيسة

إذ تحدث الرسول بولس عن الوحدة الكنسية التي تُدعَّم أساسًا على وحدة الإيمان]١- 6[، عاد ليؤكد وحدة العمل بالرغم من تنوع المواهب]٧- ١١[ حيث يتسلم الكل دوره في بناء الكنيسة من يد المسيح الواحد الذي نزل حتى الموت وصعد ليفيض على كنيسته مواهبه الإلهية. الآن]١٢- ١٦[ يحدثنا عن وحدانية الهدف. فإن كانت المواهب متعددة، لكن الغاية واحدة هي "بيان جسد المسيح الواحد"]١٢[.

المواهب هي عطية الثالوث القدوس، تارة ينسبها الرسول للروح القدس وأخرى للسيد المسيح، وثالثة للآب، لأنها هي عطية الروح القدس التي قدمت للكنيسة خلال استحقاقات الابن الذي قدم حياته مبذولة لأجلنا، تُوهب بتدبير الآب محب البشر. يقدمها الثالوث القدوس لبنيان الكنيسة كلها، كما يقول الرسول: "لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ، لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ"]١٢[، وفي نفس الوقت لبنيان كل عضو فيها. بمعنى آخر وحدة الهدف تمجّد الكنيسة الجامعة كما تمجد كنيسة القلب الداخلي، تحقق النمو الروحي للجماعة مع بنيان كل إنسان روحيًا لكي يبلغ الكل إلى "قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ"]١٣[.

أولًا: من جهة بنيان الجماعة ككل

الآن يوضح الرسول، بشيءٍ من الإسهاب، ماذا يقصد ببنيان جسد المسيح، إذ يقول: "إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ" [١٣].

بمعنى آخر إذ تنوعت المواهب، إنما لكي يعمل الكل بهدفٍ واحدٍ، بغية الوصول "إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ". وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [بمعنى إلى أن نُظهر أن لنا جميعنا الإيمان الواحد، حينما نكون كلنا واحدًا، ونكون كلنا متشابهين في معرفة الرباط المشترك. هكذا يليق بك أن تتعب عاملًا بهذا الهدف. فإن قبلت الموهبة بهذا الهدف أي بنيان الغير، فإنك لن تتوقف عن العمل إن حسدك الآخرون. لقد كرمك الله، وسامك لكي تبني غيرك. نعم بهذا الهدف كان الرسول منشغلًا، وبذات الهدف كان النبي يتنبأ ويعمل والإنجيلي يكرس بالإنجيل والراعي والمعلم يعملان، الكل يتعهد عملًا مشتركًا واحدًا. الآن إذ نؤمن كلنا إيمانًا متشابهًا توجد وحدانية، ويتحقق "الإِنْسَانٍ الكَامِلٍ"[121].]

هكذا يتناغم تنوع المواهب في الكنيسة - جسد المسيح الواحد - مع وحدانية الإيمان، إذ يعمل الكل معًا، كل في موهبته، خلال عضويته الصادقة في جسد المسيح لبنيان الجماعة المقدسة، بهذا يدخل الكل إلى "َمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ"، "إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ". بمعنى أن الوحدة الكنسية القائمة على تنوع المواهب مع وحدة الهدف ووحدانية الإيمان تنطلق بالمؤمنين من حالة الطفولة الروحية إلى النضوج الروحي، إذ ينطلق الكل معًا من معرفة روحية اختيارية حيَّة إلى معرفة أعمق فأعمق، لعلهم يبلغون "قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ".

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [يقصد هنا بالملء المعرفة الكاملة، فكما يقف الرجل (الإنسان الكامل) بثبات بينما يتعرض الطفل للفكر المتردد، هكذا أيضًا بالنسبة للمؤمنين[122].]

نحن الآن كمن هم في حالة طفولة نامية للبلوغ إلى النضوج الكامل، لذا يدعونا الرسول في موضع آخر "أطفالًا" (١كو ١٣: ١١)، وحينما يقارن بين ما نلناه من معرفة روحية وما نكون عليه من معرفة مقبلة يحسبنا هكذا، قائلًا: "لأننا نعلم بعض العلم ونتنبأ بعض التنبؤ، ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض، لما كنت طفلًا كطفل كنت أتكلم وكطفل كنت أفطن وكطفل كنت أفكر، ولكن لما صرت رجلًا أبطلت ما للطفل، فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز لكن حينئذ وجهًا لوجه، الآن أعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عرفت" (١ كو ١٣: ٩ - ١٢).

هكذا مادمنا في جهادنا، نعمل معًا بهدف واحد في وحدانية الإيمان، ننطلق دائمًا من حالة الطفولة إلى النضوج لنبلغ "قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ".

ثانيًا: من جهة كل عضو

لا يمكن فصل العضو عن الجماعة، ولا الجماعة عن العضو، كل نموٍ في حياة الجماعة هو لبنيان الأعضاء، وكل نموٍ حقيقيٍ في حياة الأعضاء هو لبنيان الجماعة. لذلك إذ نسمع تعبير "قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ" لا نحسبه خاص بالكنيسة كجماعة فحسب، ولا كأعضاء منعزلين، إنما هو حث للجماعة ككل ولكل عضو لعله يبلغ المرتفع الشاهق.

هنا المرتفع شاهق جدًا، لأن الرسول يريدنا بإرادتنا الحرة أن نجاهد بقوة النعمة بلا انقطاع سالكين في هذا الطريق بلا توقف. ليتنا إذ نسمع هذا لا نيأس، متذكرين كلمات الأب سيرينيوس: [يليق بنا ألاَّ ننسحب من جهادنا في السهر بسبب اليأس الخطير، لأن "ملكوت السماوات يُغصب والغاصبون يختطفونه" (مت ١١: ١٢). فلا يمكن نوال فضيلة بدون جهاد[123].] ويحدثنا الأب ثيوناس[124] عن الجهاد معلنًا أن الله لا يُلزمنا على صعود مرتفعات الصلاح العالية والسامية لكنه يحثنا بنصائحه وشوقنا لبلوغ الكمال بإرادتنا الحرة.

الآن بعد أن شوّقنا الرسول للارتفاع على الجبال السماوية الشاهقة لنبلغ "قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ" حذرنا من المعوقات، مطالبًا إيانا بالجهاد بلا انقطاع، كأطفال صغار يحتاجون إلى النمو بغير توقف بالرغم من الصعاب التي تواجهنا، إذ يقول:

"كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالًا مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ،

بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ.

بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ:

الْمَسِيحُ"]١٤-١٥[.

كأن السيد المسيح يعمل في أناس هم أطفال غير ناضجين، يسندهم وينميهم ليقيمهم رجالًا ناضجين روحيًا، وعوض الضعف يهبهم قوة. بمعنى آخر، يعيش كل عضو داخل الكنيسة في حركة مستمرة بلا انقطاع، ناميًا في المحبة، أي في المسيح الذي لم يرضِ نفسه (رو ١٥: ٣)، بل أحب الكل، باذلًا حياته ليقيم الكنيسة.

يقارن الرسول بولس الكنيسة بالسفينة وسط مياه هذا العالم، فإن لم يعمل كل البحارة معًا بروح واحد يصيرون كأطفال يتعرضون لمتاعبٍ كثيرةٍ، ولا يقدرون على مقاومة الرياح والأمواج فيهلكون.

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الرسول هنا يتحدث عن الكنيسة كبناء واحد، إن لم يعمل الكل معًا فيه يتعرض للهدم ويفقد الكل حياته، إذ يعلق على هذا النص، قائلًا:

[بقوله: "لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ" يظهر أنهم كانوا هكذا في القديم، حاسبًا نفسه أيضًا موضوع تصحيح معهم. يود أن يقول بأنه يوجد عاملون كثيرون كي لا يهتز البناء، فتكون الحجارة مثبتة لا محمولة (إلى هنا وهناك). هذه هي سمة الأطفال أن يُحملوا إلى هنا وهناك فيضطربون ويهتزون... لقد قدم هذا التشبيه ليشير إلى الخطر العظيم الذي تتعرض له النفوس[125].]

إذ كشف الرسول عن خطورة الحياة بغير وحدانية الإيمان والهدف، مشبهًا العاملين كأطفال يلهون، كل في واديه، يُحملون بريح التعاليم الباطلة، ويسقطون تحت خداع الناس، وينحرفون إلى الضلال، أوضح الالتزام بالسلوك في طريق "الوحدانية" بارتباط الكل بالحب معًا تحت قيادة "الرأس المسيح" الواحد، مشبهًا الكنيسة بالجسد فتنمو الأعضاء معًا خلال إتحادها فيه، وتنال بنيانها خلال عمله فيها [١٥، ١٦].

الجسد كله ينمو معًا، دون أن يفقد العضو كيانه بل يتمتع قدر قياسه، قدر ما يتسع ينال من الرأس نموه. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [تعتمد نفوس البشر عليه كأعضاء، فينعم كل عضو منفرد بعنايته الإلهية وعطية المواهب الروحية قدر ما يناسب قياسه، هذا يؤدي إلى نموهم... يليق بكل عضو ليس فقط أن يكون متحدًا بالجسد، وإنما يكون أيضًا في مكانه اللائق به، وإلاَّ فقد إتحاده بالجسد وحُرم من تقبل الروح[126].]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kermarysa.yoo7.com/f25-montada
 
الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس الحياة الكنسية العملية الحزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  الرسالة إلى أهل أفسس 6 - تفسير رسالة أفسس الحياة العملية والجهاد الروحي الجزء(1)للقمص تادرس يعقوب ملطي
» الرسالة إلى أهل أفسس 6 - تفسير رسالة أفسس الحياة العملية والجهاد الروحي الجزء(2)للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  الرسالة إلى أهل أفسس 5 - تفسير رسالة أفسس العبادة والسلوك للقمص تادرس يعقوب ملطي
»  الرسالة إلى أهل أفسس 1 - تفسير رسالة أفسس الكنيسة وسرّ المعرفة للقمص تادرس يعقوب ملطي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس و مارمينا و ابونا يسى :: قسم الكتاب المقدس ::  منتدى العهد الجديد-
انتقل الى: